01-07-2014, 02:55 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
رئيس جمهورية الغرفتين
رئيس جمهورية الغرفتين
نمت باكرا على غير عادتي ,بعد أن ملأت بطني بما لذّ و طاب ...لا أتذكر يوما أني نمت فيه على جنبي الأيمن, أو التزمت فيه بآداب النوم, كنت دائما على غرار الكثير من أبناء أمتي ,كالخروف أنفخ بطني بالطعام في شهر الصيام ,ثم أتمدد حتى أغيب في الشخير ,و ما يتبعه من أحلام مزعجة و كوابيس مخيفة ... و من عادة أحلامي أن تأتي متشابهة ,و متقاربة, في كل ليلة... فإما أن أراني مهددا بالسقوط في بئر عميقة ,و إما أن أرى رجلا ضخما يمسك بهراوة و يهددني بضربة على الرأس ...و مازالت حتى الساعة, أجهل سبب هذه الكوابيس, أهي من انعكاسات ثورات الربيع على مخيلة المواطن العربي ...؟ أم هي جراء التخمة و بساطة الفكرة..؟ ترى ما بالُ أحلامي هذه الليلة..؟ لماذا تغيّرت .. لِمَ لَمْ تكن كابوسا مفزعا كسابقتها ..؟ربما لأن العشاء كان دسما أكثر هذه المرة ...أو ربما جراء ومشاهدتي لصور فظيعة و أخبار شنيعة, عن ربيعنا العربي من هنا و هناك.. تصوروا لأول مرة أرى في المنام أني رئيس دولة عربية غريبة الإسم ...و المفاجأة الكبرى أن أراني كذلك في زيارة رسمية للبيت الأبيض الأمريكي ..يا له من حلم لذيذ ليتني لم أستيقظ منه حتى أكون رئيسا مدى الحياة بعيدا عن الانتخابات الرئاسية و مطالبة الشعب لي بالتنحي على غرار حسني مبارك و علي عبدالله صالح ...تصوروا رأيتني في مطار واشنطن ..لم يكن ساعتها في استقبالي سوى عمدة المدينة و ثلة من رجال المخابرات الأمريكية السرية... بادلتهم التحية و سألتهم عن الرئيس قلت لهم : لماذا لم يأتِ الرئيس أوباما لاستقبالي ..أجابوني بالقول :أنت رئيس دولة صغيرة فقيرة من دول العالم الثالث هذا إن لم تكن من دول العالم العاشر و الرئيس أوباما لا يتشرف بك و لا بدولتك التي لا يساوي حجمها بالنسبة لأمريكا سوى بيت يتكون من غرفة نوم و قاعة جلوس (غرفتين )...ثم أدخلوني بعدها لغرفة عملياتهم المخابراتية و أملوا عليَّ شروطهم مقابل احتفاظي بالسلطة في بلدي و مد المساعدات لشعبي الجائع و العاطل عن العمل بإعاناتهم المسمومة بالتبعية و الخضوع...بعد خمسة أيام من توجيهاتهم و تهديداتهم لي عدت إلى بلدي... و بمجرد أن وطأت أقدامي المطار حتى عمّت الزغاريد و الطبول و الأفراح أنحاء البلاد و أعلن التلفزيون الرسمي لجمهوريتي العظمى : أن فخامة رئيس الجمهورية المختار محمد الدرعي قد عاد بطلا مظفرا من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن اجتمع بالرئيس أوباما و تحادث معه حول أمهات القضايا في العالم و اتفق معه على إيجاد الحلول الملائمة و الدائمة لها في أقرب الآجال كما اتفقا الرئيسان على بناء شراكة و تعاون تجاري و اقتصادي بين الدولتين العظيمتين ....و لم أصحو من حلمي إلا عندما أيقظني أحد أفراد الأسرة على الساعة الرابعة صباحا معاتبا بقوله : إن شخيرك قد عَلَا كثيرا و تجاوز حده هذه الليلة... أجبته: لا تخاطبني بهذه الطريقة أنا مازلت رئيس دولة حتى الآن ... ذاك ليس شخيرا بل هو حديثي مع رئيس الولايات المتحدة
|
|
|