|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-10-2007, 04:03 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الضرير المبصر
الضرير المبصر
هزّ عباس عصاه يضربها في الأرض يمينا و شمالا يشق بها له طريقا وسط السـوق المزدحمة بالنــاس و كأنه في أحد الأدغال ذات الأشـجار المترامية و الأغصان المتشابكة. كان عباس ضريرا و قد جاوز الأربعين بكثير ، نزهته الوحيدة كانت في سوق المدينة و لطالما استغرب شبان حيّه من اختياره للسوق كمنتزه له فأصروا على مراقبته في احد الأيام . لم يكن عباس متسولا بل كان في كثير من الأحيان يتصدق بماله على فقراء السوق كلما اصطدم بأحدهم . رغم أن عباس قد تعوّد على شعاب السوق و طرقه الضيقة و الملتوية إلا انه كان يستعين بالمارة ليأخذوا بيده عبر الممرات الصعبة لكن الغريب في الأمر أن عباس كان يصطاد النساء من المارة و أي نساء حسناوات في غاية الـجمال و الرقة فقد كانت كل منهن ترق لحاله فتسارع للأخذ بيده وسط السوق حتى يعبرها و هكذا في كل يوم كان عباس يسعد بمرافقة هؤلاء الجميلات و ينتعش بروائحــــهن العبقة و أن حرم من النظر لجمالهن . تعجب الشبان الثلاثة الذين راقبوه من اختياره الصائب و شجاعته في مبـــــادرته و طلب معونتهن و شكوا أيّما شك في أمره حتى ظنوا أنه مبصر و عزموا على استجوابه و سؤاله عن سر اختياره و توفيقه . ضحك عباس ملء فيه من تساؤل أولئك الشباب و أحس في نبرات أصــواتهم و هم يتهافتون لــــسؤاله و استدراجه مدى عجزهم عن مبادرة مثل تلك الحــسناوات و ربما حتى تمييز جمالهن مع أنهم مبصرون.، ظل عباس يضحك و يـــــضحك و الشباب مغتاظون منه و قبل أن يمضي هز عصاه مشيرا بها إلى قلبه و واصل طريقه متعثرا تارة عن اليمين و تارة عن الشمال إلى أن أسعفته إحدى الحسناوات أمام مرأى الشباب الحائرين. وفي اليوم الموالي , عزم حسّان أحد الشبان الثلاث أن يقّلد عباس ويدعي انه ضرير فيصطاد من الحسان ما يشاء وظل صاحباه يرقبان المشهد من بعيد. تنكّر حسّان حتى لا يصطدم بأحد معارفه وارتدى نظارة سوداء ترى من خلالها عيونه ولا ترى وانتظر في الطرقة المقابلة للسوق طويلا وقد لفحته الشمس فازداد سماره ، ولم تمر أي من الحسناوات لسوء حظه . كان صاحباه يتغامزان عليه ويهزءان بصنيعه ، وبينما هو يائس بائس إذا بالبدر ينزل من عليائه في عز الظهر, يخفق قلب حسّان ويكاد ينسى انه أعمى ، فقد كاد أن ينتفض مسرعا للحاق بالبدر في تمامه لكنه تراجع قليلا وسارع خطاه بعض الشيء ثم تعثر عمدا وراح يصرخ متألما , التفتت الحسناء إليه ورقت لحاله فأخذت بيده حتى قام لكن حسان ظل يئن ويتوجع ويشكو صعوبة الطريق و يتذمر فما كان منها إلا أن أسعفته وسارت معه بكل تؤدة ,كان حسان ماكرا فاستغل الوضع وراح يتكأ عليها بكل وقاحة والمسكينة لا تقوى على تحريكه. كان حسان يحدق في عينيها الساحرتين من وراء زجاج نظارته السوداء وكاد لسانه الطويل أن يتدلى من فمه ليصف جمالها وروعتها ، لكنه تذكر للأسف انه أعمى فاكتفى بالنظر... كانا صاحباه قد نسيا أمره لكنهما سرعان ما لمحاه فأخذتهما الغيرة وعزما على تقليده في الأيام التوالي . وبينما حسّان مستمتع برفقة حسنائه ,إذا ببرق خاطف يمر مسرعا مصطدما بهما سارقا حقيبة الحسناء التي كانت بالكاد عالقة بيدها لفرط ثقل حّسان . وفي غمرة الفزع والصدمة و صراخ الحسناء, ينزع حسان نظارته و يناولها الحسناء المصدومة ويركض مسرعا وراء اللص الهارب ليعود بالحقيبة فرحا مسرورا إلى حسنائه، ولكنها عوض أن تشكره على صنيعه ، رمته بالنظارة على وجهه وأوسعته ضربا بالحقيبة على رأسه وخلفته وحيدا حزينا من دون حتى أن تشتمه , سارع صاحباه إليه وهما منفجران من الضحك حتى أضحكاه وما هي إلا خطوات قليلة حتى استدارت الحسناء وعلى وجهها ابتسامة ساحرة أنسته ألم حقيبة الحبيبة . |
|||
16-10-2007, 04:25 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
سلمت على ما نقلت يدك
وسلم حرفك الذي يصطف روعة ادخلت الجميل لقلبنا فاصبح مزخرفا فيه تصنعين الابداع سلمت فقيس جدارا يبلغك السلام |
||||
16-10-2007, 11:31 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
واطلالة جديدة
من لدن ليلى رابح صاحبة الحضور الملفت مرحى بجديدك ليلى ومرحى بعودتك لمضارب فينيقك كل الود |
||||
17-10-2007, 04:55 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
ليلى
بقصتها المضحكة.. و الفن الذي تتقنها في السخرية دوماً.. ابتزت منا ابتسامة.. اشتقنا تواجدكِ... أرجو أن تكوني بخير مودتي رعاكِ الله
|
||||
09-11-2007, 04:28 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
كم هو محظوظ من يملك البصر ومعه البصيرة؟؟؟!!!
اقتباس:
كم من البشر مفتحين ولكن بالحقيقة لا يرون الى مدى انوفهم,, الله وهب ا البصر لكل البشر,, ولكن البصيرة من صنع الانسان,, فيوجد اناس يملكونها , ويوجد اناس صعب عليهم امتلاكها...؟؟؟!!! آشور البابلي يلقي السلام على ليلى رابح و على جبال الاوراس , حيث انطلقت من هنالك ثورة الجزائر..!!!! |
||||
09-11-2007, 11:38 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
ترمين من الضحكة إلى ما وراءها .
جميل هذا القص الساخر . كل الو د لك أختي ليلى |
|||
26-11-2007, 01:19 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
اقتباس:
هو حقا نقل لواقع امتزج بجموح بعض خيالي و ان كل جميل يرى الوجود جميلا إطراؤك يزرع الابتسامة بداخلي كل الود عزيزي سيف
|
|||||
26-11-2007, 01:42 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
اقتباس:
ما رايك في القصة ؟ كل الود
|
|||||
26-11-2007, 01:46 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
اقتباس:
و انا اشتاق اليكم دوما سعيدة بابتسامتك كل الود لك حبيبتي كوثر
|
|||||
26-11-2007, 01:49 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
اقتباس:
الله وهب البصر لكن اين البصيرة تحية مفعمة بالمحبة و الشموخ من جبال الاوراس و بجاية و جرجرة سعيدة بصداقتكم و اخوتكم على أجنحة الفينيق العابرة لكل الحدود
|
|||||
26-11-2007, 01:52 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
اقتباس:
سعيدة جدا بزيارتك لصفحتي هذه فقد شع ضياؤك فيها ليلهمني أكثر قد أدركت المغزى و ما السخرية الا ريشة من جناح الفينيق الساحر كل الود و التقدير لقلمك
|
|||||
26-11-2007, 02:05 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
اقتباس:
مرورا بكل الدعابات الممكنة من نظارات سوداء و قلوب الحسان تعليقاتكم تزيد القصة رونقا و تمد في عمرها الف عمر ... كل الود و التقدير
|
|||||
15-12-2007, 02:39 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
عزيزتي ليلى
بانتظارك دوماً مع قصص مبتكرة يخطّها يراعك بسخرية بارعة نهارك سعيد سلام |
||||
15-12-2007, 05:44 PM | رقم المشاركة : 14 | |||||
|
اقتباس:
لا حرمني الله من إطلالتكم الرائعة بكم و لكم أستمر جعل كل ايامك سعيدة
|
|||||
|
|
|