(كتبتُ جراحي للنّجوم ـ جهاد بدران / رقم الايداع :ج.ب/ 1/ 2018) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2018, 02:29 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي




نأمةُ البَوحِ مِن جوفِ الرّوح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وجلجل صوت الشّوق يُزجي خواطري
جوىً، وأنا المكدود بين الدّياجرِ
ألوذُ وفي قلبي شظايا لذكرهِ
ونبرةُ تحنانٍ، تغشّي بصائري
فتوقظُ من حولي صدى كلُّ نأمةٍ
كأنّ غريباً فضّ سِرّ المشاعرِ
تُدثّرُني أحلامهُ تُعتقُ الجوى
يلوذ بحمّى الصّمت كتمان صابرِ
يُسائل عنّي النّجم والبدر شاهدٌ
متى يتجلّى الغيبُ بين النّواظرِ
فيأرجُ لحن النّاي مِن جوف جُبّهِ
ويأملُ كلّ الحين كشف السّتائرِ
وشمعةُ بوحي من مُدىً بين كفّهِ
وزهرةُ نيسان عروسُ الخواطرِ
أفتّشُ عنّي في قناديل ناسكٍ
ألوذُ وَداداً بين همسِ السّرائرِ
أبوحُ وشعري عالقٌ بين نبضهِ
يردّدُ أنغاماً بِوَحيِ المحاذرِ
بلا وهنٍ كحّلتُ أجفانَ حلمهِ
كطيفِ ملاكٍ وحيُهُ في السّواحِرِ
فأقضمُ أحزاني تراتيلَ عاشقٍ
وأزفر يأسي من بقايا الجوائرِ
أتيتُ بتأويل الرؤى من دُجُنّةٍ
وفي وطني صلّيتُ كلّ البشائرِ
فتضطربُ الأنفاسُ في غمرة الدّجى
فما عرفَت أيّانَ وجهُ المقابرِ
فكيف نهاري يخلعُ الأمسَ نبضهُ
وكلّ دمائي تحت موت الضّمائرِ
سأشعلُ أكفاني سراجاً لظلّهِ
لتقرأها النّجمات عند المعابرِ
متى وطني بالحبّ نفديك صوتنا
متى دمنا يعنو لأقصى المنابرِ



يومٌ تخافتَ فيه الضّوء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سجدَ الكونُ صامتاً في السّكونِ
وتعالى لناظري بالأنينِ
وشُموسُ الأفلاك يخبو سَناها
ثمّ تغدو كقانتات اليقينِ
وكأنّ النّهار جاورَ فجراً
ثمّ أدمى إشراقةَ المُستَكينِ
ولعلّ الأنوار حنَت لضوءٍ
ثمّ باتت كفيفةً بالعُيونِ
ولعلّ الأحلامَ أعيَت عيوناً
وتراخَت عن بُعدها للجُفونِ
وجرى البأسُ والذُّهول إليهِ
فتبارى في خطوهِ كالجنونِ
فإذا الرّوح في خُفوتٍ كئيبٍ
وإذا الشّعبُ في خُمولٍ مُبينِ
وإذا الصّوتُ في الدّيار رجيمٌ
كبكاء الأسرى بجوف السّجونِ
وإذا بالصّباح يدنو سديماً
كَذَبيحٍ يُساقُ عبر القرونِ
وترى الأرض كالّلهيب تلظٌت
حزَناً بالحداد صِنوَ السٌنينِ
وترى الفجر كاليتيم بدمعٍ
عبَرات الدّجى صغَت للحرونِ
ورماد الخريف يسجدُ صمتاً
وعلى صدرهِ نُكوص الشّجونِ
وعرى الموت في حياة خريفٍ
صلَةٌ للوجود نحو السّكونِ
يا لها من كآبةٍ غسّلَتها
عِبَرٌ من جذورها باليمينِ
فأبى الصّبحُ أن يُراقَ بليلٍ
وجمالُ الرٌبيع زهرُ الفُتونِ
فدنا العطرُ كالرٌذاذ بغيمٍ
قطَراتُ النّدى جلَتهُ لِحينِ
ومضى الكوكبُ المُضيءُ طَوافاً
وسَرى ضوؤُهُ جوىً للحنينِ



يا قدس !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــ

يا قدس أين دروبٌ ظلّها المطرُ
بالأرض نارٌ ووجهُ الضّوء ينتظرُ
يا قدسُ أين عيون العابدين على
أرض الكرام وفجرُ النّور يستعرُ
دمعي على زمنٍ ناحت مواجعهُ
ينعي غُروبَ ربيعٍ نبضُهُ عطِرُ
أتيتُ عرشكِ أرجو نورَهُ أملاً
ونجمةُ البدرِ تبدو ثمّ تعتذرُ
هذي الديّارُ التي ضمّت لنا وطناً
سالت مدامعها والقلبُ مُنكسِرُ
حزني على عربٍ شُلّت ضمائرهم
قد يمّموا الغرب رغم الذلّ واستتروا
في ليل غزّةَ جرحٌ هزّهُ وجعٌ
والأفقُ ملتهبٌ تسعى له البشرُ
تلهو بها دولٌ بالظّلم من بطرٍ
والصّمت كفّنها والحقّ منتصرُ
يا ليلُ ما لك قد فاضت مواجعنا
فالرّوح راجفةً بالقهر تندثرُ
كيف السّبيلُ إلى محراب مَقدِسِنا
مفتاحهُ من خشوعٍ، نورُهُ عِبَرُ
بين الضّلوع دمي يا قدسُ منتظرٌ
والشّمس والنّجمُ يبكي ليلهم قمرُ
ما غاب نوركِ من قنديل مغتربٍ
منك الضّياءُ وفيك البدرُ منبهرُ
يا قدس أنت رباطٌ سوف يجمعنا
والأرضُ تشهدُ والسّكينُ والحجرُ
كلّ الخيول لوادي الصّمت قد هربت
والّليل يشهدُ والأموات والصّورُ
مهما تُباغتنا الأحزان يا وطني
فالشّمسُ تشرق والأمطارُ تنهمِرُ



غيومُ الحزن
ـــــــــــــــــــــــــــــ

همومُ الكون في صدري تنامُ
وجمرُ البعدِ في قلبي ضرامُ
ألا يا عمرُ قد هاجت جراحٌ
وماجت فوق أحلامي السّهامُ
فلا ودّ ولا أطلالُ خِلٍّ
على جرحٍ يصيحُ فلا يُلامُ
لهيب الناّر يكوي لي ضلوعي
وهل يُرجى لمحزونٍ فطامُ
أنينٌ حطّم الدّنيا بقلبي
وصدري بات يسكنهُ الحطامُ
فلا دمعٌ ولا صمتٌ يداوي
إذا ما الدّاءُ جلّلهُ الرّكامُ
وقدسٌ في حنايا القلب تذوي
فما اهتزّت لشكواها الأنامُ
غيومُ الحزن يا أرضي تمادت
فلا أمنٌ يُطلُّ ولا سلامُ
وأقصى الجرح قنديلٌ حزينٌ
وظُلم الأرض يجلوهُ الحسامُ
سيوفُ المجد يُكسرها جبانٌ
وصوت النّصلِ يُخرسهُ الّلئامُ
فيا أرضي التي بوركتِ طُهراً
إليكِ الرّوح يحملها الكرامُ
سِراجٌ أنتِ تُشعلهُ دماءٌ
ومنك النّورُ يشكوهُ الظٌلامُ
نُسورُ القُدسِ قد أضحت بغاثاً
وخيّمَ في روابيها اليمامُ



أين الكرامة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــ

ما بالُ هذا الشّعب يملؤهُ الأسى
ويفيض من وجعٍ بما قد دُنّسا
ومن الذي ساس النّفوس هزائماً
بالجهل عاد وحُكمهُ قد نُكّسا
طفلٌ وبحرٌ يكشفان مهانةً
فنرى وليّ الأمر فينا أقعسا
أين الذي يدعو لمعتصمٍ، دماً
سُفِكت بصمت السّيف يقذفه الأسى
أين الذي بالأمس كان مقاتلاً
أسداً لنا، بالسّيف قاتل أخرسا
ودمشقُ من وجعٍ تنادي بحرها
غابت نجومي، فجرها مثل المسا
تتزاحمُ الأحقادُ نارٌ غدرها
يا شامُ ذئبك بات فينا أرعسا
يا أمّةً كشف الزّمان هُزالها
من غدرِ قادتها الضميرُ تيبّسا
وحشيّةٌ قتلت براءة طفلها
والأرض في حزَنٍ وتنعي الأنفُسا
والنّاس في صرَخاتهم صخبٌ، صدى
أصواتهم نزفت بما قد أبلسا
أتعودُ للوطن الممزّقِ عزّةٌ
أم أنّ شعباً ساد يوماً، أفلسا



صمتُ الّليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــ

صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ
وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ
وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ
بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ
وتظلّ الرّوح قعساءَ جوىً
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ
وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ
وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ
ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ
تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبراً
لم تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ
ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ
واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ
تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ
وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ
بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ
ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ
عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ



معزوفة الكون
ــــــــــــــــــــــــــ

صحوتُ ووجه الفجر يرنو ويلعبُ
ويجلو الدّجى نورٌ يُطلُّ ويرقبُ
وتُشرقُ أحلامي بنبض مشاعرٍ
كما تُشرق الأنفاسُ واليأس يغرُبُ
فأعجبُ أنّ الكونَ بالصّمت ساخرٌ
ومن فوقهِ نجمٌ تجلّى وكوكبُ
فأوغلَ في همس النّدى للشروق مِن
جمالٍ يناغي بسمةً تتَلهّبُ
وتنسلُ آمالٌ بمفتاح شوقهِ
خُشوعاً بمحراب الشّذى وهو مُعجَبُ
فعاد طليقاً كالفراش مُهلِّلاً
وليداً لأحلامٍ وبالشّهد يكتبُ
وتسمعُ للدنيا أنيناً بخطوهِ
كسيحَ الورى، للرّيح يشكو ويَغضبُ
ويسجدُ والدّنيا رمادٌ بجمرها
كترنيمةٍ تدعو لربٍّ وتُصلبُ
وللبدر في داجي الظّلام بهاؤُهُ
وفي النّفس إلهامٌ به القلبُ مُلهَبُ
فهل سيعيدُ البدرُ ذكرى هلالهِ
لتبقى مصابيحَ تلوحُ وتجذِبُ
فعاودهُ سحرُ الضّياء مُحلّقاً
أغاريدَ ألحانٍ ويشدو ويُطرِبُ
وتعزفُ ألحاناً تحنُّ لعبقرٍ
من الحبِّ تسبيحاً، تُناجي وتُخصِبُ
وتُغمَسُ أستارُ الدّجى في شروقهِ
فيمحو همومَ الّليل وحيٌ وغيهبُ
فيا لسكون الكون تصفو بصائرٌ
ويُشرقُ روحاً في الدُّعاةِ وتَطلُبُ
كفانا خيوط الصّمت تُدمي وأذرعٌ
تُمدّدُ والأقصى يُنادي ويُنكَبُ
وصوتُ ضميرٍ عاد يشكو منافقاً
لعابدِ طاغوتٍ وبالصّمت مخلَبُ
كتبتُ جراحي للنّجوم لعلّها
تكونُ دليلاً في الدروب وتُرعِبُ
فيا وطني المدفونَ تحت مظالمٍ
أما زلتَ في محرابِ ذَبحِكَ تُصخَبُ
غداً يا قبابَ القدس يرجعُ عزّنا
فمَن يسلبُ الأوطانَ يوماً سيُسلبُ



اقتحام
ـــــــــــــــــــــــ

غزاة اقتحموا مملكة
خيالي
نهبوا كل أحلامي
لأفقها الواسع
ومن تجربة
تعلمت أن أغرسها
في رحم أمي
فلا تنتزعها
أنياب الغدر



ترنيمة يقظة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من نبرة البرد والدمع
أحدق أفتش في الرزمة السنوية
عن وصالك الذي لم يكتمل اخضراره
فراغ بنسمة صمت بفاجعة
جاوز الجرح حدود لظاك
هجرة الحقول تنوح من
مفاصل مخلعة من الدفء
أفتش عن أقلام الليمون
كالطير المذبوح ينفض ريشه
بين دفاتر ذكرياتي
أساور ترنيمة يقظة
بممحاة ذنبي أمسح الخيانة
أرتشف كأس البراءة
أوزعه على ضفاف الشظايا
لتعشق المصافحة بريد الأمل
لم أعد كالأمس بين رصاصة
والحزن يضطجع قلبي
وثيابي ملونة وأوراق بقايا تهدمت
تذكرت وجهك الغض تذكرت بيتي
وقضبان سجني عندما كانت تلتحم
وعظامي المقوسة
ويتيم السعادة في أطفالك
وأعصاب شوقي الأنيقة ترقد في روحك
ما بين شهقة وتنهيدة
تركتني ووحدتي فوق الضباب
أمتص الريح من ملامح العابرين فوقك
أكتوي بنارهم وناري
في قفص طائر يترنح انكسارا
والحب في كبريائك أشعل اليقظة ضراما
في خد نطفة طاهرة
وقنديل مسك في عينيي
والشرود في أحشائك
زلزل قاعدة الهزيمة
من فجها العميق
في أودية القدر
أيقظ جمار الجبن
ولهيب الشيب من ربيع العمر
ها أنا جئتك بترنيمة يقظة
سأوصد أبواب الغرباء التي تعبث في شمسك
أعيد مرآتك من جيب النور
على مئذنة العمر الجديد
أحمل كفني بتسبيحة قهر
أدفن كل تلميحة هجر
أكتب عشقي بالدم حبر
وأضمد جرح زهرة الصبر
في ولادة نور الفجر من اليوم
إلى آخرالعمر



لحظة نقاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من دائرة ذنوبي
من قاموس الصّحوة
افترشت بريد أعمالي
زرعت أصابع يديَّ في سماء الدّعاء
لأغمسها في محراب ربّي
لأغزل من لساني لوحات من الصّدق
أوزّع كل أحرفي لتجمع رحيق الثّواب
أدرّب جنود حواسي لتلتحم النّقاء
و أوجّهها سبيل الإستقامة و الصّلاح و الصّفاء
يا ربي أناجيك و القلب في احتراق
و العين في موسم شتاء
تدقّ طبول البكاء
و لساني في فسحة خجلاً منك
من ظلمة بحار المعاصي و الآثام
يا ليتني متُّ قبل يوم الزلات
ليتني كنت نحلة في فضاء
أو نسمة تلفح وجوه الدعاة
أو كنت قبراً يضم الشّهداء
ليت أمّي لم تلدني خوف الحساب
شاركتني الأطيار و الأزهار في العزاء
و حلّقت تعانق معي الدّعاء
ألصقت ظهري المجروح على خشب النّور
حرصاً على التّوبة
قبل قراءات بوصلتي
و أكشف ما أنشبَتهُ الجوارح من نواة قلبي
من معاصي و دمامل الذّنوب
في الظّلام الثّقيل
يا له من زمن أغبر
يتكئ على جراح مفتّحة
و روح العواصف تعانق جمرة الأيام السّاخطة
أبحث عن أبواب الرّحمة
عن منافذ عتق النار
عن أحواض المغفرة
في سماء النّقاء بالإنتظار
صرخات من روحي
و زّعتها كقنبلة بدّدت الأجساد أشلاء
ألتمس مرضاة الله
لم يبق إلا طلقة الرّحمة
تعشّش آفاق الأنّات
يا ربي علّقتُ أصفار أعمالي على ستائر عفوك
فهل لي من رجاء ؟!!!
هل لي من رحمة و أنت الرّحيم ؟!!
من توبة و أنت التّواب ؟!!
يا ربي
افترشت لك طيّات دموعي
و ملفّ جراحي و قارورة أخطائي
و الخجل معقودٌ في جبيني
على ما اقترفته يداي
و أرجلي تحطّمت شظايا خوف العذاب
أعلنت الحرب على حواسّي العرجاء
و اعوجاج الطّريق و قنديل المحاسبة خفت
لا أريد قصوراً مشيدة
و لا كنوزاً مضيئة
أريد مغفرة أريد نوراً يبدّد عتمات نفسي
و أي عيد يستقبلني
و ثيابي ممزّقة و أعمالي حادّة
و يداي منفرجة تلهث بالدّعاء
أعرف يا ربّي أنّ الجنّة طريق محفوفة بالمكاره
لكن تلك النّفس أمّارة بالسّوء
فهل لي من توبة و محو للخطايا و الزلات !!!؟
يا ربّي رحماك
يا ربّي العتق من النّار



ويهطل المطر!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أشم رائحة المطر مقدسة
تهطل من عينيكِ وهي تدق تراتيل طقوسه المؤلمة
على صفحات تاريخ مصلوبة
وكل عام تُقبلُ محمّلة بطقوس الرحمة
والقلوب مغلقة
تهطل والأزقة خاوية، والصمت يقتل المدينة ،وصقيع نشيده على ألسنة الأطفال قد ذاب تحت قطراته الدامعة
تقطٌعت أوتاره، من سنابل القمح وهي تستغيث
اشتعلت جروحنا ناراً في الغربة من شهوة الضياع
تركنا آلامنا تضربها قطرات الموت على ضفاف بردى
فأيّ عقوق تحمل في ظلك أيها المطر
وأفواه الحقول مفتّحة للعطش
في أيّ عقوق أتيت وقد غادرتك الخصوبة علناً
وخيرك في الشرق ما زال صائماً، وانسدل الباب قلقاً
بعد أن هجعت الحمائم في المقبرة
تذكرت سجني الذي كان يقبع عند شظايا البيوت المهدّمة
صار الوداع يطرب مع الدموع الحارقة
وكلمة الحب تفتتت وأتلفت، بعد أن نام المطر في مدينة الضباب،
والبوصلة مفقوءة العينين، والدولاب ما زال في دورانه
من هذيان البصر ووشم الخطيئة وما زلنا نلوك المؤامرة على صفحات الغيم وفي جنح الظلام
والليل يسامر التخاذل، وأطفال شابت وهي تعتكف الألم والجوع
بعد أن أغلق القمر بابه، والنجوم استرخت للرحيل
وأشواك الصبر تمردت بالغرز في أنامل مبتورة
إلا أن رشقاتك يا مطر تطربني تعانقني بعد أن هدرت نبرة الصمت بترنيمة عام جديد بعد أن غسلت الصمغ من ذاكرة الليل على اللوحة السنوية
ومسحت قطرات الدم التي تتدحرج من فرار
ولثمت وكظمت أفواه الحزن التي تنوح على شفاه الشمس من وشاح اللصوص
وهي تستقيل من عام مضى قد فقدت فيه مفتاح الهوية الذي ضاع عبر السنين
ويهطل المطر
ليغسل ذاكرة الأحزان من تخومها
ليتراقص على ورق التاريخ جبراً
بخمرة معتقة من ذلك الماضي الذي ما زال يقرع الجدران الصماء
ويهطل المطر
ليمسح عن الأرض جفافها وأحزانها
ويهطل المطر
ليطرد غيوم السماء
ليمسح غبار البشر
ليعيد اخضرار الطمأنينة
لتتفتح أزهار المحبة
بين أذرع الوطن الذي ننتظره عند أقدام الصحوة



رقصة الجراح
ــــــــــــــــــــــــــ

سأعزف لحن منيّتي
يوم أن يغادرني هواكِ
يوم أن يجلدني الصّمت بجمر جنونهِ
وتبعثرني أشواقي إليكِ
لتتناثر فوق طيفك الملائكيّ
يرافقني صداه عند مقصلة الغربة
وتحت نصل الغفلة
تعاليتعالي
نجدل ضفائر حزننا فوق غيوم البكاء
ونغفو بثوبنا الأبيض على زهور الدِّفلى كعاشِقَين
نخيط للجنّة جناحَينا
ونشعل البخور حوالَينا
كي ترتّلنا الشّمس ضياء
ويضمّنا القمر هلالاً ليلة العيد
فوق زجاج خدّه الغض
تعالي
ودعي عنك الألم
وامضغي الّلظى بزهور الأمل
لا بالحجارة خبزاً
فالأرض محروقة
والسّماء مغبرّة
والخطى موءودة
فلا تخافي
ولا ترتعشي من نواح المآذن ليلة العرس!!!
ألا تعلمين أنّ صوتها غروب الحنين
ورقصاتها على نزف الرّحيل؟؟؟!!
فلماذا تعصرين حبّات قلبَينا دموع العابدين
وتحتطبين دماءنا شعلةً في عيون النّازحين
أمِن صمودٍ أنتِ؟!
أم من انحناءة يتمٍ تتكوّرين ؟؟!!!
لكن لا بأس!!!
لا بأس عليك أنتِ وفقط أنتِ
لأنّك ِ باختصار !!
أنتِ مغزلٌ للنّور في عيون الكرامة
تتقنين غزل قُبُلات الثّرى على خدِّ الشّهيد!!
فهل آن للشٌمس
أن تنام قريرة العين
في حضن الفجر الوليد؟؟؟!!!



نصف جرأة
ـــــــــــــــــــــــــ

صارَ وجهُ الوقتِ مغبرّاً
وذكرى الحوائط في إحباط
دماملٌ بين خلجانهِ متراكمة
و سعف النّخيل يتضرّع
و أطيارُ بلادي في غير سِربها
في مطاردة
و زوايا فم طفلها الغضّ حادّة
ينطق الحجر
طفح الكيلُ عداء
و انتفض الحبرُ خبراً
أعلنت السّماء تلبّداً بالدّماء
و القمر في عرسهِ خسوف
و الشّمس من غيرتها في كسوف
في بلادي هجرة بسمة
لا النّحل ورحيقها يخضر
لا النّهر بمياهه يعبر
و رأس قلمي في حداد
تتقاذفهُ الأفكار الضحلة
على شاطئٍ من الأمان سحيق
أقلّب صفحاتي باندثار
و نصف قلبي في احتضار
و نور عينيَّ خفت
نصفٌ من جرأة و نصفٌ شخت
و أوشال دمعي دما تجرح أجفان الرؤيا
لم يتبقّ في جعبة جرأتي إلاّ نصفها
ألقيت مفتاحها بين ذرّات أرضي
أنتظر فتح قفلي
لأنفض براثن الضّعف و أنياب العار
لم يبق من وقود أمتي إلا نصفها
فهل سيظلّ نبع الظّلمة و الدّيجور
بدون تجفيف
و الحزن يسيل في غزارة شتاء ؟؟!!
هل ستبقى الأرض ممتلئة بتجاعيد الهموم
و سنابل عجفاء سقطت تفتّش
عن بيدر الأمان في موسم حصاد ؟؟!!
حتى الأحلام في موسمها كهوف
تقطنها الأوهام
أأظلّ أمسك على عصا جرأتي
و أهشّ بها على هزيمة ؟؟؟!
و لم يتبقّ من ضوئها إلا الرّجاء
أتركوني و بلدي نشقّ دروب النّور
لا تعبثوا بقيثارة أفكاري
و لا بجذور زيتوني و لا برائحة منثوري
و اقذفوا سمومكم في نحر عدالتكم
فعدالتي طهرٌ من السّماء
دعوني أرسم وطني
فما زلت رسّاماً محترفاً
أتقن الركوب على صهوة الإرادة
بنبض نواة
بفيض جرأة
لن أترككم تشعلوا الحرائق بين الأفراد
أو تخطفوا البسمة من الأفواه
سأقاوم بما تبقى من قوّة
سأجمع نصف جرأتي و نصفاً من أمتي
ليكتمل عقد الأمان
سأكمل هلالها ضياء قوة
لأعيد حريتي المسلوبة
من أقفاص الاستيطان
و أفجّر في دستورهم كلّ أشلائي
لتحيا حرّة كلّ الأوطان



من بين أصابع النسيان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هززت نخل قصيدتي في حلبٍ
فتساقط البيت من وجعٍ
من بين أصابع النسيان
انسلّ ظلّي يبحث عني بين الوجوه المتجعدة
يكلّمني أين النزوح ينتهي؟!!
وأرضي كلها محروقة!!
ونبراس أحلامي نازحٌحيث معابد النار وأبو لهب
وحيث الأمس قد تثاءب الغد
وقد غفا على كتف الليل وهو متعب
فبحثت عن الهدهد مستنجداً
لعلّهُ يأتيني عن السفينة بالخبر متيقناً
من خلف أسوار الخريف يترقّب
حيث كهوف مدينتي الورقية
وحيث الزهور تنتحب
يأتيني وعن قوافل الذئاب التي تسلّلت إلى المآذن
تقرع أجراس الرياح
وتوقد من صمتي ثرثرة الكفر عند أقدام الهيكل
هل رحلت؟!
أم ما زالت تنهش الأصوات المبحوحة؟!!
يا للعار يا للعار!!
كيف يتآمر أخوتي على ضعفي
وأنا من البداية الضحية؟؟
ألقوني في الجب وابتسمواوقالوا:
نم ففي نومك نبتاع الهوية
يا أيها العيرتوقفوا
فقد سرقوا منا القضية
فقد سرقوا منا القضية
وجعلوا من الجريمة كتباً موثّقة
والكلّ في غيبوبةفي فلك الصنمية
من قال بأنّ هبل في المعابدقد تحطم وانكسر فمات!!
فقد تناسل منه نساء ورجال وأحفاد
يقدمون فيه الأحياء قرابين للولاة
والحمائم قرابين للطغاة
ويغرزون نصل سيوفهمفي صدر امرأة تنادي:
وامعتصماهوامعتصماه
اهربوا نحو البحرليحطمنّكم فرعون وجنوده ومن والاه!!!
فهل آن للشمس في كبد السماء أن تصبح جليّة؟؟!
وهل للغد أن يهطل مطره ليطفئ أكوام الجمر في حارتنا المنسيّة؟؟!
وهل ستزهر بساتين بلادي قادة للضمير
يمزّقون الضّلال والفرق والتبعيّة؟؟
آه آه
لك الله يا بلادي



قلمٌ على أبواب التّوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بين أنياب الوقت بين الرّحى علّقتُهُ من ثقب مدادهِ
أنتظرُ عودتهُ من مناسك التّوبة من منابر النّور
لعلّهُ يرسمُ لهذا العام براءةَ تاريخٍ متوّجٍ من سراج الشّمس بالدّفء والنّور
أيّها القلم سئمتُ حروفك السّوداء
ضجرتُ مدادكَ المثقوب ومداركَ المنقوص
كلّما تربّعتَ بين أناملي سجدتَ لها مطواعاً
لا تنزفُ غير الألم والأسى
تمنّيتُ منك أن تصرخ أن تعترض
أن تمزّق أسمال الحزن والغدر والخيانة
وتطلق الأمل بابتسامات تغيّر وجه تاريخي
وتبدّل معالم مدينتي وتتملّك نبضات قلبي
لكنّك أنت أنت صخرٌ تجوّف من كثرة النّحت
ألم تنشأ في جنّة التّدريب بين أبجديّة الطّهر
ألم تستنطق الحرف يا قلم
وتروّض الكلمة في محراب الدّعوة إلى الله
ماذا دهاك تتعرّج نبضاتك تارة
وتستقيم تارة أخرى وأنت تسترضعُ الخيال
كم مرّة حاولت أن أغيّر من مدادك الأحمر بزرقة السّماء
ليكتب قصيدة حبّ على أرصفة المدينة
نعانق فيها معالمها ونقبّل ثراها بين سطورها المتألّمة
إرحل عنّي أيّها القلم دون مبرّرات
فالتّوتر يركبني ويخلع عني ثوب الثّبات
ويتلعثم لسان ممحاتي بخناجر الإقتراب
كم مرّة انبرت جدرانك تحت التّهديد
فقذفتَ العار في كؤوس التّاريخ بممحاتك السّوداء
كم مرّة خدعك عاشقٌ لتكون فريسة زنزانته كم وكم
أيّها القلم لم تعد صديقي لأنّ معزوفتك لم تعد تُطربني
إرحل وارجع بعد أن تغسل شوائب ضبابك وشذرات غبارك
لا أريد ضعفك البغيض هذا
حتى تتلقفني سكرة النسيان وأنا أرقب
أوردة الطموح تنبض في قلبك
على بوّابة أفكارك في مسرح الأقدار
وأنت تحمل مفتاح النّور لبوابة مدينتي العذراء
فقد شاخت حروفك وأنت تغزلها في ذلك العالم الصخري
واحترقت بعض حروفك وتناثرت في مهب الرّيح
وجع نصوصك عندهم ما عادت تؤثّر
وإن كانت محمّلة بالمطر والرّياحين
دورك لم يعد يُجدي
بعد أن حوّلَت منظومة الفكر قبلتَها وداست على تاريخ بوصلتها
فقد فتح باب الرّصاص طريقاً يوازي الأحلام
ليكتب بالبندقيّة ألف مقال
لن أقسم عليك اليمين بكسرك لأتركك
ولكن سأهجر مدادك الحزين مهلةوأتبنّى وقوف خطوطك قطرة
لألحّنَ معزوفة الغد المبصر بشهد الأمل
إرحل وارجع بعد أن ينهي السلاح دوره ويرتاح
بعد أن تعلن توبتك في محبرة الأتقياء
وأنا هنا بالانتظار في عام غير عام الإنكسار !!!!
لنكن معاً بانسجام وعلى الطّغاة رمي الجمار



صوت الفقر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

تتجاذب قوى الضّعف وهي تمارس طقوس التّصفية للبشر
بسياسة التّجويع ينحني صوت الفقر ذلاّ
تمزّقنا سكاكين الجوع في مضايا
والّليل يبحث عن فريسةٍ ليداعبها بلذّة الغفوة
والوجوم بصوت النّحيب يلفّ الجسد بأستاره السّوداء
يؤرقنا ثوبه المتمرّد وصمته المقلق
وفوّهة انصهار الرّحيق بالفقر تدسّ في جوارحنا الشّقاء
ويلوّن الأنّات ببقايا زفرات من فتنة البؤس الّلعين
نعوذ بالتّوبة للجوع أن يدفن اليوم بالأمس بين ذرّات تراب الظّلام
ليصيغ لنا لون السّماء ويطربنا تحت الدّجى بخشوع الدّفء
لربما غنّى لنا ألحاناً تملأ الأكفّ بالغنى من حرارة السّؤال وذلّ العدم وغذاء العتمة
بصوته الخافت تذوب معه ظلال الأحلام بخطواتٍ ممزقة
وتسلب معها رحيق الأيّام ، وراء مستنقعٍ من دموع
صوته الشّاحب يغفو على زبد الوقت البطيء وهو يودّع رغيفاً من خبز
فغر الجوع فاهَهُ يلتهم ما تبقى من شظايا الفجر المنكسر
يعلّق لسانه الجاف على أبواب السّماء يستجدي الصّبر من أفواه الرّحمة بحبال اليقين وقوافل الأمل في حصار مقطوعة الظّل يستفيق على صدى الموت وأشباح الرّغيف تلاحقه
يصرخ الفقر بين الأحشاء وهو يجدّف في صحراء الغذاء
وقد نال أعلى مراتب الإنسانيّة من قحطٍ بتخطيطٍ مدروس
تحت عنوان إخضاع الشّعوب وانحناءة الأيدي
أمّا والتّفكير في استراحة يجلس على مائدة التّسول في غفوة الحروف المتشتّتة
التي هجرت لوحة الكلمات النّاطقة وقاموس المساواة
فكسرت قيود الخيال السّجين وأيقظت رمق الذاكرة قليلاً من حصارها الضّبابي
ونحن نلتهم الّليل الشّاحب متوشحاً الجراح بتعويذة الفراغ الصّامت بخنجرٍ لقيطٍ من الظّلام المحكوم عليه بطمس أي عنفوان من ثورة أو بزوغ نور بتخدير جماعي
أيها الجوع يا جوع
يا كل الأثواب الممزّقة كفانا جرح الذّل بالسّؤال والانطواء تحت صنميّة البشر
يأكلنا غبار الطّريق من قهر وتنقيب
وتنطوي الأعين وهي ترقب في عيون البدر أماناً في بلاد هي مائدة الآلهة
حيث كلٌّ يتغذى على إلاهَهُ عند الجوع بالإفتراس
وجوعنا يتغذّى على الدّعاء حيث ضمير الوقت ضرير
وحيث الأحلام في فسحةٍ تضطجع القبور
وحيث تسيل من المروءة دمعة
بعد أن فاض عن إنسانيّتنا الطّغيان
فمتى سأبيع النّفط لأشتريَ لأولادي لقمةً ؟؟!!
ومتى سأرمّم من ثمنه جراحي التي تدوسها نعال الغرباء؟!!
متى وإلى متى ؟؟!



إليك الروح أهديها
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ناحت مآذنه من وجع
والقيد بالدم والعبرات
عيون الشمس تبكيكَ
والليل يلبس الحداد
والشوق يعض على عمق الجراح
تلتحم أناته في غضب يتوعد
ثورة عارمة تخلع عنها ثوب الخنوع
تتغذى من جذور الزيتون والليمون الصمود
صراخ الأقصى يمزق القلوب
مرآته تعكس القيود
جرح واحد ما زال يستعر
والضحايا وفود تتضرع
والقلوب والحناجر تحتضر
رُسمت على خارطة الحدود أطماع وهيكل
تتشابك الأيدي على الجدار والأصابع مبتورة
والإغاثة تشهق الرماد
أصبحت القدس مسرحاً ومرايا تتكسر
تتقاذفها أمواج الألم
لشاطئ محروق البوصلة
ممتلئ بجثث الأرجوان قد ضلت حين غرقت المنارة
فأين الأمل من أمة والليل يرتدي الثياب الغريبة
وصدى أنات الوجع يتمتم
ليطفئ شموع ميلاد غربة
وهي ترتع في حقول الريح
في زمن بائس قد اغبر الوقت فيه واضمحل الضباب
وتراكمت الرصاصات على جدرانه تستغيث العبث في الوريد
أصبح النسيان لوحة يجترونها عند كل صرخة
بقلوب قد صدأت بأوبئة
والحقيقة تغوص بين أكوام الرمال
ماذا أقول لذاكرة قد اشتعل الغضب في شعابها
وهي تمور وفي شغافها سعير
فكيف للجفن أن يخرس أنينه وقد دنست
ثرى أقصاه ومزقت طرقاته
ذابت الحروف على درجاته وأطفئت الدموع على حزن أبوابه
صراخ المدينة اشتعل بصراخه والدم التحم بقيوده
والقمع يجتث القلب من جبين النفط الذي انخفضت حرارته من صمت وصقيع
في غيبوبة
قد جفف النخوة وأحيا النسيان في مؤتمر الأسود
هو سلاح وتسأل كيف نحارب !!؟؟
أضرموا النيران في كل مكان لتكون أنت على رف النسيان
اغتصبوا زهرة الإسراء بأنيابهم الغربية
ويفتشون عن جريدة عمرها فوق الخمسين قد تكرر نشرها
وتبللت أوراقها من دموع القبة الحزين
لكن لا لن نسكت عن التدنيس ما عاشت الروح
فيا أقصى المجد والطهر
إليك الروح أهديها
والطير والحجر والشجر فداك يقاتل
والشهيد بدمه ذخائر
كفى أيها العرب كفى فبلادنا مقبرة للغزاة
ومن الصمت والضعف والجراح جبلنا التمكين والقوة
الموعد قادم بطير أبابيل وطوفان نوح وريح صرصر عاتية
فلا تحزن يا أقصى الروح
إن الله معنا
والفتح بنصره قريب



رجفة دمعة
ــــــــــــــــــــــــــــ

تهزّني رجفة دمعة ساكبة
تنهار من وهنٍ
تعانق ثغر الحياة بابتسامة ذابلة
توقظ أنّاتي الممزوجة بذكراها المشرّدة
خلف هلال الحقيقة
يتحرّك الحنين على رفات أيامها
يتراقص مع صمت الأحلام
في زمن الأفق الضيّق ... زمن الرويبضة
ترتدي أقدامي خوف الخطى
تتعثّر من رحيل جرأة
تحترق على فوّهة قرار
أمواج تحرّك طوفان الهزيمة
ألبس ثوب جراح نص من الشّكوى
من صدى صراخ غربة
فأضمّده بالصبر بين أضلعي المكسورة
أأبيع نفسي في سوق الغياب
أم أفترش الكرى في ذلّ سؤالي
هل يا أنا تعاتبني على ردّ آمالي
تجادلني في نظم قصائدي
وترميمها في براءة نصّي
لترويض أحداث من ظلام ؟!!!!
يا سكوت جوارحي الدّامعة
كيف تنهشني لظاك
وأناملي مبتورة
والورق احترق
لم أجد إلا ذرّات الرّمال ... أخط عليها عثراتي
موؤودة قواي
وحبل ذاكرتي يترنّح احتضاراً
نسي أن أحلامي مهجورة
قد أغرقتها أمواج غضب
على شاطئ كفيف المسرّة
ومن بقايا بصيص أمل
بممحاة عينيّ
بابتسامة دمعة
على زبد الوقت البطيء
سأغفو إغفاءة طفل بريء
على ورق التّوت
أنتظر حرير ربيع جريء
ينتشلني ... يطرح قضيض دمعي... يزهر قلبي ..
يزفّني كعروس ليلة زفافها
ولكن ... زفاف غير مقيت





عدد النصوص : (19)

المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

كتبتُ جراحي للنّجوم ـ جهاد بدران
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع :ج.ب/ 1/ 2018
تاريخ الايداع : 22- 1- 2018



،،،،،،،،،،،،،،،،،،






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط