سلسلة مقالات : الأعداد في أحاديث خير العباد :: إعداد :: صبري الصبري - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ قال المقال ⊰

⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-2013, 01:14 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: الأعداد في أحاديث خير العباد 1: إعداد : صبري الصبري

ارى ان نجمع هذا المجهود
في غير ركن المقال
جزاك الله خير الجزاء
ودنا






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-04-2013, 08:22 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
نبيلة حمد
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية نبيلة حمد

افتراضي رد: الأعداد في أحاديث خير العباد 1: إعداد : صبري الصبري

هذا الحديث ومعناه يهز النفوس تخيلت لو كانت فينا هذه الصفات دون أن ندرك سنهلك بالتأكيد






  رد مع اقتباس
/
قديم 15-04-2013, 10:21 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: الأعداد في أحاديث خير العباد 3 :: إعداد :: صبري الصبري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
ارى ان نجمع هذا المجهود
في غير ركن المقال
جزاك الله خير الجزاء
ودنا
بارك الله فيكم
عميدنا الغالي
جزاكم الله خيرا
أين تقترحون وضع ذلك
بانتظار رأيكم
محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-04-2013, 01:20 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 9 : إعداد : صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد تسعة)
***
روى الإمام البخاري عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه يقول ((اشتكى بن لأبي طلحة قال فمات وأبو طلحة خارج فلما رأت امرأته أنه قد مات هيأت شيئا ونحته في جانب البيت فلما جاء أبو طلحة قال كيف الغلام قالت قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون قد استراح وظن أبو طلحة أنها صادقة قال فبات فلما أصبح اغتسل فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما كان منهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله أن يبارك لكما في ليلتكما قال سفيان فقال رجل من الأنصار فرأيت لهما تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن))

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول :

أن العدد (تسعة) قد جاء في هذا الحديث الشريف ليوضح ثمرة الصبر والإحتساب عند وقوع المصيبة وما تحلت بذلك امرأة أبي طلحة رضي الله عنهما من حكمة وصبر قَلَّ إن يوجد في النساء على الوجه الذي قامت به رضي لله عنها حيث هيأت لزوجها ما هيأت وابنها الغلام قد قضى ولم تشعر زوجها بموته وكان بينهما ما يكون بين الرجل وأهله فلما أصبح زوجها اغتسل ولما أراد أن يخرج من داره أخبرته بموت ابنه الغلام فصلى مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأخبره بما كان منهما فدعا لهما بالبركة من الله عز وجل وتحققت تلك البركة فيما رزقهما الله تعالى من ذرية طيبة (تسعة أولاد كلهم قد قرأ القرآن) فما أجل فضل الله عز وجل وبسطه لعباده .

وجاء العدد (تسعة) في حديث شريف آخر حيث روى الإمام البخاري عن أنس رضى الله تعالى عنه قال ((ولقد رهن النبي صلى الله عليه وسلم درعه بشعير ومشيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة ولقد سمعته يقول ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات))

وهذا يدل على زهد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وصبره وآل بيته حيث رهن صلى الله عليه وسلم درعه كي يشتري شعيرا لطعام أهله وكان يأكل خبز الشعير وهو خبز خشن بالقياس لخبز القمح ومشى إليه أنس به وبالإهالة السنخة ، جاء في قاموس لسان العرب (والإِهالَةُ ما أَذَبْتَ من الشحم، وقيل: الإِهَالة الشحم والزيت، وقيل: كل دهن اؤْتُدِم به إِهالةٌ، والإِهالة الوَدَك.
وفي الحديث: أَنه كان يُدْعى إِلى خُبْز الشعير والإِهالة السَّنِخَة فيُجيب، قال: كل شيء من الأَدهان مما يُؤْتَدَم به إِهالَةٌ ، وقيل: هو ما أُذيب من الأَلْية والشَّحم ) انتهى ، وكان يمر الهلال ثم الهلال ثم الهلال ولا يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار حيث كانوا يعيشون على الأسودين التمر والماء ، وقد سمع أنس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ما أصبح لآل محمد صلى الله عليه وسلم إلا صاع ولا أمسى وإنهم لتسعة أبيات) وفيهن زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن الصابرات الراضيات ، فما أحرانا أن نتعلم منه صلى الله عليه وسلم ومنهن رضي الله عنهن الصبر في تلك الحياة والزهد والتأسي به في كل أمور حياتنا .

وروى الإمام البخاري عن قيس بن أبي حازم قال سمعت خالد بن الوليد يقول ((لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية)) وفي رواية أخرى : ((لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت في يدي صفيحة لي يمانية))

فما أصدق صبر خالد بن الوليد سيف الله المسلول في جهاده رضي الله عنه حتى قاتل الروم بغزوة مؤتة بتسعة سيوف باترة انقطعت فيهم من فرط شجاعته وقوة بلائه وواصل جهاده بصفيحة يمانية جاء في قاموس لسان العرب : (والصَّفِيحة السيف العريض؛ وقال ابن سيده: الصَّفيحة من السيوف العريضُ ) انتهى ، فجزى الهو تعالى الصحابي الجليل خالد بن الوليد خير الجزاء .

كما روى الإمام مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي ((قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال ألا تبايعون رسول الله وكنا حديث عهد ببيعة فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله فقلنا قد بايعناك يا رسول الله ثم قال ألا تبايعون رسول الله قال فبسطنا أيدينا وقلنا قد بايعناك يا رسول الله فعلام نبايعك قال على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا والصلوات الخمس وتطيعوا وأسر كلمة خفية ولا تسألوا الناس شيئا فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه)) ورواه أبو داود في سننه

حيث جاء فيه بيعة تسعة أو ثمانية أو سبعة من الصحابة ومنهم الصحابي الجليل عوف بن مالك الأشجعي وبايعهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على ما يلي :

1ـ على أن تعبدوا الله
2ـ ولا تشركوا به شيئا
3ـ والصلوات الخمس
4ـ وتطيعوا
5ـ ولا تسألوا الناس شيئا

فالتزموا بذلك حتى أن بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا يناوله إياه من فرط تنفيذه لبيعته للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فرضى الله تعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين . وقد جاء في هذا الحديث الشريف العدد (تسعة) والعدد (ثمانية) والعدد (سبعة) .

وبشر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه إذا صام يوما من كل عشرة أيام كتب الله له أجر التسعة الباقية من العشرة دون أن يصومهم لأن الحسنة بعشر أمثالها من فضل الله وكرمه فقد روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنهما يقول بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ((أني أصوم أسرد وأصلي الليل فإما أرسل إلي وإما لقيته فقال ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينك حظا ولنفسك حظا ولأهلك حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تسعة قال إني أجدني أقوى من ذلك يا نبي الله قال فصم صيام داود عليه السلام قال وكيف كان داود يصوم يا نبي الله قال كان يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه يا نبي الله قال عطاء فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد لا صام من صام الأبد)) ، فما أجل فضل الله تعالى ورحمته بعباده ، وقد جاء في هذا الحديث الشريف العدد (عشرة) والعدد (تسعة) .

كما روى الإمام مسلم عن عائشة قالت ((تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين وبنى بي وأنا بنت تسعة سنين قالت فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري حميمة فأتتني أم رومان وأنا على أرجوحة ومعي صواحبي فصرخت بي فأتيتها وما أدري ما تريد بي فأخذت بيدي فأوقفتني على الباب فقلت هه هه حتى ذهب نفسي فأدخلتني بيتا فإذا نسوة من الأنصار فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر فأسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني فلم يرعني إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى فأسلمنني إليه))

كما روى الإمام مسلم عن عائشة قالت ((تزوجني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسعة سنين))

كما روى الإمام مسلم عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وهى بنت سبع سنين وزفت إليه وهى بنت تسع سنين ولعبها معها ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة))

كما روى الإمام مسلم عن عائشة قالت ((تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست وبنى بها وهى بنت تسع ومات عنها وهى بنت ثمان عشرة))

وهي أحاديث تبين زواج الحبيب المصطفى من السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين الفقيهة الصديقة بنت الصديق رضى الله عنهما وما كان في هذا الزواج الميمون من حكمة بالغة بتقدير الله رب العالمين الذي اختار لنبيه أصحابه وأزواجه رضي الله عنهم أجمعين وفي هذا الحديث نجد العدد (ست) والعدد (تسع) والعدد (ثمان عشر)

وقد روى أحمد عن جابر قال ((خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة عند غروب الشمس فلم يصل حتى أتى سرف وهي تسعة أميال من مكة))

وفي هذا الحديث الشريف بيان صلاة الحبيب صلى الله عليه وسلم بسرف وهو مكان على بعد تسعة أميال من مكة باتجاه المدينة طيبة الطيبة وهو المكان الذي تزوج فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها وهو أيضا المكان الذي ماتت فيه رضي الله عنها وفيه قبرها فهو مكان فيه عرسها ورمسها رضى الله عنها وعن كل أمهات المؤمنين أجمعين .

وقد روى أحمد في مسنده وأبو داود في سننه عن شعيب بن رزيق الطائفي قال ((جلست إلى رجل له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حزن الكلفي فأنشأ يحدثنا قال وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة فدخلنا عليه فقلنا يا رسول الله زرناك فادع الله لنا بخير فأمر بنا أو أمر لنا بشيء من التمر والشأن إذ ذاك دون فأقمنا بها أياما شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام متوكئا على عصا أو قوس فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال أيها الناس إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا ))

وفي هذا الحديث شهد هذا الصحابي الجليل وهو سابع سبعة أو تاسع تسعة صلاة الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمر لهم بتمر يأكلونه في زيارتهم له صلى الله عليه وسلم وطلبهم أن يدعو لهم بخير وأقاموا عنده أياما شهدوا فيها الجمعة ووصفوا للأمة كلها هيئته الشريفة في خطبته للجمعة التي قال فيها بعدما حمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات وقال صلى الله عليه وسلم ( أيها الناس إنكم لن تطيقوا أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به ولكن سددوا وأبشروا) وهذا الحديث يبين كرم الحبيب صلى الله عليه وسلم ورأفته ورحمته بالأمة حيث بشرها بالخير إن أحسنت وسددت واستبشرت برحمة الله عز وجل .

وقد حذر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من أمراء السوء فقد روى الترمذي والنسائي وأحمد عن كعب بن عجرة قال ((خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض ))

فجعل صلى الله عليه وسلم الحرمان من حوضه الشريف يوم القيامة وعدم التشرف بالانتساب إليه عقاب من يناصر أمراء السوء ويعينهم على ظلمهم ويصدقهم في كذبهم وجعل ثواب من لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم أن يكون في معيته الشريفة وأن يرد عليه الحوض الشريف يوم القيامة وهو حوض ماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من اللبن ، مبرد ، كيزانه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا فاللهم ارزقنا الشرب من الحوض يا رب العالمين . وقد ورد في هذا الحديث (العدد تسعة) والعدد (خمسة) والعدد (أربعة) .

وقد حذر الحبيب المصطفى من التمائم ولم يبايع واحدا في رهط أقبل إليه لأنه كان عليه تميمة فلما قطعها بايعه فقد روى أحمد عن عقبة بن عامر الجهني ((ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل إليه رهط فبايع تسعة وامسك عن واحد فقالوا يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا قال ان عليه تميمة فادخل يده فقطعها فبايعه وقال من علق تميمة فقد اشرك))

جاء في لسان العرب (رَهْطُ الرجلِ: قومُه وقبيلته. يقال: هم رَهْطه دِنْية.
والرَّهْطُ عدد يجمع من ثلاثة إِلى عشرة، وبعض يقول من سبعة إِلى عشرة، وما دون السبعة إِلى الثلاثة نَفَرٌ، وقيل: الرَّهْطُ ما دون العشرة من الرّجال لا يكون فيهم امرأَة) انتهى ، وفي هذا الحديث العدد (تسعة) والعدد (واحد) والعدد (عشرة) ضمنا ، والله أسأل ان يعيذنا من الشرك والفسق والفجور والعصيان اللهم اجز عنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء وارزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-04-2013, 01:22 AM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: الأعداد في أحاديث خير العباد 1: إعداد : صبري الصبري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
ارى ان نجمع هذا المجهود
في غير ركن المقال
جزاك الله خير الجزاء
ودنا
بانتظار اقتراح المكان المناسب لذلك
بارك الله فيكم
محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-04-2013, 01:23 AM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: الأعداد في أحاديث خير العباد 1: إعداد : صبري الصبري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيلة قطاطشة مشاهدة المشاركة
هذا الحديث ومعناه يهز النفوس تخيلت لو كانت فينا هذه الصفات دون أن ندرك سنهلك بالتأكيد
بارك الله فيكم اخيتي نبيلة
اللهم الطف بنا يا لطيف
وارحمنا برحمتك يا رحمن
تحياتي
وتقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-04-2013, 11:48 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 10 :: إعداد :: صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد عشرة)
***

روى الترمذي عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه أن سعيد بن زيد حدثه في نفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((عشرة في الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان وعلي والزبير وطلحة وعبد الرحمن وأبو عبيدة وسعد بن أبي وقاص قال فعد هؤلاء التسعة وسكت عن العاشر فقال القوم ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر قال نشدتموني بالله أبو الأعور في الجنة قال أبو عيسى أبو الأعور هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نوفل وسمعت محمدا يقول هو أصح من الحديث الأول)) الترمذي

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (عشرة) قد جاء في هذا الحديث الشريف ليوضح لنا العشرة الذين بشرهم الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجنة وهم :

1ـ أبو بكر (الصديق) :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي، كنيته أبو بكر، وكنية أبيه أبو قحافة .
2ـ عمر بن الخطاب (الفاروق) :
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط القرشي العدوي، كنيته أبو حفص، ولقبه الفاروق .
3ـ عثمان بن عفان (ذو النورين) :
عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموي. ثالث الخلفاء الراشدين .
4ـ علي بن أبي طالب (أبو الحسنين) :
علي بن أبي طالب، وأبو طالب هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .
5ـ الزبير بن العوام (حواري رسول الله) :
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، كنيته أبو عبد الله، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمته صفية .
6ـ سعد بن أبي وقاص (أول من رمى بسهم في سبيل الله) :
سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري .
7ـ أبو عبيدة (عامر بن الجراح)
عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن ضبة بن الحارث بن فهر، من كنانة وكنيته أبو عبيدة .
8ـ طلحة بن عبيد الله (طلحة الخير) :
طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد القرشي التميمي .
9ـ عبد الرحمن بن عوف :
عبد الرحمن بن عوف أحد الثمانية السابقين إلى الإسلام .
10ـ سعيد بن زيد (أبو الأعور) :
سعيد بن زيد بن عمرو بن نُفَيْل العدوي القرشي ، أبو الأعور ، من خيار الصحابة ابن عم عمر بن الخطاب وزوج أخته .
رضي الله عنهم أجمعين .


وقد سبق الإشارة إلى اقتصاد الحبيب صلى الله عليه وسلم في الماء في حديثنا عن العدد رقم (تسعة) فيما رواه أحمد عن موسى الجهني قال جاءوا بعس في رمضان فحزرته ثمانية أو تسعة أو عشرة أرطال فقال مجاهد حدثتني عائشة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بمثل هذا) وشمل هذا الحديث أعداد (ثمانية وتسعة وعشرة)


كما سبق الإشارة إلى مضاعفة الله تعالى الأجور لعباده في حديثنا عن العدد رقم (تسعة) فيما رواه النسائي عن عبد الله بن عمرو قال ((ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم الصوم فقال صم من كل عشرة أيام يوما ولك أجر تلك التسعة فقلت أني أقوى من ذلك قال صم من كل تسعة أيام يوما ولك أجر تلك الثمانية قلت إني أقوى من ذلك قال فصم من كل ثمانية أيام يوما ولك أجر تلك السبعة قلت أني أقوى من ذلك قال فلم يزل حتى قال صم يوما وأفطر يوما)) وشمل هذا الحديث أعداد (ثمانية وتسعة وعشرة)


وجاء الذم عن التفاخر بالأنساب والغرور بالأحساب وحذر الذين يتفاخرون ويتعالون بأنسابهم وغمط الآخرين من عذاب النار وبشر الذين يفخرون بالانتساب إلى الإسلام بالنعيم في الجنة فقد روى أحمد عن أبي بن كعب قال ((انتسب رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما أنا فلان بن فلان فمن أنت لا أم لك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما أنا فلان بن فلان حتى عد تسعة فمن أنت لا أم لك قال أنا فلان بن فلان بن الإسلام قال فأوحى الله إلى موسى عليه السلام ان هذين المنتسبين أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة)) وشمل هذا الحديث أعداد (وتسعة وعشرة)


ونسمع السيدة عائشة رضي الله عنه وأرضاها تحدثنا عن نور الإسلام وهديه القويم في النكاح وتبين لنا ما كان في الجاهلية من سفاح وظلمة وانتهاك للأعراض فالحمد لله على نعمة الإسلام فقد روى البخاري عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته ((أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبدا حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع منه الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم)) وشمل هذا الحديث أعداد (أربعة وعشرة)


ونرى سعة الله عز وجل ورحمته بالمؤمنين يوم القيامة حيث يعطي هذا العبد المؤمن الذي هو آخر أهل النار دخولا الجنة مثل عشرة أمثال الدنيا فقد روى البخاري عن سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة أخبرهما أن الناس قالوا ((يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه حجاب قالوا لا يا رسول الله قال فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب قالوا لا قال فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيدعوهم فيضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل وكلام الرسل يومئذ اللهم سلم سلم وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان هل رأيتم شوك السعدان قالوا نعم قال فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله ومنهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا أراد الله رحمة من أراد من أهل النار أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله فيخرجونهم ويعرفونهم بآثار السجود وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود فيخرجون من النار فكل بن آدم تأكله النار إلا أثر السجود فيخرجون من النار قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد ويبقى رجل بين الجنة والنار وهو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبل بوجهه قبل النار فيقول يا رب اصرف وجهي عن النار قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فيقول هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول لا وعزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد وميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال يا رب قدمني عند باب الجنة فيقول الله له أليس قد أعطيت العهود والميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت فيقول يا رب لا أكون أشقى خلقك فيقول فما عسيت إن أعطيت ذلك أن لا تسأل غيره فيقول لا وعزتك لا أسأل غير ذلك فيعطي ربه ما شاء من عهد وميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها وما فيها من النضرة والسرور فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول يا رب أدخلني الجنة فيقول الله ويحك يا بن آدم ما أغدرك أليس قد أعطيت العهد والميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت فيقول يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله عز وجل منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول تمن فيتمنى حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله عز وجل من كذا وكذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة رضى الله تعالى عنهما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله لك ذلك وعشرة أمثاله قال أبو هريرة لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قوله لك ذلك ومثله معه قال أبو سعيد إني سمعته يقول ذلك لك وعشرة أمثاله))


كذلك رواه الإمام البخاري في رواية أخرى عن عبد الله رضى الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ((إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه انها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول أتسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة ))


ونرى براعة الصحابي الجليل عبد الله بن عمر وأدبه حينما عرف أن الشجرة الطيبة هي النخلة ولكنه سكت احتراما لكبار الصحابة فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما قال ((بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوس إذ أتي بجمار نخلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم فظننت أنه يعني النخلة فأردت أن أقول هي النخلة يا رسول الله ثم التفت فإذا أنا عاشر عشرة أنا أحدثهم فسكت فقال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة))


ونرى بسالة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم العشرة حينما واجهوا مائة رجل من الكفار واستشهد منهم من استشهد وأسر منهم من أسر وكان من الشهداء الصحابي عاصم من ثابت الذي حمته أسراب النحل من أن يقطع من أعضائه شيء وكان من الأسرى ثم الشهداء الصحابي خبيب بن عدي (خبيب بن عدي، الأوسي الأنصاري الشهيد، شهد بدرا وأحدا, وكان أول من صلب في ذات الله,وأول من سن الصلاة قبل الموت) فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه قال ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر في منزل نزلوه فقالوا تمر يثرب فاتبعوا آثارهم فلما حس بهم عاصم وأصحابه لجأوا إلى موضع فأحاط بهم القوم فقالوا لهم انزلوا فأعطوا بأيديكم ولكم العهد والميثاق أن لا نقتل منكم أحدا فقال عاصم بن ثابت أيها القوم أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ثم قال اللهم أخبر عنا نبيك صلى الله عليه وسلم فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق منهم خبيب وزيد بن الدثنة ورجل آخر فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فربطوهم بها قال الرجل الثالث هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن لي بهؤلاء أسوة يريد القتلى فجرروه وعالجوه فأبى أن يصحبهم فأنطلق بخبيب وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بعد وقعة بدر فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل خبيبا وكان خبيبا هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر فلبث خبيب عندهم أسيرا حتى أجمعوا قتله فاستعار من بعض بنات الحارث موسى يستحد بها فأعارته فدرج بني لها وهي غافلة حتى أتاه فوجدته مجلسة على فخذه والموسى بيده قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب فقال أتخشين أن أقتله ما كنت لأفعل ذلك قالت والله ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب في يده وإنه لموثق بالحديد وما بمكة من ثمرة وكانت تقول إنه لرزق رزقه الله خبيبا فلما خرجوا به من الحرم ليقتلوه في الحل قال لهم خبيب دعوني أصلي ركعتين فتركوه فركع ركعتين فقال والله لولا أن تحسبوا أن ما بي جزع لزدت ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا ثم أنشأ يقول))
((فلست أبالي حين أقتل مسلما))
((على أي جنب كان لله مصرعي))
((وذلك في ذات الإله وإن يشأ))
((يبارك على أوصال شلو ممزع ))
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث فقتله وكان خبيب هو سن لكل مسلم قتل صبرا الصلاة وأخبر يعني النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت حين حدثوا أنه قتل أن يؤتوا بشيء منه يعرف وكان قتل رجلا عظيما من عظمائهم فبعث الله لعاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يقدروا أن يقطعوا منا شيئا)) وشمل هذا الحديث أعداد (عشرة ومائة) .


ونصغي لحديث الصحابي الجليل أنس بن مالك الذي خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وهو يروي لنا في الحديث الذي رواه البخاري كيف كان الطعام الذي أهدته أم سليم للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في عرسه بزينب وما كان من دعوته لعشرة من الصحابة ثم عشرة بعدما وضع يده الشريفة في برمة الطعام (وتكلم بها ما شاء الله) فكانت البركة التي عمت الطعام فكفى العشرات من الصحابة وقد وصاهم بآداب الطعام (اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه) ثم ما كان من آداب المكوث في بيوت النبي صلى اله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) . فما أجمل ما في هذا الحديث الشريف من آداب . فقد روى البخاري في باب الهدية للعروس عن أنس بن مالك قال مر بنا في مسجد بني رفاعة فسمعته يقول ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر بجنبات أم سليم دخل عليها فسلم عليها ثم قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عروسا بزينب فقالت لي أم سليم لو أهدينا لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فقلت لها افعلي فعمدت إلى تمر وسمن وأقط فاتخذت حيسة في برمة فأرسلت بها معي إليه فانطلقت بها إليه فقال لي ضعها ثم أمرني فقال ادع لي رجالا سماهم وادع لي من لقيت قال ففعلت الذي أمرني فرجعت فإذا البيت غاص بأهله فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يديه على تلك الحيسة وتكلم بها ما شاء الله ثم جعل يدعو عشرة عشرة يأكلون منه ويقول لهم اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه قال حتى تصدعوا كلهم عنها فخرج منهم من خرج وبقي نفر يتحدثون قال وجعلت أغتم ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم نحو الحجرات وخرجت في إثره فقلت إنهم قد ذهبوا فرجع فدخل البيت وأرخى الستر وإني لفي الحجرة وهو يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق} قال أبو عثمان قال أنس إنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين))

ونلمس رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي بردة الأنصاري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((لا تجلدوا فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله))

كذلك رحمته صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن بن علي رضي الله عنهما وقوله الشريف (من لا يرحم لا يرحم) فقد روى البخاري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال ((قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا فقال الأقرع إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال من لا يرحم لا يرحم))

فما أعظم الهدي النبوي القويم وما أحسنه وأجمله فيه صلاح البشرية وفلاحها في الدنيا والآخرة ، اللهم اجز عنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء وارزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-04-2013, 11:14 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 11 : إعداد : صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد أحد عشر)
***

روى البخاري عن مسروق قال (سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر)

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (أحد عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن مسروق أنه سأل السيدة عائشة رضي الهد عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت (سبع وتسع وإحدى عشرة سوى ركعتي الفجر)

وفيه أوضحت أم المؤمنين الصديقة رضي الله عنها أنه كان يقوم الليل بسبع ركعات وتسع ركعات وإحدى عشرة ركعة بالإضافة لركعتي الفجر ، فرضي الله عنها وأرضاها كم نقلت لنا من هدي قويم من سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم . ( وفي هذا الحديث نجد الأعداد اثنين وسبع وتسع وإحدى عشرة) .

ونجد جانبا آخرا مما نقلته لنا أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها في الحديث الذي رواه البخاري في باب (قيام النبي صلى الله عليه وسلم بالليل في رمضان وغيره) ورواه مالك في موطئه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه ((سأل عائشة رضي الله تعالى عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي )

وفيه هدي نبوي شريف عن قيامه بالليل في رمضان وفي غير رمضان (ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) كما أخبرتنا بذلك السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما وأوضحت كيفية صلاة الحبيب المصطفى بالليل وصفتها ونقلت إلينا قول النبي صلى الله عليه وسلم لها (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي) فقلبه صلى الله عليه وسلم يقظان بذكر الله وبصلته بالعلي القدير جل وعلا . ( وفي هذا الحديث نجد الأعداد ثلاثة وأربعة وإحدى عشرة) .


كما وصف لنا حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنه صلاة الحبيب المصطفى بالليل عندما بات عند خالته ميمونة في الحديث الذي رواه البخاري عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال (بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) ثم قام فتوضأ واستن فصلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح) .

وفيه وصف لهديه صلى الله عليه وسلم وما فعله في هذه الليلة :

1ـ تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة .
2ـ ثم رقد .
3ـ لما كان ثلث الليل الآخر قعد .
4ـ نظر إلى السماء .
5ـ قال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) .
6ـ قام .
7ـ توضأ .
8ـ استن (استاك بالسواك) .
9ـ صلى إحدى عشرة ركعة .
10 ـ لما أذن بلال فصلى ركعتين .
11ـ خرج .
12 ـ صلى الصبح (في المسجد)
( وفي هذا الحديث نجد الأعداد ثلث واثنين (مجازا) وإحدى عشرة) .

كما نرى هديه الشريف في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه ومالك في موطئه عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يجيء المؤذن فيؤذنه))

كما نصغي لمحاورته الشريفة للصحابي الجليل العابد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن تبتله في صومه في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي قلابة قال أخبرني أبو المليح قال دخلت مع أبيك على عبد الله بن عمرو فحدثنا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي فدخل علي فألقيت له وسادة من آدم حشوها ليف فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه فقال أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام قال قلت يا رسول الله قال خمسا قلت يا رسول الله قال سبعا قلت يا رسول الله قال تسعا قلت يا رسول الله قال إحدى عشرة ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما)

وفي هذا الحديث نلاحظ حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على مناقشة عمرو بن العاص رضي الله عنه فيما يتعبد به لله عز وجل من صوم لأنه أُخبر بذلك صلى الله عليه وسلم ولو تركه لكانت سنة تقريرية يستن بها عموم المسلمين ... فلنتأمل ماذا فعل الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص :
1ـ ذُكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صوم عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .
2ـ دخل على عبد الله بن عمرو (ذهب إليه) .
3ـ ألقى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه وسادة من جلد حشوها ليف ليجلس عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
4ـ لم يجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الوسادة وتركها وجلس على الأرض .
5ـ صارت الوسادة بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين عبد الله بن عمرو رضي الله عنه .
6ـ دار بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين عبد الله بن عمرو رضي الله عنه الحوار التالي :
رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما يكفيك (صيام) من كل شهر ثلاثة أيام؟
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمسا (أي صم خمسة أيام) .
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : سبعا (أي صم سبعة أيام) .
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : تسعا (أي صم تسعة أيام) .
عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : يا رسول الله (أي أكثر من ذلك) .
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إحدى عشرة (أي صم احدى عشرة يوما) .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لا صوم فوق صوم داود عليه السلام شطر الدهر صم يوما وأفطر يوما) .
ونرى ما بهذا الحديث عن فقه الصيام ومدى الفسحة التشريعية في هديه الشريف صلى الله عليه وسلم . ( وفي هذا الحديث نجد الأعداد واحد (مجازا) وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة) .

ثم نجد فقه سجود التلاوة في الحديث الذي روى الترمذي ( باب ما جاء في سجود القرآن ) عن عمر الدمشقي عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال ((سجدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى عشرة سجدة منها التي في النجم))
وروى مالك في موطئه عن هشام بن عروة عن أبيه ( أن عمر بن الخطاب قرأ سجدة وهو على المنبر يوم الجمعة فنزل فسجد وسجد الناس معه ثم قرأها يوم الجمعة الأخرى فتهيأ الناس للسجود فقال على رسلكم إن الله لم يكتبها علينا إلا إن نشاء فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا قال مالك ليس العمل علي أن ينزل الإمام إذا قرأ السجدة على المنبر فيسجد قال مالك الأمر عندنا أن عزائم سجود القرآن إحدى عشرة سجدة ليس في المفصل منها شيء قال مالك لا ينبغي لأحد يقرأ من سجود القرآن شيئا بعد صلاة الصبح ولا بعد صلاة العصر وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وعن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس والسجدة من الصلاة فلا ينبغي لأحد أن يقرأ سجدة في تينك الساعتين سئل مالك عمن قرأ سجدة وامرأة حائض تسمع هل لها أن تسجد قال مالك لا يسجد الرجل ولا المرأة إلا وهما طاهران وسئل عن امرأة قرأت بسجدة ورجل معها يسمع أعليه أن يسجد معها قال مالك ليس عليه أن يسجد معها إنما تجب السجدة على القوم يكونون مع الرجل فيأتمون به فيقرأ السجدة فيسجدون معه وليس على من سمع سجدة من إنسان يقرأها ليس له بإمام أن يسجد تلك السجدة ) .

فيبن الإمام مالك أن عزائم السجود إحدى عشرة سجدة (سجود التلاوة) .

أما مجمل سجود التلاوة في كتاب الله عز وجل فخمسة عشرة سجدة وفي بعضها قول الفاروق رضي الله عنه (على رسلكم إن الله لم يكتبها علينا إلا إن نشاء فلم يسجد ومنعهم أن يسجدوا ) ومجملها كما يلي :
1- ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون ) (الأعراف : 206 ) .
2- ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وظلالهم بالغدو والآصال) . ( الرعد : 15) .
3- ( ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) (النحل : 49) .
4- ( قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ) (الإسراء : 107 ) .
5- ( إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً ) ( مريم : 58 ) .
6- ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء ) (الحج : 18 ) .
7- ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (الحج :77 )
8- ( وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزداهم نفوراً) . ( الفرقان/60 ) .
9- ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون ) (النمل : 25 ) .
10- ( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ) (السجدة : 15 ) .
11- ( وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب ) (ص : 24) .
12- ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ) (فصلت : 37) .
13- ( فاسجدوا لله واعبدوا ) (النجم : 63) .
14- ( وإذا قرء عليهم القرآن لا يسجدون ) (الانشقاق : 21 ) .
15- ( كلا لا تطعه واسجد واقترب ) (العلق : 19 ) .

ولنختم حديثنا عن العدد (أحد عشر) بما رواه البخاري في باب حسن المعاشرة مع الأهل عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن عروة عن عائشة قالت (جلس إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا قالت الأولى زوجي لحم جمل غث على رأس جبل لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقل قالت الثانية زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره قالت الثالثة زوجي العشنق إن أنطق أطلق وإن أسكت أعلق قالت الرابعة زوجي كليل تهامة لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة قالت الخامسة زوجي إن دخل فهد وإن خرج أسد ولا يسأل عما عهد قالت السادسة زوجي إن أكل لف وإن شرب اشتف وإن اضطجع التف ولا يولج الكف ليعلم البث قالت السابعة زوجي غياياء أو عياياء طباقاء كل داء له داء شجك أو فلك أو جمع كلا لك قالت الثامنة زوجي المس مس أرنب والريح ريح زرنب قالت التاسعة زوجي رفيع العماد طويل النجاد عظيم الرماد قريب البيت من الناد قالت العاشرة زوجي مالك وما مالك مالك خير من ذلك له إبل كثيرات المبارك قليلات المسارح وإذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك قالت الحادية عشرة زوجي أبو زرع فما أبو زرع أناس من حلي أذني وملأ من شحم عضدي وبجحني فبجحت إلى نفسي وجدني في أهل غنيمة بشق فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق فعنده أقول فلا أقبح وأرقد فأتصبح وأشرب فأتقنح أم أبي زرع فما أم أبي زرع عكومها رداح وبيتها فساح بن أبي زرع فما بن أبي زرع مضجعه كمسل شطبة ويشبعه ذراع الجفرة بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع طوع أبيها وطوع أمها وملء كسائها وغيظ جارتها جارية أبي زرع فما جارية أبي زرع لا تبث حديثنا تبثيثا ولا تنفث ميرتنا تنقيثا ولا تملأ بيتنا تعشيشا قالت خرج أبو زرع والأوطاب تمخض فلقى امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فطلقني ونكحها فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا وأراح علي نعما ثريا وأعطاني من كل رائحة زوجا وقال كلي أم زرع وميري أهلك قالت فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت لك كأبي زرع لأم زرع قال أبو عبد الله قال سعيد بن سلمة عن هشام ولا تعشش بيتنا تعشيشا قال أبو عبد الله وقال بعضهم فأتقمح بالميم وهذا أصح) .

وفيه حال الأزواج مع زوجاتهم وما عبرت عنه النساء بفصاحة وبلاغة عجيبة وتكنية مهذبة ولمحات دقيقة عن عشرتهن مع أزواجهن .

(وفي هذا الحديث نجد الأعداد واحد (مجازا) واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وتسعة وعشرة وإحدى عشرة) .

فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-05-2013, 08:36 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 12 : إعداد : صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد اثنا عشر)
***
روى الإمام البخاري أن أبا سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه وكان غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة قال سمعت أربعا من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنني قال : (لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم ولا صوم في يومين الفطر والأضحى ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي هذا)

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (اثنا عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وقد غزا مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة وفيه قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع أربعا من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنه وهم كما يلي :
1ـ لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم .
2ـ لا صوم في يومين الفطر والأضحى .
3ـ لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس ولا بعد العصر حتى تغرب .
4ـ لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي هذا .

وفي هذا الحديث يتبين لنا أحكاما فقهية لسفر المرأة وللصوم وللصلاة ولشد الرحال كما توضح ما أنعم الله به من خير على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد غزا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة وروى لنا العديد من الأحاديث النبوية الشريفة فجزاه الله عن السنة المشرفة خير الجزاء . (ونجد هنا الأعداد اثنين وثلاثة وأربعة واثنتي عشرة)

كما نجد صحابيا آخر غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن زر بن حبيش قال وفدت في خلافة عثمان بن عفان وإنما حملني على الوفادة لقي أبي بن كعب وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت صفوان بن عسال فقلت له : (هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم وغزوت معه اثنتي عشرة غزوة)
فرضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليهم وسلم أجمعين .

كما روي البخاري عن حفصة بنت سيرين قالت : (كنا نمنع عواتقنا أن يخرجن فقدمت امرأة فنزلت قصر بني خلف فحدثت أن أختها كانت تحت رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة عزوة وكانت أختي معه في ست غزوات قالت كنا نداوي الكلمى ونقوم على المرضى فسألت أختي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هل على إحدانا بأس إن لم يكن لها جلباب أن لا تخرج قال لتلبسها صاحبتها من جلبابها ولتشهد الخير ودعوة المؤمنين فلما قدمت أم عطية رضي الله تعالى عنها سألنها أو قالت سألناها فقالت وكانت لا تذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قالت بأبي فقلنا أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا قالت نعم بأبي فقال لتخرج العواتق ذوات الخدور أو العواتق وذوات الخدور والحيض فيشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى فقلت آلحائض فقالت أو ليس تشهد عرفة وتشهد كذا وتشهد كذا) ورواه أحمد .

وفي هذا الحديث أيضا نجد صحابيا جليلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا مع الحبيب المصطفى اثنتي عشرة غزوة منهم ست غزوات اصطحب فيها زوجه فيها تشترك مع النساء المجاهدات في مداواة الجرحى والقيام على رعاية المرضى فلله درهم من صحابيات مجاهدات رضي الله عنهن جميعا ، ونجد التوجيه النبوي الشريف بخروج العواتق والجواري وذوات الخدور والحيّض لشهود الخير في صلاة العيدين وشهود دعوة المسلمين وتعتزل النساء الحيض المصلى فالحائض تشهد عرفة ولها حضورها فحيضها لا يمنعها إلا من الموانع الشرعية المعلومة في فقه النساء . (ونجد هنا الأعداد ستة واثنتي عشرة)

ونجد العدد اثني عشرة في حديث شريف رواه الإمام مسلم في (باب فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن) عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس)

ورواه أبو داود عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا بني له بهن بيت في الجنة)

ورواه أحمد عن النعمان بن سالم قال سمعت عمرو بن أوس يحدث عن عنبسة عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من عبد مسلم توضأ فأسبغ الوضوء ثم صلى لله عز وجل كل يوم ثنتي عشرة ركعة الا بنى له بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما زلت أصليهن بعد وقال عنبسة فما زلت أصليهن بعد وقال عمرو بن أوس فما زلت أصليهن قال النعمان وأنا لا أكاد ادعهن قال بن جعفر عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد مسلم يصلي لله عز وجل كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير فريضة فذكر نحوه) :

ولنتدبر ما جاء في هذا الحديث النبوي الشريف :

1ـ عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان في مرضه الذي مات فيه بحديث يتسار إليه قال سمعت أم حبيبة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة) .
2ـ قالت أم حبيبة (زوج النبي صلى الله عليه وسلم) فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3ـ وقال عنبسة فما تركتهن منذ سمعتهن من أم حبيبة .
4ـ وقال عمرو بن أوس ما تركتهن منذ سمعتهن من عنبسة .
5ـ وقال النعمان بن سالم ما تركتهن منذ سمعتهن من عمرو بن أوس .
فانظروا رحمكم الله كيف يكون الإقتداء والتأسي بالهدي النبوي القويم ، وأسأل نفسي وأسألكم أيها القراء الأعزاء : هل سنتركهم بعدما سمعناهم ؟! اللهم ارزقنا بيوتا في جنتك وقصورا بها وخياما وحورا عينا يا رب العالمين .

ورواه الدارمي عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (ما من عبد مسلم يصلي كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعا غير الفريضة إلا له بيت في الجنة أو بني له بيت في الجنة قالت أم حبيبة فما برحت أصليهن بعد وقال عمرو مثله وقال النعمان مثله)

وتوضح لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره حيث روى مسلم عنها رضي الله عنها وأرضاها : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة) ورواه أحمد .
وروى مسلم عنها في حديث نبوي آخر : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح وما صام شهرا متتابعا إلا رمضان )
ولنتدبر ما بهذا الحديث من هدي نبوي قويم :
1ـ ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملا أثبته (داوم عليه) .
2ـ وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة .
3ـ وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصباح .
4ـ وما صام شهرا متتابعا إلا رمضان .
ورواه أحمد عن قتادة عن زرارة بن أوفى أن سعد بن هشام حدثه قال قلت يا أم المؤمنين حدثيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : (ألست تقرأ القرآن قال قلت بلى فذكر الحديث قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة داوم عليها وكان إذا فاته القيام من الليل غلبته عيناه بنوم أو وجع صلى ثنتي عشرة ركعة من النهار قالت ولم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة يتمها حتى الصبح ولم يقرأ القرآن في ليلة يتمه ولم يصم شهرا يتمه غير رمضان حتى مات)
بلى كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم فلنقرأ القرآن ولنتدبر القرآن فإنه خُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجدرنا أن نتخلق بخلق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي قال : إنا بعثت لأتمم مكارم الخلاق .

وروى ابن ماجة في ذلك أحاديثا في باب (ما جاء في ثنتي عشرة ركعة من السنة)
فيها تفصيل الإثنتي عشرة ركعة كما يلي :

ــ عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة بنت أبي سفيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة) ورواه النسائي

ــ عن عطاء عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بني له بيت في الجنة أربع قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر)
ــ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة ركعتين قبل الفجر وركعتين قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين أظنه قال قبل العصر وركعتين بعد المغرب أظنه قال وركعتين بعد العشاء الآخرة)
وبالحديث الآتي الذي رواه ابن ماجة والترمذي عن انس بن مالك فضل صلاة الضحي :
ــ عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصرا من ذهب في الجنة) .
كم روى النسائي في هذا الباب أحاديث شريفة منها ما يلي :
ـــ عن عطاء عن عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر) ورواه الترمذي
ــ عن بن جريج قلت لعطاء بلغني (أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة ما بلغك في ذلك قال أخبرت أن أم حبيبة حدثت عنبسة بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من ركع اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة سوى المكتوبة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة)
ــ عن بن أبي رباح عن شهر بن حوشب حدثه عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت : (من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم فصلى قبل الظهر بنى الله له بيتا في الجنة) ورواه أحمد
ـ عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (اثنتا عشرة ركعة من صلاهن بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين قبل العصر وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل صلاة الصبح)
وروي الترمذي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل من الليل منعه من ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح قال أبو عيسى وسعد بن هشام هو بن عامر الأنصاري وهشام بن عامر هو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عباس هو بن عبد العظيم العنبري حدثنا عتاب بن المثنى عن بهز بن حكيم قال كان زرارة بن أوفى قاضي البصرة وكان يؤم في بني قشير فقرأ يوما في صلاة الصبح {فإذا نقر في الناقور فذلك يومئذ يوم عسير} خر ميتا فكنت فيمن احتمله إلى داره) .

وجاء العدد اثنا عشر في تحديد ما أصدق به رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه وما أُصدقت به بناته رضوان الله عليهم كي يدع الناس المغالاة في المهور :

حيث روى أبو داود في باب الصداق باب الصداق عن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر رحمه الله فقال (ألا لا تغالوا بصدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من ثنتي عشرة أوقية)

ورواه ابن ماجة والدارمي عن محمد بن سيرين عن أبي العجفاء السلمي قال قال عمر بن الخطاب ((لا تغالوا صداق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولاكم وأحقكم بها محمد صلى الله عليه وسلم ما أصدق امرأة من نسائه ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية وإن الرجل ليثقل صدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه ويقول قد كلفت إليك علق القربة أو عرق القربة وكنت رجلا عربيا مولدا ما أدرى ما علق القربة أو عرق القربة))

وروى أبو داود وابن ماجة والدارمي عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة قال (سألت عائشة رضي الله تعالى عنها عن صداق النبي صلى الله عليه وسلم قالت ثنتا عشرة أوقية ونش فقلت وما نش قالت نصف أوقية)

وروى الأمام احمد عن بن سيرين سمعه من أبي العجفاء سمعت عمر رضى الله تعالى عنه يقول ((لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم ما أنكح شيئا من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة وقيه وأخرى تقولونها في مغازيكم قتل فلان شهيدا مات فلان شهيدا ولعله ان يكون قد وقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبا وفضة يبتغى التجارة فلا تقولوا ذاكم ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة))

وفيه نجد الفوائد الآتية :
1ـ لا تغلوا صدق النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه .
2ـ ما أنكح شيئا من بناته ولا نسائه فوق اثنتي عشرة وقيه .
3ـ وأخرى تقولونها في مغازيكم قتل فلان شهيدا مات فلان شهيدا ولعله ان يكون قد وقر عجز دابته أو دف راحلته ذهبا وفضة يبتغى التجارة فلا تقولوا ذاكم .
4ـ ولكن قولوا كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله فهو في الجنة .

ونرى جانبا من فقه الصلاة في السفر في حديث الصحابي الجليل عبد الله بن عمر الذي رواه الإمام مالك في موطئه (باب صلاة المسافر ما لم يجمع مكثا) من حديث سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر كان يقول : (أصلي صلاة المسافر ما لم أجمع مكثا وإن حبسني ذلك اثنتي عشرة ليلة)

ونقرأ جانبا من فقه الوصية في الحديث الذي رواه مالك في موطئه عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن حزم : (ان غلاما من غسان حضرته الوفاة بالمدينة ووارثه بالشام فذكر ذلك لعمر بن الخطاب فقيل له ان فلانا يموت أفيوصي قال فليوص قال يحيى بن سعيد قال أبو بكر وكان الغلام بن عشر سنين أو اثنتي عشرة سنة قال فأوصى ببئر جشم فباعها أهلها بثلاثين ألف درهم قال يحيى سمعت مالكا يقول الأمر المجتمع عليه عندنا ان الضعيف في عقله والسفيه والمصاب الذي يفيق أحيانا تجوز وصاياهم إذا كان معهم من عقولهم ما يعرفون ما يوصون به فأما من ليس معه من عقله ما يعرف بذلك ما يوصي به وكان مغلوبا على عقله فلا وصية له)

ونشاهد ببصائرنا كيف كان أصحاب الحبيب المصطفى يفتدونه بأرواحهم وأنفسهم ونرى ما فعله الصحابي الجليل سعد بن الربيع في غزوة أحد ودعوته الصحابة للذود عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ولنطالع الحديث الذي رواه مالك في موطئه عن يحيى بن سعيد قال لما كان يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يأتيني بخبر سعد بن الربيع الأنصاري فقال رجل انا يا رسول الله فذهب الرجل يطوف بين القتلى فقال له سعد بن الربيع ما شأنك فقال له الرجل بعثني إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتيه بخبرك قال فأذهب إليه فأقرأه مني السلام وأخبره اني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأني قد أنفذت مقاتلي وأخبر قومك انه لأعذر لهم عند الله ان قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي)

فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-05-2013, 01:19 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 13 :: إعداد :: صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد ثلاثة عشر)
***

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (ثلاثة عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه في (باب إذا قام الرجل عن يسار الإمام فحوله الإمام إلى يمينه لم تفسد صلاتهما) عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ( نمت عند ميمونة والنبي صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة فتوضأ ثم قام يصلي فقمت على يساره فأخذني فجعلني عن يمينه فصلى ثلاث عشرة ركعة ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج فصلى ولم يتوضأ قال عمرو فحدثت به بكيرا فقال حدثني كريب بذلك)

ورواه البخاري أيضا في (باب الدعاء إذا انتبه بالليل) عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ((بت عند ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته فغسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ فصلى فقمت فتمطيت كراهية أن يرى أني كنت أتقيه فتوضأت فقام يصلي فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ فآذنه بلال بالصلاة فصلى ولم يتوضأ وكان يقول في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا واجعل لي نورا قال كريب وسبع في التابوت فلقيت رجلا من ولد العباس فحدثني بهن فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر خصلتين)) رواه مسلم وأحمد

• وعن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل روى الإمام البخاري :
*عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ((كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة يعني بالليل))
*عن عائشة رضى الله عنها قالت ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر))
وروى في (باب ما يقرأ في ركعتي الفجر) عن عائشة رضى الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين))

وروى مسلم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل :

*عن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر من ذلك بخمس لا يجلس في شيء إلا في آخرها))
*عن عروة أن عائشة أخبرته ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر))
*عن أبي سلمة قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ((كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح))
*عن عبد الله بن أبي لبيد سمع أبا سلمة قال أتيت عائشة فقلت أي أمه أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ((كانت صلاته في شهر رمضان وغيره ثلاث عشرة ركعة بالليل منها ركعتا الفجر))
*عن القاسم بن محمد قال سمعت عائشة تقول ((كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة ويركع ركعتي الفجر فتلك ثلاث عشرة ركعة)) رواه أبو داود
*عن أبي جمرة قال سمعت ابن عباس يقول ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة))
*عن زيد بن خالد الجهني أنه قال ((لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة)) رواه أبو داود وابن ماجة ومالك في الموطأ .

وروى أبو داود في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل :

*عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس في شيء من الخمس حتى يجلس في الآخرة فيسلم قال أبو داود رواه بن نمير عن هشام نحوه)) رواه ابن ماجة
*عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين))
*عن موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم قالا ثنا أبان عن يحيى عن أبي سلمة عن عائشة ((أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة وكان يصلي ثماني ركعات ويوتر بركعة ثم يصلي قال مسلم بعد الوتر ثم اتفقا ركعتين وهو قاعد فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي بين أذان الفجر والإقامة ركعتين))
*عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر بسبع أو كما قالت ويصلي ركعتين وهو جالس وركعتي الفجر بين الأذان والإقامة))
*عن سعد بن هشام قال ((قدمت المدينة فدخلت على عائشة فقلت أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء ثم يأوي إلى فراشه فينام فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثمان ركعات يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود ثم يوتر بركعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس ثم يضع جنبه فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة ثم يغفي وربما شككت أغفي أو لا حتى يؤذنه بالصلاة فكانت تلك صلاته حتى أسن ولحم فذكرت من لحمه ما شاء الله وساق الحديث))
*عن بن عباس أنه رقد عند النبي صلى الله عليه وسلم فرآه ((استيقظ فتسوك وتوضأ وهو يقول إن في خلق السماوات والأرض حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود ثم أنه انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك ثم يتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر قال عثمان بثلاث ركعات فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وقال بن عيسى ثم أوتر فأتاه بلال فآذنه بالصلاة حين طلع الفجر فصلى ركعتي الفجر ثم خرج إلى الصلاة ثم اتفقا وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل خلفي نورا وأمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم وأعظم لي نورا))
*عن الفضل بن عباس قال ((بت ليلة عند النبي صلى الله عليه وسلم لأنظر كيف يصلي فقام فتوضأ ثم صلى ركعتين قيامه مثل ركوعه وركوعه مثل سجوده ثم نام ثم استيقظ فتوضأ واستن ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} فلم يزل يفعل هذا حتى صلى عشر ركعات ثم قام فصلى سجدة واحدة فأوتر بها ونادى المنادي عند ذلك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما سكت المؤذن فصلى سجدتين خفيفتين ثم جلس حتى صلى الصبح قال أبو داود خفي علي من بن بشار بعضه))
*عن بن عباس قال ((بت عند خالتي ميمونة فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما أمسى فقال أصلى الغلام قالوا نعم فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء الله قام فتوضأ ثم صلى سبعا أو خمسا أوتر بهن لم يسلم إلا في آخرهن))
*عن بن عباس قال ((بت في بيت خالتي ميمونة بنت الحرث فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء ثم جاء فصلى أربعا ثم نام ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأدارني فأقامني عن يمينه فصلى خمسا ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه ثم قام فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الغداة))
*عن سعيد بن جبير أن بن عباس حدثه في هذه القصة قال ((فقام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن))
*عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتيه قبل الصبح يصلي ستا مثنى مثنى ويوتر بخمس لا يقعد بينهن إلا في آخرهن))
*عن عروة عن عائشة أنها أخبرته ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر))
*عن أبي سلمة عن عائشة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العشاء ثم صلى ثمان ركعات قائما وركعتين بين الأذانين ولم يكن يدعهما قال جعفر بن مسافر في حديثه وركعتين جالسا بين الأذانين زاد جالسا))
*عن عبد الله بن أبي قيس قال ((قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر قالت كان يوتر بأربع وثلاث وست وثلاث وثمان وثلاث وعشر وثلاث ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ولا بأكثر من ثلاث عشرة قال أبو داود زاد أحمد بن صالح ولم يكن يوتر بركعتين قبل الفجر قلت ما يوتر قالت لم يكن يدع ذلك ولم يذكر أحمد وست وثلاث))
*عن الأسود بن يزيد ((أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من الليل ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين ثم قبض صلى الله عليه وسلم حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعات وكان آخر صلاته من الليل الوتر))
*عن مخرمة بن سليمان أن كريبا مولى بن عباس أخبره أنه قال ((سألت بن عباس كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل قال بت عنده ليلة وهو عند ميمونة فنام حتى إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه استيقظ فقام إلى شن فيه ماء فتوضأ وتوضأت معه ثم قام فقمت إلى جنبه على يساره فجعلني على يمينه ثم وضع يده على رأسي كأنه يمس أذني كأنه يوقظني فصلى ركعتين خفيفتين قد قرأ فيهما بأم القرآن في كل ركعة ثم سلم ثم صلى حتى صلى إحدى عشرة ركعة بالوتر ثم نام فأتاه بلال فقال الصلاة يا رسول الله فقام فركع ركعتين ثم صلى للناس))
*عن بن عباس قال ((بت عند خالتي ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر حزرت قيامه في كل ركعة بقدر يا أيها المزمل لم يقل نوح منها ركعتا الفجر))
*عن كريب مولى بن عباس أن عبد الله بن عباس أخبره ((أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال عبد الله فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي فأخذ بأذني يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين قال القعنبي ست مرات ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح))

وروى ابن ماجة في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل :

*عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل تسع ركعات))
*عن عامر الشعبي قال سألت عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالا ((ثلاث عشرة ركعة منها ثمان ويوتر بثلاث وركعتين بعد الفجر))
*عن كريب مولى بن عباس عن بن عباس أخبره ((أنه نام عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده ثم قرأ العشر آيات من آخر سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال عبد الله بن عباس فقمت فصنعت مثل ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ أذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج إلى الصلاة))

وروى أحمد في صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل :

*عن عائشة ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة يوتر بخمس لا يجلس الا في الخامسة فيسلم))
*عن عروة عن عائشة ((ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة سجدة وكان أكثر صلاته قائما فلما كبر وثقل كان أكثر صلاته قاعدا وكان يصلي صلاته وأنا معترضة بين يديه على الفراش الذي يرقد عليه حتى يريد ان يوتر فيغمزني فأقوم فيوتر ثم يضطجع حتى يسمع النداء بالصلاة ثم يقوم يسجد سجدتين خفيفتين ثم يلصق جنبه بالأرض ثم يخرج إلى الصلاة))
*عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس قال ((سألت عائشة بكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر قالت بأربع وثلاث وست وثلاث وثمان وثلاث عشرة وثلاث ولم يكن يوتر بأكثر من ثلاث عشرة ولا انقص من سبع وكان لا يدع ركعتين))
*عن عائشة ((ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة وكان يوتر بخمس سجدات لا يجلس بينهن حتى يجلس في الآخرة ثم يسلم))
*عن القاسم بن محمد قال روح سمعت القاسم بن محمد يقول سمعت عائشة تقول ((كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات يوتر بسجدة ويركع ركعتي الفجر فتلك ثلاث عشرة))
*عن عائشة أنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعة ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين)) رواه مالك في موطئه
*عن أبي سلمة عن عائشة قال قلت ((يا أمه كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العشاء الآخرة قالت كان يصلي ثلاث عشرة ركعة تسعا قائما وثنتين جالسا وثنتين بعد النداءين يعني بين أذان الفجر وبين الإقامة))
*عن أبي سلمة قال سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل قالت ((كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثماني ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ثم يصلي الركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح))
*عن أبي سلمة إنه سمع عائشة تقول ((كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يصلي كل ليلة ثلاث عشرة ركعة تسعا قائما وركعتين وهو جالس ثم يمهل حتى يؤذن بالأولى من الصبح فيركع ركعتين))
*عن عروة بن الزبير عن عائشة رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة بركعتيه بعد الفجر قبل الصبح إحدى عشرة ركعة من الليل ست منهن مثنى مثنى ويوتر بخمس لا يقعد فيهن))
*عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث عشرة فلما كبر وضعف أوتر بسبع))
*عن أبي سلمة قلت لعائشة أي أمت أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ((كانت صلاته في رمضان وغيره سواء ثلاث عشرة ركعة فيها ركعتا الفجر قلت فأخبريني عن صيامه قالت كان يصوم حتى نقول قد صام ويفطر حتى نقول قد أفطر وما رأيته صام شهرا أكثر من صيامه في شعبان كان يصومه الا قليلا))
*عن عكرمة بن خالد عن بن عباس قال ((كنت في بيت ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل فقمت معه على يساره فأخذ بيدي فجعلني عن يمينه ثم صلى ثلاث عشرة ركعة حزرت قدر قيامه في ركعة قدر يا أيها المزمل))

ونرى العدد ثلاثة عشر في هذا الحديث الذي رواه الإمام البخاري عن إسماعيل بن أبي خالد قال سمعت أبا جحيفة رضى الله تعالى عنه قال (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي عليهما السلام يشبهه قلت لأبي جحيفة صفه لي قال كان أبيض قد شمط وأمر لنا النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة قلوصا قال فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن نقبضها)

وروى الترمذي هذا الحديث بزيادة فيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي جحيفة قال (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض قد شاب وكان الحسن بن علي يشبهه وأمر لنا بثلاثة عشر قلوصا فذهبنا نقبضها فأتانا موته فلم يعطونا شيئا فلما قام أبو بكر قال من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة فليجئ فقمت إليه فأخبرته فأمر لنا بها قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد روى مروان بن معاوية هذا الحديث بإسناد له عن أبي جحيفة نحو هذا وقد روى عبد الواحد عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حذيفة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه ولم يزيدوا على هذا)

فانظروا وفاء الصديق رضي الله عنه لما وعد به الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
وروى مسلم عن فطر رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر (باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفره مرحلتين فأكثر وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم ولمن يشق عليه أن يفطر) عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان فصام حتى بلغ الكديد ثم أفطر وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره))

كما روى مسلم عن بن شهاب (بهذا الإسناد مثل حديث الليث قال بن شهاب فكانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره ويرونه الناسخ المحكم)

كما روى مسلم عن معمر عن الزهري (بهذا الإسناد قال الزهري وكان الفطر آخر الأمرين وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآخر فالآخر قال الزهري فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت من رمضان)

وروى مسلم عن مجاهد عن طاوس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ((سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فيه شراب فشربه نهارا ليراه الناس ثم أفطر حتى دخل مكة قال بن عباس رضى الله تعالى عنهما فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر فمن شاء صام ومن شاء أفطر))

كما روى عن طاوس عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال (لا تعب على من صام ولا على من أفطر قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر )

(يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله)
وجاء العدد ثلاثة عشر في الأحاديث التي رواها الإمام مسلم عن هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى أبو بكر من أبي رحلا بثلاثة عشر درهما ((وساق الحديث بمعنى حديث زهير عن أبي إسحاق وقال في حديثه من رواية عثمان بن عمر فلما دنا دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن يخلصني مما أنا فيه ولك على لأعمين على من ورائي وهذه كنانتي فخذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك قال لا حاجة لي في إبلك فقدمنا المدينة ليلا فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنزل على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فصعد الرجال والنساء فوق البيوت وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون يا محمد يا رسول الله يا محمد يا رسول الله))
كما روى الإمام مسلم في ( باب جواز شرب اللبن) عن أبي إسحاق الهمداني يقول سمعت البراء يقول (لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فأتبعه سراقة بن مالك بن جعشم قال فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت فرسه فقال ادع الله لي ولا أضرك قال فدعا الله قال فعطش رسول الله صلى الله عليه وسلم فمروا براعي غنم قال أبو بكر الصديق فأخذت قدحا فحلبت فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كثبة من لبن فأتيته به فشرب حتى رضيت)

كما روى مسلم عن أبي إسحاق عن البراء قال قال أبو بكر الصديق ((لما خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فحلبت له كثبة من لبن فأتيته بها فشرب حتى رضيت))

وقد روى الإمام أحمد حديث الهجرة مفصلا عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال اشترى أبو بكر من عازب سرجا بثلاثة عشر درهما قال فقال أبو بكر لعازب مر البراء فليحمله إلى منزلي فقال لا حتى تحدثنا (كيف صنعت حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت معه قال فقال أبو بكر خرجنا فأدلجنا فأحثثنا يومنا وليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فضربت ببصري هل أرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظلها فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة وقلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم خرجت أنظر هل أرى أحدا من الطلب فإذا أنا براعي غنم فقلت لمن أنت يا غلام فقال لرجل من قريش فسماه فعرفته فقلت هل في غنمك من لبن قال نعم قال قلت هل أنت حالب لي قال نعم قال فأمرته فاعتقل شاة منها ثم أمرته فنفض ضرعها من الغبار ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار ومعي إداوة على فمها خرقة فحلب لي كثبة من اللبن فصببت يعني الماء على القدح حتى برد أسفله ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ فقلت اشرب يا رسول الله فشرب حتى رضيت ثم قلت هل أنى الرحيل قال فارتحلنا والقوم يطلبونا فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له فقلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا فقال {لا تحزن إن الله معنا} حتى إذا دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين أو ثلاثة قال قلت يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا وبكيت قال لم تبكي قال قلت أما والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك قال فدعا عليه رسول صلى الله عليه وسلم فقال اللهم اكفناه بما شئت فساخت قوائم فرسه إلى بطنها في أرض صلد ووثب عنها وقال يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لي فيها قال ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطلق فرجع إلى أصحابه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة فتلقاه الناس فخرجوا في الطريق وعلى الأجاجير فاشتد الخدم والصبيان في الطريق يقولون الله أكبر جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء محمد قال وتنازع القوم أيهم ينزل عليه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب لأكرمهم بذلك فلما أصبح غدا حيث أمر قال البراء بن عازب أول من كان قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار ثم قدم علينا بن أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو على أثري ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه قال البراء ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من المفصل قال إسرائيل وكان البراء من الأنصار من بني حارثة)

وروى الإمام مسلم في (باب إباحة ميتات البحر) حديثا تضمن العدد ثلاثة عشر عن جابر قال (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا أبا عبيدة نتلقى عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة قال فقلت كيف كنتم تصنعون بها قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا هي دابة تدعى العنبر قال قال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا قال فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاث مائة حتى سمنا قال ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه القدر كالثور أو كقدر الثور فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في وقب عينه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا فمر من تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا قال فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه فأكله)
فما أيسر التشريع الإسلامي الحنيف .

كما جاء العدد ثلاثة عشر في أكل الضب في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن يزيد بن الأصم قال (دعانا عروس بالمدينة فقرب إلينا ثلاثة عشر ضبا فآكل وتارك فلقيت بن عباس من الغد فأخبرته فأكثر القوم حوله حتى قال بعضهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا آكله ولا أنهى عنه ولا أحرمه فقال بن عباس بئس ما قلتم ما بعث نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا محلا ومحرما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو عند ميمونة وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة أخرى إذ قرب إليهم خوان عليه لحم فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل قالت له ميمونة إنه لحم ضب فكف يده وقال هذا لحم لم آكله قط وقال لهم كلوا فأكل منه الفضل وخالد بن الوليد والمرأة وقالت ميمونة لا آكل من شيء إلا شيء يأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه الإمام أحمد

وقد روى الإمام مسلم في (باب إباحة الضب) أحاديثا شريفة أوردها تماما للفائدة حتى وإن لم يذكر فيها العدد ثلاثة عشر :

*عن عبد الله بن دينار أنه سمع بن عمر يقول ((سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الضب فقال لست بآكله ولا محرمه))
*عن نافع عن بن عمر قال ((سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الضب فقال لا آكله ولا أحرمه))
*عن توبة العنبري سمع الشعبي ((سمع بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه ناس من أصحابه فيهم سعد وأتوا بلحم ضب فنادت امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم إنه لحم ضب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا فإنه حلال ولكنه ليس من طعامي))
*عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عباس قال ((دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقلت أحرام هو يا رسول الله قال لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر))
*شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد الذي يقال له سيف الله أخبره ((أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي خالته وخالة بن عباس فوجد عندها ضبا محنوذا قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قلما يقدم إليه طعام حتى يحدث به ويسمى له فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الضب فقالت امرأة من النسوة الحضور أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدمتن له قلن هو الضب يا رسول الله فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال خالد بن الوليد أحرام الضب يا رسول الله قال لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه قال خالد فاجتررته فأكلته ورسول الله ينظر فلم ينهني))
*عن بن شهاب عن أبي أمامة بن سهل عن بن عباس أنه أخبره أن خالد بن الوليد أخبره ((انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة بنت الحارث وهي خالته فقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم ضب جاءت به أم حفيد بنت الحارث من نجد وكانت تحت رجل من بني جعفر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأكل شيئا حتى يعلم ما هو ثم ذكر بمثل حديث يونس وزاد في آخر الحديث وحدثه بن الأصم عن ميمونة وكان في حجرها))
*عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال سمعت ابن عباس يقول ((أهدت خالتي أم حفيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمنا وأقطا وأضبا فأكل من السمن والأقط وترك الضب تقذرا وأكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم))
*عن جابر بن عبد الله يقول ((أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضب فأبى أن يأكل منه وقال لا أدري لعله من القرون التي مسخت))
*عن معقل عن أبي الزبير قال سألت جابرا عن الضب فقال لا تطعموه وقذره وقال قال عمر بن الخطاب ((إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرمه إن الله عز وجل ينفع به غير واحد فإنما طعام عامة الرعاء منه ولو كان عندي طعمته))
*عن بن أبي عدي عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رجل ((يا رسول الله إنا بأرض مضبة فما تأمرنا أو فما تفتينا قال ذكر لي أن أمة من بني إسرائيل مسخت فلم يأمر ولم ينه قال أبو سعيد فلما كان بعد ذلك قال عمر إن الله عز وجل لينفع به غير واحد وإنه لطعام عامة هذه الرعاء ولو كان عندي لطعمته إنما عافه رسول الله صلى الله عليه وسلم))
*عن أبي سعيد أن أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ((إني في غائط مضبة وإنه عامة طعام أهلي قال فلم يجبه فقلنا عاوده فعاوده فلم يجبه ثلاثا ثم ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثالثة فقال يا أعرابي إن الله لعن أو غضب على سبط من بني إسرائيل فمسخهم دواب يدبون في الأرض فلا أدري لعل هذا منها فلست آكلها ولا أنهى عنها))
وروى أبو داود حديثا ضمنه قوله (شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا ورأيت أترجة على بعير بقطعتين قطعت وصيرت على مثل عدلين) عن عطاء بن يسار عن معاذ بن جبل ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن فقال خذ الحب من الحب والشاة من الغنم والبعير من الإبل والبقرة من البقر قال أبو داود شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا ورأيت أترجة على بعير بقطعتين قطعت وصيرت على مثل عدلين))

فما أكثر خيرات مصر التي وهبها الله لها !

وقد جاء العدد ثلاثة عشر في الحديث الذي رواه أبو داود في (باب في نفل السرية تخرج من العسكر) عن نافع عن بن عمر قال ((بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش قبل نجد وانبعثت سرية من الجيش فكان سهمان الجيش اثني عشر بعيرا اثني عشر بعيرا ونفل أهل السرية بعيرا بعيرا فكانت سهمانهم ثلاثة عشر ثلاثة عشر))

كما روى أبو داود عن محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى نجد فخرجت معها فأصبنا نعما كثيرا فنفلنا أميرنا بعيرا بعيرا لكل إنسان ثم قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم بيننا غنيمتنا فأصاب كل رجل منا اثنا عشر بعيرا بعد الخمس وما حاسبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه بعد ما صنع فكان لكل رجل منا ثلاثة عشر بعيرا بنفله))

وروى أبو داود عن الليث عن عقيل عن بن شهاب عن سالم عن عبد الله بن عمر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان ينفل بعض من يبعث من السرايا لأنفسهم خاصة النفل سوى قسم عامة الجيش والخمس في ذلك واجب كله))

فانظروا إلى عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكافأته للمجتهدين من أصحابه في الجهاد في سبيل الله عز وجل .
وساق أبو داود الحديث الآتي المتضمن ثلاثة عشر شهرا توجه فيها الحبيب صلى الله عليه وسلم في صلاته نحو بيت المقدس فقد روى عن معاذ بن جبل قال ((أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصيام ثلاثة أحوال وساق نصر الحديث بطوله واقتص بن المثنى منه قصة صلاتهم نحو بيت المقدس قط قال الحال الثالث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فصلى يعني نحو بيت المقدس ثلاثة عشر شهرا فأنزل الله تعالى هذه الآية {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} فوجهه الله تعالى إلى الكعبة وتم حديثه وسمى نصر صاحب الرؤيا قال فجاء عبد الله بن زيد رجل من الأنصار وقال فيه فاستقبل القبلة قال الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم أمهل هنية ثم قام فقال مثلها إلا أنه قال زاد بعد ما قال حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنها بلالا فأذن بها بلال وقال في الصوم قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر ويصوم يوم عاشوراء فأنزل الله تعالى {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} إلى قوله {طعام مسكين} فكان من شاء أن يصوم صام ومن شاء أن يفطر ويطعم كل يوم مسكينا أجزأه ذلك وهذا حول فأنزل الله تعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} إلى {أيام أخر} فثبت الصيام على من شهد الشهر وعلى المسافر أن يقضي وثبت الطعام للشيخ الكبير والعجوز اللذين لا يستطيعان الصوم وجاء صرمة وقد عمل يومه وساق الحديث)) وقد جاء في هذا الحديث الأعداد ( اثنان وثلاثة وثلاثة عشر)

وقد وردت روايات أخرى أنه صلى الله عليه وسلم توجه في صلاته إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا .

وقد جاء العدد ثلاثة عشر في الحديث الذي رواه ابن ماجة (باب في كم يستحب يختم القرآن) عن عثمان بن عبد الله بن أوس عن جده أوس بن حذيفة قال ((قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فنزلوا الأحلاف على المغيرة بن شعبة وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له فكان يأتينا كل ليلة بعد العشاء فيحدثنا قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش ويقول ولا سواء كنا مستضعفين مستذلين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ندال عليهم ويدالون علينا فلما كان ذات ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه فقلت يا رسول الله لقد أبطأت علينا الليلة قال إنه طرأ على حزبي من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أتمه قال أوس فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن قالوا ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل))

وقد جاء في هذا الحديث الأعداد (ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة)

وروى الإمام أحمد هذا الحديث عن أوس بن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال ((كنت في الوفد الذين آتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا من ثقيف من بنى مالك أنزلنا في قبة له فكان يختلف إلينا بين بيوته وبين المسجد فإذا صلى العشاء الآخرة انصرف إلينا فلا يبرح يحدثنا ويشتكى قريشا ويشتكى أهل مكة ثم يقول لا سواء كنا بمكة مستذلين أو مستضعفين فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب علينا ولنا فمكث عنا ليلة لم يأتنا حتى طال ذلك علينا بعد العشاء قال قلنا ما أمكثك عنا يا رسول الله قال طرأ عنى حزب من القرآن فأردت ان لا أخرج حتى أقضيه فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبحنا قال قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ست سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة سورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى تختم)) وقد جاء في هذا الحديث الأعداد (وخمس وست وسبع وست وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة)

فانظروا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن وتلاوته وختمه وتنظيم ذلك بدقة وتقديم ذلك على ما سواه .

وجاء العدد ثلاثة عشر في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن زاذان بن عمر قال سمعت عليا ((في الرحبة وهو ينشد الناس من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما قال فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدو ا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من كنت مولاه فعلي مولاه))

وفي هذا الحديث منقبة من مناقب الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه وعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أجمعين .

كما جاء العدد ثلاثة عشر في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن جابر (أنه ابتاع بعيرا بثلاثة عشر دينارا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكم أخذته قال بثلاثة عشر دينارا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعنيه بما أخذته ولك ظهره إلى المدينة )
فانظروا إلى كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولك ظهره إلى المدينة)
ونرى صحابي جليل يفخر ويحدث بنعمة الله تعالى عليه إذ أناله شرف جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن شعبة حدثنا تميم بن مربض قال سمعت أبا زيد يقول ((قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة مرة قال شعبة وهو جد عزرة هذا))

كما جاء العدد ثلاثة عشر في الحديث الذي رواه الدارمي يوضح أدب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيريتهم فقد روى عن عطاء عن سعيد عن بن عباس قال ((ما رأيت قوما كانوا خيرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض كلهن في القرآن منهن {يسألونك عن الشهر الحرام} {ويسألونك عن المحيض} قال ما كانوا يسألون الا عما ينفعهم))

فانظروا كيف كانت أسئلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم له عما ينفعهم وينفع الأمة من بعدهم وتتميز الأسئلة بما يلي :
*أنهم ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض صلى الله عليه وسلم .
*كلهن في القرآن .
*منهن {يسألونك عن الشهر الحرام} {ويسألونك عن المحيض}.
*ما كانوا يسألون الا عما ينفعهم .
فنتعلم منهم تلك الآداب النافعة الطيبة .

فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-05-2013, 01:12 PM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 14 :: إعداد :: صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد أربعة عشر)
***

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (أربع عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن أنس قال ((قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم وأنه أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار فقال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله فقال أنس فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع فصفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون والنبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول))
((اللهم لا خير إلا خير الآخرة)) ((فاغفر للأنصار والمهاجرة))
رواه مسلم في (باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم) ورواه النسائي في (باب نبش القبور واتخاذ أرضها مسجدا) ورواه أبو داود


وفي هذا الحديث الشريف تبيان الفترة التي قضاها الحبيب صلى الله عليه وسلم في حي بني عمرو بن عوف (أربع عشرة) ليلة وكان ترتيب ما حدث منذ قدومه للمدينة المنورة مهاجرا حتى بناء المسجد النبوي الشريف ما يلي :

• قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة .
• نزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف .
• أقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة .
• أرسل إلى بني النجار فجاءوا متقلدي السيوف .
• النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني النجار حوله .
• ألقى بفناء أبي أيوب وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم .
• أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ من بني النجار .
• قال يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا .
• قالوا لا والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله .
• قال أنس فكان فيه ما أقول لكم قبور المشركين وفيه خرب وفيه نخل .
• أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت ثم بالخرب فسويت وبالنخل فقطع .
• صفوا النخل قبلة المسجد وجعلوا عضادتيه الحجارة .
• جعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون .
• النبي صلى الله عليه وسلم معهم وهو يقول :
((اللهم لا خير إلا خير الآخرة)) ((فاغفر للأنصار والمهاجرة)) .
فلنتأمل هديه الشريف حيث طلب شراء بستان بني النجار ولم يبدأ بناء المسجد فيه إلا بعدما تنازل بنو النجار عنه بطيب خاطر في سبيل الله عز وجل جزاهم الله خيرا ونالوا بذلك فخرا وعزا وسؤددا كما شارك صلى الله عليه وسلم في البناء بنفسه وحمل معهم الصخر وهو يقول : ((اللهم لا خير إلا خير الآخرة)) ((فاغفر للأنصار والمهاجرة))
فنعم القائد والإمام والأسوة والقدوة هو صلى الله عليه وسلم .

كما جاء العدد (أربعة عشر) في الحديث الذي رواه البخاري في باب (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) عن جرير بن عبد الله قال ((كنا جلوسا ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته فإن اسطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) )) رواه أبو داود في (باب في الرؤية)

وفي هذا الحديث بشرى للمسلمين المتقين المصلين المستمسكين بحبل الله المتين وهي رؤيتهم لله عز وجل وهي نعمة عظيمة من مزيد فضل الله على عباده المؤمنين وبيَّن الحبيب المصطفى أن الإستمساك بصلاة الفجر وصلاة العصر هي وسيلة من وسائل مجاهدة النفس وقهرها لخصمها اللعين إبليس بأن تغلبه وتقهره بالحفاظ على الصلوات كلها وخاصة صلاة الفجر وصلاة العصر ففيهما الخير الكثير ورضا الله عز وجل .

كما جاء العدد أربعة عشر في الحديث الذي رواه أحمد عن أنس قال ((ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولحيته إلا أربع عشرة شعرة بيضاء))
وفي هذا الحديث بيان عدد الشعر الأبيض الذي عده أنس رضي الله عنه في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي لحيته الشريفة .
فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-05-2013, 12:50 PM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي الأعداد في أحاديث خير العباد 15 :: إعداد :: صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد خمسة عشر)
***

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (خمسة عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو بن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة فحدثته هذا الحديث فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة)) رواه ابن ماجة والنسائي وأحمد
كما رواه مسلم في ( باب بيان سن البلوغ) عن بن عمر قال ((عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال وأنا بن أربع عشرة سنة فلم يجزني وعرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة فحدثته هذا الحديث فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير فكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن كان بن خمس عشرة سنة ومن كان دون ذلك فاجعلوه في العيال))

ورواه النسائي عن بن عمر ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد وهو بن أربع عشرة سنة فلم يجزه وعرضه يوم الخندق وهو بن خمس عشرة سنة فأجازه)) رواه أبو داود في (باب متى يفرض للرجل في المقاتلة)

ورواه الترمذي في (باب ما جاء في حد بلوغ الرجل والمرأة) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال ((عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش وأنا بن أربع عشرة فلم يقبلني فعرضت عليه من قابل في جيش وأنا بن خمس عشرة فقبلني قال نافع وحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال هذا حد ما بين الصغير والكبير ثم كتب أن يفرض لمن يبلغ الخمس عشرة حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا ولم يذكر فيه أن عمر بن عبد العزيز كتب أن هذا حد ما بين الصغير والكبير وذكر بن عيينة في حديثه قال نافع فحدثنا به عمر بن عبد العزيز فقال هذا حد ما بين الذرية والمقاتلة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك والشافعي وأحمد وإسحاق يرون أن الغلام إذا استكمل خمس عشرة سنة فحكمه حكم الرجال وإن احتلم قبل خمس عشرة سنة فحكمه حكم الرجال وقال أحمد وإسحاق البلوغ ثلاثة منازل بلوغ خمس عشرة أو الاحتلام فإن لم يعرف سنه ولا احتلامه فالإنبات يعني العانة))

وروى الترمذي في (باب ما جاء في حد بلوغ الرجل ومتى يفرض له) عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال ((عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جيش وأنا بن أربع عشرة فلم يقبلني ثم عرضت عليه من قابل في جيش وأنا بن خمس عشرة فقبلني قال نافع فحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز فقال هذا حد ما بين الصغير والكبير ثم كتب أن يفرض لمن بلغ الخمسة عشرة حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله نحوه بمعناه إلا انه قال قال عمر بن عبد العزيز هذا حد ما بين الذرية والمقاتلة ولم يذكر أنه كتب أن يفرض قال أبو عيسى حديث إسحاق بن يوسف حديث حسن صحيح غريب من حديث سفيان الثوري))

وهكذا نجد أن العدد خمسة عشر قد جاء في هذه الأحاديث الشريفة محددا لسن البلوغ ضمن علامات توضح ذلك (ثلاثة منازل بلوغ خمس عشرة أو الاحتلام فإن لم يعرف سنه ولا احتلامه فالإنبات يعني العانة)
(وجاء في هذه الأحاديث العدد أربع عشر وخمس عشر )

وجاء التوجيه النبوي بصيام الأيام البيض من كل شهر صبيحة ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة في أحاديث رواها الأئمة الكرام كما يلي :

روي النسائي :
• عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن أبي ذر ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية قال قال أبي ((جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أرنب قد شواها وخبز فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال إني وجدتها تدمى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا يضر كلوا وقال للأعرابي كل قال إني صائم قال صوم ماذا قال صوم ثلاثة أيام من الشهر قال إن كنت صائما فعليك بالغر البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال أبو عبد الرحمن الصواب عن أبي ذر ويشبه أن يكون وقع من الكتاب ذر فقيل أبي))
• عن موسى بن طلحة قال ((أتى النبي صلى الله عليه وسلم بأرنب قد شواها رجل فلما قدمها إليه قال يا رسول الله إني قد رأيت بها دما فتركها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يأكلها وقال لمن عنده كلوا فإني لو اشتهيتها أكلتها ورجل جالس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادن فكل مع القوم فقال يا رسول الله إني صائم قال فهلا صمت البيض قال وما هن قال ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة))
• عن موسى بن طلحة عن أبي ذر قال ((أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام البيض ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة)) رواه احمد
• عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر بالربذة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا صمت شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة)) رواه احمد
• عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية عن أبي ذر ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث عشر وأربع عشرة وخمس عشرة))
روى أبو داود ( باب في صوم الثلاث من كل شهر)
• عن أنس أخي محمد عن بن ملحان القيسي عن أبيه قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال وقال هن كهيئة الدهر)) رواه أحمد
روى الترمذي
• عن موسى بن طلحة قال سمعت أبا ذر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا أبا ذر إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وفي الباب عن أبي قتادة وعبد الله بن عمرو وقرة بن إياس المزني وعبد الله بن مسعود وأبي عقرب وابن عباس وعائشة وقتادة بن ملحان وعثمان بن أبي العاصي وجرير قال أبو عيسى حديث أبي ذر حديث حسن وقد روي في بعض الحديث أن من صام ثلاثة أيام من كل شهر كان كمن صام الدهر))
روى ابن ماجة (باب ما جاء في صيام ثلاثة أيام من كل شهر)
• عن أنس بن سيرين عن عبد الملك بن المنهال عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أنه كان أمر بصيام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ويقول هو كصوم الدهر أو كهيئة صوم الدهر حدثنا إسحاق بن منصور أنبأنا حبان بن هلال ثنا همام عن أنس بن سيرين حدثني عبد الملك بن قتادة بن ملحان القيسي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه قال بن ماجة أخطأ شعبة وأصاب همام))
وروى أحمد عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية قال ((أتي عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه بطعام فدعا إليه رجلا فقال إني صائم ثم قال وأي الصيام تصوم لولا كراهية أن أزيد أو أنقص لحدثتكم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه الأعرابي بالأرنب ولكن أرسلوا إلى عمار فلما جاء عمار قال أشاهد أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جاءه الأعرابي بالأرنب قال نعم فقال إني رأيت بها دما فقال كلوها قال إني صائم قال وأي الصيام تصوم قال أول الشهر وآخره قال إن كنت صائما فصم الثلاث عشرة والأربع عشرة والخمس عشرة))
(وجاء في هذه الأحاديث العدد ثلاث عشر وأربع عشر وخمس عشر )

وروى البخاري في (باب من مات وعليه صوم) عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها قال نعم قال فدين الله أحق أن يقضى قال سليمان فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث قالا سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن بن عباس ويذكر عن أبي خالد حدثنا الأعمش عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أختي ماتت وقال يحيى وأبو معاوية حدثنا الأعمش عن مسلم عن سعيد عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وقال عبيد الله عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم إن أمي ماتت وعليها صوم نذر وقال أبو جرير حدثنا عكرمة عن بن عباس قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوما)) قال البخاري : وقال الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحدا جاز
وجاء العدد خمس عشرة في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه الذي شهد المتلاعنين وهو بن خمس عشرة سنة وذلك في الحديث الذي رواه البخاري في (باب من قضى ولاعن في المسجد ولاعن عمر عند منبر النبي صلى الله عليه وسلم وقضى شريح والشعبي ويحيى بن يعمر في المسجد وقضى مروان على زيد بن ثابت باليمين عند المنبر وكان الحسن وزرارة بن أوفى يقضيان في الرحبة خارجا من المسجد) عن سهل بن سعد قال ((شهدت المتلاعنين وأنا بن خمس عشرة سنة وفرق بينهما))
وروى أبو داود عن مالك عن بن شهاب أن سهل بن سعد الساعدي أخبره ((أن عويمر بن أشقر العجلاني جاء إلى عاصم بن عدي فقال له يا عاصم أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل سل لي يا عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسأل عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر فقال له يا عاصم ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم لم تأتني بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي سألته عنها فقال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأله عنها فأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وسط الناس فقال يا رسول الله أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل فيك وفي صاحبتك قرآن فاذهب فأت بها قال سهل فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها فطلقها عويمر ثلاثا قبل أن يأمره النبي صلى الله عليه وسلم قال بن شهاب فكانت تلك سنة المتلاعنين))
كما روى أبو داود في هذا الباب الأحاديث الآتية :
• عن بن شهاب عن سهل بن سعد ((في هذا الخبر قال فطلقها ثلاث تطليقات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنفذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ما صنع عند النبي صلى الله عليه وسلم سنة قال سهل حضرت هذا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضت السنة بعد في المتلاعنين أن يفرق بينهما ثم لا يجتمعان أبدا))
• عن محمد بن إسحاق حدثني عباس بن سهل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعاصم بن عدي ((أمسك المرأة عندك حتى تلد))
• بن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي قال ((حضرت لعانهما عند النبي صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس عشرة سنة وساق الحديث قال فيه ثم خرجت حاملا فكان الولد يدعى إلى أمه))
• عن الزهري عن سهل بن سعد في خبر المتلاعنين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أبصروها فإن جاءت به أدعج العينين عظيم الإليتين فلا أراه إلا قد صدق وإن جاءت به أحيمر كأنه وخرة فلا أراه إلا كاذبا قال فجاءت به على النعت المكروه))
• عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي ((بهذا الخبر قال فكان يدعى يعنى الولد لأمه))
• عن الزهري عن سهل بن سعد قال مسدد قال ((شهدت المتلاعنين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس عشرة ففرق بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تلاعنا وتم حديث مسدد وقال الآخرون إنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين المتلاعنين فقال الرجل كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها لم يقل بعضهم عليها قال أبو داود لم يتابع بن عيينة أحد على أنه فرق بين المتلاعنين))

وجاء العدد خمس عشرة في الحديث الذي رواه ابن ماجة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عام الفتح خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة))
وقد جاء فيه المدة التي أقام فيه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في مكة عام الفتح وقصر فيها الصلاة .
كما جاء العدد خمس عشرة في الحديث الذي رواه أحمد عن بن عباس قال ((توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بن خمس عشرة سنة))
ويوضح أن عمر عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عندما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خمس عشر عاما ، وكان عمر سهل بن سعد رضي الله عنه عندما شهد المتلاعنين خمس عشرة عاما بذلك يكون سهل بن سعد رضي الله عنه أكبر سنا من عبد الله بن عباس رضي الله عنهما .

كما جاء العدد خمس عشرة في بيان المكيال الذي يحوي طعام الستين مسكينا كفارة الرجل الذي أفطر في رمضان وذلك في الحديث الذي رواه أبو داود عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أفطر في رمضان بهذا الحديث قال فأتى بعرق فيه تمر قدر خمسة عشر صاعا وقال فيه كله أنت وأهل بيتك وصم يوما واستغفر الله))
وروى أبو داود في هذا الشأن أحاديث منها :
• عن سليمان بن يسار ((بهذا الخبر قال فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر فأعطاه إياه وهو قريب من خمسة عشر صاعا قال تصدق بهذا قال فقال يا رسول الله على أفقر مني ومن أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كله أنت وأهلك))
• عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال ((يعني بالعرق زنبيلا يأخذ خمسة عشر صاعا))
• عن أوس أخي عبادة بن الصامت ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه خمسة عشر صاعا من شعير إطعام ستين مسكينا قال أبو داود وعطاء لم يدرك أوسا وهو من أهل بدر قديم الموت والحديث مرسل وإنما رووه عن الأوزاعي عن عطاء أن أوسا))

كما جاء العدد خمس عشرة في المدة التي أكل بعدها النبي صلى الله عليه وسلم من لحوم الأضاحي فقد روى ابن ماجة عن عائشة قالت ((لقد كنا نرفع الكراع فيأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمس عشرة من الأضاحي))
وفيه بيان ادخار لحم الأضاحي وأكلها بعدما أباح الحبيب المصطفى أكلها بعد ثلاث ليال وهو من التيسير على الأمة .
فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 09-06-2013, 10:40 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: سلسلة مقالات : الأعداد في أحاديث خير العباد :: إعداد :: صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد ستة عشر)
***

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (ستة عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه أبو إسحاق عن البراء ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده أو قال أخواله من الأنصار وأنه صلى قبل بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت وكانت اليهود قد أعجبهم إذ كان يصلي قبل بيت المقدس وأهل الكتاب فلما ولى وجهه قبل البيت أنكروا ذلك قال زهير حدثنا أبو إسحاق عن البراء في حديثه هذا أنه مات على القبلة قبل أن تحول رجال وقتلوا فلم ندر ما نقول فيهم فأنزل الله تعالى {وما كان الله ليضيع إيمانكم})) رواه أحمد
كما روى البخاري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب رضى الله تعالى عنهما قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله {قد نرى تقلب وجهك في السماء} فتوجه نحو الكعبة وقال السفهاء من الناس وهم اليهود {ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل ثم خرج بعد ما صلى فمر على قوم من الأنصار في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه توجه نحو الكعبة فتحرف القوم حتى توجهوا نحو الكعبة)) رواه مسلم والنسائي وأحمد
كما روى البخاري عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء رضى الله تعالى عنه قال ((صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا ثم صرفه نحو القبلة)) رواه النسائي
وروى البخاري عن عن أبي إسحاق عن البراء قال ((لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها} فوجه نحو الكعبة وصلى معه رجل العصر ثم خرج فمر على قوم من الأنصار فقال هو يشهد أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه إلى الكعبة فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر))
وروى أحمد عن مجاهد عن بن عباس قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة))
وروى مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه قال ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن قدم المدينة ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين))
وفي هذا الأحاديث (العدد ستة عشر وسبعة عشر وشهران)
وفيها بيان الفترة التي قضاها المصطفى صلى الله عليه وسلم متوجها في صلاته إلى بيت المقدس ثم توجه بعدها إلى الكعبة المشرفة بعدما استجاب الله تعالى له وأرضاه برضاه ووجهه إلى الكعبة المشرفة كما جاء تفصيل ذلك في سورة البقرة بأول الجزء الثاني من القرآن الكريم .

وروى البخاري عن معتمر بن سليمان عن كهمس عن بن بريدة عن أبيه قال ((غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوة)) رواه مسلم وأحمد
وبهذا الحديث يحدث الصحابي الجليل بما منَّ الله تعالى عليه من نعمة الجهاد في سبيل الله تعالى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد غزا معه صلى الله عليه وسلم ست عشرة غزوه فيا سعده ويا هناه !

وبتفصيل أحكام الصيام في الغزو جاء هذا الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال ((غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم)) رواه أحمد
ونتعلم من هذا الحديث اليسر وعدم العيب بين المسلمين لا في أمور الدين ولا في غير ذلك وعدم الانخراط في الجدال العقيم والمراء الذي لا طائل منه .

وأوضح الحبيب مقدار ما يبلغ السهم الذي يرمي به صاحبه في الغزو في سبيل الله بالجنة ودرجاتها فقد روى النسائي عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((من بلغ بسهم في سبيل الله فهو له درجة في الجنة فبلغت يومئذ ستة عشر سهما قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رمى بسهم في سبيل الله فهو عدل محرر))
وروى أحمد هذا الحديث مفصلا عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي قال ((حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حصن الطائف أو قصر الطائف فقال من بلغ بسهم في سبيل الله عز وجل فله درجة في الجنة فبلغت يومئذ ستة عشر سهما ومن رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهو له عدل محرر ومن أصابه شيب في سبيل الله عز وجل فهو له نور يوم القيامة وأيما رجل أعتق رجلا مسلما جعل الله وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فان الله عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظام محررها من النار))
وتضمن هذا الحديث تحفيزا نبويا للمسلمين للمبادرة بفعل الخيرات وحدد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما يلي :
• من بلغ بسهم في سبيل الله عز وجل فله درجة في الجنة .
• من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل فهو له عدل محرر .
• من أصابه شيب في سبيل الله عز وجل فهو له نور يوم القيامة .
• أيما رجل أعتق رجلا مسلما جعل الله وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار .
• أيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فان الله عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظام محررها من النار .

وأوضح لنا ابن عباس رضي الله عنهما كيف يصنع المحرم بهديه ذلك في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي التياح الضبعي حدثني موسى بن سلمة الهذلي قال ((انطلقت أنا وسنان بن سلمة معتمرين قال وانطلق سنان معه ببدنة يسوقها فأزحفت عليه بالطريق فعيى بشأنها إن هي أبدعت كيف يأتي بها فقال لئن قدمت البلد لاستحفين عن ذلك قال فأضحيت فلما نزلنا البطحاء قال انطلق إلى بن عباس نتحدث إليه قال فذكر له شأن بدنته فقال على الخبير سقطت بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بست عشرة بدنة مع رجل وأمره فيها قال فمضى ثم رجع فقال يا رسول الله كيف أصنع بما أبدع على منها قال أنحرها ثم أصبغ نعليها في دمها ثم أجعله على صفحتها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل رفقتك))

وروى أبو داود (باب في مقدار الماء الذي يجزئ في الغسل) عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناء هو الفرق من الجنابة قال أبو داود قال معمر عن الزهري في هذا الحديث قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد فيه قدر الفرق قال أبو داود وروى بن عيينة نحو حديث مالك قال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل يقول الفرق ستة عشر رطلا وسمعته يقول صاع بن أبي ذئب خمسة أرطال وثلث قال فمن قال ثمانية أرطال قال ليس ذلك بمحفوظ قال وسمعت أحمد يقول من أعطى في صدقة الفطر برطلنا هذا خمسة أرطال وثلثا فقد أوفى قيل الصيحاني ثقيل قال الصيحاني أطيب قال لا أدري))

وجاء في هذا الحديث الأعداد (ستة عشر وخمسة وثلث وثمانية وثلثا)

وعن الصاع وقدره روى أبو داود عن أمية بن خالد قال ((لما ولي خالد القسري أضعف الصاع فصار الصاع ستة عشر رطلا قال أبو داود محمد بن محمد بن خلاد قتله الزنج صبرا فقال بيده هكذا ومد أبو داود يده وجعل بطون كفيه إلى الأرض قال ورأيته في النوم فقلت ما فعل الله بك قال أدخلني الجنة فقلت فلم يضرك الوقف))

وروى الترمذي (باب ما جاء في كفارة الظهار) عن أبي سلمة ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ((أن سلمان بن صخر الأنصاري أحد بني بياضة جعل امرأته عليه كظهر أمه حتى يمضي رمضان فلما مضى نصف من رمضان وقع عليها ليلا فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتق رقبة قال لا أجدها قال فصم شهرين متتابعين قال لا أستطيع قال أطعم ستين مسكينا قال لا أجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفروة بن عمرو أعطه ذلك العرق وهو مكتل يأخذ خمسة عشر صاعا أو ستة عشر صاعا إطعام ستين مسكينا قال أبو عيسى هذا حديث حسن يقال سلمان بن صخر ويقال سلمة بن صخر البياضي والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم في كفارة الظهار))
وجاء في هذا الحديث الأعداد (ستة عشر وخمسة عشر وستون وشهران)


وروى ابن ماجة (باب ما جاء فيما يستحب من التطوع بالنهار) عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة السلولي قال سألنا عليا عن تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار فقال ((إنكم لا تطيقونه فقلنا أخبرنا به نأخذ منه ما استطعنا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر يمهل حتى إذا كانت الشمس من هاهنا يعني من قبل المشرق بمقدارها من صلاة العصر من هاهنا يعني من قبل المغرب قام فصلى ركعتين ثم يمهل حتى إذا كانت الشمس من هاهنا يعني من قبل المشرق مقدارها من صلاة الظهر من هاهنا قام فصلى أربعا وأربعا قبل الظهر إذا زالت الشمس وركعتين بعدها وأربعا قبل العصر يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين قال علي فتلك ست عشرة ركعة تطوع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار وقل من يداوم عليها قال وكيع زاد فيه أبي فقال حبيب بن أبي ثابت يا أبا إسحاق ما أحب أن لي بحديثك هذا ملء مسجدك هذا ذهبا))
وجاء في هذا الحديث الأعداد (اثنان وأربع وست عشرة)

وروى أحمد عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال ((سألنا عليا رضى الله تعالى عنه عن تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار فقال إنكم لا تطيقونه قال قلنا أخبرنا به نأخذ منه ما أطقنا قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر أمهل حتى إذا كانت الشمس من ههنا يعنى من قبل المشرق مقدارها من صلاة العصر من ههنا من قبل المغرب قام فصلى ركعتين ثم يمهل حتى إذا كانت الشمس من ههنا يعنى من قبل المشرق مقدارها من صلاة الظهر من ههنا يعنى من قبل المغرب قام فصلى أربعا وأربعا قبل الظهر إذا زالت الشمس وركعتين بعدها وأربعا قبل العصر يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن تبعهم من المؤمنين والمسلمين قال قال علي رضى الله تعالى عنه تلك ست عشرة ركعة تطوع النبي صلى الله عليه وسلم بالنهار وقل من يداوم عليها))
وجاء في هذا الحديث الأعداد (اثنان وأربع وست عشرة)

وروى الأمام أحمد في هذا الباب أحاديث منها :
• عن أبي إسحاق عن عاصم عن على رضى الله تعالى عنه قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالنهار ست عشرة ركعة))
• عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على رضى الله تعالى عنه انه ((سئل عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنهار فقال كان يصلي ست عشرة ركعة قال يصلي إذا كانت الشمس من ههنا كهيئتها من ههنا كصلاة العصر ركعتين وكان يصلي إذا كانت الشمس من ههنا كهيئتها من ههنا كصلاة الظهر أربع ركعات وكان يصلي قبل الظهر أربع ركعات وبعد الظهر ركعتين وقبل العصر أربع ركعات))
• عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال ((سئل علي رضى الله تعالى عنه عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان يصلي من الليل ست عشرة ركعة))
• عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن على رضى الله تعالى عنه قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل ست عشرة ركعة سوى المكتوبة))
• عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال ((أتينا علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه فقلنا يا أمير المؤمنين ألا تحدثنا عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تطوعه فقال وأيكم يطيقه قالوا نأخذ منه ما أطقنا قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من النهار ست عشرة ركعة سوى المكتوبة))

ونجد الحرص على معرفة هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلاته وقيامه الليل وصلاة الوتر في هذا الحديث الذي رواه الدرامي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام ((انه طلق امرأته وأتى المدينة لبيع عقاره فيجعله في السلاح والكراع فلقي رهطا من الأنصار فقالوا أراد ذلك ستة منا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعهم وقال آمالكم في أسوة ثم انه قدم البصرة فحدثنا انه لقي عبد الله بن عباس فسأله عن الوتر فقال ألا أحدثك بأعلم الناس بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قال أم المؤمنين عائشة فأتها فاسألها ثم أرجع إلي فحدثني بما حدثتك فأتيت حكيم بن أفلح فقلت له انطلق معي إلى أم المؤمنين عائشة قال إني لا آتيها إني نهيت عن هاتين الشيعتين فأبت إلا مضيئا قلت أقسمت عليك لما انطلقت فانطلقنا فسلمنا فعرفت صوت حكيم فقالت من هذا قلت سعد بن هشام قالت من هشام قلت هشام بن عامر قالت نعم المرء قتل يوم أحد قلت أخبرينا عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن قلت بلى قالت فإنه خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأردت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى الحق بالله فعرض لي القيام فقلت أخبرينا عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ يا أيها المزمل قلت بلى قالت فإنها كانت قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل أول السورة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى انتفخت أقدامهم وحبس آخرها في السماء ستة عشر شهرا ثم أنزل فصار قيام الليل تطوعا بعد أن كان فريضة فأردت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى الحق بالله فعرض لي الوتر فقلت أخبرينا عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام وضع سواكه عندي فيبعثه الله لما يشاء أن يبعثه فيصلي تسع ركعات لا يجلس إلا في الثامنة فيحمد الله ويدعو ربه ثم يقوم ولا يسلم حتى يجلس في التاسعة فيحمد الله ويدعو ربه ويسلم تسليمة يسمعنا ثم يصلي ركعتين وهو جالس فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني فلما أسن وحمل اللحم صلى سبع ركعات لا يجلس إلا في السادسة فيحمد الله ويدعوا ربه ثم يقوم ولا يسلم ثم يجلس في السابعة فيحمد الله ويدعو ربه ثم يسلم تسليمة ثم يصلي ركعتين وهو جالس فتلك تسع يا بني وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلبه نوم أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ خلقا أحب أن يداوم عليه وما قام نبي الله صلى الله عليه وسلم ليلة حتى يصبح ولا قرأ القرآن كله في ليلة ولا صام شهرا كاملا غير رمضان فأتيت بن عباس فحدثته فقال صدقتك أما إني لو كنت أدخل عليها لشافهتها مشافهة قال فقلت أما إني لو شعرت انك لا تدخل عليها ما حدثتك))
وفي هذا الحديث نجد الأعداد (واحد واثنان ستة وسبع وثمان وتسع واحد عشر واثنا عشر وشهر )

وعن القنوت في الصلاة روى أحمد عن أبى مالك قال ((كان أبى قد صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن ست عشرة سنة وأبي بكر وعمر وعثمان فقلت له أكانوا يقنتون قال لا أي بني محدث))

وروى أحمد عن مجاهد قال قال على رضي الله تعالى عنه ((جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها وبسط إسماعيل يديه وجمعها فعدت لي ستة عشر تمرة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأكل معي منها))
وفي هذا الحديث يوضح الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه كيف كان تصرفه حينما جاء جوعا شديدا ذات مرة بالمدينة فقد خرج يطلب العمل في عوالي المدينة وبل الطين اليابس لامرأة تريد بله بالماء فاتفق معها على أنه سيبله لها مقابل حصوله على تمرة لكل ذنوب ماء (دلو ماء) ولنستمع منه رضى الله عنه ما جرى :
• جعت مرة بالمدينة جوعا شديدا .
• فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة .
• فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا .
• فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة .
• فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي جاء في لسان العرب (مَجِلَتْ يدُه، بالكسر، ومَجَلَت تَمْجَل وتَمْجُل مَجَلاً ومَجْلاً ومُجُولاً لغتان: نَفِطَتْ من العمل فمَرَنَتْ وصَلُبت وثَخُن جلدُها وتَعَجَّر وظهر فيها ما يشبه البَثَر من العمل بالأَشياء الصُّلْبة الخشِنة؛ وفي حديث فاطمة: أَنها شكت إِلى عليّ، عليهما السلام، مَجْلَ يديْها من الطَّحْن؛ وفي حديث حذيفة: فَيظَلُّ أَثرُها مثل أَثَر المَجَل.) .
• ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها (بسطه يديه ) .
• فعدت لي ستة عشر تمرة .
• فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأكل معي منها .
وهكذا يعلمنا الإمام علي رضي الله عنه وعن كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يكون العمل وعدم التكاسل فخير ما أكل المسلم من عمل يده وهي دعوة للعاطلين عن العمل للبحث عن أي عمل شريف للكسب الحلال فتمعنوا في هذا الحديث واستخلصوا منه المزيد من العبر .
ومن مناقب الإمام علي رضي الله عنه وعن كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم روى أحمد عن زيد بن أرقم قال استشهد على الناس فقال أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ((اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقام ستة عشر رجلا فشهدوا))
وفي ممات إبراهيم بن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم روى أحمد عن جابر عن عامر عن البراء بن عازب قال ((صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنه إبراهيم ومات وهو بن ستة عشر شهرا وقال إن له في الجنة من يتم رضاعه وهو صديق))
وروى أحمد في ذلك أيضا :
• عن البراء بن عازب قال ((مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بن ستة عشر شهرا فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن في البقيع وقال إن له مرضعا يرضعه في الجنة))
• عن البراء بن عازب قال ((توفى إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم بن ستة عشر شهرا فقال ادفنوه بالبقيع فان له مرضعا يتم رضاعه في الجنة))
فتأملوا صبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما فقد ابنه الوحيد في المدينة وكيف صلى عليه وقال عنه إنه صديق وأنه في الجنة وأن له في الجنة مرضعا وقد دمعت عياناه حزنا عليه ورحمة وقال : إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون وكسفت الشمس يومها فخطب الناس موضحا أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته .
فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-06-2013, 01:34 AM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: سلسلة مقالات : الأعداد في أحاديث خير العباد :: إعداد :: صبري الصبري

الأعداد
في أحاديث خير العباد
صلى الله عليه وسلم
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
(العدد سبعة عشر)
***

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد (سبعة عشر) قد جاء في أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم منها ما رواه البخاري في هذا الحديث الذي رواه في باب (باب غزوة العشيرة أو العسيرة) عن أبي إسحاق ((كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة قال تسع عشرة قيل كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة قلت فأيهم كانت أول قال العشير أو العسيرة فذكرت لقتادة فقال العشيرة)) وروى البخاري (قال بن إسحاق أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء ثم بواط ثم العشيرة)
وروى مسلم (باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم) عن أبي إسحاق ((أن عبد الله بن يزيد خرج يستسقي بالناس فصلى ركعتين ثم استسقى قال فلقيت يومئذ زيد بن أرقم وقال ليس بيني وبينه غير رجل أو بيني وبينه رجل قال فقلت له كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة فقلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة غزوة قال فقلت فما أول غزوة غزاها قال ذات العسير أو العشير)) رواه أحمد

وروى مسلم عن أبي إسحاق قال سألت زيد بن أرقم كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبع عشرة قال وحدثني زيد بن أرقم ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة حجة الوداع قال أبو إسحاق وبمكة أخرى)) رواه أحمد
وروى الترمذي (باب ما جاء في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وكم غزا)
عن أبي إسحاق قال ((كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة قال تسع عشرة فقلت كم غزوت أنت معه قال سبع عشرة قلت أيتهن كان أول قال ذات العشير أو العشيرة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح)) رواه البخاري
وروى أحمد عن أبي إسحاق قال سألت زيد بن أرقم كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((تسع عشرة وغزوت معه سبع عشرة غزوة وسبقني بغزاتين))
كما روى أحمد عن ميمون أبي عبد الله قال سمعت زيد بن أرقم قال ((غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة وغزوت معه سبع عشرة غزوة))
وفي هذه الأحاديث بيان عدد غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم واسم أول غزوة من غزواته صلى الله عليه وسلم ، وعدد الغزوات التي غزاها الصحابي الجليل زيد بن أرقم معه (وورد بهذه الأحاديث العدد سبع عشرة والعدد تسع عشرة)
وروى مسلم عن همام بن يحيى حدثنا قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضى الله تعالى عنه قال ((غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان فمنا من صام ومنا من أفطر فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم))
وروى مسلم عن قتادة ((بهذا الإسناد نحو حديث همام غير أن في حديث التيمي وعمر بن عامر وهشام لثمان عشرة خلت وفي حديث سعيد في ثنتي عشرة وشعبة لسبع عشرة أو تسع عشرة))
وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري أنه قال ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتسع عشرة أو سبع عشرة من رمضان فصام صائمون وأفطر مفطرون فلم يعب هؤلاء على هؤلاء ولا هؤلاء على هؤلاء))
(وورد بهذه الأحاديث العدد ثنتي عشرة وست عشرة وسبع عشرة وثمان عشرة والعدد تسع عشرة)
وروى البخاري عن جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنهما أنه أخبره ((أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود فاستنظره جابر فأبى أن ينظره فكلم جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له إليه فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبى فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل فمشى فيها ثم قال لجابر جد له فأوف له الذي له فجده بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوفاه ثلاثين وسقا وفضلت له سبعة عشر وسقا فجاء جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان فوجده يصلي العصر فلما انصرف أخبره بالفضل فقال أخبر ذلك بن الخطاب فذهب جابر إلى عمر فأخبره فقال له عمر لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن فيها))
ونرى بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي شملت نخل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وتمره الذي رزقه الله تعالى به حتى وفى دين أبيه رضي الله عنه (ثلاثين وسقا) وزاد سبعة عشر وسقا ولنتأمل ما حدث :
• توفى أبو جابر عبد الله رضي الله عنهما وعليه دين ليهودي (ثلاثون وسقا) من تمر .
• استنظر جابر رض الله عنه اليهودي فأبى أن ينظره (يؤجل أداء الدين) .
• كلم جابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له لدى اليهودي .
• جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخله بالذي له فأبى .
• دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل فمشى فيها .
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر جد له فأوف له الذي له فجده بعد ما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• أوفى جابر رضي الله عنه اليهودي ثلاثين وسقا وفضلت له سبعة عشر وسقا .
• جاء جابر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره بالذي كان فوجده يصلي العصر .
• لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته أخبره جابر رضي الله عنه بالفضل (بالزيادة التي فضلت له بعدما وفى دين أبيه) .
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عمر بن الخطاب بما جرى .
• ذهب جابر رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه فأخبره بما جرى .
• قال له عمر رضي الله عنه لقد علمت حين مشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركن فيها .
(وورد بهذا الحديث العدد سبع عشرة والعدد ثلاثون)
وروى أبو داود عن مكحول أن بن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا {إله إلا الله} أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والإقامة الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله كذا في كتابه في حديث أبي محذورة)) رواه أحمد
وروى الترمذي عن مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة ((أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو محذورة اسمه سمرة بن معير وقد ذهب بعض أهل العلم إلى هذا في الأذان وقد روي عن أبي محذورة أنه كان يفرد الإقامة))
وروى ابن ماجة عن عامر الأحول أن مكحولا حدثه أن عبد الله بن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه قال ((علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والإقامة سبع عشرة كلمة الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله))
وروى النسائي (باب كم الأذان من كلمة) عن عامر بن عبد الواحد حدثنا مكحول عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة ثم عدها أبو محذورة تسع عشرة كلمة وسبع عشرة))

وروى احمد قال ثنا مكحول ثنا عبد الله بن محيريز أن أبا محذورة حدثه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والإقامة مثنى مثنى لا يرجع))
وروى الدارمي عن مكحول أن بن محيريز حدثه أن أبا محذورة حدثه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة))
وفي هذه الأحاديث نرى دقة حصر كلمات الأذان وكلمات إقامة الصلاة (الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة) ونتبين دقة التشريع الإسلامي في كل أمر من أمور العبادة بحسب ما جاء بالكتاب والسنة .
(وورد بهذه الأحاديث العدد سبع عشرة والعدد تسع عشرة)

وروى أبو داود عن عكرمة عن بن عباس ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام سبع عشرة بمكة يقصر الصلاة قال بن عباس ومن أقام سبع عشرة قصر ومن أقام أكثر أتم قال أبو داود قال عباد بن منصور عن عكرمة عن بن عباس قال أقام تسع عشرة))
كما روى أبو داود عن عكرمة عن بن عباس ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بمكة سبع عشرة يصلي ركعتين))
وروى أحمد عن عكرمة عن بن عباس قال ((فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة أقام فيها سبع عشرة يصلي ركعتين))
كما روى أحمد عن عكرمة عن بن عباس ((أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بمكة عام الفتح سبع عشرة يصلي ركعتين قال أبو النضر يقصر يصلي ركعتين))
ونرى في هذه الأحاديث ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مدة قصره للصلاة عام الفتح .

وعن ليلة القدر روى أبو داود (باب من روى أنها (ليلة القدر) ليلة سبع عشر) عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن بن مسعود قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين ثم سكت))
وورد بهذا الحديث الأعداد (سبع عشرة وإحدى وعشرين وثلاث وعشرين)

وعن الطب النبوي نرى أحاديث شريفة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها طبا نبويا للأمة :
(إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي)
فقد روى أبو داود (باب متى تستحب الحجامة) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء))
جاء في لسان العرب :
والحَجَّامُ المَصَّاص. قال الأَزهري: يقال للحاجم حَجَّامٌ لامْتِصاصه فم المِحْجَمَة، وقد حَجَمَ يَحْجِمُ ويَحْجُم حَجْماً وحاجِمٌ حَجُومٌ ومِحْجَمٌ رَفيقٌ.
والمِحْجَمُ والمِحْجَمَةُ: ما يُحْجَم به. قال الأَزهري: المحْجَمَةُ قارُورَتُهُ، وتطرح الهاء فيقال مِحْجَم، وجمعه مَحاجِم؛ قال زهير: ولم يُهَريقُوا بينهم مِلْءَ مِحْجمِ وفي الحديث: أَعْلَقَ فيه مِحْجَماً؛ قال ابن الأَثير: المِحْجَمُ، بالكسر، الآلة التي يجمع فيها دم الحِجامة عند المصّ، قال: والمِحْجَمُ أَيضاً مِشْرَطُ الحَجَّام؛ ومنه الحديث: لَعْقَةُ عَسلٍ أَو شَرْطة مِحْجَمٍ، وحِرفَتُه وفعلُه الحِجامةُ.
والحَجْمُ فعل الحاجم وهو الحَجّامُ.
واحْتَجَمَ طلب الحِجامة، وهو مَحْجومٌ، وقد احْتَجَمْتُ من الدم.
وفي حديث الصوم: أَفْطَرَ الحاجِمُ والمَحْجومُ؛ ابن الأَثير: معناه: أَنهما تَعَرَّضا للإفْطار، أَما المَحْجومُ فللضعف الذي يلحقه من خروج دمه فربما أَعجزه عن الصوم، وأَما الحاجمُ فلا يأْمَنُ أَن يصل إلى حلقه شيء من الدم فيبلعَهُ أَو من طَعْمِه، قال: وقيل هذا على سبيل الدعاء عليهما أَي بطل أَجْرُهما فكأَنهما صارا مفطرين، كقَوله: من صام الدَّهْرَ فلا صام ولا أَفطر.
وروى الترمذي (باب ما جاء في الحجامة) عن قتادة عن أنس قال ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين)) "قال أبو عيسى وفي الباب عن بن عباس ومعقل بن يسار وهذا حديث حسن غريب"
جاء في لسان العرب : والأَخْدَعُ: عِرْق في موضع المِحْجَمتين وهما أَخدعان.
والأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِيّانِ في موضع الحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ على أَحدهما فيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِنَ الوَرِيد.
وفي الحديث: أَنه احْتَجَمَ على الأَخْدَعَين والكاهِل؛ الأَخدعانِ: عرقان في جَانِبَي العُنق قد خَفِيا وبَطَنا، والأَخادِعُ الجمع؛ وقال اللحياني: هما عِرقان في الرقبة، وقيل: الأَخدعانِ الوَدَجانِ.
والكاهِلُ : مقَدَّم أَعلى الظهر مما يَلي العنُق وهو الثُلث الأَعلى فيه سِتُّ فِقَر .
وروى الترمذي عن عكرمة يقول ((كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون فكان اثنان منهم يغلان عليه وعلى أهله وواحد يحجمه ويحجم أهله قال وقال بن عباس قال نبي الله صلى الله عليه وسلم نعم العبد الحجام يذهب الدم ويخف الصلب ويجلو عن البصر وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين عرج به ما مر على ملأ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لده العباس وأصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لدني فكلهم أمسكوا فقال لا يبقى أحد ممن في البيت إلا لد غير عمه العباس قال عبد قال النضر اللدود الوجور قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عباد بن منصور وفي الباب عن عائشة))
جاء في (لسان العرب)
السُّعُوطُ والنُّشُوقُ والنُّشُوغُ في الأَنف، سعَطَه الدّواءَ يَسْعَطُه ويَسْعُطُه سَعْطاً، والضم أَعلى، والصاد في كل ذلك لغة عن اللحياني، قال ابن سيده: وأَرى هذا إِنما هو على المُضارَعة التي حكاها سيبويه في هذا وأَشبهه.
وفي الحديث: شَرِبَ الدّواء واسْتَعَطَ، وأَسْعَطَه الدّواءَ أَيضاً، كلاهما: أَدخله أَنفه، وقد اسْتَعَطَ. أَسْعَطْتُ الرجُلَ فاسْتَعَطَ هو بنفسه.
والسَّعُوطُ، بالفتح، والصَّعوطُ: اسم الدواء يُصبُّ في الأَنف.
والسَّعِيطُ والمِسْعَطُ والمُسْعُطُ: الإِناء يجعل فيه السَّعُوط ويصب منه في الأَنف، الأَخير نادر إِنما كان حكمه المِسْعَطَ، وهو أَحد ما جاء بالضم مما يُعْتَملُ به.

واللَّدُودُ ما يُصَبُّ بالمُسْعُط من السقْي والدَّواء في أَحد شِقّي الفم فَيَمُرُّ على اللَّديد.
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: خَيْرُ ما تَداوَيْتُمْ به اللَّدودُ والحِجامةُ والمَشِيُّ. قال الأَصمعي: اللَّدود ما سُقِيَ الإِنسان في أَحدِ شقَّيِ الفم، ولديدا الفم: جانباه، وإِنما أُخذ اللَّدُودُ من لديدَيِ الوادي وهما جانباه؛ ومنه قيل للرجل: هو يَتَلَدَّدُ إِذا تَلَفَّت يميناً وشمالاً.
ولَدَدْتُ الرجل أَلُدُّهُ لَدّاً إِذا سقيتَه كذلك.
وفي حديث عثمان: فَتَلَدَّدْت تَلَدُّد المضطرّ؛ التلَدُّدُ: التلفت يميناً وشمالاً تحيراً، مأْخوذ من لَديدَيِ العنق وهما صفحتاه. الفراء: اللَّدُّ أَنْ يؤخَذَ بلسان الصبي فَيُمَدَّ إِلى أَحد شِقَّيْه، ويُوجَر في الآخر الدواءُ في الصدَف بين اللسان وبين الشِّدْق.
وفي الحديث: أَنه لُدَّ في مرضه، فلما أَفاق قال: لا يبقى في البيت أَحدٌ إِلا لُدَّ؛ فَعَل ذلك عقوبة لهم لأَنهم لَدُّوه بغير إِذنه.
وفي المثل: جرى منه مَجْرى اللَّدُود، وجمعه أَلِدَّة.
وقد لدّ الرجلُ، فهو مَلْدُودٌ، وأَلْدَدْتُه أَنا والتَدَّ هو؛ قال ابن أَحمر: شَرِبْتُ الشُّكاعى، والتَدَدْتُ أَلِدَّةً، وأَقْبَلْتُ أَفواهَ العُرُوق المَكاوِيا والوَجُور في وسَط الفم.
وقد لَدَّه به يَلُدُّه لَدّاً ولُدوداً، بضم اللام؛ عن كراع، ولَدّه إِياه؛ قال: لَدَدْتُهُمُ النَّصِيحةَ كلَّ لَدٍّ، فَمَجُّوا النُّصْحَ، ثم ثَنَوا فَقاؤوا استعمله في الاعراض وإِنما هو في الأَجسام كالدواء والماء.
واللَّدودُ وجع يأْخذ في الفم والحلق فيجعل عليه دواء ويوضع على الجبهة من دمه. ابن الأَعرابي: لَدَّد به ونَدَّدَ به إِذا سَمَّع به.
ولَدَّه عن الأَمر لَدّاً: حبَسَه، هُذَلِيَّةٌ.

وروى ابن ماجة عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((من أراد الحجامة فليتحر سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيغ بأحدكم الدم فيقتله))
جاء في لسان العرب :
تَبَيَّغَ به الدمُ: هاجَ به، وذلك حين تَظْهَرُ حُمْرَتُه في البَدَن، وهو في الشفة خاصّة البَيْغُ. أَبو زيد: تَبَيَّغَ به النوْمُ إِذا غَلَبَه، وتبيَّغَ به الدمُ غَلبه، وتبيَّغَ به المرضُ غلبه.
وقال شمر:تبيَّغَ به الدمُ أَن يَغْلِيبَه حتى يَقْهَرَه، وقال بعض العرب: تبيَّغ به الدم أَي تَرَدَّدَ فيه الدم.
وتبيغَ الماءُ إذا تَرَدَّدَ فتَحَيَّرَ في مَجْراه مرّة كذا ومرّة كذا، وكذلك تَبَوَّحَ به الدمُ (* قوله «وكذلك تبوّح به الدم» كذا في الأصل بحاء مهملة ولعله بغين معجمة.).
والبَيْعُك توَقُّدُ الدم حتى يظهرَ في العُروق. قال شمر: أَقْرأَني ابن الأَعرابي لرؤبة: فاعْلَمْ وليس الرْأْيُ بالتَّبَيُّغِ وفسّر التبيُّغ من كل كتَبَيُّغِ الداءِ إذا أَخذ في جسده كله واستدّ؛ وقوله أَنشده ثعلب: وتَعْلَمْ نَزِيغاتُ الهَوَى أَنَّ وِدَّها تَبَيَّغَ مِنِّي كلَّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ لم يفسره، وهو يحتمل أَن يكون في معنى رَكِبَ فينتصب انتصاب المفعمل، ويجوز أَن يكون في معنى هاج وثارَ فيكون التقدير على هذا: ثارَ مني على كلِّ عَظْمٍ ومَفْصِلِ، فحذف على وعدّى الفعل بعد حذف الحرف.
وتبَيَّغَ به الدم غَلَبه وقَهَرَه كأَنه مقلوب عن البغي أَي تَبَغَّى مثل جَذَبَ وجَبَذَ وما أَطْيَبَه وأَيْطَبَه؛ عن اللحياني.
وإِنك عالِمٌ ولا تُبَغْ أَي لا تَبَيَّغُ بك العينُ فتصيبك كما يَتَبَيَّغُ الدمُ بصاحبه فيقتله.
وحكى بعض الأَعراب: مَنْ هذا المُبَوَّغُ عليه ومَن هذا المُبَيَّغُ عليه؟ معناه لا يُحْسَدُ.
وفي الحديث: عليكم بالحجامة لا يَتَبَيَّغْ بأَحدِكم الدمُ فيَقْتُلَه أَي لا يَتَهَيَّجَ، وقيل: أَصله من البَغْي،يريد تَبَغَّى فقدّم الياء وأَخَّر الغين.
وقال ابن الأَعرابي: تَبَيَّغَ وتَبَوَّغَ، بالواو والياء، وأصله من البَوْغاء وهو الترابُ إِذا ثار، فمعناه لا يَثُرْ بأَحدكم الدمُ.
وفي الحديث: إذا تَبَيَّغَ بأَحدكم الدمُ فَلْيَحْتَجِمْ.
وفي حديث ابن عمر: ابْغِني خادِماً لا يكونُ قَحْماً فانياً ولا صغيراً ضَرَعاً فقد تَبَيَّغَ بي الدمُ، والله أَعلم.

وروى أحمد عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((خير يوم تحتجمون فيه سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين وقال وما مررت بملأ من الملائكة ليلة أسري بي الا قالوا عليك بالحجامة يا محمد))
وقد جاء في هذه الأحاديث الأعداد (سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين)

ولننظر ونتأمل حب الإمام علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي رواه ابن ماجة ( باب الرجل يستقي كل دلو بتمرة ويشترط جلدة) عن عكرمة عن بن عباس قال ((أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة فبلغ ذلك عليا فخرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليقيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى بستانا لرجل من اليهود فاستقى له سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة فخيره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة فجاء بها إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم))
جاء في لسان العرب :
والجلاد من النخل: الغزيرة، وقيل هي التي لا تبالي بالجَدْب؛ قال سويد بن الصامت الأَنصاري: أَدِينُ وما دَيْني عليكم بِمَغْرَم، ولكن على الجُرْدِ الجِلادِ القَراوِح قال ابن سيده: كذا رواه أَبو حنيفة، قال: ورواه ابن قتيبة على الشم، واحدتها جَلْدَة.
والجِلادُ من النخل: الكبار الصِّلاب، وفي حديث عليّ، كرَّم الله تعالى وجهه: كنت أَدْلُوا بتَمْرة اشترطها جَلْدة؛ الجَلْدة، بالفتح والكسر: هي اليابسة اللحاءِ الجيدة.
ونتأمل ما حدث :
• أصاب نبي الله صلى الله عليه وسلم خصاصة (الخَصَاصة أَي الجوع) .
• بلغ ذلك عليا رضي الله عنه .
• خرج يلتمس عملا يصيب فيه شيئا ليقيت به (يطعم) رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• أتى علي رضي الله عنه بستانا لرجل من اليهود .
• استقى له علي رضي الله عنه سبعة عشر دلوا كل دلو بتمرة .
• خيره اليهودي من تمره سبع عشرة عجوة .
• جاء بها علي رضي الله عنه إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم .
وفي هذا الحديث الشريف فوائد جمة منها :
ــ حب الإمام علي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
ـ تفقد الإمام علي رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشؤونه .
ــ بحث الإمام علي رضي الله عنه عن عمل ليطعم به رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ــ تخير الإمام علي رضي الله عنه أجود التمر لإطعام رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ــ ما بالعمل اليدوي من ميزة وشرفه ونتائجه التي تغني عن السؤال .
ــ أهمية أن يتأسى الشباب العاطلون عن العمل بهذا المنهج القويم لدرء البطالة والعمل لخدمة أنفسهم وأوطانهم .

وعن عدد الشعر الأبيض في رأس ولحية رسول الله صلى الله عليه وسلم روى ابن ماجة عن حميد قال سئل أنس بن مالك أخضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((إنه لم ير من الشيب إلا نحو سبعة عشر أو عشرين شعرة في مقدم لحيته))
وروى احمد عن حميد قال سئل أنس هل خضب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((انه لم ير من الشيب إلا نحوا من سبع عشرة أو عشرين شعرة في مقدم لحيته وقال انه لم يشن بالشيب فقيل لأنس أشين هو قال كلكم يكرهه ولكن خضب أبو بكر بالحناء والكتم وخضب عمر بالحناء))
كما روى أحمد عن ثابت قال قيل لأنس هل شاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((ما شانه الله بالشيب ما كان في رأسه ولحيته إلا سبع عشرة أو ثمان عشرة))
وفي هذه الأحاديث الأعداد (سبع عشرة وثمان عشرة وعشرون) .
وعن تاريخ هزيمة الكفار أهل بدر روى أحمد عن بن عباس انه قال ((إن أهل بدر كانوا ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا وكان المهاجرون ستة وسبعين وكان هزيمة أهل بدر لسبع عشرة مضين يوم الجمعة في شهر رمضان))
وفي هذه الأحاديث الأعداد (سبع عشرة وستة وسبعين وثلاث مائة وثلاثة عشر) .
وعن أهمية اللغات والترجمة وتعلم لغة الآخرين روى أحمد عن ثابت بن عبيد قال قال زيد بن ثابت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ((تحسن السريانية إنها تأتيني كتب قال قلت لا قال فتعلمها فتعلمتها في سبعة عشر يوما))
فما أحسن حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وما فيه من هدي قويم ومكارم أخلاق عالية فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-06-2021, 05:41 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: الأعداد في أحاديث خير العباد 3 :: إعداد :: صبري الصبري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
ارى ان نجمع هذا المجهود
في غير ركن المقال
جزاك الله خير الجزاء
ودنا
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي الحبيب الغالي






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-06-2021, 10:38 AM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: سلسلة مقالات : الأعداد في أحاديث خير العباد :: إعداد :: صبري الصبري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبري الصبري مشاهدة المشاركة
الأعداد
في أحاديث خير العباد

صلى الله عليه وسلم
***
إعداد
العبد الفقير إلى الله
صبري الصبري
****
العدد (أربعة)
***

روي البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها ، إذا أؤتمن خان وإذا حدّث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر ) متفق عليه

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين ، أما بعد فأستعين بالله تعالى وأقول أن العدد أربعة قد جاء في هذا الحديث الشريف المتفق عليه ليبين لنا أربعة خصال من خصال المنافقين وأن من كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من خصال النفاق حتى يدعها ويتخلص منها وهو يعلمنا كيف نجاهد أنفسنا ونتعاهد قلوبنا حتى نخلصها من خصال النفاق ولا ندعها فريسة الشيطان الذي ينفث فيها نفثه ويوسوس فيها وسوسته ، وحدد لنا صلى الله عليه وسلم خصالا أربع من كن فيه كان منافقا خالصا حيث تحكم فيه النفاق والعياذ بالله .. فأطاح بأمانته وبصدق حديثه وبوفائه للعهد وجعله مخاصما فاجرا وهي خصال تودي بمروءة المسلم وتقصيه عن ضياء الإيمان ونور الإسلام ووضاءة الإحسان .. خصال تنتهك وتخترق أهليته المعتبرة في التعامل مع الآخرين لأنهم يدركون من خلال سقوطه في براثن تلك الخلال السقيمة أنه إنسان خائن كاذب ناكث للوعد ناقض للعهد فاجر الخصومة ، مما يعني أنه خبيث السريرة ماكر الطوية سيء النية ، والعياذ بالله تعالى من ذلك ، هيا نستعرض سويا باختصار تلك الخصال الأربع من خصال المنافقين حتى نتلاشاها :

الخصلة الأولى : إذا أؤتمن خان :

الخيانة خصلة ذميمة توجب غضب الله تعالى فهو جل وعلا لا يحب كل خوان كفور وقد أمر جل وعلا أن تؤدى الأمانات إلى أهلها (إن الله يأمركم أن توأدوا الأمانات إلى أهلها) النساء ، والأمانة حملها الإنسان (وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الأحزاب ، والخيانة يمكن أن تكون خيانة الإنسان لله تعالى بألا يؤدي تكاليف ما تكلف ما أمره الهه به وما نهاه الله عنه ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون) الأنفال ، كذلك خيانة الناس مسلمين أو غير مسلمين في جحد أماناتهم وسلب حقوقهم وبخس الناس أشيائهم وعدم رد أماناتهم باقتراف تلك الخيانة المقيتة المذمومة ، فالمسلم يؤدي الأمانة إلى من ائتمنه ولا يخن من خانه ، ومن علامات الساعة ضياع الأمانة ( إذا ضُيّعت الأمانة فانتظر الساعة ) ، ولكي ندرك ما في أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من مكارم عظيمة نراه صلى الله عليه وسلم والكفار يطاردونه ويخططون لقتله في مكة المكرمة يخلّف صلى الله عليه وسلم عليا بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه لرد الأمانات التي أودعوها عنده صلى الله عليه وسلم ، فياللعجب العجاب يلقبونه بالصادق الأمين ويكذبونه بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فهو سيد الأمناء وإمام المؤدين للأمانات قدوتنا وأسوتنا الحسنة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

الخصلة الثانية : إذا حدث كذب :

الكذب خصلة شنيعة وآفة فظيعة ومرض خطير من أمراض القلب واللسان يهوي بالكاذب إلى هاوية سحيقة من الخزي والعار والشنار ، اتصف به الكفار والمنافقون وأصبح صفة لصيقة بهم وأصاب بعض المسلمين شرره وأصيبوا بعدواه البغيضة ، وقد يتعلمه الأبناء من الآباء بعمد أو غير عمد جراء تصرفات خاطئة أو سذاجة طارئة فعلينا الإنتباه حتى نربي أبناءنا على الصدق وعدم الكذب فالصدق منجاة والكذب مهلكة أعاذنا الله منها ، وجنبنا ويلاتها ومخاطرها ومصائبها في الدنيا والآخرة .

الخصلة الثالثة : إذا عاهد غدر :

الغدر من خصال المنافقين ، ولكل غادر لواء يوم القيامة يقال : هذه غدرة فلان كما جاء حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يفضح الله تعالى الغادرين يوم الحشر على رؤوس الأشهاد بأن يجعله يحمل لواء الغدر ويمشي أمام الناس بالمحشر وينادي منادي : هذه غدرة فلان ويذكر موضوع الغدر وكيف غدر يوم كذا فضيحة له وانتصارا لمن غدر به ، ذكر ذلك لنا الحبيب صلى الله عليه وسلم حتى نتلاشى الغدر ويزدجر الغادرون ويرتدعوا عن غدرهم واستهانتهم بالعهود والوعود ونكثهم بالمواثيق ، وقد حفلت الآيات القرآنية بالحض على الوفاء بالعهود والعقود والوعود ، (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) المائدة ، (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا) الإسراء ، فالمسلم لا يغدر بل يوفي العهود ويصدق الوعود ويلتزم بالمواثيق ويحسن الأداء ويتقن الوفاء ، والعهود تنقسم قسمين عهود بين المسلم والخالق جل وعلا وعهود بين المسلم والمخلوقين ، فأما الأولى فهي عهود السمع والطاعة والإلتزام بالتوبة النصوح والإخلاص له جل وعلا والصدق في عبادته والعمل بشرعته سبحانه وتعالى إلى غير ذلك من عهود ، والثاني عهود بين المسلم والمخلوقين وهي كل عهد متفق عليه شفاهة أو مكتوبا تعهده المسلم بإرادته واختياره وقد التزم الحبيب صلى اله عليه وسلم بالمعاهدات التي عقدها مع كفار مكة ووفاها فهو خير من يوفي بالعهود ويصدق في الوعود ويحفظ المواثيق فلنتعلم منه صلى الله عليه وسلم ذلك .

الخصلة الرابعة : إذا خاصم فجر :

الفجر في الخصام من خصال المنافقين ، هي خصلة تودي لمهالك جمة لأنها تمزق الروابط الإجتماعية للمجتمع ، فالمسلم هين لين بشوش سلام على المجتمع يسلم المسلمون من لسانه ويده ، يقبل على الناس بسماحة وابتسام في وجوههم ، بطيئ الغضب سريع الفيء أي العودة للصلح والصفاء والإخاء ، أما المنافق والعياذ بالله فهو يصب الزيت على النار يؤججها ويزيد في إشعالها ويحرق المجتمع كله بأراجيف وتدابر وشقاق وفرقة وخصام ، لا يقبل الصلح فهمه خراب البيوت وإفساد المجتمع وهدم أواصره ، والمسلم ربما يغضب ويخاصم بحكم طبيعته البشرية لكنه لا يتمادى في الخصام ويرضى بالصلح ويعفو ويصفح ولا يعطي الشيطان فرصة لتعميق الجراح وشق الصفوف ، وإنما يبادر للم الشمل ورأب الصدع ، وعلى المسلم أن يقبل من أخيه اعتذاره إن أتاه معتذرا مخطأ كان أو مصيبا ، فهذا من علامات الإيمان وصدق اتباع الحبيب صلى الله عليه وسلم الذي أرشدنا إلى كل خير وحذرنا من كل شر فجزاه عنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أحسن الجزاء ورزقنا صدق محبته وصدق اتباعه وأنالنا شفاعته العظمى يوم الدين وصحبته في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
جزاكم الله خيرا ، شاعرنا القدير الصبري ،
شكرا على هذا الجمال و هذا الجهد هنا ،
نفع الله بكم

تقديري و احترامي






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 01-12-2021, 02:03 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
صبري الصبري
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية صبري الصبري

افتراضي رد: سلسلة مقالات : الأعداد في أحاديث خير العباد :: إعداد :: صبري الصبري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا ، شاعرنا القدير الصبري ،
شكرا على هذا الجمال و هذا الجهد هنا ،
نفع الله بكم

تقديري و احترامي
حفظكم الله تعالى وبارك فيكم
تحياتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:50 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط