مدونة ياسر أبو سويلم الحرزني

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

ما أصعب الكتابة !

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

(17)






حين أكبر وحدي غداً
سأظلّ أحايل قلبي إلى أن يعود
لصدري يساكنه ويواطن أضلعهْ
وإذا ما اعتراه الحنين وضجّ
أقوم أغنّي عليه ، وأبكي معهْ



.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

لو تسهين
...................


ابتداءً بدالك أبدأ أغنيتي ، وأوشّح صوتاً وأقدحه في المواويل طيراً يرفّ يجانح دوريّ دالك ، ثمّ أثنّي بصوت يراوح ناياً يئنّ بلحن يفخّم لام دلالك . لامان حتّى تجنّ الدفوف ببيض الكفوف ، وحتّى تطوف قطوف الحروف سلاماً عليك ، غماماً يفيء ليسقي دوالي اكتمالك . ماءان من نديين ووابل من غيم بابل علّ البلابل حين تدلّى ودلّى عليّ وشاح الثريا ، وحين تعلّى وبلّ حماماً أطلّ ببشرى وصالك ، أو (يا سلام) عليّ إلى أن أصير غزال الدلال أمرّ ببال طويلة عنق وبال ، وأرقى إليك بجاه الثريّا وميّ وريّا ، لعلّي أصيب قوافي الوصال بدالك ، علّي أطول وأنسل قافية من حرير ، وأغزل شالك . شالان من سكّرين يذوبان في فضّتين لبدر التمام ، وحين تطلّين سهواً عليّ ، يطلّ عليك يريك انتظاري لوقت اكتمالك . بدران أنت ، وعمّة بدر البدور تواكبني ، تتكوكب قافية ، وتموكب كوكبة من عذارى القصيدة يعلين ناياً تجلّى بدال كدالك ، أو (يا سلام) عليك كذلك حين قيامي بعرس القصيدة ، أو حين ترمين فيها سوارك أبقى أحايل صوتي لعلّي أطول غصون لحون التجلّي ، أغنّي عليك : تعلّي ، فهذا المساء مساء تحرّي مواقيت وجهك شرق السماء ، سماء الخدور ، وحين انتهاري لظلّي لعلّي أنول ، وحين انتظاري لظلّي لعلّي أقول ، وعلّي أريك ابتلالي بماء الغناء حيال الدوالي وشهقة صوتي بحرف الرويّ العصيّ ، ودال الدويّ القويّ ، لأزجي المديح لنفرة ظلّك حين تمرّين ، أو حين ترمين لثغة رائك سهواً ببحّة صوتي . تعلّي . تعلّي ، لعلّي أطول بصوتي قطوف العنبْ ، ولعلّي أصيب رباب الغناء بموّال آهٍ وللّي ، ودفّ طربْ ، أو كما لو يطير الحمام أقوم لأحدو لفرخ الحبارى بتسع وتسعين ريش نعام وريشةْ : (بخنوق بنت المحاميد عيشه ، ريشه بريشه ، عامين ما يكمّلوش نقيشه)* ، فتعلّي بدالك قافية ، أو دعيها سواء سواءْ ، فعليّ ضروب المديح ، وأنت عليك ذنوب الذبيح إلى أن تزوري ، إلى أن عليه تطلّي ، يطيب ، يقوم يعيد الغناء ابتداءً بدالك ، يبسط صوتاً يغنّي : تعلّي ، فمنّي الغناء ومنك التدلّي ، ويبقى يخمّن فيك حماماً يحطّ ببشرى وصالك ، حتّى يصير إليك ، يواطن ظلّك ، يخفض صوتاً ، ويرهف حسّاً لغفلة بالك ، علّك تسهين ، علّه سهواً يمرّ ببالك.







.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

يختانني الظلّ إذ تعبر بناحيتي
يقوم خلفك يقضي فيك نافلتي
أنا وأنت وداعي العصر رابعنا
والظلّ ثالثنا يحبو بأربعتي
أنا وظلّي ومن دادت لمشيتنا
خديجة الشيح والشيحان فاطمتي





(ييييه)
أو كما لو تناهى لسمعي صداها !






.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

يختانني الظلّ إذ تعبر بناحيتي
يقوم خلفك يقضي فيك نافلتي
أوجبت دمعاً وذكر الدار موجبه
بزورة وكذا الأشواق موجبتي
زفرت هاهة تأبى أن يجاوبها
صوت سوى صوت من هاها لراحلتي
يا صاحب الدار لا ثوب أزور به
ولا مروّدة تشدو بأغنيتي






.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

///
أرسم ظلّي
أرسمه كقرين ، ورداء نهار أخلعه ليلبسني
أو كلسان يمتدّ من الأرض ليلحسني
فأراوغه وأمرْ !

أرسم معنى وأمرْ
///





.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

قاب سطرين من إسمها
...................................

وجهها صبحها ، سلسبيلي
وبهجة صبحي
تحفة الضوء تدحر موجة ملحي

هي وحدي ، وطاقة وردي
تطلّ عليّ كصدفة صيف تدثّرني بين بردي وبردي
وتدبّرني لمواقيتها بشحيح الظلال ، وتبقى
تراوحني بين فقدي وفقدي
قبل حلمين من عينها ، تتتالى علي ، وترقى
تشيّد قبّة صرحي

هي وحدي معي ، وأنا
وحدها معها ، ودليلي الحرير الّذي مسّني
قاب خيطين من ثوبها السكّريّ ، وشفّ يخايلني ، ودنا
فوق فوقي وتخمين حسّي
يطاولني شالها شهقة السوسنا
ويواربني لتراني على بعد عمرين
من مهدها أتولّى الدفوف ، أقوم أهشّ فراش العقيق بقطفين
من عنب النون عن وتر الماس في قرطها ، ومع السكّرين
أذوب على بعد سطرين من إسمها
وأنا العاشقان لها
أتجلّى ، أطيل الوقوف
أغنّي لها ، لدنادشها وأساورها
وقصيدتها تتعلّى كرفّ حمام بسدّة دوحي

هي وحدي معي ، وأنا وحدها كنت أدلف منّي
على نمش الحلم في عينها ، وبحضرتها
أتمادى عليّ لأقطف ماء سرابي
وأشرب رشحي
وأعرج فيها أريها غيابي
أريها انتظاري لموعدها ، وأراها تراني أزور
لأهدي إليها إيابي وبابي
أراها تراني أعود ذبيح الفراش على درج الصبح في وجهها
واليمام تدلّى بطاقة فقدي ، وبالرّفّتين تعلّى يضمّد جرحي

وجهها صبحها ، سلسبيلي وبهجة صبحي
وأنا العاشقان لها ، أتجلّى
أطلّ عليّ أراني أقلّ لديّ ، أراني أزيد لديها
أظلّ أقلّ ، ويفلت بعضي يسابق بعضي إليها
لتأخذني غفلة مرّتين لحفلة ذبحي !




.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

يا ليت مانا قبيلي ليتني إلا صبي
بشلّ صميلي وبسرحلي مع الأوّلي
يا ليت لي قصر في راس الجبل معتلي
يا ليت مولاه بايبيعه وأنا بشتري


https://www.youtube.com/watch?v=lOTuTSoy2bc




أتذكّر اليمن فينتابني الكادي ويعنّ لعيني البكاء

.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

أرسم شكراً للنحلة
أكتب شعراً لفتاة بعيون عسليّة
أرسم شكراً للنخلة
أكتب شعراً وأطاول عمّتها لتعمّد قافيتي بشفاه تمريّة
أرسم شعراً من فرقين وبكلة شعر
أكتب شعراً وأقفّيه بهمزة خصر
أرسم خبباً من فرسين ودقّة كعب
أرسم ذبحاً من قيسين وقصّة حبّ
أرسم صوتاً وأحنّيه بموّالي :
طوبى للقمر الطالع في وجهك فضّة حور
طوبي للخرز الخاثر في رائك زبدة نور
أرسم وجهاً كصباح الخير يؤوّل شمس
أرسم حنّاء تؤوّل كفّاً ، وحريراً يتأوّل طرحة رأس
أرسم فرحاً وأهودجه في موكب عرس
يخذلني المعنى ، ويباغتني توباد يحدث في الرسمة
فأطاللـه وأمر

أرسم معنى وأمر





.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

ذهبي القطفة البكر ، والأرجوان
سنابل شمسي
أنا ذهبي
وأساور أمّي هديّة عرسي
عروساً أصير
ومن نبت الأرجوان على شفتيها عروساً تصير ،
يقول أبي





.
.

(تقول الّتي لن تسير)

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

ولا بأس في إعادتها لعلّي انتهيت ، أو لعلّ نفسي ترعوي.


محاولة بائسة لكتابة قصّة قصيرة جداً
..................................................

أقرأ ما أكتب ، فأسأل نفسي : هل أنا الأهبل الذي أزعج اللغة وكتب هذا ؟
فتردّ شامتة : نعم ، أنت الأهبل الذي أزعج اللغة وكتب هذا.

أشكر نفسي وأتركها ، وأقرّر بيني وبينها ألا أزعجها بمثل هذا السؤال الوجيه مرّة أخرى.





(ماشي يا نفسي ما شي يا بني آدمين هههههه)



.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

فيما يخطر على قلب صعلوك الكلام حين الكتابة عن الرشاد
...........................................................................

أنّه فيما يخطر على قلبي من معنى حين أتذكّر الرشاد ، أنّني حين كنت أتعاطاه مع جدتي (رحمها الله) في دارها مع الخبز وزيت الزيتون كما أحب أو مع اللبن كما تحبّ هي ، فإن التعبير ما يلبث أن يتعاهدني ويعتريني بصهيل حصان الذهاب وبمسّاس المعنى ، والذي ما أن أنقاد لهما حتّى أراني أقوم على ساق واحدة وأحجل في دارتها :
ـ ( بسم الله ، علامك) ؟
ـ لقد اعتراني الرشاد يا جدّه ، وسلك بي طريقاً مختصراً للمعنى
ـ (الله يخلف عاللي جابتك)
وأظلّ على حالي ، أواصل طقوس حجلة الرشاد ، وأقول مديحاً في حنّاء صوتها ، وفيما أرى من مسار لولبي يفضي إلى المعنى . ولا يذهب عنّي بأس ما يتراءى لي ، ولا تحطّ طيور قلبي وتذهب عنها انتفاضة الرشاد إلا بـتلاوة "الحمد" متبوعة بـ"السماء والطارق" على رأسي ، متبوعة بـ "إخس الله يخّيبك ، قوم روّح ، ترى هامل الكلاب وهامل الرجال ما ينظبّوا".
ولا أتركها إلا بعد أن أمازحها وأرى فرق أسنانها ، وأقبّل ضحكتها التي كانت مختصراً مفيداً لكلّ ما يحمله الفرح من معنى.

هذا ما خطر على قلب صعلوك الكلام في هذيانه بمعنى الرشاد.




(العنوان لحاله تعليلة هههه)

(معليش دروشة تالي نهار ، لأنّه انا دايماً يوم الخميس بين الساعة اربعة والساعة خمسة يكون دمي خفيف عالآخر ههههه)





.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

(1)



عن الكتابة وعن الّذي لم يجده أرخميدس الثاني
................................................................

حين تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه ، فأنت تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

(وسلامتك)

وحين تنظر إلى البحر وترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه ، فأنت تنظر إلى البحر و ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

(وسلامتك)

حين لا تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه ، فأنت لا تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

واعلم أنّك قد نجوت للتّوّ من ضربة شمس وأنّك كنت وشيكاً بنوبات الغبش ، لكنّ الله سلّم ، وليس هناك داع لــ"سلامتك" هذه المرّة ، لأنّك لم تصب بضربة شمس ولم تعتريك مخلوقات الغبش بمساسها لتريك أنّك لم تكن تنظر إلى شيء ولكنك كنت ترى لا شيء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

وحتّى لا تثقل على القارئ وتضيّع وقته بهذا العبث الذي تمارسه ، فإنّ هناك سبب وجيه يدعوك لغضّ النظر عن توثيق الحالة الرابعة بأنّه "وبالرغم أنّك لم تكن تنظر إلى البحر لكنّك كنت ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه" لأنّه - أي القارئ- قد كشف عورة الكتابة وفضح معناك حين كنت "لا تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه" ، كمّا أنّه ليس هناك من داع لأن توهم القارئ بأنّ هناك انزياحاً متعمّداً ومستتراً في الكتابة كفيل بأنّ يجعل الكلام يدوخ ويشير إلى غير دلالاته وأن يجعل المعنى يتساقط مائلاً بزاوية ليسقط في أرض التأويل البعيدة بقولك : حين تنظر إلى المعنى ولا تراه في متناول لغتك ، فإنّك تنظر إلى بحر شاغر للإيجار ، وترى ماء مصاباً بزهق الملح خرج منه ليتنفّس ولم يعد إليه !

وبعد يا صاحبي ، فلكيّ تنتقل من خانة الصعاليك إلى قائمة المبدعين ذوي الدربة والمراس الّذّين يكتبون وهم يدخنّون ويشربون القهوة ويستمعون لفيروز ، فإن تعاليم الرشاد تحتم عليك ألا تضيّع وقتك في انتظار الحجارة التي أرسلتها للأعلى لغرض إسقاط طيور المعنى ، لأنّ حجارتك وبكل بساطة وقعت في الفخ الذي نصبته الطيور لها ولن تعود إليك حتّى لو عادت تفّاحة نيوتن إلى شجرتها ، لأنّك جانبت سبل الفلاح منذ تورّطت في محاولة اصطياد طيور معنى من فصيلة "بنات الّذينا" !

وإيّاك أن تتهرب من وضع خاتمة لهذا العبث الركيك وتفعل كما كنت تفعل دائماً وتجنح إلى مراودة الشقّ الأنثويّ للّغة كأن تقول :
بأن الجرشيّات انشغلن بقطاف الرمّان وحصاد السمسم ، ولم ينتهين بعد من إعداد لغتي ، ونسين أن يرمين فيها مناديلهنّ وهدب عصاباتهنّ .










.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

عن الكتابة (1)
..........................

حين تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه ، فأنت تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

(وسلامتك)

وحين تنظر إلى البحر وترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه ، فأنت تنظر إلى البحر و ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

(وسلامتك)

حين لا تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه ، فأنت لا تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

واعلم أنّك قد نجوت للتّوّ من ضربة شمس وأنّك كنت وشيكاً بنوبات الغبش ، لكنّ الله سلّم ، وليس هناك داع لــ"سلامتك" هذه المرّة ، لأنّك لم تصب بضربة شمس ولم تعتريك مخلوقات الغبش بمساسها لتريك أنّك لم تكن تنظر إلى شيء ولكنك كنت ترى لا شيء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه !

وحتّى لا تثقل على القارئ وتضيّع وقته بهذا العبث الذي تمارسه ، فإنّ هناك سبب وجيه يدعوك لغضّ النظر عن توثيق الحالة الرابعة بأنّه "وبالرغم أنّك لم تكن تنظر إلى البحر لكنّك كنت ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه" لأنّه - أي القارئ- قد كشف عورة الكتابة وفضح معناك حين كنت "لا تنظر إلى البحر ولا ترى الماء يخرج منه ليتشمّس قليلاً ويعود إليه" ، كمّا أنّه ليس هناك من داع لأن توهم القارئ بأنّ هناك انزياحاً متعمّداً ومستتراً في الكتابة كفيل بأنّ يجعل الكلام يدوخ ويشير إلى غير دلالاته وأن يجعل المعنى يتساقط مائلاً بزاوية ليسقط في أرض التأويل البعيدة بقولك : حين تنظر إلى المعنى ولا تراه في متناول لغتك ، فإنّك تنظر إلى بحر شاغر للإيجار ، وترى ماء مصاباً بزهق الملح خرج منه ليتنفّس ولم يعد إليه !

وبعد يا صاحبي ، فلكيّ تنتقل من خانة الصعاليك إلى قائمة المبدعين ذوي الدربة والمراس الّذّين يكتبون وهم يدخنّون ويشربون القهوة ويستمعون لفيروز ، فإن تعاليم الرشاد تحتم عليك ألا تضيّع وقتك في انتظار الحجارة التي أرسلتها للأعلى لغرض إسقاط طيور المعنى ، لأنّ حجارتك وبكل بساطة وقعت في الفخ الذي نصبته الطيور لها ولن تعود إليك حتّى لو عادت تفّاحة نيوتن إلى شجرتها ، لأنّك جانبت سبل الفلاح منذ تورّطت في محاولة اصطياد طيور معنى من فصيلة "بنات الّذينا" !

وإيّاك أن تتهرب من وضع خاتمة لهذا العبث الركيك وتفعل كما كنت تفعل دائماً وتجنح إلى مراودة الشقّ الأنثويّ للّغة كأن تقول :
بأن الجرشيّات انشغلن بقطاف الرمّان وحصاد السمسم ، ولم ينتهين بعد من إعداد لغتي ، ونسين أن يرمين فيها مناديلهنّ وهدب عصاباتهنّ .










.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

هفوة في العددْ
أستبثّ السطور معاني الكلام
بأنّي بدوت بدوني ببدوة وادي السراب
وأنّي رهوت وبحر الكتابة رهوٌ
مروراً بمروة هاجر شوطاً ، وشوطاً أطوف
بظلّ يحجّ ، وقلب سجدْ
وبأنّي أراني كأنّي أعدّ حياتي على إصبعين
أعدّ ، أعدّ ، وأبقى أعيد لعلّي أزيد
ويقلّلّني عددي

هل رآني سواك هناك أعدّ حياتي على إصبعين هنا ، ويغالطني عددي ؟!




.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

.
.




https://www.youtube.com/watch?v=hrCDebCghpQ




.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

أرجو نقلها إلى ركن العناقيد هناك حيث الظلال الباردة.

مع الشكر الجزيل.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

(2)




عن الكتابة ، وعن السيارة "الفيات 500"
........................................................

الكتابة أنثى شديدة الغيرة لا تؤمن بالتسويات ، فإمّا أن تأخذك كلّك أو تتركك كلّك ، لكنّها إن تركتك فإنّها لن تتركك إلا بعد أن تتأكّد أنّك لن تصلح لشيء بعدها ، تتركك بحال يشبه تماماً حال من يريد أن يقول ولا يقول ، أو كمن توقّف به الزمن وثبتت تقاسيم وجهه وجمدت عند لحظة ما قبل العطسة بأعشار من الثانية ، هكذا ... ، أو مثل تقاسيم وجه الذي رأيته في المرآة هذا الصباح. أو كما لو أقول : ما رأيي في ألا أتدخّل بيني وبين الكتابة ؟! ، كأن أقول : إلى أن يبلغ دخان الكتابة نصابه لتحين ، أو إلى أن أحين أنا وأعمّد صوتي برغوة حبرها ودخانها ، سأبقى في رحاب المابين أقبض على ذبابة الفكرة التي لم تحطّ على أنفي ، وعلى غبار المعنى . أدري بأنّي سأمارس عادتي القديمة في التطفل على الكتابة والتورّط في التأتأة ، وسأدّعي كذباً بأنّي أكتب للمعنى الكبير ، لا تصدّقوني إن خلطت نثراً بشعر وقلت بأنّي ://سأبدو إن بدوت كمن سيبدو إن بدا// ، ولكن صدّقوني حين أقول بأنّي لا أجد الكلام لأغنّي للّتي فعلت كما تفعل صقلّية تتّبل بالريحان والزعتر كل ما يقع تحت يديها من الباستا مروراً بقصيدة عاشقها وانتهاء بزر قميصه ، فظلّت تمضغ الريحان لتتبّل به إسمي وتناديني به حتّى أعود ، وعنها إذ تنقل ساعتها من معصم يدها اليسار إلى اليمين لا لشيء سوى لتتذكّر أن تبكي في وقت لاحق لأنّ هذا ليس الوقت المناسب للبكاء كما أقنعت عينيها ، وعن الهواء النزق الذي يعبث بستارة شبّاكها ، ويوصد بعنف وبلا إذن منها باب غرفتها ، وعن جارتها التي تقول لها : " هيّا روبرتا تزوّجي ، أريد أن أرقص في عرسك قبل أن أموت" ، وعن السيّارة "الفيات 500" الأليفة الّتي وإن دهست عاشقاً متعجّلاً ، فإنها لا تدهسه بقصد افتعال حادثة أو بقصد إيذائه إنّما لتؤخّره قليلاً عن موعده ، وعن القميص الأبيض المعلّق في مروحة السقف ، وعن أزاريره التي ستنفع يوماً كقطع غيار لقميصي حين ألوذ بها وبريحانها لتثبّت لي زر قميصي وتغنّي عليّ ، وعن بكائها حين تنظر إلى ساعتها لأنّها تذكرت موعد البكاء ولكنّها لم تستطع أن تتذكّر سببه ، و...

لا بأس ولكنّي سأنتظر إلى أن يحين الريحان ، فأمنحه دور البطولة المطلقة في النص ليفعل بالمعنى ما يشاء.







.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

(3)




عن الكتابة ، وعن التوسّل لها بـ "عفت الدّيار محلّها فمقامها"
................................................................................

لن أقوم شاهداً في الناس على إضراب القمح عن الذهاب إلى عمله لموافاة الخبز ولممارسة معناه ، لكنّي سأعمل ثقباً في جدار الكلام وأمرّر للجياع من خلاله رغيف المجاز ، وأنظر من خلاله إليّ ، فأراني وحيداً قائماً بهم في الندوة متكّئاً على عصا شاعر زائد عن حاجة خيام عكاظ أتلو عليهم بلغة الإشارة ما تيسّر من كتابتي البائته ، وأراهم ينظرون في وجوه بعضهم البعض ويتضاحكون ، وأرى لبيد بن ربيعة ينظر إليّ وهو يضع اللمسات النهائيّة على معلّقته ويسأل من حوله ضاحكاً : "من هذا ؟". وأراني أجنح إلى الخلاصات وأتّكئ كثيراً على كلمة وحيداً ، وأقول أن الكتابة مثلها مثل الحلم ، والموعد الغراميّ ، والمصير ، وخلع ضرس العقل (أو طاحونة الدون كيخوت) في اشتراطها جميعاً أن تكون وحيداً في ذهابك إليها. وأجده لزاماً عليّ طالما أنّي بدأت الكتابة بشكل جاد عن معنى القمح الكبير أن أواصل الحديث بلغة الإشارة بشكل جاد أيضا عن الفوضى التي تنتاب العالم ، فأتقمّص دور محلّل سياسي وأقول : يبدو بأنّ الفوضى التي تعتري العالم ما هي إلا محاولات العالم نفسه الذي يمضي مجنوناً في محاولات مضنية ومستميتة لإيجاد المعنى العملي والحقيقي لمصطلح وفعل "الدحيّة" . أمّا أنا ومن منطلق مسؤليّتي الفرديّة كإبن بار لهذا العالم المجنون فإنّني على أتمّ الإستعداد لأن أقف بربابتي خلف "بيونسيه" في حفل افتتاح كأس العالم للمرداسة بالرؤوس وألقّنها كيف تنشد "من بلعما ناحرن صرّوت / أدور الزين يا فلاحه" إنشاداً يصيب مقام "الهجيني" في أعالي بلوط العالوك ، هكذا :
...... from Bala`ma heading Sarroot
ولكنّ تنظيري للفوضى التي تعتري العالم لا يمنع أن منظر الجمهور من موقعي خلفها كان يبدو أجمل وأكثر روعة من الجمهور الذي رأيته يصطفّ في الطابور لشراء التذاكر لحضور أمسية لبيد.

وعن الكتابة (أقصد كتابتي) التي يطيب لها دائماً أن تمارس دور زوجة الأب التي دأبت على إخفاء رغيف خبزها عنّي وعلى ان تجحد الملح حتّى ، فإنّه كذلك لا يمنع أن أقول بأنّي لم أقل شيئاً مفيداً ، وأنّي ما زلت أجلس القرفصاء أمام الكلام الذي لم يعد بوسعي أن اقوله ، أشاغل عيني بقراءة ما كتبت على حجر التّلفت الطائف في ضباب المعنى ، وأحاول إقناعها بعبارات ركيكة بأنّي لا أريد البكاء ، أو أنّي لا أريد البكاء الآن على الأقل.








.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

لو كان للكلمات متجر أقصده لأبتاع منه ما أحتاجه منها لغرض الكتابة أو الكلام
فلربّما
كنت سأسلك أقصر الطرق إلى المعنى ، وبالنتيجة ستقلّ نسبة إزعاجي للّغة
وربّما
أسهم ذلك في القضاء على الكتابة غير الضروريّة وعلى الضوضاء والثرثرة
وربّما
أصبحت أقلّ إحباطاً


ترى هل الّذي يتواصل بلغة الإشارة أقلّ إحباطاً منّي ، وهل سلطته على المعنى أعلى من سلطتي ؟!


ولكن وقبل ان أقوم بنشر هذه المشاركة ألحّ عليّ سؤال آخر وهو :
ترى هل اقصر الطرق إلى المعنى هو أجملها ؟!



لا أدري

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

(4)




عن الكتابة ، وعن مراسم السلام على الباذنجان
.............................................................

الفكرة ذبابة تحطّ أحياناً على أنفك وأحياناً على الحائط وأحياناً أخرى في أي مكان وكي تفلح في محاصرتها واصطيادها عليك ان تنهج نهج صائدي الذباب ، وعليك أيضاً أن تكون نزيهاً كصائدي الذباب وتتركها في شأنها إن رأيتها تحطّ في رأس غيرك ، لا تعجبني كثيراً ، فأستدرك كمحاولة أن أكون أقلّ جديّة من صائدي الذباب ، فأقول : " أنّك لن تعود من الكتابة راضياً مرضيّاً إلا إذا كان لديك استعداد كامل وحقيقيّ للتنازل عن المعنى الذي جئت لأجله ، والكتابة كريمة إن أخلصت لها ولن تعيدك من رحابها خالي الوفاض ، أمّا معناك المرتجى فقد تمنحه لك في زيارة ثانية تقوم بها بنيّة معنى آخر كأن تخبّئه لك في أحد سطورك دون أن تنتبه، ولكن إيّاك أن تتحايل عليها فتضمر معنى وتبدي سواه ، لأنّك حينها لن تعود منها إلا بسكتة صوتيّة وبمسّ حقيقي من مخلوقات اللا معنى " . حدث ويحدث كلّ هذا بعد أن كسرت ساقي وخاطري في حادثة السيارة "الفيات 500" وبعد قراءة ما كتبت على حجر التلّفت الطائف في ضباب المعنى ، لكنّي وجدتني ملزماً أن اكون نزيهاً مع القارئ ومع عيني التي كان لا بدّ أن أسدّ ذريعتها ببكاء خفيف لا يوجب ذهاباً لأمّ أو عودة للبلاد ، ولا يضعني في خانة سوء الأدب مع الكلام الذي كنت أجلس في حضرته ، وفي حضرة عروسه التي تقمّصت دور الزوجة التي تندب حظّها على زوج أخذت منه العنّة كل مأخذ حتى صوته الذي كان يصبّرها بالقليل من القصائد والكثير من الحكايات ، فلم تجد إلا علبة سجائره لتشكو للدخان بثّها ووجيعتها ، أدرت ظهري لها و للكلام ويمّمت وجهي شطر حائط الصمت وبدأت بما يبدأ به الذي لم يجد سوى ظلّه مطبوعاً في لوح الحائط يصغي إليه وبدأت بالتأرجح وأنا أضع صوتي في أذنه المرسومة على الحائط ، أوشوشه وأسرّ له بكلام مبهم كلانا لم يفهمه ، وبدأت مرة أخرى ، وأخرى ، ولكن لا فائدة ، وبقيت كذلك حتّى استدعاني الجلوس . جلست وأنا أحدث حائط الصمت ، ونفسي ، والكلام من ورائي : ترى لو قدّر لي وبأثر رجعي أن أقول الكلام الذي لم أتمكن من قوله فهل سيختلف كثيراً عمّا يقوله باعة الباذنجان في صياحهم بالعابرين بعرباتهم لأغرائهم بباذنجان أسود وبقباب خضر تشبه الأجراس ؟! ، لا أدري ، ولن أدري ربّما ! . وحدّها أمّك تعرف معناك ، قالت حمامة كانت تحلّق بمحاذاة حائط الصمت . قلت أجل ، والتفتّ لعروس الكلام التي تركتها لتحرس الكلام من فوضى قد يحدثها البغل الذي يجر عربة الصوت وتيس المعنى الذي ركب العربة واقفاً ، فلم أجد إلا التيس وعلبة سجائر فارغة . ذهب الكلام وعروسه وعربة الصوت وبغلها. "لا بأس" ، تمتمت في نفسي ، فلديّ ما قالت الحمامة ، ولديّ تيس المعنى وصدى قريب لأصوات بعيدة، ولا ينقصني سوى كلام مفيد يجعل هذا المعنى ممكناً . لكنّني وكلما جلست إلى الكتابة يخضّ رأسي رنين أجراس بعيدة ، تشتّتني وتطيّر ذبابة الفكرة عن أنفي ، رنين لا أملك له سوى زيارة روتينيّة لسوق الخضار ، تبدأ مراسمها بالدخول من بوّابة الّذين لم يقولوا شيئاً ، أمرّ بعدها بعربات باعة الباذنجان ، ولا أدع حبّة باذنجان تمرّ أو أمرّ بها على العربات إلا وأقرأتها السلام ، ولا تنتهي مراسم الزيارة والسلام على الباذنجان إلا بطقس منح كتفي لباعة الباذنجان ليربّتوا عليه وليقولوا ما اعتادوا على قوله لي دائماً : (لا بارك الله بنوّاره)...

أعود ، لا شيء معي سوى تيس المعنى ، ولا أجد بانتظاري سوى ما قالت الحمامة ، والكثير الكثير من أعقاب السجائر الملقاة حيث كان يجلس الكلام ، أتحسس جيبي وأتأكّد بأن ولّاعة السجائر ما زالت معي ، فأتساءل ترى كيف تمكّنت الشقيّة من إشعال كل هذه السجائر وأنا لم أعطها الولّاعة ؟! ، ربما كان لديها ولّاعة أخرى ، قال تيس الخيبة وهو يتسلّى بمضغ أوراق فجل سرقها من سوق الخضار !.






.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

وجهك خبز
وانتي ألف إنتي ، يطلّن علي من عيونك : توضّينا ، قوم أذّن
ثوبك ضو
لو صرت انا شباكك الغربي اللي يطل عالعصر
كان أفتحلك بقلبي جامع ، وأذّن لك وانتي تقومي تصلي
أأذّن لك بعد وانتي بعد تصلي
أصير أذان ، وجفوني ستارة لشباكك ، وانتي تصيري صلاة عيدين
أخلّص أذان وارقى لشبّاكك ، أعد ركعاتك واشوفك وانتي تصلي
أقرالك الحمد ، واسلّم معك
بس لو ما خلص العيد
وحضرت عرسك وشفتك بثوبك.





.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

(5)





عن الكتابة وعن "لا بارك الله بنوّاره"
...............................................

"سلينا لا حلال ولا حراما / عليهنّ الطلاق بلا جوازي". لا أزعم أنّ لشعر "إبن لعبون" علاقة بما أنا في وارده ، ولكنّها خطرت ببالي حين بدأت الكتابة ، أو تماماً كما لو أكتب وأنا في كامل الوعي ، وأنقّح وأراجع ما كتبت وأنا في كامل اللاوعي ، لا لشيء سوى لأخالف وأعكس مقولة "همنجواي" ، أو كما لو أصبح عجوزاً أجلس إلى البحر وأقوم بصلم أذن سمكة المعنى التي أصطادها قبل ان أعيدها للبحر ، لأبيعها لاحقاً مع مائها للّغة ولقارئ حاذق لا يجد شيئاً ليكسره وهو يتسلّى بقراءتي ، فيقوم بكسر يده وهو يقسم أن كاتب هذا الهراء على علاقة بفتاة من صقلية إسمها "روبرتا" تعرّف علّيها بعد أن عقره كلب "نوّاره" ومعه (قلاب) بنات الّذينا ، أو أن يجتهد آخر فيقول بأنّه رآه يعزف على الربابة في فرقة "شيرلي باسيه" قبل أن يطرد نفسه ويتعاقد مع "بيونسيه" .... . ثمّ أنّني لا أدري إن كانت للأسماك آذان لأصلمها ، ولكن لا بأس (بالنسبة لي على الأقلّ) أن تسمع من خياشيمها ، وأن أمارس هذا الهراء الذي أجيده بامتياز ، سيّما وأن اللغة أبدت اعتراضها الشديد على إتمام صفقة شراء سمكة معناي وهي تسبح في مائها ، ولا بأس (وأيضاً بالنسبة لي على الأقلّ) وأنا في انتظار لغة أخرى أبيع لها معناي غير المضمون ، أو قارئ آخر على مقاس كتابتي ولا يهمّ إن كان إسمه "غودو" أو "مبارك" ، أن أواصل الغناء مع مظفّر النوّاب "ترافه وليل ودق ريحان يا اسمر لا تواخذنا" ...










.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

كتابة بكلام كان يريد أن يصبح قصيدة
..................................................

(بح) ههههه

أطلقت عقال الكلام ، فهو في حل من بيعة المعنى.


.
.

[ياسر أبو سويلم الحرزني]

^
^

وإلى أن يطلّ قمر على خدر عروس الكلام
سأغني لها مع المرشدي وبلسان لحجيّ (ربّما) :
"على مسيري ، على مسيري ، على بسم الله الرحمن
على مسيري ، على مسيري ، ولا موذي ولا شيطان
ألا يا مرحبا بش
وبهلش
وبالجمل اللي رحل بش"



.
.