لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-08-2013, 10:51 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
حلم لا تترك لي حبلا من أفكاري إلا وتنشر غسيل الدنيا عليه، من يخلصني من مطالبها التي لا تنتهي، أريد الخروج بنتيجة معقولة معها. خرجت من البيت محملا بهمومي، أجوب شوارع المدينة، أطوف بنظري كل الوجوه، محدثا نفسي ... ألا يوجد من وصل إلى هذا الحد من الجنون مثلي؟ أتجول بين الأزقة والطرقات ولا أكترث لما يجري حولي، وكأنما حواف الشارع العام امتدت بعمق أصوات صراخ الباعة. آه... من الجنون أن أدفن معها في تلك الحجرة الضيقة. هي وكل شيء حولي تآمروا علي، هي والدنيا باتتا تشنقاني، وأنا ما زلت في أول محطات حياتي. عقلي يصطدم بأسئلة كثيرة، إنها تهين كبريائي بكل صرامة، لا تتوقف عن الثرثرة، كأنها الهذيان والجنون، حتى الوقت الذي أنا فيه خارج البيت تطاردني، يا لحظي العاثر. بينما هو على تلك الحالة طيلة مسير ساعة ونصف وجد نفسه في وسط زحام السوق المكتظ بالبشر، وجد نفسه أمام بائع للعطور، وقف متأملا منظر الزجاجات على رف خشبي يتوسطه باقة من الزهور، قال في نفسه لا بد من علاقة وطيدة بين الزهور والعطور، قال للبائع لم تبيع العطور؟ هل بقيت أنوف؟.. نظر إليه البائع وأشاح عنه بوجهه المتعب.. أنت... أنا أحدثك... لم تعصر الورد في الزجاج؟.. تبا لك وابتعد حين زعق البائع في وجهه، تفضل... ورش عليه من بعض الزجاجات. لعن العطر والبائع والشارع وهم بضربه لولا تذكره طلبات زوجه اللحوحة. ترك البائع وغاص في زحام كبير من الناس، لا بد أن أنهي روايتي السقيمة ولا بد من إثبات وجودي في تلك الساحة البائسة وسط الكبار منهم. راودته فكرة مجنونة، جلس على حافة الطريق وتناول قلما وورقة كانت مطوية في جيبه، انغمس في الكتابة حتى أيقظه صوت أنين رجل سقط على الأرض، يتلوى من الألم، قام من فوره وهم برفعه ولكنه وقع عليه، بدأ بالضحك والقهقهة بصوت عال ولافت لانتباه المارة من حوله، وقف الناس مدهوشين لما رأوا فعله الغريب، وكلما كلمه أحدهم ازدادت قهقهاته وعلت، ظن الناس أن مسا أصابه، اقترب منه رجل طاعن في السن، دقق النظر في ملامحه وقال ما بك يا حامد، ( اسم الله عليك ) هل أنت بخير يا ولدي، لا بد أن ما أوصلك لهذه الحالة هي رسمية زوجتك، ظلت تسيء الظن بك وتتهمك بعشق تلك الراقصة المجنونة بخصرها النحيل وقوامها الرشيق، يحق لك أن تأخذ لبك وعقلك يا حامد، من منا لا يتمنى نظرة من عينيها الساحرتين؟ من لا يتمنى التحدث معها ولو لدقائق معدودات؟ من منا؟.. وظل يعدد في مناقبها حتى فغر الناس أفواههم عجبا لما يقول. أخذ العجوز حامد ومضى به إلى بيته وما زال يضحك تارة ويقهقه أخرى، غريب أمرك يا حامد، أردت إنقاذ رجل وقع على الأرض وأصبت أنت بالجنون. طرق الباب بقوة حتى طلت رسمية بوجهها الباسم وهي تنظر للرجل وحامد، لفها الصمت من قهقهات زوجها التي ملأت المكان وتلجلج صوته في أرجاء العمارة بأكملها، أدخلته وبدأت تتمتم بكلمات وتقرأ عليه ما تيسر لها من القرآن، وكلما قرأت ازدادت ضحكاته وعلا صوته بالصراخ. بقي حامد على هذا الحال عدة أيام، لم تبخل عليه زوجته من جلب للعجائز وعمل للتمائم وقراءة للأدعية ولم يتغير عليه شيء. قرر الأهل والزوجة إرساله لمستشفى الأمراض النفسية، جلس أمام الطبيب ينظر إليه بتمعن وغرابة والصمت يلفه من كل جانب، دهش الجميع من صمته وتوقفه عن الضحك مرة واحدة ودون مقدمات، قال لهم الطبيب ليس فيه من المس من شيء، سليم معافى وعقله يزن مائة من الرجال، بدأ الجميع يتكلمون مع حامد وهو مطرق رأسه إلى الأرض ولا يجود عليهم بأية كلمة. عاد إلى بيته، مضى يعد أيامه بهدوء، غرق في القراءة والكتابة من جديد، بعد مضي شهر خرج ولم يعد، في اليوم التالي جن جنون زوجته وهي تقرأ نبأ زواجه وصدور روايته التي كانت حلما يراوده. خالد يوسف أبو طماعه
|
||||
24-08-2013, 11:25 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
تنفرد الكتابة بفضائها الخاص والأفكار رحلة في مدار العزلة عرس الكلمات وهو حلم من اسمي الأحلام وأي إنتاج كصبي لنا لأنه من مشاعرنا أصبح الحلم حقيقة بعد التياهان والمشكل الذي يطرح أننا لا نفهم مشاعر الكاتب حين يجتني الكلمة ونريد أن يغوص معنا في الأشياء التافهة فالفكر سمو لأنه من عمق الواقع لكنه يراه من فضاء آخر تبقى مطالب الحياة أحيانا أخي تغوص بنا في الحضيض وخاصة إذا كنا نشتكي عوزا ماديا أخي العزيز أسعدني ما فرات من الصميم أخي دمت متألقا أخي بارك الله فيك أخي العزيز تحيتي ومودتي ومحبتي أخي |
|||
25-08-2013, 01:30 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
قصة جميلة محبوكة سردا وبناء، أثبتها كي تحظى بقراءة تستحقها تقديري ومحبتي |
||||
25-08-2013, 01:53 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
المهم في الأمر ألا تكون الزوجة الثانية هي الراقصة التي تكلم عنها العجوز...
والأهم أن يعمل الإنسان ما يرغب ويريد بغض النظر عن الآخرين.. هذا هو الذي يسعد بالحياة حقا... نص فلسفي التناول ... سعدت بقراءته... شكرا لك. تحيتي وتقديري.
|
||||
25-08-2013, 04:08 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
نص جميل ورائع اخذنا الكاتب الى ارهاصات الحياة وولادة مخاض
الكتابة وعسر الولادة واغمسها بسردية ورمزية رائعة..ارى ان الاخ الفاضل رمز للمخاض ودوافعه برمزية رسمية وعندما ضن البعض انه قد اصابه المس..انما كانت مخاضات الولادة ..وربط الولادة بالزوجة الثانية وهي رمزية ايحائية بحياة جديدة نص رمزي رائع وجميل ويسعدني انني استمتعت بقرائته تحياتي وتقديري |
|||
25-08-2013, 05:07 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
يا لها من قصة تأمليّة بها من التسلسل النبضيّ ما بها والحبكة الفكريّة وهمس التشويق ..
دمتَ والرُّقيّ أيّها الفاضل خالد .. |
|||
25-08-2013, 10:35 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
يعني ضرب عصفورين بحجر واحد
يقال أن سقراط لولا زوجته الثرثارة لما صار حكيما في النهاية المرأة هي دم الحياة.. بدونها لا شيء.. وهي لا تدري أبدعت كالعادة استدراج مثير وقفلة موفقة أسلوبك الساحر المعروف سلم النبض واليراع كل الود والورد |
|||
25-08-2013, 11:24 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
نتعثر وتضيع منا الدروب إلى ان نصل لدربنا المنشود
رائع جدا ما قرأت تقديري والاحترام |
||||
25-08-2013, 11:41 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
أريد الخروج بنتيجة معقولة معها.!
الخروج بجملة واحدة معقولة مع كيان تعايشه بهذه الاوصاف لا أعتقد إنك ستصل بكامل عقلك خاصة و أن الارهاصات بالنص المُساق تعكس مدى حجم الزخم الذي ينثره الحدث لديك موهبة استقراء عالية وجذابة استمتعتُ بالقراءة لكم وشرف لنا هذا ود |
|||
26-08-2013, 12:43 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
لغة ماتعة ..
قصة مسرودة بطريقة جذابة واستخدام الرمزية فتحت سدود التفكير لما ستؤول إليها النهاية المشوقة جميلة ....تحياتي |
|||
26-08-2013, 04:03 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
شكرا لممصافحة الجميلة الرائعة الراقية للنص شرف للنص أن تكون أول الزائرين والمصافحين شكرا لهذه الرؤية الجميلة القراءة المفيدة القيمة محبتي الخالصة
|
|||||
28-08-2013, 07:44 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
شكرا لنقاء الحضور الجميل وأخرى كبيرة للتثبيت والثناء الحسن شهادة أعتز بها كثيرا تحيتي والتقدير
|
|||||
29-08-2013, 06:20 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
ريما ريماوي شكرا لأنك هنا للقراءة الجميلة والثناء الحسن تحيتي والتقدير
|
|||||
30-08-2013, 01:57 AM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
عندما تقرأُ نصّاً جميلاً .. وقويّاً
فإنكَ تزدادُ شغفاً بالأدب فالنصوص الراقية هي حبل السرة الذي يربطنا بقوة مع الأدب وتدفعنا للمضي أكثر في عباب يمّه الماتع رغم شجون الإبحار ............... وهنا في هذا النّص يجدُ كُلُّ مُحِبٍ للأدب ضالته حيثُ الفنيّةُ العالية واللغةُ الجميلة والحبكة والسردُ المشوّقين والقفلةُ الغير متوقعة ... المدهشةُ للمتلقي ............ فالحلمُ هنا لم يكن شيئاً رآه بطل القصة في المنام كما جردت العادة وإنما روايته التي ظهرت للوجود بعد انتطار وسبب الضحك لم يكن جنوناً بل هي عُثُورهُ على قفلةُ الرواية التي لطالما عذبته ... والتي وضعت بدورها قفلةً لعذاباته العائلية والعاطفية المريرة هي لحظة ال... وجدتُها ... وما يترافقها من حلاوة ونشاط وهمة ......... شكراً الأستاذ خالد يوسف أبو طماعه رسمتَ بالكلمات صورةً خلّابة وأوصلتها إلينا بمنتهى الجمالية ... والرّقي الأدبي تقبّل تحيتي .............. مَامِد |
|||
02-09-2013, 10:52 PM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
قصي المحمود شكرا لنقاء الحضور الجميل قراءة أسعدتني كثيرا وعمق نظر لما خلف السطور شكرا كبيرة وتليق بك ود لا يبور
|
|||||
03-09-2013, 02:44 PM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
بطل تحامق وعانق الجنون ليكسر تلك العوائق التي تقف في وجه تحقيق حلمه .. فكانت أفعاله وتصرافاته الغريبة سبيلا للهروب من مسؤولية البيت بدعوى أن زوجته تشوش على توليد إلهامه الإبداعي ..
فقد قال سقراط بعدما صبت عليه زوجته سطلا من الماء وهو يلقي درسه : بعد كل هذه الرعود لا بد أن نتوقع هطول المطر .. وفعلا ، قد هطل المطر على البطل بعدما تقمص هيأة المجنون ،فحقق حلمين بدل حلم واحد : استبدال زوجته بزوجة أخرى ، كتابة روايته التي كان يحلم بها .. نص جميل بسرده الناجح ، ولغته الشيقة .. يتطرق إلى ما يسمى بوجع الكتابة ، وصعوبة مزاوجة عملية الإبداع ومسؤولية البيت .. وأعتقد أن الهموم والآلام النفسية والذاتية قد تكون مصدراً مهماً في عملية الإنتاج والإبداع .. لأنها تدخل ضمن التجربة الصادقة .. وقد رد الدكتور شوقي ضيف مصدر الإبداع الشعري لأبي القاسم الشابي إلى / الألم / ألم عضوي وألم شعبه الذي كان يرزح تحت الاستعمار .. جميل ما كتبت أخي خالد .. تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة .. |
|||
03-09-2013, 09:05 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
غاية في الروعة والجمال .. ورغم سلاسة لغتها تثيرك بعض مقاطعها إلى حد الجنون ..
كحوار " حامد " لبائع العطور كان مثيرا لحد الغرابة .. ورغم أن القاص المبدع لفت الأنظار إلى أن أخينا " حامد " يهوى الكتابة بجلوسه على حافة الطريق وانهماكه في الكتابة .. لكن لم يدر بخلدي إلى أن حلمه أو أحد أحلامه هو إنتاج روايته الأولى ..! ومثل هذا ما يقال عنه إبداع أستاذنا العزيز .. خالد أعز التقدير وخالص الأمنيات |
|||
03-09-2013, 09:13 PM | رقم المشاركة : 18 | ||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
قصة مائزة شدتني حتى آخر حرف
إدارة الثيمة جاءت ذكية والخط القصصي كان مشدوداً وشائقا الوارف خالد يوسف أبو طماعة أهنئك سأقرأ لك وأعد نفسي دائماً بالدهشة حبتي |
||||
07-09-2013, 09:57 PM | رقم المشاركة : 19 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
لبنى علي شكرا لمرورك النقي وحضور أجمل لهذا الثناء الكريم الجميل تحيتي والتقدير
|
|||||
09-09-2013, 09:50 PM | رقم المشاركة : 20 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
الجنون أحيانا ... الصالح مصطفى الجميل شكرا للقراءة الجميلة والثناء الطيب الجميل نتمنى أن نكون عند حسن ظنكم بنا وهذا ما نرجوه شكرا للحضور البهي تحيتي وباقة محبة تغشاك
|
|||||
12-09-2013, 11:49 PM | رقم المشاركة : 21 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
انجي يوسف مرورك الرائع أخيتي شكرا للمرور الجميل للدعم الرائع للإثراء النبيل تحيتي والتقدير
|
|||||
13-09-2013, 12:29 PM | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
قراءة أولى
ولي عودة لقراءة على مهل تقديري اخي خالد
|
||||
13-09-2013, 05:37 PM | رقم المشاركة : 23 | ||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
وعدت بالعودة
وقد قرأت القصة مرتين على الأقل سردية جد رائعة وتأثيث لبناء عمارة القصة بإحكام وبعمق جميلين ما بين الحلم الجنن شعرة ، قد يمسك خيوطها الحوار ما بين الزوجين أو يتلاعب بها النفور فيكون الختام صدمة أهنئك أستاذ خالد على هذا النص القادم من عمق التجربة القصصيية الواعية المحكمة البناء شكرا جزيلا
|
||||
14-09-2013, 10:36 AM | رقم المشاركة : 24 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
أهلا أختي الرائعة دكتورة عزة رجب شكرا لنقاء الحضور قراءة عميقة ومشرقة وشهادة أعتز بها كثيرا تحيتي والتقدير
|
|||||
14-09-2013, 11:32 AM | رقم المشاركة : 25 | |||||
|
رد: حلم ... خالد يوسف أبو طماعه
اقتباس:
نجلاء وسوف شكرا لنقاء الحضور قراءة جميلة أعتز بها كوني بالقرب دائما تحيتي والتقدير
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|