العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ قال المقال ⊰

⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-2017, 04:45 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


محمد فتحي المقداد غير متواجد حالياً


افتراضي ضربني..و بكى ( مقالات ملفقة 9\3)



ضربني.. و.. بكى

مقالات ملفقة 9 \ 3
بقلم – محمد فتحي المقداد


لا يزال جدول الضّرب يحتفظ بأهميّته في العمليّات الحسابيّة الذهنيّة المباشرة، رغم التقدّم التقني في الحاسبات المتاحة من خلال الهواتف الذكيّة، وهو الأساس الذي يحتاجه معظم النّاس في حياتهم اليوميّة، و المرتكز لعلم للحساب خاصّة لطلّاب المرحلة الإبتدائية، والدي رحمه الله لم يألُ جُهدًا ببذل أقصى إمكانيّاته في تحفيظي جدول الضّرب أستظهره عن ظهر قلب بلا تأتأة ولا تلكّؤ، للنجاة من العقوبة المنتظرة في النهاية، إذا ما سئلتُ ولم أجِب.
و تعتبر العصا و العكّاز أحد أركان الضّرب من حيث المبدأ، رغم التباعد في المعنى، ومن حملها للدفاع عن النفس، أو بقصد الإيذاء للغير فيكون هذا في حالة القوّة البدنيّة و الرجولة، وفي حالة سيّدنا موسى عليه السّلام، فهي عكّاز تعين حاملها و الاتّكاء عليها، ( وما تلك بيمينك يا موسى، قال: هي عصاي أتوكأ عليها، و أهشُ بها على غنمي، ولي فيها مآربُ أخرى)، ولكنّ عصا (السيلفي) التي ظهرت مؤخّرًا خاصة بين الشّباب و البنات مختلفة تمامّا عمّا أسلفنا في معنى العصا، و تبقى (العصا لمن عصا) أداة للتخويف وتقويم السلوك.
ومن سافر في الأرض إلى مكان قريب أو أقصايها ، فقد ضَرَبَ في الأرض ضَربًا ومضرَبًا بفتح الرّاء، أي سار لابتغاء الرّزق، و يُقالإنّ في ألف درهمٍ لَمَضرَبًا) أي ضربًا، وهذا المعنى يتّضح جليًّا في الآية: (وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ).
و إذا ضرب الله مثلًا، فيكون قد وَصَف وبَيّن، للعبرة و أخذ العظة، بشرح الحالة وتفصيلها لتكون في متناول أفهام مستويات البشر المختلفة، ولكثرة الأمثال التي جاء بها القرآن، ربّما يضيق المقام لاستحضارها جميعًا.
ففي عام 1936قدحت شرارة الإضراب المعروف بــ(الإضراب السٍتّيني) بدأت عندما رفعت سلطات الانتداب الفرنسي تعرفة ركوب (الترومواي) نصف قرش، وهو الأمر الذي دفع بزعيم الكتلة الوطنيّة فخري الباروديّ إلى قيادة احتجاجات، و مظاهرات انطلقت من دمشق، ثم امتدّت سريعاً إلى المدن السورية الأخرى؛ لتتحوّل إلى حركة شعبية مطالبة بالاستقلال، وإنهاء الانتداب، ثم تحولت إلى إضراب عام شمل كل المدن السورية بعد اعتقال البارودي، ونفيه إلى منطقة الجزيرة السورية. و يعد (الإضراب السِتّيني) أطول إضراب في العالم حتى تاريخه استمر 60 يوم، أي مدة شهرين كاملين، ثمّ حلّ بالمرتبة الثانية بعد الإضراب الفلسطينيّ الذي استمر ستة أشهر من العام ذاته، ومن اعتقل من الأحرار السوريين فقد أضرب عن الطّعام وهي وسيلة احتجاج فعّالة، وكان معظم الموظفين السوريين أضربوا عن العمل، و التجار أضربوا كذلك فأغلقوا محلاتهم، على العموم فمن أضرب فقد أعرض، مثلما أضربت عن الكلام، وابتعدت عنه ولجأت للإشارة إلى ابنها نبيّ الله عيسى.
ومن ركب البحر لا بدّ من منغّصات للمتعة، إذا ما اضطربت أمواجه ارتفاعًا وهبوطًا، فيرتّج المركب يمنةً و يسرة، فتهتزّ القلوب وتلهج الألسنة بالدعاء طلبًا للنّجاة، والاضطراب ناتج عن الحركة العنيفة للأمواج العاتية، إذا ضربت بعضها بعضًا.
تطوّر الحياة خلال العصور من البدائية إلى الحالة المدينيّة، و اتّخاذ التجارة وسيلة للكسب المشروع، كان للمضاربة نصيب وافر في التعاملات، فهي ليست بيعاً حقيقيًّا ولا شراء حقيقياً، إنّما المسألة تنحصر كلّها في قبض، أو دفع فروق الأسعار، بينما البيع والشراء في المضاربة الشرعيّة بيع حقيقيّ لسلع محددة، وفق الضوابط الشرعية.
وفي البورصة حديثًا، هي: "المخاطرة بالبيع والشراء بناء على توقّع تقلبّات الأسعار بغية الحصول على فارق الأسعار"، وقد يؤدي هذا التوقّع إذا أخطأ إلى دفع فروق الأسعار بدلًا من قبضها. فالمضاربة غالبّا ما تكون تلاعبًا بالأسواق لاحتكار الأرزاق و الحاجات، و التحكّم بالأسعار برفعها للحدّ الأقصى تلبية لجشع أنفس التجّار بالربح الفاحش، و الثراء. والمُضارِب يسعى لجمع وحبس كل البضائع أو الصكوك التي من نوع واحد في يد واحدة، ثم التحكّم في السوق، وعقد المضاربة عرّفه فقهاء الشريعة على: (أنه عقد على الشركة بين اثنين أو أكثر، يقدم أحدهما مالًا والآخر عملًا، ويكون الربح بينهما حسب الاتفاق والشرط). وبذلك تختلف في الفقه الإسلامي عنها في الفكر الاقتصادي المعاصر، الذي تعني فيه عمليّات بيع وشراء صوريّ، تنتقل معها العقود أو الأوراق المالية من يد إلى يد، دون أن يكون في نيّة البائع أو المشتري تسليم، أو تسلّم موضوع العقد في الفكر الاقتصادي المعاصر.
ومن شقّ عصا الطاعة على حاكمه، ويلجأ للإضراب الاحتجاجيّ، فيقوم الحاكم بالضرب بيد من حديد، لإخماد كلّ مظاهر التمرّد و الخروج عن نهجه و أحكامه المقررّة، بينما يكون الضّرب بالدُفّ لإشاعة الفرح و السرور، خلافًا للضرب بيد من حديد في الأسلوب و المنهج.
و في العصر الحديث صارت الضرائب سمة النظام العالمي قاطبة، حيث بُنِيَت ميزانيّات الدول في تمويل جزء كبير منها على الضرائب المختلفة، وأقامت لها دوائر متخصصة في تحصيل الضرائب و جبايتها.
و خلافات الأولاد في الأسرة لا تنتهي، فمنهم من يضرب أخاه ويُبكيه، ويسبق في الشكوى لأمّه وهو يتباكى، لينطبق عليه المثل الشعبي: (ضربني وبكى .. سبقني واشتكى)، و من تتالت و تتابعت عليه المصائب، عبّروا عنه: (ضربتين بالراس يوجعوا)، و للترهيب و التخويف، فيقولون: (اضرب المربوط.. بيخاف الفلتان)، وللعمل بهدوء كي يستمر ويدوم بفعاليّة، يقال له: (ضربة ع الحافر، وضربة ع النّافر)، وهي حالة بيطار الخيول وهو يصلح حذاويها، وهو يضرب بمطرقه ضربة على حافر الفرس، وضربة أخرى على رأس المسمار النّافر.
ومن الغريب أن يكون هناك نوع من الضّرب المحبب و الجميل، وهو ضرب الحبيب للحبيب (ضرب الحبيب زبيب).


عمّان \ الأردن
ــــا 13-2-2017








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط