|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-04-2017, 04:03 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مجرد فقاعة..!!
في نقطة ما، كنت أراها تنفجر، تترنح، تزلزل الأرض ..!؟
سحابة داكنة ثقيلة السموم تتربع فوق رؤوس أطفال أبرياء، تعيد نسج عروقهم حتى ظهرت لي من بعيد كأسلاك ملتوية ..!! حاولت أن أقترب، لكنني لم أستطع؛ ربما كنت أعاني من مرض الزكام، أو ربما خشيت أن أموت..!! مهما كانت التفسيرات و التخمينات، فما حصل لم تسلم منه حتى طيور كانت تحلق فوقي و مشاعرها تسيل كنهر متدفق، تنوي أن تبني أعشاشها فوق شجيرات الليمون و التفاح والرمان. و أنها محاطة بكتاكيت صغار يزقزقون، يمرحون، يرقصون... لكن الحلم تبخر..!!لقد كان العرض مؤلمًا جدا حتى شعرت بنفسي وسط دوامة من الحسرة و الغثيان و الألم الشديد، حاولت التنفس بقوة لأُعيد توازني و لكن الهواء هو الآخر كان يحتضر، يشكو ضعفه للسماء.. نزعت قبعتي، فركت شعري بأناملي و أنا كفرن يغلي. أغمضت عيني و سافرت عبر خيوط البصيرة إلى أن اقتحمت تلك السحابة التي أبت أن تنجلي. تفحصتها، شممتها، و جدت فيها تنهيدة فرح، قوة مدمرة، أفكار ذكية خارقة، حروف و رموز كانت تنضغط لسنوات طوال؛ ربما لأجيال و أجيال إلى أن خرجت بهذه الصيغة المخيفة..!! ارتعدت، مسكت رأسي متسائلا " كيف يصير العلم ألما و الألم خرابا!؟ كيف سينام القلم قرير النفس و مداده صهارة ملتهبة، دخانه يقبض الأنفاس..!؟ تذكرت مقولات كثيرة و آيات قرآنية لم أتوقف إلا عند واحدة : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} دون أن أدري لماذا؟ حاولت البحث عن السبب لكنني كنت في وضعية لا تسمح بالتفكير. استدرت بصعوبة، رأيت التراب أبيض من الملح، نباته أسود من الليل، جدران منقلبة متداخلة كأطلال تنعق فوقها الغربان، أما الأطفال كانوا كأسماك تقاوم الموت، ترقص رقصاتها الأخيرة..!! لم أجد أمامي كلمات تعبر عن قساوة المشهد سوى الصمت و الدمع وسط عالم أشعر به غريبا عني و عن أفكاري، ينفلت من بين أصابعي كالماء، فتشربه الرمال المتوحشة ..!! حاولت العودة إلى تلك النقطة، فنسيت أنني كنت مرميا على التراب تماما مثلهم .. عالقا بين الشهيق و الزفير..!! |
|||
10-04-2017, 02:09 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
إنّه الإستهتار بالخلق و الوجود و بالكرامة الإنسانية في سياق همجيّ لا عهد له و لا ذمّة !
تلك ثمار الأنانية و سلوكات تيّار مدمّر للحضارة لن يتوانى أصحابه حتّى عن تدمير بعضهم البعض بنفس المنطق و نفس اللاّمبالاة و انعدام الضمير قصّ من قلب الحدث و المأساة فبارك الله فيك قديرنا ادريس و ليدم لك صدق نبضك و الألق مودّتي و التقدير . |
|||
10-04-2017, 05:21 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
اقتباس:
مرور ينعش الظمأ و يريح الأعصاب على مستوى الرسالة قد تفهم حسب نوعية النظرة و الزاوية، و ربما هنا أضفتم إثراء للنص رغم ذلك ربما تمتلكون عنوانا أفضل ، لذا ننتظركم للإثراء و الاغناء أكثر في انتظار ذلك نتمنى لكم مساء جميلا مودتي |
||||
26-04-2017, 04:34 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
نحن في وضع لا نحسد عليه
أعاننا الله وأعان أطفالنا والأجيال القادمة قد يكون ما نشهده من تقدم في هذا العصر إن صحت التسمية عودة للوراء وشر يقتحم كل ما حولنا فيبدد ما فينا من جمال إن لم نحسن التصرف ونتعلم جيداً كيف نتعامل مع ما يقدم لنا من وجبات جاهزة كل التقدير أ. ادريس وتحياتي |
|||
26-04-2017, 05:32 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
أ / ادريس ً
سلوب رائع وسردية مثيرة للاعجاب شكراً لحضرتك وتمنياتي لك بكل خير محبتي |
|||
27-04-2017, 09:13 AM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
اقتباس:
مجرد فقاعة.... حسب ما وصلوا اليه فعلا تبقى (مجرد فقاعة) ما أكثر أدوات الموت التي صنعها الإنسان من أجل فناء الكون تاركا مسؤوليته في اعماره وابقاءه في أمان ... وهنا يا أ. أدريس كعادتك تأخذ المتلقي دون وعي منه ليعيش ما صورت بإتقان مشاهد وكأنها حقيقية تحدث الآن عبر سرد مدهش ولغة قوية وحبك من طراز فريد ورائع ... وصدمة تأتي من قفلة مذهلة .. أديبنا المبدع ادريس الحديدوي نصوصكم تشكل (علامة فارقة) في الحالمة تقدمونها بأدوات صحيحة وجودة عالية. دمتم ودامت الروح محلقة احترامي وتقديري
|
|||||
13-05-2017, 07:27 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
اقتباس:
شكرًا على هذا المرور القيم المثمر تواجدكم يفرحنا أكثر مساؤكم جميل مودتي و تقديري |
||||
13-05-2017, 07:30 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: مجرد فقاعة..!!
اقتباس:
فعلا يجب أن نحسن الاختيار و ألا نكون مستهلكين بطريقة تعود علينا بالدمار حضور قيم و مثمر تواجدكم إثراء مودتي و تقديري |
||||
|
|
|