"شـظايـا الطـين" (ق.ق.ج) منجية مرابط

[منجية مرابط]

إسعاف

رآه ينزف، حمله على ظهره ..
مسرعا به
صوب الرصاصة !

[منجية مرابط]

زيارة.

قبّل رأسه بشوق جارف ثم قال له :
انظر أبي ،بزّتك العسكرية صارت على مقاسي ..
لم يجبه ، وحين همّ بالمغادرة ..
سمعه يهمس بحنو : بني نسيت أن تحضر معك
علبة أقلامك الملونة لنرسم ؟

[منجية مرابط]

شظايا الطين !

حين التقيا في الأرض ..
نظرا إلى بعضهما ، فامتلأت الأرض أطفالا ،
يتسابقون يضحكون ويلعبون ..
عند الغروب وسوس لهم الشيطان ..
سمعا صراخا وعويلا ..أسرعا يستطلعان الأمر ،
لحظتها عمّ المكان صمت رهيب..
فقعدا يجمعان شظايا الطين المتناثر ..

[خديجة قاسم]

ركض به لحتفه
كم من يد نظنها مسعفة، وهي تحمل السكين في خبايا ثيابها
ذكرتني ومضتك بالشيطانة الكبرى أمريكا حين دخلت بلادنا بحجة السلام، فلم نجد منهم سوى الموت والدمار والدم الذي لا يجد للآن من يضمده

بورك حرفك الجميل غاليتي منجية ودام عطاؤك.

[منجية مرابط]

تفاحها..

بعد أن تسقيها ، تمرر يدها على بعض أغصانها..
التي تكاد تلامس الأرض ..
- ياه كم يسعدها حمل كل هذا التفاح ..؟
في اللحظة ذاتها كانت تتحسس بيدها الأخرى المرتعشة ،
أسفل بطنها الفارغ ..

[منجية مرابط]

حارس الحديقة ..

على كرسي الحديقة تجلس، تضم إلى صدرها لعبة ..
رآها أسرع نحوها ،يحتضنها " ماما ماما أين غبت "
السيدة التي رأت المشهد هرعت غاضبة تنتزع الطفل منها ،نهرتها..
ظلت دموعها صامتة وهي تراهما يغيبان في الزحام .
حينها اقترب منها الحارس، أعطاها منديلا ،
مسحت دمعها .. ناولها عكازها ، دلّها على الباب بلطف ،
ثم التقط اللعبة ضمّها ،
وجلس مكانها ينتظر ..
***

[منجية مرابط]

وصيتها..

تخبرنها أمها عن الجار الذي سرق بندقية أبيها ،
ليلة اغتياله ..
تخبرها أنها الليلة ستزف إليه ..
فقط لتنجب منه أحفاداً يعيدون إليها البندقية .

[منجية مرابط]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم

ركض به لحتفه
كم من يد نظنها مسعفة، وهي تحمل السكين في خبايا ثيابها
ذكرتني ومضتك بالشيطانة الكبرى أمريكا حين دخلت بلادنا بحجة السلام، فلم نجد منهم سوى الموت والدمار والدم الذي لا يجد للآن من يضمده

بورك حرفك الجميل غاليتي منجية ودام عطاؤك.

وبوركت يا مطر السلام والمحبة،
قراءة بهية في عمق الومضة.
محبتي.

[منجية مرابط]

ليلى والذئب
تنهدت العجوز ليلى،ممسكة بسلة الكعك،
وهي ترى بيت جدّتها وقد تحوّل
إلى مصنع يصنّع المخالب والأنياب..
لم تنس يوم رضيت بالذئب زوجا لها،
حين أخبرها أن الجدة أرسلته ليأكلها!

[منجية مرابط]

رغوة الوسائد !

قامت ذات ليلة سلبت فيها الغربة نبضها..
قررت أن تستل أحلامها من تحت وسادته ..
فرك عينيه الساحرتين واستدار نحوها مبتسما ،
داعب أرنبة أنفها ثم همس: نامي عزيزتي
فأنت الحلم الذي لم يتحقق بعد !

[منجية مرابط]

خلف باب الفناء

هو سيمر هذا الصباح ، على المرأة التي تبيع جدائلها فوق الرصيف ..
وعلى الطفل الذي يمسح بدموعه أحذية المارّة ..
سيشتري له قطارا ، ويشتري لها بيتا فخما ..
سيوصلهما إليه في سيارته الفارهة،
ثم يعود إلى كفنه .

[منجية مرابط]

ميلاد

سمعهم يتوعّدونه ..
على حين غفلة من أمّه..
خرج من بطنها يحمل فأسا ..
في طريقه قطع كل الرؤوس التي كانت في انتظاره ..
رمى بالفأس ، بقلبه ..
ثم عاد إلى رحمها ينتظر المخاض ..

[منجية مرابط]

الذئاب

يستيقظ الذئب الصغير كل يوم
على مائدة من اللحم المتعفن،
يقول متأففا : أماه تاقت نفسي لتعلم الصيد ..
فمتى يعود الغراب ليدفن الذئاب !

[منجية مرابط]

بائع الظّل

من ليس له ظل يشتري ظلا ..
ينادي فيهم ..
الطفل الواقف أمام المسجد في ساعة الذروة حافي القدمين..
يحمل سلة في يده،
يجتمعون إليه في لهفة يدوس بعضهم بعضا..
أنا أريد .. أنا أريد ..
كم يناسبني هذا الظل ،وهذا لونه أجمل : يجيبهم
-لا تعجلوا هناك المزيد ..
- ومن أين تأتي بها ؟
- من ظلي !

[منجية مرابط]

مقارنة

يستمسك شوقها بتلابيب جفائه باكياً..
إلى متى غيابكَ يطعن شفتي ..؟
يجيبها مولّيا :
وإلى متى حضوركِ
يطعن
صورة أمّيٍ ؟

[منجية مرابط]

صديقة عنكبوتية

ارتدت له ثوب قصة قصيرة جداً،
تشف عن روعة نبضها ..
كان لعاب قلبه يسيل على الصفحة
ينتظر القفلة ..
سمع همسا رقيقا في أذنه ..
- ما رأيك بي ..
زوجي الحبيب !

[منجية مرابط]

مكابرة

قالت النافذة الصغيرة، لجارتها الشرفة الكبيرة :
- اخجلي، فإني أرى ما تفعلينه ..
أجابتها ضاحكة :
- أنا فقط أفعل ما تحدثين به نفسك..!

[منجية مرابط]

خوف

كلّما قرع بابها خاطب ..
الرّجل الذي بداخلها،
يرفع خنجره !

[منجية مرابط]

تفاحة آدم

تجوع حواء في الأرض ..
فيسرع آدم بقطف تفاحة من شجرة ..
يقدمها لها: كلي حبيبتي ..
فتكرهها ،وتشير إلى شجرة أخرى..
عندها قضم آدم التفاحة غاضباً ،
فخرجت من ضلعه ،
حواء أخرى .

[منجية مرابط]

شهريار ! 1


اتكأ شهريار مسترخ باسما، يتناول حبات زيتون..
شهرزادي : ما هي حكاية الليلة يا ترى ؟
أجابته ،وهي ترتب مجلسها قربه ..
- الليلة سأقص عليك حكاية "فلسـ ـــطين"
- يا سيّاف !

[منجية مرابط]

شهريار ..2

في شرفته على ضوء النصف الثاني للقمر ،
يغازل جارية حسناء ..لحظتها تناثرت على مائدته
دماء ، جرّاء قصف قريب ..
جعل يمسح الدم عن قميصه حانقاً :
- قاتلكم الله ، عكّرتم صفاء خلوتي ..
- اللهم انصر إخوتي في إسرائيل !

[منجية مرابط]

فرار !

كانت على وشك الانتهاء من ..
يفتح لها ذراعيه ،ابتسامته دافئة، وعيناه تفيضان حنانا ..
على حين غفلة ، الصوت الذي دلف من الباب غاضباً مزمجراً اقتحمها ..
- ألم تسمعي ..
همّ بصفعها ، فاحتمت باللوحة .. !

[منجية مرابط]

وَلَقَد ذَكَرتُكِ

استنصرت عبس عنترة على "قبيلة" عبس..
قالت : أنت حر إن قتلتها ..
يشهر سيفه وهو يردد :
وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ ** مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي
فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها ** لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ..
يضرب ذات اليمين وذات الشمال،
يتدحرج بين قدميه رأس عبلة !!

[منجية مرابط]

النـملـة والصـرار


قعدت النّملة العجوز مع أحفادها،قبالة التلفاز ،
عارضاً قصة الصرار والنملة،
يتابعون كيف أن النملة ظلّت طوال
الصيف ترقص وتغني،
بينما الصرّار يعمل ويكدح، ناصحاً
لها باللهو القليل والعمل الكثير،
فتسخر منه ضاحكة..
حتى إذا قدم الشتاء جاءته ترتعش جائعة..
لحظتها قامت النملة العجوز تتوكأ
باكية، يتبعها أحفادها :
- جدتي لِمَ كذبتِ علينا ؟!

[منجية مرابط]

الطيّار !

يضع كلّ مساء طائرته الورقية تحت رأسه،
يحلم أنّه يطير بها فوق الغيم ،
يمطر الأرض بالحلوى ..
حين كبر كان يقودها ..
لقصف الطائرات الورقية !