المدينة الحزينة...

[ياسر سالم]

..

على شفا جرف المدينة
قبالة السواحل الحزينة
ألقيت دفتري
أهرقت ما تبقى من مِداد
غرست منجلي
كي أحصد الأمواج من فوق السفينة
ثارت على زندي يعاسيب الحداد
وتماهت الجُرذان فوق ذُبالتى
تعدو بجوفي ولا تبرح أماكنها
وتنشر الطاعون في سنابك الخيول
وتملأ المدائن..
وتفرغ الخزائن
وتوقد الأحزان في ثُريّات العقول
ليحيا كل خائن
ويسقط الصمود في مراحيض الذبول
***
فانهدّ من فرط العَنَا طود العنادْ
وانبث كالهشيم كلُ سهلٍ
كل حقلٍ
وواحةٍ ووادْ..
تبعثر الصبار في غيابات الحقول
وهملج الجراد فوق صهوة العناكب
تعملق الفساد في البلاد والعباد
فأغرق البحار..
تسلق المراكب
توطن الضلوع..
وطَوّق الجماهير العتيقة
الرقيقة..
والصفيقة
تسنّم المواكب

متشبثا بسفاسف الينبوع
***
رغم الأنين..
رحت أجتلب الحصاة
وأحشر الحواة
من كل رجا في البلاد
كي اسرق العيون...والجفون
كي تعتلى القمائن..

***
لكن ...
نسيت يدي هناك
وأصابعي قد صودرت
ومدامعي منذ الدماء تحجّرت
ونسيت عضدي والمناكب

**
ماذا جرى.. ؟!.

هل ماتت الشموع
هل موكب القرنفل الحزين لن يضوع؟
أو قد هلك؟
هل نسرج الأنين
وتطفر الدموع؟
أم أن بذر الغرقد المجنون قد شق الثرى ؟!

***
يا هل ترى ؟
من ذا الذي يستطيع دفع منيتي ؟
بمكعبات السكر المطحون
وبالعلك

**
في موسم الحصاد..
هل حان وقت الجوع؟
هل حان وقت خلاصنا بالأبرص المجدوع ؟!
بالمجرم المخدوع...
بغثاء سيل تالف ومخالف
لكل عهر يستبيح الطهر دينا
بالكلاب وبالذئاب.... وبالجموع..

***
كل الغواني في المغاني
قد نمت
وتعملقت
بمواكب الألق الحزينة
كل المآسي في أماسينا ظعينة

***
حتام تعلو بالذئاب تلالنا ؟
حتام ينبت في العَنَا رأسٌ أشلّ ؟
لا فائدة
الغيم يأكل بالشره
صفو المدينة

لا فائدة
تحيا هوام الضعف في أكفاننا
ولتسقط المدينة !!

[أحلام المصري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر سالم

..

على شفا جرف المدينة
قبالة السواحل الحزينة
ألقيت دفتري
أهرقت ما تبقى من مِداد
غرست منجلي
كي أحصد الأمواج من فوق السفينة
ثارت على زندي يعاسيب الحداد
وتماهت الجُرذان فوق ذُبالتى
تعدو بجوفي ولا تبرح أماكنها
وتنشر الطاعون في سنابك الخيول
وتملأ المدائن..
وتفرغ الخزائن
وتوقد الأحزان في ثُريّات العقول
ليحيا كل خائن
ويسقط الصمود في مراحيض الذبول
***
فانهدّ من فرط العَنَا طود العنادْ
وانبث كالهشيم كلُ سهلٍ
كل حقلٍ
وواحةٍ ووادْ..
تبعثر الصبار في غيابات الحقول
وهملج الجراد فوق صهوة العناكب
تعملق الفساد في البلاد والعباد
فأغرق البحار..
تسلق المراكب
توطن الضلوع..
وطَوّق الجماهير العتيقة
الرقيقة..
والصفيقة
تسنّم المواكب

متشبثا بسفاسف الينبوع
***
رغم الأنين..
رحت أجتلب الحصاة
وأحشر الحواة
من كل رجا في البلاد
كي اسرق العيون...والجفون
كي تعتلى القمائن..

***
لكن ...
نسيت يدي هناك
وأصابعي قد صودرت
ومدامعي منذ الدماء تحجّرت
ونسيت عضدي والمناكب

**
ماذا جرى.. ؟!.

هل ماتت الشموع
هل موكب القرنفل الحزين لن يضوع؟
أو قد هلك؟
هل نسرج الأنين
وتطفر الدموع؟
أم أن بذر الغرقد المجنون قد شق الثرى ؟!

***
يا هل ترى ؟
من ذا الذي يستطيع دفع منيتي ؟
بمكعبات السكر المطحون
وبالعلك

**
في موسم الحصاد..
هل حان وقت الجوع؟
هل حان وقت خلاصنا بالأبرص المجدوع ؟!
بالمجرم المخدوع...
بغثاء سيل تالف ومخالف
لكل عهر يستبيح الطهر دينا
بالكلاب وبالذئاب.... وبالجموع..

***
كل الغواني في المغاني
قد نمت
وتعملقت
بمواكب الألق الحزينة
كل المآسي في أماسينا ظعينة

***
حتام تعلو بالذئاب تلالنا ؟
حتام ينبت في العَنَا رأسٌ أشلّ ؟
لا فائدة
الغيم يأكل بالشره
صفو المدينة

لا فائدة
تحيا هوام الضعف في أكفاننا
ولتسقط المدينة !!

و تتصاعد علامات الاستفهام

و المدينة على البحر...تلملم حروف اسمها..


الشاعر الوارف أ/ ياسر سالم

واسيت المدينة الحزينة
بكثير وجع

تقبل مروري و احترامي

[أحلام المصري]

و إكراما للمدينة...و لحزنها
و لحضورك الكريم

أعلقها في سماء النبض

تواسي مدينتنا الحزينة


احترامي

[أحمد العربي]

هو الوجع تتقاسمه المدن وانسانها
هي تلك

[نوال البردويل]

حتام تعلو بالذئاب تلالنا ؟
حتام ينبت في العَنَا رأسٌ أشلّ ؟
لا فائدة
الغيم يأكل بالشره
صفو المدينة

لو أننا استسلمنا لواقعنا المهين ولم نفعل ما يتوجب علينا لإنقاذها
بالفعل ستغرق المدينة و
"حتام تعلو بالذئاب تلالنا ؟"
نص رغم ما حمل من وجع بصدق صور الواقع وبشفافية
تحياتي أ. ياسر

[أمينة غتامي]

ستنهض المدينة من أحزانها عبر الخرائب والحرائق والخوف والدمار كأنها طائر الفينيق يبعث من رماده
نص باذخ بكل المقاييس.كل الشكر والتقدير لما نثرته من جمال أيها الشاعرالمبدع .

[الزهراء صعيدي]

**
حتام تعلو بالذئاب تلالنا ؟
حتام ينبت في العَنَا رأسٌ أشلّ ؟
لا فائدة
الغيم يأكل بالشره
صفو المدينة

لا فائدة
تحيا هوام الضعف في أكفاننا
ولتسقط المدينة !!
....
أصبحت المدن حزانى
وكم من قلوب كساها الحداد ونسيها الزمان
نص يكتب ما آسى قلوبنا وخالج وجداننا
بورك حرفك

[جوتيار تمر]

حمال وجيعة تقدم المدينة نفسها، ولقد استطاع شاعرنا من توظيف ذلك الحزن المنغرس في ثنايا مدينته وفق شعرية محاكاتية تظهر مدى التفاعل بين الذات وبين البراني عبر لغة ساردة متماسكة وعميقة.

محبتي وتقديري
جوتيار

[خديجة قاسم]

وستبقى المدينة حزينة ما دام مصيرها معلقا بشرار أهل الأرض
ما دام أبناؤها يرزحون تحت نير الذل والقهر والضيم
ما دام ولاء ساستها لعدوّها ....

بوركت أ.ياسر وبورك الحرف الجميل
كل التقدير