|
⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-01-2021, 05:01 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
لاتلمسني
قصة جديدة بعنوان
لا تلمسني ***** قالت له: لا تقترب أكثر. وأقفلت سماعة الهاتف على خيبته.. هي امرأة مطلّقة، أبت على نفسها أن تدع شخصاً آخر يدخل الى حياتها ويحاصر انفاسها كما كان يفعل طليقها.. طوال زواجهما، يحشر انفاسه في ابتساماتها، يفرض رغباته على جسدها، يدقق في ادق تفاصيل حياتها، وهي وبعد صراعٍ مع الطلاق، قد أعتقت روحها من شر اللمسات الملتهبة، والكلمات النارية.. والطلبات الليلية. فلن تسمح لهذا الرجل، الحاضر بكل تفاصيله، مركزه، افكاره، احلامه.. حنانه وسحر رومنسيته، والذي بدأ أخيراً يقضي على كل قراراتها المستقبلية، بدأ يهدّم رويداً رويداً ذاك القرار الاوّل.. كحفر ماءٍ، يسقط نقطةً نقطة على صخرة فتحفر في قلبها رغبةً بعودة نبض. وهي المنادية بأنّ لا لرجل اخر، يأتي فيعيدها الى دوامة الرغبات، الى مساءلات الرجال، وغيرة العشاق وانانيتهم.. قال لها: انا ايضاً خضت تجربةٍ فاشلة، واريد لي نهاية سعيدة.. معكِ. لم تجبه وقتئذٍ، ولاذت بالصمت وقد انقذها دخول احد الموظفين الى مكتبها.. واخذت تردد في نفسها مع تأوه :- يريدُ ويريد.. ولكن ألا يعلم أني لست حاضرة لأي بداية ولا مستعدة لتحمل جورَ اي نهاية!! بداية قد لا تعجب ابني البالغ من العمر ثماني سنوات وهو على ابواب الرجولة، قد يستاء من اي وافدٍ جديد.. وابنتي التي تكبره بسنتين، والتي أخشى عليها من وجود رجل غريب في حياتي، كيف لي ان إئتمنه على نفسي أن أأتمنه على ابنتي؟! ناهيك عن أبنائه الثلاثة المراهقين، ونظرات الاعجاب التي يمطرونني بها.. كلما أتوا لرؤية والدهم.. المدير. فكيف اكون لهم أمّاَ ثانية وانا لا أكبرهم سوى ببضعة اعوام.. وجمالي الطاغي اراه في لمعات اعينهم المعاكسة.. التي تتفقد تفاصيلاً جاهدت كثيراَ كي أحجبها عن نظراتهم الشرهة بشالٍ وشال.. لن يفهم هواجسها، أن هكذا علاقة مصيرها الفشل الذريع، فارق السنين، فارق الحنين، فارق الرؤية وكل الفوارق التي تراها عائقاً ولا يوافقها الرأي عليها.. اذ أنه ما فتئ يقول حتى الاتصال الاخير: - سنذلل كلّ الصعاب، لن يقف في دربنا أي أمر قد يعكّر صفوَ هنائنا.. لقد اصبح لدي اربعة ابناء وابنة.. سنكون عائلة سعيدة.. لا تترددي، دعينا لا نخسر مزيداً من الحب. تسند رأسها على زجاج النافذة، وقد ادارت ظهرها لذاك المنظر الجميل الذي يناغيها من الخارج، تنظر الى سقف الغرفة الاجرد مستعينة به كي يأتي قرارها جافاً.. - سأترك العمل، عليَّ أن اقدم استقالتي.. اليوم الثاني، الساعة الثامنة والنصف صباحاً، طلب استقالة ورفض حتى اشعار آخر: - هل قرأتِ عقد العمل جيداً؟! لا يحق لك ترك عملك فوراً، سأدون طلب استقالتك وستشغلين وظيفتكٍ الحالية، لفترة من الزمن ريثما نجد موظفة أخرى.. وإلّا فهناك بنداً جزائياً في حال اصرارك على استقالتكِ الفورية.. مستاءة تقول: - حسناَ، سأضع اعلانا نطلب فيه موظفة.. - لا بأس، واعتبري أنّ ما قلته لكِ سابقاً من كلامٍ حتى عرض الزواج لم يعد له مكان في قلبي.. وقد انتهي مع هذا - يرفع طلب استقالتها - والآن تفضلي الى مكتبك لدي عملٌ انجزه.. ...... الجزء الثاني **** قال لها : - تفضلي الى مكتبك لدي عمل انجزه. خرجت مستاءة من ردةِ فعله، وجفائه بعد حنان! لم يسمح لها بالرحيل بل استبقاها في منصبها ولكن الى حين!! قال لها : - ضعي اعلاناً، نطلب فيه موظفة جديدة ( سكرتيرة). ولكن ولدهشتها من نفسها، لم تباشر الى تنفيذ طلبه الاخير وقد فوجئت بترددها واستغنائه المبطن عن خدماتها.. ربما كانت تريد أن يستبقيها بكلمة، أن يذلل هذا الخوف المتنامي في قلبها بنظرة، وان يزرع فيها بعض الامل لمستقبل قد يجمعهما رغم خشيتها من الفشل.. وكأنه كان ينتظر قرارها بعد صده البارحة لينتقم منها، فجاء رده قاسيا كوجهه، التي عجزت عن فك رموزه وقراءة ملامحه.. فجأة وهي في طور تساؤلاتها، وعلى غير عادته، يخرج دون ان يقول لها شيئاَ.. متجهاً نحو الباب الخارجي. تناديه : استاذ نديم، لديك موعد عند الساعة العاشرة مع مندوبي.. يقاطعها، قائلاً ودون ان ينظر اليها : - أطلبي تأجيله.. ويخرج مسرعاً.. وتبدأ اتصالاتها وقد ادركت أنه لن يعود في هذا اليوم الى الشركة.. أقل من نصف ساعة مرّت، وإذيدخل ابنه الاكبر، قادماً بكامل سماجته، مغازلاً تارة، مستنبشاَ تارة اخرى عن مدى علاقتها بوالده، فتجيبه، بردٍ لا يتعدى اللامبالاة:- هذا امر لا يعنيك، وأتمنى ان تلزم حدود اللياقة استاذ نادر وتحافظ على مستوى جيد اثناء التحدّث إلي. يضحك ضحكة صفراء، ويهم بالدخول الى مكتب والده، فتقف معترضة، تقول: - استاذ نديم ليس هنا. فيجيبها نادر: - أعلم. ابتعدي.. مع ايماءة برأسه وتلويح بيده، أنّ لا شأن لها بهذا.. فتبتعد من امامه.. يدخل فيغلق الباب، فتسرع الى الهاتف لتطلب رقم المدير. الهاتف يرن ولا اجابة.. تقول في نفسها: ربما يعتقد انني اطلب عفوه، ام انني اطالب بوده.. ليكن ما يريد.. هو ابنه وانا سأكون قريباَ خارج هذه الشركة.. وحياته. ساعةٍ مرّت، يخرج بعدها نادر حانقاً، بعد ان سمعت صراخه وهو يقفل سماعة الهاتف قائلا : - سآتي فورا، انتظرني. جلست الى كرسيها خلف مكتبها، تفكر في كل هذا، لأول مرةٍ منذ عملها ترى نادر يدخل الى مكتب والده في غيابه، وبالتأكيد دون علمه، ربما لأن الاستاذ نديم كان يعشق التواجد لاجلها.. ساعات وساعات.. حتى نهاية الدوام.. تحمل جزدانها، تُخرج المفاتيح الخارجية للشركة، وبعض النقود لسيارة الاجرة، التي تنتظرها كل يوم بعد انتهاء الدوام.. تغلق الباب الداخلي وتنزل الدرج. وما ان تكاد تطأ خارج الباب الخارجي، وتهم باغلاقه وقبل ان ترمي السلام المعتاد للناطور الوسيم يسبقها الاخير قائلا: - لا تقتربي أكثر.. منه. فتقول مستغربة تحذيره: - أقترب ممّن؟! - من المدير ، قلتِ له لا تقترب أكثر.. وانا اقول لكِ لا تقتربي أكثر. يًتبع |
|||
26-01-2021, 06:52 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: لاتلمسني
اقتباس:
الهدف أن نطرح قصصاً واقعية بكل ملابساتها لنستخلص منها عبراً ونصوغها بما يفيد القصة القارئ، وحتما لا يخدش الحياء. ونعم هي من عدة اجزاء ويمكنكم وضعها في الخانة التي ترونها مناسبة لها دمت بخير |
||||
26-01-2021, 09:39 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: لاتلمسني
ولك كامل التقدير والشكر
|
|||
28-01-2021, 12:05 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: لاتلمسني
متابع للسلسة القصصية الرائعة
مع تحياتي أ. حسام
|
||||
28-01-2021, 11:48 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: لاتلمسني
مساء الخير
الجزء الثاني أصبح موجوداً وكم يسعدني اهتمامكم شكراً أ. احمد |
|||
29-01-2021, 07:09 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: لاتلمسني
مرور التحية والسلام
ولي عودة لهذا التسلسل بإذن الله كل الود
|
||||
30-01-2021, 05:47 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: لاتلمسني
اقتباس:
دمت بخير |
||||
03-02-2021, 12:56 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: لاتلمسني
سرد جميل من الواقع سأتابع من الزملاء بإذن الله
تحياتي أ. حسام |
|||
03-02-2021, 04:11 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: لاتلمسني
سرد جميل وقص مشوق
ننتظر باقي الأجزاء بشغف تحياتي وتقديري |
|||
26-06-2021, 10:59 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: لاتلمسني
قرأت نصا جميلا، ينتظر استكماله،
، مع كامل التقدير أ/ حسام فوزي سعيد
|
||||
29-09-2021, 11:53 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: لاتلمسني
مودتي شكراً لك
|
|||
29-09-2021, 11:57 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: لاتلمسني
ان شاء الله
|
|||
16-10-2021, 10:08 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: لاتلمسني
قرأت بعضا من سطور وشدني انسياب الحكاية بلغة جميلة
أنتظر بقية الحكاية حتى تكون للقراءة وجبتها الكاملة تقديري الجم سيدي
|
||||
|
|
|