يا الدفع يا الخلع

[فوزي بيترو]

يا الدفع يا الخلع
طرفة من حواديت أطباء الأسنان رواها لي صديقي الدكتور رمزي :

ذات يوم وقد اقترب موعد الإنصراف بعد عناء يوم طويل ومتعب . وبينما كنت منهمكا
بفرز وعدّ النقود التي قمت بلملمتها من الزبائن ، نقرت الممرضة باب المكتب وقالت :
ــ جاء الآن مريض يبدو أن حالته طارئة ، يتمتم ويشير بيديه ولا يقدر على الكلام .
بسرعة البرق " دفست المصاري " في جيبي وأمرتها أن تدخله في الحال وتجلسه على كرسي الفحص .
من أول نظرة قمت بتشخيص الحالة ، إنها " خلع الفك " .
المسبب لهذه الحالة عدة أمور منها : التثاؤب ، أكل قضمة كبيرة من الطعام كتفاحة مثلا أو سندويش
هامبرجر أو الضحك الشديد المتكرر ...
طبعا لن أسأله عن السبب ، الذي يهمني هو أن أعالجه وأقبض ثمن خدمتي له .
قمت بإجراء العلاج اللاّزم وأعدت الفك الضال إلى بيته وإلى أسرته .

بعد أن شكرني المريض ، سألني عن الأتعاب . قلت له يكفي منك عشرة دنانير فقط .
امتعض عند سماعة بالرقم ، ثم " برم بوزه " وقال :
ــ عشرة دنانير يا ظالم ؟! إنها نصف دقيقة شغل !
أجبته والإبتسامة التي خبّأتها له ، أعدتها إلى مصدرها :
ــ أنا لم أحدد سعر هذه الخدمة ، إنها لائحة أتعاب النقابة هي التي وضعت السعر .
وكأن المريض لم يسمع ما قاله الطبيب ، رمى بخمسة دنانير على المكتب ، وهمَّ بالخروج .
أمسكت بالخمسة دنانير وقلت للمريض محاولا انتزاع غضبي عن طرف لساني :
ــ تفضل خذ نقودك يا رجل ، كنت أمزح معك . وبما أننا صرنا أصحاب ، اسمع مني هذه النكتة
التي وصلتني مع مجموعة من النكت بالواتساب اليوم ولن أبخل عليك بها .
أخترت نكتة " من قاع الدست " . ضحك وكركر حتى كاد أن ينقلب على قفاه ، من شدة الإنفعال
انخلع فك صاحبنا .
قلت له مازحا :
ــ عليك أن تضرب الأتعاب في إثنين إن أردت علاج فكّك المخلوع .!