لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰ >>>> من ذروة الرماد ينبثق الفينيق إلى أعالي السماء باذخ الروعة والبهاء ... شعر التفعيلة >> نرجو ذكر التفعيلة في هامش القصيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-08-2010, 01:44 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
قَمَـرٌ على يافـا
قَمَـرٌعلى يافـا !
د. نديم حسين "يافـا" ارتِعاشَةُ الغِيابِ والحُضورِ في فِراشِ شاطئٍ قَتيلِ . ونُقطةُ النبيذِ فوق كفِّنا وشرفةٌ بَحْريَّةٌ تَرْوي لِكَفِّ شاربٍ مواجعَ "الخليلِ" . وموجةٌ مَعْصُورةٌ على شِفاهِ شاطئٍ يَمتدُّ مثلَ لوعةِ "الجَليلِ" . "يافا" تُرابٌ نابِضٌ مُنذُ ابْتداءِ النـَّارِ حتى جَمرةِ الأَصيلِ . وفكرةٌ تُقيمُ كالسُيوفِ في طَبائعِ الصَّليلِ . غَيْمٌ كَثيرٌ راحِلٌ عن وَجْهِها القَليلِ . جَدِّيَّـةٌ "يافايَ" مثل النَّوبَـةِ القَلْبِيـَّهْ شهيَّـةٌ كالدَّبكةِ الشَّامِيَّـهْ مُعـيْدةٌ كماءِ وَجهِ "النِّيْـلِ" . إنسانةٌ حكيمةٌ تَجْتاحُنا في حِقْبـَةٍ غَبِيَّـهْ "يافا" ضُمورُ الكُفرِ في سُلالَـةٍ نَبيَّـهْ ونَدْهَةٌ تنمو على أوتارِنا الصَّوتِيـَّهْ ونَسْمةٌ رَمَتْ علينا برتقالَ مِعْطفٍ من عُمْرِها الظَّليلِ . "يافا" نَقيضُ مَوتِها تَسْلَخُ جِلْـدَ الذَّاكِرَهْ ! تبني بأحجارِ العُصورِ الغابراتِ رُوحَها المُعاصِرَهْ ! وفي زمان العُشبِ عالٍ عِشْقُها كَقامةِ النَخيلِ . عاريةٌ ، جائعةٌ ، ذَبيحةٌ ، ذابِحَةٌ كشهوتي كفيفةٌ كصَحْوتي قالتْ : تعالَ نَحْتَسي أَحزانَنا إِنْ عادَنا الصَّباحْ ! فَقلتُ : لِيْ مَشاغلٌ من فِضَّةِ الميلادِ حتى صُفرةِ الأَصيلِ . وقد قَبِلْـتُ عُذرَها وقَـدْ.. وقَـدْ ! " مَدَداً.. مَدَدْ " ! يا وَجْهَها الفَـرْدَ الصَّمَـدْ ! "يافا" هُنا وَحيدةٌ عاشَتْ وماتَ صَبُّها.. وما بَكى المَيْتَ تَلَـدْ ! " مَدَداً مَدَدْ " ! "يافا" الوُضوءُ للصَّلاةِ ، أَينَ ماءُ المُبْتَدى ؟ هَل مَدُّها وجَزْرُها رُوحانِ في طَعْمِ الزَّبَدْ ؟ أحكيْـكِ يا "يافا" وأحْكي نَحْلـَةً ، جَـزَّ الخريفُ قُوتَها ! فَلتُـقْلِعيْ عن غُربَتي وَلتَهجُري بُيوتَها ! واسْتَرْسِلي في نِعْمَةِ التَّـكبيرِ والتَّهليلِ !! &&& قُـلْ باسْمِ "يافا" والمَفاتيحِ اليَتامى والتُّرابْ ! باسْمِ التي أَخْفَـتْ شواطِئَها المَديدَةَ في جُيوبِ الإِقْتِضابْ ! باسْمِ الأُليْ نُقِـلُوا أوِ انتَـقَلوا بِها نَحْوَ الجَوى وَالإغْترابْ ! باسْمِ آلتي أُخِذَتْ على أَحيانِ فَـرٍّ واحْتراقِ مَراكِبٍ ، يَتلو عليكمْ "طارِقٌ" غَزَواتِنا ! هَبَطَ المَضيقُ على اتِّساع عُيونِها ظَفِرَ العَدُوُّ أَمامَها شربَ الصَّدِيقُ سَلامَها رحَلَتْ عيونُ الإِرْتِقابْ ! وتَعَذَّبَ العَرَبِيُّ بَحْثًـا عن "قُرَيشِ" المُستحيلِ ! &&& يافا" نَزيفٌ عاشَ عَهْدَ الأُقحُوانْ !" طَبْعُ الجِبالِ على السَّواحِلِ قَـدْ هَوى مِن "لا مَكانْ" ! وصَبِيَّـةٌ عَرَبيـَّةٌ مَعْصومَةٌ عن غاصِبٍ سَحَبَ الزَّمانَ من الزَّمانْ ! "يافا" سُقوطُ قَبائلٍ مَهزومةٍ في الإِمتحانْ ! "يافا" طُيورٌ شَرَّدَتْ أسْرابَها "يافا" رِهانٌ عابِثٌ خَسِرَ الرِّهانْ ! "يافا" قِماشُ الرُّوحِ غَطَّاها فنامَتْ عارِيَـهْ ! يافا" سُباتُ الرِّيحِ خَلاَّها تَسِيلُ كَرايةٍ" ذابَتْ بِكَفِّ الصَّارِيَهْ ! "يافا" ظَلام البَحرِ ، "يافا" نُورُها ! وَتَظَلُّ رُغمَ غُروبِها قِنْديليْ ! &&& "يافا" مَنارَةُ مِلحِها وشَقائقُ النُّعْمانِ تَغْمِسُ طَبْعَها في جُرْحِها غَرَزَتْ غَزالاً في تُراثِ رَبيعِها أو أطلقتْ أَطباعَ أمطارٍعلى بَدَنِ اليَـبابْ ! أَيُطِلُّ وَرْدٌ بَعدَ هذا القَحْطِ مِن جُرحِ الغِيابْ ؟ سَأَلَ المُنادي واحترَقْ ! فَإِلى مَتى ستُتيحُ تَوأَمَةُ المَدائِنِ نَبْضَها ما بينَ "يافا" والغَرَقْ ؟ لِتَعوذَ من مَلـِكِ الظَّلامِ بنَجْمَةٍ وتَلوذَ في يومِ الفَرارِ بِهَجْمَةٍ وَجْهُ المِياهِ على عَباءَةِ مِلْحِها ثَوبُ البِحارِ على تَعَرِّيْها دَليليْ ! &&& وتَراجَعَتْ ومَحَتْ تُراثَ مُلوكِها ذَبَحَتْ على حَـدِّ الزَّمانِ أَكاسِرَهْ قَبَرَتْ على مَرْأى المَكانِ قَياصِرَهْ فَكَّتْ مَرارتَها عن الآفاقِ والدُّنيا بِطَعْمِ البُرتقالِ مُحاصَرَهْ ! هيَ أَوْرَثَـتْني هَمَّها وقُيودَها.. وسُلالَـةً نامَتْ فُلولُ جُيوشِها في رِدْفِـها وعُيونُها في الخاصِرَهْ ! وَرَوَتْ لنا بيَّارَةً عَصَرَتْ عُيونَ البُرتقالِ على خُدودِ "النَّاصِرَهْ ! وتأرجَحَتْ بِنـْتُ النُّضوجِ على حِبالٍ قاصِرَهْ ! وتَعلَّلتْ بظَلامِها وفَتيليْ !! &&& "يافا" كَفِكـْرٍ صارِخٍ يأْوي إلى حَلْـقِ الزُّجاجْ ! وَهَمسَةٍ في حُضْنِ بَيَّاراتِها . هذيْ البِلادُ زَوجَتي وغُرْبَتي كَخاتَمِ الزَّواجْ ! "يافا" كَـ "حَيفا" – طِفْلَـةٌ وَصَعْبَةٌ كَـ "عَـكَّا" والأُمُّ "عَسْـقَلانْ" ! والوالِدُ "الحَجَّاجْ" ! وَعَيْـنُها مَنارَةٌ وَريْـقُها ماءُ الوُصولِ ، أَهْـلُ "يافا" الحاجِبانْ" ! هَـلْ لَيـْلُ "يافا" سالِـكٌ ، لقامَةٍ تَقيسُ لَيْـلاً أَنْجُمَ الشُّطآنْ ؟! مَنْ يَرْشُفُ النَّـهْدَ الرَّضِيعَ وَالمَعاني النَيِّئَـهْ ؟ مَنْ يُخْرِجُ البِلادَ من قَصيدَةٍ ؟ من يَنظِمُ الأَوطانْ ؟ ما بَينَ زُرْقتيـْنِ يَرمي قَلبَها الميناءْ والبَحرُ ماءُ وَجْهِها ، وعَينُها السَّماءْ أُنْثى بِلادُ العالَمِ الأُخْرى وَ "يافا" .. سَوفَ تَبْـقى نَجمةً فوقَ النِّساءْ ! "يافايَ" يا هُـنَيْهَـةً صَريحةً في حِقْبَـةِ التَّدْجيلِ !! &&& بِاسْمِ "يافا" جُثَّـةُ البَرقَوْقِ مُلْـقاةٌ على نابِ الخَريفْ ! شاطِيءٌ حَـوْلَ البُحَيراتِ العَذارَى فَوقَ وَجْهِ الماءِ نَسْـلٌ مِنْ صَريفْ ! أَوْسَطِيٌّ يَعْصُرُ الأَمواجَ لِلِّصِّ الظَّريفْ ! بِاسْمِ "يافا" .. نَنثُرُ الأَملاحَ في وجهِ المَرايا كي"نَذوقَ" الدَّرْبَ في يومِ الرَّحيلِ ! &&& "يافايَ" يا عُصفورةً أَشبَعْتُـها قَفْـزًا على شُبَّاكيْ ! ونَظَمْتُ نافِذةَ الهَوى حتى تَرانِيْ زَفْرَةً تَغْفو على وَتَرِ الكَمانِ ! وَتَدورُ مِثلَ الفِكْرةِ السَّمْراءَ في أَفْلاكيْ ! وَتَدورُ في "يافا" على "يافا" شِـبَاكيْ ! وأُذيْبُ جَذْعًا كي تَباتَ الأَرضُ في مُتَـناوَلِ الأَفنانِ ! تَسْبي عُيوني حُرَّةٌ مَسْبِيَّـةٌ وبَقاؤُها الحَيُّ الطَّليقُ بِقَيْـدِ ذاكِرَتي سَبانيْ ! وَنظَمْتُ أَرْضًا كي تُطِلَّ كزَهْرَةٍ تُرْمى على أَكْفانيْ ! ونَظَمْتُ خُبْزًا كي أُشاطِرَها المَوائِدَ والمَوانيْ ! فتَزَوَّجي "بَرَدَى" وصُونيْ نِعْمَةَ التَّحْريمِ والتَّحْليـلِ ! وإِذا مَلَـلْتِ شَواطِئـًا ، قُومِي ارحَلي مِنـَّا إلى أرضِ "الجَليلِ" ! قَمـَرٌ على "يافـا" فَهَـلْ يتسائَلُ العُشَّاقُ عن نَبْضِ السَّبيلِ ؟! مستفعلن ، متفاعلن ، فاعلاتن |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|