لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
24-03-2012, 01:01 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
ملائكة على الأرض
ملائكة على الأرض حين هوى ذلك الخبر ، صفعة قاسية ، كنتُ في نفس المكان الذي شهد رُفـْقـَتـَنـا ، وتعطر بعبق الياسمين الأبيض رقة...إنه الملعب الرياضي الضخم الذي كنا نلتقي فيه . كنا نراه حديقة أجنة ، لا نرى فيها غير الورود والأزاهير،،،كل رؤوس النظارة من المشجعين كانت كرؤوس الأوركيدا والعود..حتى أؤلئك من خصومنا في الفريق الثاني ، كنا نراهم نوعا آخر من الورود ، قد يبدون كأزهار النرجس والسوسن.. الآن أسترجع صورة من ماضٍ قريب ، تكالبتْ فيه علي المحن ُ، وعمامة المواجع تـَتـَقـَصاني ، رحلة سادية ، من جوانيات القلب إلى جوانياته عبر كامل الجسد ، رحلة محملة بكثير من الأسى... لم أعد أرى الورود والزهور بين يدي،،، لا أتنسم لها أي عبق،،، لا أعتقد أن لها أية رائحة أو شذى مثلما كنت أعتقد سابقا، قبل مقتل حبيبتي " لينا" الآن صار العالم كله أسودا قاتما، الناس تبدو لي أكياسا من الفحم المتحرك على أربع...حتى قلبي الصغير لا أعرف كيف لا ينفجر من كل القار الأسود الذي يحتمله بعد موتها... "لينا" حبيبتي .. مضى على موتها شهران..؟ عامان ؟؟ دهرا ..؟ لم أبكها..لم أبكِ التي أحببتها بسعة حلمي في هذه الدنيا..تعـلقـَت روحي بها وتعلقت روحها بي..تمازجت روحيْنا فينا حتى الذوبان... عاهدتها على الانتقام...مهما كلف الثمن...ليس أفضل من الإنتقام لأخلص قلبي المفطور المحترق ... تأخرت ذاك المساء لمشاهدة مباراة الفريق الوطني ، مع خصم عنيد قدم من أدغال افريقيا. اتصلت بي " لينا " تسألني سبب التأخير..شرحتُ لها في موجة من صياح إثر تسجيل هدف للفريق الخصم في شباكنا..قلت لها: "مسافة الطريق...إنتظريني حبيبتي... وتشتت صوتي في غضب الأنصار ، الذين احتجوا على مراوغة حكم المباراة ، وتحيزه للفريق الخصم وصاح أحدهم ثائراً: "إنها مباراة مباعة سلفا "... وتصادمتِ الأصواتُ ، بين معارض ومؤيد ، ودخان السجائر يُشارك الغضب قتامتهُ،، إنسللت من بين الجموع لأتنفس الهواء ، وأنا أسَرِعُ الخُطى نحو المنزل ..المسافة قصيرة ، بضعة أمتار فقط.... ثم.. رن هاتفي النقال: "لقد قتلها ..المجرم..إنه حقود لم ينس اتهامك له قبل سنتين . وحكمك عليه بالسجن في قضية التهريب.. أعتذر ...آسف يا صديقي... مصطفى :من معي ؟من قتل من من من ؟. "لينا... وتأجج الصوت اختناقا وظلاماً شديداً ، أتاهني في الطريق إلى البيت.. وصلت منهكاً لاهثاً ، خائر القوى ، فارغاً من كل شيء..لم أعد أسمع .. لم أعد أرى بوضوح .. الدنيا أمست ظلاما دامساً.. .بلى أسمع رثاء الأصدقاء ..كنت أسمع ..وغير قادر على الكلام ..حلم كابوس شياطين ترقص في رأسي ..وأراها حبيبتي " لينا " في كل الوجوه دمعة .. همسا ..رقة وألـما..زهرة تذوي وتموت وتجف...فتجف شرايين الحياة في قلبي.... تمت مراسيم الجنازة ، وارتحلت عبر الطرقات أفتش عنهُ ، عن قاتل بسمة حياتي..واعداً روحها أن أنتقم منه... أن أجعله يموت ألف مرة ... وفي كل موتة ، أذيقه بالثواني عذابي فيها وقهري بغيابها..سأقتله بيدي وليس بأيدي غيري...سأصب فوقه كل القار المحترق في قلبي... لم أعد بحاجة إلى عملي في المحكمة،،، أخذتني الطرقات من هنا وهناك.. باحثا مُتقصيًا ما بين الوجوه ..لا أثرله..لكنني سأجدهُ وأخنقهُ بِيدي وسأحرقهُ بالقار... ومرت سنة ..أعقبتها سنوات..وقسمي ممتد عبر أشرطة الذكريات.. كانت نسائم العشية تنزلق باكية في المكان..أحسست بالتعب والإرهاق..فأخذت مقعدا عموميا تحت شجرة السنديان .ورجل أخذت منه السنون كثيرا ، يحاديني بسبحةٍ عبرها صلواته وعبادته الهامسة للرحمن . تجاهلت تحيته في البداية ولكن شيئا غريبا شدني اليه ، وهو يكرر التحية..وينتزع منى اعترافا بألمي. حكيت له كل الحكاية...وأحسست أن بركان القار في قلبي يمور ويقترب من الإنفجار،،،هذا البركان سيدي الشيخ يثقل قلبي،،، أريده أن يخرج ، أن يثور فأتخلص من القاتل الوحش ..الحقير... قال بابتسامة رقيقة نقية: " انظر هناك َ، الى الأعلى يا بني..إنها عدالة السماء لا تغفل ولن تقبل بظلم وستكون لحظة الصفاء والتسامح ضوء في قبلها حبيبتك .. يا بني دع العبد لرب العباد وامض في شأنك...تخلص من هذا العذاب الذي تحمله بين جوانحك..." رغبت في البكاء وأردفت : "كانت وحيدتي ..ابنتي الحبيبة..ليس عندي أغلى منها..كانت حياتي فذهبت.. قال الشيخ: "ابك. اجعل من دموعك مركب ارتقاء لصفاء القلب وسامح..حاول ذلك وسترتاح...ستعيش من جديد وستهدأ روح حبيبتك . إن تلك له ، لن يعيدها إليك ، بل سيعمق الألم من جديد وسيبقى بركان القار الأسود يمور في قلبك... كأن قلبي يشرع في نزف القار الأسود ...أحسهُ شيطانا يتسلل مطرودا من شقوق قلبي.. أغمضتُ عيني ورأيته..ذاك الضوء صفعة على خدي الأيسر..توزع صفعات على كامل الجسد واستفقت من رغبة الانتقام الى معانقة الحياة من جديد... ورجعت الى مدينتي خفيفا من كل براكين القار في قلبي...ليذهب القاتل إلى حيث يشاء ..له الله له الله ولي الله ..الله الذي أرسل لي هذا الملاك في صورة رجل رحمة من لدنه.
|
||||
25-03-2012, 12:00 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
أختي الزهراء الغالية ..
الله الله .. أتعبني هذا النص .. حزين .. ضبابي .. فيه من القيم التي استطعتِ تهريبها لنا بكل براعة من بين الكلمات ما شدني حتى ما بعد الحرف الأخير .. ترك النص الرائع هذا في نفسي أثراً كبيراً .. سلم قلمك البارع دوماً في التقاط المأساة وتحويلها إلى أفكار مفيدة .. سرد راقٍ لفكرة رائدة .. مثل هكذا نصوص لا يقدر عليها سوى .. الزهراء .. لك القرنفل !!
|
||||
25-03-2012, 12:32 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
مرحبا باخي مهنا القدير اعتقدت لوهلة بان النص خائب فشكرا لانك انقذته من الصفرية وايضا على كل كلماتك الطيبة في حقي اسعدتني جدا مهنا شكرا ليلى
|
|||||
25-03-2012, 12:54 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
الأخت المبدعة .. فاطمة الزهراء تحية طيبة ..
أهمية القصة تتجلى في قدرتهاعلى خرق المألوف في بنية ما يصطلح عليه / الانتقام من أجل الانتقام / فالمسار السردي يتميز بالتسلسل المنطقي للحكي ، حيث لعبت فيه الذات كفاعل قوي للأحداث ، بعدما رسمت الساردة بفنية متميزة خطاطتها السردية على تغيير مجريات الأحداث التي لم تخطر على بال المتلقي .. وقد حددتها بتتابع الصيغ التالية : التذكر / الفرحة / الترقب / الانتظار / الخبر السيء / العزم على الانتقام /.. لكن الذات فشلت في تحقيق ذلك التوازن النفسي المفتقد ../ الانتقام من أجل الانتقام / فرغم محاولة الذات المتكررة ، زادت من تكريس عجزها وفشلها رغم البحث المتواصل ..إلى أن أتى الفرج غير المتوقع ، فانمحت فكرة الانتقام من ذهن البطل .. ذات متزنة في البداية ، تحولت إلى ذات مضطربة ،ثم عادت إلى توازنها بعد تدخل عوامل خارجية ساهمت في إرساء النص على دعامة الخطاطة السردية التي رسمتها الساردة سلفاً في ذهنها .. جميل ما كتبت وأبدعت أختي فاطمة .. دمت متألقة كعادتك .. تقديري واحترامي .. الفرحان بوعزة .. |
|||
25-03-2012, 11:27 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
ساعود للرد على هذا التعليق الرائع وساذهب به اولا الى الردود الجميلة لي عودة اخي بوعزة زهراء
|
|||||
25-03-2012, 11:32 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
|
||||
25-03-2012, 12:54 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
القديرة الزهراء
تألمت ..تشتت فقدت اتزاني ...ثم عدت وتذكرت وحمدت الرب أن وهبنا نعمة الصفح والنسيان سردية رائعةأبدعت في سرد دقائقها وخلجاتها ..مما جعلنا في بؤرة الحدث لك الألق يا رائعة الحرف والسريرة تقديري وخالص الود الهناء
|
||||
25-03-2012, 01:17 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
كنت قرير العين في الوهج والذروه...
وإذا بي أجدني أسافر من الومضة إلى النبض إلى العناقيد إلى المدن الحالمه.. تسحرني حوريات الحرف العربي الباهر... ما أروعك يا ابنة البيضاء :يا زهراء... أخوك جد منتش بتألقك.. |
|||
25-03-2012, 02:44 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
رائعة و اكثر سيدتي الانيقة
|
||||
25-03-2012, 04:23 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
اخي بوعزة مساء النور بارك الله فيك عدت الى القصة فاكتشفت اشياء جديدة وهنا تكون القراءة منتجة بارك الله فيك وامدك بكل الخير يسعدني دائما عمق رؤيتك وتفتيتك للنصوص شكرا زهراء
|
|||||
25-03-2012, 05:39 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
يبدو لي ان شيئا ارتدى ثوب تأنيب الضمير من هذا الذي اودع وحيدته
وتدفع على ما اعتقد ثمن افعاله. ثم تمضي الاقصوصة بين صور جمهرة وصخب , لكي يبدو المشهد سينمائي الوصف, ثم الاستكانة بعد ثورة النفس الى الهدوء من قمة الصخب المحيط الى ثورة النفس ثم الاهتداء - والصورة مستعارة من شكسبير او روايات عصر النهضة التي يلجا بها الكاتب الى الحكيم كي يصحح المسار - القيم موجودة هنا وهي كثيرة ومنها الخطيئة - الغفران - المال وسطوة المال - الجشع - الوفاء وغيرها في هذه الصور المختزلة . التشويق كان حاضرا وتضيف هنا الزهراء الى ابداعاتها " ملائكة تمشي على الارض " باسلوب الخطف خلفا جمالية اخرى استمتعنا بقراءتها .
|
||||
25-03-2012, 05:59 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
هناء الغالية لمرورك طعم القرنفل وتشجيعاتك تجعل مني امرأة سعيدة بارك الله فيك صديقتي البهية زهراء
|
|||||
25-03-2012, 06:01 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
ساعود الى الرد عليك خويا عبد الرشيد لكن ساذهب برد الى الردود الجميلة ليس فقط لانه يل لي بل لانك قلت شيئا رائعا جدا ساخبرك به حين اعود للرد على تعقيبك الرائع اختك
|
|||||
25-03-2012, 06:04 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
|
||||
25-03-2012, 10:39 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
جميل تعليقك اخي عبد الرشيد وقد قرات هذه كثيرا اقتباس:
والعمق فيها انها تحمل احتراما وتقدير للحرف الانثوي في كامل هذا الوطن وهذا حس وطني وتعبير رائع لأنه شهادة اولا من شاعر قدير يعرف كيف تولد الكلمة وثانيا لانها تقول بالانسانية فيك اخي رائع تعليقك شكرا لك ويسعدني دائما ان تكون في حرفي الله يخليك يا رب زهراء
|
||||||
26-03-2012, 12:57 PM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
الاجمل هو حضورك الطيب سيدي دمت بكل الخير والهناء ونهارك طيب شكرا زهراء
|
||||
26-03-2012, 10:43 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
الرائعة الزهراء
بهرني أسلوبك الجميل في الوصف والتعبير والحبكة وانسياب اللفظ وفي كل شيء تألقت يا الحبيبة كعادتك وآلمتينا بدمع بطلك دمت بألق دوما |
|||
27-03-2012, 11:24 AM | رقم المشاركة : 18 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
قراءة جميلة فتحت نوافذ اخرى على الكتابة وافرجت عن الحرف تساؤلاتك عبر الرؤية مشروعة جدا اخي محمد ورائعة لانها تمدد السؤال فقط هذه ليست مستعارة من عهد شكسبير فكرة او طريقة انها من واقع الحال اخي محمد وحدثت بالفعل ونقلت الصورة انا كتابة يفرحني دائما حضورك الطيب والدسم بالمعنى مبدعنا محمد تقديري زهراء
|
|||||
27-03-2012, 08:41 PM | رقم المشاركة : 19 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وان علي فراق لينا لمحزنون
سلم قلمك البارع دوماً في التقاط المأساة وتحويلها إلى أفكار مفيدة .. سرد راقٍ لفكرة رائدة . يعرف هذا القلم كيف يشرح الماساه ليحيلها الي قضية تقبلي مروري مودتي |
|||
29-03-2012, 12:37 AM | رقم المشاركة : 20 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
دكتورتنا الرائعة نهلة أسعد الله أوقاتك بكل الهناء وكم جميل ان تكوني هنا شكرا كبيرة صديقتي زهراء
|
|||||
29-03-2012, 08:43 PM | رقم المشاركة : 21 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
ورجعت الى مدينتي خفيفا من كل براكين القار في قلبي...ليذهب القاتل إلى حيث يشاء ..له الله له الله ولي الله ..الله الذي أرسل لي هذا الملاك في صورة رجل رحمة من لدنه.
قطرة من عيني سقطت ولا ادري ما السبب هل من الملحمة التي كتبت ام من الفتاة التي سقطت لله درك شبعينا من الملاحم لعلنا ننسى في الوقت الحاضر همومنا لك تقديري طاهر مصطفى |
|||
29-03-2012, 11:11 PM | رقم المشاركة : 22 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
غاليتي المبدعة
فاطمة الزهراء دوما تذهليني بروائعك المميزة والتي تعرف كيف تخترق القلوب محبتي وورودي |
|||
30-03-2012, 12:20 AM | رقم المشاركة : 23 | |||||
|
رد: ملائكة على الأرض
اقتباس:
ايها الطيب مصطفى بارك الله فيك في زحمة الدمار الذي يعيشه العالم لم نجد سوى بعض من احلام شكرا لطيبتك زهراء
|
|||||
30-03-2012, 12:34 AM | رقم المشاركة : 24 | |||
|
رد: ملائكة على الأرض
وجدت دقة في وصف الحدث و المشهد كأني أمام فلم سنيمائي..
وهذا دليل مقدرتك السردية والإبداعية. أجمل باقات الياسمين لك |
|||
30-03-2012, 07:37 PM | رقم المشاركة : 25 | ||||
|
رد: ملائكة على الأرض
السلام عليكم
اين وجد هذا الرجل هذا الملاك في زمن يملؤه الشياطين في كل الجهات هنيأ له ربما قلبه يحمل الطهر لذلك ارسل له هذا الملاك قصة جميلة لها عبرة كبيرة عن الانتقام لان العادلة بيد الله وحده وما اسعد كاضمي الغيظ حين تفرج كروبهم حبي الكبر أنتظر المزيد يا غاليتي
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|