القطار

[نوري الوائلي]

القطار

ياعاشق العيشِ هل طابتْ لك الدارُ = واشتدّ حرصُك واسْتهواك دينارُ

يا خادمَ المالِ كم أعطتك في كرمٍ = هذي الحياة وكم عانتك أقدارُ

هل طابَ ليلك والأحلامُ مُنجزة = أم أنّ حلمك عند الفجرِ أخبارُ

هل عشتَ دهرك والأيّام آمنة = أم أنّ دهرك مثل البحرِ أطوارُ

فالبحرُ يوماً كأنّ الطيرَ ساكنه = لكنّه الدهرَ بالأمواجِ مدرارُ

جنّدت فلكك والآمالُ مشرعة = والوهمُ أنساك أنّ البحر غدّارُ

تدنو من الجرف بالخيرات ممتلئاً = فانتابَ جمعكَ عند الجرفِ اعصارُ

حضنَ القطارِ ركبنا مذْ ولادتنا = فيه المحطّـّاتُ للركاب أدوارُ

تُعطى البطاقات لا ندري مقاصدها = والركبُ يُسري كأنّ القصدَ أمتارُ

عند المحطاتِ تُرسينا مصائرنا = ونترك الركْبَ والآمالُ أسحارُ

نعدو من الموتِ أميالاً ونحسبه = قد غابَ عنّا وبعدُ الموت أشبارُ

يأتي رويداّ وكان النوم غالبُنا = فأيقض النفسَ والأحلامُ أقمارُ

نلهو وتجري بنا الأيّامُ مسرعةً = كالزائرين بها والعمرُ مشوارُ

الوقتُ أصبحَ أموالاً فما مُلئت = منها العيون ولا طابت بها الدارُ

لن تقنعَ النفسُ مهما طال مكسبها = حتّى تعيشَ بجدبِ البيدِ أزهارُ

يا جامعَ التبرِ لا تفرحْ بناطحةٍ = فما استدام لأهلِ الأرضِ إعمارُ

ما لي أرى الناس قد هاموا بهاويةٍ = وانسابَ فيهم إلى اللّذاتِ إصرارُ

حتّى إذا مُلئت مالاً خزائنهم = انتابهم سقمٌ وانتابها نارُ

حسبي الفُتات وخيطُ الصوف يسترني = والخوْصُ سقفي وطولُ الدار أمتارُ

لن يلجمَ النفسَ والأطماعُ صهوتها = إلّا التراب وفوق الجسمِ أحجارُ

ما يذكر الموتَ إلّا مؤمنٌ فطنٌ = قد ساقهُ من بريقِ الّلهْو إبصارُ

كم غابَ عنّا خليلٌ أو ذوو رحمٍ = حتّى كأنّ جموعَ الأهلِ أنفارُ

قوسُ المنيّة لم يُخطئ ضحيّته = بل انّ سيفاً لها للعنقِ بتّارُ

أن ترجُ ربّك لا تقنطْ لنائبةٍ = إنّ النوائبَ للأبرار أنوارُ

الناسُ موتى ودنياهمْ قبورهمُ = والصالحونَ بها أحياءُ أخيارُ

ما فازَ من يعشقُ الدنيا ويعبدُها = بلْ منْ يُطلّقها والدينَ يختارُ

البسيط

[زياد السعودي]

سلام الله مبدعنا
راجين ان يتسع صدركم

هل يضيركم اذا اطلعتم وعقبتم على نتاج الزملاء
الذين ما انفكوا يطلعون ويعقبون على نتاجكم ؟

كل الاحترام

[نوري الوائلي]

ان شاء الله استاذنا الفاضل
سابذل كل جهدي

واسف عن التقصير لكثرة مرضاي وخاصة في جانحة كورونا

[الزهراء صعيدي]

هذي هي الحال إن ساقتك في جهلٍ = سوءُ المطامعِ في الدنيا وأشرارُ

نلهو وتجري بنا الأيّامُ مسرعةً = كالزائرين بها والعمرُ مشوارُ
...
جميلة خلاصة الحكم من عمر علمته الحياة
ويبقى لنا عقبى الدار
تسمح لي بقول رأيي في أن القصيدة كانت ممكن أن تقصر لتكرار بعض المعاني في الأبيات وتكرار كلمات فيها
فكلمة الموت مثلا تكررت في ثلاثة أبيات متتالية والمال أيضا
والعبرة في التكثيف
فكم من قصيد طال لم نشعر بعدد أبياته لجمال قصتها التي تتلوها
وكم من مقطوعة تعثرنا بكل حرف فيها رغم قصر أبياتها
تحياتي لك ولقلمك شاعرنا الراقي

[الحمصي مصطفى]

قصيدة ملؤها الحكمة والموعظة والعبرة؛ لمن أراد أن يعتبر ..
بارك الله فيك شاعرنا الرائع نوري ..
قد سقطت هاتين سهواً :
لم يخطأ ضحيّته : يخطئ
حسبي الفتاة : الفتات

كلّ التقدير والاحترام

[نوري الوائلي]

الاستاذة الزهراء الصعيدي

حياك الله تعالى وعظيم الشكر لما تفضلت به

بعض الاحيان وبدون قصد تطول القصائد وقد تتكر الابيات في معانيها

عندما الكاتب يامن بحالة ما ويريد ان يعيدها بصيغ مختلفة لتاكيد عليها وايصالها

للناس ومنهم من لا يعرف قواعد اللغة او البلاغة .

فليس كل القارئين وانا منهم يفهمون ما يريد الشاعر او الكاتب

من ايصاله وخاصة اذا كان النص يعتمد على كلمة او كلمات

قليلة او باسلوب بلاغي وخيالي عميق لا يفهمه الا الشاعر والكاتب نفسه. فانا اكتب لعامة

الناس وخاصة لمن معلوماتهم اللغوية محدودة وانا واحد منهم.

ان شاء الله ساعيد قراءة القصيدة لارفع منها المتكرر

ودمت بخير وعافية

[محمد خالد النبالي]

حكمة شاعر يطرزها ببهاء لحرف
تحياتي

[نوري الوائلي]

اخي واستاذي العزيز الحمصي مصطفى الفاضل

حفظك الله ورعاك وشكرا لمرورك ومساعداتك الكريمة لترميم النص

جزاك الله خيرا

مع خالص الدعاء والتقدير

[أحمد صفوت الديب]

جنّدت فلكك والآمالُ مشرعة = والوهمُ أنساك أنّ البحر غدّارُ

الشاعر الدكتور / نوري

نص جميل مترع بالحكمة

استهلال جميل و قفلة جميلة

خالص الود و عاطر التحايا

[أحلام المصري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوري الوائلي

القطار

ياعاشق العيشِ هل طابتْ لك الدارُ = واشتدّ حرصُك واسْتهواك دينارُ

يا عاشق المالِ كم أعطتك في كرمٍ = هذي الحياة وكم عانتك أقدارُ

هل طابَ ليلك والأحلامُ مُنجزة = أم أنّ حلمك عند الفجرِ أخبارُ

هل عشتَ دهرك والأيّام آمنة = أم أنّ دهرك مثل البحرِ أطوارُ

فالبحرُ يوماً كأنّ الطيرَ ساكنه = لكنّه الدهرَ بالأمواجِ كـرّارُ

جنّدت فلكك والآمالُ مشرعة = والوهمُ أنساك أنّ البحر غدّارُ

تدنو من الجرف بالخيرات ممتلئاً = فانتابَ جمعكَ عند الجرفِ اعصارُ

هذي هي الحال إن ساقتك في جهلٍ = سوءُ المطامعِ في الدنيا وأشرارُ

نلهو وتجري بنا الأيّامُ مسرعةً = كالزائرين بها والعمرُ مشوارُ

كم مات منّا خليلٌ أو ذوو رحمٍ = حتّى كأنّ جموعَ الأهلِ أنفارُ

صرنا كمن هجرَ الأوطانَ مُعتذراً = فالأهلُ ماضون والأصحابُ زوّارُ

رهط القطارِ ركبنا مذْ ولادتنا = فيه المحطّـّاتُ للركاب أدوارُ

تُعطى البطاقات لا ندري مقاصدها = والركبُ يُسري كأنّ القصدَ أمتارُ

عند المحطاتِ تُرسينا مصائرنا = ونترك الركْبَ والآمالُ أسحارُ

مثلُ الخيال ألينا الموتُ يتبعنا = حتّى علانا فشدّ النعشَ مسمارُ

يأتي رويداّ وطولُ النوم غالبُنا = حتّى صحونا وصوتُ الموتِ جهّارُ

نعدو من الموتِ أميالاً ونحسبه = قد غابَ عنّا وبعدُ الموت أشبارُ

قوسُ المنيّة لم يُخطئ ضحيّته ... بل انّ سيفاً لها للعنقِ بتّارُ

ما لي أرى النفسَ قد هامتْ بهاويةٍ = وانسابَ فيها إلى اللّذاتِ إصرارُ

الوقتُ أصبحَ أموالاً فما مُلئت = منها العيون ولا طابت بها الدارُ

لا يُشبعُ الدهرُ نفساً في مطامعها = حتّى تعيشَ بجدبِ البيدِ أزهارُ

حتّى إذا مُلئت مالاً خزائنهم = انتابهم سقمٌ وانتابها نارُ

يا مالك المالِ لا تفرحْ بناطحةٍ = فما استدام لأهلِ الأرضِ إعمارُ

أن ترجُ ربّك لا تقنطْ لنائبةٍ = إنّ النوائبَ للأبرار أنوارُ

حسبي الفُتات وخيطُ الصوف يسترني = والخوْصُ سقفي وطولُ الدار أمتارُ

ما يشبعُ النفسَ والأطماعُ سُفْرتها = إلّا التراب وفوق الجسمِ أحجارُ

ما يذكر الموتَ إلّا مؤمنٌ فطنٌ = قد ساقهُ من بريقِ الّلهْو إبصارُ

الناسُ موتى ودنياهمْ قبورهمُ = والصالحونَ بها أحياءُ أخيارُ

ما فازَ من يعشقُ الدنيا ويعبدُها = بلْ منْ يُطلّقها والدينَ يختارُ

البسيط

وارف الظل و القافية أ/ نوري الوائلي

قصيد ممتلئ بالشعر و الحكمة

أسعدني المرور بروضكم

تقديري