حروف بلا أرصفة

[يزن السقار]

في ذاك الوهج الآسر من تقويم العبق البري
تفيض خلاياكِ بأسباب اللهيب المحرض لناضج الموتات
و يسبي امتلاءك بالتلويح العفوي لصافرة الطريق
قطاري العاشق و رائحة النداء من قمصان شوقي
يا امرأة السفر الأخير و فاتحة الموج المهلك
لا موعد مع عينيك إلا هلاكي
ولا نبيذ يسقي الروح سوى نجل دالياتك
يعاقبني الوقت على مسافة لهفة و ارتجاف
ويعصرني جسد برتقالك في أقداح الساهرين
تتقافز أرانب قصائدي صوب تلالٍ محقونة بتربة تمرغت بحافياتكِ
و ترمح خيلي فوق عشب المساء
أمد يدي في جيوب سحرك تغيب أقدامي
املأ عيني بمليح ملامحك تضيع من عيني الألوان
اقف على ضفة الطريق
اخبر العابرين عن دهشة لا تنام
و أخبئك سرا عنهم و عني

[يزن السقار]

في أول ذاكرة وجع
حين كسرت طاولتي التي أكتب عليها نكاية به
قال لي أبي
تذكرأن تبروز الوجع
لا أن تدسه خلف ضجيج الأيام
حتى لاتعوده ذاته
و تستطيع أن تكتب طريقا خالصا للأمان والابتسام
على طاولة بذاكرة تتسع

[يزن السقار]

اتحجج بدوار البحر
أخاف ولوج عينيك
اتحجج بالهذي المتأجج
يرهبني همس الرضاب على دفة الشفاه
اتحجج بالوحدة
تدميني المسافة بيننا

[يزن السقار]

ذات مرة
كانت مدينة ذات بوابة بحرية
و كنتِ عاصمة عشقية
و كنتُ أنا حواريها المطلات على الضياع
المشغولة بعبق عتيق الغمام
كان الزمان عيون
و الجغرافيا زهرة جاردينيا يقبّلها الصبح
ويرش فؤادها الندى الفسيح
ذات مرة
تأخر البريد قُبلتين
فسجد المساء ضاحكا على بعثرتي
و راحت العصافير تلملم من شوارع المدينة
وجهي الملهوف و بعض قصائد لم أقلها بعد
تحجّر لوني
فنقشت عليه تقويم السفر و عشر أسباب للتلاشي
مستبد أيها المطر
و الأرض عورة في موسم الجفاف
ذات مرة
و النعناع يشرب النبض و يفوح
تسلل من خلف المدى عندليب جائع
أكل صوت الأغنيات
نسج السنابل فِراش و وسائد
و ترك جسد القصيدة ملقى على قارعة الوقت
بلا مجاز
بلا أطراف تلوح للمستحيل

[عبير محمد]

تنقش بريشة ملائكية
ارقى واجمل الخطوط والألوان
على بياض اوراقك النديّة
فتزهو لوحات ناطقة بالجمال والسِحر.
اتابع هذا العزف الماتع على أوتار الكلمات
ودّي ووردي

[يزن السقار]

تعالي نفرك زغب الكلام
أصابع الصهيل مني
و منكِ المدام
ناعم كقبلة مشتهاة
لاهب و يشفي السقام

[يزن السقار]

العبير عبير
مدائن التقدير لباذخ عطرك

لك محبتي و زهر البيلسان

[يزن السقار]

كل الأساطير تشابهت
إلا التي غمست وجع السنين بعينيك
خبزتها سطرا تلو سطر
واطعمتها شغاف الفؤاد
تعالي نشمّس الحكايا صغيرتي
ننفض عن وجه الحرير الغبار
نسوق الوقت الى ظلنا
نتبادل دور النار و الثلج
و الثلج و النار

[يزن السقار]

بأقداح الفؤاد و القصائد
يشرب النهر الحزين
نخب عينيكِ الذابحة
ويغرق

[يزن السقار]

أحب الفرح
حين يخرج الوقت عن طوره
و الحزن
حين يكون أنيق
فكوني دهشة الصدفات المشتهاة
و وهج الغرق العجيب
أو كوني قمرا في الهناك
للحن العتم رفيق

[يزن السقار]

اصمتو
تقول لكم القدس
صوتكم نشاز
و فعلكم عورة

[يزن السقار]

كأقصوصة تُفصح عن نية البطل
نية من نبيذ و قمح جسور و شغب
كعاشقة فصيحة المواسم
بليغة تفاصيل العجب
يفك الصبح أزراره
أسراره
و يعلقني

[يزن السقار]

على حافة الخرافة
اتقافز مثل بهلوان
مثل مراهن يرمي أخر ما لديه على طاولة الاحتمال
و يغمض عينيه
لابد من شيء في جيب القدر
يقول الهاجس
وهو يمسح عرق السقوط الأخير
لا وِجهة لي تقول النبوءة و هي تغزل ثوب المطر
ما أضيق البداية تقول زهرة الجاردينيا وهي تأرجح حواس المساء
ما أبرد الوقت يقول الفؤاد و هو يطل من شرفة اللهفة
لا شَرَك سوى المسافة و لحن الهطول
هذا الينقر على زجاج النافذة رجع في هيئة نرد
صوتي محمل بتلوحة لأمرأة مضرجة بالربيع
امرأة تأذن للصبح و الشوق بزجي على حافة الخرافة

[يزن السقار]

مذ كنتُ غابة
وأنت غزالة في البال لا تهدئي
و فراشة تعبث باللون الأوحد في خاطري

[يزن السقار]

جريمة التوت و الدراق
جريمة السوسن في واحة الغنج البحري
و شهقات السنابل الناضجات
درب السهر على أول همسات الرموش
أطراف السؤال المتهالكة على لمس نشوة الجواب
رضاب السفر على نهد الضياع
وانهيار الشوق على أمه
لا ذنب لي يقول الشوق
و يشير إليكِ و يغمز لسهولك الشرسة

[يزن السقار]

ليس العبرة في أن ينجلي الليل
اللب في ما يخبئه الفجر

[يزن السقار]

وكأنك وعد القمر
لليل لهفتي
أنثى بألف أحجية و مطر
اكسر تقويم الكلام سنبلة سنبلة
و ابسطي تعاويذك نبيذا لا يعرف السكات
تورق ملائكة الهوى في تفاصيلك
و أضيع أنا حد التلاقي

[يزن السقار]

مذ كنتُ غيما
و أنتِ رقصة المطر
وهج يعيد تصنيف الرحيق و البلل
أقصوصة ثملى على أمِّها
لا طين ولا بطل
عشب فسيح فاتحة قلبي
وحافياتك لحن ماجن الغنج

[يزن السقار]

كيف جمعتِ كل كنوز الخمر و الجان
و جنائن التوت
و لمعة المرجان
في شفاهك
ورميتِ بكل عفوية حبال الغواية
لشنق الخيال
و مكر الرضاب للنيل من نواية التوبة

[يزن السقار]

في الزمن الرديء
يستسلم البطل في أول الرواية
يضمر خصر القمر
تهتز مواثيق المطر
و تُجهل النهاية

[يزن السقار]

الذاكرة خلف خطوه بتلويحتين
و البال يخيط ثوبا لبرد الروح
دفء الرصيف
لا يثير شهوة الغريب
ولكن قد يواسي مزاجه

[يزن السقار]

ما قرأت أجزل من عينيكِ
ولا أبلغ من من نداء الرضاب الصموت
على وسوسات الشفاه
أي أبجديات أنتِ
وأي تركيبة حكتها أسرار الطبيعة الجسوة

[يزن السقار]

أيا جدولا مرّ فوق الضحى
وبلل نيّته التائبة
اهداه سر الطريق الطويل
و نبضات الوصول اللاهبة
عفّر بالياسمين وجه انتحابي
و اسقى لذة الهديل
حواسي الصاخبة
فضّي نزاع الشوق
بغيمتن
سكباً يُنهك عسس الهوى
ويروي فضول الجنون
اسكبي
أيا نفحة الضوء الهاربة

[يزن السقار]

أرتّب الانتظار بما يليق بالدهشة البكر
احمل الطريق على ظهر الاشتياق
انصب فخاخ العمر
و أصير نايا يغازل الاحتمال

[يزن السقار]

كلما حرثت الحديقة الخلفية
لأزرع كمشة قمح
ينبت وجه أبي
و في الأمامية ينبت وطن
وجهان لبكاء واحد