لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-09-2015, 01:47 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
صلاة أيلول
يا إلهي عاملني كشجرة في ايلول أصلها ثابت وظلها لا يخون وأوراقها الصفراء تنتحر كعمر أصفر؛ تتدحرج على الطريق وسط السراب المتجلط كالدم في عروق الوقت .
كلما زحفت أيلول على الأرض كناسكه تتضرع أمام ضريح كلما ابتلت اثوابها بذنوب الأرض ودموع المعترفين .. كلما اقتربت من الشمع الأبيض حول المقام ارتجت من فيض صياح المتوسلين ( مدددددددد....) أيلول التي اثقلت المساء بحملها فأثقلها بغيمة وظلاله ومصابيحه الخافتة على قارعة الشقاق البشري..أيلول التي نذرتها أمها للخريف خالصة وحين هدهدت المهد نطقت بإسمها الأول وإسم أبيها وإسم حبيبها ... أيلول المصلوبة على خشبة العمر والوحشة والوحده بين أشباح أجنتها التوأم في عرض البحر ...حتى انتشلتها يد ارسلها الله من نور الدعاء وبقايا الابتهالات المسائية . وصلت لشاطيء المدينة الغريبة دون حقيبة حية تسبح بحمد نجاتها، حملت ضغينتها وألفتها وبطن منتفخة تاركة زوج اختبأ خلف بندقية لا تدرى لأى كتيبة يقاتل ضد أي كتيبة ! إلتحفت كفنها واتخذت موضعها فى التابوت العائم فوق الموج ، وكلما تحالفت الأمواج ضد القارب تحسست بطنها بقلق وريبة ونظرت إلى السماء دامعة . أيلول الممدة فوق الغيمة البيضاء في سماء المدينة الغريبة استفاقت للتو من سباتها ... تحسست بطنها ... غاصت اصابعها في الفراغ.... انزعجت ... بكت .... صرخت ...أين أولادي ؟؟؟؟؟ كلما جن عليها الليل ذهبت إلى الشاطيء ... غطت رأسها وصلت كشفت شعرها وابتهلت... لطمت خدها ونادت في الظلمات ؛حتى أتاها الموج بخبر لاح لها على البعد ، الظل الهائل القادم من بعيد اقترب كثيرا ً منها لتري الحوت الذي إلتقم أحد أجنتها لفظه للتو تحت قدميها ثم عاد ادراجه لقلب الماء المحتشد بالغرقي ... كان الصغير مفعماً بالحياة ... وفي عيونه أسرار ما رأى في رحلته في بطن الحوت... وكم كان حنونا ً معه ... بعد أيام بدأت الأنباء تتداول عن طفل آخر التقطه سكان البلدة المجاورة واختلفوا حول هويته وتنازعوا أيهم يكفله ...وسالت الدماء فيما بينهم فوق جثته .... |
|||
09-09-2015, 01:53 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: صلاة أيلول
بداية أرحب بك أختي شيرين في رحاب أكاديمية الفينيق وأتمنى لك طيب الإقامة بيننا
حياك الله وأهلا بك قصة موجعة مؤثرة لم تتعد واقعا بات يفرض نفس بقوة الألم الذي كشّر عن أنيابه بقوة في وجوهنا سلم مدادك الجميل وطاب دمت بخير وفرح همسة : يبدو مع عجلة الكتابة حصلت معك بعض الهنات النحوية ، أتمنى تداركها ليصبح النص أكثر جمالا وبهاء أسعد الله قلبك بكل خير وفي انتظار المزيد من روائعك وإبداعاتك . |
||||
09-09-2015, 02:09 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: صلاة أيلول
مساؤك ألفه غاليتي
وشكرا على الترحيب الراقي ومعك كل الحق هناك هنات وقعت في فخاخها ولكن ارجو المعذره فللأسف الشديد انا بعيده عن قلمي منذ خمس سنوات لظروف خاصة وتلك المقطوعة هي بشارة عودتي من جديد شكرا لتواجدك الذي يسعدني دوما تحياتى .....شيرين |
|||
09-09-2015, 07:29 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: صلاة أيلول
نص جميل تزينه اللغة الطافحة شاعرية و المتعمرة بالإحساس النقي
و النص الذي لا يساعد على الحلم ليس نصا جيدا و هنا كان النص حالما جدا بتراكيبه ،فطاف بنا مع عرائس البحر هناك حشد للمفردات لكسب التعاطف مع ايلول هذا ساعد على الإلتحام مع البطلة القفلة صيغت بحرفية كبيرة تحتاج وقفة مطولة النص فعلا بقعة ضوء تقديري استاذة شيرين و أهلا بعودتك للقلم بورك لكما تقديري |
|||
09-09-2015, 10:08 PM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: صلاة أيلول
الأديب المميز بسباس عبد الرزاق
طاب مساؤك صدقني هذا الرد اجمل مما حلمت بكثير تحياتي لهذه القراءه الراقيه ويسعدني دوما تواجدك وتعليقك تحياتى ....شيرين |
|||
09-09-2015, 10:20 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: صلاة أيلول
قصة من واقع معاش تبين قسوة البشر التي تفوقت على كل قسوة
حتى البحر والحوت كان أرحم من الإنسان على أخيه الإنسان سرد جميل ممتع ولغة ومفردات راقية وأتت القفلة لتتوج جمال النص والقص بوركتِ العزيزة شيرين وأهلاً وسهلاً بكِ بين أخوتك وأخواتك تحياتي وودي |
|||
10-09-2015, 05:05 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: صلاة أيلول
الرائعة نوال البردويل
تحية ورديه لسمو حضورك وترحيبك السخي شكرا لقراءه اولى مشاركاتى بينكم ويسعدني دوما ان احظي بنقدك تحياتى ....شيرين |
|||
15-09-2015, 12:34 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: صلاة أيلول
قالب سردي انزاح نحو اللغة الوصفية الشعرية
منجز طيب من لدنكم كان الصغير مفعم بالحياة / مفعمًا قبل وبعد مرحى بكم |
||||
15-09-2015, 12:41 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: صلاة أيلول
أسلوب راقي--وحر ف رائع
وقد أصاب في مقتل الواقع---سالت دماؤهم على جثته يا له من أيلول تقديري واحترامي والتحايا العطرة |
|||
15-09-2015, 01:44 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: صلاة أيلول
الأديب الراقي زياد السعودي
تحيه صباحية رائقة لتحيتك وشكرا على التصويب للاسف هناتى النحوية تتعدد تحياتى ....شيرين |
|||
15-09-2015, 01:47 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: صلاة أيلول
الغاليه غالية أبو سته
شكر لبهاء حضورك سيدتي تحياتى .... شيرين |
|||
18-09-2015, 02:11 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: صلاة أيلول
اقتباس:
حبذا لو قمتم بالتعديل ومرحى |
|||||
19-09-2015, 02:18 AM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: صلاة أيلول
تحيه عطرة لك عزيزي ولقد تم التعديل وأكرر شكري ....
تحياتى .....شيرين |
|||
20-09-2015, 02:53 AM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: صلاة أيلول
اهلا شيرين
حين يتراكب شرف المعني وقوة السبك يستحيل المبدع الى لوحة فنية ذاك ما جاد به الألهام في نصك ،حيث انهمرت اللغة شلالات شعرية جسدت أيلول الماساة أيلول السواد العربي واحتضاره ،ايلول الشتات شتات من ضاقت بهم سبل الحياة فلجوا في طلبها في أقاصي الامصار فيتخطفهم الموت في لجج البحار قبل أن تتلقفهم المنافي القسرية إنها المأساة في أدق تناقضاتها لا كبا لك القلم |
|||
21-09-2015, 06:11 PM | رقم المشاركة : 15 | |||
|
رد: صلاة أيلول
الاديب الراقي الجامعي بوشتي
تحية عبقة كجمال حضروك ردك هذا أعمق كثيرا من نصي شكرا لرشاقة حضورك تحياتي.....شيرين |
|||
30-09-2017, 04:17 AM | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
رد: صلاة أيلول
رفع استراتيجي
لمزيد من الضوء ثم لي عودة للقراءة والتفصيل بإذن الله كل الود
|
||||
01-10-2017, 02:22 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
رد: صلاة أيلول
شكرا لحفاوتك
وفي انتظار العودة |
|||
03-10-2017, 10:12 PM | رقم المشاركة : 18 | |||
|
رد: صلاة أيلول
لغة فيها اقتضاب وتكثيف وتصوير جميل
كتب الألم بقالب فني جميل حوار تخلل النص فبدا لي أقرب خاطريا منه للقص المتعارف عليه من أحكامه قفلة جميلة حققت مفارقة جميلة أيضا بداية النص أقرب خاطريا وخيط السرد أتى باهتا عموما النص بكل ما فيه حمل رسالة وفكرة ولغة جميلة ما قلته وجهة نظر لا تقلل من جمال النص أنتظر الأجمل لك أخيتي تحياتي |
|||
11-10-2017, 10:40 AM | رقم المشاركة : 19 | |||
|
رد: صلاة أيلول
الراقي خالد يوسف
طاب لي تعليقك كثيرا واتمني أن ينال القادم حظه لديك في قراءة ناقدة ايضا تحياتي.....شيرين |
|||
13-11-2018, 09:57 PM | رقم المشاركة : 20 | ||||
|
رد: صلاة أيلول
عاملني ، يا إلهي ، كمثلِ شجرةٍ في ايلول أصلها ثابتٌ وظلها لا يخونُ وأوراقها الصفراء تنتحرُ كعمرٍ أصفرَ ، تتدحرجُ على الطريقِ وسطَ السرابِ المتخثرِ كالدم في عروقِ الوقت . كلما زحفتْ على الأرض كناسكةٍ تتضرع أمام ضريحٍ كلما ابتلتْ بذنوبِ الأرض ودموعِ المعترفين .. كلما اقتربت من الشمع الأبيض حولَ المقام ارتجتْ من فيض صرِاخِ المتوسلين : مدددددددد ... شجرةُ أيلول التي اثقلتِ المساء بحملها فأتبعها بغيمه وظلاله ومصابيحه الخافتة على قارعةِ الخصام ، هذه التي نذرتها أمُها للخريف خالصةً وحين هدهدتِ المهد نطقتْ باسمها الأول واسمِ أبيها وحبيبها ، هذه المصلوبة على خشبةِ العمر والوحشةِ والوحدةِ بين أشباحِ أجنتها التوأم في عرض البحر حتى أرسلَ اللهُ من بقايا ابتهالاتٍ ليليةٍ منْ ينتشلُها من موتها المُؤكدِ . وصولُها إلى شاطيء المدينة الغريبة دون حقيبةٍ حية تسبح بحمد نجاتها ، حملت ضغينتها وألفتها حيثُ جوفها منتفخٌ وقد خلّفتْ وراءها زوجها الذي اختبأ خلف بندقيةٍ تجهلُ هويةَ قتالها المرير ! إلتحفت كفنها واتخذت موضعها فى التابوت العائم فوق الموج ، وكلما تحالفت الأمواجُ ضدَّ القارب تحسستْ بطنها بقلقٍ وريبةٍ ونظرتْ إلى السماء دامعة . ها هي تراها تلك الممدة فوق الغيمة البيضاء في سماءِ المدينة الغريبة بعد أن استفاقتْ للتو من سباتها ، تحسست بطنها ، غاصتْ أصابعُها في الفراغ ... انزعجتْ ، بكتْ ، صرختْ : أين هم أولادي ؟ كلما جنّ الليلُ عليها ذهبت إلى الشاطيء ، غطتْ رأسَها وصلّتْ كشفتْ شعرها وابتهلتْ ، لطمتْ خدَّها ونادتْ في الظلمات حتى أتاها الموجُ بخبرٍ لاح لها من بعيد كأنهُ ظلٌ هائلٌ اقترب منها كثيراً لترى الحوتَ الذي التهمَ أحدَ أجنتها وقد لفظهُ لتوهِ عند قدميها ثم عاد أدراجه إلى جوفِ الماء المحتشد بالغرقى المنسيين ! تأملتْ صغيرها والروحُ يدبُّ فيه وقد لمحتْ في عينيهِ أسرار ما رأى في رحلته في جوفِ الحوت ... كم كان حنونا ً معه ورحيما ! بعد أيامٍ تداولتِ الأنباءُ عن طفلٍ آخرَ التقطه سكانُ البلدة المجاورة واختلفوا حولَ هويته وتنازعوا في منْ سيكفله ... أمامه ، سالت دماءٌ كثيرةٌ حتى جرتْ فوق جثتهِ شاهدةً عليهم ! قرأتُ نصكِ الممتع والعميق في الحزنِ قدر ما أستطعتُ ، فجاء اشتغالي عليه هكذا .
تقبلي كلَّ تقديري ومحبتي
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|