فقاعة .. (قصة قصيرة) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: جرد _قصيدة قصيرة_ (آخر رد :ناظم العربي)       :: بأعلامنا التحفي (آخر رد :ناظم العربي)       :: منكم العنوان (آخر رد :ناظم العربي)       :: وجبة (آخر رد :ناظم العربي)       :: هل تحب الليل؟ (آخر رد :ناظم العربي)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: العاصفة ..!! عبير هلال (آخر رد :عبير هلال)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :عبير هلال)       :: أين الحب !!!؟؟؟ (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، قصـــة... // أحلام المصري ،، (آخر رد :هشام نعمار)       :: يا غزة (بالعامية المصرية) (آخر رد :هشام نعمار)       :: معايدة للجميع وغزة في الطليعة (آخر رد :هشام نعمار)       :: إبليس ينشط :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، رسالةٌ إلى البحر.. // أحلام المصري ،، (آخر رد :دوريس سمعان)       :: تراتيل عاشـقة .. على رصيف الهذيان (آخر رد :دوريس سمعان)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 17-08-2016, 09:52 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد فتحي المقداد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا

الصورة الرمزية محمد فتحي المقداد

افتراضي فقاعة .. (قصة قصيرة)

فقاعة ..


قصة قصيرة
بقلم (محمد فتحي المقداد)*



غرامٌ غير معقول بالفقاعات، عندما أصبُّ الماء في كأس زجاجية، هيامٌ في أقصى درجاته، صراع الفقاعات للعيش للحظة خاطفة أو لحظات، وهي تتشكل لآلئ باهرة يلتمع بريقها، حركات بهلوانية آسرة تستولي على مكامن نفسي، تجعلني ذاهلًا عن محيطي بشرود مثير خاصة لمن يراني، لتلصق بي تهمة الجنون، وفقدان العقل، وتنطلق من أكثرهم عبارتهم الشهيرة:" يا مُثَبّت العقل و الدين، ثبّت علينا العقل و الدين"، حفظت هذه الوصمة اللاصقة بي منذ سنوات.
فقاعة البئر، أشهر الفقاعات على الإطلاق، هي ماركة مسجلة باسم ذلك الرجل الذي اختلف مع صديق لي من أيام المدرسة، ووصفه بأنه لا يعدو أن يكون فقاعة، صديقي سرحان، تسمّرَتْ نظراته البلهاء بوجه الرجل، تجمّدت الكلمات بين شفتيْه، حَارَ جوابًا، رغم أنه حاضر البديهة سريع الجواب.
أخبرني بعد أسبوع: أنه فوجئ حقيقة بالموقف الصّادم، لأن التعبير غريب، فقاعة..!!، أبداً لم يكن يخطر ببالي هذا الوصف الغريب، للمرّة الأولى في حياتي أتعرّض لهذه الشتيمة، قاتَلَهُ الله ما أذْرَبَ لسانه.
لم أستطع أن أتمالك نفسي من انفجاري بالضحك، ونحن واقفان على ناصية الطريق، حالتي أثارت العابرين، لأن تتحول نظراتهم إليّ، يبرمون شفاههم، ويحركون أياديهم علامة الاستغراب، حتى أنني سمعتُ امرأة تفوق بسنّها أمي، قائلة: أجارنا الله من آخر زمن، ومن طيش مثل هؤلاء، ضحكٌ بلا سبب قلة أدب.
تفضّل يا سرحان، هاهي الشتائم لحقتني، لكن شتيمة العجوز تقليدية نعرفها منذ صغرنا، لكن الفقاعة لم ترد لا في ميزان و لا قبّان، سأعمل على تسجيلها في موسوعة "غينس"، أو في دائرة حفظ الملكية الفكرية، وأسجّلها باسمك لأنك أول من شُتِم بها، وأطلقَتْ عليه، هو أنت..!!. مقترنًا مع اسم الرجل المُبدِع المبتكر لمصطلح الفقاعة الذي يطلق على الآخرين للإهانة.
تدور عينا سرحان بحركة لا إرادية باتجاهات عديدة في آن واحد، ملامح وجهه متشنّجة، تقاطيع جبينه واضحة، عروق رقبته منتفخة، لا أدري حقيقة هل هو سمع ما قلتُ، أو أحسَّ بِضَحِكي؟.
تجددتْ نوبة الضحك عندي بوتيرة أعلى مما سبق، سرحانُ غارق في عوالمه، وقوفه جانبي في هذه اللحظة بجسمه، لكنه بعيد عنّي في أفكاره، حاولتُ إخراجه من دوّامته، فقلتُ: عزيزي، لا عليك، يجب أن تتفاخر بها؛ لأنها شتيمة مُثقفّة، ويبدو أن صاحبها مثقف أيضًا.
انتبهَ سرحان من غفلته، وقال: وهل هناك شتيمة مثقفة، وأخرى جاهلة أو متخلفة؟.
لم أستطع السيطرة على مشاعري؛ فعاودتني نوبة الضحك، وسط ذهول صديقي، قاطعني، وتابع: أنا سمعتُ عن الرجل الفقاعة، عافانا الله من هذا المرض الغريب العصيّ على كل منجزات الطب الحديث، وأعرفُ تعلقكَ الشديد، وهُيَامَك بالفقاعات، عندما تجلس الساعات الطوال، وأنت تتأمل كأس الماء، تفرغها وتعيد الماء إليها، لتتشكل الفقاعات، كنـتُ أراكَ، وأنت تنسى نفسك، كانت روحي تفقع وأنا أنتظر فراغك، لنتحدث في أمر هام، والآن شعرتُ بالإهانة الحقيقية الذي وجهها لي ذلك الرجل، بأنني شيء فارغ، وبتفاهة حياتي كلها منذ البدء، وأنني لا أشكّلُ كائنًا فاعلًا في هذا الكون، أمرٌ تجاوز إنسانيتي إلى عالم الهباء، فلو نَعَتَنِي بالحمار أو البغل أو الطبل، لكان أهون ألف مرّة من الفقاعة اللعينة.
على كُلٍّ..، يا سرحان، بالنسبة لي كان هذا الأمر غائبًا عنّي، إلى أن قرأتُ مرةً عن شخص أمريكي، غريب الأطوار في مراقبة الفقاعات وتتبعها، بعد انتهائي من قراءة المقال، قمتُ من فوري لتنفيذ أول تجربة، وكان ما كان.
بينما أنا منسجمٌ بكتابة هذا النص القصصي، توقف صديقي عُدَيّ، ألقى السلام، وتابع: أراكً مُستغرِقًا، ماذا تفعل يا فتحي؟.
أكتبُ نصًّا قصصيًّا، حول الفقاعة، وشرحتُ له الفكرة.
ضحك عُدَيّ بملء فِيِهِ، وقال: كُلّنا فقاعة. تابع مشواره باتجاه بيته، حاملًا أغراضه بيده.
تركني في دوّامة التفكير حول كلمته الأخيرة، أمعقول أننا فقاعة..!!؟، أو نصير فقاعة؟.


عمّان - الأردن
17 \ 8 \ 2016








مدرج بصرى الشام
  رد مع اقتباس
/
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:38 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط