مظفر النواب يليق به الضوء * زياد السعودي* - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘

🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘ موسوعات .. بجهود فينيقية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-04-2011, 04:55 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي مظفر النواب يليق به الضوء * زياد السعودي*



سلام الله

تعودنا أن نضع نصاً تحت الضوء
ومن خلاله نشتغل
هنا ووفاءً لتجربةٍ فذّة
سنستميح روح مظفر النواب
لنضعه تحت الضوء
إذ به يليق الضوء




سيرة
------------

مظفر عبد المجيد النواب ( 1934) شاعر عراقي ينتمي باصوله القديمة إلى عائلة النواب التي ينتهي نسبها إلى الامام موسى الكاظم -عليه السلام-. وهي أسرة ثرية مهتمة بالفن والأدب ولكن والده تعرض إلى هزة مالية أفقدته ثروته.
لم يكن أحد يعلم أن هذا الطفل الذي تعسرت ولادته، وكاد أن يُجْهَضَ في عام 1934 هو نفسه ذلك الشاعر الذي سيحفظ الكثيرون من المعجبين به أشعاره ويرددونها في كل محفل، بل إن جدَّه لما أحب أن يسميه مظفرًا لم يسمه مظفرًا اقتناعًا منه بقدرته على المجابهة، قدر اقتناعه أن هذا الطفل الصغير عانى الكثير ليولد!


ولد مظفر النواب لأسرة ذات مستوًى اجتماعي عالٍ، دخل إلى الكتَّاب وهو في سن الثالثة، ثم إلى المدرسة في سن الرابعة، ظهرت إرهاصاته الشاعرة وهو في المدرسة، كان يحب الأوراق تقطيعًا وكتابة، وكان خجولًا في البداية إلا أنه تغلب على خجله فيما بعد.

كانت أسرته تنتمي إلى موسى بن جعفر الصادق الذي مات بالسم، إذن هو شيعي بالوراثة. وكانت أسرته ثرية تحترم الفن وتقدر الموسيقى، لذا فقد بدأت موهبته الفطرية ـ كما أسلفنا الذهن ـ في الصف الابتدائي، عندما لاحظ مدرسوه قدرته على نظم الشعر وتذوقه، وهو ابن ثماني سنوات في الصف الثالث الابتدائي.

بعد عام 1958حينما سقطت الملكية تم تعيينه مفتشًا فنيَّا في مدينة بغداد لوزارة التربية والتعليم، وبذلك صار قريبًا من الطلاب يشجعهم ويؤسس فيهم الفكر الأدبي.

آمن بالمبادئ الشيوعية وصار مناصرًا لها، على الرغم من شيعيته التي أشرنا لها سابقًا، لذلك عندما اشتد الصراع بين القوميين والشيوعيين عام 1963 لم يتورع عن الانحياز للجانب الشيوعي، وبسبب ذلك تعرض للملاحقة والمطاردة. فهرب من البصرة إلى إيران محاولاً الوصول إلى روسيا عن طريق إيران، إلا أنّ المخابرات الإيرانية (السافاك) ألقت عليه القبض قبل أن ينجح في ذلك.

تعرض لما يفوق احتمالات البشر من التعذيب والإهانة، حتى تم تسليمه في نهاية عام 1963 إلى الأمن السياسي العراقي؛ فحُكِم عليه بالإعدام، إلا أنّ مساعي أسرته استطاعت أن تتوسط له لتخفيف الحكم القضائي إلى السجن المؤبد، وقد هرب من السجن عن طريق نفق على طريقة فيلم الهروب الكبير، بشكلٍ دراماتيكي إلى أقصى حد، وظل هاربًا مختبئًا في الأهواز حتى عام 1969م، حين صدر العفو التام عن المعارضين، ولم يلبث أن اعتقل مرة أخرى ثم أطلق سراحه للمرة الثانية بعد وساطة من صالح السعدي.

بعد ذلك قام بمغادرة بيروت إلى دمشق، وظل يتنقل بين العواصم العربية والأوروبية إلى أن استقر في دمشق.

أخيرًا يرقد مظفر النواب في بعض المستشفيات يعاني من مرضه الذي أقعده، وأبعده عن الساحة الشعرية، وهو على كل حال ممنوع من دخول العراق إلى الآن، وقد أعطت له سوريا الجنسية السورية بشيء من الفخر



مظفر النوّاب شاعر الشجن والثورات والمناطق المحظورة
---------------------------------------------------------
خليل صويلح





عاد مظفّر النوّاب على حين غرّة... هدير الطائرات الاسرائيلية أيقظ قريحة الشاعر العراقي، سليل الجمر والشجن، وهو على فراش المرض، فخرج عن صمته وكتب قصيدة موجعة، من النوع المباشر الذي صنع شهرته من دون أن يختصر تجربته الشعرية.
دمشق ــ خليل صويلح


النوّاب : نصف قرن من الرفض والمجابهة وهتك الأقنعة“انتبه! منطقة شعرية محظورة ومحفوفة بالمخاطر”، بهذا التحذير للقارئ يمكننا اختصار تجربة الشاعر العراقي مظفر النوّاب الذي عاد الى دائرة الضوء أخيراً بقصيدة عنيفة كما عودنا في شعره السياسي المباشر: «كهرمان يا كهرمان/ في يوم واحد تتناقص ثلاثة بلدان/ طهران تقضم من كبد البصرة/ ومن إبطيها تُسحل غزة/ وعلى أربعة عشر صليباً يتخوزق لبنان”...
تجربة مظفر النواب عمرها نصف قرن من الرفض والمجابهة وهتك الأقنعة الرسمية، غاص خلالها في أقصى حمم اللغة وبلاغتها الجارحة، من دون أن يدير ظهره مرة واحدة لجمهوره. فهو “شاعر الكاسيت المهرّب”، أول ظاهرة في شعر العامية العراقي تمتد بأجنحتها إلى تخوم العالم العربي والمنافي. كانت قصيدته الأولى “الريل وحمد” التي كتبها بين عامي 1956 و1958، الشرارة الأولى لاعلان ولادته الشعرية من رحم “الأهوار”، إذ كان يعيش أول تجربة نفي في بلاده. هناك في الجنوب العراقي المهمل، اكتشف جرساً آخر للغة، فكتب بلهجة الأهوار قصيدته الأولى، بعد مكابدات طويلة في السجن، انتهت إلى حكم بالسجن المؤبد في العام 1963.
لكنه تمكن من الهرب عبر حفر نفق أخرجه من أسوار السجن، ليمضي حياته في المنافي. وبعد طول ترحال، استقر في دمشق على خطى الجواهري والبياتي. الا أنّ صاحب “وتريات ليلية” اختار العزلة. فهو بالكاد يخرج من منزله في ضواحي دمشق ليقضي وقتاً في ركنه المعتاد في “مقهى الهافانا” يقرأ صحفه، ويتأمل العابرين. في العودة إلى بدايات تجربته، سوف يجد قارئ، أو “مستمع” مظفر النوّاب، صوتاً شعرياً استثنائياً، تشبّع بالتراث الشعبي العراقي وأصوات المواكب الكربلائية وموسيقى الأهوار وأغانيها الحزينة... ولن يجد صعوبة في وضع هذه التجربة في سياق الحداثة. فإذا كان السياب رائد الشعر العربي الحديث، فإن مظفر النوّاب يُعد “رائد الحداثة العامية”، بدخوله إلى مناطق لغوية بكر تمزج التراث الشعبي بالأسطورة المحلية، مثلما تنطوي على طاقات روحية متأججة، ومنجم غني بالإحالات الوجدانية، سواء في قصائده العامية التي غناها كبار المغنين العراقيين أو في قصائده المكتوبة بالفصحى. صاحب “وتريات ليلية” ظل على الدوام يغذّي شعره باللغة الملتهبة، اللغة التي تبطن حزناً أبدياً، وسم تاريخ بلاد الرافدين وضفاف دجلة وتحريضاً على الطغيان. يعترف سعدي يوسف بأنه يضع جبين شعره على أهداب “الريل وحمد” حاسباً إياه نموذجاً خارقاً ومدهشاً في تاريخ العامية العراقية.
الحياة القلقة والمضطربة طبعت قاموسه الشعري بنبرة خاصة، لا تتوافر في تجارب غيره. أما أحاسيسه القومية الصاخبة، فألهبت مشاعر جمهوره بالغضب أينما حلّ. كأنما هذا الشاعر (72 سنة) سليل الجمر والشجن. مظفر النوّاب الشاعر والرسّام والمغني يرقد اليوم على سرير المرض وحيداً، لكن غضبه لم يشحّ... فها هو يرفع الراية مع المقاومة في الجنوب اللبناني، حتى الشهقة الأخيرة.




شتّام بالفصحى وشاعر بالعامية
--------------------------------

حسين بن حمزة


إن الأحداث الكبرى تحتاج إلى شاعر وشاهد مثل مظفر النواب، بل إن نبرة هذا الشاعر أقرب ما يمكن إلى مزاج الناس العاديين الذين لا يشهرون متطلبات شعرية ونقدية وأسلوبية في وجه قصيدته. إنهم يتلقّونها بوصفها لسان حالهم ومرآة آلامهم وغضبهم.
الواقع أن نبرة الاعتراض الصارخة لدى النواب تكاد تنحصر في شعره المكتوب بالفصحى. ذلك أن قراءه، أو بالأحرى مستمعيه، يعرفون أن له تجربة ثرية على درجة من الخصوصية في كتابة الشعر العامي أو الشعبي باللهجة العراقية ذات الحساسية المرهفة والشجن العميق. ويمثّل النواب، في هذا السياق، واحدة من التجارب النادرة في الشعر العراقي والعربي بجمعه بين الفصحى والعامية. إن سبب الصيت الواسع لقصيدته الشهيرة “وتريات ليلية”، أنها تختصر “فن” مظفر النواب في شتم الحكّام العرب والأنظمة المتخاذلة، وهل منا من لا يحفظ المقطع الأكثر شهرة في تلك القصيدة: “القدس عروس عروبتكم...».
غالباً ما يحضر اسم مظفر النواب في ذهن الجمهور مصحوباً بهذا المقطع أو مقاطع أخرى من القصيدة نفسها، رغم كتابته لنصوص وقصائد أخرى ومنها خمريات وذاتيات مختلفة. ويراه بعضهم شتاماً موهوباً بالفصحى، وشاعراً في العامية العراقيّة.
إذا كان النواب شاعر الغضب الجماهيري فإنه، أيضاً، شاعر الشجن العراقي بامتياز. إنه شاعر الوتريات لكنه شاعر “الريل وحمد” أيضاً. هذه القصيدة تصلح لأن يُنظر إليها على أنها القفا العامي لشهرته الفصيحة. والواقع أن ذيوع الوتريات على أشرطة الكاسيت، وانتشار “الريل وحمد” في طبعة نادرة، يوضحان أن شعر النواب السياسي المباشر يحتاج إلى طاقة إلقائية خاصة كتلك التي يختلط فيها الحزن بالغضب والاحتجاج والشتائم. بينما يكشف في شعره الشعبي، عموماً، عن مهارات وممارسات شعرية أكثر تنوعاً، ونبرة أكثر خفوتاً وطواعية وشجناً، يستثمر فيها الشاعر ذاكرته وبيئته العراقية وخصوصيتها الجغرافية والاجتماعية والوجدانية. وهي نبرة أكثر شعرية بالمعنى النقدي للكلمة.
كتب مظفر قصيدة "الريل وحمد” قبل نصف قرن. والريل يعني القطار في لهجة جنوب العراق. في ظروف خاصة، وكان يضع الورقة والقلم تحت وسادته وينهض ليلاً ليدوّن بعض المقاطع في العتمة، ويقول إن صديقه الكاتب علي الشوك هو من أخذها من دفتره ونشرها من دون علمه. وقال سعدي يوسف إنه يضع جبين شعره على “الريل وحمد”.
يقول مظفر إنه في الفصحى ينحت في الصخر، وفي العامية يشتغل على الطين. ويرى أن العامية مطواعة وتحتمل حرية أوسع في الاشتقاق. وهذا قد يفسر جانباً من تحقق شعريته بشكل أفضل في أعماله العامية، وخصوصيته المباشرة في قصائده الفصيحة. وإذا كان الكتّاب والفنانون يفكرون في أن تحفظهم نصوصهم أو بعضها أو واحد منها من النسيان، فإن مظفر النواب ينعم بفرصتين كي يتذكره الجمهور. فأعماله السياسية تعيش في ذاكرة الناس لأنها تتحدث باسمهم وتنتقم لهم، بينما سيتذكر جمهور آخر أقل عدداً وأكثر تطلباً شعره العامي.




فكره ومذهبه وأيدلو�چيته
-------------------------

تتلخص أفكار مظفر النواب، ومذاهبه الشعرية والحياتية، وأيدلوچياته في كلمات ثلاث؛ شيعي، شيوعي، صوفي.

المطلب الأول: شيعيته:

هو شيعي رافضي، من الصنف الذين يرون أن الخلافة قد اغتصبت اغتصابًا من سيدنا عليّ، بل وربما رأوا أن الصحابة كلهم مخطئون متواطئون على تمريرِ الخلافة إلى أبي بكر ومن بعده إلى عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، وحجبِها عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه... وإذا أمعنا النظرنا سنرى إلى أي مدى ظهر ذلك في شعره، وسنأخذ مثالًا على ذلك من قصيدة وتريات ليلية؛ يقول الشاعر:

للخط الكوفي يتم صلاة الصبح

بأفريز جوامعها

لشوارعها

للصبر

لعلي يتوضأ بالسيف قبيل الفجر

أنبيك عليا!

ما زلنا نتوضأ بالذل ونمسح بالخرقة حد السيف

ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف

ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية!

يبين الشاعر إلى أي حد صرنا همجًا نتذلل وننسى السيف الذي رفعه سيدنا علي، وهو من وجهة نظره آخر المجاهدين الذين كانوا يتوضئون بالدماء التي يسيِّلها السيف، ولم يكن عندهم ذل أو خنوع، كما هو عند المعاصرين من الحكام في نظره.

كما أن الاستشهاد السابق يحيل إلى أحداث الفتنة والحرب بين سيدنا الإمام على بن أبي طالب – رضي الله عنه- وسيدنا معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنه-، وهو متأثر بتلك الرواية التي دَرَجَ نقدة التاريخ الإسلامي على وصفها بالضعف والبطلان –فهو شاعر ليس مؤرخًا- وهي تعليق جيوش الشام بقيادة سيدنا معاوية المصاحف على أسنة الرماح عندما بدأت جيوش سيدنا معاوية تميل مع هجمات سيدنا علي رضي الله عنهما؛ خوفًا من أن يستأصل سيدنا عليٌّ شأفة الشاميين، ولأن سيدنا عليًّا مسلمًا طيبًا فقد قبل بتحكيم كتاب الله، غير عالم بما سيحدث من فتنة تفرق بين الصفوف ومن تآمر من الجانب الدمشقي بقيادة معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص رضي الله عنهما.[2]

لكن على الرغم من كل ذلك، ما الذي يجعلنا نجزم بشيعيته؟ نعم قد يقال: إنه رجل متأثر ببعض الدعايات الشيعية التي تتحدث عن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، بوصفهما رءوسًا للفتنة، وسببًا من أسباب تفرق الأمة، كبعض الكتاب المعاصرين الذين لا يتهمون بتشيع، ولا يعرفون الموالاة للشيعة...

يضحد ذلك ما نراه بعد ذلك في الأبيات التالية:

أما أنا فلا أخلع صاحبي

في هذا الاستشهاد ثمة محرك للصورة الشعرية، وهي تحيل مباشرة إلى واقعة التحكيم بين سيدنا علي بن أبي طالب، وبين سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، ولعبة التحكيم المزعومة المكذوبة بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، وهذا كله لاستحضار هذه الواقعة التاريخية من أجل أن يُسْقِط صورة الفتنة على الواقع المعاش، وهو يُعلن صراحة عن مذهبه العقائدي، فهو شيعي رافضي ينتمي إلى الفرقة الاثني عشرية، وفي إعلانه عن شيعيته وظيفتان؛ الأولى تهيئة المتلقي لاستقبال رسالة تحمل بعض الأفكار الشيعية دون أن يجلس في كرسي الناقد، ويقف مفندًا الحجج ـ إن لم يكن شيعيًّا ـ والثاني: تعريف المتلقي بأن تلك العقيدة هي التي تحرك مبدعها.




الصياغة اللغوية في شعر المظفر
---------------------------------
باقر ياسين

يمتاز شعر مظفر النواب بقوة التعبير ومتانة اللغة والمفردات ، كما يمتاز الشاعر بقدرته على استعمال الألفاظ والكلمات والاشتقاقات استعمالا ً جديدا ً ومناسبا ً وحسنا ً حتى لتبدو بعض الصياغات للجمل والمفردات لما فيها من الغرابة والتفرد وكأنها من صنعه ونحته واختراعه ..

أما في الهجاء فيستعمل الكلمات استعمالا ً هجوميا ً شرسا ً يستخدم فيه الوجه الأقسى من بين الوجوه والصياغات المتداولة للكلمة أو اللفظة ..

كذلك يستخدم الكلمات والجمل الواردة في نصوص تراثية معروفة ويقوم باستعارتها والاستعانة بها واستخدامها في اطارها الصحيح وبما يذكر بدلالاتها الدينية والفلسفية والتاريخية ..

أما قدرته الفائقة على الوصف فانها تجعل من شعره في وصف بعض الاحداث شريطا ً وثائقيا ً مصورا ً يلتقط كل التفاصيل الصغيرة دون أن ينسى الحركات والتعابير والألوان ( والديكور ) والثياب والشعارات والحوار ..
فيرسم المشهد بريشة ألوانها الكلمات المختارة المعبرة والموحية وحدود الأبعاد فيها ، التعابير والجمل البليغة الساحرة .. وتظهر متانة البناء اللغوي لشعر مظفر النواب وقوة السبك في عباراته من خلال التناسق الكبير بين الكلمات المستخدمة وبين مدلولاتها ..

إننا نستطيع ان نتبين كل تلك المعاني والأبعاد والميزات من خلال استعراض وتحليل بعض المقاطع والنصوص من شعره ..

لننظر إلى هذا النص المأخوذ من قصيدته ( وتريات ليلية ) / الحركة الثانية / وهو يتحدث عن فلاحين في الأهواز ( عربستان ) الذين آووه وضمدوا جراحه وساعدوه في الاختفاء عن عيون السلطات أيام حكم الشاه خلال فترة هروبه من العراق إلى ايران حيث يقول في الاشادة بهم :

غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل برايات تعبق بالثورات المنسية
فاستيقظت الخيل .. وروحي كالدرع ائـتلفت
وعلى جسر البرق المهجور .. انتظروا
صرخت : الهى هؤلاء الفلاحون كم انتظروا ؟ !!
علـّـمهم علم الشعب على ضوء الفانوس ..
ولا والله
على ضوء الظلمة
كان ( حسين الأهوازي ) بوجه لا يتقن إلا الجرأة والنشوة بالأرض وقال انتشروا ..

فلو توقفنا عند عبارة ــ على ضوء الظلمة ــ الواردة في النص السابق حين يقول ــ علمهم علم الشعب على ضوء الفانوس .. ولا والله على ضوء الظلمة ... ـــ لوجدنا كيف استعمل الشاعر بعض الكلمات استعمالا ً جديدا ً للدلالة على معان غريبة وغير مطروقة ــ فهل سبق لأحدٍ أن سمع بأن للظلمة ضوء قبل النواب ؟؟ وأنه يمكن لمجموعة من الناس أن تتعلم على هذا الضوء ؟!!

لقد أراد الشاعر أن يبالغ في تصوير صعوبة الأوضاع والأحوال التي كان الأهوازي ( القائد القرمطي المعروف ) ينشر تعاليمه فيها بين الفلاحين ..

فكان ينشر تعاليمه ويعلم الناس في القرن الرابع الهجري باجتماعات سرية على ضوء الفانوس وبظروف قاسية بسبب مطاردات السلطة له ولاتباعه ، فلم يكتف الشاعر بهذا القدر من الاثارة لشحن الصورة وتجسيم الموقف ، إذ كان يريد أن يبين بأن ضوء الفانوس ذاك من الضآلة بحيث كان يشبه الظلمة فقادته المبالغة إلى استعمال جديد وغريب لمدلولات الكلمات ــ إن ضوء الظلمة هو اشتقاق ربما لم يرد إلا في قاموس النواب وتعبيراته المتفردة بالغرابة المحببة ذات الدلالة الواقعية في نفس الوقت ...

ثم لننظر إلى هذا النص من قصيدته ( طلقة ثم الحدث ) حيث يقول :

إن توحدت بغدارة ليل ٍ لونها الكحـل زنبقة بنت ربيعين
سبت قلبك يا برق
فنث ٌ بعد نـث
وكلا الحالين عشق فافهم الحالين
كي تسلك في الأحوال
واسمع عاشق البرق :
كثيرٌ البث ، صمت ٌ وكثير الصمت بث
وغرزت بعشق الأرض تحت ما من قدر
إلا بإذن منك
فاذن يا حبيبي ..
واحتـرس
ما كان غثٍ ثمر غث ٌ قد الذائق غث
أقدس الأمطار مدرارا ً
فإن
فافهموا مصر :
فكم من عاشق ٍ أتلف سوء الفهم نجواه
وعريٌ طاهر عندي ولا ثوب مريض الطهر رث
واختمار العمق عشق
ولكم مختمر بالصفح
والعمق غثاء وعبث

إننا نجد في هذا النص جمال التعبير بالكلمات وحسن استخدام الألفاظ وصياغتها بعناية .
ففي عبارته ( غدراة ليل لونها الكحل ) أضاف الشاعر الغدارة ( أي البندقية ) إلى الليل ليعطيها معنى الغموض والخطر والترقيب ثم أعطاها لون الكحل ليزيد من غموضها وانسجامها مع لون الليل والظلام ( أما كلمة توحدت ) ويقصد في ذلك التوحد بالبندقية ، فقد جاءت لتعبر لوحدها عن أكثر من معنى من المعاني العميقة ذات الهامش العريض من الدلالات والمفاهيم التي يمكن التوسع بشرحها وتوضيحها .

وكذلك عبارته ( غرزت بعشق الأرض ) فكلمة غرزت تعطي معنى التشرب والتورط الكلي والثبات والالتصاق التام .
أما عبارة ( فاذن يا حبيبي ) فهي جملة مشبعة بالرجاء والمحبة والدلال والغنج ، لأنه يضع القرار بيد حبيبه الذي غرز بعشق الأرض بعد أن سلمه مقاليد التحكم حتى بالقدر ..

كما نجد في هذا المقطع القدرة الفائقة على صياغة الأفكار والمفاهيم وطرحها في إطار شعري عبر مجموعة من الجمل المتناسقة والتعابير السليمة المفهومة المبنية على التسلسل المنطقي المقنع دون أن ينتاب النص الشعري أي ضعف أو هزال ، فالافكار التي يسوقها الشاعر بهذا النص تقوم على مبدأ استخلاص العبرة والموعظة وحسن التبصر من خلال اظهار التناقض والتضاد في المعاني والمفاهيم وتجسيد الفوارق في الآراء المتقابلة ، فإذا تابعنا وفق هذا النظور سنجد نصيحة تحذيرية لكلمة ( احترس ) يوجهها الشاعر لينبه إلى ضرورة اليقظة والتمييز بين المفاهيم والشعارات وعدم الخلط بينها منعا ً للوقوع بالزلل والخطأ والخديعة ..

فليس كل ما يراه الآخرون غثا ً أي رديئا ً هو غث بالفعل ، إذ ربما كان الذي يعطي الرأي ويتذوق هو صاحب الذوق ، الغث ولا يعرف التفريق بين الجيد والرديء أو كان مغرضا ً في اعطاء هذا الرأي وهذا ما أراده الشاعر بقوله ( ما كل غث ثمر غث ، قد الذائق غث ) كما نجد الشاعر يسرد مجموعة من المعاني والمفاهينم التي يريد سوقها كأمثلة استدلالية يعبر عنها بعدد من الكلمات المتضادة والمتقابلة في المعنى مثل :

المدرار والنث والصمت والبث ، وعري وثوب مريض الطهر ، والعمق والسطح ، والعشق والعبث ، وهكذا اضافة إلى ما يمكن ملاحظته من تكرار للألفاظ والكلمات في السطر الواحد أو الجملة الشعرية الواحدة قد تعمده الشاعر في سبيل الوصول إلى جو موسيقي خاص في هذا المقطع إلى جانب جمال السبك اللغوي ، ففي عبارته ( إلا بإذن منك فاذن يا حبيبي ) تكرار لكلمة الأذن ، وفي عبارة ( ما كل غث ثمر غث قد الذائق غث ) تتكرر كلمة غث ثلاث مرات أيضا ً ، وفي جملة ( نث بعد نث ) تكرار لكلمة النث ، وفي عبارته ( كثير الصمت بث ، وكثير البث صمت ) تتكرر كلمة الصمت وكلمة البث أكثر من مرة أيضا ً ...




مظفر النواب في ميزان الزمن
----------------------------------
شوقي بزيع

قل أن امتلك شاعر معاصر القدرة على جذب الجمهور و”إغوائه” وشد انتباهه كما كان الحال مع الشاعر العراقي مظفر النواب.

واللافت في الأمر أن صاحب “الوتريات” لم يدخل إلى قلب جمهوره من باب القصيدة الخليلية الكلاسيكية كما فعل من قبله محمد مهدي الجواهيري وبدوي الجبل وعمر أبوريشة وآخرون، بل من باب قصيدة الشعر الحر أو قصيدة التفعيلة التي ظل استقبالها والتفاعل معها مقتصراً على النخبة المثقفة ومؤازري حركة الحداثة الشعرية التي استهلها في أربعينات القرن الفائت السباب والملائكة والبياني.


ورغم أن النواب ظل يكتب القصيدة العمودية بين حين وآخر إلا أن القصائد التي دفعت الجماهير للالتفاف من حوله كانت تنتمي إلى الشكل الجديد الذي لم يلق في تجارب أخرى مماثلة الاهتمام نفسه والحفاوة إياها.


كيف استطاع مظفر النواب إذاً أن يحقق في فترة قياسية النجومية التي بلغها في السبعينات، من ثم تواصلت صعوداً بعد ذلك لنبدأ في أوائل التسعينات بداية انحدارها؟ وهل يعود الفضل في تلك النجومية إلى الشعر وحده أم إلى عناصر أخرى لا علاقة لها بالنص الشعري أو بالإبداع المحصن؟


إن أسئلة كهذه تكتسب مشروعيتها من تراجع الظاهرة النوابية إن لم يكن أفولها بشكل شبه تام، وإذا كان غياب الشاعر عن القيام بأي نشاط يذكر في السنوات الأخيرة، بداعي المرض والتقدم في السن، هو السبب في نسيانه وسحب اسمه من التداول، فإن سبباً كهذا لن يكون في مصلحة الشاعر لأن هذا الأخير لا ينبغي أن يكون موظفاً عند قصيدته أو مروجاً إعلانياً لها، بل عليه أن يعرف كيف يتوارى إلى الخلف من أجل أن يتقدم النص أعزلاً وبلا ظهير إلى ساحة المواجهة مع المستقبل.


أغلب الظن أن نجومية النواب متأنية من إلغائه الفريد والاستثنائي لشعره والذي لم يكن يجاريه فيه أحد آخر. فاللهجة العراقية المشبعة بالشجن والتجويد الغنائي الذي عرف الشاعر ذو الصوت الرخيم على قوة كيف يتفنن في أدائه والترجيع الكربلائي المستوحى من تلاوة السيرة الحسينية، فضلاً عن التلاعب بالصوت صعوداً وهبوطاً كما يفعل أمهر الممثلين على خشبة المسرح، كل ذلك وسواه حوّل الشاعر إلى ظاهرة فريدة فيها من الغناء والتمثيل والتطريب بقدر ما فيها من الشعر، وإذا كان الفارابي في بلاط سيف الدولة قد أبكى الحاضرين وأضحكهم ودفعهم إلى النوم عبر التلاعب بأوتار عوده، فإن مظفر غالباً ما كان يفعل الشيء نفسه في أمسياته الشعرية الشبيهة بالاحتفال.


إضافة إلى كل ذلك بدا الشعر عند مظفر منتزعاً من عالم مشهدي مترع بالصور الكثيرة التي تنطبع في ذهن المستمع كما لو أنه أمام شاشة سينمائية، وهذا البعد التصويري في شعره كان متصلاً بالمحسوس والايروتيكي من مثل “وشجيرات البر تفوح بدفء مراهقة بدوية/يكتظ حليب اللوز ويقطر في الليل”.


وغيرها من الصور المماثلة التي يمكن للمستمع أن يحفظها بسهولة، وأعتقد أن مثل هذه اللقى النوابية مضافاً إليها البعد الصوفي في شعره وما يستتبعه من خمريات وشطحات وصفية، هي ما يمكن أن يوفر لمظفر قدرة نسبية على مقاومة النسيان أو مخاتلة الزمن.


لكن المشكلة الأساسية عند مظفر النواب تكمن في استسلامه لإغراء جماهيرية طاغية سرعان ما تبدأ بالتناقض بعد استنفاد دورها وأغراضها، وإذا كان الشاعر والمفكر المكسيكي أوكتافيو بات قد تحدث عن الأقلية الأهلية التي تبدأ بقراء للشاعر العظيم قلائل ومعدودين ثم تكبر وتتسع ككرة الثلج سنة بعد سنة.


فإن الحال مع النواب يبدو بخلاف ذلك تماماً حيث إن الجمهور الذي يأنس للاستماع ويطرب للالقاء الكرنفالي ما يلبث أن ينحسر ويتناقص مع الزمن، فالشاعر الذي تعتمد جماهيريته على الالقاء المؤثر وحده لن يستطيع أن يحتفظ بهذه الموهبة مدى الحياة تبعاً لمشكلات الشيخوخة وعوارضها، كما أن اختفاءه عن المسرح بداعي الموت سيكون سبباً كافياً لأن تلاقي قصيدته الصبر إياه.


المشكلة الأخرى عند مظفر النواب هي في تسييس الشعر بشكل مفرط إلى الحد الذي تصبح معه القصيدة شعاراً أيديولوجياً، أو تسجيلاً مدعماً بالشتائم والأسماء والوقائع عن الواقع العربي الراهن، أو توصيفاً للحروب وإعادة انتاج منظومة لأعداد الشهداء والمصابين ولنتائج المعارك والمواجهات كما لو أن الشاعر مراسل حربي يعمل على كتابة التقارير وتوثيق الوقائع الجارية، فما الذي سيبقى من هذا الشعر بعد انتهاء المواجهات ودوال الدول وتغير الظروف؟ وما الذي سيبقى من الشتائم بعد أفول نجم هؤلاء وانحسار ذكرهم؟ ثم أليس هذا النوع من الكتابة هو مجرد تنفيس آني عن الاحتقان الذي يستبد بالناس للحظات قليلة ثم ينتهي مفعوله بانقضاء الحدث، بقدر ما هو مجرد استمرار معدلٍ قليلاً لثقافة المديح والهجاء في المجتمع العربي القبلي.


لا أعرف إذا ما كانت هذه الملاحظات قاسية قليلاً بحق مظفر النواب الذي يرقد الآن على فراش المرض. لكن ما أعرفه هو موهبة الشاعر العالية كان يمكن ان تدفعه، لو أحسن استثمارها، إلى مقدمة المشهد الشعري العربي دون أن أغفل بأي حال تجليات هذه الموهبة في غير قصيدة ومكان.



صوتيات مظفر النواب من مكتبة الشاعر الاردني ( سلطان الزيادنة
----------------------------------------------------------------

1.أحجارفلسطين
سماع وتحميـل
2.ار بي جي
سماع وتحميـل
3.ارمي رب الحجارة
سماع وتحميـل
4.الانتفاضة
سماع وتحميـل
5.في الحانة القديمة
سماع وتحميـل
6.الخوازيق
سماع وتحميـل
7.الرحلات القصية
سماع وتحميـل
8.القدس عروس عروبتكم
سماع وتحميـل
9.أم الأمهات
سماع وتحميـل
10.أيها القبطان
سماع وتحميـل
11.بحار البحارين
سماع وتحميـل
12.بركان الحجارة
سماع وتحميـل
13.ثلاث أمنيات
تحميـل
14.جنين
سماع وتحميـل
15.خالد اكر
سماع وتحميـل
16.عروس السفائن
سماع وتحميـل
17.قصيدة في نابلس
سماع وتحميـل
18.محمد الدرّة
سماع وتحميـل
19.نابلس
سماع وتحميـل
20.نحن شعبك انت
سماع وتحميل
21.وتريات ليلية
سماع وتحميـل



صوتيات مظفرية
------------------

الرحلات القاسيه

http://www.bagdady.com/song_listen_2974_1.ram

امنية

http://www.bagdady.com/song_listen_2986_1.ram

بكائي على صدر الوطن

http://www.bagdady.com/song_listen_2979_1.ram

عروس السفائن

http://www.bagdady.com/song_listen_2973_1.ram

شعر مظفر النواب عن الحكام العرب




قال الشاعر مظفر النواب







مظفر النواب في مكتبتنا عمون
------------------------------

1.الأعمال الشعرية الكاملة

تحميــــــــل

2.ديوان للريل وحمد

تحميـــــــــل




نماذج ىشعرية
---------------


الموت لاسرائيل
------------------

في الوطنِ العربيِّ ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً
مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ
وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ
النّملةُ قطعتْ رأسَ الفيلْ
والبّقةُ شربتْ نهرَ النيل
والجّبلُ تمخّضَ.. أنجبَ فأراً
والفأرُ توّحشَّ يوماً.. وافترسَ الغولْ
والذّئبُ يغنّي يا ليلي..يا عيني
والحرباءُ تقولْ بلباقةِ سيّدةٍ تتسوّقُ في باريسَ:
"تري جانتيلْ" معقولٌ..؟
ما تعريفُ المُمكنِ والمُتصوّرِ والمعقولْ؟
يا قارىء كلماتي بالعرضِ
وقارىء كلماتي بالطّولْ
لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ
إنّي معترفٌ بجنونِ كلامي
بالجّملةِ والتّفصيلْ
ولهذا لا تُتعبْ عقلكَ أبداً
بالجّرحِ وبالتّعديلْ
وبنقدِ المتنِ وبالتّأويلْ
خذها منّي تلكَ الكلماتُ
وصدّقها من دونِ دليلْ
بعثرها في عقلكَ..
لا بأسَ إن اختلطَ الفاعلُ بالفعلِ أو المفعولْ
الفاعلُ يفعلُ
والمفعولُ به يبني ما فعلَ الفاعلُ للمجهولْ
هذا تفكيرٌ عربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا
أفعالٌ تبنى للمجهولْ
خُذ مثلاً
ضاعتْ منّا القدسُ
وقامتْ دولةُ إسرائيلْ
من المسؤول؟
فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
خذ مثلاً دبّاباتٌ ستٌ في بغدادَ
ونشراتُ الأخبارِ تقولْ:
سقطتْ بغدادُ
من المسؤولْ؟
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ
خُذ مثلاً في الوطنِ العربيِّ
ترى أنهارَ النّفطِ تسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمُ أيضاً
مثلَ الأنهارِ تراهُ يسيلْ
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
والدّمعُ
وأشياءٌ أخرى
من كلِّ مكانٍ في الوطنِ العربيِّ تسيل
لا تسألْ عن سعرِ البرميلْ
فلكلِّ زمانٍ تجّارٌ
والسّوقُ لها لغةٌ وأصولْ
أمّا نحنُ البُسطاءُ
فأفضلَ ما نفعل ان نفرحَ حينَ يفيضُ النّيلْ
أن نحزنَ حين يغيضُ النّيلْ
أن نرقصَ في الأفراحِ
ونبكي في الأتراحِ
ونؤمنَ أنَّ الأرضَ تدورُ بلا تعليلْ
والموتُ هنا مثل الفوضى
والرّيحِ يجيءُ بلا سببٍ
وبلا تعليلْ
والحربُ هنا حدثٌ ميتافيزيقي
فاعلهُ إنسانٌ مجهولْ
وضحيّتهُ أيضاً مجهول
هذا تفكيرٌعربيٌ عمليٌ شرعيٌ مقبولْ
في زمنٍ فيهِ حوادثنا كمذابحنا
ومآتمنا
أفعالٌ تبنى للمجهولْ
فعلٌ مبنيٌّ للمجهولْ
عفويٌ مثل شروقِ الشّمسِ
بديهيٌ مثل التّنزيلْ
أمرٌ مفروضٌ حتميٌ
وقضاءٌ مثل قضاءِ اللهِب
لا تبديلْ
فعلٌ مبنيٌ للمجهولْ
وعلينا أن نصبرَ دوماً
فالصّبرُ جميلْ
ما أسخفها تلكَ الجّملةُ .. "الصّبرُ جميلْ"
ولدتْ جملاً أخرى تُشبهها
خُذ مثلا الخوف جميلْ
الذّلُّ جميلْ
الموتُ جميلْ
الهربُ من الأقدارِ جميلْ
وجميلٌ أن يُقتلَ منّا في غزّة يوماً مائةُ قتيلْ
وجميلٌ أن ننسى في اليومِ التّالي
ـ فالنّسيانُ جميلْ وجميلٌ ـ
أن تأتينا أمريكا بجيوشٍ وأساطيلْ
وجميلٌ أنْ تحترقَ الأرضُ
فلا يبقى زرعٌ ونخيلْ
وجميلٌ أنْ تختنقَ الخيلُ
فلا يبقى نزقٌ وصهيلْ
وجميلٌ أنْ تتهاوى كلُّ عواصمنا كي تبقى دولةُ إسرائيلْ
ياربِّ. .كفرتُ بإسرائيلْ
وكفرتُ بكلَِ حوادثنا المبنيّةِ دوماً للمجهولْ
ياربِّ
كفرتُ بإسرائيلْ
هي وهمٌ
كالنّملةِ والبّقةِ
نحنُ جعلناها كالفيلْ
وتركناها تتدحرجُ فوقَ خريطتنا يوماً كالفيلْ
وتدوسُ علينا مثل الفيلْ
وتدكُّ قُرانا مثل الفيلْ
ياربِّ
كفرتُ بإسرائيلْ
هذا الوهمُ الملتفُّ على الأعناقِ
إذا قررنا يوماً
سوفَ يزولْ
ياربِّ كفرتُ بإسرائيلْ
الموتُ الموتُ..لإسرائيلْ
الموتُ الموتُ..لإسرائيلْ
الموتُ الموتُ...لإسرائيلْ

يا قاتلتى
----------

يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي
أهاجر في الفقر
وخنجرك الفضي بقلبي.. وأولادي
عشقتني بالخنجر.. والأجر بلادي
ألقيت مفاتيحي في دجلة
أيام الوجد وما عاد هنالك
في الغربة مفتاح يفتحني
ها أنذا أتكلم من قفلي
من أقفل بالوجد وضاع على أرصفة الشارع سيفهمني
من كان مخيم يقرأ فيه القرآن
بهذا المبغى العربي سيفهمني
من لم يتزوّد حتى الآن.. وليس يزاود في كل مقاهي الثوريين
سيفهمني
من لم يتقاعد كي يتفرغ للهو
سيفهم أي طقوس للسرية في لغتي
وسيعرف كل الأرقام.. وكل الشهداء.. وكل الأسماء
وطني علمني ان أقرأ كل الأشياء
وطني علمني أن حروف التاريخ مزورة
حين تكون بدون دماء
وطني علمني ان التاريخ البشري
بدون الحب
عويلاً ونكاحاً في الصحراء
يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟
هل أنت بقية داحس والغبراء؟
وطني أنقذني من رائحة الجوع البشري
مخيف
أنقذني من مدن يصبح فيها الناس
مداخن للخوف وللزبل
مخيس
من مدن ترقد في الماء الآسن
كالجاموس الوطني
وتجتر الجيف
أنقذني كضريح نبي مسروق
في هذي الساعة في وطني تجتمع الأشعار
كشعب النار
وترضع في غفوات البر صغار النوق
يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق
في العلب الليلية يبكون عليك
ويستكمل بعض الثوار رجولتهم
ويهزون على الطبلة والبوق
أولئك أعداؤك يا وطني
من باع فلسطين سوى أعداؤك أولئك يا وطني
من باع فلسطين وأثرى بالله
سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام
ومائدة الدول الكبرى
فإذا أجن الليل تطق الأكواب بأن القدس عروس عروبتنا
من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة
أقسمت بأعناق أباريق الخمر
وما في الكأس من السم
وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري ببيروت
تكرش حتى عاد بلا رقبة
أقسمت بتاريخ الجوع.. ويوم السغبة
لن يبقى عربي واحد
ما دامت حالتنا هذي الحالة
بين حكومات الكتبة
القدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل زنات الليل الى حجرتها
وسحبتم كل خناجركم
وتنافختم شرفاً
وصرختم فيها ان تسكت صوناً للعرض
فما أشرفكم أولاد القحبة
هل تسكت مغتصبة
أولاد الفعلة لست خجولاً
حين أصارحكم بحقيقتكم
ان حظيرة خنزير أطهر من أطهركم
تتحرك دكة غسل الموتى
اما انتم لا تهتز لكم قصبة
الآن أعريكم
في كل عواصم هذا الوطن العربي قتلتم فرحي
في كل زقاق أجد الأزلام امامي
أصبحت أحاذر حتى الهاتف.. حتى الحيطان.. وحتى الأطفال
أقيء لهذا الأسلوب الفج
وفي بلد عربي كان مجرد مكتوب من أمي
يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمريين
تعالوا نتحاكم أمام الصحراء العربية
كي تحكم فينا
أعترف الآن أمام الصحراء بأني مبتذل وبذيء
كهزيمتكم
يا شرفاء مهزومين
ويا حكاماً مهزومين
ويا جمهوراً مهزوماً
ما أوسخنا.. ما أوسخنا.. ما أوسخنا..
ونكابر ما أوسخنا
لا أستثني أحداً
هل تعترفون آنا قلت بذيء
رغم بنفسجة الحزن.. وايماض صلاه الماء على سكري
وجنوني للضحك بأخلاق الشارع والسكنات
ولحس الفخذ الملصق في باب الملهى
يا جمهوراً في الليل يداوم في قبر مؤسسة الحزن
سنصبح نحن يهود التاريخ
ونأوي في الصحراء بلا مأوى
هل وطن تحكمه الأفخاذ الملكية
هذا وطن أم مبغى؟
هل أرض هذي الكرة الأرضية.. أم وجر ذئاب؟
ماذا يدعى القصف الأممي على هانوي؟
ماذا تدعى سمة العصر وتعريص الطرق السلمية؟
ماذا يدعى استمناء الوضع العربي أمام مشاريع السلم
وشرب الأنخاب مع السافل فورد؟
ماذا يدعى ان تتقنع بالدين وجوه التجار الأمويين؟
ماذا يدعى الدولاب الدموي ببغداد؟
ماذا تدعى الجلسات الصوفية في الأمم المتحدة؟
ماذا يدعى إرسال الجيش الإيراني الى قابوس؟
- وقابوس هذا سلطان وطني جداً
لا تربطه رابطة ببريطانيا العظمى
وخلافاً لأبيه ولد المذكور من المهد ديمقراطياً
ولذلك تسامح في لبس النعل.. ووضع النظارات
فكان ان اعترفت بمآثره الجامعة العربية يحفظها الله
وإحدى صحف الإمبريالية قد نشرت عرض سفير عربي
يتصرف كالمومس في أحضان الجنرالات وقدام حفاة (صلاله)
ومن لا يعرف ان الشركات النفطية في الثكنات
هناك يراجع قدرته العقلية..
ماذا يدعى هذا؟
ماذا يدعى تبرأة الملك السفلس في التاريخ العربي
ولا يشرب إلا بجماجم أطفال (البقعة)
أصرخ فيكم
أصرخ أين شهامتكم ان كنتم عرباً.. بشراً.. حيوانات
فالذئبة حتى الذئبة تحرس نطفتها
والكلبة تحرس نطفتها والنملة تعتز بثقب الأرض
أما انتم فالقدس عروس عروبتكم
فلماذا أدخلتم كل السيلانات الى حجرتها
ووقفتم فيها ان تسكت صوناً للعرض
فأي قرون أنتم
أولاد قراد الخيل كفاكم صخباً
خلوها دامية في الشمس بلا قابلة
ستشد ظفائرها.. وتقيء الحمل عليكم
ستقيء الحمل على عزتكم
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم
ستقيء الحمل عليكم بيتاً.. بيتاً
وستغرز أصبعها في أعينكم
أنتم مغتصبي..
حملتم أسلحة تطلق للخلف
وثرثرتم.. ورقصتم كالدببة
كوني عاقرا أي أرض فلسطين
كوني عاقرا أي أم الشهداء
من الآن فهذا الحمل من الأعداء
ذميم.. ومخيف
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو فموتوا..
سيكون خراباً.. سيكون خراباً.. سيكون خراباً
هذي الأمة لابد لها ان تأخذ درساً في التخريب....

الى دمشق
------------

دمشقُ عدتُ بلا حُزني ولا فرَحي
يقودني شَبحٌ مضنى إلى شبحِ
ضَيّعتُ منكِ طريقاً كنتُ أعرفه
سكرانَ مغمضة عيني من الطفحِ
أصابحُ الليلَ مصلوباً على جسدٍ
لم أدرِ أيَّ خفايا حُسنه قدحي
أسى حريرٍ شآميٍّ يداعبه
إبريق خمرٍ عراقيٍّ شجٍ نضِحِ
دفعت روحي على روحي فباعَدني
نهدان عن جنةٍ في موسمٍ لقح
أذكى فضائحه لثماً فيطردني
شداً إليه غريرٌ غير مفتضح
تستقرئ الغيب كُفي في تحسّسه
كريزةٍ فوق ماءٍ ريِّقٍ مرح
يا لانحدارٍ بطئٍ أخمصٍ رخصٍ
ولارتفاعٍ سريعٍ طافحٍ طمح
"ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه؟!"
نهدٌ عليَّ ونهدٍ كان في سرح
هذا يطاعنني حتى أموت له
وذاك يمسح خدي بالهوى السمح
كأن زهرة لوزٍ في تفتّحها
تمجّ في قبضتي بالعنبر النفح
دمشق عدت وقلبي كله قرحٌ
وأين كان غريبٌ غير ذي قرح
هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مطلوباً على أملٍ
أن لا أموت غريباً ميتة الشبح
يا جنة مر فيها الله ذات ضحى
لعل فيها نواسياً على قدح
فحار زيتونها ما بين خضرته
وخضرة الليل والكاسات والملح
لقد سكرت من الدنيا ويوقظني
ما كان من عنبٍ فيها ومن بلح
تهرُّ خلفي كلاب الحيّ ناهشة
أطراف ثوبي على عظمٍ من المنح
ضحكت منها ومني فهي يقتلها
سعارها وأنا يغتالني فرحي

بالخمر والحزن وفؤادي
-----------------------

عسل الورد الخامل ريقك
والنهدان أراجيف دفوف لئلاء
أهتز كما يهتزان
أحَدُّ من الشفرة طبعي
ورقيق ماء
أوسخ طين سيدتي يُنبت فُلاً إن لقي الحب
وأطيب طينٍ لا ينبت حين يُساء
مسكون بالغربة
يجري الفيروز بأوردتي حزناً
هل تسمح سيدتي أنساب الى جانبها
ليس عليّ سوى برد العمر رداء
دوريات الإخصاء تجوب الشارع
أغرب شيء …
أي فم يفتح …
فوراً يجري التخدير ويخصى
ما هذا الصمت المتحرك بالشارع إلا إخصاء
جئتك من كل منافي العمر
أنام على نفسي من تعبي
ما عدت أزور فناراً
البحر تخَرب
يحتاج البحر الى إصلاح
والغرق الآن هو الميناء
مازلت على طاولة الحانة لست أعي
إلا ثملي بالكون
فالبعض على طاولة أخرى للسكر بدم المخلوقات
أنا .. هذي طاولتي
يقرأني من يرغب حسب ثقافته في العشق
وقد يخطئ لا أستاء
يا من تسعل من كل مكان إلا حلقك
البرد شنيع وأنت تراقبني
العرب العراب من البحر الى البحر بخير
وسجون ممتعة
وإسرائيل ترش علينا ماء الورد من الجو
وأنت تراقبني
ما أجمل هذا المنظر
إسرائيل ترش وأنت تراقبني
مبسوط .. ؟
مبسوط لا شك
وأنا والله كذلك جداً
شكراً .. ولديّ رجاء
اكتب ما شئت لمن شئت بما شئت
ووجهك للحائط أرجوك
تشكيلة وجهك تزعجني
عفواً لا أقصد جرحك في شيء
هل ظل هنالك ما يجرح فيك
ولكن خطأ في خطأ تشكيلة وجهك
يا رب لماذا الأخطاء
أنت مصر يا سيد تزعجني
هل آذيتك في شيء
أنزلت مرتبك الشهري
سبقتك في طابور الخبز
إن كنت بهذا التقرير توفر خبز عيالك
سيشبون حراماً
أو كنت تريد شراء حذاء
أنت وتقريرك والراتب يا دوب حذاء
أهل الحانة ناموا
سامحني إنصرف الآن
فؤادي مملوء بالخمر وبالحزن
بي شوق أتمرغ بالرمل
ورائحة البطيخ بشاطئ دجلة
سامحني ان كنت أسأت فما قصدي
نفق القلب ..
أعشق ألقاك غداً في الحانة إنساناً
تقدر يا سيدي إن أنت تشاء
فرشت وفي قلبي الحانة
مرتعش بالمطر الفضي
كهر فقد المأوى
أتمسح بالأبواب
أقوس ظهري الثلجي
برأسي مشغل ماسٍ منتظر شحنة نهدك
والعمر يباب
مولاي .. لقد نام ملوك الأرض وغلقت الأبواب
تنثرني الريح قبيل شجيرات الشارع والثلج
مطاعم آخر ساعات الليل تضيء هنا وهناك
تلكأ وجهي ..
أسمع طفلاً يثغو في المهد
وأسمعه يثغو ..
يا رب يشب له وطناً
فأنا عشت بلا وطن
وأنا أعرف كيف يعيش الزرع السائب في الماء
ويشتاق الى أي تراب
عصفور في الشباك الضالع في نومك
زقزق في زخرفة الشامي
وأغمض عينيه على أقدم أغنية غناها
رئتاي امتلأت دمعاً
يوماً ما ..
شغل الدنيا بالعشق
ولم يلق سوى الصيادين جواب
هرم الصيد
هرم الصيادون
وما زال العصفور كما كان يزقزق
كان يقول ..
إن مر حزين آخر ساعات الليل
كأن العصفور يقول له مساء الفل تأخرت
أقول صباح الخير لقد طلع الفجر
وبغداد تقوم الآن من الحلم بدون ثياب
تمسح بالطل وزرقة قبل الفجر مفاتنها
تدخل عند الله وتخرج بالشمس وبالشاي
البصري الموجع بالنعناع
شواطئ دجلة ما زالت نائمة
والسيد قد نسي التقرير على طاولة الخمر وغادر
مكتوب في التقرير
أن الخمرة سيئة
السيد كذاب
السيد كذاب
حتى في الخمرة يا سيد تكذب ؟!!
حتى في الخمرة يا سيد تكذب ؟!!أم العرافة...

المسلخ الدولي وباب الأبجدية
-------------------------------

تعلل فالهوى علل
وصادف أنه ثمل
وكاد لطيب منبعه
يشف
ومانع الخجل
وأسرف في الهوى ولهاً
فأسرف شيبه الحجل
وفيما كان في حلم
تقاطر حوله المحل
وسافر صحبه في رحلة الدنيا
وما وصلوا
ولما أيقظته الريح
ضاقت بالشجى الخيل
فما يبكي ولكن
لو بكى
يرجى له أمل
تفرد صامتاً مراً
ومنه يقطر العسل
فما خلل بهذه الدنيا
ولكن كلها خلل
ذئاب كلما سمت جريحاً
بينها أجل
أطالت من مخالبها
وصارت فيه تقتتل
بمدأبه كذلك
كيف دعوى
يسلم الحمل
وكيف يقال أن الحكم
للأغماد ينتقل
سفاهات .. وأسفهها
ضمير تحته عجل
يفلسف ثم ينقض
ثم لا عقم
ولا حمل
مزالق في مزالق
يرتشي فيها
وما زلل
بمختصر العبارة
أنه عهر تركب فوقه دجل
طباق أو جناس .. أو مراحل
كلها حيل
فإن لم تقدحوا ناراً
فكيف يراكم الأمل
فإن قدحت فكونوا لبها
فتظل تشتعل
ففي ليل كهذا تكثر الضوضاء .. والجمل
وما نظروا هذا الحضيض
وهذه العلل
قضيتنا وان عجنوا .. وان صعدوا .. وان نزلوا
لها شرح بسيط واحد .. حق
لم الهبل ؟
لماذا ألف تنظير
ويكثر حولها الجدل
قضيتنا لنا وطن
كما للناس في أوطانهم نزل
وأحباب .. وأنهار .. وأجداد ..
وكنا فيه أطفال .. وصبياناً
وبعض صار يكتهل
وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل
قضيتنا سنرجع أو سنفنى .. مثلما نفنى
ونقصف مثلما قصفوا .. ونقتل مثلما قتلوا
فإرهاب بعنف فوق ما الإرهاب ثوري
يمينا هكذا العمل
أقول ويمنع الخجل
بشج العين يكتحل
وكيف عروسكم حصص
وحصتكم بها نغل
أراهنتم على جمل بمكة
تسلمون ويسلم الجمل
غفا جرح فأرقه
بماذا قد غفا كهل
وأنب قلبه
ما كان عشق فيه يكتمل
وكاد لما تصبى
وإلتقت في روحه السبل
تطيب بريقه القبل
وأطيبهن تتصل
ولكن في قرارته
هموم ما لها مقل
كما قطط ولائد في عماها
والعمى كلل
تذكر أهله فقضى
فكابر دمعه الخضل
وكاد يجوب لولا
تمسك الآمال والحيل
وعاتب صامتاً
لو كان يحكي إنما الملل
فما أحبابه يوماً بأحباب
ولا سألوا
وما مسحوا له دمعاً
كما الأحباب
بل عزلوا
ونقل قلبه لكنهم كانوا
هم الأول
فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا
فنخلة أهله الأزل
وماؤهم الذي يروي
وماء آخر بلل
وحبره الذي نصف الهوى في قلبه
وحل
يخط عدوه من وطنه له شبراً
فينتقل
طباق .. او جناس .. او مراحل
كلها حيل
قضيتنا وان نفخوا الكلى
وشرارهم جبل
وصاغوا من قرارات
وان طحنوا .. وان نخلوا
لها درب مضيء واحد رب
فلا هبل .. ولا لات .. ولا عزى .. ولا لف
ولا جدل
قضيتنا لنا أرض قد اغتصبت
وكنا عزلاً
لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
ولا ما تصنع الأموال والحيل
وطالبنا فكان قرار تقسيم
وطالبنا فصرنا لا جئين وخيمة
جعنا .. عرينا ..
ثم طالبنا فأصبح كل شبر مسلخاً
أما الآن لا طلبا ولكن
تحكم السكين .. تختزل
يميناً انه درب إلى "حيفا"
غداً يصل
تعافى جرحه من طهره
وبدى سيندمل
ولكن نكأة ثغرته
حتى كاد يشتعل
فغص بدمعه مضضاً
وكابر حيث يحتمل
وعلل نفسه وتعلة
فيما انتهى محل
فما شيء كعشق ينتهي
لا يرتجى أمل
أعدله فينخذل .. وأخذله فيعتدل
تغلب طبعه عن ثابت فيه
وينتقل
فبعض عاشق يصحو
وبعض عاشق ثمل
وكاد لولا كاد
لا دبر ولا قبل
وأمسكه هوى لبلاده ما
بعده غزل
عراقي هواه وميزة فينا الهوى
خبل
يدب العشق فينا في المهود
وتبدأ الرسل
ورغم تشردي
لا يعتريني بنخلة خجل
بلادي ما بها وسط
وأهلي ما بهم بخل
لقد أرضعت حب القدس
وأئتلقت منائرها بقلبي
قبل ان تبكي التي قد أرضعتني
وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب
من قبضات من رحلوا
وتغتصب الذوائب ثم ترمى
فوق من قتلوا
وكيف مشت مجنزرة
على طفل .. وكيف مسيرها مهل
وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد ..
وصار اللحم في الشرفات ينتقل
فلم يسمع له صوت
وفي خديه ما زالت ظلال المهد
والقبل
تغير صوت أمي
واعترى كلماتها الشلل
وقالت لي قضيتنا .. وغصت بالدموع
فقلت يا أمي : قضيتنا الدمار
أو التراب الرب
لا وسط ولا نحل
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً
أرسلوا السكين وفداً
أنها أمل
سيسمع صوتها
وتشق درباً للرجوع
وينتهي الخطل
بذلت الروح حتى قيل يا مولاي
يبتذل
وقد صار الفراق عوا جديداً
وهو متصل
فما أدري سلوت أم إبتدأت
تشابه الزعل
وان من الهوى ما ليس عشق
إنما سبل
وساجنتي محجرة ببيت في العراق
علائم فيها الفم العذري
إغفاء شديد الوصل بين الحلمتين
إطالة في الخصر ما طال الهوى
خصر وحزن توأمين
وطقس عشق ليس يعتدل
ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجل
فلست أدري ليومي
إنما ما يمحض الأمل
فما جوعي مذلي
او وعيد
كلها طفل
وأشهر كل ظفر في كياني
حينما النهاز يرتجل
وقد يفتي بنفيي من هنا فأظل أفنيهم
وأرتحل
أعيط بكل نهاز وجيبي .. وهم شلل
قضيتنا سلام بالسلاح ...
فثم سلم حفرة
وسلامنا جبل
وأن العنف باب الأبجدية
في زمان
عهره دول
قبيل ذهابكم للمسلخ الدولي وفداً
أرسلوا السكين وفداً
ينتهي الخلل ...

موت العصافير
--------------

على دكة مولاي أبي الليل
يا مسيل الفرس الزرقاء الغسق
وعلى سرجك ينثال رماد الليل والغمد
موشى بعراكات العصافير
وفجر المشمش الأزرق
مسترخ على راحة أقدامك
ووراء القمر الفج
أوت كل العصافير إلى جمجمة الحجاج
لن تعثر على جذوة تهديد
وأعينها تاهتز صغيرات بأقصى محجريه الثقافيين
غدا كل العصافير تموت
وأنا من سيفك إني أفق نخل بارد
هذا الصبا
أين البيوت ؟
وأنا اصرخ في وادي الباطير وقاعات المماليك
بان الشمس زرقاء على مئذنة العمر تموت
والعصافير على دكه مولاي تموت
أنت في بستان أحلامك بين الخمر والريحان
والعمر قد فارق على ناقة حزن للرحيل
ما ترى أنا رحلنا بعد يافا
نحمل الخيمة في ليل الجليل
وغدا أي الحكومات ترى تذبحنا
عذرا لمولاها الذي خلف الجبل
يا أبا الليل أفق
فالطل غطى حاجبيك النبويين
وقد مات من الجوع الجمل
أين نيسان تغطيك من الحمى وتسقيك الزهور
فبيسان وان قد سرقوا منها قفير النحل
ما زالت تبيع البرتقالات العتيقة
تحمل السلة ملآ بالزرازير
التي قد وخست مئذنة اللّه العتيقة
والبوار يد التي صارت من الصمت
أنابيب لتصرف الوساخات عتيقة
والزعامات العتيقة
وارى ذيبا
أرى الشام غزالا راكضا في المسك
لا يحلم إلا ان كعبا سيعيدون الجبل
فرسي وراء الجبل
زوجتي وراء الجبل
كلنا نحك من خلف الجبل
وارى حسان ما زال على شاربه المسكي
من خمر الشمال
أيها القاطع إغفاء الزرازير
ونوم البلبل النخلي في الفجر
وغفوة البرتقال
ها تثاءبت وقد هومك الوجد إلى اهلك
والنوم بعينيك زوايا
خذ لبيسان حكايا البشوات المستجدين
لكي تصنع للسواح لعبات جريح عربي وهدايا
قل لها كل الحكايا
فإذا ما حزنت عند وجاق النار
فارو من نكات الشعب في مصر
وخبرها بان النكت الآن مرايا
جسر المباهج القديمة

ملك العُمق..
--------------

أزور نجوم البحر
أزوّجها بنجوم الليل
أطيل لدى موضع أسرار الخلق
زياراتي
سوف أحدثكم في الفصل الثالث عن أحكام الهمزة
في الفصل الرابع عن حُكام الردّة
وأما الآن فحانات العالم فاترة
ملل يشبه علكة بغي
لصقته الأيام بقلبي
يا صاحب هذا الفَلك المتعب
كنت تسميه سفينة عشق
أنّى أوقدت سيفقس هذا البيض الفاسد
أوساخاً
ألديك فوانيس ؟
زيت ما لمسته يدان ؟
روح تبصر في الزمن الفاسد ؟
أوقدَ بَحّارُ البَحّارين قناديل سفينته
أبقاها خافتة
بَحّار البَحّارين ومن جمع اللؤلؤ والأضواء وأصوات البحر
بخيطٍ لحبيبته
أبقاها خافتةً
تملك أحلى ميم أعرفها
ولها جسد مزجته الآلهة الموكولة بالمزج
فبالغ بالطيب وأربى بالحسن عليها ... إرتبكت .
توضأت بماء الخلق ،
أخذت بهذي القيثارة
دوزنت عقوداً أربعة
وشددت على وجع المفتاح الخامس والسابع
فاعترض النحو البصري عليَّ
كذاك اعترض النحو الكوفيّ
من لا أعرفه يعرف نحواً في الشعر
دع الريح يهدهدك الهدهدة الإهداء
نذرك كان كثير الشمع الأحمر والآس
ومرت كل شموعك من تحت الجسر
وأوغلت كثيراً في البحر
فأين البصرة ؟!
صحيحٌ أين البصرة ؟
البصرة بالنِيّات
لقد خلصت نِيّاتي
وتسلق في الليل عمى الألوان عليها
أين البصرة ؟
أين البصرة ؟ مشتاق
بوصِلتي تزعم عدة بصرات
منذ شهور قلبي لا يفرح إلا بين النخل
أتسير ببوصلة ؟!
- حين يكون لذلك فائدةٌ
ما دختَ ؟!
- إذا كنتُ بلا أملٍ
يا صاحب هذا الكلك المتعب
أنت تسمِّيه المركب ، لا بأس عليك
تفاءل ما شئت
أطلق ما ترتاح من الأسماء عليه
وأضاف قميءٌ عفنٌ كان يقوّق بين القوم
وكنت تفرِّغ شحنتنا الثورية !
يا ابن الشُحَن السلبية !
بطاريّة حِزبك فارغة ماذا أعمل ؟
والتفت الآخر لفتة من فاجأه الحيض وقال :
تفاهمت مع السلطة تشتمها وتورطنا
إربأ أن تسمع واتعذ الله
فمهما قيل فأنت تُعلِّمُ مثل نبيّ
سلمك المفتاح على ذمة بَحّار البحّارين وأعطاك السعفة
ولكن أين البصرة يا مولاي
وما شأني بالبحر
- لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- بل يوصلني
- لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- بل يوصلني البحر إلى البصرة
- قلنا لا يوصلك البحر إلى البصرة ؟
- أحمل كل البحر وأوصل نفسي
أو تأتي البصرة إن شاء الله
بحكم العشق
وأوصلها ...

اللون الرمادي
----------------


دمشق عدت بلا حزني ولا فرحي
يقودني شبح مضنى إلى شبح
ضيعت منك طريقا كنت أعرفه سكران مغمضة عيني من
الطفح
أصابخ الليل مصلوبا على جسد
لم أدر أي خفايا حسنة قدحي
أسى حرير شآميّ يداعبه
إبريق خمر عراقيّ شج نضج دفعت روحي على روحي
فباعدني
نهدان عن جنة في موسم لقح
أذكى فضائحه لثما فيطردني
شدا إليه غريرا غير مفتضح
تستقرئ الغيب كفي في تحسّسه
كريزه فوق ماء ريّق مرح
يا لانحدار بطيء أخمص رخص
ولارتفاع سريع طافح طمح
ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه؟!"
نهد عليّ ونهد كان في سرح
هذا يطاعنني حتى أموت له
وذاك يمسح خدي بالهوى السمح
كأن زهرة لوز في تفتحها
تمجّ في قبضتي بالعنبر النفح
دمشق عدت وقلبي كله قرح
وأين كان غريب غير ذي قرح
هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مصلوبا على أمل
أن لا أموت غريبا ميتة الشبح
يا جنة مر فيها اللّه ذات ضحى
لعل فيها نواسيا على قدحي
فحار زيتونها ما بين خضرته
وخضرة الليل والكاسات والملح لقد سكرت من الدنيا
ويوقظني
ما كان من عنب فيها ومن بلح
تهر خلفي كلاب الليل ناهشة
أطراف ثوبي على عظم من المنح
ضحكت منها ومني فهي يقتلها
سعارها وأنا يغتالني فرحي

عتاب
------

أعاتب يا دمشق بفيض دمعي حزينا لم أجد شدود الشحارير
القدامى ندامى الأمس...هل في الدوحة أنتم أم الوطن الكبير
غدى ظلاما وكان العهد أن الليالي نهب إلى بنادقنا احتكاما
أطربتكم وكان الصبح كأسي وأطربكم على الليل التزاما
وما مدت لغير الشعب والكاسات كفي وإن مدوا بغيرها السلاما
أتيتك والعراق دموع عيني لماذا تجعلين الدموع شاما
فما عرفوا السجود ولا أحبوا ولا ذاقوا ولا عرفوا الهياما
سلام يا ندامى الأمس إني محال أن أفرط بالندامى
إذا ما تمرة علقت بأخرى فلن أملأ لغير العشق حاما
فإن أخذت لسلطان تروي فلم يملك من الطرب الزماما
فما قدمت كأسي بل تناهي الشيب يضطرما اضطراما
وذا طبع الخمور ومدمنيها وتسلك في الملامة إن ألاما...

ندامى
-------

اسقنيها لأوه أجمل عاما
بلغت نشوتها الخمرة في خديك
نثر الورى في كأس الندامى
فبسط الراح كي آخذ حظي
وبعيني من السكر انكسارات الخزامى
فلربي تاه وأطبقت له جفني
ابتعد جيدا
ما عاشق من لم يته فيها وهاما
كل بحار عتيق يشرك الدفة بالسكر
ويرخي جفنه لليل
نم يا ليل أنا لم نناما
ته ..
ته وهذي رشفة علمني البحارة العشاق
ميناء الليالي
ها أنا امضي ولا اسمع من سافر في ساقيه
يشكو من البحر الغراما
دفعوا في دهرهم أحزانهم
وأنا آخذ أحزاني
ولما قارنوا أغمضت جفني على البحر
وسلمت على الطحلب والصمت احتراما
أنت والصحب السكارى عطر ردني
سقط الزر عليهم قمرا
وتدلى سلما خيط حرير
مس من طاولة الخمرة أعصابا
سكارى نحن واللوحة هذه
والكراسي والقناني
ليس صاحب بيننا إلا أخ السكر الكلام
ان تمادت راحتي في عزفها الأسود
في شعرك يا سيدتي
أقدامي لم يعجبها هذا اللحن
والأنغام لم تأت كما الآن انسجاما
أيها الصحب مفاتيحي على آخرها
اسكتوا أوتاركم
اعزف وحدي
أو تكونوا وتراتكم في حالتي
يترك العود رمادا وضراما
كم مغن تاه في الخمر
أنا الخمر أعطتني اهتماما
آه من رخص المغنين
احترم صمتي
لم اعد اغني غير في أقذر حانات الأسى
هيا بكأس يا رفاق الحانة الأولى
خذوا قلبي
اعزفوا لحنا على خاطركم
والذي اقرب للباب
يسلم لي على الصحو سلاما
لم اعد أمزج خمري غير بالخمر
فمن دجلة أولا
لم أجد ماء وسكرا مثلهما في الذمام

بكائية على صدر الوطن
-----------------------

الحركة الثانية
في تلك الساعة .. حيث تكون الروضة فحل حمام
في جبل مهجور
وأضم جناحي الناريين على تلك الأحذية السرية
واريح التفاح الوحشي
يعض كذئب ممتلىء باللذة
كنت اجوب الحزن البشري .. الأعمى
كالسرطان البحري
كأني في وجدي الأزلي
محيط يحلم آلاف الأعوام
ويرمي الأصداف على الساحل
كم اخجلني من نفسي هذا الهذيان المسرف
بالوجع الأمي
كأني أتنبأ بذور اللذة مدت ألسنة خضراء
وشفرات في رحم الكون
وأعطت جملا أبدية
مولاي لقد عاد حمام الجبل المهجور
يمارس عادته النهرية
هل تعرف عادته النهرية؟
أما أنت فأصحرت وعرفتك لا تنوي الرجعة !!
أصحرت بلا أي علامات وبلا أي صور
وعرفتك لا تنوي الرجعة
فالقلب تعلم غربته .. وتعلم بالبرق
تعلم ألا ينضج كل النضج
فيسقط بالطعم الحلو .. و يسقط في الطعم الحلو
وأرق وامتنع النوم علي لأبواق أزلية
عرف المفتاح الكامن في القفل
وما يربطه بالقفل الكامن بالمفتاح
فباحت كل الأشياء
وتضجر قلبي بالأنباء
يا هذا البدوي المسرف بالهجرات
لقد ثقل الداء
قتر ربقك لليل
فلابد لهذا الليل دليل
يعرف درب الآبار
ويقبع بالحذو الناقة بالصحراء
يا هذا البدوي تزود وأشرب ما شئت
فهذا آخر عهدك بالماء
من مخبر روحي أن تطفأ فانوس العشق
وتغلق هذا الشباك
فإن الليل تعرى كالطفل
وان مسافات خضراء احترقت في الوعي
فأوقدت ثقابا أزرقا
في تلك النيران الخضراء
لعل النار أرى
ولعل اللحظة تعرفني
من ذلك يأتي
بين عواء النفس و بين عواء الذئب
وبين غروب النخل يرافقني نصف الدرب
وبعد النصف يقول يرافقني
ناديت بكلتا أذني .. فأوقفت مجاهيل الصحراء
وعيني في الطين
أعدل من قدمي الملوبة
و الأضواء افترستني
أمسكت على الطين لأعرف أين أنا
في آخر ساعات العمر
رفعت الطين الى الرب
بهذا الدين .. تقترب اليه
فأطرد عاطفتيه
وكانت قبضته تشتعل الآن بنيران سوداء
وكان المطر الآن صباحا
وانطبقت كل الأبعاد
وصرت كأني صفر في الريح
وصلت الى باب النخل .. دخلت على النخل
أعطتني احدى النخلات نسيجا عربيا
فعرفت بأن النخلة عرفتني
لتسأل ان كان الزمن المغبر غيرها
قلت .. حزنت
فأطبق صمت وبكى النخل
وكانت سفن في آخر شط العرب
احتفلت بوصولي
ودعني النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة
قال الى أين الهجرة
فارتبك الخزرج .. و الأوس بقلبي
ومسحت التلقيط من الحبس
لئلا يقرأني الدرب
وسيطر قنطار وعاش الصبح
فجاء الله الى الحلم
وجاء حسين الأهوازي يفتش عن دعوته
جاء النخل .. وجاء التعذيب .. وجاءت قدمي الملوية
جف الطين عليها
في البرد .. وزاغ الجرح
وطارت في عتمات القلب
فراشات حمراء .. و أشجار الحزبية
قد شحنت بالحزن و بالنار
نزلت الى ذاتي في بطء
آلمني الجرح .. مددت بساقي
خرجت قدمي كالرعب من الحلم
وكان الابهام هي عين عمياء
تشم برودة ماء (الكارون)
وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات
وشم الذئب الشاهنشاهي دمي
شم الذئب دمي .. سال لعاب الذئب على قدمي .. ركضت
قدمي
ركض البستان
وكان الرب أصغر برعم ورد
ناديت عليه فذقت الكر كمركض الرب .. الدرب .. النخل .. الطين
و أبواب صفيح تشبه حلم فقير
فتحت ووجدت فوانيس الفلاحين
تعين على الموت حصان يحتضر
عيناه تضيئان بضوء خافت فوق ألوف الفلاحين
وتنطفآن وينشج
لو مات على اليح
وبين لفيف الضوء البري
لكان الشعب سيحتضر
غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل
برايات تعبق بالثورات المنسية
فاستيقظت الخيل .. وروحي
كالدرع ائتلقت وعلى جسر البرق
صرخت الهي هؤلاء الفلاحين كم انتظروا
علمهم ذاك حسين الأهوزي من القرن الرابع للهجرة
علمهم علم الشعب على ضوء الظلمة
كان حسين الأهوازي بوجه لا يتقن الا الجرعة
و النشوة بالأرض
وقال انتشروا فانتشروا
كسروا الأنهار كسورا مؤلمة برضاها
كسروا ساقيتين
أشاعوا الظلمة و الأرحال
وراء النخلة وانتشروا
لفوا جسدي بدثار زركش بالطير
أورثهم أياه حفاة الزنج
فقلت لهم لقد علمهم ذاك حسين الأهوازي
عشية يوم في القرن الرابع للهجري
كيف نسينا التاريخ ؟
دخان .. أمل أطلق فلاح في أقصى الحنطة نارا
فانقضت كل وطاويط الشاه هناك
وكانت قدمي الملوية قد تركت
بقع خضراء من الدم المخلص
واستجوبت الأشجار فلم ينطق حجر
كيف نسينا التاريخ ؟
وكيف نسينا المستقبل ؟
كان القرن الرابع للهجرة فلاحا
يطلق في أقصى الحنطة نارا
تلك شيوعية هذي الأرض
وكان الله معي يمسح عن قدمي الطين فقلت له
اشهد اني من بعض شيوعية هذي الأرض
ودب بجسمي الخدر
وغفوت وكان الفلاحين يردون غطائي فوقي
في العاشر من نيسان تفرد عشقي
أتقنت تعاليم الأهوازي
ووجدت النخلة .. والله .. وفلاحا
يفتح نار الثورة في حقل الفجر
تكامل عشقي
ما عدت أطيق تعاليم المخصيين
تفردت .. نشرت جناحي
في فجر حدوث
ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة
تلميذا في الصف الأول
يحمل دفتره .. يفترش الأرض .. يعرف كيف تكلم عيسى في المهد
فإن الثورة تحكي في المهد
ويسمع صوت السبل النارية تبدأ بالخلق
اللهم ابتدئ التخريب الآن
فإن خرابا بالحق .. بناء بالحق
وهذا زمن لا يشبه إلا القرن الرابع للهجرة
او ما سمي كفرا .. زندقة .. او أدرج بالفتن
في طهران وقفت امام الغول
تناوبني بالسوط .. و بالأحذية الضخمة عشرة جلادين
وكان كبير الجلادين له عينان
كبيتي نمل أبيض مطفأتين
وشعر خنازير ينبت من منخاريه
وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها في أذني
ويسألني:من أنت؟
خجلت أقول له :
"قاومت الإستعمار فشردني وطني"
غامت عيناي من التعذيب
رأيت النخلة .. ذات النخلة
والنهر المتشدق بالله على الأهواز
وأصبح شط العرب الآن قريبا مني
والله كذلك كان هنا
واحتشد الفلاحون علي وبينهم كان
علي .. وأبو ذر .. والأهوازي .. ولوممبا .. وجيفارا .. وماركس
لا أتذكر فالثوار لهم وجه واحد في روحي
غامت عيناي من التعذيب
تشقق لحمي تحت السوط
فحط علي رأسي في حجريه
وقال : تحمل فتحملت
وجاء الشعب فقال : تحمل فتحملت
و النخلة قالت .. و الأنهر قالت
فتحملت وشق الجمع
وهبت نسمات لا أعرف كيف أفيق عليها
بين الغيبوبة والصحوة
تماوج وجه فلسطين
فهذي المتكبرة الثاكل
تحضر حين يعذب أي غريب
أسندني الصبر المعجز في عينيها
فنهضت .. وقفت أمام الجلاد
بصقت عليه من الأنف الى القدمين
فقدت رأسي ثانية بالأرض
وجيء بكرسيّ حفرت هوة رعب فيه
ومزقت الأثواب عليّ
ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت
أمسكني من كتفي وقال
على هذا الكرسيّ خصينا بضع رفاق
فاعترف الآن
اعترف
اعترف
اعترف الآن
عرقت .. وأحسست بأوجاع في كل مكان من جسدي
اعترف الآن
وأحسست بأوجاع في الحائط
أوجاع في الغابات وفي الأنهار ، وفي الإنسان الأول
أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان
توجهت الى المطلق في ثقة
كان أبوذرّ خلف زجاج الشباك المقفل
يزرع في شجاعته فرفضت
رفضت
وكانت أمي واقفة أمام الشعب بصمت...فرفضت
إعترف الآن
إعترف الآن
رفضت
وأطبقت فمي ,
فالشعب أمانة
في عنق الثوؤي
رفضت
تقلص وجه الجلادين
وقالوا في صوت أجوف :
نترك الليلة...
راجع نفسك
أدركت اللعبة
في اليوم التاسع كفوا عن تعذيبي
تزعوا القيد فجاء اللحم مع القبد,
أرادوا أن أتعهد ,
أن لا أتسلل ثانية للأهوز
صعد النخل بقلبي...
صعدت إحدى النخلات ,
بعيدا أعلى من كل النخلات
تسند قلبي فوق السعف كغذق
من يصل القلب الآن!؟
قدمي في السجن
وقلبي بين عذوق النخل
وقلت بقلبي : إياك
فللشاعر ألف جواز في الشعر
ألف جواز أن ستسلل للأهواز
يا قلبي ! عشق الأرض جواز
وأبو ذر وحسين الأهوزي ,
وأمي والشيب من الدوران ورائي
من سجن الشاه إلى سجن الصحراء
إلى المنفى الربذي , جوازي
وهناك مسافة وعي ,
بين دخول الطبل على العمق
السمفوني
وبين خوج الطبل الساذج في الجاز
وقفت وكنت من اللّه قريبا....

نهنهي الليل
---------------

نهنهي الليل
على كتفي بستان اللوز
وكان الصمت نبي
خافتة من زمني الطفلي على البعد بكت
وتغمدني برحيم الريحان أبي
ولقد يسكنني الطل فأسكن
أو يتحرك بالرفع قميصي
أو أكسر بعض العشب
وحماري يترك في الليل مجرة حزن بيضاء
يخوض في العشق يشاركني طربي
طرب بالكون ومن لا يطرب بالكون غبي
من ظن يبدل نعلا منه بكنز
يخطيء في التعب
قرفصت لأغسل بعض الصبر على النهر
ففاضت لغة بمزامير القصب
أيختم بالصمت على قربي
أيتها اللغة المرضع بين كرام النخل
مذ الشمس فتاة
والبدر صبي عربي يلعب بالشهب
أن كان نفاني من يتجر بالعبث العربي عما
فأيائل مكة في نسبي
أول ما يتلى في العشق وبعدي
يتلوا العشاق ومن لهبي
لي في الكون حبيب
يفتح أزهار المشمش في الليل
يغازلها أو يمطر
أو يصعد في الحبب
وضعتني أمي في البستان لديه
يهجئني الورد وقالت لأبي
سأكون النذر فلم يجب
ووفى النذر
فإن مآذن شعري تتكبر أن تتزين بالذهب
تذهب في الصحو
ويعتذر الصحو إليها هو يأتي
فالصحو يحب بلاد العرب
عرب رضعوا العزة
شم ..أنف..
لا عرب حلبوا الخنزير
فبال من الحلب
استعري يا نار
استعري يا نار استعري وهبي
أو فاستعري لمجرد أن تستعري
فأنا العاشق
لا أركض بين العلة والسبب أشرفت
على الزجل الباكر للنهر
ورحل حماري مملوء بنجوم الليل
وفجر يهتز بأول ما يهتز من الزغب
قلبي مبثوث بين عصافير النهر
وألتف من الشوق كما يلتف خطيء السحب
فعلى محض ذراعين من المسك
منازل أهلي
وأبعداه ذراعان
هما أخطاء الكون من الخبب
كيف عبرت ولم ..؟
فأنا في الطرفين من النهر
كأن الكوفة في حلب
وطني أنى ينطق بالعربية صافية
من دون القطرية والكذب
وبعمق التاريخ ورفعة عين الصقر
أحن إلى الوحدة
أمد يدا في خاتمها دمعة شوق للوحدة
من جفن المتنبي جف الأمراء وما جفت ويجفون
وتبقى الوحدة والشعب
وكأس المتنبي والعنب
صمم في أذني لكثرة ما سميت غريبا
وتداولني البين على الغرب
وصداحي يجتذب الخطر الصرف
فما أمزج بالماء العذب
أعرف أن القاتل خلف حذائي
في الشارع في السلم في الغرفة
في المسموح من الكتب
رحب وطني بالطير وبالبسطاء وبالعشق وباليلب
الفطرة ليس لها من سبب
مهما اكتحل الثعلب ليس ظبي
ومن العيب تحط القومية فوق المشجب
في حفلات العرس
ونلبس في طنب
طنب عرب ليس جدالا في ذلك
والنبطية تلك اليس من العرب
أهنا في العرب النجب وهنا في العرب الجنب
قبلت عيون قوافل تخرج للشام بمحض الشوق
فما زلت أعشق حتى يكتمل العقد
بحانتها عتبي
في أكثر من سجن لي أحباب
دخلوا عن سبب أكثر من سبب
اطلب أن يطلق أحبابي
إن ليس مشاركة في الحرب
مشاركة في السد من النوب
أول حتى للوحدة هذا
وأنا مثل الوحدة لا أتراجع عن طلبي
إن ركب الجو النسر سينقض شهابا
أو سجن النسر يمد الرأس من القضبان
يحدق في الشهب
وأجيء إلى صدرك يا شام
تداوين جروحي منك
وحد لساني عهدك بي
أو ليس من التعبئة العربية
إلا يترك في السجن فتى عربي
ولكي لا يلتبس المسك
فأحبابي يرفع كل زنزانته من داخلها
وينقض بملحمة الطرب

قراءة في دفتر المطر
-------------------

" إنني أحمل قلبي كبرتقالة مضى الموسم ولم تنضج, وأعطت زهر

البرتقال , وفيها رائحة شمس البارحة

إلى أحمد صديقا من الشياح"

في الليل , يضيع النورس في الليل

القارب في الليل

وعيون حذائي تشتم خطى امرأة في الليل

امرأة , ليست أثر من زورق لعبور الليل

يا امرأة الليل , أنا رجل حاربت بجيش مهزوم

في قلبي صيحة بوم

وأخيرا...

صافح قادتنا الأعداء , ونحن نحارب

ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب

والآن سأبحث عن مبتغى , أستأجر زورق

فالليل مع الجيل المكسور طويل

في مقت الزيتونة , شباك للغرباء

تبكي الموجة فيه

أهلي فيه

ورجال فيه يصيدون أصابع أطفال غرباء

مازلنا بشرا ضعفاء

نبحث عن شوق , ليتبعنا كالشوق

ونحب ونكره حد الشوق

ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب

وبحثنا عنهم كالمبغي

يا شباك الزيتونة ... أبحث عن مبتغى

أبحث عن طين..

يا زهرة بيتي , يا وطني,

أأظل هنا حزنا مبعد!

أأظل على خرسي , تابوت قصاصات مجهد!

لا أعرف حتى خشبي...

لا أعرف أين سيتركني الجزر

وليل الماء على جرحي....

لا أعرف كيف يمر الإنسان بدرب الدمع

لا أعرف أيأس...

ألخضرة دبت في خشبي والمنفى

وسمعت شموعا تتلقح في قلبي

وصراخا أهمل أعواما لا يغضب... لا يبكي...

وتواطأت مع الأيام , نسيت , نسيت وفاجأني

أنت؟

وفي هذا الليل

أنت ! أنا لا أعرف وجهك , لا أعرف :"أنت"

أعواما بعدك , ما كان لبيتي باب

أعواما... ألهث.. ألقاك وراء النوم, وأنت سراب

فأنا أحببتك في زهرة بيتي , في وطني

وسمعت شموعا تتوهج في قلبي

ولماذا بعتم لغة البيت , وفيها "الشياح" وأهلي .. وأخي في

مطر الليل!

ولماذا استأجرتم لغة أخرى!

وأبحتم وجه مدينتنا لليل!

وتركتم في الهجر حروفي

كأصابع أيتام في الشباك

كزوايا فم طفل يبكي

من أقصى الحزن أتيت

كي أغلق أبواب بيوت المهزومين

وأبشر بالإنسان ... وبالإنسان... و "بالشياح"

وبمن لا يملك سقفا, سيكون له سقف, في هذي الدنيا....

وينام

لكن .. واخجلي من بيت مهزوم

وسيخجل من باعوا لغتي

فأنا مكتوب في الأرز وفي العسل الأخضر في التين

وأن أطعم بالسكر نخلات "الكوفة"

والأطفال على رابع جسر في " العشار"

أنا لا أمللك بيتا أنزع فيه تعبي

لكني كالبرق أبشر بالأرض

وأبشر أن الأمطار ستأتي

وستغسل من لوحتنا كل وجوه المهزومين

وستغسل من يبحث عن خيبته عن مبتغى

وستغسل بالمطر الدافئ جنح النورس

وبيوت أحبتنا....

والحرف الأول في لغتي

يا زهرة بيتي ,يا وطني ,أمطرني...

حزن بلادي فوق الماء

ماذا غير الزرقة تنمو فوق الماء

وخضار أصابع أطفال غرقى

تنمو في الطحلب أياما.... وتموت

الماء طريق للغرباء....

الماء طريقة عرسي

والزهرة... والرشاش..

وخبز الصمغ عشاء النجمة في الصمت....

وعشائي.....

الماء طريق للماء

وبيت, لا ندرس فيه

وننشف خديه إذا ابتلا...

ونرافق فانوس النوم

من أيام زهرة بيتي

فارقت نعاسي

وتواطأت مع الأنهار وكل جسور الناس

إليك .. إليك..

ونسيت

نسيت بأنك ماء في وطني

اسمك في الليل يسيل الصمغ عن التفاح

نهر ينتاب الحر ليالي الصيف

ويواعد كل الأمطار

ويواعدني...

الصحو يواعدني ؟

وكذبت بقلبي

كذبت كنشرة أخبار

يكذب... يكذب... صحوك يكذب باستمرار

باستمرار

فكأنك غربة...

وكأنك كنت رصيفا في الغربة

وكأنك مألوف في الغربة

وكأنك ..لا أدري , .. غربة

بلل فيك , كماء الليل على الأشجار

اسمك لي بيت في الليل

ونسيت لسرعة قلبي, كل نوافذه مشرعة لليل

نسيت..نسيت..وأيقظني..

ريح الشباك على وطني

يا وطني , وكأنك غربة

وكأنك تبحث في قلبي عن وطن أنت

ليؤويك

نحن الاثنان بلا وطن ... يا وطني

كالبارحة اشتقت ومرت في قلبي

طرقات مدينتا تبكي

الدمع على أرصفتي يبكي... يبكي

ومدينة أيامي , باعوها , في الساحة تبكي

يا امرأة الليل أنا رجل, باعوا لليل مدينة أيامي

باعوني ككتاب يطبع ثانية, باعوا أحلامي

نامي يا امرأة الحزن , فمن يبحث عن إنسان؟

من يعرف جنديا في هذي الغربة

من ينصت للحزن المتأخر

من يعرف وجهي في السوق ؟

يوشك زيتك يطفئني !

ما زيتك من زيت ؟

يا قمحا يأتي

يشمس شباك البيت

لو كنت أعرف بأنا نملك بيتا خلف ظلام الدنيا

وصغارا مثلك في البيت

لو كنت عرفت سلاحا

لو كنت عرفت لماذا نتغطى الصمت وحزن الإصرار

لو كنت عرفت معسكرنا , وقبور الماء وصوت الليل

ورأيت وجوه رفاقي التسعة قبل النار

لو كنت عرفت لماذا يسكن جوع في الأهوار

جوع وثلاثة أنهار

لو كنت عرفت الخجل المر

على جبهة ثوري ينهار

لعرفت الثورة

لعرفت لماذا الثورة

لعرفت أن الثائر لا ييأس من دفع الصفر بوجه الليل

لعرفت , لماذا أبحث عن مبغي

لعرفت لماذا أبحث في وجه الناس عن الإنسان

في وجهك أبحث عن إنسان ... عن إنسان...

عن إنسان

أبحث في طرقات مدينتكم عن وجه يعرفني

أبكي كالبوم المجروح , على جدران الليل

والبارحة اشتقت , ومرت في قلبي كل خرائبها...

تبكي...

يا مدن الناس....... مدينتنا تبكي

المنقذ يأتي ... كشموع تحت الماء

سنتان تعلم حزنا تحت الماء

سنتان نمت أسماء القتلى , اتخذت أسماء

ونما النسيان..

ونما للمنقذ... درب وصليب من أشتات خضراء

حزين قلبي للمنقذ

مثل كتاب الأحزان

مثل كتاب الريح

مثل رثاء النصر إذا ساوم قلب القائد

وكما يقرأ في الكبغى , قرآن

وحزين قلبي

كحديث العمر الذاهب

للمنقذ...

في طرقات مدينتكم حقرتم حزني..

المبغي في ليل مدينتكم أكثر تسلية من حزني

القبر بليل مدينتكم , أكثر أفراحا

وأنا من أقصى الحزن أتيت أبشر

بالإنسان وبالمنقذ

وأخاف على أيام مدينتكم منكم

من لغة أخرى..

في الطرقات المشبوهة بالإنسان , وزهر الصبار اتسخت

روحي

يا منقذ .. واتسخت روحي

وتعذب حتى وسخي..

عانيت لأنك تعرفني الغربة..

عانيت , لأنك في ثقة متعبة , كالشك

وتعلمت مع الغربة

عانيت.. وماذا تدري ؟

ولماذا تدري ؟

بالأمس , ذهبت..

على وجهك حزن الأسماك

وسألت... سألت...

وعنك سألت الصيادين

سألت لماذا لا تدري ؟

وجملت صليبك لا تتركني في النسيان

لا تتركني , فالشك سيقتل في الإنسان

لا تتركني , أفلست المنقذ ؟

ولأجل صليبك أورق في الليل

على الأبواب

ولأجل صليبك نمت مع المبغي , ووجدت صليبك يبكي ندما

في الشباك

لا تتركني, فأنا وحدي

والناس هنا في غربة

الأساطيل
--------------


...إيه الأساطيل لا ترهبوها

قفوا لو عراة كما لو خلقتم

وسدوا المنافذ في وجهها

والقرى والسواحل والأرصفة

انسفوا ما استطعتم إليه الوصول

من الأجنبي المجازف واستبشروا العاصفة

مرحبا أيها العاصفة..

مرحبا...مرحبا...مرحبا أيها العاصفة

مرحبا أيها العاصفة...

ارقوا أطقم القمع من خلفكم

فالأساطيل والقمع شيء يكمل شيئا

كما يتنامى الكساد على عملة تالفة

بالدبابيس والصمغ هذي الدمى الوطنية واقفة

قربا النار منها

لا تخدعوا إنها تتغير

لا يتغير منها سوى الأغلفة

مرحبا ...مرحبا أيها العاصفة

أيها الشعب احش المنافذ بالنار

أشعل مياه الخليج

تسلح...

وعلم صغارك نقل العتاد كما ينطقون

إذا جاشت العاطفة

لا تخف...لا تخف...

نصبوا حاملات الصواريخ

نصبوا جوعك

ضع قبضتك على الساحل العربي

وصدرك والبندقية والشفة الناشفة

رب هذا الخليج..

جماهيره

لا الحكومات... لا الراجعون إلى الخلف

لا الأطلسي ولا الآخرون وان ضحوا فلسفة

لا تخف... لا تخف...إننا أمة

-لو جهنم صبت على رأسها -واقفة

محنى الدهر قامتها أبدا

إنما تنحني لتعين المقادير إن سقطت أن تقوم

تتم مهماتها الهادفة

يا حفاة العرب...يا حفاة العجم...

ادفعوا الهدي البشري المسلح

ضحكوا على عنق السفن الأجنبية

الووا مدافعها في ادعاءاتها الزائفة

حشدوا النفط

فالنفط يعرف كيف يقاتل حين تطول الحروب

وقد يتقن الضربة الخاطفة

يا جنود العرب ....

يا جنود العجم....

أيها الجند

ليس هنا ساحة الحرب

بل ساحة الالتحام لدك الطغاة

وتصفية لدك بقايا عروش

توسخ في نفسها خائفة

أيها الجند

بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة

حطموها على قحف أصحابها

اعتمدوا القلب

فالقلب يرف مهما الرياح الدنيئة سيئة جارفة

هل أرى ...كل هذا السلاح

لقد داس متجها نحو يافا بنيرانه الجارفة

جاء يوم الجماهير ما أخطأت إنها لمقاديرها زاحفة

ليس واعدا على ذمة الدهر

غير الجماهير والعبقريات والعاصفة

مرحبا أيها العاصفة

مرحبا ...سيقوم من الجرح أكثر عافية وطني

بجراحاته النازفة

دفنوه عميقا فقام التراب به إذ تململ

فالقوتان هي القوة الخائفة

صرت شوقا مخيفا من لكثرة ما اشتقت يا وطني

أن أحط على كل باب خدودي وألثمها

أيها الدم العربي لماذا هزمت

وواجبك العسكري فلسطين

أنت أجب أيها الدم يا سيد المعرفة

أيها اليأس...

يا مثقلا بغرائزي سم على شفتي امتقع

أيها الزبد الأرجواني الثقيل على شفة الملحدين

بكل القبائل زد وارتفع

رفرفي راية الحدس

ردي الشجاعة للدهر تستيقظ الفلتات

وتعطي نبأتها القاصمة

اجمعي أمة الحزن واستأمنيها المفاتيح

دهرا فدهرا

فمهما بدت للوراء تسير بها النكبات

هي الأمة القادمة

شفتاي امتداد لجرح بها كلما صاح صحت

فأمي هي النخلة الحالمة

وأمي هي الأنهر الحالمة

وأمي التي علمتني على الصبر

آنئذ علمتني على الطلقة الحاسمة

وطني البدوي ... نساؤك منهوبة

ويباهي رجالك نصرا بأعضائهم فرحين

فما زالت العاصمة

تب قوم زعاماتهم أرنب عصبي جبان

وعزمهم خصية نائمة

اسكتوا...فالحكومات في أستها نائمة

لا..لا..فحكومتنا دون كل الحكومات

فزت من النوم شاهرة سيفها

وعلى صدرها ما تشاء من الأوسمة

طعنتنا وبشهد الإله مثل البقية مستلزمة

إياس.. يا سيد الموقف اعصف ودمر

اقبل حزن يديك

اتقد... طهر الشعب من لعنة الجبر

شمر.. وذوب مقاديرنا الشاحمة

تمرد.. تمرد..فهذي الشراذم ملعونة الأبوين

على عهرها شدت الأحزمة

من جلالته بالحجاز يزج بكل أذان إله

إلى خير الأنظمة

شهوة نحرت باتجاه أميركة سبعا وسبعين في لحظة

وتضأ مجرمها بالدماء

وصلى إلى قبلة مثله مجرمة

يا جهيمان حدق فما يملكون فرائضهم

نفذت.. نفذت..زرعتهم قرحا

ونفذت نفذت بعيدا فأصلابهم عاقرة

فإذا طوفوا كان وجهك

أو سجدوا فالدماء التي غسلوها

تسد خياشيمهم ومنا خيرهم وقلوبهم الآثمة

لم يناصرك هذا اليسار الغبي

كان اليمين أشد ذكاء فأشعل أجهزة الروث

بينما اليسار يقلب في حيرة معجمه

كيف يحتاج دم بهذا الوضوح

إلى معجم طبقي لكي يفهمه

أي تفوه بيسار كهذا

أينكر حتى دمه

ويا ناصر بن سعيد

إذا كنت حيا بسجن

وإن كنت حيا بقبر

فأنت هنا بيننا ثورة عارمة

أيها الناس هذي سفينة حزني

وقد غرق النصف منها قتالا

بما غرقت عائمة

وشراعي البهي شموخي

تطرفت وعيا وأدرج في كل يوم

كأن لي في قتلهم قائمة

لا أخاف

وكيف يخاف جمهور بطلقته كاتمة؟

قدمي في الحكومات

في البدء والنصف والخاتمة

حاكم وحمت أمه عملة أجنبية في يومه

فأتى طبقها

وانقلاب بكل الحبوب التي تمنع الحمل يزداد حملا

وسلطنة ربعها لحية وثلاثة أرباعها مظلمة

ومشايخ ملء الخليج

مراحل بعد الفراغ

وأموالهم ذهب إنما أقزمة

والجماهير قد حولت وزنها ضجة

والبلاد إذا سمنت وارمة

وقد تشرق الشمس من حزننا غاربة

ينطبق الجوع منذ ولادتنا

ويشب بنا الموت والأتربة

وأجانب مهما نقاتل

والحاكمين الخصايا هم العرب العاربة

حاكم طوله وكرامته دون هذا حذائي

ويضرب طولا بعرض هو الصفر

مهما تك الآلة الضاربة

بصدق الانفجار بنيرانه اللاهبة

أيها الجمع صه

لا تصفق لأنظمة غائبة

ما لها تتثاءب هذي الجماهير

تهتف وهي منومة

زلزلي..واكفهري... واكفهري...

اكفهري يا أجمل من أمة غاضبة

امسحيهم فهم حاكمين بغايا بأفواههم

والشريف الشريف شهامته سالبة

اركليهم فأقدارهم يركلون

وأقدارنا القوة الضاربة...

رباعيات
-----------


طائف قد طاف بي في غيهب السحر

ساكبا في عدم يصخب كأس العمر

صحت يا مولاي ما هذا الذي تفعله

شرز المولى فذهبت مهجتي بالشزر

قمت مذهولا إلى إبريق خمري ثملا

علني أطفيئ نيران ارتباكي بالطلا

سكب الإبريق كأسي نضوبا ضامتا

آه مولاي فراغ الكأس بالصمت إمتلى

أنقر الكأس إذا ما نضبت واشرب رنين

فهي ما ضمت سوى خمرتها عبر السنين

فإذا أنبك العشق يا عشق...فضجات

عصافير على غصن من الورد مكين

تبتلي العاشق بالخمر وبالحزن كثير

زد من الإثنين فالصحو من العشق خطير

أنا لولا أعشق الدنيا كما أعشق لقياك

قطعت الدهر وفي الغيب أطير

ما لبعض الناس يرميني بسكري في هواك

وهو سكران عمارات...يسميه رضاك

يا ابن جيبين ...حرام إنني

أسكر كي أحتمل الدنيا التي فيها أراك

مر ريقي بحروب الجهل من كل الجهات

أفما تملا إبريق بساتين الفرات

قلما ادعو شتات اطير يا أحباب لموا

الشمل فالقتال لا شيء سو هذا الشتات

دوامة النورس الحزين
-----------------------


نورس .. أصطيد ووضع في قفص الدجاج

النورس الحزين

لم يصدق أنه في قفص الدواجن

تذكر المحيط يلصق الدجى بصمته

والموج شب لؤلؤا قساح فضة

فنام في القرار هادئا كأجمل المعادن

فضض ريشه كزهرة الثلج على احتضاره

ولم حوله أشرعة الخيال والضباب والمدى

وضجة السفائن

فمات في موكبه البحري رغم سجنه الصغير وارتج على

الدجاج أجراس الرذاذ؟

والنيرس الأمير يضرب الموج

ويعلو ساحبا روح المياه خلفه

عن جنة لجنة

فربما ينزل من وراءه الحنائن

بين الدجاج والنفايات وفي زوايا القفص الكئيب

اسلم المدى الفضي روحه

وانضت الأشرعة البيضاء والفضاء والرؤى

فليس من يجمع شمل الجو غير طائر المفاتن

ما أعجب المخيط

إذ يموت راقص الأمواج والمدى

في قفص الدجاج مثقلا

وأن تظل عينه مفتوحة

يسرق منها الموج أجمل الخزائن

واستشكل الأمر على الدجاج كله

فقرر الدجاج عقد قمة طارئة

وسيد الدجاج قد أناب من يبيض عنه بيضة الذهب

فأعلن الدجاج أنهم تضامنوا

وقوق المذيع...عاشت المداجن

دجاج مجلس الخليج جملة

أدار للفروج في منصة الرئيس ذيله

وأعلن الخليج جبهة

أطلق صاروخا من الرياح

ما تعدى جلسة الصباح

فاهتز الحضور من ضخامة الدوى

والرئيس طار من على كرسيه

ومن على يمينه ومن شماله

وانهارت المساكن

وألحقت قضية النورس بندا لاختلاف سادة الدجاج

فاحتد الوطيس

طار عرف من هنا

ومن هناك طارت الكرامات وراء درهم

واختلت الجلسة إلا أقصر الدجاج

ظل ضاحكا وساكن

لم يلتفت إلا أمين بيضة الدهر إلى النورس

غطه كما أوصي من أصحابه

بخطبة من الأم المطاحن

يا قمة الدجاج

ان البحر كله نوارس

ان البحر كله... نوارس

ان البحر كله.... نوارس

ويعقد اجتماعه السري في البحر العميق

بنده الوحيد محكوم قاطبة

تحصنوا أيها الدجاج

فالمحيط قادم

ترف في أعلامه الصوافين

يا سيد المحيط لفني بأذرع الهدير

مثلما تلفني النساء

خلاني في لحظة القرار واللؤلؤ والفيروز

في الصمت كالرصاص

واندلع في الزبد الداكن

وجه اللّه في أمواجك الزرقاء واغسل الحياة

ممن يضعون نورسا في قفص الدواجن

أمس ومن نافذتي

والعمر في أغطية الصوف

رأيت النورس الحزين عابرا فضاؤنا الميت

في شوق إلى فضائه البعيد

كان برد العمر في مفاصلي

نشرت ساعدي ألقيت غطائي

وانتشيت-مثل مثل من يريد أن يطير-قامتي

لم أستطع

دخلت الدوامة....

لم أستطع

لكن أتى الفضاء ما بين عيوني ساجدا

لأنني حاولت أن أصير نورسا

واجتزت النفير والمآذن

عن السلطنة المتوكّليّة و الدراويش و دخول الفرس
----------------------------------------------------


أتيتُ الشام ..

أحمل قرط بغداد السبيّة

بين أيدي الفرس و الغلمان .

مجروحاً على فرس من النَسَبِ

قصَدْتُ المسجد الأمويّ ..

لم أعثر على أحدٍ من العربِ .

فقلتُ أري ( يزيدَ ) ..

لعلّه نَدِمٌ على قتْلِ ( الحُسيْنِ )

وجدتُه ثملاً ..

و جيش الروم في حلب ..

خرجتُ إلى الضحى

متلفّتاً حَذِراً ..

فألفيتُ العمائم ..

آية الكرسيّ تعلوها

بتنقيطٍ من الذهب .

فرشتُ كرامتي البيضاء

في خمّارةٍ للّيلِ صلّيتُ السجع .

وقرأتُ فاتحةً على الشهداء

بالعبريّة الفصحى ..

فضجّ الحان بالأفخاذ و الطرب .

وصرخْتُ بحارة الفقراء

خلف مخيّم ( اليرموكِ ) :

( أبو ذرّ ) يدعوكم إلى

عَقْدِ اجتماع جائعٍ ..

لتدارس الأوضاعِ .



الريل وحمد
-------------

مرّينه بيكم حمد , واحنه ابقطار الليل واسمعنه , دك اكهوه ...
وشمينة ريحة هيل
يا ريل ...
صيح ابقهر ...
صيحة عشك , يا ريل
هودر هواهم ,
ولك ,
حدر السنابل كطه
يا بو محابس شذر , يلشاد خزامات
يا ريل بللّه .. ابتغنج
من تجزي بام شامات
ولا تمشي .. مشية هجر ...
كلبي..
بعد ما مات
وهودر هواهم
ولك
حدر السنابل كطه
جيزي المحطة..
بحزن ..
وونين ..
يفراكين
ما ونسونه ,ابعشكهم...
عيب تتونسين
يا ريل
جيّم حزن...
اهل الهوى امجيمين
وهودر هواهم
ولك
حدر الستابل كطه
يا ريل
طلعوا دغش...
والعشق جذابي
دك بيّه كل العمر...
ما بطفه عطابي
تتوالف ويه الدرب
وترابك ..
ترابي
وهودر هواهم
ولك..
حدر السنابل كطه
آنه ارد الوك الحمد .. ما لوكن لغيره
يجفّلني برد الصبح ..
وتلجلج الليره
يا ريل باول زغرته...
لعبته طفيره
وهودر هواهم
ولك .. حدر السنابل كطه
جن حمد....
فضة عرس
جن حمد نركيله
مدكك بي الشذر
ومشلّه اشليله
يا ريل....
ثكل يبويه..
وخل أناغي بحزن منغه...
ويحن الكطه
كضبة دفو , يا نهد
لملمك ... برد الصبح
ويرجنك فراكين الهوه ... يا سرح
يا ريل....
لا.. لا تفزّزهن
تهيج الجرح
خليهن يهودرن..
حدر الحراير كطه
جن كذلتك...
والشمس...
والهوة...
هلهوله
شلايل برسيم...
والبرسيم إله سوله
واذري ذهب يا مشط
يلخلك...اشطوله !
بطول الشعر ...
والهوى البارد....
ينيم الكطه
تو العيون امتلن ....
ضحجات ... وسواليف
ونهودي ز مّن...
والطيور الزغيره...
تزيف
يا ريل ...
سيّس هوانه
وما إله مجاذيف
وهودر هواهم
ولك...
حدر السنابل كطه



أفضحهم
--------------

لا تقهر انتفاضتي
وموقعي
في موقعي
ولا أزاح
جهنم الحمراء
ملك قبضتي
أوجّه الزمان
مثلما توجّه السفائن , الرياح
أقتلع المحتّل
والمختّل بالتطبيع
والذين مارسوا الخنا
إن علنا
او خفية
او بين وبين!!!
هذا حجري يوشك بالصياح
أفضحهم...
قد غسلوا وجههم ببولهم
بولوا عليهم....
علّهم يصحون من غبائهم
ولست مازحا
ارادة الشعوب تكره المزاح
قد أذّن الدم الزكيّ :
أن " محمد الدرة " من يؤمكم
فيا رجال !
يا رجال !
وحدوا الصفوف خلفه
حيّ على السلاح
جئت من التاريخ كلّه
وجاء من فراغه العدّو
شاهرا فراغه ...
وعقمه ...
شهرت بندقيتي الشّماء للكفاح
لا تقهر انتفاضتي ,.
وموقعي أدوس أنف من يشك
أنّ بندقيتي
تلقح الزمان
أشرف اللقاح

زرازير البراري
-----------------

حن وأنا حن
و انحبس ونة ونمتحن
مرخوص بس كت الدمع
شرط الدمع حد الجفن
جفنك جنح فراشة غض
و احجاره جفني و ما غمض
يال التمشي بيا ويا النبض
روحي على روحك تنسحن
حن بويه حن
حن عمي حن ...
عيونك زرازير البراري
بكل فرحها بكل نشاط
جناحها بعالي السحر
و الروح مني عوسجة بر
ما وصل ليها الندى
و لا جاسها بقطرة المطر
وصفولي عنك يالنباعي تفيض
و تعليت ليلة ويا القمر
وصفولي عنك كل مسامة تفيض منك عطر
يالحسنك نهر..
تنزل بصدري ويا النفس
و بدمي غصبن تنعجن
و أشهق و اصعدك للسما
بحسرات و بعنة حزن
حن.. حن بوي حن
شفافك ولا كولن ورد .....
عنابه معكودة عكد
تمتلي بكد ما تنمرد
لا هي دفو ولا هي برد
أنا بوصفها راح اجن
حن بوي حن
سكتاتك تشكل خواطر بالقلب ...
مالي عرف بيهم كبل
مبروم برم الخياط يا ريان
و الخوصر خصر لف العقل
كل كلمة منك ...
نبعة البردين .. بالدلال ...
ما تحمل ثكل
وصفولي عنك
وردة من قداح ريش جناح
زاهي بالسحر
وصفولي عنك
شال منك غيظ بستان الورد
والنرجس الرايج سكر
حنو طواريز ولحن ...
و حنة حمامات السجن
حنة إلي ...
و حنة إلك ...
واللي يعجبه خلي يحن
حن بويه حن
آنه من أشوفك
يمتلي الماضي الجدب
زهرات بيض من الوفه
وروحي سواجي من الحنين تصير
وأتنبه وكت بيها غفه
يا محجل إن مريت بيه ردود
أرد أردود بالعشرين ....
من عمر الجفه
وأنصف عمر منك
فما أنصفت إلا بالهجر ...
والهجر منك ما كفه
حتى الهجر يا روحي
منك ما كفه
وكلبي عله هجرك دوم يحن
حن ...
وآنه حن
وأنحبس ونه ...
ونمتحن
مجبور أرخصك على الدمع
شرط الدمع حد الجفن

قمم
-----


قمم

قمم..

معزى على غنم

جلالة الكبش

على سمو نعجة

على حمار

بالقدم

وتبدأ الجلسة

لا

ولن

ولم

ونهي فدا خصاكم سيدي

والدفع كم ؟!

ويفشخ البغل على الحضور

حافريه

لا . نعم

وينزل المولود

نصف عورة

ونصف فم

مبارك .. مبارك

وبالرفاه والبنين

أبرقوا لهيئة الأمم

أم قمم

كمب على كمب

أبا كمباتكم

على أبيكم

جائفين

تغلق الأنوف منكم الرمم

وعنزة ... مصابة برعشة

في وسط القاعة بالت نفسها

فأعجب الحضور ..

صفقوا .. وحلقوا...

بالت لهم ثانية

وستعر الهتاف...

كيف بالت هكذا ..!!!

وحدقوا .. وحللوا...

وأجلوا

ومحصوا

ومصمصوا

وشخت الذمم

وأهبلتكم أمكم

هذا دم أم ليس دم ؟؟!

يا قمة الأزياء

يا قمة الأزياء

سوّدت وجوهكم

من قمة

ما أقبح الكروش من أمامكم

وأقبح الكروش من ورائكم

ومن يشابه كرشه فما ظلم

قمم ... قمم .. قمم...

قمم

معزى على غنم

مضرطة لها نغم

لتنعقد القمة

لا تنعقد القمة

لا.تنعقد القمة

أي تفو على أول من فيها

إلى آخر من فيها

من الملوك .. والشيوخ .. والخدم

بيان سياسي
---------------



ليست تسوية ... أو تسوية بل منظور رؤوس الأموال ...

ومنظور الفقراء أعرف من يرفض حقا

من تاريخ الغربة والجوع بعينيه وأعرف أمراض التخمة

يمكنني أن أذكر بعض الأسماء

لن تصبح أرض فلسطين لأجل سماسرة الأرضيين

وان حمي الاستنماء

لا تخشوا أحدا في الحق

فما يلبس حق نصف رداء

ليس مقاتل من يدخل نجد بأسلحة فاسدة

أو يجبن

فالثورة ليست خيمة فصل للقوات

ولا تكية سلم للجبناء

وإياكم أبناء الجوع فتلك وكالة غوث أخرى

أسلحة فاسدة أخرى

تقسيم آخر

لا نخدع ثانية بالمحور او بالحلفاء

فالوطن الآن على مفترق الطرقات

وأقصد كل الوطن العربي

فأما وطن واحد او وطن أشلاء

لكن مهما كان فلا تحتربوا

فالمرحلة الآن

لبذل الجهد مع المخدوعين

وكشف وجوه الأعداء

المرحلة الآن لتعبئة الشعب إلى أقصاه

وكشف الطباخين

وأي حصاة طبخوا بالوعد وبالماء

هذي مرحلة ليس تطول

وأول سيف يشهر ضد الثورة

مشبوه عن سابع ظهر

من كل الفرقاء

لا تنسوا أن سلاح الكحالة ضد فلسطين جميعا

جزء أو أجزاء

كشف البطل اللعبة

أما التفتيش

فما كشف شيئا في الأشياء

تتوحم هذي الرجعية ليلا نهارا

فلا تنسوا تزييت بنادقكم

أيلول ما زال هنا يتربص في الأنحاء

باب الكون
-------------


لا توقدا الليلة في وحاصل الأقة الرطبة

غير الدمع والسلاح

واخرجوا أطفالكم قلا ئدا حزينة

تطوق الدم الفدائي المباح

وللرضيع تؤخذ التعاويذ

من الثوب المرقط الشجاع

تشرئب خنجرا قراح

عقارب الساعة تعطي زمنا آخر

غير هذا الزمن الرديء

كأنما تقحم مفرزة من الرماح

وفجرت فأنصت الزمان كله

واتسعت مساحة الكفاح

ترتطم الدهور والتابوت هذا مثلما بارجة

قد رفعت مدفعها تواجه الأقدار والرياح

حشد الجماهير الذي يحملها لقبرها تحمله لفجره

دم الشهيد واسع الجناح

مخطئة أنظمة السفاح

مخطئة .... لا يقهر الفدائي ولا يزاح

إذا أراد احتدمت جهنم لأكثر من طاقتها

بلى ... فحرر السلاح أولا

فأولا يحرر السلاح

مخطئة أنظمة المخابرات

ليس تنطفئ النجوم بالرصاص والظلام والنباح

وليس يمرض الفدائي

سوى من قائد به انفتاح اعرف منهم واحدا

صلت على أذياله من خلفه الرياح

لا توقدوا الليلة في بيت الشهيد أي شيء

فالجراح وحدها تضيء فوق رأسه

ووحدها لا تنطفئ الجراح

لم يزل القرار تحت جفنه مفتحا

ولم تزل سبابة اليمين صليه

والقلب ثابتا كأن مهرا ثابتا على الجناح

اضاف نبضه للأرض كي تسر في مهامها

وأول المهام حقله

وآخر المهام حقله

يفتح باب الكون للصداح

ها هي بيسان على أهدبه

في خده في شفتيه

في جبينه تنتظر الصباح

الخوازيق
------------



لله ما تلد البنادق من قيامة

إن جاع سيدها وكف عن القمامة

إن هب نفح مساومات كان قاحل قاتلا

لا ماء فيه ولا علامة

هو السلاح المكفهر دعامة

حتى إذا نفذ الرصاص هو الدعامة

قاسى فلم يتدخلوا

حتى إذا شهر السلاح

تدخل المبغى ليمنعه اقتحامه

لا يا قحاب سياسة

خلوه صائم موحشا فوق الزناد

فإن جنته صيامه

قالوا مراحل

قولوا قبضنا سعرها سلفا

ونقتسم الغرامة

لكن أرى غيما بأعمدة الخيام

تعبث الأحقاد فيه جهنما

وتحجرت فيه الغلامة

حشد من الأثداء ميسرة تمج دما

وحلق في اليمين لمجهض دمه أمامه

حتى قلامة أظفر كسرت

ستجرح قلبا ظالما

فما تنسى القلامة

وأرى خوازيقا صنعن على مقاييس الملوك

وليس في ملك وخازوق ملامة

لله ما تذر البنادق حاكمين مؤخرات في الهواء

ورأسهم مثل النعامة

ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش

كما السراط المستقيم به اعتدال واستقامة

لم ينعطف خل على خل كما سبابة فوق الزناد

عشي معركة الكرامة

نسبي إليكم أيها المستفردون

وليس من مستفرد في عصرنا إلا الكرامة

رسالة حربية عاشقة
----------------------



في الليل تسلل

حمل طائرة الفجر قنابل وهلا هل

نفذ عشقك

اخرج عن أمر قياداتك

خذ في الجو طريقا مشبوها تعرفه وأنا اعرفه

وجماهير الأمة في عين الحلوة تعرفه

امرق سهما منتصرا

امرق نسرا شامخا منتحرا

اخترق الجبن الرسمي

الآن ... الآن العاصمة الاسرائيلية تحتك

من قتلوا رضع عين الحلوة تحتك.

من قصف الدمور

من احرق صور

من أمطر ألاف قنابله العنقودية في ارنون وخلده تحتك

من دفن النبطية فلم تدفن

بالضبط هو الآن هنالك تحتك

افتح أبواب جهنم يا نسر

رشاشاتك يا نسر

صواريخك.. حبك للدنيا .. غضبك

ألهب أحزانك ...

غربتك المرة في صمت العالم

نارك

العب لعبتك الربانية على عنق مدافعهم

وتأرجح نشوانا .. نشوانا ... نشوانا

مثل سكارى العالم قاطبة بين قذائفهم

نفذ نارك

يا اللّه ننفذ أقدارك

يا نسر إذا حاصرك الأعداء

يا نسر إذا لم يبق لديك قنابل.

يا نسر إذا حان لقاء اللّه

خل جبين الطائرة الفذة نحو الأرض

تماما نحو الأرض

خذ سرعتك القصوى

انفجر

دمر أي مكان في العاصمة الاسرائيلية واستشهد

فاللّه سيلقاك قبيل وصول الأرض

أو أنت وصلت احتضنتك فلسطين



ترنيمات إستيقظت ذات يوم
---------------------------


كيس رمل بصمت المتاريس قلبي

مفاصل عشق مخلعة في الخراب

تفتش عن أحد

أحدق..أفديه

عن وصال صغير

إني محدق في هجرة ما فهمت

ومن يفهم الحب

أنت التفت يا فارغ الحقول وعمري

التفت

جاوز الجرح

جاوز حقل البنفسج

حدق مستغربا خلفه

اخرج القمامة السنوية قال

البرد تأخر دا..ز

ولم يلتمس الباب

دس الماتيب من فرجة الباب

غادر وهو يجيء وجاء يغادر

من نسمة الصمت..

من نبرة الصمت..والدمع

أعرف خط العراق

ومن مثل قلبي يعرف خط العراق

وياقاتك السمر يوم حصاد حزين

تقاطر فيه القبابر فوق ثيابي

تغازل غرفتها في شبق

ركنها داخل البيت

ضيعتها في الجوارير بين ثيابي

وأقلام صمتي تجنبتها

كيف لي أتجنب خفي إليك؟

نبشت الجوارير

أبحث عن أي شيء يداوي

يزيلك

يمحوك من خاطري

قميصي النهاري من ذكرياتي

ومن يغلق الآن هذه الجوار ير

من تعطه نفسه أن سيلمس الأمس

رائحة نفاذة

من هناك؟

شيء بزاوية البيت يبرى

أفتش..

ينقطع البري من قلمي البرتقالي

قلبي الذي صار يكتب من كل أطرافه

وصل الجرح

دس المكاتب

أهملتها

أنت أهملتني

أنت علمتني الهمل

علمتني أن أضرب النرد لي ولنفسي كخصمين

أين اختصمنا..؟ متى؟

لماذا افتعلت دواعي الخصام؟

ألست ترى وحدتي وانفرادي عن السرب

خطوت بعيدا..بعيدا

ولكن البعد يختلف الآن

والبعد الذي وصل الشيء واجتازه

جاوز الوصل

صار في الحب

لا في الحديد ولا في الوصول

ولا في الفراق

أنا من حدة العطر أجرح

انفض ريشي كالطير

اقتبس الصمت أكتبه في بدفاتر حبي

أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها

يا لئيم فقط نصفها

أتذهب ما زلت في موضعي

أنما لست فيه

وعندك أمسي

وراء المخافر واللوز والياسمين

أفتش عن كلمتين

واقنع نفسي بجدواهما

قلت: لم تكتمل هذه

غادرت عاقبت نفسي مغادرة

وأردت أكون كانت

أنت وليس التفاصيل

أنت بدون الحجارة

والباب والغرف الجانبية

كنت تخون

تخون أصول الخيانة أيضا

وتسحب طاولة اللعب

وتلعب ضدي ..

قامرت بالذكريات

هدرت دمعي في الكؤوس

ووزعته للرفاق

تقربت لا لم تقترب

كتب البعد في قاف قربك مني

وللقاف نردان أرميهما

والمقادير ترمى

ويخرج عن دينه النرد

مما لعبنا ومما خسرنا

ولم أنسحب

ثمل النرد باللاعبين

أقترب رميتين..

تدحرج نرد أقل قليلا من الشوق فيه

فكان الفراق

اقترب لا تخف

إني أدون بالرمل تهت

وتاه بنا الورد والنار والدار والجلنار

ولم ألق إلا السراب العظيم

فعانقته أجلا..أجلين..ثلاثا

رملا

رمالا

رمالاً قطعت

وحبة رمل تفاجئني تحت قلبي

فأواه..أواه هذا القلب الذي لا يطاق

وماذا الهوى غير نائيان يقتربان

إلا يلتقي المتوازي بصاحبه إن سقيناه خمرا

ويترك كل مذاق بصحبه

كم قليل من الناس

يترك في كل شيء مذاق

أذوق فتكتظ بالفستق المطري

وتنسل اغمس كتفي بسمرتها

أقرأ الليل مكتشفا لغتي

قبل أن يدخل الأسود الدؤلي عليها

إذا مسني الصمغ

يلسع من شدة الالتصاق

ولست أحب المواني

وأن خشبي متعب أنا لست أحب المواني

تنتشيني وتطربني رشفات الرذاذ وأنثى النورس

والأزرق الانتهازي واللغز

وأعبد جرحي إذا صاح

في مخزن الحاجيات التي ضاع أصحابها

هذه قصتي

هذه سنواتي الصغيرة

هذه التي ...وتقاطعني

رزمة تفترس وجهي

أنا كل ما ضاع

كل مالا يفتش عنه

وبعد على حدة أتنول بعد

أشد أضم وأفغم فغما لذيذا

وإلا بإحدى السكنات يقتلني الاختناق

متاهة المتاهات يا فلب

أثبت خلف المتاريس

اكتب على البندقية حبنا ووحيا بعيدا

وخذ طلقتين لعينيك حزني

كأن النجوم نوافذ أنت تزوجتها

كتبت لها قبلة للطلاق

تضارب بالهم كل سراب لديك

حريق من الماء

كم شربت الكوز خمرا وجف

عامله يا سيدي إنه جف بالخمر و...

آه من هذه الواو تبدي الذي خلفها

فضحتني وغلقت الباب خلفي

فلم ينغلق غير نصف انغلاق

مسني مسه الحب أو حطم الكأس

دعني أحس..تحطمني

ثملا ليس صحوا

وتجمع مني الشظايا

ترتبه كهواك

كخمرك

أتكفيك كأسي وأنت الخمور الدهاق

شظاياي هذي الكؤوس

كذلك تعشق تسر يوما

فقدت وحطمتها

لم أقل للكؤوس لماذا لم تجيء المكاتب

لامسها

مسح الثلج من عتبة الأمس

دعنا نجرب حظ الحجارة ثانية

ونقيم الشبابيك من تعبي

وارتباك الأصابع

كفى تصافح كفك ثانية

تتذكر أنك خنثا محال أن أصافح كفك ثانية

وأضيف الجموع لهذي المسافة م بيننا

كأن حبا بريدا تأخر

عودا أردت أدو زنه بين عينيك

أنت أجرته

أنت خنت الطريق العريض

وخنت الزقاق

كيس رمل تعرض للنار من فئتين

وكتم حرصا على سمعة البندقية

والحب

والعمر

والكلمات الأخيرة من دفتر الشعر

لما رآك تخون مكانك

قال مكانك خان

مكانك خان الهوى

أنت أيضا مكانك أتلفني

كلمة الحب أتلفتها ودموعي

التفت أنت ماذا لا ولا تلفت

لم أعد ذلك اللغز بالأمس

صار الوداع وداعا

ولا يلتقي المتوازي بصاحبه

أصبح الخمر ماء بسيطا

رأيتهم يشترونك لم تفهم الحب

لم تفهم اللحظات التي

تستقيم النجوم إلى مركز اللّه

لم تفهم الربط بين الرصاصة

والحزن الأسود الدؤواي وقلبي

ولونت ثوبك بالأحمر القرمزي

تؤكد أنك منا محال

فإن القذارة لاتنتمي

وردة الشمع لا تنتمي للهوى

بالبنادق

دعني أريك الكثيرين خانوا

وهم يرفعون بنادقهم

يسقط الحرف والمجد لاحتراق

أتلفت القي حجاري حولي..شظاياي

أوراق شعري

بقايا تهدمت

حقا تهدمت

لكنني في المكان اخترت

ممتلئا بالحنان لنفسي و الحنين

لو عدت ثانية

صرت نفسي فاني ألوف

خلقت لنفسي أمين

أمطر الليل فأكثرت العين كحل الخريف

وامزجه الورق الرطب

وامتلأت راحتاي وراحة دهري

فلم تسعفيني بغير التغيب في جسدي

فرح الدم ...صار يحس قميصي

وما بين سطر وسطر

وجدتك فاردتين من الياسمين

بمحض اللبانة كنا

ورق اعصابه الشوق بالصبوات الأنيقة

فب الروح

في النهد

في ثنية الخصر هذي التي أهلكتني

يدي ... اه اين يدي

أي ضيف دخلت واي شتاء

وغرفة عشق بها منقل و شراب عتيق

خذيني لغرفتك العربية هذي

لقد ثقل البرد سيدتي واشربيني

هذيني ننام سوية ..

فأن النجوم تنام سوية ..ناعمة البال مرصعة كاللؤلؤ

تذكرت وجهك انت التي تجلسين أمامي

تذكرت بيني وسجني وحضن عظامي

كان لنا طعم الحب

كانت لنا نكهة الزهر أحزان

حملت صرتي و ثيابي إلى الباب

ودعتهم فرفعت إلى أذني ياقتي

حزين

حزين تركنا لدى الماء آلامنا

وبنادقنا

وانسحبنا ....

حملنا الجروح التي ستشتعل

وتشتعل في غربة العمر نارا

وتسحب ساقية من البيوت البعيدة

للصبوة

لمن كل شيء بهم فرح وحنين

وددت أحب لا شيء إلا الهوى

واتاني لبريد فوزعته للذين يحبون بعدي

وقبل وصولي لقد غادروا

آه .. لقد غادروا..

كلهم غادروا في تتابع وانسدل الباب حائرا

إنهم يذهبون

صرخت وهم خارج الدهر

اسمعوني

اسمعوني

اسمعوني

تعبت من العمر من اللحظات التي سوف تأتي

من امرأة سكنت ثيابي الرقيقة

أو خرجت لهواها

من قناني الدواء المسائي

كيف يحتمل العمر من دون الدواء المسائي

تكتظ واحدة بعد واجدة في سلام

حتى مطلع الفجر والضائعين

أي ذل يذلون قلبي يدرسون في جرحه كلمات التبرع

زمن يطفئ النار لا بد شاهد شيئا

وراء الأمور وأوشك مما يبين بهم لا يبين

أيها الحب أشرب تذوق اختلافاتنا

أنت أهملتني ... أنت علمتني الهمل يا مهملا

و انتظرت بزاوية العمر لم تتذكر

كيس رمل بتلك المتاريس قلبي

انقله حيثما حصلت ثغرة أو أوسده لجريح

و متكأ لمقاتل يضعف القلب فيها

وبين الصخور الحزينة اتركه شاهدا

كلما الريح مرت أقول العراق

تركتني اشرب وحدي

حملت بها بالضباب بزهرة دفاي

على وحدتي تركتها

فملت بشباكها في الطريق بمن يعبرون

لقد كنت فوق الثمالة

لست أميز بين أوجه العابرين ملامحهم

كلهم وطني

و ملابسهم وطني

تعالوا لقد أوحشتني السنين

وامسك طفلا بعينيه أثمار أيلول

أتعرفني أتطلع فيه

وفي ضحكة الورد في خده

أنت تعرف ماذا بقلبي

عشرين عاما من الانتظار المذل

لقد كنت طفلا كمثلك مثلك

عشرين عاما من الغرباء جرعتهم

كلنا وطن واحد

كنت آخذ هذا المسكن في الليل

وصار المسكين في حاجة للمسكين

عشرين عاما صرخت

لجأت إلى كل ما فيه دفء

فاني ارجف في الليل كاليليسان المريض

وتقتلني القشعريرة

عشرين عاما أخذوا وقتهم

وملابسهم

والرسائل

أم يتركوا لي سوى ألمي والبندقية

وذكريات تغيب

واعشقهم

حجزت الزمان لهم والبنادق والقلب

محتمل حضروا ..

سكنوا القلب من دون علمي

ومحتمل إنهم في المحطة

في الزمن الصعب

محتمل ان كل الهواتف معطوبة

ثم محتمل .. ثم محتمل ..

ثم محتمل .. محتمل كل شيء

سوى إنني مخطئ في غرامي بهم

والسؤال

أحبهم نكهة العمر ...

ملح الطعام

تركتهم في البساتين

في المقبورات البعيدة

في غرفة العرس

في الحلم ذهبوا كلهم

ابق أنت طويلا

فأنت أخر من لا تغلف سهادي بالصمت

ستسهر كل الأماني المحيطة

أعمدة الكهرباء الطفو لي

لعب الصبا..نزواتنا

وآخر ثوب من العمر أخرجته

من تراب الصناديق

نفضته وكويت ماضيه

أفردت كل القصاصات

كل الرسائل

كل الجوار ير

كل الحكايات

كل الذي أنت في العشق

آه يا غربة النار

في بلد الثلج

ابق طويلا..طويلا..

أعطني فرصة للذهاب ولو مرة

دائما يذهبون إلى خارج الدهر

أما ذهابي فتيها

سأذهب آتيك بالحب

والخمر والخبز والصحب

كل الذي تشتهيه سوى لحظات الفراق

أريد ثيابي القديمة فكل ثياب الصبا لا تلائمني الآن

والثوب هذا الذي على جسمي

ليس ذوبي اضطررت لأستر جرحي

وأواري بذاءتي أمام الغريب

وهل ثم شيء ليس غريب

كلنا وطن واحد

ورفاقك السمر يوم الحصاد

ولكنني لا أقلب عنك الجوارير

إذ أصبحت شيء غريب


بنفسج الضباب
-------------------

حبيبتي...
أشم زنديك العروسين
وعقم الليل في فراشنا
والهمس
أنا أرى باللمس
ما عاد غير اللمس
مدينة يكذب فيها الناس على أنفسهم
تقول في أسوأ أوضاع لها
لا بآس
تموت فيها الشمس
حبيبتي...
كتبت أحزاني على الجسور والنساء
كتبت عمرك الصغير في بنفسج الضباب
نام فيه الماء
خبأته من غزوات الليل
من لصوص الجنس والأعداء
كتبته بالتبغ والنبيذ والذهول والضياء
وحينما أشتد أوار القصف في مدينتي
تكاثر الصلاة والبغاء
مدينة يكذب من فيها على شفاههم
ليس لها شفاء
حبيبتي...
بالأمس قد عبرت جسر اليأس والرياح
لم يكن في الطريق غير المخبرين والنباح
سألتهم إن وجدوا هويتي
ودفتر الديوان والمفتاح
فقلبوا شفاههم والقوا القبض علي
وأودعوني غرفة التوقيف
وانتظرت أن يجيء اللّه في الصباح
لم يأت يا حبيبتي
وها أنا ضيف على التعذيب
في زنزانة أخرى بلا مصباح
مدينة تلقي علي القبض يا حبيبتي
يصبح فيها أعجز الناس هو السلاح
أفرج عني صدفة بالأمس
وحينما خرجت من جعبتهم
كنت أرى باللمس
وربما قد مات في الزنزانة الأخرى
الذي دق على جداري
لم أكن هنا أسمع عبرة الليل غير الهمس
وقدا تناهى الهمس
وكانت الحانات عبر الشارع الطويل
تكتظ بالحزن وضبط النفس
مدينة يبول من فيها على أنفسهم
أنظف منها اليأس
وها أنا مشرد أقرأ وجه الناس
والباصات والأفلام في الطريق
أقرأ إعلانا عن السلم
وفيه أقرأ التلقين والتصفيق
أبحث عن كتاب الحزن... أو صديق
يا عالما بلا صديق
يا عالما يختنق الإنسان فيه في الزفير مرة
ومرتين في الشهيق
مدينة يمنع فيها الشعر
أو يحتكر الكلام كالشعير يا حبيبتي
يقتلها النقيق



اعداد :
سلطان الزيادنة \ الاردن
عبير محمد \ مصر
غسان الشيحاوي \ سوريا
زياد السعودي \ الاردن







 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط