*مهاجر إلى أجل غير مسمى*

[نوال البردويل]

*مُهاجرٌ إلى أجلِِ غير مسمى*

صَوْب القطارِ تَوجهَت خُطواتُهُ
والليل يعصف بالدروبِ
يوزِّع الأحزان يقتلع الأمانَ من الجذورِ
ليستحيل الكون طودًا من جليدْ
ومضى القطارُ لرحلة الآلام والوجد العنيدْ
في غمرة الفقد الرهيبِ
وذكريات الأمس تسري في زوايا الروحِ
من فرط النحيبْ
شاخت خطاه ولم يَزلْ
-والقلب في الرمق الأخيرِ-
يعانق الجرح المملح بالسنينْ
وعلى الشفاه تساؤلٌ
من ذا يضمد جرح قلب نازف لا يستكينْ
نزف تَشظَّى في الحنايا من سنينْ
من ذا يزيل من الصدور طعانها كم من أنينْ
ما زال يسكب دمعةً حرَّى
على ما فات من عمر ضنينْ
وانداحَ يسكن جوفَهُ وهمٌ
ينبِّئه بأن الوصل ليس بمستحيلْ
فيصدق المسكين يدفعه اليقينْ
ما زال يغرس في فضاء الحلم نبضًا مشرقًا
ما زال يحقن في سماء الروح دِفئًا مُوقنًا
أن الحقول ستستعيد نضارة فُقِدت
وأرهقها الأنينْ

(وما زالت المأساة مستمرة... )

مُتَفَاعِلُن متْفَاعِلُن