القلب بالقلب

[الدكتور محمد أمين]

حياك الله يا صديقي
شعرك لا بأس به ولو كان هراء لما رأيتني هنا..
لذلك سأمنحه بعض الوقت لأقف معه...


تقول:
عدت للشعر يوم خفت شجونَهْ
شفني الوجدُ حين خضتُ متونَهْ

ألاحظ في المطلع تصريعا جميلا
وهذا محسن بديعي يرفع من قيمة المطلع
فليتك اهتممت به أكثر ليكون البيت أكثر دهشة
فقد جاء مدخلا باهتا بلغة أقرب للنثرية
فالبناء عدت للشعر يوم خفت ، شفني الوجد حين رأيت
أي شعرية في البناء!

تقول:
خلتني ماجد السفين ببحر

حسنا يا صديقي الصورة لا بأس بها
صورة عادية مستهلكة
لكن أن تقول "لم يستطع الأوائل مثل هذه الصورة...إلخ"
فهذا أمر غير محمود
صديقي أنت تدعي أن الجدة في صورتك قائمة على أنك
أول من ذكر ماجد البحار المشهور
حسنا ولكن أين الجدة!!
قرأت لشعراء كثر منهم العربي والغربي
من ذكروا كثيرا مثل صورتك هذه مستدعين بحارا آخر
فهناك من قال كنت أقول أنني مثل كريستوف كلومبوس
وهناك من قال لماذا السفر والبحر فلست ابن بطوطة
وهنا من العرب من ذكر قريبا من بيتك مستدعيا البحار ماجلان

فهل الجدة لديك التي لم يستطعها الأوائل بأن تذكر الصورة التقليدية
صورة الشعر والبحر والسفينة ولكن بأن تستدعي بحارا جديدا!!
لك الله..
\

ثم تقول:
إرتضَى الحرفَ والشعورَ سفينَةْ
وتقصد بالحرف "شعرك" وبالشعور عاطفتك"
حسنا
التقليدية العادية بهذا العطف أضحت مستهلكة
الحرف والشعور
العذب والصافي
الجمر والنار

لو أنك عطفت على الحرف كلمة أخرى تعمل معنى الشعور
غير اللفظة المباشرة لجاء بيتك أكثر دهشة
أو العكس أن تعطف كلمة تدل على معنى الحرف على لفظة الشعور..
طبعا لا أقول البيت سيء لكن البيت بمجمله كان ليكون أجمل..

تقول:
لا تعاني من المعاني حروفي

أنْ أريها من الشعور فنونَهْ

هنا لدي ملاحظتان الأولى
في الشطر كان الجناس غير موفق للثقل في مخارج الحروف
عدا عن النثرية في بناء الشطر" لا تعاني من المعاني حروفي"
ثم تساؤل في الشطر الثاني
ما هي فنون الشعور؟
أعتقد أن الفنون تكون في حالة الشعور وليس في الشعور ذاته


تقول:
مُتْرعٌ الفكر بالخيالِ كأنّي

يا صديقي لو مر شاعر البحر الخفيف أبو العلاء المعري
أو ملكه أحمد شوقي
وسمعك تقول أنك أتيت بالعجائب
ثم وجدوا هذا الشطر مكسورا لأسكرهم الضحك
فتدارك الأمر رعاك الله

تقول :
قد قضى الله أن في الشعر عرقا

يوردُ القلبَ بالدماءِ السخينَةْ

يا صديقي ربما نبهك الفاضل تمار والشاعرة النقية إرادة
إلى أن الفعل يورد يتعدى إلى مفعوله دون حرف جر
يعني خطأ نحوي لا ترضاه الأوائل أن تستخدم حرف الجر الباء هنا
ولو أردت تخفيف الخطأ مؤقتا فلك أن تبدل بالباء اللام فذلك أهون الضررين

أينما صاح مدنفٌ وا فؤادي

أمَّنَ الشعرُ أنّ قلبي رهينَةْ

القلب لفظ مذكر يا صديقي
والصواب أن تقول قلبي رهين
لا أن تقول قلبي رهينة!


تقول
أتوارى من كل ذكرى لواذا
يُلبِسُ الشوقُ ذكرياتي شئونهْ

تقصد ربما "شؤونه"
حسب قواعد الهمزة المتوسطة..

تقول
واحتَسيْتُ الشرابَ والبَطنُ مَلْىء
غيرَ أنّ الغَليلَ روحي الحنُونَةْ

آه يا صديقي من الأخطاء اللغوية..
يا صديقي
الحنون لغة حسب كل معاجم العرب
هي الرياح التي لها صوت ك "حنين الإبل"
ولاااااااااا يوجد لغة كلمة "حنونة"
أما إن كنت تقصدها "صفة مشبهة" من اللفظة حنان على سبيل الاشتقاق وتطوير
اللغة فإن جاز ذلك لك
فيا للهول من هذا الخطأ بأن تلحق تاء التأنيث المربوطة بها!
فالصفة المشهبة على وزن "فعول" لا تلحق بها التاء
فنقول مثلا رجل طموح وامرأة طموح
ولا توجد كلمة قالها الأوائل مثل "طموحة"
وقس على ذلك..
طبعا مع رأي ضعيف لجماعة التجديد والتيسير أباحو أن تلحق بالصفة
ضمن شروط مع تأكيدهم على ركاكة ذلك..

تقول
وحلِمنا وبعضُ حلمي محالٌ
أنّ عيني رمت لدمعي جفونَهْ

هل تقصد الحلم بمعنى ما يراه النائم ..
إذن فضع ضمة على لام حلمنا
بدل الكسرة
فبالكسر لها معنا مختلف تماما...

تقول:
عن سعيدٍ كـسا الفؤادَ أنِينَهْ

فقط ملاحظة
الكساء هو التغطية
والأنين يكون نابع من الجوف..
أما إن قصدت أن الأنين فاض من داخل القلب
حتى غطاه
فليتك استخدمت لفظة تلائم التغطية
وليس اللفظة السمعية "أنين"
فذلك كان ليكون أكثر جودة
وبيتك جيد..

تقول:
إخوةَ الحرْفِ والجروحُ قصاصٌ
قـالها اللهُ –لم أقلها -مُبينَةْ

القفلة عادية
وكبناء كانت هبوطا
خاصة القافية
فلو قلنا أخوه الحرف والجروح قصاص , قالها الله لم أقلها
فالمعنى تم تماما
وهكذا فالقافية جاءت حشوا وللأسف حشو عادي
فكلام الله كله مبين وذكر اللفظة لا يضيف حتى عمقا للمعنى
علما أن عبارة _لم أقلها_ كانت حشوا لتوضيح الفكرة ولا بأس بذلك
ولكن أن يتوالى الحشو مرتين في البيت فهذا ليس محمودا البتة
ولا يدل على حنكة شعرية..


تقول:
قد جهِدتُ الزمان أردمُ فيها
من ركام الحياةِ رملاً وطينَةْ

هنا وقعت في خطأ لغوي مرة أخرى
فالفعل ردم يتعدى للمفعول به دون حرف جر
فأنت تقول ردمت البئر أي سددته
ولا تقول ردمت في البئر
فتدارك الأمر..


صديقي
حياك الله
فأنت شاعر جميل بلا شك
وأتوقع لو كنت أكثر شبابا لاستطعت أن تأتي بما يفوق هذا جمالا بمراحل
ولكني ربما قرأت في بعض ردودك أنك قررت الاستقالة إلى سنك المتقدمة
ولن تبذل جهدا أكثر ...
محبتي لك
ودمت بأجمل حال
وأعتذر إن أثقلت عليك
دم طيبا

همسة:
سمعتك تتحدث عن في بعض ردودك عن الحداثة وأن بناء النص كان حديثا بسبب تناميه..
أولا يا صديقي إذا كنا نتحدث عن مواكبة التطور في الكتابة
فدعك من لفظة حداثة
فقد وصل الادب مرحلة ما بعد الحداثة وكاد يتجاوزها..
أما بشأن التنامي!
فلا يكون التنامي هكذا
التنامي يكون بتدرج كل من العاطفة واللغة والحبكة والحدث الدرامي في النص كله محتشدا
باتجاه قفلة تحل لغزه!
والتنامي الذي كان في نصك لم يكن على حساب أي من تلك وإنما فقط على حساب الفكرة وشدة الانفعال العاطفي..

وفقك الله إلى الأجمل دائما..

[محمد العموش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور محمد أمين

حياك الله يا صديقي
شعرك لا بأس به ولو كان هراء لما رأيتني هنا..
لذلك سأمنحه بعض الوقت لأقف معه...


تقول:
عدت للشعر يوم خفت شجونَهْ
شفني الوجدُ حين خضتُ متونَهْ

ألاحظ في المطلع تصريعا جميلا
وهذا محسن بديعي يرفع من قيمة المطلع
فليتك اهتممت به أكثر ليكون البيت أكثر دهشة
فقد جاء مدخلا باهتا بلغة أقرب للنثرية
فالبناء عدت للشعر يوم خفت ، شفني الوجد حين رأيت
أي شعرية في البناء!

تقول:
خلتني ماجد السفين ببحر

حسنا يا صديقي الصورة لا بأس بها
صورة عادية مستهلكة
لكن أن تقول "لم يستطع الأوائل مثل هذه الصورة...إلخ"
فهذا أمر غير محمود
صديقي أنت تدعي أن الجدة في صورتك قائمة على أنك
أول من ذكر ماجد البحار المشهور
حسنا ولكن أين الجدة!!
قرأت لشعراء كثر منهم العربي والغربي
من ذكروا كثيرا مثل صورتك هذه مستدعين بحارا آخر
فهناك من قال كنت أقول أنني مثل كريستوف كلومبوس
وهناك من قال لماذا السفر والبحر فلست ابن بطوطة
وهنا من العرب من ذكر قريبا من بيتك مستدعيا البحار ماجلان

فهل الجدة لديك التي لم يستطعها الأوائل بأن تذكر الصورة التقليدية
صورة الشعر والبحر والسفينة ولكن بأن تستدعي بحارا جديدا!!
لك الله..
\

ثم تقول:
إرتضَى الحرفَ والشعورَ سفينَةْ
وتقصد بالحرف "شعرك" وبالشعور عاطفتك"
حسنا
التقليدية العادية بهذا العطف أضحت مستهلكة
الحرف والشعور
العذب والصافي
الجمر والنار

لو أنك عطفت على الحرف كلمة أخرى تعمل معنى الشعور
غير اللفظة المباشرة لجاء بيتك أكثر دهشة
أو العكس أن تعطف كلمة تدل على معنى الحرف على لفظة الشعور..
طبعا لا أقول البيت سيء لكن البيت بمجمله كان ليكون أجمل..

تقول:
لا تعاني من المعاني حروفي

أنْ أريها من الشعور فنونَهْ

هنا لدي ملاحظتان الأولى
في الشطر كان الجناس غير موفق للثقل في مخارج الحروف
عدا عن النثرية في بناء الشطر" لا تعاني من المعاني حروفي"
ثم تساؤل في الشطر الثاني
ما هي فنون الشعور؟
أعتقد أن الفنون تكون في حالة الشعور وليس في الشعور ذاته


تقول:
مُتْرعٌ الفكر بالخيالِ كأنّي

يا صديقي لو مر شاعر البحر الخفيف أبو العلاء المعري
أو ملكه أحمد شوقي
وسمعك تقول أنك أتيت بالعجائب
ثم وجدوا هذا الشطر مكسورا لأسكرهم الضحك
فتدارك الأمر رعاك الله

تقول :
قد قضى الله أن في الشعر عرقا

يوردُ القلبَ بالدماءِ السخينَةْ

يا صديقي ربما نبهك الفاضل تمار والشاعرة النقية إرادة
إلى أن الفعل يورد يتعدى إلى مفعوله دون حرف جر
يعني خطأ نحوي لا ترضاه الأوائل أن تستخدم حرف الجر الباء هنا
ولو أردت تخفيف الخطأ مؤقتا فلك أن تبدل بالباء اللام فذلك أهون الضررين

أينما صاح مدنفٌ وا فؤادي

أمَّنَ الشعرُ أنّ قلبي رهينَةْ

القلب لفظ مذكر يا صديقي
والصواب أن تقول قلبي رهين
لا أن تقول قلبي رهينة!


تقول
أتوارى من كل ذكرى لواذا
يُلبِسُ الشوقُ ذكرياتي شئونهْ

تقصد ربما "شؤونه"
حسب قواعد الهمزة المتوسطة..

تقول
واحتَسيْتُ الشرابَ والبَطنُ مَلْىء
غيرَ أنّ الغَليلَ روحي الحنُونَةْ

آه يا صديقي من الأخطاء اللغوية..
يا صديقي
الحنون لغة حسب كل معاجم العرب
هي الرياح التي لها صوت ك "حنين الإبل"
ولاااااااااا يوجد لغة كلمة "حنونة"
أما إن كنت تقصدها "صفة مشبهة" من اللفظة حنان على سبيل الاشتقاق وتطوير
اللغة فإن جاز ذلك لك
فيا للهول من هذا الخطأ بأن تلحق تاء التأنيث المربوطة بها!
فالصفة المشهبة على وزن "فعول" لا تلحق بها التاء
فنقول مثلا رجل طموح وامرأة طموح
ولا توجد كلمة قالها الأوائل مثل "طموحة"
وقس على ذلك..
طبعا مع رأي ضعيف لجماعة التجديد والتيسير أباحو أن تلحق بالصفة
ضمن شروط مع تأكيدهم على ركاكة ذلك..

تقول
وحلِمنا وبعضُ حلمي محالٌ
أنّ عيني رمت لدمعي جفونَهْ

هل تقصد الحلم بمعنى ما يراه النائم ..
إذن فضع ضمة على لام حلمنا
بدل الكسرة
فبالكسر لها معنا مختلف تماما...

تقول:
عن سعيدٍ كـسا الفؤادَ أنِينَهْ

فقط ملاحظة
الكساء هو التغطية
والأنين يكون نابع من الجوف..
أما إن قصدت أن الأنين فاض من داخل القلب
حتى غطاه
فليتك استخدمت لفظة تلائم التغطية
وليس اللفظة السمعية "أنين"
فذلك كان ليكون أكثر جودة
وبيتك جيد..

تقول:
إخوةَ الحرْفِ والجروحُ قصاصٌ
قـالها اللهُ –لم أقلها -مُبينَةْ

القفلة عادية
وكبناء كانت هبوطا
خاصة القافية
فلو قلنا أخوه الحرف والجروح قصاص , قالها الله لم أقلها
فالمعنى تم تماما
وهكذا فالقافية جاءت حشوا وللأسف حشو عادي
فكلام الله كله مبين وذكر اللفظة لا يضيف حتى عمقا للمعنى
علما أن عبارة _لم أقلها_ كانت حشوا لتوضيح الفكرة ولا بأس بذلك
ولكن أن يتوالى الحشو مرتين في البيت فهذا ليس محمودا البتة
ولا يدل على حنكة شعرية..


تقول:
قد جهِدتُ الزمان أردمُ فيها
من ركام الحياةِ رملاً وطينَةْ

هنا وقعت في خطأ لغوي مرة أخرى
فالفعل ردم يتعدى للمفعول به دون حرف جر
فأنت تقول ردمت البئر أي سددته
ولا تقول ردمت في البئر
فتدارك الأمر..


صديقي
حياك الله
فأنت شاعر جميل بلا شك
وأتوقع لو كنت أكثر شبابا لاستطعت أن تأتي بما يفوق هذا جمالا بمراحل
ولكني ربما قرأت في بعض ردودك أنك قررت الاستقالة إلى سنك المتقدمة
ولن تبذل جهدا أكثر ...
محبتي لك
ودمت بأجمل حال
وأعتذر إن أثقلت عليك
دم طيبا

همسة:
سمعتك تتحدث عن في بعض ردودك عن الحداثة وأن بناء النص كان حديثا بسبب تناميه..
أولا يا صديقي إذا كنا نتحدث عن مواكبة التطور في الكتابة
فدعك من لفظة حداثة
فقد وصل الادب مرحلة ما بعد الحداثة وكاد يتجاوزها..
أما بشأن التنامي!
فلا يكون التنامي هكذا
التنامي يكون بتدرج كل من العاطفة واللغة والحبكة والحدث الدرامي في النص كله محتشدا
باتجاه قفلة تحل لغزه!
والتنامي الذي كان في نصك لم يكن على حساب أي من تلك وإنما فقط على حساب الفكرة وشدة الانفعال العاطفي..

وفقك الله إلى الأجمل دائما..

تاللهِ وباللهِ وواللهِ إنّكَ لفي جمالكَ القديم .

[طارق المأمون محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور محمد أمين

حياك الله يا صديقي
شعرك لا بأس به ولو كان هراء لما رأيتني هنا..
لذلك سأمنحه بعض الوقت لأقف معه...


تقول:
عدت للشعر يوم خفت شجونَهْ
شفني الوجدُ حين خضتُ متونَهْ

ألاحظ في المطلع تصريعا جميلا
وهذا محسن بديعي يرفع من قيمة المطلع
فليتك اهتممت به أكثر ليكون البيت أكثر دهشة
فقد جاء مدخلا باهتا بلغة أقرب للنثرية
فالبناء عدت للشعر يوم خفت ، شفني الوجد حين رأيت
أي شعرية في البناء!

تقول:
خلتني ماجد السفين ببحر

حسنا يا صديقي الصورة لا بأس بها
صورة عادية مستهلكة
لكن أن تقول "لم يستطع الأوائل مثل هذه الصورة...إلخ"
فهذا أمر غير محمود
صديقي أنت تدعي أن الجدة في صورتك قائمة على أنك
أول من ذكر ماجد البحار المشهور
حسنا ولكن أين الجدة!!
قرأت لشعراء كثر منهم العربي والغربي
من ذكروا كثيرا مثل صورتك هذه مستدعين بحارا آخر
فهناك من قال كنت أقول أنني مثل كريستوف كلومبوس
وهناك من قال لماذا السفر والبحر فلست ابن بطوطة
وهنا من العرب من ذكر قريبا من بيتك مستدعيا البحار ماجلان

فهل الجدة لديك التي لم يستطعها الأوائل بأن تذكر الصورة التقليدية
صورة الشعر والبحر والسفينة ولكن بأن تستدعي بحارا جديدا!!
لك الله..
\

ثم تقول:
إرتضَى الحرفَ والشعورَ سفينَةْ
وتقصد بالحرف "شعرك" وبالشعور عاطفتك"
حسنا
التقليدية العادية بهذا العطف أضحت مستهلكة
الحرف والشعور
العذب والصافي
الجمر والنار

لو أنك عطفت على الحرف كلمة أخرى تعمل معنى الشعور
غير اللفظة المباشرة لجاء بيتك أكثر دهشة
أو العكس أن تعطف كلمة تدل على معنى الحرف على لفظة الشعور..
طبعا لا أقول البيت سيء لكن البيت بمجمله كان ليكون أجمل..

تقول:
لا تعاني من المعاني حروفي

أنْ أريها من الشعور فنونَهْ

هنا لدي ملاحظتان الأولى
في الشطر كان الجناس غير موفق للثقل في مخارج الحروف
عدا عن النثرية في بناء الشطر" لا تعاني من المعاني حروفي"
ثم تساؤل في الشطر الثاني
ما هي فنون الشعور؟
أعتقد أن الفنون تكون في حالة الشعور وليس في الشعور ذاته


تقول:
مُتْرعٌ الفكر بالخيالِ كأنّي

يا صديقي لو مر شاعر البحر الخفيف أبو العلاء المعري
أو ملكه أحمد شوقي
وسمعك تقول أنك أتيت بالعجائب
ثم وجدوا هذا الشطر مكسورا لأسكرهم الضحك
فتدارك الأمر رعاك الله

تقول :
قد قضى الله أن في الشعر عرقا

يوردُ القلبَ بالدماءِ السخينَةْ

يا صديقي ربما نبهك الفاضل تمار والشاعرة النقية إرادة
إلى أن الفعل يورد يتعدى إلى مفعوله دون حرف جر
يعني خطأ نحوي لا ترضاه الأوائل أن تستخدم حرف الجر الباء هنا
ولو أردت تخفيف الخطأ مؤقتا فلك أن تبدل بالباء اللام فذلك أهون الضررين

أينما صاح مدنفٌ وا فؤادي

أمَّنَ الشعرُ أنّ قلبي رهينَةْ

القلب لفظ مذكر يا صديقي
والصواب أن تقول قلبي رهين
لا أن تقول قلبي رهينة!


تقول
أتوارى من كل ذكرى لواذا
يُلبِسُ الشوقُ ذكرياتي شئونهْ

تقصد ربما "شؤونه"
حسب قواعد الهمزة المتوسطة..

تقول
واحتَسيْتُ الشرابَ والبَطنُ مَلْىء
غيرَ أنّ الغَليلَ روحي الحنُونَةْ

آه يا صديقي من الأخطاء اللغوية..
يا صديقي
الحنون لغة حسب كل معاجم العرب
هي الرياح التي لها صوت ك "حنين الإبل"
ولاااااااااا يوجد لغة كلمة "حنونة"
أما إن كنت تقصدها "صفة مشبهة" من اللفظة حنان على سبيل الاشتقاق وتطوير
اللغة فإن جاز ذلك لك
فيا للهول من هذا الخطأ بأن تلحق تاء التأنيث المربوطة بها!
فالصفة المشهبة على وزن "فعول" لا تلحق بها التاء
فنقول مثلا رجل طموح وامرأة طموح
ولا توجد كلمة قالها الأوائل مثل "طموحة"
وقس على ذلك..
طبعا مع رأي ضعيف لجماعة التجديد والتيسير أباحو أن تلحق بالصفة
ضمن شروط مع تأكيدهم على ركاكة ذلك..

تقول
وحلِمنا وبعضُ حلمي محالٌ
أنّ عيني رمت لدمعي جفونَهْ

هل تقصد الحلم بمعنى ما يراه النائم ..
إذن فضع ضمة على لام حلمنا
بدل الكسرة
فبالكسر لها معنا مختلف تماما...

تقول:
عن سعيدٍ كـسا الفؤادَ أنِينَهْ

فقط ملاحظة
الكساء هو التغطية
والأنين يكون نابع من الجوف..
أما إن قصدت أن الأنين فاض من داخل القلب
حتى غطاه
فليتك استخدمت لفظة تلائم التغطية
وليس اللفظة السمعية "أنين"
فذلك كان ليكون أكثر جودة
وبيتك جيد..

تقول:
إخوةَ الحرْفِ والجروحُ قصاصٌ
قـالها اللهُ –لم أقلها -مُبينَةْ

القفلة عادية
وكبناء كانت هبوطا
خاصة القافية
فلو قلنا أخوه الحرف والجروح قصاص , قالها الله لم أقلها
فالمعنى تم تماما
وهكذا فالقافية جاءت حشوا وللأسف حشو عادي
فكلام الله كله مبين وذكر اللفظة لا يضيف حتى عمقا للمعنى
علما أن عبارة _لم أقلها_ كانت حشوا لتوضيح الفكرة ولا بأس بذلك
ولكن أن يتوالى الحشو مرتين في البيت فهذا ليس محمودا البتة
ولا يدل على حنكة شعرية..


تقول:
قد جهِدتُ الزمان أردمُ فيها
من ركام الحياةِ رملاً وطينَةْ

هنا وقعت في خطأ لغوي مرة أخرى
فالفعل ردم يتعدى للمفعول به دون حرف جر
فأنت تقول ردمت البئر أي سددته
ولا تقول ردمت في البئر
فتدارك الأمر..


صديقي
حياك الله
فأنت شاعر جميل بلا شك
وأتوقع لو كنت أكثر شبابا لاستطعت أن تأتي بما يفوق هذا جمالا بمراحل
ولكني ربما قرأت في بعض ردودك أنك قررت الاستقالة إلى سنك المتقدمة
ولن تبذل جهدا أكثر ...
محبتي لك
ودمت بأجمل حال
وأعتذر إن أثقلت عليك
دم طيبا

همسة:
سمعتك تتحدث عن في بعض ردودك عن الحداثة وأن بناء النص كان حديثا بسبب تناميه..
أولا يا صديقي إذا كنا نتحدث عن مواكبة التطور في الكتابة
فدعك من لفظة حداثة
فقد وصل الادب مرحلة ما بعد الحداثة وكاد يتجاوزها..
أما بشأن التنامي!
فلا يكون التنامي هكذا
التنامي يكون بتدرج كل من العاطفة واللغة والحبكة والحدث الدرامي في النص كله محتشدا
باتجاه قفلة تحل لغزه!
والتنامي الذي كان في نصك لم يكن على حساب أي من تلك وإنما فقط على حساب الفكرة وشدة الانفعال العاطفي..

وفقك الله إلى الأجمل دائما..

دكتور امين شرفت هذه القصيدة أعد هذا التداعي من بركنها ولا ريب.
معظم ماقلته يدخلفي الذائقة الشخصية المقدرة والمحترمة.
بعض الملاحظات التي تمنيت انك ترويت فيها قليلا فإن عذر الشباب الحماس. وانت دكتور و ليس من الدرجات الدنيا ام لعلك طبيب...
يورد الورد له معاني كثيرة من ضمنها الماء العطش الحمى.. و لا يصعب عليك تفعيل المفردة .
رهينة كلمة تستخدم للمذكر والمؤنث .
لا يوجد كسر في بيت مترع الفكر بالخيال كأني ..
حنونة من الحنان لا ريب وهي من الكلمات المحدثةنحمد للقصيدة انها اتاحت الرجوع للمعجم.. وهذا من بركتها. اني قد تطاولت واستخدمت الجواز التيسيري رغم ركاكته التي تزعمها أظنه أعطى المعنى بعدا اجمل او كما تسميه مدهش.
لم اقلها تاكيد لنسبة القول الى الله ومبينة احدي صفات كلام الله فما افتريت عليه و قد استخدمها الله تعالى يصف كلامه شؤونه تكتب ڜئونه كذلك ليس من خطأ هنا.
نقول في السودان الما بريدك(بحبك) في الظلمة يحدر ليك(ينظر اليك باستعداء)
أحيي هذا التناصر بين الشعراء و الادباء لنصرة بعضهم بعضا .
شاكر لهذه القصيدة انها علمتني الكثير من اساتذة واصدقاء وابناء و يحسب هذا لها.

للقصيدة معجبون نثروا باقات اعجابهم هنا وفي غير هذا المنتدى.
كما لها شانؤون وهذا من عظمتها.
سعدت بك سيدي
دم بخير

[الدكتور محمد أمين]

بوركت أيها الجميل
أدبك وأخلاقك العالية تزيدك احتراما في عيوننا
واختلاف الآراء لا يفسد للود قضية

بانتظار الأجمل منك
دم طيبا

[طارق المأمون محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور محمد أمين

بوركت أيها الجميل
أدبك وأخلاقك العالية تزيدك احتراما في عيوننا
واختلاف الآراء لا يفسد للود قضية

بانتظار الأجمل منك
دم طيبا

الحمد لله ربحت قلبا بقصيدة.

شكرا يا دكتور

[طارق المأمون محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العموش

تاللهِ وباللهِ وواللهِ إنّكَ لفي جمالكَ القديم .

مرحى بحنثك لقسمك أن لا تعود ...
للشعر شيطانه .
مرحبا بك

[طارق المأمون محمد]

شكرا اخي جمال كثيرا على هذا الإنفعال الجميل جدا و الذي عنى لي الكثير و الله.
لهذه القصيدة ذاكرة و ذكرى جميلة انبرت أخت كريمة و شاعرة راقية اسمها إرادة فقالت فيها رأيها الكريم وانتقدتها نقدا قويا و الذي أرى أنه حذف من هنا لماذا لا أدري ربما بطلب منها و هذا ما لم أحبه حقيقة فمتصفح القصيدة و ما حوت من ردود ملك لصاحبها كما هي ملك للمنتدى لا يجوز التصرف فيها الا بإذنه .... المهم أذكر أنها كانت من مشاركاتي الأول في المنتدى فوجدت هجوما مفيدا عليها , تداعى بعض الشعراء الكرام الكبار و تناصروا عليها , بينما هي كانت تعجبني و أحس تجاهها بعاطفة أبوية , فكنت كلما حضرت أجد منتقدا و شانئا لها مركزا على جوانب ضعفها فيقوم نفسي و أكتب ردا قويا ثم أغيره أكثر من مرة فأنا ضيف جديد علي و اجب التأدب , و من يردون أساتذة كبار لهم مكانتهم.
لكن بعد مضي أكثر من رد أحببت هذا التفاعل ووجدتني تعلمت الكثير ممن كتب و علق خصوصا الذين نبشوا مساوئها... فقمت بكتابة نقاط ضعفها كما ذكروا و حفظتها .. و كنت كلما كتبت قصيدة بعدها تذكرتها مما زاد من مقدرتي و جعلني أكثر إتقانا و حرصا فمماأتعلمته أنني لا أكتب لنفسي و إنما أكتب للناس... لهم مني جزيل الشكر...
وددت أن تقرأ مرة أخرى و النفس أصفى و القلب أطيب و الصدر أرحب ومكانة من عركتهم و عرفتهم أعلى في نفسي..

[فاطمة الزهراء العلوي]

الشعر يعرف طريق الشعراء وطارق شاعر يقتنص القراءة لتجلس وتستمتع
تقديري بلا ضفاف شاعرنا طارق
كنت قد مررت لكن لا بأس من عودة

[طارق المأمون محمد]

أختي الجميلة الزهراء..
نتعلم منك كثيرا و مما نتعلمه اللطف و حسن العبارة و الذوق الرفيع كما نتعلم منك حب القراءة و روعة النقد و ثقابة الفكر..
تحية خاصة ازجيها لمقامك العلي
مودتي

[حسين محسن الياس]

الاستاذ طارق
شعر ذو نفس طويل وجميل
ومع صعوبة القافيه الا انك عبرت به الى شاطيء الابداع
تقديري

[طارق المأمون محمد]

استاذ محسن لك أسمى آيات التقدير على هذا المرور الطيب...
دم بخير

[غلام الله بن صالح]

رائعة أيها الرائع
دمت متألقا ايها البليغ البارع
مودتي وتقديري

[هيثم العمري]

خفيفها رائع من ماهر رائع

[طارق المأمون محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غلام الله بن صالح

رائعة أيها الرائع
دمت متألقا ايها البليغ البارع
مودتي وتقديري

الشاعر الحكيم من سروري مرورك... اشكرك على هذا الثناء
دم طيبا

[أحلام المصري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد

عدت للشعر يوم خفت شجونَهْ

شفني الوجدُ حين خضتُ متونَهْ


خلتني ماجد السفين ببحر

إرتضَى الحرفَ والشعورَ سفينَةْ


لا تعاني من المعاني حروفي

أنْ أريها من الشعور فنونَهْ


أمتطي الحرفَ حيث أبغي يوَلِّي

يعلمُ الحرفُ وجهتي لنْ تُشينَهْ


يسبحُ الحسُّ في رؤاهُ ويحيي

من سنا برقِه الوضيئِ سنينَهْ


مُتْرعٌ الفكر بالخيالِ كأنّي

فيَّ للماردِ الحبيسِ خزينَةْ


أتماهى مع الحياة ويبقى

داخلي الطفلُ .. ثَمَّ.. يعجِنُ طينَهْ


قد قضى الله أن في الشعر عرقا

يوردُ القلبَ بالدماءِ السخينَةْ


أينما صاح مدنفٌ وا فؤادي

أمَّنَ الشعرُ أنّ قلبي رهينَةْ


ماله الشعرُ كلما أنّ صبٌّ

من فؤادٍ رمى إليّ عـيونه


أو شدا الشعرَ بالحنينِ شفيفٌ

أوقدَ الوجدُ في الضلوعِ أتونَهْ


أتوارى من كل ذكرى لواذا

يُلبِسُ الشوقُ ذكرياتي شئونهْ


كمْ هجرتُ الطريقَ والدربُ أدرى

أنّ قلبي لديهِ والسّيرُ دُونَهْ


واحتَسيْتُ الشرابَ والبَطنُ مَلْىء

غيرَ أنّ الغَليلَ روحي الحنُونَةْ


وضَحكتُ النّهارَ والفجرُ يَبكي

يعلمُ الفَجرُ كمْ عُيوني حَزينَة


قد ظننّا وبعضُ ظنّي خيالٌ

أن قـلبي جفا وصد جنونَهْ


وحلِمنا وبعضُ حلمي محالٌ

أنّ عيني رمت لدمعي جفونَهْ


وارتضينا وما رضاي بمنأى

عن سعيدٍ كـسا الفؤادَ أنِينَهْ


ووهمنا وبعضُ وهمي اشتياقٌ

لمنـامٍ أذوقُ فـيه الـسّكـينَةْ


إخوةَ الحرْفِ والجروحُ قصاصٌ

قـالها اللهُ –لم أقلها -مُبينَةْ


أنصـفا قلبيَ المـعـنَّى فـإنّي

أنْـشَرَ البوحُ أنةً لي دفـينَةْ


قد جهِدتُ الزمان أردمُ فيها

من ركام الحياةِ رملاً وطينَةْ


صاحبُ العشقِ يا صِحابِ مَشُوقٌ

ما يعـزيه .. حينَ يلْقى قَرينَهْ


القصاص القصاص ذا حكم ربي

القلب بالقلب والليالي ضمينَْة

الخفيف

أهو الخفيف حقا؟
تعلم يا جنوبي أني أكتب الحروف نثرا و لا أفقه في البحور و أوزانها و لا مسمياتها
لكن
ظلم بحرك هذا من أسماه (خفيفا)..
ثقيل مثقل بالشعر و الوجدان و القافية الجميلة الثقيلة لكنها انسابت بعذوبة
تسحب الروح معها كأرجوحة
و الموسيقى التي تحمل المفردات..
حتى عنوان القصيد ليس خفيفا أبدا..
القلب بالقلب
يا الله!


هذا قصيد مختلف
لشاعر محترف

تقديري للشاعر الشاعر
الجنوبي

[طارق المأمون محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيثم العمري

خفيفها رائع من ماهر رائع

حضور ماتع من اديب ساطع..
باركك الله.
دم بخير