قصة قصيرة / قلب الوحش - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: تحت وطأة الحزن يقال ما يقال (آخر رد :فاتي الزروالي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-01-2022, 11:25 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بختي ضيف الله
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية بختي ضيف الله

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

بختي ضيف الله غير متواجد حالياً


افتراضي قصة قصيرة / قلب الوحش

لـ:بختي ضيف الله – الجزائر


في يوم عطلة بارد جدا، ارتدى "عليوة"معطفه الأسود المرقع، يمشي متعثر الخطى، شارد الذهن، يتفقد أبواب وآلات المصنع الكبير الذي يبعد عن المدينة بضعة كيلومترات. يعلم مديره "مسيو مراد" أن فيه ما يكفي من كاميرات المراقبة، وأن مهمته هي حراسة الباب الرئيس فقط، ولكن هكذا أوامره؛ لا أحد يستطيع رفضها.
ساد صمت مخيف؛ تمنى" عليوة" لو تستيقظ المحركات النائمة ولو للحظات وتصدر ضجيجها من جديد لتنسيه ضجيجه الذي بداخله. لم يشهد هذا الخوف من قبل رغم أنه يحرسه منذ أكثر من عشرين سنة؛ لم يفقه لماذا يأمره بتنظيف مكتبه هذه المرة؛ أليس هذا من مهمات عاملة النظافة؟
-هل وجدت الفرصة المناسبة، هذه المرة، لتهينني أكثر من قبل يا سيادة المدير؟
ابتسم ساخرا من واقعه؛ فليس للمطحونين كرامة في هذا العالم، هكذا يقول للبؤساء من أمثاله؛ فقد اعتاد على سخريته المرة؛ فكلما يجده واقفا عند باب المصنع، يذكره بأيام الدراسة، وأن تفوقه فيها لم يكن له أي معنى؛ فهو الحارس المغبون لا السيد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة التي تخيف كل العمال، وأن نصائحه المكررة بأن يهتم بدروسه التي كان يعينه على كتابتها، ويحمل عنه محفظته الثقيلة التي كان يرميها على الأرض وينصرف إلى لهوه ولعبه، ما هي إلا سذاجة وإذلال لنفسه.
-ماذا قدمت لك الكتب التي كنت تقرأها باستمرار غير التعاسة، يا "عليوة" التعيس؟
وينصرف إلى مكتبه في كبرياء، مسرورا والقهقهة تملأ فاه، ولكن دون أن يترك أثرا في قلبه الذي اعتاد على هذه الطعنات في عالم مليء بالوحوش الضارية.
لم يدخل مكتبه أحد عدا رئيس العمال أو المنظفة التي تصبر على لسانه الحاد حتى تطعم صغارها الأربعة. كان مكتبا كبيرا فخما؛ لم ير مثله من قبل؛ كل شيء فيه جديد ونظيف ومرتب؛ كم احتاجت المسكينة من وقت، وكم قدمت من جهد حتى منحته تلك الأناقة والجمال؟
تراجع إلى الخلف ونزع معطفه وحذاءه مخافة أن يقع بعض غباره على الأرض، انتابته حالة مفاجئة من الضحك ممزوجة بالحزن؛ تذكر مشهد هؤلاء الحمالين الذين يرتدون معاطف مثل معطفه وهم يصطفون عند محلات البيع بالجملة، كل منهم يريد أن يفوز بأكبر حمولة، يدسون آلامهم وآدميتهم كلها من أجل دنانير لا تسكن ألما، يشفق عليهم وهو يعلم بأنهم يحسدونه على فوزه بمنصب في المصنع. أعادته دقات قلبه المتسارعة إلى صمته من جديد، كأنه أحس باقتراب أجله.
حاول أن يتجاوز خوفه؛ فراح يقلب ملابس وحاجيات مديره الخاصة؛ بدلاته الفخمة وعطوره الباريسية غالية الثمن. وقف أمام المرآة وتلمس وجهه الذي يشبه حبة باذنجان يابسة ليرى الوجه الآخر للحياة. غسل وجهه بأغلى صابون، ولبس أحسن بدلاته، دون أن ينسى ربطة العنق الحمراء. أصيب بضيق شديد، كأن هذه الأشياء الثمينة لا تليق به؛ فاشتاق إلى معطفه المريح. ذكرته ربطة العنق بحالات الانتحار التي انتشرت بصورة غير طبيعية في المجتمع.
جلس على الكرسي الكبير، وضع رجلا على رجل، أخذ سيجارا بين أصبعيه دون أن يشعله. نصبت نفسه مديرا لبضع الوقت. جرب لعبة الكرسي الدوار، كم كانت مسلية وممتعة. علم حجم الصراع المرير من أجل أن يفوز المرء بمكانة عالية. سبحت نفسه في سرابها وخيالاتها، لم تقطعها غير رسالة وقعت عيناه عليها:
" سيدي الحارس الأمين...
أرجو أن تسامحني على معاملتي القاسية وإذلالي لك. أعلم بأنك كنت مشفقا على نفسي أكثر مني؛ فقد أصبت بتيه منذ أيام الدراسة وبغروري بالمنصب الذي لست أهلا له. ولتسامحني، صديقي، لأنك أول من سيعلم بخبر انتحاري، لعلك ستسر بنهايتي التعيسة. في درج المكتب مبلغ من المال، خذه، هو لك، أنفقه على عيالك.
صديق الطفولة."
أسرع باحثا عنه، لعله يقبض قبضة من أثر الحياة. وجده يهيئ نفسه للموت. حاول أن يقذف في قلبه قبسا من أمل؛ رقص له رقصة فيما بقي من فضاء، مرتديا بلته الأنيقة، محلقا بذراعيه كالنسر السعيد، يعانق الجبال الشامخة في كبرياء، تزين صدره ربطة العنق الحمراء، تلمسها برفق ليريه جمال الحياة وبهاءها.
تحسر كثيرا لأنه لم يتفقد ذلك الركن البعيد التي تعلوه نافذة لم تغلق منذ أن شيد المصنع أول مرة، كان كل ما رآها يصاب بالرعب، كأنها وجدت للنهايات غير السعيدة. ما أصعب الوصول إلى صديقه؛ حالت بينه الأخشاب المستّفة حتى السقف الذي يتدلى منه حبل المشنقة الذي لف رقبته، وهو على كرسي خشبي. وناداه بصوت مبحوح وعيناه تذرف دمعا:
-يا صديق الطفولة، سيادة المدير العام:"مسيو مراد"، أما آن لك أن تنزل من عليائك وتعانقني، كم أنا مشتاق إليك.
كأنه سمع كلامه فأعجبه وانسجمت روحه مع رقصته التي أتقنها ببراعة رغم أنه لم يرقص في حياته؛ ابتسم ابتسامة لم يجدها على وجهه من قبل وبكى بكاء المحب المشفق، ولكنّ ريحا قوية تسللت من تلك النافذة الملعونة، دفعته بقوة إلى الهلاك.


adiibbdm@gmail.com








  رد مع اقتباس
/
قديم 29-06-2022, 07:57 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هادي زاهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية هادي زاهر

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

هادي زاهر متواجد حالياً


افتراضي رد: قصة قصيرة / قلب الوحش

اخي بختي ضيف الله
استمتعتوادخلتني القصة إلى مناخها خاصة وقد تخللها عنصر التشويق الذي شدني لمعرفة ما هو قادم.. محبتي






" أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوىء ما لم أحاربها "
  رد مع اقتباس
/
قديم 12-06-2023, 12:35 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عدي بلال
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية عدي بلال

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عدي بلال غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قصة قصيرة / قلب الوحش

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بختي ضيف الله مشاهدة المشاركة
لـ:بختي ضيف الله – الجزائر


في يوم عطلة بارد جدا، ارتدى "عليوة"معطفه الأسود المرقع، يمشي متعثر الخطى، شارد الذهن، يتفقد أبواب وآلات المصنع الكبير الذي يبعد عن المدينة بضعة كيلومترات. يعلم مديره "مسيو مراد" أن فيه ما يكفي من كاميرات المراقبة، وأن مهمته هي حراسة الباب الرئيس فقط، ولكن هكذا أوامره؛ لا أحد يستطيع رفضها.
ساد صمت مخيف؛ تمنى" عليوة" لو تستيقظ المحركات النائمة ولو للحظات وتصدر ضجيجها من جديد لتنسيه ضجيجه الذي بداخله. لم يشهد هذا الخوف من قبل رغم أنه يحرسه منذ أكثر من عشرين سنة؛ لم يفقه لماذا يأمره بتنظيف مكتبه هذه المرة؛ أليس هذا من مهمات عاملة النظافة؟
-هل وجدت الفرصة المناسبة، هذه المرة، لتهينني أكثر من قبل يا سيادة المدير؟
ابتسم ساخرا من واقعه؛ فليس للمطحونين كرامة في هذا العالم، هكذا يقول للبؤساء من أمثاله؛ فقد اعتاد على سخريته المرة؛ فكلما يجده واقفا عند باب المصنع، يذكره بأيام الدراسة، وأن تفوقه فيها لم يكن له أي معنى؛ فهو الحارس المغبون لا السيد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة التي تخيف كل العمال، وأن نصائحه المكررة بأن يهتم بدروسه التي كان يعينه على كتابتها، ويحمل عنه محفظته الثقيلة التي كان يرميها على الأرض وينصرف إلى لهوه ولعبه، ما هي إلا سذاجة وإذلال لنفسه.
-ماذا قدمت لك الكتب التي كنت تقرأها باستمرار غير التعاسة، يا "عليوة" التعيس؟
وينصرف إلى مكتبه في كبرياء، مسرورا والقهقهة تملأ فاه، ولكن دون أن يترك أثرا في قلبه الذي اعتاد على هذه الطعنات في عالم مليء بالوحوش الضارية.
لم يدخل مكتبه أحد عدا رئيس العمال أو المنظفة التي تصبر على لسانه الحاد حتى تطعم صغارها الأربعة. كان مكتبا كبيرا فخما؛ لم ير مثله من قبل؛ كل شيء فيه جديد ونظيف ومرتب؛ كم احتاجت المسكينة من وقت، وكم قدمت من جهد حتى منحته تلك الأناقة والجمال؟
تراجع إلى الخلف ونزع معطفه وحذاءه مخافة أن يقع بعض غباره على الأرض، انتابته حالة مفاجئة من الضحك ممزوجة بالحزن؛ تذكر مشهد هؤلاء الحمالين الذين يرتدون معاطف مثل معطفه وهم يصطفون عند محلات البيع بالجملة، كل منهم يريد أن يفوز بأكبر حمولة، يدسون آلامهم وآدميتهم كلها من أجل دنانير لا تسكن ألما، يشفق عليهم وهو يعلم بأنهم يحسدونه على فوزه بمنصب في المصنع. أعادته دقات قلبه المتسارعة إلى صمته من جديد، كأنه أحس باقتراب أجله.
حاول أن يتجاوز خوفه؛ فراح يقلب ملابس وحاجيات مديره الخاصة؛ بدلاته الفخمة وعطوره الباريسية غالية الثمن. وقف أمام المرآة وتلمس وجهه الذي يشبه حبة باذنجان يابسة ليرى الوجه الآخر للحياة. غسل وجهه بأغلى صابون، ولبس أحسن بدلاته، دون أن ينسى ربطة العنق الحمراء. أصيب بضيق شديد، كأن هذه الأشياء الثمينة لا تليق به؛ فاشتاق إلى معطفه المريح. ذكرته ربطة العنق بحالات الانتحار التي انتشرت بصورة غير طبيعية في المجتمع.
جلس على الكرسي الكبير، وضع رجلا على رجل، أخذ سيجارا بين أصبعيه دون أن يشعله. نصبت نفسه مديرا لبضع الوقت. جرب لعبة الكرسي الدوار، كم كانت مسلية وممتعة. علم حجم الصراع المرير من أجل أن يفوز المرء بمكانة عالية. سبحت نفسه في سرابها وخيالاتها، لم تقطعها غير رسالة وقعت عيناه عليها:
" سيدي الحارس الأمين...
أرجو أن تسامحني على معاملتي القاسية وإذلالي لك. أعلم بأنك كنت مشفقا على نفسي أكثر مني؛ فقد أصبت بتيه منذ أيام الدراسة وبغروري بالمنصب الذي لست أهلا له. ولتسامحني، صديقي، لأنك أول من سيعلم بخبر انتحاري، لعلك ستسر بنهايتي التعيسة. في درج المكتب مبلغ من المال، خذه، هو لك، أنفقه على عيالك.
صديق الطفولة."
أسرع باحثا عنه، لعله يقبض قبضة من أثر الحياة. وجده يهيئ نفسه للموت. حاول أن يقذف في قلبه قبسا من أمل؛ رقص له رقصة فيما بقي من فضاء، مرتديا بلته الأنيقة، محلقا بذراعيه كالنسر السعيد، يعانق الجبال الشامخة في كبرياء، تزين صدره ربطة العنق الحمراء، تلمسها برفق ليريه جمال الحياة وبهاءها.
تحسر كثيرا لأنه لم يتفقد ذلك الركن البعيد التي تعلوه نافذة لم تغلق منذ أن شيد المصنع أول مرة، كان كل ما رآها يصاب بالرعب، كأنها وجدت للنهايات غير السعيدة. ما أصعب الوصول إلى صديقه؛ حالت بينه الأخشاب المستّفة حتى السقف الذي يتدلى منه حبل المشنقة الذي لف رقبته، وهو على كرسي خشبي. وناداه بصوت مبحوح وعيناه تذرف دمعا:
-يا صديق الطفولة، سيادة المدير العام:"مسيو مراد"، أما آن لك أن تنزل من عليائك وتعانقني، كم أنا مشتاق إليك.
كأنه سمع كلامه فأعجبه وانسجمت روحه مع رقصته التي أتقنها ببراعة رغم أنه لم يرقص في حياته؛ ابتسم ابتسامة لم يجدها على وجهه من قبل وبكى بكاء المحب المشفق، ولكنّ ريحا قوية تسللت من تلك النافذة الملعونة، دفعته بقوة إلى الهلاك.


adiibbdm@gmail.com

السلام والتحية ..

قرأت قصة ( قلب الوحش )، والتي راقت لي جداً أخي القاص الرائع بختي ضيف الله.
وبين الرزق والرضا والصبر .. نسجت خيوط تفاصيل هذه الرائعة.

لدينا شخصيتان ( عليوة ) و مسيو ( مراد )، وبدأت السرد من خلال الراوي العليم الذي يسرد الأحداث وبواطن الشخصيات دون تدخل منه .. كروائي.

جاء وصف الشخصية ( عليوة ) خارجياً أولاً ( معطف أسود مرقع ) وعذاب المشي لكيلومترات كل يوم من أجل وظيفةٍ في مصنع ، مجرد حارس للمصنع، يحسده الآخرون عليها ( حتى على الموت لا أخلو من الحسدِ ) كما قال الشاعر.
ثم الانتقال إلى دواخل الشخصية/ طريقة تفكيره ( فليس للمطحونين كرامة في هذا العالم )
هذا التفكير كان مصدره تعمد الإذلال من قبل الشخصية المضادة ( مسيو مراد ) / تنظيف المكتب .. وهنا يقفز إلى ذهن القارىء سؤال عن السبب/ سبب الإذلال ..؟

لم يتأخر السارد في عرض جواب لهذا السؤال في الفقرة التالية ( أيام الدراسة ) ليعرض فلاش باك من خلال حبكة اجتماعية سردية متصلة بعضاً من الصور للقارىء لتوضيح السبب.

الشخصية عليوة ( المجتهد / الذي يساعد وينصح / المتفوق ) وفي المقابل يأتي جواب الشخصية مسيو ( مراد ) هنا " ماذا قدمت لك الكتب التي كنت تقرأها باستمرار غير التعاسة يا عليوة التعيس " ؟

هذه المعضلة يطرحها القاص من خلال هذا السؤال ..
فكانما يسأل ( هل حقاً الرزق مقرون بالاجتهاد ..؟ هل حقاً لكل مجتهد نصيب ..؟ هل حقاً الحياة عادلة ..؟ )

تظهر شخصية مساعدة ( منظفة المكتب ) والتي تجد من هذا المسيو ما وجده عليوة من اذلال واستحقار، والصبر على لقمة العيش لا مفر منه ..

ثم بداية الحدث ..
تراجع إلى الخلف ونزع معطفه .. إلى آخر الفقرة
بكل أمانة أخي بختي صفقت لهذا القص الرائع ونقل المشهد للقارىء بصورة تجعله يرى دواخل الشخصية قبل تحركاتها الخارجية .. صفقت طويلاً
( انتابته حالة من الضحك ممزوجة بالحزن .. ) وصف رائع ومتقن.

حاول أن يتجاوز خوفه، فراح يقلب ملابس وحاجيات مديره الخاصة، بدلاته الفخمة وعطوره الباريسية .. الخ الفقرة.
راق لي توظيف ربطة العنق تمهيداً لضربة الختام، واختيار اللون الأحمر .
هذه الجملة (ذكرته ربطة العنق بحالات الانتحار التي انتشرت بصورة غير طبيعية في المجتمع. )
لم أحبذها حقيقةً ، شعرت بأنها تشي بالقادم .. وجهة نظر .

طريقة جلوس عليوة على الكرسي الكبير، والسيجار وتجريب الكرسي الدوار .. صفقت له طويلاً أخي

تصاعد الحدث ( الرسالة التي وقعت عينا عليوة عليها .. )
هذه الرسالة هي نقطة مفصلية في الحدث ..
مضمون هذه الرسالة مؤثر والعتبة التي ارتكزت عليها النهاية .. لكنني بقيت أسأل نفسي عن السبب
سبب الانتحار أخي بختي ؟
وربما هذا المأخذ الوحيد لي على هذه القصة ..

مشهد النهاية كان الأجمل والاروع في التصوير، وهو نجم هذه القصة من وجهة نظري ..
تلك الرقصة، تبيان طيبة عليوة رغم ما قاساه من إذلال من مراد
رسالة مسيو مراد جعلته يغفر له كل هذا، وعند الموت كل شيء يهون ..

وهذه الجملة تحديداً ( يا صديق الطفولة .. أما آن لك أن تنزل من عليائك وتعانقني، كم انا مشتاق إليك )
أصابتني بالقشعريرة.
تصوير لحظة الريح التي انتظرت حتى نحصد ابتسامة الغفران بين ( عليوة ومراد ) كانت عبقرية .

أنا أهنئك على هذا النص الرائع أخي بختي، وطريقة سرد قوية ومحكمة البناء ..

سلم الفكر والبنان
كل التحية






فلسطـــــ ( الأردن ) ــــــــــين
  رد مع اقتباس
/
قديم 12-06-2023, 03:39 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبير هلال
عضو أكاديميّة الفينيق
الأميرة
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية عبير هلال

افتراضي رد: قصة قصيرة / قلب الوحش

قصة رائعة للغاية وحبكتها مميزة


راقبت البطل المثقف الحارس عليوة وهو لأول مرة في حياته يجلس على كرسي لم يتوقع ولا في الأحلام ان يجلس على مثله ، وكذلك مراقبته بأمنية وشغف تلك العطور الباريسية الفاخرة وارتداء البدلة الفاخرة مما جعله يتخيل أسباب غرور صديقه.

لكن تلك الرسالة جعلته يعود الى أرض الواقع وكأنه تلقى صفعة على وجهه. تلك الرسالة التي جعلته يتذكر ان رئيسه مهما كانت قباحة تصرفاته معه ليس سوى صديقه .


كان بامكانه ان يأخذ الاموال ويعود الى بيته وكأنه لم يقرأ الرسالة ولكنه لبى نداء الصداقة

التي تمنى ان يتذكرها صديقه .


اللحظة الحاسمة كانت حين وجده أخيرا وبحسب قصد الكاتب معلقًا ما بين السماء والأرض


بمكان صعب الوصول اليه

يا ترى ماذا كانت أفكار صديقه في تلك اللحظة ، وهل الريح هي صورة رمزية لتخبرنا


بالأفكار والذكريات التي كانت تعصف به قبل عملية الشنق وهي التي اختارت له مصيره.



المشهد الاخير

جعلني اقف على أطراف أصابعي

استمتعت بقراءة قصتك المميزة



دام ابداعك






https://www2.0zz0.com/2023/06/06/16/117851077.png
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط