فلسفة "الكوليبري" (قصة قصيرة).

[حسين ليشوري]

فلسفة الكوليبري(1)


يُحكى أن حريقا مهولا شبَّ بغابة من غابات الأمازون العظيمة ففرت الحيوانات كلها الدابة منها والزاحفة والطائرة في كل اتجاه ضانة بحيواتها إلا طائر "الكوليبري" (2)، الطائر-الذبابة الصغير، فإنه قصد النهر وأخذ ما يمكنه أخذه منه من الماء بمنقاره الدقيق وعاد إلى الحريق ساعيا لإطفائه.
نظر "المُدرَّع"(3) بازدراء إلى الطائر الضئيل وقال مستهزئا:
- أتظن أيها الأحمق أنك بقُطيْراتِك القليلة هذه ستطفئ هذا الحريق الهائل المرعب والمدمر؟
ردّ العصفور الصغير دون أن ينظر إلى "المُدرَّع" القاعد لأنه منهمك في مهمته الشاقة:
- لا أظن أنني سأقدِر على النار ولكنني أفعل ما عليَّ فعلُه !

البُليْدة، يوم الإثنين 30 يناير 2017 الموافق 3 جمادى الأولى 1438.

_______
(1) هذه القصة مقتبسة من الكتاب الجماعي الذي صنفه ثلة من الباحثين الفرنسيين و المتفرنسين عن التغيير وهو بعنوان "التّغير وتغيير العالم" (Se changer, changer le monde)، من سلسلة "قرأت" (J’ai lu)، 2015، والقصة يرويها بيير رابحي، Pierre Rabhi، الصَّليبي من أصل جزائري فأعجبتني فأحببت نقلها من الفرنسية إلى العربية بأسلوبي.
(2) "الكوليبري" (Colibri) طائر صغير، ويدعى "الطائر-الذبابة" كذلك، يوجد في غابات أمريكا الجنويبة.
(3) "المُدرَّع" حيوان عجيب ويسمى "أرماديلو"(armadillo)، وهي كلمة إسبانية تعني (مدرعة صغيرة) و "التّاتو" (tatou)على وزن "النّاتو" كذلك، ولدى حيوان المدرع لوحات على جسده تشبه الدروع تغطي كل جسمه، وحيوان المدرع هو من الثدييات الوحيدة التي تمتلك قشرة صلبة كهذه.

[جمال عمران]

مرحبا الحاج. حسين.
القصة عميقة وموحية وهادفة.. من الذى قام بالفعل؟ طائر صغير لكنه عرف قيمته ومعنى أن يعيش فى مجتمع ومكان له عليه حقوق.. ففعل.. والحكمة تكمن فى عظمة التصرفات والمشاركة كواجب مقدس دون انتظار نتيجة.
طائر صغير... وليت البشر يتعلمون.
مودتى

[فاطمة الزهراء العلوي]

السلام عليكم
لي عودة لقراءة أخرى
فقد يبدو لي ـ أستاذي الحسين الفاضل ـ مكانها ركن البيادر كونها ليست بقلمك وهي مقتبسة
وشكرا جزيلة
فالأمانة الأدبية تقتضي تذييل المرجع
بارك الله فيك

[حسين ليشوري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران

مرحبا الحاج. حسين.
القصة عميقة وموحية وهادفة.. من الذى قام بالفعل؟ طائر صغير لكنه عرف قيمته ومعنى أن يعيش فى مجتمع ومكان له عليه حقوق.. ففعل.. والحكمة تكمن فى عظمة التصرفات والمشاركة كواجب مقدس دون انتظار نتيجة.
طائر صغير... وليت البشر يتعلمون.
مودتى

ومرحبا بك أخي جمال.
نقرأ القصة، وهي بقلمي كلها إلا فكرتها الأساسية والمختصرة في كليمات بالفرنسية فقط، ونتذكر قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "لا تَحْقِرَنَّ مِنِ المعروفِ شيئًا؛ ولَوْ أنْ تُفْرِغَ من دَلْوِكَ في إِناءِ المُسْتَسْقِي، ولَوْ أنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ ووَجْهُكَ إليهِ مُنْبَسِطٌ"(الحديث) وهكذا صنائع المعروف كثيرة جدا، وهذا العصفور الصغير قد أعطانا درسا بليغا في القيام بالواجب دون انتظار هل يفعل الآخرون شيئا أم لا، الشعور بالواجب أولا ثم القيام بما يجب ولا ننتظر هل يفعل الناس مثلنا أم لا ثم عدم انتظار الشكر من أحد فلا شكر على واجب نقوم به.
شكرا أخي جمال على المرور الكريم والتعليق الحكيم.
تحياتي أخي العزيز.

[حسين ليشوري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

السلام عليكم
لي عودة لقراءة أخرى
فقد يبدو لي ـ أستاذي الحسين الفاضل ـ مكانها ركن البيادر كونها ليست بقلمك وهي مقتبسة
وشكرا جزيلة
فالأمانة الأدبية تقتضي تذييل المرجع
بارك الله فيك

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذتنا الفاضلة فاطمة الزهراء.
لم أعتد بعد عناوين الأركان فهي معقدة نسبيا والغريب أن نقرأ هذا العنوان "ذروة الرماد" فمتى كان للرماد ذروة؟ ولذا أجد صعوبة نسبية في اختيار أين أنشر نصوصي.
القصة كلها بقلمي إلا فكرتها الأساسية والتي تختصر في كُليمات بالفرنسية وقد ذكرت المصدر.
أنتظر قراءتك التحليلية فأنا في أمس الحاجة إليها.
تحياتي وفيك بارك الله.

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين ليشوري

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذتنا الفاضلة فاطمة الزهراء.
لم أعتد بعد عناوين الأركان فهي معقدة نسبيا والغريب أن نقرأ هذا العنوان "ذروة الرماد" فمتى كان للرماد ذروة؟ ولذا أجد صعوبة نسبية في اختيار أين أنشر نصوصي.
القصة كلها بقلمي إلا فكرتها الأساسية والتي تختصر في كُليمات بالفرنسية وقد ذكرت المصدر.
أنتظر قراءتك التحليلية فأنا في أمس الحاجة إليها.
تحياتي وفيك بارك الله.

السلام عليكم
أستاذي الحسين الفاضل
أولا شكرا على الثقة بقلم يحبو ويحاول أن يكون ويحتاج أيضا تشجيعا
وما قلته في انتظار قراءتي مسني فرحا
ثم
بالنسبة للرماد والذروة
أختلف معك
فأعتقد أننا نتفق على معنى الذروة وهي أعلى الشيء وقمته
لكن بعيدا عن تخمين البعض بأن الشعر هو أعلى الكتابات
أقول فقط بالنسبة للرماد وعلاقته بالذروة
يحدث هذا التلاقح في العنوان ما بين الرماد والذروة
فالعنقاء تعود من رمادها وفي العودة من الموت حياة كما تقول الأسطورة
وبمعنى من عمق الأرض إلى ذروة سماء الإبداع
هكذا أفهم هذا العنوان الذي سجل به الركن
والمعنى الحقيقي في قلب من أسس له كعنوان
وإن كنت أفضل تسمية الركن بركن التفعيلة كما ركن تحت النبض بقصيدة النثر
لكن للسيد العميد الكلمة الأخيرة
هي فقط تمنيات على صدر قول

ثم شكرا للتوضيح فيما يخص كتابتك للقصة
فقط أسال هل الفكرة لك أم هي للمرجع؟؟

تقديري الجم

[زياد السعودي]

سلام الله
نرحب بفيوضاتكم
ونتمنى ان نرى مزيدكم على موضوعات الزملاء والزميلات
لتكتمل عملية الابداع والتلقي
وود

[حسين ليشوري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

السلام عليكم
أستاذي الحسين الفاضل
أولا شكرا على الثقة بقلم يحبو ويحاول أن يكون ويحتاج أيضا تشجيعا وما قلته في انتظار قراءتي مسني فرحا.
ثم، بالنسبة للرماد والذروة، أختلف معك فأعتقد أننا نتفق على معنى الذروة وهي أعلى الشيء وقمته لكن بعيدا عن تخمين البعض بأن الشعر هو أعلى الكتابات، أقول فقط بالنسبة للرماد وعلاقته بالذروة يحدث هذا التلاقح في العنوان ما بين الرماد والذروة، فالعنقاء تعود من رمادها وفي العودة من الموت حياة، كما تقول الأسطورة، وبمعنى من عمق الأرض إلى ذروة سماء الإبداع؛ هكذا أفهم هذا العنوان الذي سجل به الركن والمعنى الحقيقي في قلب من أسس له كعنوان وإن كنت أفضل تسمية الركن بركن التفعيلة كما ركن تحت النبض بقصيدة النثر، لكن للسيد العميد الكلمة الأخيرة، هي فقط تمنيات على صدر قول.

ثم شكرا للتوضيح فيما يخص كتابتك للقصة، فقط أسال هل الفكرة لك أم هي للمرجع؟؟

تقديري الجم

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أختنا الفاضلة الأديبة فاطمة الزهراء.
أدام الله عليك السرور والحبور ووقاك الشرور والثبور، اللهم آمين.
أحترم رأيك في مسألة الذروة وإن كنت لا أوافقك فيه لأن الذروة تطلق على القمة وبما أن الحديث عن الرماد فهو عادة في الأسفل حتى وإن كان في قمة الجبل أو المرتفع، ولو كان عنوان الركن، مثلا: "من تحت الرماد" لوافق ما تحكيه الأسطورة ولجاء أصدق في الوصف إذ "الفينيق" يخرج في كل مرة من تحت الرماد بعدما يحرق، أو هو يُبعث من رماده كلما أُحرِق؛ هي وجهة نظر فقط وليست ملزمة، وأجد صعوبة في فهم كثير من عناوين الأركان ولعلي سأستعين بدليل يرشدني إلى فهمها واختيار ما يليق بما أخربشه من كتاباتي المتواضعة.
نعم، فكرة القصة من المصدر المحرر بالفرنسية وهي ليست حتى لحاكيها، بيير ربحي، لأنها من الحكايات المتداولة وتضرب مثلا لمن يشعر بالمسئولية ولا ينتظر الآخرين ليفعل ما عليه فعله، الشعور بالواجب وعدم التردد في أدائه حتى وإن أخلَّ الآخرون بواجباتهم، فهي من التراث وليست من اختراع شخص فتنسب إليه.
أسعد دائما بالحوار معك فبالحوار تتلاقح الأفكار عند العقلاء الأخيار، هكذا أقول دائما، والنقد البناء يضيف إلى النص وإلى الشخص ما يجعله يُجوِّد به كتاباته، وه هو، النقدَ البناءَ، يُغني ولا يُلغي.
تحياتي إليك وتقديري لك ودمت على التواصل البناء الذي يغني ولا يلغي.

[حسين ليشوري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

سلام الله
نرحب بفيوضاتكم
ونتمنى ان نرى مزيدكم على موضوعات الزملاء والزميلات
لتكتمل عملية الابداع والتلقي
وود

وعليكم، أستاذنا الفاضل، السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
شكرا على الترحيب المشجع على المزيد وثقتنا بالأكاديمية به تزيد.
تحياتي إليك وتقديري لكم.