|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-10-2015, 07:49 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
القاص اللص والعجوز المراهق
أقبلت بفرح طفولي مفعم بالرغبة في الاكتشاف، بعد أن أخبرت عنه بأشياء مثيرة للفضول، على فتح حساب لي على الفيس، وردتني رسالة نصية قصيرة تقول: مرحبا بك في عالم الغرائب، ثم انمحت سريعا دون أن تترك أثرا، سوى في نفسي المستغربة والمتسائلة. قلت: لا بأس، سواء كنت في عالم شهرزاد أم كنت في كهف علي بابا، الأمر سيان، كل ما أبغيه هو الاكتشاف وخوض تجارب جديدة. جاءتني رسائل صداقة كثيرة قبلتها بكل أريحية، وكنت أنشر ما عن لي، وما أمرني به حمقي من دون كوابح ولا عراقيل، وكانت الخطوط الحمر تتراجع إلى الخلف مفسحة لي مجال إهراق ذاتي، وكنت، في الآن ذاته، أتابع بنشوة منشورات الآخرين، لا أتحدث عن تلك التي تدعوني إلى تكثير حسناتي، ولا تلك التي تؤكد المعجزات بالاتكاء المفبرك على الإنجازات العلمية، تكيفها بحسب المطلوب والمراد، قصد إحداث الأثر المطلوب، ولا تلك الفيديوات الساخرة، رغم أنها كانت تسرق مني بليونة ابتسامات ظننتها لن تعود، ولكن، أقصد المنشورات الشعرية الطريفة والمباغثة، والقصص المسبوكة بعناية، والقادرة على الإثارة وطرح الأسئلة، والنفحات النقدية المهمة والمفيدة، حين جاءني طلب صداقة من شاب علمت، من صفحته الخاصة أنه رياضي، أو مهتم بالرياضة، قبلته من دون تردد، لكنه سرعان ما فاجأني بطلب غريب، أن نلتقي لنمارس القبل بدل ممارسة الرياضة، حرت في الجواب، للحظة، خلته رجل إطفاء ماهر، بدل حمل خراطيم المياه، يقوم بحمل فمه ويسعى إلى إطفاء لهيب الشفاه المشتعلة، أو أنه لطول ممارسته في إسعاف من أغمي عليه، بتقنية فم لفم، ظن أن الناس قد أصيبوا جميعا بإغماء، فسارع إلى الأفواه يبثها حريق نفسه، لقد خرجت بنظرية مهمة بفضله، تكمن في تحقيق نهضتنا بالقبل، لم لا ؟ الأمر جدير بالاهتمام، انتابتني غثيان، وبكل فجاجة سألته إن كان رجلا، الأمر الذي أغضبه وأثار حفيظته، وأكد، بكل افتخار أنه فحل، لا يقصد من طلبه سوى ممارسة عشق تولد لديه منذ كان طفلا صغيرا يحظى بقبل الجميع وبخاصة الذكور من عائلته. وكنت ، في تلك اللحظة على تواصل مع شابة من بلد بعيد نمارس عشقا لغويا مثيرا، لم تكن غايتي منه سوى استمداد تجربة جديدة تمنحني فرصة الكتابة، وقد سرنا في ممارستنا إلى أقصى الجنون، فقمت بحظر الشاب الغريب، وبقيت أتابع عشقي إلى أن انقطع حين أدركت اللعوب أني كنت عابثا.
كان لي في الفيس فتوحات، هتكت سر الغواني، وأغويت الكواعب الحسان، وكنت أدرك تماما بيت شوقي: والحسان يغرهن الثناء، فقد كنت أحفظه عن ظهر قلب، ولربما قلبته عن قصد وسبق رغبة. مدحت، تغزلت بقولي وبقول غيري، مارست ذلك بلذاذة تريد إشباع رغبتي بعد حرمان شديد، وأبرهن لنفسي أنني الرجل المرغوب فيه، ثم لتحقيق انتقام لنفسي المجروحة؛ وكدت أبلغ النبع بيد أني تعففت من الشرب، وكان ذلك بفعل شعوري بالذنب. في لحظة، وجهت لنفسي ضربة صراخ وتأنيب عالية الوقع: تب إلى الله، لن تكون بأفعالك إلا ساقطا، ماذا تبغي أيها اللئيم ؟ ولتعليل فعلي الإجرامي في حق البراءة، قلت إنني حرمت من الحب صغيرا وكبيرا، وقد قضت علي تربيتي الصارمة، وأجهزت على مراهقتي، لم أعشها بالمطلق، وها أنا أستعيدها عساها تشبع فتذهب إلى حال سبيلها، تتركني مع أوهامي أستلذ. لكن النشاط لم يكن جنسيا فقط، بل كان جادا في كثير من الأحيان، ولما رأيت طلب صداقة من أديب كبير، حظيت مجموعته بكثير من الدرس والتمحيص، قبلتها على وجه السرعة، وخضنا حوارا ثقافيا متعدد الأبعاد، كما تحدثنا عن واقع الكتابة والنشر اللكتروني، وامتد بنا الحوار إلى مشارف الهاتف، وهنا طلب مني أن أبعث له بقدر مالي لفك ضائقة، لم أتوان في الاستجابة، وبقيت أنتظر فترة السداد إلى أن علمت أني كنت غصنا من شجرته دانية القطاف، يسحرها بجميل غوله فتتساقط عليه رطبا جنيا. لابأس، سيدي، فنحن شجرة دائمة العطاء، يتعب الجاني، ولا تتعب من السخاء. |
|||
27-10-2015, 03:18 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
النص يثير مجموعة من القضايا الاجتماعية و السلوكية الانسانية عبر الفيس . كلها تقريبا تشترك في نقطة واحدة و هي أزمة السلوك أو مشكلة الأقنعة التي لا تكشف عن حقيقة وجوه أصحابها و أن" الفيس" يشكل خطرا على من هم يقتحمونه بقلوب أطفال مفعمة بالحيوية و أن بعض الأشخاص رغم مكانتهم لا يشكلون قدوة أو سلوكا يهتدى به.
لي ملاحظة : - أظن أن العنوان يجب تغييره حتى يكون النص حرا طليقا. مودتي و تقديري لكم |
|||
27-10-2015, 12:58 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
اقتباس:
أشكرك على هذا التفاعل الخصب، والقراءة القيمة. سعدت بإشادتك. لم أجد عنوانا أفضل، استقيته من تجربة وقعت لي فعلا، تم النصب علي من طرف كاتب كبير، ولم أكن الوحيد، بل وقع في فخه كاتب مرموق، أعتز به وبكتاباته. بوركت. مودتي |
||||
27-10-2015, 01:00 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
صديقي سيدي عوض
شكرا لحضورك العطر. ومرحبا بعودتك. بوركت. مودتي |
|||
21-07-2020, 10:35 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
خاطر يحمل مضامين حيوية
بقالب مبدع وسياق مثقف بوركتم وود |
||||
22-07-2020, 04:10 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
يحدث في العالم الافتراضي ما لم يكن في الحسبان وما لا نتوقع حدوثه
ذلك اللص يوما ما سيقع في المصيدة إن لم يكن قد وقع فيها فعلا تحياتي أ. عبد الرحيم |
|||
20-01-2021, 09:49 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
اقتباس:
شكرا لك على مصافحتك. سعيد باستحسانك. تقديري. |
||||
07-11-2021, 02:09 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
سلام الله
ولاننا نحرص على منثور قلمكم وعلى الجهد المبذول من قبل المتلقي في حاشية نصوصكم نذكركم بـ : http://www.fonxe.net/vb/forumdisplay.php?f=126 ثمة من قاموا مشكورين ... ثمة من قمن مشكورات... بمصافحة بوحكم تناول تعقيبات من صافحوا بوحكم يترك في انفسهم اثرا طيبا كالاثر الذي يتركه تعقيبهم بداية عليكم ومثلكم يعلم .. لعنايتكم لطفا كل الود |
||||
18-01-2022, 12:55 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
اقتباس:
شكرا لك. العالم الافتراضي عالم عجيب وغريب، ويحدث فيه ما يتجاوز الخيال، وما لا يمكن استيعابه، وما كتبته لا يشكل سوى جزء بسيط للغاية منه. تقديري. |
||||
18-01-2022, 12:57 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
اقتباس:
الشكر واجب لكل من لامس حرفي. وأعمل كلما أتيحت لي الفرصة على تقديم التحية للجميع كل واحد بتعليقه. تحياتي. |
||||
25-01-2022, 07:32 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
اقتباس:
ولأننا جميعا الا من رحم ربى.. جربنا وعرفنا ورأينا وسمعنا (بلاوى) الفيس بوك فقد عزفنا عن ذكرها أو تناولها فهى أتفه من أن نعطيها وقتا أو مدادا... لكنى أراك قد فعلت.! وربما أخفيت او نسيت الجروبات والصفحات المتاحة والمباحة عن كل ماهو شاذ.. وتراك نسيت فيما نسيت رسائل الواتس و(كرت شحن ونتكلم)... ياسى عبد الرحيم قلت لك فى رد على موضوع لا أتذكره.. تغير قلمك كثيرا... صحيح الموضوع يحصل وحاصل.. لكن لا أحبذ طرحه لأنه لايستحق الكتابة عنه.. ذات يوم فى مكان آخر خلعنا عليك لقبك هذا (الابداع الراقى) فكن هكذا ولا تضيع مدادك فى مواضيع واشتغالات وأكاذيب تجاوزها و أهملها كل عقلاء العالم .
|
|||||
25-01-2022, 04:19 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: القاص اللص والعجوز المراهق
اقتباس:
اود لو يعدم هذا النص. فقد كنت متحاملا. تحياتي |
||||
|
|
|