سفر في الخواء - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-10-2018, 02:39 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي سفر في الخواء



- أطلق مخيلتك بعيدا، تنفس بعمق، حاول أن تهدأ قليلا المسافة بعيدة ، الجرح غائر، الحرقة شاسعة، الحب لعبة .
دخان السيجارة يخرج من فمك بهدوء، يتمدد في الخواء، تقتفي أثره بعينيك الجاحضتين، تطلق ابتسامة صفراء:
- يالك من سم .. تتمدد في الهواء بأريحية بعد أن سرقت من حياتي دقائق كثيرة أنت والكلب " سي صلاح" كلبان لا تختلفان في شيء، أنت تسرق مالي و حياتي بينما مديري المحترم يسرق جهدي و تعبي و يمارس سلطته الحمقاء التي منحه إياه القانون الأعوج..!!
ثم بدأت تسأل نفسك عن هذا القانون ، من يكون، و هل يملك روحا مثلك أم هو مجرد فقاعة أو لعبة ابتكرتها قلة لتحكم الكثرة مثل الحقيقة التي مازلت تحفظها في درس مادة التاريخ "الطبقة البرجوازية سابقا عندما رفعت قليلا أجور الأجراء فقط ليشتروا فائض منتجاتها المتراكمة" حتى السرقة تطورت فنيا، كل شيء يتطور في العالم فقط نحن ما نزال ندور في نفس الحلقة، في نفس النكتة، في نفس الخرافة ... حملت فنجان قهوتك، ارتشفت رشفة، تنهدت بقوة لدرجة جارك المنغمس في فلم ما نظر إليك بعين الريبة، لا تريد التفكير أكثر، ليس هناك مساحات فارغة داخل قلبك فقط هناك تكدسات و ترسبات صلبة بفعل التراكم، كتراكم الملفات أمام مكتبك، الذي لا يتعدى مترا و نصف، بفعل انشغال حضرة المدير في مهام أخرى أكثر رومانسية و جاذبية..
- أنت معروض هذه الليلة إلى حفل زفافي الثاني، لكن بعد الانتهاء من هذه الملفات لأنها ضرورية جدا و أنا واثق جدا من خبرتك و عملك المتقن، كما لك منحة مهمة عند نهاية الشهر..!!
يخرج سعادة المدير من مكتبك الضيق المحاصر بالملفات مقارنة مع مكتبه الفاخر الذي لم تدخله يوما فقط سمعت عنه أنه يحتوي على دهاليز كثيرة و أن "سكرتيرته تنسيم" الوحيدة التي تدخل مكتبه بأناقة مفرطة و بعض الضيوف أصحاب الصفقات الهامة جدا.
انكببت على الملفات كالعادة بتركيز أكثر، بحيوية لأنك ستلتقي -ككل مساء- مع الإنسانة التي عبرت لك مرارا عن حبها المتزايد و أنها لن تتزوج إلا بك، لدرجة صرت تبادلها نفس الحب، تحلم بها زوجة تبهج بيتك المتواضع. رغم التعب كنت تبتسم بين الفينة و الأخرى، تتخيل نفسك معها في أناقة و أنتما تحضران حفل سعادة المدير الذي يتربع على قمة سلم التنقيط، تتوقف قليلا ثم تتمدد على الكرسي فيحدث صريرا مزعجا تتجاهله هذه المرة بدون شتم لأنك منشغل بأمور أكثر جاذبية.
عندما انتهيت من العمل، خرجت مسرعا لدرجة اصطدمت مع "البواب علي" فسقط أرضا، ساعدته على الوقوف، استسمحته، دسست ورقة نقدية في يده، فبدأ يدعو لك بالنجاح و الستر و البركة. سحبت هاتفك من جيبك و وجهك مثل القمر، اتصلت بها لتخبرها بأنك تنتظرها في المكان المعهود و التوقيت المتفق عليه و أنك لن تذهب إلا معها. الهاتف يرن لدقائق إلا أنك لم تسمع سوى الرد الذي تكره سماعه خاصة في مثل هذه المواضيع الحساسة " المخاطب الذي تطلبونه مشغول دبا" كررت الاتصال مرارا بدون جدوى، تشعر بالدم يتدفق بغزارة نحو رأسك الذي تحول وجهه من موسم الربيع إلى موسم الخريف في رمشة عين، تحاول الفهم لكنك لا تتوصل إلى جواب سوى الانتظار .. الانتظار..
تخطو شارد الذهن بجانب قارعة الطريق بدون وجهة، يتملكك إحساس غريب و فظيع لدرجة لم تعد تكترث للعالم الخارجي فقط تفكر في تعبك و حبك الضائع الذي أخذ منك أشياء و أشياء ..
ها أنت تصل إلى بيتك المتواضع في حي بسيط تستلقي على الأريكة، تشعل التلفاز، لا شيء سوى أخبار تافهة و نزاعات صبيانية، تتجه نحو الحمام تستسلم لدفء الماء ..
بعد مرور مدة، ها أنت ترتدي ملابسك الأنيقة، تضع عطرا جذابا، تركب سيارة أجرة قاصدا فرح " الكلب" أقصد "سي المدير" لتمضي ما تبقى من الوقت لتعود للنوم.
و أنت تدخل منزله الأنيق الفسيح المزين بالورد و الياسمين، المحاط بحائط عملاق و حراس كثر .. بدأت تتساءل عن سبب هذه الحماية المفرطة ..!! جلست في المكان المخصص لذلك، الساعة حينها كانت تشير إلى الثامنة ليلا، تنظر يميناً و يسارا: رجال و نساء في بدلات أنيقة ، عطور ساحرة مختلطة بين الذكورة و الأنوثة، مقاطع موسيقية هادئة فجأة، سمعت تصفيقات حارة، نظرت في اتجاه نظراتهم، ها هو العريس قادم و معه فتاة أنيقة نحيفة القوام ، دققت النظر فيها جيدا وقفت مرتجفا و أسنانك تتداخل فيما بينها بقوة ، وضعت يدك على فمك و خرجت تركض و أنت تهمس في أُذنك:" إنها هي ..!!".








  رد مع اقتباس
/
قديم 12-04-2022, 05:10 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: سفر في الخواء

سرد متقن
وتفنين درامي
واحاطة وصفية
ونفس روائي جميل
بوركتم
وطب مدادكم






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:19 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط