العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-2015, 04:41 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي عندما تزهر أوراق الخريف

أحيانا يشتاق الانسان، فيكون صدر البحر أقرب إليه..
وحيدا يمشي كذلك الطائر الذي غادره الربيع و هو في عشه مقصوص الجناحين..
كان البحر ذلك المساء، هادئا على غير عادته. أمواجه نائمة على صدره المتعب .
يمشي كورقة تائهة، لا تعرف من أين أتت و إلى أين تحملها الرياح ..
يخطو حافي القدمين على رمال البحر الجافة. لا يخشى العناكب و لا الثعابين؛
فهم بلا عدد في الطرقات و الممرات، وحتى في المكاتب و المنازل المقفلة بأبواب الحديد ..
خطواته، تترك على خد الرمل رموزا متضاربة، تبعثرها الرياح من ورائه و كأنها لا تريد أن
تترك دليلا يستغله الخريف ضد الربيع فتشتعل حرب الفصول..
بالقرب من ماء البحر البارد، جلس على ركبتيه و أخرج صورة من جيب معطفه الأيسر،
دقق فيها النظر جيدا؛ و كأنه يحاول ارتشاف ملامح ندية كلما حاول قتلها في نفسه
تتوهج أكثر كبركان لا يعرف قوانين القياس و أبعاده..
بعد برهة، تسللت بعض قطرات الدموع من مقلتيه، ثم قبل الصورة مرارا و كأنه يعبر عن شوقه
المدفون في شرايينه، أو أنه الوداع الأخير كالسحب عندما تريد الرحيل، تمطر الأرض بسخاء
و كأنها لن تعود في الموسم الآخر.
بعد وقت وجيز، أمسك الصورة بيده اليمنى، أراد أن يلقي بها في البحر، فإذا بهاتفه يرن فجأة..

يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-11-2015, 07:05 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نوال البردويل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

قصة مشوقة
متابعة بإذن الله
تحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-11-2015, 04:22 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

القدير عوض بديوي تحياتي
يشرفني ذلك و يبهج سطوري
مودتي و احترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-11-2015, 04:24 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

القديرة نوال البردويل تحياتي
يشرفني أنك هنا . متابعتك بهجة ..
مودتي و احترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-11-2015, 04:25 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

تملك نفسا روائيا جميلا ريشتك
ونتابع هذي الانفاس ريثما تكتمل الخلجات
تقديري الجم مبدعنا السي إدريس






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 13-11-2015, 01:23 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

أديبتنا فاطمة الزهراء تحياتي
شكرا كثيرا على الحضور البهي و المشجع ..
أتمنى أن أكون عند حسن الظن
بوركتم
مودتي و تقديري






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-11-2015, 01:31 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبير محمد
الإدارة العليا
عضو تجمع الأدب والإبداع
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية عبير محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عبير محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

لاسلوبك في السرد جماله وعمقه
تغزل الاحداث باسلوب مشوّق
لتجبرنا على الابحار بين امواج حرفك.
تحية تليق برقي النبض والقلم
وتسجيل متابعة
ودّي ووردي








"سأظل أنا كما أريد أن أكون ؛
نصف وزني" كبرياء " ؛ والنصف الآخر .. قصّـة لا يفهمها أحد ..!!"
  رد مع اقتباس
/
قديم 13-11-2015, 05:02 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

أحيانا يشتاق الانسان، فيكون صدر البحر أقرب إليه ..
وحيدا يمشي كذلك الطائر الذي غادره الربيع و هو في عشه مقصوص الجناحين..
كان البحر ذلك المساء، هادئا على غير عادته. أمواجه نائمة على صدره المتعب .
يمشي كورقة تائهة، لا تعرف من أين أتت و إلى أين تحملها الرياح ..
يخطو حافي القدمين على رمال البحر الجافة. لا يخشى العناكب و لا الثعابين؛
فهم بلا عدد في الطرقات و الممرات، وحتى في المكاتب و المنازل المقفلة بأبواب الحديد ..
خطواته، تترك على خد الرمل رموزا متضاربة، تبعثرها الرياح من ورائه و كأنها لا تريد أن
تترك دليلا يستغله الخريف ضد الربيع فتشتعل حرب الفصول..
بالقرب من ماء البحر البارد، جلس على ركبتيه و أخرج صورة من جيب معطفه الأيسر،
دقق فيها النظر جيدا؛ و كأنه يحاول ارتشاف ملامح ندية كلما حاول قتلها في نفسه
تتوهج أكثر كبركان لا يعرف قوانين القياس و أبعاده..
بعد برهة، تسللت بعض قطرات الدموع من مقلتيه، ثم قبل الصورة مرارا و كأنه يعبر عن شوقه
المدفون في شرايينه، أو أنه الوداع الأخير كالسحب عندما تريد الرحيل، تمطر الأرض بسخاء
و كأنها لن تعود في الموسم الآخر.
بعد وقت وجيز، أمسك الصورة بيده اليمنى، أراد أن يلقي بها في البحر، فإذا بهاتفه يرن فجأة..
ــ حبيبي أين أنت ؟
شعر بموجة شعور تفجر فوهة حزنه، بعثرت كل أفكاره ، ثم تملكته رعشة ممزوجة بالحنين و برودة الصقيع.
ــ أنا بخير أميرتي .. دائما تتصلين في الوقت المناسب .. ثم ردد في نفسه :" يا ليتها كانت مثلك "
ــ أنا قلقة عليك كثيرا، أنتظرك في مكتبي غذا .. وداعا حبي.
كلما حاول التخلص منها يجدها كطيف يتبعه أينما ارتحل، و هو يتأمل صورتها، رجعت به الذاكرة إلى أيام الجامعة حيث كان يقتفي أثرها كمخبر محترف، يشعر بفرح شديد عندما تمر بالقرب منه كغزالة ممشوقة القد، واسعة العينين، وردية الخدين، فيستنشق عطرها الجذاب و يحلق كطائر في الفضاء..
بعد دقائق، أعاد صورتها إلى جيبه الأيسر حيث ينبض قلبه، ركب سيارته الانيقة من نوع" مرسيدس" فضية اللون ثم غادر المكان .

****


على الأريكة، تجلس سيدة بارعة الشكل، أنيقة، كحلاء الجفون، أسيلة الخد، و هي تتصفح مجلة المجوهرات. يحيط بها مكان أنيق و ساحر مؤثث بأفخر الديكورات، و كأنه عبارة عن معرض ساحر.
بين الفينة و الأخرى تنظر إلى الساعة، و كأنها تنتظر أحدا ما .
ــ سيدتي .. سيدتي لقد وصل "سيدي" حسام هل ....
قاطعتها بلهجة حادة، و أمرتها بأن تجهز له الحمام فورا.
ببرودة مشاعر استقبلته، و طبعت على شفتيه قبلة جافة :
ــ أين كنت يا زوجي العزيز، لقد انتظرتك مدة طويلة و أنا أرتدي ملابسي حتى أن خيوطها أصيبت بالفتور..
ضحك حسام رغم تعبه و قال لها:
ــ تفاجئينني بمفردات رائعة و مضحكة في نفس الوقت، فأنت تخرجين متى تشائين و لا تطلبين إذنا مني .
فزوجته بالنسبة إليه، ضفة أعجب بجمالها الخارجي، و كان يحلم أن تغدق عليه بعطورها و مشاعرها الربيعية، و أن يجري على خدودها الوردية كالطفل البريء، و لكنه سقط في بركة جافة..!!
و هي تنظر إليه، كانت ملامحها تميل إلى الاصفرار:
ــ خذ لك حماما باردا، و استرح قليلا، فأنت متعب من العمل، سأذهب إلى الصائغ لأستفسر عن الذهب الأبيض و سأعود لنكمل حديثنا..
بقي لوحده يراقب الجدران الجميلة و هي تغوص في صمت مشاعره و ملوحة قلبه، عظامه متعبة كخيوط قلبه التي لم تتراقص يوما فرحا و هو يتزوج صاحبة الحسب و النسب نزولا عند رغبة أبيه الأخيرة و هو يفارق الحياة.
هكذا هو الزواج أحيانا في مجتمعنا، أن تلتقي الأجساد و الأنساب وفق مخطط ما أو رغبة قد تسعد البعض و لكنها تترك البعض الآخر في حزن لا ينتهي . كل ذلك على حساب الحب.
فالطبيعة رغم اختلاف أزهارها و و رودها، إلا أن كل نبتة تحافظ على عطرها، لونها، و وجودها الخاص دون طمع أو رغبة أو حقد ... قد يحصل ذلك في عالم العقلاء عندما نجد قلوبا تعيش تحت سقوف واحدة و هي مختلفة الأوتار الموسيقية!!
شيئا فشيئا أغمض عينيه، و إذا بصوت عذب يداعب أذنيه:
ـ أمازلت تقاوم الجفاء .. ألم يحن الوقت لتضع النقاط على الحروف ..!!






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-11-2015, 02:54 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير محمد مشاهدة المشاركة
لاسلوبك في السرد جماله وعمقه
تغزل الاحداث باسلوب مشوّق
لتجبرنا على الابحار بين امواج حرفك.
تحية تليق برقي النبض والقلم
وتسجيل متابعة
ودّي ووردي
القديرة عبير محمد تحياتي
شرف لي هذا التواجد الجميل
شكرا لكم
تحياتي و احترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-11-2015, 09:27 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

فجأة استيقظ تحت تأثير سحر يدين و هما يداعبان شعره:
- أبي .. أبي .. ها أنا أتيت من المدرسة، أحبك كثيرا .
أخذها في حضنه بقوة، كغصن رغم جفافه إﻻ‌ أنه يعشق أزهاره و يخاف عليها من الموت:
- طفلتي الجميلة، و أنا أكثر، فأنت أملي و نبض قلبي .
شعرت بدفء يتسلل إلى قلبها و هو يداعب شعرها الرطب:
- هيا يا صغيرتي اذهبي و غيري مﻼ‌بسك، سنلتقي بعد نصف ساعة على المائدة، ريثما تعود أمك .
- حاضر أبي، لكن قبل ذلك أريد قبلة أخرى.حملها بين دراعيه و هو يقبلها في خدها اﻷ‌يمن و هو يردد " يالك من ساحرة ..!!"
صعدت هديل، و هي بنت عشر سنوات، السلم بخفة، و الفرح يلبسها كما تلبس نسمات الندى وجه الصبح، لتمنحه قوة أكبر لمواجهة عبث اﻻ‌نسان و جرائمه ضد الكون الذي يتهاوى شيئا فشيئا، حتى أن اﻷ‌رض باتت تخاف من بزوغ يوم جديد؛ فحضنها ما عاد يقوى على المزيد..!!
و هي تدخل غرفتها، وجدت كل شيء مرتب، و رائحة العطر تفوح منها. تمددت على سريرها و كأنها تتخلص من تعب يسكن عظامها..
بعد دقائق، أخذت صورة أبويها من فوق مكتبها الأنيق. و هي تتأملها شعرت بغيوب تحوم حولها، لم يحن لها بعد أن تمطر و تبلل الجمود الذي يسكن البيت رغم جماله و روعته. كم كانت تشتاق أن تنام على حضن أمها وهي تبكي طويلا كنهر لا يعرف الجفاف،أن تشعر بحنانها و عطفها. كم هو مؤلم أن نجد الماء بالقرب منا و نحن في عطش شديد و لا نستطيع أن نرتوي..!!
و ما يقلقها أكثر نظرات أبيها التي تشعر أنهما تتألمان في خفاء .. تخشى أن يرحل يوما من البيت و لا يعود..






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-11-2015, 01:07 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

و هي تعيد الصورة إلى مكانها، اهتز قلبها خوفا، خرجت ترتجف و هي تقتفي أثر الصراخ..
- أين كنت يا زوجتي الراقية كل هذا الوقت!؟
و هو يخاطبها بغضب شديد، كانت هديل تراقبهما من الأعلى و هي كطائر مجروح يتألم و لا يقوى على الطيران ..
- كنت في مهمة كما أخبرتك، و في طريقي إلى هنا، صادفت صديقتي الحميمة في طريقي، فكان علي الجلوس معها لبعض الوقت .
- و نحن من يجلس معنا، ألا تلاحظين أن ابنتك تحتاج إليك كثيرا، و أنها تذبل يوما بعد يوم ..!!
- دعك من ابنتي و لا تراوغ، أتريدني أن أبقى كالخادمة في البيت، تدخل و تجدها بين يديك!! فأنا امرأة من عائلة مرموقة، امرأة حرة ..
و هي تتكلم، شعر بها تلمح لأصله البسيط، و أنها أرقى منه؛ فهو مهندس معماري ذكي و لامع، من أسرة متوسطة محافظة؛ كان أبوه خليل يشتغل كموظف بسيط في إحدى شركات أبيها للاستراد و التصدير.
أحس بألم في قلبه، حمل بدلته و خرج مسرعا. و هو يركب سيارته، كانت ابنته تراقبه من النافذة و هي تبكي.

*****






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-11-2015, 02:50 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

داخل غرفة بسيطة و أنيقة، و بالقرب من نافذة تطل على حديقة صغيرة جميلة، تجلس هاجر و نظراتها تهيم في سكون هادئ ممزوج بحبيبات سواد الليل .. تحاول قراءة نجمة في السماء و هي تلمع هناك:
- ما أجملك .. و ما أسعد الليل بك ..!! تبتسمين في وجهه دون طمع و لا حقد.. و يحيطك هو بسحر خيوطه الهادئة.
فهي ترفض فكرة أن الليل بسواده يعني الحزن و الانطواء؛ فهو بريء من إسقاطات بعض الناس البليدة أو الحمقى..
فالليل يعيد للأرض المتألمة عافيتها، ينير خدود النجوم و يلهبها شوقا للنظر إلى الأرض حتى تبتسم من جديد.
الليل باختصار، هو تلك الخيوط التي تمسح الآلام عن وجه الكون من أجل قدوم الصبح مشرقا مبتسما من جديد..
و هي تغوص في سحر الليل، قادتها حبال قلبها بعيدا، عندما كانت طالبة في الجامعة، و حسام يجلس بالقرب منها، كلما نظرت إليه تجده يقرأ تقاسيم وجهها المشرقة، كانت تغرق في عينيه سرا، تتمنى أن تبحر فيهما بأشرعتها و لا تعود إلا و هي زوجة له .
و هي تتخيل تلك اللحظات، كانت ابتسامتها تنير الليل أكثر من تلك النجمة التي كانت تراقبها، فقط لأنها تحمل مشاعر تنبض بالحياة..
فالفرق بين الانسان و الكون يتجلى فقط في قلب بسيط، و لكن قطره لا حدود له ..
فليس الدم ما يميزه عن الظواهر المعقدة و المتطورة، بل في تلك المشاعر الرقيقة
التي تخرج من عمقه صادقة و تروي تعب الكون بكامله، بل تعيد له مكانته الحقيقية.
فجأة، سمعت أحدا يطرق الباب، جمعت خيوط ابتسامتها بسرعة، هرعت لتعرف الطارق، و هي تفتح الباب، وقفت مصدومة فرحة، حتى أن رعشة لبستها رغما عنها ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-11-2015, 03:33 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

اختلطت ابتسامتها بدهشتها، و كونت قوس قزح مبعثر الألوان.
حاول الكلام، لكنه تلعثمت شفتاه و اشتبكت أفكاره، أراد أن يتراجع..
مسكت يديه و سحبته إلى الداخل و هي تقول:
- أين تريد الذهاب أخشى أن تفقد عقلك و ترتكب في نفسك جريمة كبيرة، عيناك متعبتان و وجهك يوحي بأزمة عاطفية تواجهك كالاعصار.
- هذا ليس جديدا عليك، فأنت عميقة النظرات و حكيمة التصرفات، هذا ينعشني و يخيفني أيضا.
- تفضل بالجلوس فأنت أفضل صديق عرفته في حياتي.
و هي تتكلم، كان قلبها يعرف حركية غير مسبوقة؛ فدمها يتراقص في أغشيته منتشيا، ثملا يكاد التوقف .. بينما هو ترتعش أفكاره في رأسه، يشعر بخيوط تجدبه إليها، فهي شابة يافعة، بشرتها بيضاء تميل إلى السمرة قليلا، متكاملة الأطراف..
و هما يرتشفان عصير الليمون، قال لها بهدوء:
- أشكرك كثيرا، لقد اقتحمت خلوتك. فعلا كنت مرهقا و مهموما، فقادتني خطواتي إلى هنا.
قاطعته بابتسامة ندية:
- فالبيت بيتك و ثقتي فيك كبيرة، فأنا أعرف من تكون حقا .. مثلك قليلون في زماننا: شباب و علم و حياء، و ما أقلقني فيك أنك تركت حبك و حلمك و نفذت رغبة أبيك ..!!
أبي رحمه الله، و هو يموت أراد أن يرد جميل السيد محمود، بتزويجي من ابنته متناسيا رغباتي و حبي.. أردت أن أرفض طلبه، و لكن أحببت أن يموت مبتسما، ففضله علي كبير..
اقتربت منه و مدته بمنديل ليمسح دموعه، أرادت أن تحتضنه، و لكنها لا تريد أن تستغل ضعفه فهي إنسانة متكاملة ..






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-12-2015, 05:22 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
ادريس الحديدوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب

الصورة الرمزية ادريس الحديدوي

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ادريس الحديدوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: عندما تزهر أوراق الخريف

رغم ذلك، يبقى القلب هش الخيوط، مرهف السياج، متدفق الصبيب...
و هما ينظران إلى بعضهما، تعانقت تظراتهما عن بعد، و ثملت الجدران من شدة ذوبان الزمان في المكان..
لم تشعر بنفسها حتى قبلته من شفتيه، و شهقت شهقة الورود عندما تشق التراب و تستنشق هواء الحرية.
بخفة تراجعت، و غادرت المكان نحو الحمام . نظرت في المرآة و حبيبات العشق تتساقط الواحدة تلوى الاخرى..
- يجب ألا أسمح لحبي بالتمدد، فهو رجل متزوج في كل الاحوال، و الزواج مسألة غير مضمونة.. يجب أن أحافظ على سياجي النقي ..






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط