لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-06-2020, 11:48 AM | رقم المشاركة : 26 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
اقتباس:
متابع ..ومعكم شاعرنا الوارف ... بدأت تتضح بعض الأمور ..وبعض ما يعانيه يوسف من القهر فأحلام الدراسة على وشك التبخر رغم الشتاء..وقصة الفتى الانجليزي التي أستشعر من خلالها بانهيار طموحه حين تذكرها ... ما زلت تحافط على النمط الذي بدأت به ..ولمست اهتمامكم بالسرد الذي حافظ على جودته .. نتابع معكم صديقي العزيز ما هو قادم بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
17-06-2020, 01:51 PM | رقم المشاركة : 27 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ " الفصل الأول
اقتباس:
ما اسعدني استاذ محمد بديوي كبير انت دوما بهذا التواضع امتناني واحترامي لمتابعتك واعلم باني اقبل اي ملحوظة او اشارة او راي كل ما يخطر على بالك فالرواية بين يدي قابلة لاي ملحوظة محبتي تحياتي |
|||||
17-06-2020, 01:56 PM | رقم المشاركة : 28 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ ) الفصل الثالث في بيت الرجل العجوز في تمَامِ السَّابعَةِ مِن مَسَاءِ الجَمعَةِ كَانَ يوسُف يَطـرُقُ بابَ السيِّد الشَّيخ همّام يَـزِيد ، إِنـهُ ذلِـكَ الرَّجُـلُ الَّذِي كَانَ مُعجَبًا بقُدُرَاتِ يوسُف وكَانَ يَتَوقَّعُ لَهُ مُستَقبَلاً كَبيـرًا، وَلَمَّا عَـلِمَ بأنـهُ قَـد تَرَكَ الجَامِعَةَ أُصِيبَ بوَجَعٍ نـفسِيٍّ كَبيرٍ إِذ كَانَ يوسف أقرَبَ الأصدِقَاءِ إِلى ولَدِهِ الوَحِيدِ إِسمَاعِيل . جَلَسَ يوسُف بَعدَ أن رَحَّبَ بهِ الشَّيخُ الوقُورُ وَحَاوَلَ أن يُقنِعَهُ بالعَودَةِ إِلى الجَامِعَةِ وَأخبَرَهُ أنهُ سَيَتكَفَّلُ بنَفَقَتِهِ حتَّى يُتِمَّ دِرَاسَتَهُ . رَفَعَ يوسُف بَصَرَهُ إِلى وَجـهِ الرَّجُلِ الطيِّبِ في دَهشَةٍ هَادِئَةٍ، وَبلَهجَةٍ حَزِينَةٍ قَالَ لَهُ: إِنَّ الأمرَ أكبرُ مِن ذلِكَ وَإِني قَـد عَزَمْتُ عَلَى أن أُلقِي كُلَّ تَارِيخِي القَدِيمِ خَلفِي لأبدَأَ رِحلَةً لا تَعتَرِفُ بالبُكَاءِ عَلَى الأطلالِ . أمَـامَ هَـذا الكَلامِ العَجِـيبِ الدَّالِّ عَلَى نَفسِيَّةِ شَـابٍّ مَقهُـورٍ ذِي إِرَادَةٍ لاذ الشَّيخُ بالصَّمتِ هُنَيهَةً، ثمَّ سَألَهُ: إِذن فَمَا هِيَ خُطَّـتُكَ الجَدِيدَةُ ؟ يوسُف:مِن أجلِ هَـذا قَـد جِئتُ إِلى هُنَا،لَقَد قَرَّرتُ أن أُنشِىءَ مَقهَىً بالحَيِّ، وَمَا أُرِيدُهُ مِنكَ هُوَ أن تُسَاعِدَنِي عَلَى تحَقِيقِ ذلِكَ . الشَّيخُ همَّام : أنا أثقُ في أنكَ شَابٌّ طَمُوحٌ وَأعلَمُ أخلاقَكَ الحَمِيدَةَ وَسَأُسَاعِدُكَ مِن دُونِ شَكٍّ ... مَوعِدُنا هُوَ الغَد . يوسُف : اتـَّفَقنَا . * * * * * في طَرِيقِ عَودَتهِ إِلى بَيتِهِ فُوجِىءَ بالنَّافِذَةِ مُشرَعَةً، رَفَعَ بَصَرَهُ فَإِذا بهَا تَنظُرُ إِلَيهِ لا تَغِيبُ ببَصَرِهَا عَنهُ،هُنَا التَقَت العُيُونُ،وَقَفَ يوسُف فَجـأةً إِذ هُوَ لِقَاءٌ جَاءَ بَغتَةً ، لَقَد كَانَ يحُاولُ الهُرُوبَ مِنهَا مِن وَطْأةِ عِشقِهِ لَهَا ، كَانَ كُلَّمَا تَذكَّرَهَا طَرَدَ خَاطِرَ التَّذكُّرِ وَفَكَّرَ في أمرِ إِخوَتِهِ وَوَالِدَيهِ فَقَد أصبَحَ يحَمِلُ هَمَّ هَؤلاءِ؛ إِذن فَقَد غَدَا العِشقُ فِكرَةً مِن أفكَارِ الخَيالِيينَ الَّذِينَ وَقَفُوا أمَامَ دُنيَا الشُّعُورِ العَاشِقِ لا يَلوونَ عَلَى شَيْءٍ وَلا يَعبَأونَ بأمرٍ سِوَاهُ؛ أمَّا هُوَ فَالأمرُ جِدُّ صَعبٍ فَهُوَ لَيسَ مِن أُولَئِكَ الَّذِينَ يَترُكُونَ المَسئُولِيَّةَ مِن أجلِ رَغَبَاتِ الفُؤادِ مَهمَا كَانَ أمرُ الهَوَى . نَظَرَ إِلَيهَا يوسُف،تَحَرَّكَ قَلبُهُ،كَادَ أن يُحَرِّكَ لِسَانَهُ لِيَنطِقَ باسمِهَا غَيرَ أنهُ في نِـهَايـةِ الأمـرِ لَم يَقدِر عَـلَى شَيْءٍ ، حَـاوَلَ أن يَـرفَعَ كَـفَّـهُ فَالْتَوَى الأمرُ عَلَيهِ، فَبقِيَت كَفُّهُ بَينَ بَين ... ثمَّ مَضَى في طَرِيقِهِ مُطرِقًا وَقَـد غَلَبهُ الحُـزنُ وَفَـتَكَ بهِ أثـرُ حُبٍّ لَيسَ مِنَ السُّهُولَةِ بمِكَانٍ أن يَتخَلَّى عَنهُ هَكَذا وَلَكِنَّهَا الأقدَارُ تَفعَلُ بنَا مَا تَشَاءُ . |
||||
20-06-2020, 09:09 AM | رقم المشاركة : 29 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ ( الفصل الرابع ) يـارا ------ إِنَّ يَارَا لَم تكُن مُجـرَّدَ قِصَّةِ حُبٍّ جَرَت وَوَقَعَت فَوقَ أرضِ هَذِهِ البلادِ، إِنَّ يَارَا لَم تكُن فتَاةَ الجَامِعَةِ الَّتِي رآهَا زمِيلُهَا فَأحبَّهَا وَعَشِقَتهُ؛ إِنَّ يَارَا هِيَ قِصَّةٌ كَامِلَةٌ وَعُمُرٌ مُمتَدٌّ بَدأ مِن لَدُنِ أن التَقَيَا بالحَارَةِ مُنذُ سِتَّةِ أعوَامٍ وَكَانا في الثانِيَةِ عَشرَةَ، وَظَلَّ مَا بَينَهُمَا قَائِمًا إِلى يَومِ النَّاسِ هَذا،ظَلَّ مُستَمِرًّا،وَمَعَ استِمرَارِهِ يَزدَادُ وَهَجًا وَيَعلُو نُورُهُ وَكَأنهُ المِشكَاةُ تُضِىءُ أكثرَ وَأكثرَ كُلَّمَا مَضَى اللَّيلُ نحَوَ إِظلامِ الأمَاكِنِ،وكَذلِكَ كَانت يَارَا،كَانت تُخفِّفُ عَنهُ وَجَعَ الحَيَاةِ الَّذِي أصَابهُ مُذ كَانَ صَغِيرًا في الثانيَةِ عَشرَةَ مِن عُمُرِهِ،أي مِن يَومِ أن عَرِفَتهُ،كَانت كُلَّ شَيءٍ في حَيَاتِهِ،نَعَم كَانت كُلَّ شَيْءٍ . اقتَرَبَ مِنهَا ذاتَ مَرَّةٍ وَهُمَا يُذاكِرَانِ دُرُوسَهُمَا أيامَ كَانا بالسَّنةِ الثانِيَةِ بالمَرحَلَةِ قَبلَ الجَامِعِيَّةِ، فَلَمَّا طَالَ اقتِرَابُهُ مِنهَا نظَرَت إِلَيهِ مُستَغرِبةً،ثمَّ سَألتَهُ وَهِيَ بَاسِمَةٌ:مَا بك ؟،فَأجَابهَا:إِنَّ مِن عِشقِي لَكِ أحبَبتُ أنفَاسَ صَبيَّـةٍ تَـرُوحُ وَتَجىءُ كَكُـلِّ الـبَشَـرِ غَـيرَ أنهَا لِي كَدَوَاءٍ لَو مُنِعَ عنِّي مِتُّ كَمَدًا قَبلَ أن أمُوتَ مِن فَقدِ الدَّوَاءِ . فَنظَرَت يَارَا إِلى السَّمَاءِ، ثمَّ عَادَت إِلى الكِتَابِ سَرِيعًا وَهِيَ تقُولُ في هُدُوءٍ: حَفِظَكَ الله . هَكَذا كَانَ يُحِبُّهَا،بَل هَكَذا كَانَ عِشقُهُ لَهَا، وَهَكَذا كَانَ خَوفُهَا عَلَيهِ وَرَجَاؤهَا إزَاءَ أمرِهِ مَعَهَا وَأمرِهِ مَعَ الحَيَاةِ . هَكَذا كَانت يَارَا في عُيُونِ يوسُف . أمَّا عَن مَكَانةِ يوسُف مِن قَلبِ يَارَا ؛ فَقَد كَانت تَنتَظِرُ أن تَرَاهُ صَبيحَـةَ كُلَّ يَومٍ أثنَاءَ عُبُورِهِ ببَيتِهَا ذاهِبًا إِلى الدِّرَاسَةِ،كَانَ مُرُورُهُ وَسَلامُهُ عَلَيهَا بَاسِمًا بمَثابةِ تِريَاقِ الحَيَاةِ الَّذِي يَمُدُّهَا بالقُوَّةِ طُوَالَ يَومِهَا إِلى أن تَرَاهُ ثانِيَةً عِندَ غُـرُوبِ الشَّمسِ إِذ هُوَ مَـوعِـدُ عَودَتِهِ إِلى بَيتِـهِ، أمَّا عَن هَذِهِ الأيامِ الَّتِي تَذهَبُ فِيهَا لِتَطرُقَ عَلَى بابهِ كَى تَسألَهُ عَن بَعضِ مَا يُنَاطُ بمِوَادِّ الدِّرَاسَةِ قَبَيلَ الامتِحَاناتِ فَقَد كَانت عِندَهَا بمِثابةِ أيامٍ لا تُنسَى مَهمَا مَـرَّ الزمَنُ، كَانت تَنظُرُ إِلَيهِ فَإِذا بهَا تَذهَبُ إِلى عَالَمٍ آخَرَ هُوَ كُلُّ الجَمَالِ وَهُوَ كُلُّ النَّقاءِ وَهُـوَ كُلُّ النُّـبْلِ، نَـعَم ؛ فَقَد كَانت تَنظُرُ إِلَيهِ فَإِذا بهِ مِن أجمَلِ خَلْقِ اللهِ في عَينَيهَا،وَكَانَ نَقيًّا لا تُعكِّرُ نَفسَهُ أفكَارُ الحِسِّ وَالذاتِ الطِّينِيَّةِ، وَكَانَ نَبيلاً في آرَائِهِ وَسُلُوكِهِ وَطُمُوحِهِ . هَكَذا كَانت الحَيَاةُ بَينَهُمَا مُذ أوَّلَ لِقَاءٍ وَإِلى يَومِ النَّافِذةِ حِينَمَا أوشَكَ يوسف أن يُشِيرَ إِلَيهَا بيَمِينِهِ فَامتَنَعَ عَن ذلِكَ مِن بَعدِ أن مَنَعَهُ قَدَرُهُ عَن مُواصَلَةِ الحَيَاةِ بالصُّورَةِ الَّتِي تُرضِي نـُفُوسَ جُمهُـورِ النَّاسِ وفَـرَضَت علَيهِ طَرِيقَةً تجَعَلُهُ في نَظَرِهِم مُجـرَّدَ عَامِلٍ يَعِيشُ مِن طَاقَةِ يَدَيهِ لا مِن عِلمِهِ الَّذِي كَانَ يُباهِي بـهِ أهلُهُ . وَمَا زَالَ لِمَشهَدِ النَّافِـذةِ مِنَ الأثـرِ في نـفسِ يوسُف مَا سَيَحمِلُهُ عَلَى مُحَارَبةِ ظُرُوفِهِ وَطَبيعَةِ الأحوَالِ بطَرِيقَةٍ تـجـمَعُ بَينَ الغَضَبِ الصَّامِتِ وَالحُـزنِ الدَّفِينِ ! * * * * * * * * |
||||
20-06-2020, 09:40 AM | رقم المشاركة : 30 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
في هذا الجزء نتعرف على شخصات جديدة لها صلة وطيدة بيوسف
السيد الشَّيخ همّام يَـزِيد والد صديق يوسف في الدراسة ..وعلاقة تبدو غير عادية ..ثم ظهور عشيقته التي يمنعه التواصل معها ظروفه وإحساسه بالمسؤولية تجاه أسرته .. وأسجل متابعتي وحضوري حتى لو لم أعلق شاعرنا الكبير محمد خالد النبالي بوركتم وبورك نبض حرفكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
20-06-2020, 10:00 AM | رقم المشاركة : 31 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
صباح يليق للاخ الحبيب والخلوق والأديب الفخم كم يسعدني حضورك ومتابعتك الحثيثة فانت مصدر فخر شكرا لهذا الكرم وانت الغيداق دائما وأي ملحوظة ساكون شاكرا محبتي واحسن الله اليك كما احسنت لي تحياتي الكثيرة |
|||||
23-06-2020, 11:26 AM | رقم المشاركة : 32 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ ) انزوى بعيـدًا الفصل الخامس ثمَّ انزَوَى يوسُف بعيدًا،وكَانَ لا بـُدَّ أن يَفعَلَ ذلِكَ،نعَم،كَانَ لا بـُدَّ أن يتَّخذَ مِنَ الحَياةِ رُكنًا مُنفَرِدًا وَزاويةً نائِيَةً وَجَانبًا قَصِيًّا، كَانَ لا بُدَّ أن يَتوَحَّدَ مَعَ نَفسِهِ وَأن يتَّحِدَ بهَا وَأن يَتخَلَّى عَن كُلِّ مَا مِن شَأنِهِ أن يَشُدَّهُ إِلى حَياةِ الرُّوحِ وَمَا تَهوَى نَفسُهُ مِن رِغَابِ الشُّعُورِ وَالعَاطِفَةِ مِن أجلِ أن يَظَلَّ عَقلُهُ يَقِظًا يَنظُرُ إِلى الوَاقِعِ فَيَعرِفُ أينَ تَقَعُ قَدَمُهُ لِيُواصِلَ السَّيرَ كَى يَنهَضَ بالعِبءِ الَّذِي قَـرَّرَت طَبيعَتُهُ الرُّجُولِيَّةُ أن تـقُومَ بفُـرُوضِهِ وَوَاجبَاتِهِ . وَهَا هُوَ الفَتَى الَّذِي مَا كَادَ أن يَنظُرَ إِلى الحَياةِ حتَّى قَالَت لَهُ الحَياةُ : لا ... إِنَّ مَوضِعَكَ وَمَكَانكَ لَيْسَ هُنَا، إِنمَّا هُوَ هُنَاكَ بقَلْبِ مَعركَةِ الدُّنيا الَّتِي لا تَعرِفُ غَيرَ جُهُودِ الأشِدَّاءِ وَحَركَةِ الصَّابرِينَ وَنَزْفِ المُجَاهِدِينَ، وَأمَّا الأيامُ الَّتِي هِيَ نَظرَةُ قَلْبٍ وَإِحسَاسُ نَظرَةٍ وَعِنَاقُ عَاطِفَةٍ وَعَطْفُ المُعَانقَةِ فَقَد انتَهَت مِن قَبلِ أن تَبدَأَ، وَلِذا فَقَد باتَ يوسف مُعَانقًا لآياتِ الصَّبر وَقَانونِ الإرَادَةِ وَنامُوسِ الحِكمَةِ . إِنَّ عَبقَريَّةَ الذَّاتِ الإِنسَانيَّةِ لا تخَـضَعُ لِقَانـونِ الصُّدفَـةِ ، فَالصُّدفَـةُ لا تَرتَبطُ بقانونٍ مُلازمٍ لَها؛ وَإِنمَّا العَبقَريَّةُ تجَربةُ حَياة . إِنمَّا العَبقَريَّةُ تجَربةُ حَيَاة . مكَثَ يوسُف أيـَّامًا يُحاولُ أن يكتَشِفَ نَفسَهُ الجَدِيدَةَ، نعَم، فَالعَالَمُ الَّذِي كَانَ يَتَمنَّاهُ قَـد وَدَّعَـهُ إِجبَارًا لا اختِيَارًا، إِذن ، فَـلا بُدَّ مِن نفسٍ جَدِيدَةٍ كَى يَتَهيَّأَ لِعَالَمٍ لَن يَقبَلَ تفكِيرَ شَابٍّ يـُرِيدُ أن يحيا حَالِمًا، فَقَط سَيُوادِعُ ـ رُبمَّا ـ مَن يَخُوضُ الدَّربَ مُقاتِلاً ... وَكَذلِكَ كَان ... لأنهُ كَانَ يجَبُ أن يكُون . * * * * * * * * |
||||
23-06-2020, 05:01 PM | رقم المشاركة : 33 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
" فَمَا يحَتاجُ إِلى عَبقَرِيَّةِ مُصَوِّرٍ وَلا إِلى رِيشَـةِ فـنَّانٍ مِـن أجـلِ أن يَفهَمَ هَـذا المَعـنَى , فَحَيَاتُهُ تُعبِّرُ عَن ذلِكَ المَعنَى في أعظَمِ صُوَرِهِ وَأبشَعِ أشكَالِهِ ، وَمَرَدُّ قُـوَّةِ الشُّعُورِ أو ضَعفِـهِ إِنمَّا هُـوَ إِلى حَـقِيقَةِ النَّفسِ الإِنسَانِيَّةِ وَطَبيعَتِهَا ، فَكَم مِن مُبتَلَىً لا يَشعُرُ لأنهُ صِيغَ مِن نَفْسٍ لا تَحُسُّ وَلا تَشعُرُ،وَكَم مِن ذِي بلاءٍ كَأنَّ البَلاءَ هُوَ, وَمَا ذلِكَ إِلاَّ لأنهُ خُلِقَ مِن شُعُورٍ نَابضٍ نَاطِقٍ يَهِيجُ مَعَ أقَـلِّ حَـادِثٍ وَيَضطَـرِمُ عِنـدَ أدنَى وَاقِـعَـةٍ ...
وَهَـذا هُـوَ مَا ضَخَّمَ أمرَ المَـأسَاةِ في نَفسِ يـُوسُف " نتابع هذا السّرد المشوّق وما ستؤول إليه حال يوسف أديبنا الفاضل بوركت ودام ألقك أخي محمد.. وَمَا ذلِكَ إِلاَّ لأنهُ خُلِقَ مِن شُعُورٍ نَابضٍ ذاك أنسب لك هنا.. وَهَـذا هُـوَ مَا ضَخَّمَ أمرَ المَـأسَاةِ في نَفسِ يـُوسُف يصل معناك المقصود بدون هو التي بدت زائدة تقبّل خالص المودّة والتّقدير
|
||||
23-06-2020, 05:28 PM | رقم المشاركة : 34 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
ما اسعدني بهذا الحضور الوارف المثري والمفيد من شاعر وأديب وصاحب رؤيا ثاقبة شكرا للتنويه تم التعديل استاذي متمنيا وجودك الدائم محبتي الكثير والشكر الجزيل للاخ الاديب محمد تمار |
|||||
23-06-2020, 06:05 PM | رقم المشاركة : 35 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
وشكرا لقلبك الطيّب..
|
|||||
23-06-2020, 06:17 PM | رقم المشاركة : 36 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
ما اسعدني بالكبير محبتي الكثيرة
|
||||
30-06-2020, 08:30 PM | رقم المشاركة : 37 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
في هذا الجزء (يارا) تحول رائع خفف من ضغط السرد في ما سبقها من فصول ولا أخفي عليك أنني الآن سأعود للقراءة من الفصل الأول حتى آخر ما نشرته حتى أبقي على الترابط ما بين هذه الفصول ، ثم سأكتب بما يفتح الله تعالى عليّ من رأي أرجو أن يكون موفقا ومفيدايقترب من غاية هذا الرواية التي ما زالت تسير بشكل متوازن ومترابط .. شاعرنا المكرم محمد خالد النبالي بوركتم وبورك نبض حرفكم المتألق احترامي وتقديري
|
|||||
04-07-2020, 08:54 AM | رقم المشاركة : 38 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
ما اسعدني بالحبيب اديبنا الغالي استاذ محمد بديوي سعيد ان اراك ولمتابعتك امتناني الكبير وانت تغدق علي محبتي الكثيرة |
|||||
04-07-2020, 09:04 AM | رقم المشاركة : 39 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ )
الفصل السادس البداية إِنَّ فَلسَفَةَ الأفكَارِ لا تُكتَبُ إِلاَّ إِذا مَا أيـَّدَهَا وَاقِعٌ عَظِيمٌ أو شِبهُ عَظيمٍ مِنَ الصُّعُوبةِ بمِكَانٍ أن يَجحَدَهُ جَاحِدٌ أو يُنكِرَهُ مُبغِضٌ حَاقِدٌ، فَالأُمُورُ الكَبيرَةُ هِيَ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى الكِبارِ وَالكِبارُ يُولَدُونَ كِبارًا وَإِن مَرَّت بهِم في طَرِيقِ العُمُرِ عَثرَاتٌ مِن صُنْعِ ظُـرُوفِ الدُّنيا، وَمَا هِيَ بعَثرَاتٍ لِمَن تأمَّلَ وَإِنمَّا هِيَ دُنيَا ضَبابيَّةٌ تُمهِّدُ لِدُنيَا لا تُجيدُ غَيرَ ابتِسَامَةٍ مِن ضَوءٍ أو نـُورٍ، فَالضَّوءُ لِلعَقلِ، وَالنُّورُ لأصحَابِ العَقلِ وَالشُّعُورِ مَعًا . * * * * في صَباحٍ نَـدِيٍّ كَانَ يوسُف عَلَى مَوعِدٍ مَعَ الشَّيخِ همَّام يَزيد، وَعِندَ تَقَاطُعِ الطُّرُقِ بالحَيِّ التَقَيَا، رَحَّبَ الشّيخُ بالفَتَى، ثمَّ ابتَسَمَ لَهُ قَائِلاً: ابشِر ... وَأشَـارَ بيَـدِهِ جِهَـةَ دُكَّانٍ كَبيـرٍ مُغلَقٍ، ثمَّ تـقَـدَّمَ الشَّيخُ همَّام وَدَعَا يوسُفَ إِلى أن يَفتَحَ المَكَانَ مِن بَعدِ أن أعطَاهُ مِفتَاحَهُ . دُكَّانٌ كَبيرٌ جدًّا، إِنهُ أفضَلُ مَكَانٍ لِلمَشرُوعِ الَّذِي يـُريدُهُ يوسُف ! قَالَ الشَّيخُ همَّام في هُدُوءٍ : هَذا هُـوَ المَحلُّ الَّذِي سَتُـقيمُ بـهِ المَقهَى الخَاصّ بك . فَـرَدَّ يوسُف مُستَغربًا : ولكنَّ إِسمَاعِيلَ أخبَرَنِي أنكَ كُنتَ تُرِيدُ أن تجعَلَ هَذا الدُّكَّانَ لِتِجَارَةِ القُمَاشِ كَفَرعٍ جَدِيدٍ مِن فُـرُوعِكَ يا عَم همَّام ! الشَّيخُ همَّام : نعَم، هَذا صَحِيحٌ، غَيرَ أني لَستُ مُضطَرًّا لِذلِكَ فَمَا كُنتُ سَأفعَلُ هَذا إِلاَّ لأني لا أُحبُّ أن أتـرُكَ شَيئًا عَاطِلاً أو مُهْمَلاً مِن دُونِ فَائِدَةٍ ، وَهَا أنتَ سَتَجعَلُهُ ذا فَائِـدَةٍ كَبيـرَةٍ يا يوسُف . يوسُف : ولكنِّي ! فَابتَسَمَ الشَّيخُ وقَـد فَهِمَ مُـرَادَهُ ، ثمَّ قَالَ لَهُ :لا تَخَف يا يوسُف ، فَلَن أُطالِبَكَ بشَيْءٍ لِمُـدَّةِ سِتَّـةِ أشهُـرٍ، فَإِذا مَا نَجَحَ الأمرُ، فَأنتَ تَعلَمُ كَم يُكلِّفُ استِئجَارَ مكَانٍ كَهَذا، ولكنِّي سَآخُـذُ مِنكَ خُمُسَ الثمَنِ ... ثمَّ أخَـذ يَضحَـكُ وَهُوَ يُـربتُ عَلَى كَـتِفِ الفَتَى . وَهُنَا فَهِمَ يوسُف أنَّ الشَّيخَ همَّام لا يـُرِيدُ مِنهُ شَيئًا،إِنمَّا يـُرِيدُ مِنهُ أن يمَضِي نحَـوَ النَّجَاحِ وَحَسْب . ثمَّ نظَرَ الشَّيخُ إِلى الفَتَى نظَرَةَ الحكِيمِ المُجرِّبِ ، ثمَّ قَالَ لَهُ نَاصِحًا : همَّام : اعلَم يا يوسُف أنَّ الفُرْصَةَ السَّهلَةَ لا تَجىءُ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَإِذا مَا نجَحتَ في استِغلالِهَا فرُبمَّا تَتوَاتـرُ الفُرَصُ الَّتِي تُشبهُهَا، وَمِن هَا هُنَا يكُونُ النَّجَاحُ الهَادِىءُ، وَأمَّا إِن فَشِلْتَ في استِغلالِ الفُرصَةِ الأُولى فَرُبمَّا لا يَمُنُّ علَيكَ الزَّمَنُ بمِثلِهَا ثانيَةً أبـدًا، وَحِينَهَا فَـأنتَ مَعَ المُعَاناةِ دَائِمًا، وَمَن تَرَكَ السَّهلَ لِيُعَانِي فَلَن تَعرفَ رُوحُهُ السَّلامَ طُوالَ عُمْرِهِ . ثمَّ أخرَجَ الشَّيخُ همَّام مَبلَغًا مِنَ المَالِ ، ثمَّ قَـدَّمَهُ إِلى يوسُف، وقَالَ لَهُ:هَذا يكفُلُ لَكَ مَا تَحتَاجُهُ البدَايات، فَإِذا مَا يَسَّرَ اللهُ لَكَ فَهُوَ دَيْنٌ، غَيرَ أني لَن أطلُبَ مِنكَ شَيئًا إِذ أنتَ دَائِمًا مَن يُقرِّرُ الفِعلَ وَالوقتَ . ثمَّ دَعَا لَهُ الشَّيخُ ... وَانصَرَفَ . وَمَـدَّ يوسُف يَدَهُ إِلى كُرْسِيٍّ بجوارِه ثمَّ ذهَبَ يُفكِّرُ في الأمرِ كَيفَ كَانَ وكَيفَ يكُونُ . مَعَ حُلُولِ المَسَاءِ كَانَ يوسُف قَـد انتَهَى مِن أمرِ إِعدَادِ المَكَانِ كَمَقهَىً بصُورَةٍ رَائِعَةٍ أجبَرَت الشَّيخ همَّام عَلَى أن وَقَفَ مَبهُوتًا لا يكَادُ يُصَدِّقُ أنَّ الفتَى تمكَّنَ في يَومٍ وَاحِدٍ، بَل في سَاعَاتٍ مَعدُودَةٍ مِن جَعلِ المكَانِ جَاهِزًا لِلعَمَلِ في صَباحِ الغَدِ وَهُوَ مَا دَعَاهُ إِلى الإِيمَانِ بأنهُ لَم يكُن مخُطِئًا إِذ أتاحَ لـه هَذِهِ الفُرصَةَ . أتى اللَّيلُ وَانصَرَفَ الشَّيخُ وَأصدِقَاءُ يوسُف بَعدَ أن بَارَكُوا مَشرُوعَهُ الجَدِيدَ، بَينَمَا ظَلَّ جَالِسًا عَلَى مِقعَدٍ أمَامَ المَقهَى وقَـد صَوَّبَ عَينَيـهِ إِلى السَّمَاءِ . لَم يكُن يوسُف هُوَ ذلِكَ الشَّابّ الصَّغِيرَ الَّذِي تأخُذهُ الفَرحَةُ , وإِنمَّا كَانَ يُطِيلُ النَّظَرَ إِلى القَمَرِ وَمَا بهِ مِن رَغبَةٍ لإِطَالَةِ النَّظَرِ إِلَيهِ , وَإِنمَّا كَانَ يـُقـرِّرُ في عَـقلِهِ عِبَارَةً قِـيلَت لَهُ في الصَّباحِ لِيـزدَادَ بهَا إِيمَانًا كَى تُصبحَ عَقِيدَتهُ في الحَياة ... (( إِنَّ الفُرْصَةَ السَّهلَـةَ لا تَجىءُ إِلاَّ مَـرَّةً وَاحِـدَةً ، فَإِذا مَا نجَحتَ في استِغلالِهَا فَرُبمَّا تَتوَاترُ الفُرَصُ الَّتِي تُشبهُهَا . وَمِن هَا هُنَا يكُونُ النَّجَاحُ الهَادِيءُ . وَأمَّا إِن فَشِلْتَ في استِغلالِ الفُرصَةِ الأُولى فَـرُبمَّا لا يَمُنُّ عَلَيكَ الزَّمَنُ بمِثلِهَا ثانيةً أبـدًا . وَحينَهَا فَأنتَ مَعَ المُعَاناةِ دَائِمًا . وَمَن تَرَكَ السَّهلَ لِيُعَانِي فَلَن تَعرفَ رُوحُهُ السَّلامَ طُوالَ عُمْرِهِ )) . * * * * * * * * |
||||
07-07-2020, 12:01 AM | رقم المشاركة : 40 | |||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
أتابع هذا الصرح الجميل
موفق إن شاء الله |
|||
07-07-2020, 03:23 PM | رقم المشاركة : 41 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
ما اسعدني بصاحب الضاد الجميل شاعرنا الغريد اتشرف دوما
محبتي وأكثر |
||||
16-07-2020, 09:19 AM | رقم المشاركة : 42 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
صديقي وأستاذي الشاعر الكبير النبالي
{{إِنَّ عَبقَريَّةَ الذَّاتِ الإِنسَانيَّةِ لا تخَـضَعُ لِقَانـونِ الصُّدفَـةِ ، فَالصُّدفَـةُ لا تَرتَبطُ بقانونٍ مُلازمٍ لَها؛ وَإِنمَّا العَبقَريَّةُ تجَربةُ حَياة . إِنمَّا العَبقَريَّةُ تجَربةُ حَيَاة .}} ((قل ليوسف أن يمحو كلمة (فشل) من قاموسه . ان التجارب التي لا يتحقق مبتغاها لا تعني بأن التجربة (فاشلة) لا يمكن للتجربة إلا أن تعطيك شيئا جديدا ..حتى لو لم يكن مبتغاك . الفشل : هو ان تخرج من التجربة دون أن تتعلم شيئا جديدا.)) هذه وصية أفشل رجل في الحياة .... معكم نتابع ما سيستجد من أحداث.
|
|||||
16-07-2020, 10:13 AM | رقم المشاركة : 43 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
ما أسعدني بهذا التحليق والحضور الأنيق المعبر حضور العارف والقارئ المتذوق استاذ بديوي شكري بلا حدود لكتابعتك واهتمامك نعم علينا ان نلغي من القواميس مفردة الفشل فالطريق طويل وتحدي دمت مبدا محبتي |
|||||
16-07-2020, 10:26 AM | رقم المشاركة : 44 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
(رواية انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ ) هَا هُوَ يوسُف يَتَأمَّلُ قَمَـرَ السَّمَاءِ ، إِنـهُ يَلتَمِسُ مِن نُورِ هَـذا النَّجمِ الكَبيرِ أن يُجلِّي لَهُ حَقيقَةَ قَولِ الشَّيخِ (( إِنَّ الفُرصَةَ السَّهلَةَ لا تجَىءُ إِلاَّ مَرَّةً وَاحدَةً ))، وَبَينَمَا هُوَ في جِلْسَتِهِ هَذِهِ إِذ تَذكَّرَ قِصَّةً كَانَ قَد قَرَأهَا مُنذُ عَامَينِ، إِنهَا قِصَّةُ الرَّجُلِ الَّذِي عَاشَ طُوالَ حياتِهِ يَعمَلُ حَامِلاً لِلبَضَائِعِ بالمَينَاءِ مُنتَظِرًا أن تأتِي الفُرصَةُ السَّهلَةُ كَى يُصبحَ كَمَا يَتَمنَّى، غَيـرَ أنَّ الفُرصَةَ لَم تأتِـهِ، وَمَاتَ الرَّجُلُ بحَسرَتِهِ ، غَيرَ أنـهُ أوصَى ابنَ أخِيهِ وَهُوَ يحَتضَرُ بألاَّ يَذهَبَ مَعَ خُـدَعِ الزَّمَنِ، وَلا يكُونُ الذهَابُ مَعَ الخُدَعِ إِلاَّ بالتَّسَاهُلِ مَعَ مِنَحِ الأيامِ الَّتِي تأتِي علَى فَجأةٍ فيُؤدِّي هَذا الـتَّسَاهُلُ إِلى ضَياعِ هَـذِهِ المِـنَحِ وَعَدَمِ تكرَارِهَا، وَأخبَرَهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يحَتضِرُ أنـهُ يَمُـوتُ نادِمًا علَى فُرصَةٍ ضيَّعَهَا وَهُوَ في الخَامِسَةِ وَالعِشرِينَ مِن عُمُرِهِ، إِذ أنـهُ أحَبَّ فتَاةً وَتَزوَّجَهَا مِن بَعدِ أن مَاتَ أحَدُ أقـرِبائِـهِ فَوَرِثَ بمِوتِهِ مَالاً كَثِيرًا أتلَفَهُ عَلَى حَبيبَتِهِ فَعَادَ مُفلِسًا فَطُلِّقَت المَرأةُ مِنهُ، فَآبَ مِن دُونِ حُبٍّ وَمِن دُونِ مَالٍ يَصنَعُ لَهُ شَأنًا بَينَ النَّاسِ، وَاضطُرَّ إِلى أن يُفنِي سَنَـواتِـهِ حَامِلَ بَضَائِعَ بالمَينَاءِ، وَهَا هُوَ في الخَامِسَةِ وَالسِّتينَ يُودِّعُ الحَيَاةَ كَمَا يُودِّعُهَا مَن مَاتَ غَريبًا مَنفِيًّا ... لا وَطَنٌ يأويـه ، ولا أُسرَةٌ تـُدَاويـه .الفصل السابع فلسفة فكرة وَيكَأنَّ يوسُف فَهِمَ فَلْسَفَةَ الحَياةِ وَهُوَ يخُـاطِبُ القَمَرَ ... ثمَّ قَامَ بهُدُوءٍ فَأغلَقَ دُكَّانهُ وَاتـَّجَهَ نحَـوَ بَيتِهِ كَي يَستَعِدَّ لِبَدْءِ العَمَلِ بالمَقهَى في الصَّباحِ لِتَبدَأ أوَّلُ خُطوَةٍ بدَربِ الكِفَاحِ . في طَريقِهِ نحَـوَ بَيتِهِ تكَرَّرَ المَشهَدُ، إِنهَا يارَا، هَا هِيَ تَقِفُ بالنَّافِذةِ وَهَا هِيَ قَد أبصَرَت يوسُف وَهُوَ يَمُرُّ مِن نفسِ المكَانِ، وَهَا هِيَ العُيُونُ قَـد الْتَقَت ثانِيَةً،غَيرَ أنـه مَا كَادَ يُبصِرُ يارَا حتَّى أطرَقَ لِهُنَيهَةٍ،ثمَّ مَرَّ مُنطَلِقًا إِلى بَيتِهِ وَهُوَ يُرَدِّدُ في هُدُوءٍ: (( إِنَّ الفُرْصَةَ السَّهلَـةَ لا تَجىءُ إِلاَّ مَـرَّةً وَاحِـدَةً ، فَإِذا مَا نجَحتَ في استِغلالِهَا فَرُبمَّا تَتوَاترُ الفُرَصُ الَّتِي تُشبهُهَا . وَمِن هَا هُنَا يكُونُ النَّجَاحُ الهَادِيءُ . وَأمَّا إِن فَشِلْتَ في استِغلالِ الفُرصَةِ الأُولى فَـرُبمَّا لا يَمُنُّ عَلَيكَ الزَّمَنُ بمِثلِهَا ثانيةً أبـدًا . وَحينَهَا فَأنتَ مَعَ المُعَاناةِ دَائِمًا . وَمَن تَرَكَ السَّهلَ لِيُعَانِي فَلَن تَعرفَ رُوحُهُ السَّلامَ طُوالَ عُمْرِهِ )) . دَقَّ يوسُف عَلَى بابِ بَيتِهِ فَتحَت لَهُ أُمُّهُ، سَلَّم عَلَى وَالِدَيهِ وَإِخوتِهِ، ثمَّ دَخَلَ حُجرَتَهُ ، هَا هُوَ بجِـوارِ نَافِذتِهِ يَتأمَّلُ النَّهرَ الصَّغِيرَ الَّذِي يَقِفُ خَلْفَهُ الجَبَلُ تَعلُوهُ السَّمَاءُ وَالقَمَرُ مُكتَمِلٌ قَـد تَوسَّطَ قُـبَّةَ السَّمَاءِ، وبَعدَ قَلِيلٍ وَضَعَ رأسَهُ فَوقَ وسَادَتِهِ ، وَقَبلَ أن يُغمِضَ جَفنَيْهِ كَانَت دَمعَةٌ مُرتَعِشَةٌ تَأخُـذُ مكَانهَا بجـِوارِهِ فَوقَ الوسَادَةِ . * * * * * * * * |
||||
16-07-2020, 10:30 AM | رقم المشاركة : 45 | |||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
هذه وصية أفشل رجل في الحياة ....
معكم نتابع ما سيستجد من أحداث. حراك لذيذ يجري هنا .. وصية معجونة بالألم ثم إن الألم مولد العبقرية لا ، ليس من ينثر مثل هذه الوصايا بفاشل .. الفاشل حقا من لم يكابد الألم ويعانق المأساة حبي لكما كليكما : المحمدين الخالدين |
|||
17-07-2020, 09:55 AM | رقم المشاركة : 46 | ||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
( إِنَّ الفُرْصَةَ السَّهلَـةَ لا تَجىءُ إِلاَّ مَـرَّةً وَاحِـدَةً ، فَإِذا مَا نجَحتَ في استِغلالِهَا فَرُبمَّا تَتوَاترُ الفُرَصُ الَّتِي تُشبهُهَا . .وَمِن هَا هُنَا يكُونُ النَّجَاحُ الهَادِيءُ . وَأمَّا إِن فَشِلْتَ في استِغلالِ الفُرصَةِ الأُولى فَـرُبمَّا لا يَمُنُّ عَلَيكَ الزَّمَنُ بمِثلِهَا ثانيةً أبـدًا . وَحينَهَا فَأنتَ مَعَ المُعَاناةِ دَائِمًا . وَمَن تَرَكَ السَّهلَ لِيُعَانِي فَلَن تَعرفَ رُوحُهُ السَّلامَ طُوالَ عُمْرِهِ )) دَقَّ يوسُف عَلَى بابِ بَيتِهِ فَتحَت لَهُ أُمُّهُ، سَلَّم عَلَى وَالِدَيهِ وَإِخوتِهِ، ثمَّ دَخَلَ حُجرَتَهُ ، هَا هُوَ بجِـوارِ نَافِذتِهِ يَتأمَّلُ النَّهرَ الصَّغِيرَ الَّذِي يَقِفُ خَلْفَهُ الجَبَلُ تَعلُوهُ السَّمَاءُ وَالقَمَرُ مُكتَمِلٌ قَـد تَوسَّطَ قُـبَّةَ السَّمَاءِ، وبَعدَ قَلِيلٍ وَضَعَ رأسَهُ فَوقَ وسَادَتِهِ ، وَقَبلَ أن يُغمِضَ جَفنَيْهِ كَانَت دَمعَةٌ مُرتَعِشَةٌ تَأخُـذُ مكَانهَا بجـِوارِهِ فَوقَ الوسَادَةِ .} لاحظ يا صديقي ماذا انتجت تجربته الأخيرة قبل النوم ؟! دمـــعــــة ... يا ليتها تغسل عيني كل ليلة ..الدموع ماء يأتي في الفرح والترح ..ألم تبكي يوما من الفرح ..ثم أن من أبكاك هو الله تعالى كما أضحكك ولو لمرات قليلة ..الدمع هو الماء الذي يغسل به الحزن وجهه بعد ان يحاول تدوير الزمن كما يشاء وهو يعلم أن هذا هو المستحيل ,,يا الله لو تعرف ثمن الدمعة عند خالقها ومن أمرها بالقفز من العين .!! صديقي وشاعرنا الكبير ... كذبة تقول : الفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة ..وأن الفرصة السهلة إن لم نستغلها فربما تتواتر الفرص التي تشيهها .} من الذي قرر ذلك .. وجعل من هذا الكلام قواعد ثابتة.. كن يوسف يا أبا خالد لترى أن الفرص لا تتوقف ..ثم قل الفرص تأتي وليس تجيء لأنني سمعت ان الإتيان : المجيء بسهولة ، أما المجيء فيستعمل لما فيه الصعب والمشقة. نتابعكم وتقرأ لكم شاعرنا القدير طبتم وطابت جمعتكم احترامي وتقديري
|
||||
17-07-2020, 10:08 AM | رقم المشاركة : 47 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
أديبنا المبدع وشاعرنا الكبير عبدالرشيد غربال
والله يخجلني كلامكم ..رغم عذوبة طعمه والله كابدنا كثيرا وما زلنا والحمد لله تعالى ..الحياة دربنا الوحيد الذي لن نتوقف قبل أن ينتهي .. إلى الخالق سبحانه نمد أيدينا ويقيننا أن الخبر في أي شئ يأتي. أحبك الله تعالى الذي أحببتنا فيه أساذي الوارف احترامي ومحبتي وتقديري
|
|||||
19-07-2020, 10:01 AM | رقم المشاركة : 48 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
صباح الخير شاعرنا الغريد اغدقت علي بمتابعتك نعم وصية فاشلة نعم الفاشل حقا من يستسلم من لم يكابد ويحاول هناك من يستلسم سواء للفشل أو للألم والاستسلام موت اشكرك وقد احسنت الي بمرورك استاذي كل الود |
|||||
19-07-2020, 10:07 AM | رقم المشاركة : 49 | |||||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
اقتباس:
الحبيب والصديق استاذ محمد سعادتي كبيرة وأنا اراك تتابع باهتمام روايتي وتكتب وتثري الرواية بمروك الواعي بعين الثاقب وصاحب الرؤيا نعم صديقي دوما هناك فشل ولا بد من استمرار المحاولة نعم الفرص لا تتوقف فقط على الانسان ان يستمر ويحاول فالفشل مرة لا يعني النهاية وكذلك الفرصة هناك فرص تتوالى ولا بد من استغلالها انوه بأن الرواية تتحدث عن حالة في زمن كان فيه فقر وتشرد وفيه أيضا انغلاق فكري وبعض من الجهل ولكن سنرى ونتابع الرواية وماذا سوف يجري من يوسف محبتي وتقديري الكبيرين اغدقت علي بمرورك الجميل يسعدني متابعتكم محبتي الكثيرة |
|||||
22-07-2020, 10:37 AM | رقم المشاركة : 50 | |||
|
رد: رواية : " انتظـار فـوق رصيفٍ ليليٍّ "
بدأت بقراءة الرواية شدّتني من البداية
ثم قررت أن أطبعها ورقيا وأقرأ تفاصيلها القراءة من خلال الورق يا صاحبي ممتعة متّعك الله بالصحة فوزي بيترو |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|