العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-2021, 05:26 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بتول عدنان عمر
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية بتول عدنان عمر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


بتول عدنان عمر غير متواجد حالياً


افتراضي جَوَى الجَان

الخَامِسُ مِنْ آذَارٍ فِي عامِ ألفٍ وتِسعِمائةٍ وثَلاثِين، كان موعدُ تجزئةُ الجِنِّ الشُبَّان حَسَب مَا هُمْ عَليهِ ومَا جَاءوا لِأجْلِه، تُقَسّمُ قَبَائِلهم إلى أكثرِ من فِئةٍ حَسَب قُدْرَةِ كُلِّ فَردٍ مِنهُم، مِن بَينِهِم الخَيْتَعُور، وهو شيطَان العُقبة وأحَدُ بَني الشيصَبان مِن الجانِ المائيّةِ، مِن أقوى المُقاتِلينَ فِي سِنّهِ، وأكْثَر مَن اسْتحّكَمَ البَشر وقَتَلهم، ومَعه شمسُ القَواميد، رَفيقَةُ دربِه وعَشِيقَته الجِنيَّة، لافِتَةُ الأنظار، خَـلاَّبَة العِـينَـان، تَرتَدي أسَاوِرًا مِنْ ذَهَبٍ، وفِي رجْليها خَلاخِيل مِنْ زُبرجد وياقوت.
بعدَ وقُوعِ لعنَةِ النَصِيب عَلى قَومِ الشُبَّان أُطلِقَ مِنْ جَسَدِ كُلِّ واحَدٍ مِنهُم شَرارة، وتَشقَقتْ أجسادُهم ليعُلِنوا عَن كَمالهم وإخراجهم مِنْ اللاشيء.
أصابَهم السحقُ والنتوء، فها هي شمسُ القواميد تَتَحولُ للنارِ بعكسِ ما قالَه عزرائيل بأنَّها مائيّة كَعشيقِها خَيْتَعُور، فمَا الذي يحدُث؟
كيفَ لَهُ أنْ يُخطِيء بأمرٍ كهذا؟
كارثةٌ حلّتْ عَلى قومِ الشيصَبان، فزوجةُ رئيسِهم تخرجُ مِنْ عَالمِهم وتذْهب لقومِ شمْهَرُوس.
تنظرُ إليهِ بوجهٍ يملأهُ البؤس، تَتَرجَّح بينَ يَديِّ مَلَك النارِ، وتُحاول إفلاتَ نفسِها والعودةَ مع خَيْتَعُور لِقصرها الزجاجيِّ المرصَّع بلآلئ البحر البيضاء مِنها والسوداء، لكِن دونَ جدوى فالإقتِرابُ منه مُحال، ستقضِي عليه بِلهَبِ نيرانها، فهي أقوى منه بأضعافِ ما سَبق.
في أولِ ليلةٍ قَضتها شمسُ القواميد فِي قصرها الناريِّ الجديد، حاولتْ أنْ تتفادى ذِكرياتها وتنسى ما كان يسكُنها وتبدأ حياةَ البذَخِ والرُكود، فقد أُعلِنتْ رسميًا بأنّها أميرةٌ لقبيلةِ شمهَروس؛ بسبب قوّتها التي فاقتْ جنيَّات النّار، ولسرِقتِها قلب ناصور، أقذر الشياطيّن وأقواهم، الذي يخشاه أغلبُ السّحرة؛ لأنّه يُضِّرُ من يتوكَل به ومَن يُحضره.
بعد ثلاثِ ليالٍ من بذخٍ واستجمام، حاولتْ شمسُ القواميدِ معرفةَ أيِّ خبرٍ عَنْ خَيْتَعُور، لِتَجِد خبرًا أشعلَ نيرانَ قلبها، فهو يتزوجُ مِنْ جنيَّةٍ أخرى كما فعلتْ، ويقتُل إحتفالاً بزواجهِ آلاف البَشَر ليُعلِن جَبَروته وقوّته، وأيضًا تكريمًا لِحُبِه الأبَديِّ مع عنفريسة.

اشتعلتْ نارُ الحِقد في قلبِها وأمَرتْ بإشعالِ النّار فوقَ المُحيط الأطلسيِ وبالأخصِ فوقَ مَقرِّ قومِ الشيصَبان، لتُعلن حربَها على قبائِل الماءِ ويبقى الحُكم لها ولاسمِها بينَ قبائِل الجان كَافَّة.
أُعلنتْ الحَرب فِي الواحدِ والعشرين من آذار لذاتِ العام، وتحالفتْ مُعظَم الأقوامِ مَعْ شمسِ القواميد لمكانتها هي وناصور وإستراتيجيتهم الحربيّة، ومنهم قبيلة الدناهشة مِن الجنِّ الأرضيين(الجنّ الترابيّ)، وقبيلة بني القماقم مِنْ الجنّ القمريّ، وقبيلة بني قيعان مِنْ الجنّ الضوئيّ، وتحالفت قبيلة الزوابع مع قبيلة الشيصبان وهي قبيلة جنّ هوائيّ فبدون بخار الماء لن يستطيع خَيْتَعُور الطيران للوصول إلى قصرِ شمسُ القواميد.
بعدما أُعلنتْ الحرب وتجّهزتْ القبائلُ للقتالِ، انتظرتْ شمسُ القواميد وجيشها في الناحيةِ الشماليةِ وخَيْتَعُور وجيشهِ في الناحيةِ الجنوبيةِ، كانوا ينتظرون حلولَ منتصفِ الليلِ ليبدأ الصراع، صراعُ الموتِ، صراعُ الحُكمِ، صراعُ الحِقدِ، وأيضًا صراعُ لهيبِ الحُبّْ.
دقتْ الساعةُ وبدأ العِراك، يتقاتلون دون أنّ ينجو أحد، بدأتْ القبائلُ بالإنسِحابِ لتفاديَّ الخسائرِ وحمايةِ أرواح جنودها الجان، حتى بقيَ فِي ساحةِ المعركةِ بعضًا مِنْ جُنودِ شمسُ القواميد وكذلك جُنودِ خَنْتَعُور.
أوقفتْ شمسُ القواميد الحرب بضربةٍ قوية شقتْ بها الأرض لنصفين، واقتربتْ مِنْ خَنْتَعُور ببطءٍ حتى كادتْ تَصِل، سقطتْ على الأرضِ لاهثة لكنها لَمْ تشعُر، لَمْ تشعُر بالأسهُم المُتطايِرَةِ عليها مِنْ ناصور، فهي خَانتْه بحُبِّها، خَانتْه بقلبِها، هي لَمْ تَكُن مَعه، لا زالتْ مولعة بزوجِها المائي، لَمْ تنسَ شَغفَ عِشقها، حتى شعلة الحقد لَمْ تسْتَطِع حرقَ هُيامِها بِه.
بعد أنْ رآها خَنْتَعُور بحالتِها هذِه رَكَضَ هَالعًا عليها، رَعِش الأقدامِ، فازِعَ القلبِ، هائبًا مِنْ موتٍ يسرقها منه، خَشِي مِنْ إغماضِ عينيها وتلاشيها قبل وصُولِه.
"شمسُ القواميد، لُبِّي الفاتِنة، باهرةُ الإنسِ والجِنّ، لا تترُكيني وحيدًا انظُري إليَّ ولو لمرةٍ، لا أستطيعُ الإقترابَ أكثر، انظُري لِصَوْبي وأحيّنِي، اخلِي سَبيلَ حُبّكِ وعلِقيني، اقذِفي رُمحَ وِدُّكِ وطمئِنيني".
بدأتْ بالتلاشي وبدأتْ حالةُ الفقدِ الحَقيقيّة، اقتربَ إليها وضَمها نحوه، حتى احرقتهُ نيران لهبها، وقضتْ عليه، قامتْ تَتَرنح وتَسيرُ إلى عرشِها بجانِبِ ناصور، وقفتْ أمامَ العرشِ وقالتْ أمامَ القبائل: قُضيَ على خَيْتَعُور، اسجُدوا يا معشرَ الجان أمامي وقَبّلوا قدماي، فأنا حاكمتكم والإمبراطوريّة بيدي الآن ولن يردعني سوى الموت.






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-01-2021, 06:51 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحمد علي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جَوَى الجَان

نص قريب من القصة أكثر من الخاطرة ..

مصافحة أولى

ولي عودة بحول الله

تحياتي لك






سهم مصري ..
عابـــــــــــر سبيــــــــــــــــــــــل .. !
  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2021, 01:23 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نوال البردويل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جَوَى الجَان

أعتقد أن مكانها المناسب إن لم تكن منقولة "المدينة الحالمة "
فإلى هناك مع تحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2021, 11:58 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جَوَى الجَان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم شحدة مشاهدة المشاركة
مرحبا يا بتول .. اعجبتني جراتك في صنع اطار القصة / اللي المفروض انها قصة ؟
خيثعور وشمس الشموس وباقي شلة الجن يتحركون في النص يحيون ويموتون ويتأمرون ايضا لكن في الفراغ ... في فراغ من اهم عناصر الحكاية وهو الغاية مسنودة بالحدث .. يبدو لي
ان انبهارك بالشخصيات وعالمها خارج / الحكاية / افقدك السيطرة يا بتول ، فباتت هي من تحركك لا انت من يحركها .
اقترح ان تعيدي كتابتها وفقا لخطة ما / بغاية ما .. واظن انك ستنجحين .. وبالنسبة للاخطاء اللغوية فلا تقلقي ساصلحها لك ان اصلحت الحكاية / محبتي لك



مساء الخير أخي وأستاذي الفاضل إبراهيم

سؤال عمّا لوّنته بالأحمر

هل تقصد أن الكتابة يجب ان تكون مكرّسة لغاية ما وهدف معيّن
وأنّني لا أستطيع أن أرتجل كتابة لأجل الكتابة ، وأنّني لا أستطيع
جعل الخيال وسيلتي والكتابة هي غايتي ؟

وأرجو المعذرة من الأستاذة بتول

تحيّاتي واحترامي








  رد مع اقتباس
/
قديم 01-02-2021, 12:40 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جَوَى الجَان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم شحدة مشاهدة المشاركة
مرحبا باخي ياسر ..
نستطيع ذلك نسبيا في الشعر اوالخطر ولكن الحكاية السردية تستوجب نظاما وعقلا حاضرا يربط الحدث ببعضه وصولا الى الختمة / غاية الكاتب
لا يوجد في اعتقادي شيء اسمه كتابة لاجل الكتابة .. حتى العبث سيفضي في النهاية الى الغاية .. اتحدث عن غاية الكاتب
بعد التورط في فعل الكتابة تحديدا ،اما قبله فلا ضير بانتفائها.
محبتي لك

مرحبا أخي إبراهيم

ومن الأكثر عبثاً يا إبراهيم ، كاتب يكتب لأجل الكتابة (ولو على سبيل التنفيس وتزجية الوقت وإفراغ لطاقة بداخله) أم كتابة عابث زعمت أنّ عبثه سيفضي به في النهاية إلى غاية ؟!

هناك مقولة لروائي أتوقع أنّه سالزبرغ (لست متأكّداً من الإسم) أعجبتني كثيراً ، يقول :
هناك ثلاثة شروط لكتابة الرواية ، ولكن للأسف لا احد يعرف ما هي !! هههه

أمّا الشعر المحكوم بكثير من القيود ، فلا اعتقد أنّه يحتمل ما لا يحتمله السرد

إن لم نستطع انت وانا وغيرنا من القبض على معنى للكتابة ، وإدراك غاية الكاتب ، فليس بالضرورة أنّ العيب فيه وفي كتابته.

لا يوجد كتابة بدون معنى يا ابراهيم
حتّى فاتورة الكهرباء المكتوبة بلغة سليمة تفضي إلى معنى
معنى كبير وموجع
ههههه


محبّتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-02-2021, 01:13 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر أبو سويلم الحرزني غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جَوَى الجَان

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم شحدة مشاهدة المشاركة
ههههه قلت مرة انني استطيع تفهم روشيتة دكتور / ادبيا .. على شرط واحد ، ان تكون مكتوبة بخط واضح .. وهذا شرط يتعلق بالشكل المفضي الى المعنى الاليم .. الى هنا و اكتفي بكل الحب .

.

إلى أين يا إبراهيم ؟

(تو الليل توّه)

فبطّاريّة عفريت "المجاكرة" الّذي تلبّسني الليلة بقي فيها ثلاث لحسات من الكهرباء
وعشائي برد وصار من نصيب قطط الحارة ، وتقول لي بكلّ الحب

دعابة دعابة يا سيد الناس
ههههه


ثمّ أنّه تصبح على خير






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-02-2022, 07:55 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
محمود قباجة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية محمود قباجة

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمود قباجة متواجد حالياً


افتراضي رد: جَوَى الجَان

بغض النظر عن التصنيف وبغض النظر عن المداخلات وفلسفات الرأي

عندما نبدأ الكتابة لم يكن التصنيف الأدبي هو الغاية أو الهدف
تجري الأفكار ويسيل مداد القلم ليصوغ مع العقل العبارات
ننتهي مع الوليد وبعد مخاض يفتق مع النور نصا
يمكن تصنيفه حين ئذ


قصة حقيقة جذبتني بكل مسميات الشخوص من عالم الجن والمكان والزمان وتتابع الحدث لنصل الى ذروة الانتصار

لفت انتباهي ما يحدث من اسقاط عالمنا الانسي المتناحر الذي يؤجج الحروب على عالم الجن غير المرئي


سلمت يمناك
تقديري






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط