|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
26-02-2019, 05:21 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
السجود / هيثم الريماوي
لملمتُ حوادثَ الكونِ ، إليكَ تضرعا وباركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواءِ أنا الشقيُّ أهوى الترابَ فتعضّني المسافاتُ والرحيلُ تبعثرني رتابةُ الأمطارِ صدىً ، لا يشقُّ المدى وتخطّني رحلتي خربشاتٍ على جداريات الكهوفِ يهواني الترابُ ، كصديقٍ وفيٍّ كلما أموتُ والعشقُ قاتلٌ ، قاتلٌ بزي الغيمِ بعطرٍ أنثويٍّ أو بطعمِ شجيراتٍ بريئة حبيبتي ، أمي ، الوطنُ ، الناسُ ، أنتَ وأنا الشهيدُ أشياؤه ( كِيُوبيداتٌ ) طائشة وقلبي – على مرمى السهامِ - هدفٌ وحيدٌ (( والعادياتُ )) تفرُّ من دمي إلى أقاصي الأرض تحثو الترابَ نحوي ، وتُغِيرُ لا أنا أتقنُ الغزوَ ، ولا الطرائدَ يرشدها الماءُ لا أنا بريءٌ ، ولا الطرائدَ تغريها الهزيمة حتى عليَّ ، لا أبكي أوفّرُ الدمعَ لخشيتك أو لكثرةِ هزائمي ، وانتصاراته الجميلة أفيضُ في آخرِ الليلِ وأذهبُ عنّي إليَّ إليهِ ، أو إليكَ في زحام الكشفِ ، هناك في الظلامِ كلما كان قطعُ الليلِ أكثرَ حُلكةً ، كان لامعا أكثر يبرر الغزاةُ انتصاراتهم ، بسردِ الذكرياتِ والظلال المقدّسة يموتُ العصاةُ من الإوبئةِ ، أو السيفِ ، أو حدِّ المقصلة يُستشهدُ الآخرونَ ويتقنُ الرواةُ حرفةَ الطين ، وشكلَ المرحلة يا أيها الليلُ كن سيدي ، في هذا الخرابِ يا أيها الليلُ كن مرشدي ، بظلامك اللامعِ وتشظّى على ملامحِ أخوتي ، كي أراك فيهم أو أراني في المرايا السوادُ سيّدُ الظلالِ المقدّسة وأخوتي سادةُ البياض لا السوادُ يأتي ، لا البياضُ يذهبُ ولا الرماديُّ يتقنُ البقاء هنا ، أو هناك لا هنا أنا ، ولا أنا هناك لا الحلمُ يتقنُ الأبجديّةَ فيهبطُ ولا الشعرُ يتقنُ التحليقَ بالكلامِ هكذا يعبرني الجنونُ قاطعا رحلتي أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان لا أعلمُ أنا ، مَن أنا لا أعلمُ ، متى هنا والشعرُ يدّعي النباهةَ صامتٌ لو حكى حالمٌ لو بكى يغافلُ اللغةَ ، وخِلسةً يغيبُ ، ربما يغفو قليلا لكنّ الحلمَ فتاةٌ لعوب تغريك بالهذيان ، فتترك الصحوَ ناسيا خلفكَ كلَّ الكلامِ يتساقطُ ناعما ، كريشِ الحمامِ أو كالثلوجِ أبيضَ ، بلا ضجيج قد أحاورُ الإلهامَ ربما لو كنتُ أنا أنا أتقنُ الصمتَ بأبجدياتهِ ورسمَ لوحاتِ ظلامٍ لامعة وربما تخذلني اللغةُ ، مرّاتٍ كثيرة وقد لا يلمعُ الظلامُ ربما ينجحُ ثائرٌ ، برسمِ ابتسامةٍ على وجهِ حبيبتهِ وربما تنجحُ دبابةٌ ، بقصفِ كلِّ المعابر قد نصدّقُ من كذَّبوكَ ، وقد نُكذِّب من صدقوك ربما لا تلفتُ انتباهنا الجريمة وربما يلفتُ انتباهنا طفلانِ جائعانِ يموتانِ وحيدين أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان : كيف يصيرُ الحصارُ ، ورقا في جيبِ المسافرِ ، للكتابةِ والذكريات ! كيفَ يصيرُ الزحامُ ، وطنا للمتعبينَ الهاربينَ منَ الذكرياتِ ! كيف يصير العيش ، قدرا يقتل الجميعَ والذكريات ؟ لملمتُ حواثَ الكونِ إليه تضرعا باركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواء : إلى السماءِ رفعتُ رأسيَ أشتكي ، ساجدا : سبحانَك اللهمّ ، سبحانك بقدر تماثل التاء ، بين مأساة وملهاة .
|
||||
26-02-2019, 06:09 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: السجود
لا أعلمُ ، متى هنا
والشعرُ يدّعي النباهةَ صامتٌ لو حكى حالمٌ لو بكى يغافلُ اللغةَ ، وخِلسةً يغيبُ ، ربما يغفو قليلا لكنّ الحلمَ فتاةٌ لعوب تغريك بالهذيان ، فتترك الصحوَ ناسيا خلفكَ كلَّ الكلامِ يتساقطُ ناعما ، كريشِ الحمامِ أوكالثلوجِ أبيضَ ، بلا ضجيج قد أحاورُ الإلهامَ ربما لو كنتُ أنا أنا أتقنُ الصمتَ بأبجدياتهِ ورسمَ لوحاتِ ظلامٍ لامعة ........... الله عليك استاذي هيثم ما اجمل وما اروع ما تكتب بحق اعجبتني واعجبتني دمتَ وهذا الابداع الانيق دمتَ بخير وصحة محبتي ومحبتي
|
||||
26-02-2019, 08:14 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: السجود
سلام الله
ذي حملة للتواصل مع النصوص ترشح لكم : http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=73041 فثمة اضافة يضفيها التعقيب على النص شاركونا الحملة كرما وود |
||||
28-02-2019, 02:30 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: السجود
لا أنا أتقنُ الغزوَ ، ولا الطرائدَ يرشدها الماءُ
لا أنا بريءٌ ، ولا الطرائدَ تغريها الهزيمة حتى عليَّ ، لا أبكي أوفّرُ الدمعَ لخشيتك أو لكثرةِ هزائمي ، وانتصاراته الجميلة أفيضُ في آخرِ الليلِ وأذهبُ عنّي إليَّ إليهِ ، أو إليكَ تكتب وجعك بإحساس عال فياض وبحرفية تستطيع الوصول إلى روح المتلقي ليشعر بأنك تتحدث عنه -عن وجعه ومعاناته فواقعنا مشترك وهمومنا تمازجت حد التوحد نص عميق المعنى فلسفي الفكرة راق لي جدا ما قرأت كل التقدير أ. هيثم وتحياتي |
|||
28-02-2019, 02:32 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: السجود
أرفعه للـ
تثبيت |
|||
28-02-2019, 07:27 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
دمت شاعرا صديقي
|
|||||
28-02-2019, 10:26 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: السجود
تحليق عالي في السماء ولكن بالتراب
التراب الشعري الفلسفي الوجودي تحية للفلم البهي |
||||
02-03-2019, 07:27 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: السجود
ملفت ما قرات لك
ايحاء وصور وكثافة تحيتي |
|||
03-03-2019, 04:49 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: السجود
ابدعت اخي
لكلماتك وقع مختلف دمت معطاءا وتحيتي |
|||
03-03-2019, 09:22 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: السجود
لم أدر ما اعتراني أمام هذا النص الذاخر بالكلمات
كلمات ليست كالكلمات هي معانٍ و فلسفات ترجح كفة اللامكان لتؤوب بنا إلى دروب من الظلمات نسجت من ظلام الواقع حلما أو ربما كنت تحاول التماس شيء من جمال يلمع كحلم مهما طالت إليه المسافات أبدعت في رسم الوجع و الآلام من ضمير الأنا انسكبت تبحث عن خلاص تناقضات جعلت الكاتب في حالة فلسفية عميقة ..... لا السوادُ يأتي ، لا البياضُ يذهبُ ولا الرماديُّ يتقنُ البقاء هنا ، أو هناك لا هنا أنا ، ولا أنا هناك لا الحلمُ يتقنُ الأبجديّةَ فيهبطُ ولا الشعرُ يتقنُ التحليقَ بالكلامِ هكذا يعبرني الجنونُ قاطعا رحلتي أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان لا أعلمُ أنا ، مَن أنا لا أعلمُ ، متى هنا والشعرُ يدّعي النباهةَ صامتٌ لو حكى حالمٌ لو بكى ..... بين الواقع و الحلم ثغرة تبحث عن نقطة ضعف لتلج الحياة .. رائع نصك أستاذنا الراقي |
|||
12-03-2019, 01:57 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: السجود
هنا نجد دلالات عميقة للحياة بمآلها حين نفكر في الموت /الفناء /التلاشي والعودة إلى التراب الذي يستقبلنا بلا تردد مبرزاً الوجه الجميل للتراب بقوله "كصديق وفي" "ويهواني" ليعيدنا الشاعر إلى الواقع ودلالاته حين تحدث عن العشق القاتل يسوده الغيم وعطر انثوي بطعم شجيرات بريئة ليضيء دلالات الذات وما تحمله من مكنونات ليبرز ما بالدواخل من متغيرات .. وتابع الشاعر وصف ثناياها ب" حبيبتي ,أمي,الوطن,الناس" هذا الواقع وهذه الحياة التي تشمل كل الجوانب ليعيدنا من بياض العيش إلى التلاشي والزوال في الإستشهاد كمرحلة أخيرة ليلتحف بالتراب تقديري واِحترامي لهذا الإبداع أستاذ هيثم في قصيد ماتع |
|||
12-03-2019, 04:27 AM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: السجود
ابدعت يا صنو التراب
محبتي |
|||
16-10-2019, 01:58 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
وحين نكون في حضرة شاعرنا الهيثم نستعد للقعدة وننسى ما حفظنا لنكون في جمالية لغوية أخرى إلا أنه: لو سمحت لي جدارات ؟ يبدو لي جدران أو جداريات ؟ وتقديري بلا ضفاف شاعرنا وعساك بخير
|
|||||
28-10-2019, 02:14 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: السجود
بؤرة النص تتجمع لتحيك جميع مقاطع النص في (لملمتُ) لتنسج خيوطا تمفصلية واصلة تمتد لتكوين هيكل النص الشعري، وهي البعد الاساسي في ابعاد رؤية الشاعرفي هذا النص... والمكون الاكثر أهمية من مكوناته، فأهميتها لا تكمن انها كانت متوازية مع النصيص (انا الشقي) وإنما لانها تشكل رؤية خاصة تقوم على ايصال الرؤية للختمة (رفعت....).
تقديري ومحبتي جوتيار |
||||
18-06-2020, 07:41 PM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
كل المحبة والامتنان صديقي الراقي رأفت تحياتي
|
|||||
18-06-2020, 07:42 PM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
|
|||||
18-06-2020, 07:48 PM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
شهادة تدعو للاعتزاز كل التقدير والامتنان لكلماتك الكريمة تحياتي جميعا
|
|||||
18-06-2020, 07:50 PM | رقم المشاركة : 18 | ||||
|
رد: السجود
الرائعة نوال امتناني البالغ للتثبيت
واعتذاري البائس للتأخر في الرد تقديري جميعا واحترامي
|
||||
19-06-2020, 03:57 PM | رقم المشاركة : 19 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
للتراب حكايا كثيرة يا صديقتي أزهر النص بك كثيرا تحياتي جميعا
|
|||||
19-06-2020, 04:00 PM | رقم المشاركة : 20 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
مشتاق جدا يا صديقي كرمك محل اعتزاز بالغ محبتي دائما
|
|||||
19-06-2020, 04:03 PM | رقم المشاركة : 21 | ||||
|
رد: السجود
الراقية ماجدولين
امتناني وتقديري لمرورك العاطر تحياتي
|
||||
19-06-2020, 04:05 PM | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
رد: السجود
كل التقديري والامتنان لكرم كلماتك الراقية شهناز
تحياتي
|
||||
19-06-2020, 04:11 PM | رقم المشاركة : 23 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
ربما واقع ما يدعونا بشدّة للحلم ، وربما حلم ما يشي بوقائع أكيدة الرائعة الزهراء امتناني جميعا لمرورك الراقي تحياتي وتقديري
|
|||||
19-06-2020, 04:15 PM | رقم المشاركة : 24 | |||
|
رد: السجود
طفلانِ جائعانِ يموتانِ وحيدين
أنا الواقعيُّ ، وأنا الحالمُ ، لا تلتقيان : كيف يصيرُ الحصارُ ، ورقا في جيبِ المسافرِ ، للكتابةِ والذكريات ! كيفَ يصيرُ الزحامُ ، وطنا للمتعبينَ الهاربينَ منَ الذكرياتِ ! كيف يصير العيش ، قدرا يقتل الجميعَ والذكريات ؟ لملمتُ حواثَ الكونِ إليه تضرعا باركتُ الأرضَ بالبخورِ والهواء : إلى السماءِ رفعتُ رأسيَ أشتكي ، ساجدا : سبحانَك اللهمّ ، سبحانك بقدر تماثل التاء ، بين مأساة وملهاة . ماذا أقول سوى أنك استثناء أيها الهيثم |
|||
19-06-2020, 04:16 PM | رقم المشاركة : 25 | |||||
|
رد: السجود
اقتباس:
استوقفني هذا التوصيف الجميل والعميق للنص اعتزازي وتشرفي بكلماتك الراقية امتناني جميعا
|
|||||
|
|
|