لو ينطق الشَّمال ! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 عَمّــــــــون ⋘

🌿 عَمّــــــــون ⋘ مكتبة الفينيق ...... لآل فينيق

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-06-2016, 11:44 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي لو ينطق الشَّمال !

لَو يَنْطُـقُ الشَّمال
طبعة ثانية منقحة
طبعة أولى عام – 1999


ودُمتُم سائِلينْ !

" سِيْنٌ " سُؤالْ :
متى أَراكَ مُقْلِعًا عن ذاتِكَ المُشاكِسَهْ ،
يا صاحِبَ " القَضِيَّهْ " ؟!
لكي تَنامَ لَيلَةً على فِراشِ راتِبٍ شَهْرِيّ !
والراتِبُ الشَّهريُّ يا مُناضِليْ الكَريمْ ،
مُواظِبٌ ومُوجِعٌ وحاسِمٌ كالعادَةِ الشَّهريَّهْ !
والراتِبُ الشَّهريّ ..
كالمُخْبِرِ السِّرِّيّ ..
مُثابِرٌ وصامِتٌ كالعادَةِ السِّرِّيَّهْ !.

&&&&

متى تَنالُ زَوجَةً خَمْريَّهْ ؟
تَندَسُّ في أَحضانِها في خَيمَةٍ عَصْرِيَّهْ ؟
وتَنحَني كأَحدَبٍ مُخَنَّثٍ لَمَّـا تَمُرُّ
في رُواقِ بَيتِكَ الدَّورِيَّهْ !
ليُصبِحَ انحِناؤُنا مُواظِبًا ومُوجِعًا
كالعادَةِ الشَّهريَّهْ !!

&&&&

يا أَيُّها الرِّيفِيُّ يا ابنَ عابِثٍ بَسيطْ !
ليَغفِرِ اللهُ العَلِيُّ ذَنْبـَكْ !
وَليَحتَضِنْ برَحمَتَيهِ أُمَّـكْ !
شَريفَةً نَظيفَةً أُمِّيـَّهْ !
لِسانُها يَمتَدُّ مِثلَ حَوشِ بَيتِ أَهلِها
مِن مَشْرِقِ المُحيطِ حتَّى مَغْرِبِ المُحيطْ !
وَليَرحَمِ الباريْ أَباكْ !
طَوَّلْتَ يا هذا لِسانَ نارِكْ ..
حَرَّكتَهُ في مَوْقِعٍ كَواكْ !
لِحافُكُمْ مُقَلَّصٌ كفَرحَتِكْ ..
أَرجُلُكُم بِطولِ زِنْدِ سارِقٍ نَشيطْ .
كَدِّسْ ، سَلِمْتَ ، ما تَبَقَّى من ثُلوجِ هَمِّـكْ !
وَليَغفِرِ الرَّحمنُ حُزْنَ أُمِّـكْ .
كَدِّسْهُ جَمْرًا عاصِفًا على رُؤى العَشيرَهْ .
يا صاحِبي
يا ابنَ الجِبالِ والخَيالِ
والتَصاويرِ المُثيرَهْ .
لَو بِعْتَ ماساتِ الأَسى
لَعُدْتَ من سوقِ اليَتامى عاجِزًا
عن اقتِناءِ طابَةٍ صَغيرَهْ .
يا راكِلاً بخُفِّـكَ المُمَزَّقِ الصَّغيرْ
في كُـلِّ يَومٍ إِسْتَنا
والكُرَةَ الأَرضِيَّهْ !.

&&&&

" جيْـمٌ " جَوابْ :
جَفَّتْ دِنانيْ يا بَنِيْ سُكْرٍ ونامَتْ
فَوقَ مَسْراها الثَّوانيْ !
ما نِلْتُ خُبْزًا رُغْمَ كَدِّيْ سَيِّدي يا حارِسَ الأَفرانِ !
مِنِّي ومِن أَقْرانيْ .
ما ذُقْتُ مَوجًا رُغْمَ بَحريْ ، قاتِليْ
يا نُطْفَةَ الأَوثانِ .
يا مَسْخَ أَرحامٍ وزانيْ !
هَلا بَني سُكْرٍ هَلا !!
مَن كانَ مِنكُمْ لَيسَ يَرعى حَقَّ جارْ !
يا أَيُّها الصِّغارْ !
مَن كانَ مِنكُمْ يَرفَعُ الأَكبادَ فَوقَ رُمحِ جاهِليَّةٍ وعارْ !
مَن كانَ منكُم يَنتَثِرْ أَيديْ المَكانِ والزَّمانِ ،
في لَظى الهَوانِ !
هَلا بَني خَمْرٍ هَلا !!
قَطَعتُمُ رِزقيَ ،
هَـلْ ستَقطَعونَ بَعْدَ أَرزاقيْ لِسانيْ ؟!
جَفَّتْ دِنانيْ ،
جَفَّ مِن ذُنوبِكُمْ شِريانيْ !
فَلتَنهَضوا !
تَسَلَّقوا يا أَيُّها الأَقزامُ بُرْجَ قامَتيْ !
لا ،
لَنْ تَميْـلَ تَحْتَ عِبْءِ سُكْرِكُمْ كَرامَتيْ !!
سأَجلِدُ انحِلالَكُمْ بِهامَتيْ !
وأَقتُـلُ انحِرافَكُمْ عن سُنَّةِ الطَّحينْ !
وأُوقِظُ الحِكايَةَ التي تَنامُ في ثَرى " حِطِّينْ " !
هَلا بَني كُفْرٍ هَلا !!
يَظَـلُّ مُهريْ مُسْرَجًا يَرعاهُ رَبُّ المُؤمِنينْ !
بِكَسْرَةٍ وفَتْحَةٍ وصَحْوَةٍ وسِينْ !
في قَلبِها أَسنانُها وفَوقَهُ السُّكونْ !
وكَسْرَةٍ في إِثْرِها ياءٌ ونونْ !
هَـلْ تَفهَمونَ مِحْنَتي يا " سادَتيْ " ؟
هَـلْ تَفْقَهونْ ؟
وهاكُمُ حِكايَتيْ فدُمتُمُ يا قَومُ سائِلينْ !
ودُمتُمُ يا قَومُ سائِلينْ !!
8/1980

لَو يَنطُقُ الشَّمال !

حَبيبَتي " وِصالْ " !
يا سُكَّرًا مُبَعثَرًا على سَرابِ خُطوَتي !
يا فَقْرِيَّ الغَنِيَّ والجَّميلْ !
يا فَرحَةً مَغموسَةً بحَسْرَتي !
يا حُجَّةً تَكْفي لكي أُلَخِّصَ الرِّجالْ !
هَـل يَرحلُ الشُّحوبُ عن ملامِحِ الرِّمالْ ؟
أَو ينزِلُ العُلُوُّ عن مَسارِبِ الجِّبالْ ؟
حتى أَعودَ من صَلاةِ إِسمِكِ المَنقوشِ فَوقَ جَبهَتيْ !؟
أَيَّتُها المُمكِنَةُ الإِفْلاتِ مِمَّا يُضْمِرُ المُحالْ !.

&&&&

يا كِسْرَةَ الحُبِّ آلتي عَدَوتُ خَلْفَ قَمحِها
نَحوَ الشَّمالْ !
ألثَّلجُ يا صَديقَتي أَعادَني
وهاجِسٌ يُدَوِّنُ الشُّموسَ في دَفاتِرِ الظِّلالْ !
أَعادَني سَيِّدَتي في مَوعِدِ الصَّباحْ ،
مُحارِبٌ مُظَفَّرٌ يَدعونَهُ النَّجاحْ !
وعِشْقُنا الحَلالْ !

&&&&

صَديقَتي " وِصالْ " !
أَقنَعتُ في تَغَرُّبي شَهِيَّتي بلُقمَةٍ صَغيرَهْ .
أَقنَعتُ عُرْيَ غُرفَتي بنِعْمَةِ الحَصيرَهْ .
وصورَةِ الحَبيبَةِ الأَميرَهْ .
أَيَّتُها المَليكَةُ العَنيدَهْ !
أَيَّتُها العادِيَّةُ الفَريدَهْ !
ستَلتَقي الأَمطارُ بالتُّرابْ .
وتُزْهِرُ العَقيدَهْ .
ليَرحَـلَ اللُّصوصُ والكِلابْ ،
عن بَيتِنا وقَمحِنا والجَّهْرِ والسَّريرَهْ !
ومَوسِمِ الغِلالْ !

&&&&

عزيزَتي " وِصالْ " !
ستَرجِعُ البِحارُ عَطْشى من مِياهِ تيهِها الكَثيرَهْ !
ستَرفَعُ البِحارُ طَوْقَ مَوجِها عن جُثَّتي ،
وتُسْلِمُ الغَرقى وقَلبيْ للمَواعيدِ الأَسيرَهْ !
تُتيحُ في مَسائِها مَلامِحي
وقِصَّتي المُثيرَهْ ،
لطِفلَةٍ تَحبو على مِصطَبَتي الوَثيرَهْ !
وطِفلَتي تُضيفُ عِطْرًا ثانِيًا
لكُنيَتي الأَخيرَهْ !
وزَهرَةً مُصابَةً بِساحَةِ النِّزالْ !

&&&&

" وِصالُ " يا " وِصالْ " !
حينَ ارتَسَمتِ زَهرَةً على شَذا الأَغصانِ
في لَيلَةِ الأَحزانِ
ما كُنتُ إِلاَّ فارِسًا يَرتابُ في الحِصانِ
مُقاتِلاً يَرتَدُّ عن مَناسِكِ القِتالْ !
" وِصالُ " يا حَبيبتي " وِصالْ " !
سَحابَةٌ تُمْطِرُ كَفَّ العازِفينَ في أَسى الكَمانِ !
لفِكرَةٍ تَنسابُ من مَمالِكِ الخَيالْ !
أُسطورَةٌ شَرقِيـَّةٌ جَميلَةٌ تَعصى على الزَّمانِ !
لتَسكُبَ القَلبَ وشَمسَ الرُّوحِ في مَسالِكِ الإِيمانِ .
والحِـلَّ في التَّرحالْ !.

&&&&

" وِصالُ " يا " وِصالْ " !
لَو يَنطُقُ الشَّمالْ ،
لَهاجَ يا حَبيبتي وقالْ :
أَغارُ من جُنونِهِ عَليكِ !
ورَكضِهِ فَوقَ الصَّقيعِ عارِيًا وحافِيًا
كي يَنتَهي لَدَيكِ !
وجَرِّهِ خَلفَ الشُّموسِ كُلِّها ظِلَّـيْكِ !
صُونيهِ مِثلَ لَوزَةٍ تَرمي لَهُ الظِلالا !
لَو أَطفَأَ الشُّموسَ
حَتَّى يُشعِلَ الهِلالا !
لعَلَّهُ يَنامُ فَوقَ راحَتَيكِ طِفْلا !
ويَبْذُرُ الشُّطآنَ حُبًّـا صادِقًـا ودَفْلى !
صَبٌّ يَعودُ من حِمى النِّساءِ
نَحوَ مَن تُلَخِّصُ النِّساءَ فُلاَّ !
كواقِعٍ يُنافِسُ الخَيالْ !

&&&&

" وِصالُ " يا " وِصالْ " !
إِلى بَواديْ بَرِّكِ المَآلْ !
عُصفورَتيْ ،
يا زَهرَةَ " المُعَلَّقاتِ " عَندَما
يُجَنُّ في مَواسِمي الخَيالْ !
إِلى نَواديكِ ، اذبَحيني واعدِليْ !
إلى شَواطي بَحرِكِ المآلْ !
وعَودَتي ستَملأُ الوادي لآَلْ !!

&&&&

يا سَيِّدي الشَّمالْ !
" وِصالُ " تُعطي وَردَتي من الرَّبيعِ حِصَّةً !
ورَونَقًا مُستَأْسِدًا وعُمْرا !
" وِصالُ " تُلْقي قَبضَتي على امتِدادِ شَعْرِها ،
ولَو كَسَتْ نَهرَ السَّوادِ جَمْرا !
أَحبَبتُها ،
بُنَيَّتي ، رَفيقَتيْ ، صَديقَتيْ يا سَيِّدي الشَّمالْ !
فَلتَرتَجِفْ في قَصرِكَ الثَّلجِيِّ يا طِفلَ النَّدى !
تَكفي جَنوبِيَّ الهَوى ،
طَهورَةٌ تُصَيِّرُ البَيتَ التُّرابِيَّ المَذاقِ قَصْرا !
حَبيبَةٌ أَسْمَيتُها " وِصالْ " !!.

10/1984


مِبْراةٌ وحَتْـف !

لَـمَّا تَحُدُّ مَجْمَعَ اللُّغاتِ
فَصاحَةُ " الدُّولارِ " مِن مُسَدَّسِ الجِّهاتِ
يُراوِحُ الزَّمانُ فَوقَ أَربَعٍ ،
وتَرتَمي على بَقايا عُشْبِها أَبياتيْ !

&&&&

سَجائِرُ اللُّصوصِ .. كُـلُّ عُلْبـَةٍ بأَلفْ !
قَرائِحُ الكُتَّابِ في بِلادِنا بدِرهَمٍ ،
أَو دِرهَمٍ ونِصفْ !
هاكُمْ تُراثَ شاعِرٍ مُحاصَرٍ ،
فهاجِموهُ واقرأوهُ واقتُلوهُ
عِندَ بابِ مُعجَمٍ وصَرفْ !
حَياةُ أَيِّ شاعِرٍ تَكونُ دَومًا جَنَّـةً ،
مَشْروطَةً بِحَتـفْ !.

&&&&

لَمـَّا تغوصُ مُدْيَةُ " الدُّولارِ " في حِبْري ،
وفي أَوقاتيْ .
هاتِكَةً بنَصْلِها أَبياتي .
فاتِكَةً بريشَتي ،
مُغْرِقَةً في نَزْفِها دَواتيْ .
أَمشي ،
وفَوقَ الظَّهْرِ أَقلامُ الرَّصاصِ " تَنْبَري " بِذاتيْ .
أَو تَرتَمي في عَينِكُمْ مِبْراتيْ .

&&&&

ورَيثَما تَعودُ من أَسفارِها الحَقيقَهْ .
وأَوَّلُ المَوَّالِ آهٌ ..
أَو حَريقَهْ .
أَضيعُ بينَ " رَيثَما " و " كَيفْ " ؟.

2/1981



القـادِمُ القَـديمْ


لا تُنفِقي هذي العُطورَ كُلَّها عَلَيـَّا !
أَنفَقتُ ما كانَ ربيعيْ في زَكاةِ كَرَّةٍ وفَرَّهْ .
وتُهتُ أَلفَ مرَّةٍ ومَرَّهْ
مُشَرَّدًا مُجَندَلاً وَفِيـَّا !
تَبَرَّجي حَبيبتي لِقادِمٍ قَديمٍ !
عَساكِ أَنْ تُمارِسيهِ فِيـَّا !

&&&&

قَديمُكِ القادِمُ يأتي سَيِّـدَ المَواقِفْ .
مُعاتِبًا دَفيئَةً
تُفْضي إِلى راجِفَةٍ وراجِفْ .
ودافِنًا أَسرارَها
على حُدودِ الصَّيفِ والعَواصِفْ .
ومُثْمِرًا دِماءَها ... وواجِفْ !
وساكِبًا ما قَد تبقَّى مِن مِياهِ الوَجهِ
في خِصْبِ الضَّفيرَهْ !
ومُوقِظًا في شَمسِكِ الأُولى ظَهيرَهْ !
هَـل مِن مَفَرٍّ من قُيودِ الكُحْـلِ في عَينَيكِ ؟
هَـل أُطْلِقُ العُيونَ من مُعتَقَلِ المَنافيْ ؟
حَمامَةٌ وجهي الذي يَعودُ يَومًا من سُدى القَوافيْ !
غَمامَةٌ تَندَسُّ في ريشِ الشُّروقِ ،
تَنحَنيْ ،
تَصُبُّ نوتاتِ الهَديلِ ماءَ عَطشانٍ على كَفَّيكِ !
هَـل من مَفَرٍّ من دُموعِ القَلبِ في عَينَيكِ ؟

&&&&

قَلبي حَليبٌ فارضَعيني واكبُريْ !
عَينيْ نَبيـذٌ ،
فاشرَبيني واسْكَريْ !
يا طِفلَتيْ ،
أَنا المُقيْـمُ لَـمْ أَعُدْ !
لأِنَّني لَـمْ أَبتَعِدْ !
أُهديكِ نَبضًا ،
بايِعي القَلبَ المُقيمَ ها هُنا .. أَو فاكفُريْ !!

5/1980


وما زِلْنـا !

جَعَلنا الأَرضَ مَعْبودًا وعِشْقَ تُرابِنا دِيْنـا
فلَو نَزَفَتْ مـآقـيْنا لكانَ النَّزْفُ ما فيْنـا
ولَو بُقِرَتْ سَرائِرُنا لَقالَتْ سِرَّ ماضيْنـا
إِذا ما عَرَّجَتْ لُغَـةٌ مِن الصَّحراءِ تُحْيينـا
أَو اندَلَقَتْ على دَمِنا سُيوفٌ من بَواديْنـا
حَنى سَنَماتِهِ جَبَـلٌ وبايَعَ عُمْـقَ واديْنـا
فَـذا الحاسوبُ نُشْهِرُهُ وذا الصَّاروخُ يَحميْنـا
ومَنْ ساقَ الخُيولَ لِقَصْ رِ "كِسْرَى" ساقَ "طُربيْنـا"
وعَصْرُ الزِّرِّ والسِّـرِّ تُعانِـقُـهُ نَواديْـنـا
وَهَبنا النُّوْرَ قِنديـلاً وأَشعَـلنـا تَفـانيْنـا

9/1982



هُما قَلبيْ !

هُما جَبَـلٌ على كَتِفَيِّ قاعٍ ونَسْرٌ يَبتَغي عُـشًّا بِقِمَّـهْ
وسَفحٌ عالـِقٌ بحِبالِ أُفْـقٍ كَما عَلِقَتْ بثَغْرِ السَّعْدِ بَسمَهْ
هُما وَرْدٌ على صَفَحاتِ صَدْرٍ يُناوِلُها إِذا ما اهتَزَّ شَمَّـهْ
هُما نَقْضٌ لإِجْماعٍ وجَمْـعٌ إِذا ما استُودِعا أَقْدارَ أُمَّـهْ
فَلَو حُشِدَتْ لحَربِهِما الضَّواريْ سَقَوا حَيَّاتِ وادي المَوتِ سُمَّهْ
دِماؤُهُما سَرابٌ يا بَواديْ ووَجهُهُما مِياهٌ رَهْنَ غَيمَهْ
هُما قَلبيْ ويَنشُرُهُ لِسانيْ كآياتِ الكِتابِ على مُهِمَّهْ
فَما قَلبيْ مَتاعٌ في مَزادٍ ولَنْ تَلْـقاهُ خَفَّـارًا لذِمَّـهْ
هُما سَيفٌ على شَبَقٍ وَباعٍ يَضُمُّ رِقابَ كُفَّـارٍ بِلَثْـمَهْ

7/1982


المَغْـرورَه

تَمادَتْ إِبنَةُ النَّغْـلِ وظَنَّـتْ قامَتيْ ظِلِّـيْ
ورَبَّتْ شَحْمَ نَهْدَيها على الإِغْواءِ والقَتْـلِ
فعَيْناها إِذا شاءَتْ تُصيبُ الرَّمْلَ بالسُـلِّ
ورِدْفاها إِذا اهتَزَّا يَغيْبُ الظَّهْرُ في النَّصْلِ
وبَينَ العَينِ والرِّدْفِ طُقوسُ الزَّحْفِ والذُلِّ
سَرابٌ حُلْـمُ إِذْلاليْ ويَطْويهِ مَدَى رَمْـليْ
ونـارٌ في بَوادِيْهـا رَماها النَّعْـلُ بالنَّعْـلِ
فأَهْلاً ! ضَيفَةَ القَلبِ وسَحْقًا ! وَجْهَ مُحْتَـلِّ
تَمادَتْ كَيفَما شاءَتْ وذَلَّـتْ إِبنَـةُ النَّغْـلِ

7/1984


تَساؤُلُ العارِفْ !


هَـل هاجَرَتْ مِن حَيِّنا العُقولُ ؟ هَـل أُعْدِمَتْ في مَهْدِها الأُصولُ ؟
أَمْ ثابَرَتْ في رُوحِـنا " ثَمودٌ " ، أَو ناقَضَتْ أَفواهَها الخُيولُ ؟
حَتَّى يَصِيرَ التَّافِهـونَ سَهْمًـا ، يَرميهِ في أَوقاتِـنا المَغُولُ !
أَو تَـنْحَني في نـارِ مُستَبِـدٍّ فَـجِّ الرُّؤى خَيَّالَـةٌ فُحولُ ؟!
قُـبِّحْتَ يا عَهْدًا أَماتَ حُـرًّا تَجتاحُ جَهْـرًا قَبْرَهُ السُّيـولُ
حَتْمًا لقَدْ جُنَّ الزَّمانُ حَتْمًا إِذْ هاجَرَتْ مِن حَيِّهِ العُقولُ
كَي يَقتُلَ الأَحرارَ زِنْدُ قِنٍّ يُرغيْ ويُقْعيْ فاجِرًا يَصُولُ
نُحِّيْتَ يا مُلْكَ العَبيدِ دَوْمًا مُلْكًا بَغى يَمضيْ بِهِ الأُفولُ
أالعَبْدُ لا عُمْقٌ ولا ارتِفاعٌ والعَبْدُ لا عَرضٌ لَهُ وَطُولُ
فَليَشْتُمِ الأَشْرافَ كُـلُّ باغٍ ماذا يُضيْرُ عالِمًا جَهُولُ ؟
يا بُقْعَةً سَوداءَ فَوقَ فَجْرٍ عِنْدَ انطِلاقاتِ السَّنا تَزُولُ !

9/1986



هُنا والسَّلامْ !

ها هُنـا أَبقى لأِحيـا ها هُنـا أَقْضي لأِبقـى
شامِخًا لَو مِـتُّ حَيَّـا قانِعًا لو عِشْـتُ شَنْقـا
لَو رَماني الدَّهْرُ غَربًا أَو نَفانـي الغَربُ شَرقـا
لَو كَوَتْنـي نارُ أَهلي لارتَضَيتُ المَوتَ حَرْقـا
زائِلٌ زَيْـفُ الأَعاديْ راسِياتُ الحُـبِّ أَبْـقَى
كالِـحٌ وَجْـهُ الرَّمادِ دامَ وَجهُ النَّـارِ أَنْـقَى
ها هُنـا وَجْـهٌ لرَبِّيْ ظَـلَّ وَجْـهُ اللـهِ حَقَّـا
عابِدٌ لَو داسَ جَمْـرًا يَرتَضي لو كـانَ يَشْـقى
سَيِّـدي يا بَيتَ أَهليْ إِرْضَ بِيْ في الحَوْشِ رِقَّا
فيكَ أَحيا ، مِنكَ وَجهيْ فيكَ مَوتُ الرُّوحِ شَوْقـا


6/1982



منَ المَحابِرِ للحِرابْ !

وجَماعَةٍ "زُعماؤُها" أَرضٌ يَبابْ خَوَنٌ وحَمْـقى لا ضَميرَ ولا ثَوابْ
"فَمُعَمَّـمٌ" تَحْتَ العِمامَةِ دِمْنَـةٌ ومُحَكَّمٌ في الحُكْمِ لَعْنَتُـهُ الصَّوابْ
ذا "مُستَشارٌ" أَهبَلٌ مُسْتَـثْـقِفٌ ذا "قُنصُـلٌ" يُقْعي على عَتَباتِ بابْ
ومُوَظَّفٌ "عالٍ" شَهادَتُـهُ الخَنا صَمَمٌ على خَرَسٍ على هَبَـلٍ وَنابْ
وتَرى "الزَّعيمَ" كَظِلِّ قامَتِنا كَبا وصَفيقَ وَجْـهٍ كانَ إِنسانًا فَتـابْ
و"مُفَتِّـشٌ" واشٍ يُفاجيءُ أُمَّنـا بوِشايَـةٍ عَن ضَرْعِها سَبْتـًا وَآبْ
هيَ تُرْضِعُ المَولودَ دونَ دِرايَةٍ "بضَريبَةِ الدَّخْلِ" التي تَهِبُ الحِسابْ
أَوَلَـيسَ إِنتـاجُ الحَليبِ بمُربِحٍ لَمَّـا يُعاقِرُ بَطْنَنـا ؟ أَينَ العِقابْ ؟
هُمْ "مُخْلِصُونَ" منَ الحَليبِ إِلى الكَفَنْ .. هُم ذاهِبونَ مِنَ المَحابِرِ للحِرابْ
"ضُبَّاطُ أَمْنٍ" إِنَّـما بِسِجِـلِّهِـمْ قَـدْ أُنـْزِلوا بِمَنازِلٍ تأْوي الغُرابْ
جَهِلوا مُكابَرَةً وكِبْـرًا أَنَّهُـمْ عَرَبٌ فَهَـل نُسِبُوا إِلى قَوْمِ السَّرابْ؟
فقَـلِيْلـُهُمْ مُتَـآمِرٌ أَو صامِـدٌ وكَثيرُهُـمْ مُتَمَسِّـكٌ بِيَـدِ السَّحابْ
يا شاعِرًا شَرُفَتْ بِـهِ أَقْوامُنـا أَقدامُـهُ التَزَمَتْ بِما أَمَرَ التُّـرابْ
شَرَفٌ على وَطَنِيـَّةٍ وكَرامَـةٍ ورُسوخُ عِلْـمٍ رابِحٍ كُـلَّ الثَّوابْ
لا مَنْصِبٌ أَو غاصِبٌ مُتَطاوِلٌ يَثْنِيكَ عَن قَسَماتِـنا وَفَـمِ الصَّوابْ !


7/1984



وَصَـلَتْ ... وما وَصَـلَتْ !


وشاهِدٍ كَكَفِّـيَ المُوَدِّعَـهْ !
يُطِلُّ مِن قَبْـرِ الفَتى القَتيـلْ !
لِيَكتَفيْ مِن لُـقْمَةِ الفَضاءِ بالقَليـلْ !
هَـل قُلْتُ ذاتيْ في حَياتيْ وانكفَأْتُ ،
كي أَسيلَ دَمعَةً
على خُدودِ صَمتِها الجَّميـلْ ؟
هَـل رُحْتُ أُحْصي من جَديدٍ كُـلَّ أَيـَّامِ العَرَبْ ؟
وِلادَةً وِلادَةً ،
أَمِيْـلُ حَيثُ رَقْمُها يَميـلْ ؟!
مَن أَيقَظَ الأَقلامَ والأَوراقَ مِن سُباتيْ ؟
ودَسَّ رُوحًـا في لَظى رُفاتيْ ؟
مَن قامَ مِن تُرابِها الثَّاني إِلى وِلادَتيْ ؟
ومُنتَهى عِبادَتيْ ؟
ومُهرَتي التي تئِنُّ فَوقَ مَوجِ سَرجِها حَياتيْ ؟
هَـل مِلْتُ نَحوَ حُفْرَةٍ ،
فأَينَعَتْ جِهاتيْ ؟
فِيْـلٌ على فُخَّارِ ذِكرَياتيْ .
فَلتُنزِلوا الرَّمادَ عَن نِهايَةِ الفَتيـلْ !
رِيْـقُ الصَّباحِ حُزْمَةُ الشُّعاعْ !
وحِبْرُنا يَغْـلي فتَهْوي دَمعَةُ اليَراعْ !
بَعضُ الدَّواءِ صَبَّـهُ على نَدى جِراحِنا ،
لَعَلَّـهُ يَلتَئِـمُ " الجَّليـلْ " !!.

&&&&

هَـل أَضْرِبُ الصَّخرَ بِها كي أَعْبُرَ النَّزيفْ ؟
أَزَّ الكَلامُ حَوْلَها ،
تَآكَـلَ الرَّغيفْ !
" خَطُّ استِوائيْ " واقِفٌ بَينَ الأَزيزِ
واقتِرافِ لَعنَةِ الحَفيفْ !
أُمارِسُ الفُصولَ مِن قَلبيْ إِلى سُقوطِ خُضْرَةٍ
عَن الأَشجارِ في تَساقُطِ الخَريفْ !
هَـلْ خُنتِني أَيَّـتُها البِلادُ أَلْفَ مَرَّةٍ ومَرَّهْ ؟
يا لَيلَـةً ما ضَمَّـني لِحافُها
يا قِطْعَـةً يَجتاحُني زِحافُها
بُحَيرَةً تُؤَجِّرُ اتِّساعَها لِجَرَّهْ !
وهاجِسٍ أَليفْ !.
قَـدْ يُبْحِرُ التَّاريخُ في تُرابِها ،
فهَـل تُرى تَرتاحُ جُغرافِيَّـتيْ فَوقَ النَّخيلْ ؟

&&&&

ما مالَ سَرْجيْ ، إِنَّما
مالَ الطَّريقُ بَعْـدَ كأسٍ مُسْكِرَهْ !
أُمِّي امتِدادُ رَضْعَتَينِ مِن مُحيطِ الثَّديِ للسَّرابْ !
ووالِديْ مَسافَةٌ بينَ انهِمارِ القَـلبِ والسَّحابْ !
هَـل أَفرِشُ اعتِرافَ قَلبيْ فَوقَ أَرضٍ مُنْكِرَهْ ؟
هَـل يَذهَبُ السَّرابُ في مَذاهِبِ الحِرابْ ؟
يَأويْ لصَمتِ مَقبَرَهْ !
ليُقْسِمَ الرُّعاةُ أَنَّهُم رَأَوا عُـشَّ الهُدى
يَهويْ لريشِ القُبَّرَهْ ،
هُنَيهَةً بَعْـدَ الرَّحيلْ !!

&&&&

قافِلَـةٌ تَصَبَّبَتْ عَودَتُها مَسالِكًا
عادَتْ ، وما عادَتْ لَنا .
عادَتْ ، وما عادَتْ بِنا .
أَنْصافُ أَلوانٍ لَها .
أَرباعُ أَصواتٍ بِها .
هَمْسُ الصَّليلْ !
يا عَذْبَـةً بايَعتُ مِلْحَ أَرضِها حينَ اهتَدَتْ
قافِلَـةٌ عادَتْ وما عادَتْ بِنا .
وابتدَأَتْ حَيثُ انتَهَتْ – دِلْتـا وَنيـلْ !!

&&&&

يا طَمْيَ روحٍ جاهَرَتْ بِروحيْ !
طَبْعَ احمِرارٍ ساكِنٍ جُروحيْ !
قَـدْ يَشرَبُ الحِبرُ حَياةً ،
حَرفَ جَـرٍّ ذاهِبٍ في إِثْـرِ حَرفْ !
قَـدْ تَنتَهيْ أَسرابُ أَمسيْ هِجْرَةً
على سُدى فَضائِها
مِثْـلَ ارتِحالِ حَـدِّ سَيفٍ غاضِبٍ
عَن وَجهِ سَيفْ !
يا وَهْـمَ قَصْرٍ عامِرٍ يُقْعي على رِمالِها الوَحيدَهْ !
يا مُهْرَةً قَعيـدَهْ !
هَـل تُطْلِقينَ أَلفَ كَـفٍّ بينَ ثَغْرِ المُبْـتَلى ونَهْدِكْ ؟
هَـل يَزحَفُ الثُّعبانُ كِبْـرًا
فَوقَ أَشواقِ الصِّبـا وخَدِّكْ ؟
فكَيفَ أَهوى مَن أَتاحَتْ للجِّهاتِ كُلِّها
كُـلَّ الجُروحِ المُتْرَعَـهْ ؟
وساحَةُ القَلبِ آلذي عَلَّـمتِهِ النَّـبْضَ
لِغَيريْ مُشْرَعَهْ !
ذا شاهِديْ يُطِـلُّ مِن سَكينَةِ الضَّريحِ
مِثْـلَ كَفِّيَ المُوَدِّعَـهْ !
وكَيفَ أَهواكِ وقَـدْ هانَ الهَوى ،
وكَيفَ أَلـجُمُ آلذي غَنَّـاكِ .. كَيفْ ؟!
يا وَردَةً نامَتْ على زِندَيِّ سَيفْ !
وأَنتِ يا أُمَيمَتي
خَيَّـرتِهِ ما بَينَ صَمتِ الصَّمتِ والرَّحيلْ !!

&&&&

- هُـنا –

لَدَيكِ البُزوغُ ، عَلَيكِ المَساءْ !
وفِيْـكِ الجِّياعُ وصَحْنُ السَّماءْ !
ومِنْكِ الأَمانْ .
ولَحنٌ وَحيـدٌ سيَكفيْ غِذاءً لأِلـفِ كَمانْ !
وبَحْرٌ كحِفْنَةِ ماءٍ تَعيشُ بكَـفِّ الزَّمانْ !
وصَوتُ اليَتامى ونُورُ الشُّموعِ وحَرْفُ الهِجاءْ !
" أَريْحـا " .. " أَريْـحا " ..!
تَعودُ ثَوابًا ،
فصَدْرًا هِلالاً وقَلبًـا فَسيْحا !
تَعالَيْ رَبيعًـا وطَلْـعًا وريْـحا !
وسُورًا ومَوْزًا وشَمسًـا وتَمْـرًا
وميلادَ حَقْـلٍ وقَمحًـا جَريحا !
ومَوتًا لِمَوتٍ يَعيشُ بِبَحْرِكْ !
وأَصفَرَ نُضْجٍ لأِعوامِ مَوزِكْ !
وآخِرَ بِـدْءٍ يُباشِرُ باسمِكْ !
وهاتي لقَلبيْ مَـآلاً كغِمْدِكْ !
وكُوني لشَعبيْ عُبورًا صَريْحـا !!
" أَريْحـا " .. " أَريْحـا " .. !
كَثيرٌ شُروقُكِ .. يَوميْ قَليـلْ !.

&&&&

- أَريْحـا -

وما الذي بَينيْ وبَينيْ أَيُّـها الصَّبُّ العَفيفْ ؟
يا أَسمَرًا مُصَمِّمًـا وعاشِقًـا مُثابِرًا
وقاهِرًا لَطيفْ !!
أُتيْحُ رأسًـا فَوقَ حُضْنيْ ،
طَلْعَ ريحِ الشَّرقِ والحُزنِ النَّظيفْ !
وكُـلُّ ما في سَلَّـتيْ مَواسِمٌ ،
تَروي الفُصولَ كُـلَّها والقَـلبَ والخَريفْ !
هَـلْ أُطفيءُ اللَّيـلَ وقَلبيْ ،
أَمْ تُرى أُشْعِلُ في رُجوعِنا القِنديـلْ ؟!

&&&&

- هُـنا -

خرَجتُ مِن بَيتيْ وما أَقـفَلتُ بابيْ !
جاءَ اللُّصوصُ ،
زَوَّروا وَجهيْ ، خُروجيْ ، واستِلابيْ !
وجَفَّفوا ماءَ الشَّبابِ !
ما زالَ يَعْدو خَلفَهُم كَفِّيْ ونابيْ !
ما زالَ " أَيُّـوبيْ " جَميـلْ !!

&&&&

- أَريْـحا -

لا ، لَـمْ تُعِـدْ !
جاءَتْ إِلَـيكْ !
وأَصبَحَتْ جُزءًا ذَكِيـًّا
مِن غَـدٍ حَنَّى يَدَيكْ !

&&&&

- هُـنا -

دَنَوتُ مِنها عاتِبًـا ، لمَستُها !
دَوَّيتُ فيها صامِتًـا ، هَمَستُها !
في نَظْرَةٍ مُطْرِقَـةٍ وبارِدَهْ !
مِن عَينِها المَوْزِيَّـةِ المُطارَدَهْ !
لَكِ الهُدى في أَنْ تُعيْديْ مَعْبَـدًا ،
لَكِ ارتِفاعُ المِلحِ عن مَعنى نِقابِ العابِدَهْ !
مُوَحِّـدٌ أَبقى أَنا مِن كَثْرَةٍ ،
وأَنتِ أَنتِ الواحِـدَهْ !.

&&&&

- هُـنا -

وَقتُ الصَّلاةِ السَّادِسَهْ –
مِليونُ قَلبٍ ساجِـدٍ
وساجِدَهْ !
ضاجَعتُها ،
هَـل حَمِلَتْ فأَنجَبَتْ تَوائِمَ الرُّجوعِ والحُسامْ ؟
إِلى هُـنا ويَنتهي الكَلامْ !!!
يا سادَتي ،
عَلَيكُمو السَّلامْ .


5/1994




السَيِّـدُ الرَّقيـبْ


قَـدْ نَستَحِـمُّ بِماءِ فَرحتِـنا إِذا أَذِنَ الرَّقيبُ لغَيمَـةٍ
أُخرى اختِراقَ مَجالِنـا الجَوِّيِّ في عَفَوِيَّـةِ الإِذعانِ
للمَولى شِتاءْ !

خَرَجَ الرَّقيبُ مِن السَّكاكينِ الغَريبَةِ مُشْهِـرًا فَرَمانَهُ
في جَعْـلِ ساعاتِ النَّهارِ جَميعَها وَقْـتَ المَساءْ !

خَرَجَ الرَّقيبُ مِن الحِسابِ لكَي يُعَلِّمَـنا بأَنَّ مَواسِمَ
الأَصْفارِ إِنْ جُمِعَتْ ستُعْطينا حِذاءْ !
خَرَجَ الرَّقيبُ يَدُسُّ أَنفًـا أَعوَجًا في مُستَقيمِ حَياتِنا ،
في سُـنَّةِ الإِنْجابِ والإِعْرابِ ، في حَرْفِ الهِجاءْ !

خَرَجَ الرَّقيبُ مِن الظَّلامِ ، مِن النَّزيفِ ، مِن الرَّغيفِ
، مِن الخَريفِ ، ليَقْتُـلَ القِنديلَ والشِّريانَ والوَقَّـادَةَ
الوَرْدِيَّـةَ الإِبْحارِ في طَعْـمِ السَّماءْ !

خَرَجَ الرَّقيبُ ولَـمْ يَعُـدْ هذا الرَّقيبُ يُجِيْزُنا ، لكِنَّ
نَصَّ عَذابِنا قَصَّ المِقَصَّ بِحَـدِّهِ ، وبِلُـبِّ مَوْطِنِـهِ
نَـأَى عَمَّـا يُجَسِّـدُهُ اللِّـحاءْ !.

7/1995



تَقريرٌ إِلى لا أَحَـدْ !


ساعَةً أَو رُبْعَ ساعَهْ .
يا " قُضاعَهْ " !
بَعْـدَ أَنْ قالَتْ جِباليْ : قُـمْ وقِسْنا !
مالَ مِيْزانيْ عَلَيـَّا
عَسْكَرَ الفَلاَّحُ فِيـَّا
قُـلْتُ أَعماميْ وأَخواليْ عُلُـوٌّ عَبقَرِيٌّ !
وآسْـمُ أُمِّيْ – وَجْهُها الثَّانيْ – بَراعَهْ !
يا " قُضاعَهْ " !
وابْنُ أُمِّيْ قَـلَّدَ الدُّنيا يَراعَهْ !
والِدي أَهْدى الشَّآمَ الحُرَّةَ الكُبْرى
حُسامًا قُرْطُبِيَّـا !
طاعَةً أَو نِصْـفَ طاعَهْ !
يا " قُضاعَهْ " !
بَعْـدَ أَنْ قالَتْ جُيوشُ اللهِ في الصَّحْرا نَبِيـَّا ،
صَلَّـتِ الدُّنيا جَماعَـهْ !

&&&&

ها هُنـا والآنَ قَـدْ قِسْتُ النَّوايا
قِسْتُ سَيفيْ .
قِسْتُ قَلبـيْ .
قِسْتُ زِنْديْ .
قِسْتُ إِيْمانيْ رَغيفًـا يَعْرُبِيَّـا !
مالَ مِيزانيْ عَلَيـَّا .
وبَكى طُوليْ وَعُمْـقيْ
وبَكى عَرْضيْ زَمانًـا جاهِلِيَّـا !
عادَ مِن عَهْـدٍ حَسِبْـناهُ السَّبِيـَّا !
قِسْتُ خُبْـزَ العُرْبِ إِيْمانًا وعُمْرانًا
وسُلطانًا وساعَهْ !
ثُـمَّ أَيقَنتُ بأَنـَّا في مَجاعَـهْ !!.

4/1991



قـامَ مِن بَينِ الأَحياءْ !

( في ذِكرى الموسيقار العربيِّ الخالِـد سَيِّـد دَرويشْ )



لا .. لَـمْ يَجِئْـنا غُـدَّةً دَمْعِيَّـةً في الحُنجَرَهْ !
أَو حاكِمًا يَستَعْبِدُ الآذانَ نَسْلاً نائِمًا
في فِكْرَةٍ مُستَعمَرَهْ !
جاءَ الذي أَثْرى مَوائِدَ قَلبِنا
بنَشيدِهِ المَقْدودِ مِن شَيءٍ يُشابِهُ مَجْمَرَهْ !
صَلْبـًا كصَخرِ بِلادِنا
حُـرًّا كريحِ جِهادِنـا
عَذْبًـا كَروحِ القُبَّـرَهْ !
جاءَ الذي تَرتاعُ مِن تَحْـنانِ إِبداعاتِهِ
دَبَّابَـةٌ مُتَكَبِّـرَهْ !
قامَ الذي جَنَـحَ الصَّهيلُ لصَوتِـهِ
في حِقْبَـةٍ مُتَخَثِّـرَهْ !
لتَسيْـلَ نُوْتاتُ الكَرامَةِ في المَشارِقِ والمَغارِبِ
مِنْ وَريدِ " القاهِرَهْ " !

&&&&

مَنْ عَلَّـمَ الكَمانَ عَصْرَ روحِنا
كحَبَّةِ اللَّيمونِ في حَنانْ ؟
مَن عَلَّـمَ الكَمانْ ؟
إِلاَّكَ يا " مُؤَذِّنَ " الأَلحانْ !
مَنْ أَغرَقَ الطَّاغوتَ في زَوبَعَةٍ مَهزومَةٍ
في قُمقُـمِ الفِنجانْ ؟
مَن عَلَّـمَ النَّشيدَ كَيفَ يُوقِظُ السِّلاحَ
مِنْ تَثاؤُبِ المُظاهَرَهْ ؟
إِلاَّكَ يا مَعزوفَةً مُفَكِّـرَهْ !
ونَغْمَةً قَديمَةً .. قَديمَةً .. مُعاصِرَهْ !.

&&&&

كانَتْ لَنا في ذاتِ يَومٍ أُمَّـةٌ يَصونُها الفُرسانْ !
كُنَّـا نُحِبُّ عِنْـدَها في عِـزَّةٍ !
كُنَّـا نَصونُ وَجهَها في عِـزَّةٍ !
كُنَّـا نَموتُ دُوْنـَها في عِـزَّةٍ !
كانَتْ لَنا قُلوبُنا والرُّمحُ والقِرطاسُ والإِيمانْ !
ذِكْراكَ خَيْرُ حُجَّـةٍ على دَوامِ مَجْدِها ،
نَشيْدُكَ البُرهانْ !
يا دَولَـةَ اللَّحْنِ الشَجِيِّ العامِرَهْ !.

&&&&

يا أَيُّها العَرَبِيُّ صَوَّبْتَ السَّلامَ
على غَزالَةِ نَغْمَـةٍ فأَسَرْتـَنا !
شَمَـمُ " الكِنانَةِ " أَنجَبَـكْ !
شَبَـقُ النَّخيـلِ تقَمَّصَـكْ !
وَجَـعُ " الجَزيرَةِ " رَدَّدَكْ !
وتَقَمَّصَتْ سُبُـلُ النَّظافَةِ خُطْوَةً لَـثَمَتْ يَـدَكْ !
صَبَّ " الفُراتُ " وَ " دِجْلَـةُ " الخَيْـرِ آلأَغاني
في صُداحٍ جَمَّلَـكْ !
فإِذًا ،
إِذًا .. قُـلْ لِيْ بِرَبِّـكَ مَنْ أَكونُ
لكَي أُجافي مَوْعِدَكْ ؟!
واسْمَحْ لدَمعَةِ مُؤْمِنٍ بوُلوجِ نَهْـرٍ خَلَّـدَكْ !
" فَلِسَيِّـدٍ " آذانُنـا !
ولِكُـلِّ مَغْبونٍ على وَجْـهِ البَسيطَةِ " قاهِرَهْ " !.


1995




تَقاسِيـْمٌ جَليْـلِيَّـهْ !


1-

أَطْرَقْتِ ،
قُلْـتُ لَعَلَّـها عَنِّيْ تُداريْ دَمْعَها !
أَسْدَلْتِ جَفْنَكِ ،
قُلْـتُ تُعْمِـلُ في العَصافيرِ الحَزينَةِ طَبْعَها !
زَغَبُ الرُّموشِ على عُيونِـكِ شَهْوَةٌ ،
تَنأَى بِطَيْـرِ الأَرضِ عَنْ صَيَّـادِها .
أَطْرَقْتِ ،
قُلْتُ أُعيْدُها لِجَوادِها !
فلَعَـلَّها تَأتيْ لشَتْلَـةِ قَلبِها بالغَيْـمِ
أَو بِشَفاعَةٍ مِن طَلْعِها !
ولَعَلَّـها – أَيقَنْتُ –
تُعْمِـلُ في العَصافيـرِ المُثيْرَةِ طَبْـعَها !.

&&&&

2-

غَيـْظٌ وقَيـْظٌ والحِصانُ وفارِسٌ
مِن ظِـلِّ قامَتِنا يَقومُ ويَرحَـلُ !
تَرَكَ الخِيامَ لِسادِنٍ ،
وَهَبَ الحَمامَ خَيارَهُ ،
حَيـًّا ويُرْزَقُ قَـدْ مَضى !
لِجِبالِنا النَثَرَتْ أَصابِعَها على نارِ الشُّروقِ
وأَطفَأَتْها في مِياهِ غُروبِنا !
لِشَمالِنا ،
مَـدَّ الجِبالَ أَصابِعًا كي تُوقِظَ " اليَرموكَ "
جَوفَ جَنوبِنا !
حَيـًّا ويُقْتَـلُ قَـدْ مَضى !
فَلتُعْطِني شَفَةً ،
لكي أَحكيْـكِ في زَمَنِ السُّكوتِ رِوايَةً !
بِبِدايَةٍ ونِهايَةٍ ومُفارَقاتٍ تَشرَبُ الأَحزانَ
مِن مَنْسوبِنا !
حَيـًّا ويَكْتُبُ قَـدْ قَضى !.

&&&&

3-

لَـمْ أَقْرَعِ الطَّبْـلَ العَروضِيَّ الصَّدى
إِذْ جَندَلوكِ بِطَلْـقَةٍ !
قَدَّسْتُ مَوتَكِ إِذْ صَمَتْ !
وغَرَسْتُ أَشجاريْ على أَرضٍ هَوَتْ !
لَـمْ أَنبَحِ الوَجَعَ المُسَوَّغَ حينَ قَصُّوا نَخْلـَةً !
قَدَّمْتُ تَمْرِيَ للغُصونِ الأَينَعَتْ !
ومَشَيْتُ في طُرُقاتِكِ المُمتَـدُّ خَيطُ وُجومِها !
وكَأَنـَّما كُـلُّ البِلادِ مَعيْ مَشَتْ !
وقَرَعْتُ قَلبًا يَعرُبِيًّـا قُرْبَ سَرْجِ " المُصطَفى " ،
وحَلِمْتُ أَنَّ " مَنامَةَ " الأَعرابِ مِن مَوتٍ صَحَتْ !.

&&&&

4-

مَوتٌ خَفيفُ النَّومِ أَو وَجَعٌ خَفيفٌ كالدُّخانْ !
هذي البِلادُ نِشارَةُ الخَوفِ التي طَرَأَتْ
على خَشَبِ الزَّمانْ !
كَـمْ راهَنوا زَمَنـًا على استيْـقاظِها !
كَـمْ راهَنَتْ زَمَنـًا على استيـْقاظِهِمْ !
ناموا ونامَتْ ،
والذي رَبِحَ الرِّهانَ هُوَ الرِّهانْ !.

5-

مِنْ لَحظَةِ الميلادِ حتَّى آخِرِ المَواقِعِ المُحارِبَـهْ
تَمتَـدُّ أَوطانيْ أَنا !
مِن أَوَّلِ " الحِجازِ " حتَّى دَولَـةِ المَغارِبَـهْ
يُـدْعَى " هُـنا " !

6-

أَنا هُـنا ،
فِكْـرٌ مِن النَبيذِ في كَرَّاسَةٍ صُوْفِيـَّهْ !
وناسِكٌ مِن كَوكَبٍ مُجاوِرٍ ،
في حَفلَةٍ خَمْرِيَّـهْ !
أَنا هُـنا ،
بِنايَةٌ شاهِقَـةٌ مَهجورَةٌ في بُقْعَـةٍ ريْـفِيَّهْ !
بَرْقٌ ورَعْـدٌ في بَياضِ الغَيمَةِ الصَّيفِيَّـهْ !
سَرْبٌ مِن الحَمامِ يَرويْ فَوقَ إِسفَلتِ المَطارِ ،
شَهوَةَ الإِقْلاعِ عَن أَعشاشِهِ الغَيبِيـَّهْ !
وفِكْرَةٌ غَربِيـَّةٌ تَرفَعُ فَوقَ رَأسِها كُوفِيَّهْ !
وشُرفَةٌ بَحْرِيَّةُ الطُّموحِ فَوقَ تَلـَّةٍ رَمْلِيـَّهْ !
أَنا هُـنا ،
رِسالَةُ امتِنانِ جُدرانِ الرَّدى
للهَـزَّةِ الأَرضِيـَّهْ !
أو أَيُّ شَيءٍ عابِثٍ أَنا هُنـا !!
وأَنتِ يا مَشنوقَـةً بِشالِها ،
يُصَفِّقُ الجُمهورُ مِن إِعجابِهِ بِشالِها الوَرْدِيِّ ،
في انسِجامِهِ والوَجْنَةِ الكُحْلِيـَّهْ !.
10/1996




وَمـا تَبَـقَّى .. دَمُنا !


سَماؤُنـا بَعيـدَةٌ .
بَعيـدَةٌ شَواطيءُ النَّعناعِ عَن نَهارِنا .
فَرِغْتِ يا بِحارُ مِن إِبْحارِنا .
أَنفَقْتِ كُـلَّ بَرِّنا .
لَمْ يَبْـقَ غَيرُ مَوجِنا ،
يَقفِزُ مِثْـلَ مُهْرَةٍ بَرِّيـَّةٍ ،
يَميْـلُ فَوقَ ظَهْرِها قارِبُنا .
يَهْوي بِنا .
مِلْحٌ هُناكَ وَجهُنا .
مِلْحٌ هُنـا .
وما عَلَينا .. ما لَـنا ،
إِلاَّ سَرابُ البَحرِ يَطفو حَولَـنا !.

&&&&

وَلْيَخْرُجِ البَحرُ قَليلاً مِن ظُروفِ مِلـْحِهِ !
وَليَخرُجِ البَحرُ كَثيرًا مِن دَمٍ وَنابْ !
وَلتَشْرَبِ المِياهُ ماءَ الوَجهِ
أَو صَمْتَ السَّرابْ !
فَيا بَناتِ البَحرِ ،
نامَتْ فَوقَ عَرْشِ وَحْيِها سَماؤُنا .
هُنـا .. هُنـا .
واستَيقَظَ الإِعصارُ مِن طَبائِعِ الإِعصارْ !
فاملأْنَ ما شاءَ العِطاشُ أَلْفَ أَلفَ جَرَّةٍ ،
واشرَبْنَ ما " تُمْليْـهِ " هاتيكَ الجِّرارْ !
لأِنَّ دَمْعَ الغارِقينَ – قِيـْلَ –
مِنْ مِلْحٍ وَنارْ !.

3/1989






 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:17 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط