|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-11-2007, 12:39 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
قصة : شيء جميل
[align=right]شيء جميل
ضياء البرغوثي كثيرة هي الأشياء التي تثيره ، وتجعله يرتكب حماقات تافهة .. ذات صباح أفاق من نومه قلقا مضطربا تتنازعه الهموم وتستبد برأسه دوامات من الانزعاج .. لا يعرف ما الذي أوصله إلى هذه الحال .. ولكن كعادته في علاج هذا الوضع ، بعد جلسات علاج طويلة ، اقتنع أن الحل الوحيد والدواء الشافي يكمن في عدم التفكير في هذه الحياة وهمومها .تعلَّم أن ينتصر على أحزانه بعدم التفكير بها .. صمت مطبق أعاد إليه بعضا من التوازن والارتياح . قام فاغتسل واستقبل قبلته وأخذ يصلي .. مكث في صلاته مليا . شعر أن قلبه غرفة مظلمة تعبق فيها رائحة الظلام وبعد أن فتحت نوافذ هذه الغرفة تساقطت أشعة الشمس تساقط الملهوف على الغزو ، فطردت فلول الظلام المكدسة في زوايا غرفة القلب . الآن يشعر أن النشاط بدأ يدب في أحياء جسده . تناول افطاره بسرعة، بعدها بلحظات كان يقود سيارته متوجها إلى عمله . شغل مذياع السيارة فتطايرت منه أنغام تسللت إلى محراب قلبه . كان صوتا عذبا ملائكيا يجوب بعذوبته شوارع القلب دون أن تعترضه إشارة ضوئية أو يوقفه شرطي مرور . الجميع يبتسم له أو يظهر ابتسامة يخفي وراءها كراهية . لا يعرف بالضبط ما الذي يسكن وراء هذه الابتسامات . فرد على الابتسامة بابتسامة متمثلا قول عمه أبي الطيب المتنبي : فلما صار ودُّ الناس خِبَّاً جزيت على ابتسام بابتسام أدار أمور عمله بحذق ومهارة عالية حتى نهاية الدوام .. يرتب مكتبه كعادته وينفض الغبار المتراكم على المكتب . يعيد ترتيب الأوراق والملفات إلى مكانها . ولكن رنين الهاتف المندفع كما أنه يحمل أخبارا لا تسر جعله يقطع عمله ويرفع السماعة مرحبا بالمتصل : - السلام عليكم . - يجيب المتصل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . - السيد مروان ؟ - نعم يا سيدي ! - عندي لك خبر هام . - حسنا ، الخيرة فيما اختاره . حسبي الله ونعم الوكيل . لم يكن الخبر ليهز من توازنه ورزانته ، استقبل أمر طرده من الشركة بثقة المؤمن بالله وبأن الرزق لا يتوقف على بني البشر ، ولو كان كذلك لمات أهل الأرض جوعا . كانت ثقته بقدراته في مجال عمله وخبرته كفيلة أن تحيي بوارق الأمل في نفسه ، وأن تقضي على كل هَمِّ يحاول التسلل إلى يقينه وإيمانه .. توجه من فوره إلى الدائرة المختصة في الشركة كي ينهي عمله ويسلم عهدته إلى المسئولين .. وبينما هو يستعد لركوب سيارته فإذا بصوت ينادي عليه : - يا سيد مروان . - أهلا بأبي محمد . - سعيد جدا برؤيتك ، فأنت رجل يسعد كل من عرفه برؤيته . - شكرا لك يا أبا محمد . والشعور نفسه يراودني ، فأنت رجل مفضال تقي ، نقي السريرة . - إلى أين أنت ذاهب ؟ لم ينته الدوام حتى هذه اللحظة . أرجو أن يكون الأمر خيرا . - هو خير يا سيدي . ولكني لم يعد لي مكان في هذه الشركة . لقد أوقفوني عن العمل هذا اليوم . لأن ابن خالة المدير قد تخرج حديثا من الجامعة . وكما تعلم (الأقربون أولى بالمعروف ) . - ما هذا الكلام الذي أسمع يا مروان ؟!! - هو كما سمعت . - والآن . ماذا تنوي أن تفعل ؟ - سأبحث عن عمل جديد . فأنت تعلم ان الكثير من العروض كانت تنهال علي وكنت أرفضها ، لأنني كنت أشعر ان هذه الشركة بيتي الثاني . - أعلم ذلك جيدا .. اسمع يا مروان . أنا وصديق لي عقدنا العزم على أن نفتتح شركة جديدة . وأظن أن الأقدار بدأت بالإبتسام لنا . فقد كنا خائفين أننا لن نجد رجلا يستطيع المرء أن يثق به كي يتسلم دائرة المحاسبة في الشركة . وأظن بعد هذه اللحظة انك لن ترفض الإنضمام إلى فريق العمل في شركتنا . - أرفض ! ما هذا الكلام !! فأنت رجل لو قلت لي امش بالمقلوب لمشيت . فمكانتك يا أبا محمد كبيرة في قلبي . - إذن على بركة الله . هيا بنا لأعرفك إلى صديقي وشريكي . كي نتباحث في أمور الشركة الجديدة . - فانبعثت ابتسامة عريضة في وجه مروان . وعرف أن من يتوكل على الله فهو حسبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب . الجمعة 16 / 11/ 2007 م .[/align] |
|||
16-11-2007, 07:24 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
هذه مشكلة يعاني منها الكثير المحسوبية والواسطة وغيرها من الآفات التي سيطرت وانتشرت في مجتمعاتنا بكثرة .
أشكر قراءتك للقصة مرورك الجميل . كل الو د أخي هشام . .. |
|||
16-11-2007, 11:38 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
ضياء البرغوثي
وجديد بهي يتمدد في مدينة الحلم من خلال قصة تندرج تحت نتاج المدرسة الواقعية معالجة جميلة بعيدا عن الاسهاب بوركت يا ضياء ولك الود |
||||
16-11-2007, 11:50 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
اجدك برائعة في مدينتا الحالمة
جميل ايها المبدع ضياء دوما تألقك ممتد من ركن لاخر دمت بخير يا صديق ود يمتد |
|||
17-11-2007, 12:28 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
[align=center]قصة جميلة تسلط الضوء على ظاهرة من الظواهر السلبية التي تعرفها بلداننا
الا وهي ظاهرة المحسوبية و الزبونية حيث لا اعتبار للكفاءات و الخبرات ظاهرة للأسف أضحت سارية المفعول في كل الميادين و لا يقتصر الأمر على جانب الوظيفة بل تتعداه لتشمل الادارات و المستشفيات و غيرها لكن الأمل كان سيد الموقف في النهاية سرد جيد للأحداث و أسلوب بسيط ساهم في ايصال الفكرة بسرعة تحيتي[/align] |
|||
17-11-2007, 12:32 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
سلمت عميدنا على هذا المرور الجميل
الواقع لا يمكن أن نبتعد عنه فهو ملاذنا الأول والأخير مهما اعتصمنا بالخيال .. كل الو د |
|||
17-11-2007, 12:34 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
الجمال ينتشي بمرورك اخي فراس ..
كل الو د . |
|||
17-11-2007, 12:38 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
الأخت عائشة مثل هذه الأفكار لا تحتاج إلى كثير تعقيد ..
يكفي تعقيدها في الواقع فنأتي نعقدها في الكتابة أيضا .. كل الو د لقراءتك الجميلة ومرورك الأروع . |
|||
17-11-2007, 01:13 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
[align=center]
اليس من المتعارف عليه أنه الواسطة تسمى " فيتامين و "؟! والفيتامينات لا نستغنى عنها في حياتنا فذلك هو الحال الذى نعيشه . :: :: أخي ضياء اصبت بخاتمتك لب الموضوع لتعزي من يجد مرارة طعم ذلك الفيتامين "من يتوكل على الله فهو حسبه، ويرزقه من حيث لا يحتسب " فيكفينا تلك والأرزاق بيد الله لا بيد العباد :: :: ود بلا حد .. [/align] |
|||
17-11-2007, 02:48 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
أشكرك اختي منال على هذا المرور الذي أضفى جمالا آخر على القصة ..
واجبنا محاربة الفساد أينما كان .. كل الو د .. |
|||
17-11-2007, 04:02 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
صديقي ضياء
لأن الزمار يموت وإصبعه يلعب لا أستطيع إلا أن أبدي ملاحظة راجيا ألا تغضب كصديقنا إياه. بالتأكيد اللغة القصصية مستقرة وقد حشدت للحدث ما يناسبه من جو سردي جميل. ملاحظتي تتعلق بالحبكة والروح في القصة. اعتمدت الحبكة على الصدفة. والصدفة تضعف القصة القصيرة حسب رأي نقاد عدة.فالبطل لم يحل مشكلته من خلال حبكة متينة بل من خلال لقاء تم بالصدفة وكذلك تأسيس شركة تصادف في ذلك اليوم وهكذا. الروح تنتهي بالتفاؤل لأن مصدره هو التوكل على الله. ولكن هناك سلبية واستسلام غريب فلم نجد مروان احتج على الفصل ولم يسأل عن السبب ولم يرفع قضية . والغريب أن يتلقى نبأ الفصل هاتفيا رغم أن الفصل يتم بكتب رسمية. استمتعت كثيرا بالقصة وتجاوبت معها لأنني أنا أيضا فصلت من عملي ظلما ولكنني لم أسكت ولم أنتظر صدفة رغم توكلي على الله بل رفعت قضية وكسبتها . لك محبتي وأرجو أن تحتمل ملاحظاتي فإن كانت في غير محلها لك مني الاعتذار سلفا. |
|||
17-11-2007, 04:08 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
أخي نعيم :
ملاحظاتك في محلها.. وأنا أنشر ليس من باب إظهار قدراتي وإنما من أجل أن أستمع لآراء القراء والنقاد ... أنا معك في ملاحظاتك ولكني لم أرد أن ألقي الضوء على موقفه وردة فعله من الفصل وانما أردت اظهار قيمة التوكل في الرزق التي يغفل الكثيرون عنها في أيامنا .. وكأن الانسان إذا فصل من عمله سيموت جوعا .. شكرا لقراءتك .. ولا تخف فقل ما شئت فإن لي صدرا كبيرا .. كل الو د |
|||
19-11-2007, 10:43 AM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
قدره جميله على السرد
ولكن أخ ضياء كيف تكون كثيره هي الأشياء التي تثيره ويرتكب حماقات لاجلها وفي ذات الوقت ... متوكلا ومطمئنا حتى لخبر فقده مصدر رزقه؟! اعذر لي مداخلتي ودمت مبدعا |
|||
20-11-2007, 02:19 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
الأديب ضياء
أضاء الله عليك قصتك كانت مباشرة و أسلوبها سهل.. و تغرس مفهوماً جميلاً لدى كل البشر، تغرس مفهوم التوكل و الإعتماد على الله.. و لكن، اسهب قليلاً في معالجة موضوع كهذا... فأنا سعيدة لشيء... أنه يبدو أنك تملك روحاً متفائلة طغت على كل المشكلة في النص.. و لكن أعود لأقول، بعض الأمور صعبة الحل.. و حتى رغم التوكل، يجب منطقياً أن نستطيع معالجة الأمر أكثر.. جميل قلمك يا ضياء.. شكراً لك.. رعاك الله
|
||||
20-11-2007, 04:48 AM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
شيء جميل..
قصة راقية واضحة المضامين ...جميلتها... حيوية تبعث في السطور حياة ..ولي همسة: أسلوب الكاتب الأستاذ ضياء جميل و سلس..وأرى أن له نجاحا كبيرا في الرواية..ربما أكبر من القصة القصيرة..لأسباب عدة منها ماذكره الأستاذ: نعيم عموما القصة راقية ..وجميلة..وكانت حقا وصدقا: "شيء جميل" |
||||
10-12-2007, 10:24 AM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
الأخت مهيرة
أشكر لك قراءتك الجميلة للقصة . ثانيا : كان في البداية تتآكله الهموم ولكنه استطاع أن يتغلب على هذه المشكلة بأن انتصر على همومه وأحزانه . شكرا لك وكل الود . |
|||
15-12-2007, 11:17 PM | رقم المشاركة : 17 | |||
|
أديبتنا كوثر :
لقد تعمدت المباشرة والسهولة حتى تصل الرسالة . فالموضوع لا يحتمل التكثيف المعنوي والتعقيد اللغوي . أنا معك أن الكثير من الامور صعبة الحل ، وإنما هي إضاءة حول هذه القيمة الكبيرة . كل الو د لمرورك الجميل . |
|||
19-12-2007, 02:15 AM | رقم المشاركة : 18 | |||
|
الأديبة تسنيم ، الجمال يتعطر بمرورك
أشكر لك قراءتك الواعية والعميقة كل الو د يرتسم من بعيد |
|||
|
|
|