العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ قال المقال ⊰

⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-02-2022, 11:29 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسين ليشوري
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية حسين ليشوري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسين ليشوري غير متواجد حالياً


Post البُرَة

بسم الله الرحمن الرحيم

الخرصة

[justify]تعود أحداث هذه الحكاية إلى نهايات الستينيات من القرن المنصرم، وبالضبط إلى عامي 68 و69، لما كنتُ طالبا في المعهد التقني في مدينتي أدرس المحاسبة المالية؛ كانت السنة الدراسية الأولى من ثلاث، وكان أستاذ اللغة الفرنسية فرنسيا سكيرا يأتي إلى المعهد سكران يترنح، ويدخل القسم سكران يترنح، ويدرس لنا سكران يترنح ويتلعثم في حديثه، وكنا نحب حصته لنضحك، ومع ذلك كان جادا في تدريسنا وتعليمنا وحريصا على تثقيفنا.

وفي يوم من الأيام الدراسية نظَّم لنا خرجة إلى مركز تربية الخيول المجاور لمعهدنا، لا يفصلهما إلا شارع عريض، لنرى كيف تُربَّى الخيول وكيف يُعْتنى بها، وكانت الخيول إلى عهد قريب من تلك الحقبة تُستعمل في جمع القمامة في المدينة ثم استُبدلت بالشاحنات المخصصة لذلك، وصار مركز تربية الخيول متخصصا في استنتاج الخيول للفروسية، وكان فيه ناد يأتيه الرواد، من ذوي الوجاهة في المدينة، لركوب الخيل وتعلم الفروسية.

تجولنا في المركز صحبة أستاذنا وشاهدنا الخيول والفرسان، وامتدت بنا الزيارة إلى جهة نائية فيها اصطبلات خاصة بالثيران؛ كانت مفاجأة كبيرة لنا إذ لم نكن ندري أن المركز يربي الثيران كذلك، فهذا اكتشاف جديد زاد من ثقافتنا حتما؛ وكم كانت دهشتي كبيرة لما رأيت أحد الثيران، وكان ضخما طويلا ورأسه كأنه برميل من ضخامته، وكانت عيناه السوداوان الكبيرتان الواسعتان تثيران الرعب في الناظر إليها فلا يكاد يطيل التحديق إليهما، وما لفت انتباهي جدا تلك الحلقة الكبيرة الصفراء التي تخرق وتيرة أنفه العريض.

كانت حلقة من نحاس، أو من البرونز، لست أدري، سميكة، قطرها عشر سنتمترات أو تزيد، تلمع في الشمس، واحترت ساعتها عن السبب في وضع تلك الحلقة، الخرصة أو البُرَة، الكبيرة في أنف ذلك الحيوان الضخم المخيف، ثم عرفت أنها لسياقته بسهولة وسلاسة عند تحريكه خارج الاصطبل وللسيطرة عليه عند الحاجة.

تذكرت اليوم، بعد أكثر من نصف قرن، تلك المشاهد ورحت أفكر في "الخرصة" التي يضعها الشيطان في أنوف البشر ليسوقهم حيث يريد، متى يريد، كيف يريد، أنَّى يريد، والكيس الفطن الحذر هو من يستيطع نزع تلك "الخرصة" من أنفه عساه يتخلص من سيطرة إبليس عليه، وأنا مستغرق في تفكيري هذا جالت بذهني الآية الكريمة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(سورة إبراهيم، الآية 22)، فدعوت الله تعالى ألا يجعل للشيطان إليَّ سبيلا، اللهم آمين.
[/justify]

البليدة، عشية يوم الإثنين 19 من رجب 1443 الموافق21 فيفري 2022.






"لأن أكون مصيبا فأُخَطَّأ عُنوةً فأصبر خيرٌ لي من أن أكون مُخطِئا فأُصوَّب نفاقا فأغتر فأصير مصيبةً على نفسي وعلى غيري"
(حسين ليشوري، باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
  رد مع اقتباس
/
قديم 25-02-2022, 10:15 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خديجة قاسم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البُرَة

اللهم لا تجعل للشيطان علينا سبيلا

بوركت أ.حسين ليشوري ودام قلمك ساميا
كل التقدير الاحترام







  رد مع اقتباس
/
قديم 17-03-2022, 02:55 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
حسين ليشوري
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية حسين ليشوري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حسين ليشوري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البُرَة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خديجة قاسم مشاهدة المشاركة
اللهم لا تجعل للشيطان علينا سبيلا
بوركت أ.حسين ليشوري ودام قلمك ساميا
كل التقدير الاحترام
وبورك فيك أستاذة خديجة قاسم واللهم آمين على الدعاء الطيب.
أعتذر إليك عن التأخر في شكرك على المشاركة الجميلة فقد كنت مسافرا وانقطعت كلية عن الشبكة إلا قليلا مما اضطررت إليه.
تحياتي إليك وتقديري لك.






"لأن أكون مصيبا فأُخَطَّأ عُنوةً فأصبر خيرٌ لي من أن أكون مُخطِئا فأُصوَّب نفاقا فأغتر فأصير مصيبةً على نفسي وعلى غيري"
(حسين ليشوري، باحثٌ عن الحقيقة حرٌّ)
  رد مع اقتباس
/
قديم 13-06-2022, 12:58 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البُرَة

عساك بخير أستاذنا الحسين
ثم
حمانا الله جميعا من وسوسة الشياطين
وشياطين الانس تغلبوا على ابليس






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-06-2022, 01:33 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: البُرَة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين ليشوري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

الخرصة

[justify]تعود أحداث هذه الحكاية إلى نهايات الستينيات من القرن المنصرم، وبالضبط إلى عامي 68 و69، لما كنتُ طالبا في المعهد التقني في مدينتي أدرس المحاسبة المالية؛ كانت السنة الدراسية الأولى من ثلاث، وكان أستاذ اللغة الفرنسية فرنسيا سكيرا يأتي إلى المعهد سكران يترنح، ويدخل القسم سكران يترنح، ويدرس لنا سكران يترنح ويتلعثم في حديثه، وكنا نحب حصته لنضحك، ومع ذلك كان جادا في تدريسنا وتعليمنا وحريصا على تثقيفنا.

وفي يوم من الأيام الدراسية نظَّم لنا خرجة إلى مركز تربية الخيول المجاور لمعهدنا، لا يفصلهما إلا شارع عريض، لنرى كيف تُربَّى الخيول وكيف يُعْتنى بها، وكانت الخيول إلى عهد قريب من تلك الحقبة تُستعمل في جمع القمامة في المدينة ثم استُبدلت بالشاحنات المخصصة لذلك، وصار مركز تربية الخيول متخصصا في استنتاج الخيول للفروسية، وكان فيه ناد يأتيه الرواد، من ذوي الوجاهة في المدينة، لركوب الخيل وتعلم الفروسية.

تجولنا في المركز صحبة أستاذنا وشاهدنا الخيول والفرسان، وامتدت بنا الزيارة إلى جهة نائية فيها اصطبلات خاصة بالثيران؛ كانت مفاجأة كبيرة لنا إذ لم نكن ندري أن المركز يربي الثيران كذلك، فهذا اكتشاف جديد زاد من ثقافتنا حتما؛ وكم كانت دهشتي كبيرة لما رأيت أحد الثيران، وكان ضخما طويلا ورأسه كأنه برميل من ضخامته، وكانت عيناه السوداوان الكبيرتان الواسعتان تثيران الرعب في الناظر إليها فلا يكاد يطيل التحديق إليهما، وما لفت انتباهي جدا تلك الحلقة الكبيرة الصفراء التي تخرق وتيرة أنفه العريض.

كانت حلقة من نحاس، أو من البرونز، لست أدري، سميكة، قطرها عشر سنتمترات أو تزيد، تلمع في الشمس، واحترت ساعتها عن السبب في وضع تلك الحلقة، الخرصة أو البُرَة، الكبيرة في أنف ذلك الحيوان الضخم المخيف، ثم عرفت أنها لسياقته بسهولة وسلاسة عند تحريكه خارج الاصطبل وللسيطرة عليه عند الحاجة.

تذكرت اليوم، بعد أكثر من نصف قرن، تلك المشاهد ورحت أفكر في "الخرصة" التي يضعها الشيطان في أنوف البشر ليسوقهم حيث يريد، متى يريد، كيف يريد، أنَّى يريد، والكيس الفطن الحذر هو من يستيطع نزع تلك "الخرصة" من أنفه عساه يتخلص من سيطرة إبليس عليه، وأنا مستغرق في تفكيري هذا جالت بذهني الآية الكريمة: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(سورة إبراهيم، الآية 22)، فدعوت الله تعالى ألا يجعل للشيطان إليَّ سبيلا، اللهم آمين.
[/justify]

البليدة، عشية يوم الإثنين 19 من رجب 1443 الموافق21 فيفري 2022.
سلام عليك أستاذي الحسين وعساك بخير
ثم
قرأت النص من جديد
وأقول فقط أكبر شيطان اليوم ،هو الإنسان في هذا الزمن المتردي الذي يبيع الخرصة ويضحك على من اشتراها
وللأسف هذا النوع استفحل بقوة قبحا تناسل

همسة

لنرى كيف تُربَّى الخيول ؟؟ لـ نر

تقديري بلا ضفاف أستاذي






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:55 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط