|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-03-2011, 01:28 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
كان الفن في كل الأزمنة مؤئلاً للانسان يجد في التمتع بمنجزاته راحته النفسية ويركن من خلاله الى تأملاته ويجد فيه متنفساً لأشواقه وتطلعاته وهو الذي يرطب جفاف الحياة اليومية وقساوتها.
الفن بكل فروعه أكان نغماً أو كلمة أو صورة. مسموعاً أو مقروءاً أو مرئياً ضرورة لا يمكن للانسان أن يستغني عنها ونحن في عصرنا الذي اتسع فيه طغيان الآلة ربما كنا بحاجة الى زاد أوفر، من أي عصر مضى من المتعة الفنية وذلك في سبيل ارساء نوع من التوازن بين ضجيج الحياة المعاصرة والغذاء الروحي للنفس البشرية». بهذا المفهوم العميق والرؤية الشاملة الدقيقة لمهمة الفن في هذا الزمن المحاصر بانسياح التكنولوجيا والمادة والمنعكس في احساس الانسان المعاصر: شعوراً طاغياً بالقلق والخوف على المصير والاغتراب المرعن الذات وفيها. يعتبر الفنان الراحل محمود حماد أحد بناة الحركة التشكيلية السورية المعاصرة له تجربة طويلة ومتشعبة مع الفن لعل أبرزها وأهمها تلك التي اتجه فيها الى الحروفية. تلخص تجربة هذا الفنان الرائد بثلاث مراحل هي: *** المرحلة الأولى: وقد استمرت من عام 1940 وحتى عام 1958، وهي مرحلة الدراسة والتجريب والتكون، وقد كانت مليئة بالتردد والبحث شابتها تأثيرات مختلفة مع بقائها ضمن المجال التشخيصي وكانت تجربة مفيدة بالرغم من ضحالة قيمتها الفنية ذلك لأنها مهدت للمرحلة الثانية. *** المرحلة الثانية: وقد دعت بمرحلة «حوران» وفيها تبلورت تجربة الفنان محمود حماد واتخذت خطاً شخصياً واضحاً في الشكل واللون والمضمون. كانت مادتها الأولى انسان الريف في مواقفه الحياتية المختلفة. تطورت عناصر هذه المرحلة الى ان ابتعدت تدريجياً عن أشكال المرئيات ممهدة بذلك الى المرحلة الثالثة. *** المرحلة الثالثة: بدأت معه عام 1963 واستمرت حتى وفاته في العام 1988. في هذه المرحلة استخدم الفنان محمود حماد الأشكال المجردة، مستفيداً من امكانيات ومعطيات وأشكال وحركة الكتابة العربية، وذلك لتكوين صور مثالية تخضع بحرية مطلقة لمتطلبات العمل الفني. والمتتبع لتجربة حماد الفنية خلال هذه المرحلة الطويلة يرى انه استطاع توظيف خبراته وكشوفاته التقنوية والتشكيلية القادمة من ممارسة مستمرة للانتاج الفني وتواصل دائم مع البحث الدؤوب والجاد والعميق. من أجل خلق تجربة حروفية متميزة عرف من خلالها وشاعت وتأصلت وأكدت حضورها الفاعل، في التشكيل السوري المعاصر. لقد استخدم الفنان محمود حماد الكتابة العربية في لوحته من خلال منظور خاص قلما نجد له مثيلاً في التجارب الحروفية العربية المعاصرة إذ ان الحرف العربي في لوحته يشكل نسيجها المعماري المتداخل والمتين وعنصرها الأساس الذي يغطي كامل مساحتها ويتحاور مع التقطيعات الهندسية المدروسة بعناية فائقة وبكل توافق وانسجام وجمال. اللوحة الحروفية لدى الفنان حماد دراسة عقلية حسية رفيعة تختزل خبراته الطويلة في التشكيل وبناء التكوين وانسجام الألوان وقوة ايحاءاتها وهو لا يولي اهتماماً كبيراً لمعنى الكلمة المستخدمة في اللوحة بقدر مايولي الاهتمام لقيمها المجردة وتشكيلاتها المعبرة لذلك فالحرف لديه يتداخل في صلب التكوين بل قد يقوم التكوين بكامله عليه. بمعنى أن المضمون الدلالي أو المعنى المباشر للحرف العربي أو الكلمة في اللوحة. لم يكن هو ما يشغل بال الفنان حماد عند بناء اللوحة بقدر مايشغله المعنى الدلالي لحركة الحرف وتكوينات الكلمة التي قد تتوافق وشكل ما في الواقع أو لا تتوافق. يقول ا لفنان حماد: «تبدأ اللوحة بيضاء في أكثر الأحيان حركة اليد تملأ الفراغ دون سابق تهيئة معتمدا على الحس ومراقبة التوازن بين الأشكال والخطوط، ثم اتركها لأعود اليها بعين مرتاحة وذهن ناقد لأوزان وأوجد الانسجام بين مختلف أجزائها وكثيراً ما يمحى مابدأت به لتظهر الأشكال الجديدة واترك للحس مهمة التوقف عن العمل. هناك عاملان هامان في اللوحة: العفوية وعامل المراقبة العقلية في الانجاز. تأليف اللوحة عندي هو تأليف جديد خلق لواقع جديد، هو واقع اللوحة وهذا لا يمنع أن يوحي العمل بصلة قريبة بشئ في الواقع». هذا يعني بأن الفنان محمود حماد يحاول الاستفادة من القيم التشكيلية والتجريدية التي يملكها الحرف العربي، لتقديم لوحات حديثة بتقانات مختلفة وضمن مفاهيم معاصرة للفن. صحيح هو يستخدم كلمة أو حرف أو جملة ينطلق منها لكن هذه الحروف أو الكلمات أو الجمل ليست هامة عنده لناحية ماتملكه من معان أدبية بقدر ماهي هامة لما تقدمه من محرض مبدئي لتأليف لوحته ومن أجل هذا تراه يولي الأهمية الرئيسة للعلاقات الفنية التي يضمنها العمل أكثر من المعاني الأدبية. هكذا ينطلق من الكلمة المحرض الى آفاق الخلق الواسعة حيث تولد وتتكامل وتتناسق اللوحة تشكيلياً أولاً ثم ايحائياً ثانياً. صحيفة تشرين د.محمود شاهين |
|||
12-03-2011, 07:19 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
سلام الله
والشكر للصبا على الرفد الجميل ودنا |
||||
12-03-2011, 07:59 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
نعم
الفن هو طريقنا لرؤية الأشياء بشكل مُغاير بشكل مرهف الوارفة صبا استراحة طيبة برفقة هذا المقال الشيّق ألف شكر |
||||
13-03-2011, 11:07 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
الرائعة صبا
مُمتنةٌ أنا وصباحي في رحاب هذا المقال الجميل تحيتي لكِ |
|||
10-09-2012, 03:25 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
الفن يستسيغ كل الافكار والحروف ويصيغها جمالية عبر الريشة واللون
شكرا لصبا الجميلة على الرفد الطيب واشتقناك اختي زهراء
|
||||
11-11-2012, 12:58 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
اعود هنا قراءة مستفيضة ومتملة واقف هنا
اقتباس:
|
|||||
24-06-2022, 10:51 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: القيم الجمالية والتعبيرية للكتابة العربية
جمعه مباركة أل فينيق.. كم اشتقت نفسي هناا.. كانت صولات و جولات ووقت ممتلئ بالثقافه و العلم و الادب.. دمتم بخير وصحه وسلامه يارب العالمين
|
|||
|
|
|