غريبٌ على سورِ مكة

[عادل عبد القادر]

و من سورِ مكه
و سوقِ عكاظْ
الى قلبِ ندوه
تحدّقُ فيه العيونُ الغلاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و حارَ
و جابَ الديارا
فيوماً ينامُ بقلبِ الحسانِ
و يوماً يعاتبُ أمرَ الزمانِ
و يوماً يجىءُ
و يوماً يفىءُ
على بابِ قصرِ الخليفهْ
يفضُ المُدامَ
و يرخى النصيفا
و يتلو على مسمعيهِ النسيبا
مكرٌ.. مفرٌ
على راحتيهِ.... مكرٌ
و من حارسيهِ...مفرٌ
و يحكى عن الخيلِ و الليلِ يحكى
عن الجندِ و البيدِ يحكى
عن الوصلِ و العذلِ يحكى
و كيف يشقُّ الصفوفا
و كيف يلمُّ الحروفا
و كيف يغازلُ كلَّ النساءِ
و بين الغناءِ
و عقرِ الكؤوسِ
تسحً الدنانيرُ فوق الرؤوسِ
يموتُ الحسودُ
و يشقى العذولُ
و يبقى النشــيدُ
فعولـن فعـــولُ
و كان اقترابــاً
فصار اغتراباً
و كان اعترافاً
فصار احترافاً
و صار ابتداعاً
و ملْكاً.. مشاعاً
و من يومِ بدءٍ
الى بدءِ يومٍ
الى يومِ من باعَ حبلَ النجاةِ
بحبلِ القيادِ
و من باعَ يوماً دماءَ الدواةِ
و شجو المدادِ
مروراً بمن ذاقَ طعم المنامِ
و طعمَ السهادِ
تبدلَ هذا الغريبُ الملولُ
و صاح الخليلُ
أ عزّ الوصولُ ؟
أ ضاقَ الحلولُ ؟
فعند المساءِ
يحطُّ الرحالَ بأرضِ العراقِ
و ينكرُ فى الليلِ صوتَ الخباءِ
و يبكى (ابنَ بردٍ)
و خانَ الوليدِ
و يهربُ كى لا تراه الجنودُ
و من سورِ بابلَ
طارَ البراقُ
الى شاطىء النيلِ عند الصباحِ
فيسمع فى النهرِ صوتَ النواحِ
عذابَ الضعافِ
شجونَ الجراحِ
رحيلَ السنينِ
و شدوَ القوافلِ فى كلِّ بينْ
و ليلاً
و عينْ
فيخرجُ من صلبها كالهوامِ
لأرضِ الشآمِ
فيغرف من بردها غرفتينْ
و يغنم من أرزها حبتينْ
و عند الغروبِ
يودع فى دربها دمعتينْ
يموتُ على رسلها مرتينْ
و يمضى ذبيحاً
و يمضى ذبيحاً
و من سورِ مكه
و سوقِ عكاظْ
الى قلبِ مقهى
تحدقُ فيه العيونُ الشواظْ
يضيعُ الغريبُ بشاىِ المساءِ
بدخانِ تبغٍ
و نرجيلتينْ
برميةِ نردٍ
كلفتةِ جيدٍ
و تفاحتينْ
من الحنظلِ الخامِ
لا من لجينْ
كساعاتِ بينِ
تقولُ لبينى
عِ عبرتينْ
د ِ درتينْ
لِ لفتتينْ
لوجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ
و يبكى الزمانُ
على عهدِ( قيس)
و عهدِ الفتى
(غريبَ اللسانِ)
و من سور مكه
و سوقِ عكاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و ضاعَ
و حطَّ الشراعَ
و قالت جميعُ الحروفِ
وداعاً وداعا
........
عِ فعل أمر بمعنى كن على وعى
دِ فعل أمر بمعنى أدفع الدية
لِ فعل أمر بمعنى تولى الولاية

[ريمه الخاني]

مااروع هذا النص
حمدا لله اني مررت
كل التقدير

[ماهر المقوسي]

جميل.. لن أكتفي بقراءة واحدة.. كل الاحترام لقلمك أخي الحبيب

[هدى عبد الرحمن]

[align=center]كساعاتِ بينِ
تقولُ لبينى
عِ عبرتينْ
د ِ درتينْ
لِ لفتتينْ
لوجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ[/align]
[align=center]المكرم عادل...(عِ) ..(ا)..(د) ِ.. (لِ) ..مسبحةٌ هذه اللغةُ بينَ يديكَ يا العادل و ما انفرطََ منها لؤلؤٌ ...تفاصيلُ صغيرة رصدتْها عدسة الألق بين يديكَ..فكنتَ ذاكرةَ الشّعر التي تحْفظُ الألقَ عن ظهرِِ براعةٍ....
تحيتي الـتي لا تنتهي...
خضراء القلب هدى[/align]

[ضياء البرغوثي]

أخي عادل

نص جميل ، احتراف في اقتناص المعنى ، واستخدام الصور والاخيلة ،

نرجو أن يتسع وقتك للإطلاع على نصوص بقية الزملاء من أجل اثراء العلاقة التشاركية ،

ود لا ينضب . .

[عبد الجليل عليان]

نصّ غاية في الرشاقة

[نافع سلامة]

جميل أخي عادل
بارك الله فيك
كن بخير
رمضان كريم

[زياد السعودي]

تحية بيضاء كروحك
لعنايتكم
ولاغراض العلاقة التشاركية
رافقونا :
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=6216
ولنا عودة لميمون حرفكم
مع وافر التقدير

[عبدالعظيم الكاظمي]

الاخ
الاديب
عادل
الف تحية لكل همس روح صادق
من بين كل الاشياء من حولنا
يولد الابداع والمبدعين
وانت ايها الرائع
اسعدتني بمروري هنا
كل هذا الجمال
ولي عودة
دمت بالف خير
عبدالعظيم

[بشرى بدر]

[align=center]الشاعر المكرم عادل عبد القادر :

جميلة هي تلك الرحلة الـّتي ابتدأها الحرف من ندوة عكاظيـّة دخلها في قداسة

و طاف فيها من الأماكن ما شاء له الطواف .. و تقلـّبت فيها أحواله فهو الفارس

و هو العاشق بلون عذرة تارة و ابن أبي ربيعة أخرى .. و المادح و المتكسـّب ..

و الـّتي كان ختامها خيبة و خسارة .. فما كان منه إلاّ أن ودّع و كتب الوصيّة

لمن بعده / وعي .. دفع الدية .. تقديم الولاء / .. أخي الكريم : إذا ما كانت

الكلمة قد أدهشت في بديعها و إبداعها فإنّ الهدف قد فاقها دهشة سؤال ..

لم نكتب يا أخي ؟ تراه إدمان ما يحمل لنا السمّ و نحن بكامل وعينا و رغبة لا وعينا ؟

لك تحيّتي بعطر مودّة .. و دمت .

[/align]

[د. عبدالله حسين كراز]

أخي الشاعر عادل عبدالقادر

حين نمر أمام بهو لوحتك تستأثرنا صور تحكي الكثير عن قصص اليومي والواقعي وتأسرنا لغة النص التي تنبجس من نافورة التجربة بكل تفاصيلها وتضاريسها. نعم هنا نص تتراسل فيه الفكر والثيمات وبؤر الجمال لخدمة الفكرة الرئيسة، بحيث تطغى نبرة الأسى واللوعة والسوداوية على فضاء النص، ورغم ذلك يبقى الأمل في التغيير والتبديل والتحول نحو حلم يتحقق عند "سور مكة" أو "سوق عكاظ" كما تشاء ملكة الفكرة والشاعرية. وما يجمّل النص أكثر ويعزز من جمالياته هو تسيد الرمزية والبنية التصويرية والانطباعية فيه تخرج بعبق الكلمات والبوح كي تأسر قلب القارئ وتهيمن على ذائقته ووصولاً لحالة من التماهي والمشاركة الانطباعية في المشاعر والأحاسيس والرؤى. وحين

تبدلَ هذا الغريبُ و حارَ
و جابَ الديارا

لا بد أن يكون هناك مزيد صور وأخيلة ومدلولات شاعرية تتجاور فيها العبارات التي تقول الكثير عن الحالة التي يعرض لها النص في أجواء مشحونة بالقلق والتوتر، وهي مشاعر صادقة ومؤثرة، بحيث تكون نتيجة التبدل والجوب في الديار مرسومة في تفاصيل لوحةٍ تقول في وقت يعز فيه الكلام والحل

فيوماً ينامُ بقلبِ الحسانِ
و يوماً يعاتبُ أمرَ الزمانِ
و يوماً يجىءُ
و يوماً يفىءُ
على بابِ قصرِ الخليفهْ

والحال تلك فيها تناص مع الأجمل من البوح، فيها مكرٌ ومفرٌ بطريقة الشاعر حين " يحكى عن الخيلِ و الليلِ" وعن "الجندِ و البيدِ" وتتداعى الصور المتممة للوحة الشاعرية والشعورية في مضارع الزمن المتواصل والحثيث، إذ :

يموتُ الحسودُ
و يشقى العذولُ
و يبقى النشــيدُ
فعولـن فعـــولُ

وفي استدعاء عبقري للذاكرة المدججة بالمشاعر ومعالم التجربة التي أثْرَت النص يكون الاغتراب بدل الاقتراب بكل ما تحمله الصورة من إرهاصات وتداعيات لدى المتلقين وبكل ما تعكسه الحالة الشعورية من لدن شاعر أتقن فن الأداء والتعبير وتمكن من اللغة وفجرها مستفيداً من طاقتها حين تاتلف الفكرة في السياق العام لأجواء البوح المعبق بموسيقاه ونبض حروفه وبنية تعابيره وتراسل الفكرة في وحدتيها العضوية والموضوعية.
ومع سمو الفكرة وانصياعها للذات الشاعرة ينجح الشاعر بالتعبير عن حالة أكثر إنسانيةً وحيويةً وصدقاً، لما نراه في واقع يعج بالمشاهد ذاتها والصور نفسها التي يستحضرها النص ويجترها من بوتقة التجربة وفروع نبتتها، غلى أن نصل مع النص إلى "يومِ من باعَ حبلَ النجاةِ" و " من باعَ يوماً دماءَ الدواةِ" ليكون التأزم حين "تبدلَ هذا الغريبُ الملولُ" و " صاح الخليلُ".
وفي غمرة البوح الحميمي يستطرد النص تفاصيل التجربة في استحضار المكان من زوايا عدة، في عرض مؤسطر للمكان عبر دوامة الزمان. ففي "أرض العراق" نشاهد الليل ونسمع "صوت الخباءِ" و بكاء (ابنَ بردٍ) ونتأمل "خانَ الوليدِ" حين "يهربُ كى لا تراه الجنودُ" وحين يطير "البراق" مستأنساً بشاطئ "النيلِ"
ولكن في مشهد يبعث على الحزن والقلق والحيرة والتأسي، لما يذكرنا النص بتقنية استرجاع الماضي وفوح شذاه ممتزجاً بمرارة الحاضر حين نسمع "في النهر صوتَ النواحِ" و "عذابَ الضعافِ" و "شجونَ الجراحِ" وما يتبع ذلك كله من صور الضياع والاغتراب والحيرة والتشظي الجسدي في المكان وعبر دوامات الزمان ، والنفسي عبر مزيد قلق واسى وحزن وتوحد مع مشاهد من " سورِ مكه" و "سوقِ عكاظْ" وصولاً "الى قلبِ مقهى،" لنطل على "وجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ" ونرى بكل مرارة المشهد المتكرر عندما "يبكى الزمانُ" وحين واصل "الغريب" تبدله وضياعه وحين " حطَّ الشراعَ" في لوحةٍ رسمت فيها حالة من الوداع بكل لغات الأرض.

النص إلى هنا يتسم بالرمزية في عرض فكرته المهيمنة على فضاء الحالة المرسومة في تكرار للمشهد ذاته في المكان - باختلافاته وتبدلاته - وعبر موج الزمان المتصاعد حيث مزيد سوداوية، وأسى، نص فيه بؤر الجماليات تعكس قدرة الشاعر على استكناه رحم التجربة وعرض تفاصيله على القارئ الذي لا بد وان يتماهى معه في كل حرف وتعبير وصورة وخيال. وظق الشاعر تقنيات شاعرية وشعرية فنية كالتناص والازاحة والتجاور واستحضار معادلات موضعية تلائم الفكرة وثيماتها والحالة التي يتعرض لها النص بوعي الشاعر وصدق بوحه، ثم استخدامه للمجاز والمحسنات مما عزز الفكرة والمضمون بكل ما يحمله النص من دلالات وإشارت وإيحاءات تشرق في سمائه ولا يكتنفها غموض يعجز الاستيعاب معه.

كن بخير أخي عادل ومزيد ألق

هذا مرور توحد وإعجاب

د. عبدالله حسين كراز

[قاصد الكحلاني]

و من سور مكه
و سوقِ عكاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و ضاعَ
و حطَّ الشراعَ
و قالت جميعُ الحروفِ
وداعاً وداعا


هي غربة الشاعر في رحلته الأبدية نحو الخلود


دمت مبدعا أخي عادل
مع خالص التحيات

[ميسون الارياني]

يودع فى دربها دمعتينْ
يموتُ على رسلها مرتينْ
و يمضى ذبيحاً

رائع استاذي الكريم
دمت
فائق تقديري

[زياد السعودي]

الجميل عادل
ثمة من صافح نبضك هنا

ود

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريمه الخاني

مااروع هذا النص
حمدا لله اني مررت
كل التقدير

ريمه
و أنا أيضاً أحمد الله أنك مررت من هنا
بمرورك زاد النص إشراقاً
دمت بكل الخير
مودة

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماهر المقوسي

جميل.. لن أكتفي بقراءة واحدة.. كل الاحترام لقلمك أخي الحبيب

ماهر
أهلاً بك دوماً
نسعد بلقاءك
محبتى

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان حماد

وقالت جميع الحروف وداع وداع
ايييه يا عادل
وكلنا غرباء في الوطن
قال لي اخ عزيز جدا
لم تعاملني عاصمة دولتي كابن بل عاملتني كزوجة اب
قلت له
كلنا في الهم عُربُ وغرباء في اوطاننا
اخي عادل اثرت شجوني
لله درك
تحيتي

عدنان
نحن الشعراء
أبناء الارض الغرباء
هذا قدرنا
سعدت بمرورك وبدد وحشتى
محبتى

[علي عضيبات]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل عبد القادر

و من سورِ مكه
و سوقِ عكاظْ
الى قلبِ ندوه
تحدّقُ فيه العيونُ الغلاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و حارَ
و جابَ الديارا
فيوماً ينامُ بقلبِ الحسانِ
و يوماً يعاتبُ أمرَ الزمانِ
و يوماً يجىءُ
و يوماً يفىءُ
على بابِ قصرِ الخليفهْ
يفضُ المُدامَ
و يرخى النصيفا
و يتلو على مسمعيهِ النسيبا
مكرٌ.. مفرٌ
على راحتيهِ.... مكرٌ
و من حارسيهِ...مفرٌ
و يحكى عن الخيلِ و الليلِ يحكى
عن الجندِ و البيدِ يحكى
عن الوصلِ و العذلِ يحكى
و كيف يشقُّ الصفوفا
و كيف يلمُّ الحروفا
و كيف يغازلُ كلَّ النساءِ
و بين الغناءِ
و عقرِ الكؤوسِ
تسحً الدنانيرُ فوق الرؤوسِ
يموتُ الحسودُ
و يشقى العذولُ
و يبقى النشــيدُ
فعولـن فعـــولُ
و كان اقترابــاً
فصار اغتراباً
و كان اعترافاً
فصار احترافاً
و صار ابتداعاً
و ملْكاً.. مشاعاً
و من يومِ بدءٍ
الى بدءِ يومٍ
الى يومِ من باعَ حبلَ النجاةِ
بحبلِ القيادِ
و من باعَ يوماً دماءَ الدواةِ
و شجو المدادِ
مروراً بمن ذاقَ طعم المنامِ
و طعمَ السهادِ
تبدلَ هذا الغريبُ الملولُ
و صاح الخليلُ
أ عزّ الوصولُ ؟
أ ضاقَ الحلولُ ؟
فعند المساءِ
يحطُّ الرحالَ بأرضِ العراقِ
و ينكرُ فى الليلِ صوتَ الخباءِ
و يبكى (ابنَ بردٍ)
و خانَ الوليدِ
و يهربُ كى لا تراه الجنودُ
و من سورِ بابلَ
طارَ البراقُ
الى شاطىء النيلِ عند الصباحِ
فيسمع فى النهرِ صوتَ النواحِ
عذابَ الضعافِ
شجونَ الجراحِ
رحيلَ السنينِ
و شدوَ القوافلِ فى كلِّ بينْ
و ليلاً
و عينْ
فيخرجُ من صلبها كالهوامِ
لأرضِ الشآمِ
فيغرف من بردها غرفتينْ
و يغنم من أرزها حبتينْ
و عند الغروبِ
يودع فى دربها دمعتينْ
يموتُ على رسلها مرتينْ
و يمضى ذبيحاً
و يمضى ذبيحاً
و من سورِ مكه
و سوقِ عكاظْ
الى قلبِ مقهى
تحدقُ فيه العيونُ الشواظْ
يضيعُ الغريبُ بشاىِ المساءِ
بدخانِ تبغٍ
و نرجيلتينْ
برميةِ نردٍ
كلفتةِ جيدٍ
و تفاحتينْ
من الحنظلِ الخامِ
لا من لجينْ
كساعاتِ بينِ
تقولُ لبينى
عِ عبرتينْ
د ِ درتينْ
لِ لفتتينْ
لوجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ
و يبكى الزمانُ
على عهدِ( قيس)
و عهدِ الفتى
(غريبَ اللسانِ)
و من سور مكه
و سوقِ عكاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و ضاعَ
و حطَّ الشراعَ
و قالت جميعُ الحروفِ
وداعاً وداعا
........
عِ فعل أمر بمعنى كن على وعى
دِ فعل أمر بمعنى أدفع الدية
لِ فعل أمر بمعنى تولى الولاية

==========
لوحة فنيقية زاخرة بالخيال الشعري والمعاني السماوية الزرقاء.
تبدل هذا الغريب وضاع
وحط الشراع
وقالت جميع الحروف وداعا وداع
سلمت ايها الفنيقي المبدع.

[د. عبدالله حسين كراز]

النص القصيدة

[align=right]غريبٌ على سورِ مكة للشاعر عادل عبدالقادر

و من سورِ مكه
و سوقِ عكاظْ
الى قلبِ ندوه
تحدّقُ فيه العيونُ الغلاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و حارَ
و جابَ الديارا
فيوماً ينامُ بقلبِ الحسانِ
و يوماً يعاتبُ أمرَ الزمانِ
و يوماً يجىءُ
و يوماً يفىءُ
على بابِ قصرِ الخليفهْ
يفضُ المُدامَ
و يرخى النصيفا
و يتلو على مسمعيهِ النسيبا
مكرٌ.. مفرٌ
على راحتيهِ.... مكرٌ
و من حارسيهِ...مفرٌ
و يحكى عن الخيلِ و الليلِ يحكى
عن الجندِ و البيدِ يحكى
عن الوصلِ و العذلِ يحكى
و كيف يشقُّ الصفوفا
و كيف يلمُّ الحروفا
و كيف يغازلُ كلَّ النساءِ
و بين الغناءِ
و عقرِ الكؤوسِ
تسحً الدنانيرُ فوق الرؤوسِ
يموتُ الحسودُ
و يشقى العذولُ
و يبقى النشــيدُ
فعولـن فعـــولُ
و كان اقترابــاً
فصار اغتراباً
و كان اعترافاً
فصار احترافاً
و صار ابتداعاً
و ملْكاً.. مشاعاً
و من يومِ بدءٍ
الى بدءِ يومٍ
الى يومِ من باعَ حبلَ النجاةِ
بحبلِ القيادِ
و من باعَ يوماً دماءَ الدواةِ
و شجو المدادِ
مروراً بمن ذاقَ طعم المنامِ
و طعمَ السهادِ
تبدلَ هذا الغريبُ الملولُ
و صاح الخليلُ
أ عزّ الوصولُ ؟
أ ضاقَ الحلولُ ؟
فعند المساءِ
يحطُّ الرحالَ بأرضِ العراقِ
و ينكرُ فى الليلِ صوتَ الخباءِ
و يبكى (ابنَ بردٍ)
و خانَ الوليدِ
و يهربُ كى لا تراه الجنودُ
و من سورِ بابلَ
طارَ البراقُ
الى شاطىء النيلِ عند الصباحِ
فيسمع فى النهرِ صوتَ النواحِ
عذابَ الضعافِ
شجونَ الجراحِ
رحيلَ السنينِ
و شدوَ القوافلِ فى كلِّ بينْ
و ليلاً
و عينْ
فيخرجُ من صلبها كالهوامِ
لأرضِ الشآمِ
فيغرف من بردها غرفتينْ
و يغنم من أرزها حبتينْ
و عند الغروبِ
يودع فى دربها دمعتينْ
يموتُ على رسلها مرتينْ
و يمضى ذبيحاً
و يمضى ذبيحاً
و من سورِ مكه
و سوقِ عكاظْ
الى قلبِ مقهى
تحدقُ فيه العيونُ الشواظْ
يضيعُ الغريبُ بشاىِ المساءِ
بدخانِ تبغٍ
و نرجيلتينْ
برميةِ نردٍ
كلفتةِ جيدٍ
و تفاحتينْ
من الحنظلِ الخامِ
لا من لجينْ
كساعاتِ بينِ
تقولُ لبينى
عِ عبرتينْ
د ِ درتينْ
لِ لفتتينْ
لوجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ
و يبكى الزمانُ
على عهدِ( قيس)
و عهدِ الفتى
(غريبَ اللسانِ)
و من سور مكه
و سوقِ عكاظْ
تبدلَ هذا الغريبُ و ضاعَ
و حطَّ الشراعَ
و قالت جميعُ الحروفِ
وداعاً وداعا
........
عِ فعل أمر بمعنى كن على وعى
دِ فعل أمر بمعنى أدفع الدية
لِ فعل أمر بمعنى تولى الولاية

القراءة:

[align=center]حراك الكلمات: نظرة ذاتية في "غريب على سور مكة"[/align]

حين نمر أمام بهو اللوحة الشعاعرية والفنية هنا تستأثرنا صور تحكي الكثير عن قصص اليومي والواقعي وتأسرنا لغة النص التي تنبجس من نافورة التجربة بكل تفاصيلها وتضاريسها. نعم هنا نص تتراسل فيه الفكر والثيمات وبؤر الجمال لخدمة الفكرة الرئيسة، بحيث تطغى نبرة الأسى واللوعة والسوداوية على فضاء النص، ورغم ذلك يبقى الأمل في التغيير والتبديل والتحول نحو حلم يتحقق عند "سور مكة" أو "سوق عكاظ" كما تشاء ملكة الفكرة والشاعرية. وما يجمّل النص أكثر ويعزز من جمالياته هو تسيد الرمزية والبنية التصويرية والانطباعية فيه تخرج بعبق الكلمات والبوح كي تأسر قلب القارئ وتهيمن على ذائقته ووصولاً لحالة من التماهي والمشاركة الانطباعية في المشاعر والأحاسيس والرؤى. وحين

تبدلَ هذا الغريبُ و حارَ
و جابَ الديارا

لا بد أن يكون هناك مزيد صور وأخيلة ومدلولات شاعرية تتجاور فيها العبارات التي تقول الكثير عن الحالة التي يعرض لها النص في أجواء مشحونة بالقلق والتوتر، وهي مشاعر صادقة ومؤثرة، بحيث تكون نتيجة التبدل والجوب في الديار مرسومة في تفاصيل لوحةٍ تقول في وقت يعز فيه الكلام والحل

فيوماً ينامُ بقلبِ الحسانِ
و يوماً يعاتبُ أمرَ الزمانِ
و يوماً يجىءُ
و يوماً يفىءُ
على بابِ قصرِ الخليفهْ

والحال تلك فيها تناص مع الأجمل من البوح، فيها مكرٌ ومفرٌ بطريقة الشاعر حين " يحكى عن الخيلِ و الليلِ" وعن "الجندِ و البيدِ" وتتداعى الصور المتممة للوحة الشاعرية والشعورية في مضارع الزمن المتواصل والحثيث، إذ :

يموتُ الحسودُ
و يشقى العذولُ
و يبقى النشــيدُ
فعولـن فعـــولُ

وفي استدعاء عبقري للذاكرة المدججة بالمشاعر ومعالم التجربة التي أثْرَت النص يكون الاغتراب بدل الاقتراب بكل ما تحمله الصورة من إرهاصات وتداعيات لدى المتلقين وبكل ما تعكسه الحالة الشعورية من لدن شاعر أتقن فن الأداء والتعبير وتمكن من اللغة وفجرها مستفيداً من طاقتها حين تاتلف الفكرة في السياق العام لأجواء البوح المعبق بموسيقاه ونبض حروفه وبنية تعابيره وتراسل الفكرة في وحدتيها العضوية والموضوعية.
ومع سمو الفكرة وانصياعها للذات الشاعرة ينجح الشاعر بالتعبير عن حالة أكثر إنسانيةً وحيويةً وصدقاً، لما نراه في واقع يعج بالمشاهد ذاتها والصور نفسها التي يستحضرها النص ويجترها من بوتقة التجربة وفروع نبتتها، غلى أن نصل مع النص إلى "يومِ من باعَ حبلَ النجاةِ" و " من باعَ يوماً دماءَ الدواةِ" ليكون التأزم حين "تبدلَ هذا الغريبُ الملولُ" و " صاح الخليلُ".
وفي غمرة البوح الحميمي يستطرد النص تفاصيل التجربة في استحضار المكان من زوايا عدة، في عرض مؤسطر للمكان عبر دوامة الزمان. ففي "أرض العراق" نشاهد الليل ونسمع "صوت الخباءِ" و بكاء (ابنَ بردٍ) ونتأمل "خانَ الوليدِ" حين "يهربُ كى لا تراه الجنودُ" وحين يطير "البراق" مستأنساً بشاطئ "النيلِ"
ولكن في مشهد يبعث على الحزن والقلق والحيرة والتأسي، لما يذكرنا النص بتقنية استرجاع الماضي وفوح شذاه ممتزجاً بمرارة الحاضر حين نسمع "في النهر صوتَ النواحِ" و "عذابَ الضعافِ" و "شجونَ الجراحِ" وما يتبع ذلك كله من صور الضياع والاغتراب والحيرة والتشظي الجسدي في المكان وعبر دوامات الزمان ، والنفسي عبر مزيد قلق واسى وحزن وتوحد مع مشاهد من " سورِ مكه" و "سوقِ عكاظْ" وصولاً "الى قلبِ مقهى،" لنطل على "وجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ" ونرى بكل مرارة المشهد المتكرر عندما "يبكى الزمانُ" وحين واصل "الغريب" تبدله وضياعه وحين " حطَّ الشراعَ" في لوحةٍ رسمت فيها حالة من الوداع بكل لغات الأرض.

النص إلى هنا يتسم بالرمزية في عرض فكرته المهيمنة على فضاء الحالة المرسومة في تكرار للمشهد ذاته في المكان - باختلافاته وتبدلاته - وعبر موج الزمان المتصاعد حيث مزيد سوداوية، وأسى، نص فيه بؤر الجماليات تعكس قدرة الشاعر على استكناه رحم التجربة وعرض تفاصيله على القارئ الذي لا بد وان يتماهى معه في كل حرف وتعبير وصورة وخيال. وظق الشاعر تقنيات شاعرية وشعرية فنية كالتناص والازاحة والتجاور واستحضار معادلات موضعية تلائم الفكرة وثيماتها والحالة التي يتعرض لها النص بوعي الشاعر وصدق بوحه، ثم استخدامه للمجاز والمحسنات مما عزز الفكرة والمضمون بكل ما يحمله النص من دلالات وإشارت وإيحاءات تشرق في سمائه ولا يكتنفها غموض يعجز الاستيعاب معه.

د. عبدالله حسين كراز

أستاذ الأدب الإنجليزي الحديث والنقد المقارن
جامعة الأزهر
غزة - فلسطين[/align]

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدى عبد الرحمن

[align=center]كساعاتِ بينِ
تقولُ لبينى
عِ عبرتينْ
د ِ درتينْ
لِ لفتتينْ
لوجهِ الحبيبةِ و الخصلتينْ[/align]
[align=center]المكرم عادل...(عِ) ..(ا)..(د) ِ.. (لِ) ..مسبحةٌ هذه اللغةُ بينَ يديكَ يا العادل و ما انفرطََ منها لؤلؤٌ ...تفاصيلُ صغيرة رصدتْها عدسة الألق بين يديكَ..فكنتَ ذاكرةَ الشّعر التي تحْفظُ الألقَ عن ظهرِِ براعةٍ....
تحيتي الـتي لا تنتهي...
خضراء القلب هدى[/align]

أى هدى
يا خضراء القلب
مرحباً بك دوما
سرنى مرورك و حسن تناولك للنص
كل عام و انت بخير

[عبدالله المغري]

الاديب
عادل عبدالقادر
زخم
ولغه
وثمة شئ يجعلني اقف كثيرا لاتامل
واعيد قراءة القصيده
وكم بها من ابداع
وروعة سبك
وجمال لغه


ننتظر وجودك لجودك دائما

دمت لاخيك

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء البرغوثي

أخي عادل

نص جميل ، احتراف في اقتناص المعنى ، واستخدام الصور والاخيلة ،

نرجو أن يتسع وقتك للإطلاع على نصوص بقية الزملاء من أجل اثراء العلاقة التشاركية ،

ود لا ينضب . .

ضياء
أهلاً بك فى صفحة الغريب
بالفعل يسرنى مشاركة الاخوة هنا
فالشعر الحقيقى يزهو فى هذا المنتدى الفخم
محبتى للجميع

[أمنية إبراهيم]

قرأتها من قبل ولكن آسرت أن أرحب
بك هنا

أيها القدير / عادل عبدالقادر
دمت بكل الجمال كما عهدناك
وعلى بساط المحبة نلتقي:

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الجليل عليان

نصّ غاية في الرشاقة

عبد الجليل
أهلاً بك دوماً
و عامك الخير

[عادل عبد القادر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نافع سلامة

جميل أخي عادل
بارك الله فيك
كن بخير
رمضان كريم

أخى نافع
أهلاً بك
صار شعرى يزهو بمرورك الجميل
محبتى