العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 عَمّــــــــون ⋘

🌿 عَمّــــــــون ⋘ مكتبة الفينيق ...... لآل فينيق

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-2016, 10:28 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي حاوِليني مرَّةً أُخرى !

حاوِلينيْ مَـرَّةً أُخرى !

طبعَةٌ ثانية مُنقَّحَةٌ
طَبعةٌ أُولى عام 1999


قَلبُـها سَـوْطٌ
بِكَـفِّها يَمامَةٌ تُنْسي النِّبالَ طَقْسَها
وتَنعَفُ الهَديلَ في مَساحَةَ القِتالِ !
بِعَيْنِها قِيامَةٌ تُرْسيْ الجِّبالَ نَفْسَها
وتُنقِـذُ القَتيلَ مِن مَتاهَـةِ النِّبالِ !
بِقَـدِّها سَلامَـةٌ ودُونَها سَلامَـةٌ
تَصيـرُ مَحْضَ فِكـرَةٍ صُوفِيَّـةٍ
لَيسَتْ بِذاتِ بـالِ !
برَأسِها سَحابَةٌ تَسْوَدُّ في سَمائِنا القَصِيَّهْ
وتُـنْجِبُ الثُّلـوجَ فَـوقَ مَوقِـدٍ
يَذوبُ في خَياليْ !
ووَجهُها يُلَخِّصُ الصَّفاءْ .
ويَظْلِمُ النِّساءَ في قَبيلَةٍ تَعُجُّ بالنِّساءْ .
لُـبُّ الفُؤادِ دارُها
والأُخرَياتُ قِشْرَةٌ تَأْوي إِلى الغِشاءْ .
غارَ الكَمالُ مِن شُموخِ مُهرَةٍ فَوقَ الكَمالِ !
&&&&
يُبالِغُ الجَّمالُ حينَ تَرتَمي نيرانُها
على رَمادِ يَومِنا الحَزينْ !
طِيْنٌ أَنا بِدايَتيْ _ فَلْتَرحَميْ ! –
ومَوْئِـليْ لِطِيـنْ !
سُبحانَ مَن صاغَ الدُّنـا بِلَحظَةٍ
وراحَ يَستَـلُّ الأَقاحي مِن دَمِـكْ !
فَلتَرحَمي فُلولَ قَلبي مِن جُيوشٍ
حالَفَتْ رُمْـحَ فَمِـكْ !
هَـل تُطْلِقُ الدُّنيا رُؤى جَمالِها
على خُطـى غَزاليْ ؟
&&&&
هَـيَّا ارحَلي عن سَقفِ لَيلٍ تائِـهٍ
وعِندما تَرَينَ صَبـًّا ناشِجًا أَقمارَنا
على خُطى سَبيليْ ،
مِيْـليْ قَليلاً ،
لا يُضيْرُ شَهوَتي إِنْ مِلْتِ نَحوَ شَهوَتيْ ،
فَمِيْـليْ !
وَلتَعذُري قَلبًا إِذا ما أَخطَأَ السَّبيلا !
وإِنْ تَخَلـَّى مَرَّةً عَن ضَعفِنا قَليلا !
وذابَ جَوفَ صَبرِهِ الجَّميلِ !.
واستَعْـذَبَ الرَّحيلَ في التِّرحالِ !.
&&&&
بِكَفِّها ،
بِعَينِها ،
بِقَدِّها ،
رُمحٌ يُميْتُ عاذِلاً .
سَيفٌ يَكيْدُ ناقِصًا .
وفيهِما اكتِماليْ !.
&&&&
يا مَن بَراكِ اللـهُ مَحضَ مُهرَةٍ ،
ليَرتَمي الفُرسانُ عَن صَهيلِها !
وحُرَّةً يَتوهُ أَلفُ عابِثٍ في سَعْيِهِـمْ
إِلى خُطـى سَبيلِها !
أَو زَهرَةً تَتوهُ في أَدغاليْ !
مَشيئَـةً في كَـفِّ وَخْزٍ عاطِرٍ
يا صَعبَةَ المَنالِ !
فَوقَ احتِماليْ أَنْ تَكونيْ في إِسارِ عاذِلٍ
مُهَيرَتيْ ، فَوقَ احتِماليْ !
يا مُهرَتي يا سَرْحَةَ الجِّبالِ !!.

8/1978

أَفَطَمْتِـنيْ ؟
أَفطَمتِني وأَحَلتِ أَسنانَ الحَليبِ
على التَّساقُـطِ كالشَّرَرْ ؟
أَقذَفتِني عَبْرَ التِواءاتِ العُروقِ
مِن الوَحيدَةِ للأُخَـرْ ؟
أَشَرِبتِني لأِكونَ جُرعَتَكِ الأَخيرَةَ
في انحِباساتِ المَطَرْ ؟
أَأَقَمْتِـني مِن لَيـلَتي
لأِكونَ نَجمَـكِ فَوقَ لَيـلٍ مِن إِبَـرْ ؟
أَقتَلـتِني وطَلَبتِ صَفْحـًا ؟
إِنَّـني أَحيـا وأَنحَرُ مَن نَحَرْ !
فأَنا الأَخيرُ زَمانَـهُ !
وسأَملأَ الأَصدافَ مِن بَعضِ الدُّرَرْ !
وقُبَيـْلَ مُبتدَأي خَبَـرْ .
وبُعَيـْدَ آخِرَتيْ قَمَـرْ .
والشَّاهِدُ اللَّيلِيُّ يُحْييْ نَجمَـةً .
وقُبَيـْلَ جُنَّـازيْ سَمَـرْ !.

8/1978


الكُوَيـتْ

هِيَ وَردَةٌ تَغفو على كتِفِ الخَليجِ = وعِطرُها سَمَّى أُمَيمَتَهُ " الكُوَيتْ "
هيَ ظِلُّ غَيمتِنا السَّخِيَّـةِ عِندَما = تتَراجَعُ الأَمطارُ عَن ثَمَرٍ وزَيتْ
هيَ تَمْرَةٌ سَقَطَتْ على صَحرائِنا = عن نَخلَةٍ يَغفو على يَدِها كُمَيتْ
وأَميرَةٌ عربِيَّةٌ إِستَصْرَخَتْ = وِجدانَنا فأَجابَ مِن بَيتٍ لبَيتْ
طَمِعَ " الشَّقيقُ " فَرامَ خَيْرَ تُرابِها = وتَمَرَّغَ الطَّمَّاعُ في آخٍ وَلَيتْ
وقَسا شِتاءُ الأَقرَبينَ بأَرضِها = فحَضَنتُها وبِبَرْدِ رَعشَتِها اكتَوَيتْ
نزَفَتْ أَسًى مِن جُرحِها وتأَلَّمَتْ = وأَنا بَخيْـلُ المُقْلَتَينِ دَمًا بَكَيتْ
ولِقاءَ حُبِّيْ لَستُ أَرجو أُجرَةً = أَجريْ على مَلِكِ العُلا وبِهِ اكتَفَيتْ
أَوْلى بِزِندِ الأَقرَبينَ عَدُوُّهُمْ = وبِقَلبِهِمْ أَوْلى تَراتيلُ " الكُوَيتْ "
مَنَحَتْ رِجالاً حينَما سُئِلَتْ دَمًا = وَهَبَتْ شَهيدًا قانِعًا حَيًّـا ومَيْتْ
فَأَدامَها رَبُّ البَرايا دُرَّةً = أَودَعتُها في خاطِريْ فيْما اصطَفَيتْ

10/1992

لِـماذا ؟

لماذا يَظَـلُّ الصَّغيرُ صَغيرَا ،
ولَو قادَ جُنْـدًا ،
وطافَ بأَرضِ العِبادِ سَفيرَا ؟
لماذا يَظَـلُّ الحَقيرُ حَقيـرَا ،
ولَو صارَ عِندَ البُغاةِ وَزيرَا ؟
لماذا نَراهُ يَذِلُّ كعَبْـدٍ ،
ولَو نَصَّبَتْـهُ الظُّروفُ أَميرَا ؟
فعَقْـلٌ نَحيلٌ كمِرآةِ طِفْلٍ .
ووجْهٌ غَبِيٌّ تَدَلَّى كقِفْـلٍ .
وأَنفٌ كمِفتاحِ قَبـرٍ قَديمٍ
وقَبرٌ عَلا شِدْقَهُ المُستَديرَا !!
&&&&
لماذا يَظَـلُّ الفَقيرُ فَقيرَا ؟
ولَو نالَ جاهًا ومالاً وَفيرَا ؟
طَرَحتُ السُّؤالَ ومِنِّي الجَّوابْ :
" يُغَنِّي " الغُرابُ ،
ويَبقى برَغمِ " الغناءِ " غُرابْ !
ويَأتي السَّحابُ ليَـلمَسَ عُشْبـًا
ويبقى الفَضاءُ
ويبقى العُلُـوُّ
وِسامًا على صَدرِ ذاكَ السَّحابْ !
وبَعضُ الرِّجالِ يُشابِهُ بَحْرًا
وبَعضُ الرِّجالِ يُشابِهُ " زِيْرَا " !
وعِندَ الوِلادَةِ يُكتَبُ أَمْـرٌ ،
فإِمَّـا عُلـُوًّا شَديدَ العُلُـوِّ
وإِمَّـا كُساحًا وضَعفًـا وَجِيْـرَا !
وأَبعادُ كُـلِّ العِبادِ قَضاءٌ ،
يُصَنَّفُ جَمْـعٌ :
فإِمَّـا خُيولاً وإِمَّـا حَميْرَا !
ولا المالُ يُشْفي غنِيًّـا وعَبدًا
ولا الجَّـاهُ يُضْفيْ على القِردِ مَجْدًا
ولا الخَيْـشُ يُصبِحُ يَومًـا حَريرَا !
فَقيـرُ الكَرامَةِ يَبـقى فَقيـرَا !!.

( " الزِّيرُ " بالعامِّيـَّةِ الفِلَسطينيَّـةِ هو الجَّـرَّةُ الصَّغيرَةُ . )

9/1988

" مُناضِلون " في كانـُون ثالِـث
( بَعدَ اتِّفاقِيَّةِ أُوسلو هَرَعَ العُمَلاءُ مِن هُنا وهُناكَ لتَقْديمِ التَّهاني )

يَـدًا بِيَـدْ !
نَرمي هَديلاً فَوقَ أُفْـقٍ مِن أَزيزٍ
أَوَّلاً وثانِيًا .. حَتَّى الأَبَـدْ !
أَو .. لا أَحَـدْ !.
&&&&
يَـدًا بِيَـدْ !
قَـدْ نَرسِـمُ الأَعماقَ في بِحارِنا
أَو ننتَهي فُقاعَةً على دُروبٍ مِن زَبَـدْ !
يَـدًا بِيَـدْ !
أَو .. لا أَحَـدْ !
&&&&
يَـدًا بِيَـدْ !
مِن بَيتِـنا لمَوتِـنا لِبَيتِـنا ،
مِن كِبرِياءِ صَمتِـنا لِصَوتِـنا ،
مِن عالِـمٍ لِعامِلٍ لِساجِـدٍ إِذا سَجَـدْ !
يَـدًا بِيَـدْ !
قَلبًـا على قَلبِ البَلَـدْ !
أَو .. لا أَحَـدْ !
&&&&
يَـدًا بِيَـدْ !
على الَّذينَ تَعْجَبُ الحِرباءُ مِن أَلوانِهِـمْ !
وتَضْحَـكُ الأَحزانُ مِن " أَحزانِهِـمْ " !
على دِماءِ " شَعبِنا " الَّذي صَمَـدْ !!
هُـمْ مُتْخَمونَ ، نَحنُ جائِعونْ !
هُـمْ هَدَّموا ،
لَمـَّا أَقَمْـنا حَولَ قَلبِ شَعبِنـا الحُصونْ !
وهادَنوا ،
لَمـَّا تَـشَظَّى لَحْمُنـا في عَتْمَـةِ السُّجونْ !
واستَمرَؤوا ضُمورَنا وغازَلوا الصُّحونْ !
واستَسلَموا لذُلِّـهِمْ ، " تَعَـقَّلوا " ،
أَيَّـامَ كانَ قَوْلُ : " لا " ضَرْبًـا مِن الجُّنونْ !
خاطوا ثِيابَ ذُلِّـهِمْ مِن جِلْـدِ أُمَّهاتِـنا
واليَومَ نَحْوَ الضَّرْعِ يَهْرَعونْ !
هُـمُ المُواطِنونْ .
هُـمُ المُناضِلونْ .
ونَحنُ مَنْ نَكونْ ؟!!
&&&&
إِذا سُئِلْـتَ مَرَّةً عَن سُرعَـةِ الضُّوءِ فَقُـلْ :
قَـدْ يَسْبِقُ الضُّوءَ إِلى الأُفولِ مَوْطِنٌ
يَقيْـهِ الخائِنونْ !
أَشداقُهُـمْ في كُـلِّ نَبْـعٍ ،
قَلبُهُـمْ على فُتاتِ المائِدَهْ !
قَـدْ يَشرَبونَ نَبْـعَ ماءِ وَجهِهِـمْ ،
ويأكُلونَ زِنْـدَ أَلفِ عائِدٍ وعائِدَهْ !
واليَومَ حَوْلَ كِسْرَةٍ مِنَ البِلادِ ،
فَوْقَـنا وتَحْتَـنا كالجُّرذِ يَسْرَحونْ !
هُـمُ المُواطِنونْ .
هُـمُ المُجاهِدونْ .
ونَحنُ ... مَنْ نَكونْ ؟!
&&&&
يا مَوطِني يَـدًا بِيـَدْ !
أَو .. لا أَحَـدْ !.
لا يَجْرُؤُ الـدُّودُ على رُوحِ الجَّسَـدْ !.

5/1995






 
/
قديم 30-06-2016, 12:26 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حاوِليني مرَّةً أُخرى !

لَمـَّا يُعاتِـبُنا " بِـلالْ " !
عَبـْرَ الشُّقـوقِ في جِدارِ بَسْمَـةٍ
تَبـكي القُرى ،
تَبكي بِصَمْتٍ صَمْـتَها !
تَروي بِدَمْعٍ قادِرٍ عُيونَها الرَّهينَـهْ !
عَبْـرَ القُيودِ حَوْلَ زِنْـدِ حُـرَّةٍ هَجينَـهْ ،
أَرى البِحارَ تُغْرِقُ اتِّسـاعَها سَفينَـهْ !
عَبْـرَ العَبيدِ ، عَبْـرَ ذُلِّ ذُلِّـهِمْ ،
أَرى " بِلالَ " رافِلاً بِصَوتِنا
نَحنُ الَّذينَ قُلْـنا :
لَنْ نَكتَفيْ بِخُبزِنا !
ما بالُـنا تَلُـفُّ عاصِفاتِـنا السَّكينَـهْ ؟
ما بالُـنا نَنامُ في أَمعائِنا ؟
نَرى فَضاءَ القَـلبِ – لا نَجْـمٌ ولا دَرْبٌ
ولا ماضٍ إِلى إِرهاصَةِ " المَدينَـهْ " !!

9/1980

ما تَيَسَّـرَ مِن تَـشاؤُم
وفي قُصورِ الذِّكرَياتِ تَـنزَوي أَسمالُ روحٍ حاضِرَهْ !
وَوِحْدَتيْ ،
وأَنتِ يا شَريكَتيْ أَحلى وأَذْكى خاطِرَهْ !
زُهْرِيَّـتي قَـدْ يَرتَوي رَبيعُها ،
لَعَلَّـها تَستَرجِعُ الزَّنابِقَ المُسافِرَهْ !
وأَنتِ يا أَمْسِيَّـةَ الأَصواتِ يا مُكتَظَّـةً بِلَيـليْ !
تُراوِحُ الأَلوانُ في بَياضِها ،
فَما لِطَقْسٍ يُدْمِنُ السَّوادْ ؟
وما لأَرضٍ طالَ في أَركانِها الحِدادْ ؟
يا أَبيَضَ الوَجْهَيـنِ مِثـْلَ صَيـفْ !
مُسافِرًا ما بَينَ أَلـفِ واقِعٍ وطَيـفْ !
صَلِّـيْ بَقاءَ الباقِيَـهْ !
رُمحانِ فَوقَ لَهجَةِ اليَمامِ في أَعشاشِنا ،
فَلا تَقوليْ : كَيـفَ يُولَـدُ الهَديلُ .. كَيـفْ ؟
يَكفيـكِ أَنْ تُمارِسيْ وَرْدًا بِعُـقْـرِ سَيـفْ !
يَكفيكِ أَنْ تُزاوِلي عَينَيْـكِ في دارِ العَمـى !
يَكفيـكِ إِنْ دَفَّ الأَمانُ فَـوقَ حَقْـلِ خَوفْ !
على دَواليْ الـثَّغْرِ يَسْتَوي العِنَبْ .
لِتَلبِسَ القِـفارُ نَبْـضًا مِن قَصَبْ .
وتَهطُـلَ الأَحلامُ فَوقَ بِذْرَةِ الـقُلوبْ !
على شِفاهِ العاشِقِ القَتيْـلِ تَحْيـا بَسْمَـةٌ .
بِزُرْقَـةٍ شَديدَةٍ !
قِفْـلٌ على بَوَّابَـةِ الزَّمانْ !
صَمْتُ الخُطـى ،
فَلا ذَهابٌ أَو إِيـابٌ أَو تَعَـبْ .
نامَتْ مَداخِلُ البُيوتِ ، نامَتِ البُيوتْ .
مَوتٌ على فِراشِنا وغَيمَـةٌ تَبيْـتُ جَوفَ الذَّاكِرَهْ !
كوخٌ حَديدِيٌّ ،
وقَصْرٌ مِن رِمالٍ والرِّياحُ الآمِرَهْ !
فَوقَ السُّهولِ الحاضِرَهْ !
والـذِّكرَياتِ الفاخِـرَهْ !
وغَصَّـةٌ جَوفَ الوَريدِ فَرشَتيْ ،
وَوِحْدَتـيْ مُكْتَظَّـةٌ بالأُمنِياتِ النَّـاثِرَهْ !.

7/1978

خُطْـوَةٌ أُخْـرى !

تَطلُبُ الأَلغامُ مِنـِّيْ خُطوَةً أُخرى أَخيرَهْ !
وأَنا مُنذُ قُتِلنـا ،
لا أَرى كُـلَّ آلذي يَنْـدَسُّ تَحتَ الأَرضِ جِذْراً ،
لا أَرى كُـلَّ الذي يَطفـو على الماءِ جَزيرَهْ !
سَوفَ أَبنيْ زَلزَلاتيْ فَوقَ مَوَّالٍ وَ " آبْ " !
ثُـمَّ أَطوي ذِكرَياتيْ في تَجاعيدِ الثِّـيابْ !
جَوفَ إِبحارٍ على أَفلاكِ ذَيَّـاكَ السَّرابْ !
فاستَعيدينيْ كَبيرًا يا صَغيرَهْ .
فَوقَ وَجْهِ الحُزْنِ تَطفو زَلَّـةُ القَلبِ الكَثيرَهْ .
خُطوَةٌ أُخرى وَتُسْمينيْ المَواعيدُ عَريسًـا
يا أَميرَهْ .
تَطلُبُ الأَحلامُ مِنِّـيْ صَحْوَةً أُخرى أَخيرَهْ !.

9/1978

رَسائِلـي

رَسائِلي إِلَيـْكِ مَحضُ خُطوَةٍ أُخرى بِلا دَبيبْ !
بَعضُ النَّبيـذِ ،
نَكهَةُ الزَّبيبْ !
سُـمُّ اعتِيادِ الغُربَةِ الغَريبْ !
وقارِبٌ يَصطادُ " يافـا " مِن ضَياعِ بَحرِها .
رَسائِلي ابتِعادُ خَيْـطِ الفِـكْرِ عَن مَقاصِلِ الرَّقيبْ !
رَسائِـلي تَرحَـلُ عَن عُيونِهـا ،
في فاءِها ولامِها وسيْنِها ونُونِها ،
ولَوعَـةِ الخُروجِ مِن سُجونِهـا ،
ومِحنَـةِ الـوُلوجِ في شُجونِهـا ،
وشَأْنُنـا .. شُؤونُها .. ميعادُنا القَريبْ !.
&&&&
رَقَدتُ طُولَ العُمرِ في أَحضانِ أَلـفِ غَصَّةٍ وغَصَّهْ !
مُنتَظِرًا أَنْ تَقذِفَ الأَحلامُ في مَحابِريْ
مَسارِبًـا لقِصَّـهْ !
صَحَوتُ ، صِحْتُ : مَنْ رَأى الفَتى
يَسابِقُ الرُّؤى إِلى صَمْتِ المِنَصَّـهْ !
يا أَخضَرَ الإِرادَهْ !
يا مُرضِعًا مِن ثَدْيِ يُنبوعِ الهُدى بِلادَهْ !
قَدْ تَخرُجُ البِلادُ مِن طُفولَةِ الوِلادَهْ ،
لَو أَخرَجَتْ تاريخَها مِن أَحرُفِ الحَليبْ !.
&&&&
أنا الذي يَخرُجُ مِن نَصٍّ عَـلَيها .
أنا الذي يَدخُـلُ مِن بَوَّابَةٍ تُفْضي إِلَيها .
في لَحظَةِ العِبادَهْ !
أنا الذي خَيالُـهُ أَصْدَقُ أَلفَ مَرَّةٍ مِن واقِعٍ كَئيبْ !
يَرى النُّجومَ عَبْرَ غَيمَتَينْ .
يَرى السَّماءَ عَبْرَ رَكعَتَينْ .
يَرى البِلادَ عَبْرَ غُربَتَينْ .
عَبْرَ الخَريفِ زَهْرَةً وَطِيْـبْ !.
رَسائِلي تَجتاحُني نَزْفًـا على الصَّليبْ !.

2/1981

رِسالَـةٌ إِلى هـارِبْ !

فَرَسيْ سَبَـقَتْ دَوْمًـا مُهْرَكْ !
وصَهيلٌ في شِعْري عَـلَّكْ !
وسأَكتُبُ أَشعارًا تُبْـقي
في الظِّـلِّ المُستَلْـقي شِعْرَكْ !
وسأَنثُرُ كِبريتًا يَغْمِسُ
في ماضي الإِغماءَةِ جَمْرَكْ !
ولأِنـِّي أَقـرَأُ ما تَهْـذي ،
فأَكونُ المُشْفِـقُ يا هذا ،
مِنْ أَنَّـكَ قَـدْ تُخْجِلُ حِبْـرَكْ !
أُسْدي بنَصيحَةِ مَن صَدَقَـكْ :
أَنْ تَعْـفيَ مِنْ أَدَبٍ شَرَّكْ !.
&&&&
فَرَسيْ دَومًـا سَبَـقَتْ مُهْـرَكْ !
وإِذا ما شِـئْتَ الحَربَ ،
تَكونُ الحَربُ سُيولاً قَـدْ تَقْصِـمُ ظَهْرَكْ !
وخَنادِقُ قَـدْ تَكْسِـرُ كَـرَّكْ !
وإِذا ما شِـئْتَ الشَـرَّ ،
يَكونُ الشَّـرُّ بِحارًا قَـدْ تَشرَبُ نَهْرَكْ !.
&&&&
فَرَسي سَبَـقَتْ دَوْمًـا مُهْرَكْ !
وخَسِرتَ الحَربَ قُبَيْـلَ الحَربِ بإِدبارِكْ !
خَذَلَتْـكَ بِلادٌ ما انصاعَتْ
لخُروجِكَ مِنْ مَعنى بابِـكْ !
طَوَّفْـتَ بِلادَ الغُربَـةِ بَحْثـًا
عَنْ زِنْـدٍ تَغْمِسُـهُ بِنابِـكْ !
ذَوَّبتَ بماءِ الغُربَةِ كُـلَّ مَواجِعِ أَوطانِـكْ !
وسَطَوتَ على كَـرْمِ الشُّعَراءِ
وشِعْـرٌ مَسروقٌ خانَـكْ !
أَلـَّبْتَ عَلينـا صِبيانَـكْ !
ورَمَيتَ بنَخْـلَةِ أَحقادٍ دَمَنـا ،
فأَكَـلْنا مِنْ وَجَعٍ تَمْرَكْ !
ودَفَعْـتَ بقُطعانِ الأَنذالِ لتَهزِمَنـا ،
فسَحَقْنـا دَومًـا قُطعانَـكْ !
فَرَسيْ لَو تَعلَـمُ يا هـذا ،
ستَدوسُ بحافِرِها مُهْـرَكْ !
وستَحفُـرُ في الفُصْحى قَبْـرَكْ !!.

8/1976

أَيَّـتُها الأَرضُ !
فَلتُغمِضي عَينَيـكِ في زَمانِنـا المُقَـدَّرْ !
وَلتوقِظي قَلبًـا غَفـا كثَعلَبٍ
على فِراشِ غائِبٍ غَضَنفَرْ !
وَليَدخُـلِ الفُرسانُ في عَقيـدَةِ المُعَسكَرْ !
لَيسَت تَنـامُ طَعنَـةٌ
إِلاَّ على حَـدَّيِّ سَيفٍ مِن دَمٍ وسُكَّـرْ !
وَلتَفتَحي عَينَيـكِ أَوطانًـا
لِـمَنْ صَلاَّهُما دَهْرًا وكَبَّـرْ !
وَلتَرقُدي تَميمَـةً حَولَ الشَّهيـدِ نائِمًـا
في دَمعَةٍ ومَرمَـرْ !
وَلتَحرُسيْـهِ مِثْـلَ أُمٍّ إِبْـنَها .. وأَكثَـرْ !
ولتَحرُسيْـهِ رَيثَـما يَعودُ جَيشُ المؤمِنينَ
مِنْ دَمٍ تَخَثَّـرْ !
أَيَّتُـها الأَرضُ الجَّسَـدْ !
مـا مِنْ أَحَـدْ !
إِلاَّ دَمي ،
يُعطيـكِ شَرْعًـا حَقَّـهُ –
مُقَـدَّمَ الصَّداقِ ،
والحَياةَ ،
والمُؤَخَّـرْ !.

8/1979

لِـماذا ؟
لماذا تَرَكْتَ البِلادَ وَحيـدَهْ ؟
قَتَلتَ البِلادَ ،
وقُلتَ بأَنَّ البِلادَ شَهيـدَهْ !
هَرَبتَ ، بَعُدْتَ ورُحْتَ تَقولُ
بأَنَّ البِلادَ تَنامُ بَعيـدَهْ !
وراحَتْ تَشُـدُّ بِكَـفَّيِّ طِفْـلٍ إِليها أَباها
وراحَ أَبوها
وغابَ عَميقًـا بِحِبْـرِ الجَّريـدَهْ !
وتاقَـتْ لحُضْنٍ
ولاذَتْ بِحِصْنٍ حَماهُ شَهيـدٌ
فرُحْتَ تُواريْ عُيونَ الشَّهيـدِ تُرابَ القَصيـدَهْ !
لماذا .. لماذا تَرَكْتَ البِلادَ تَموتُ وَحيـدَهْ ؟
&&&&
لماذا طَعَنتَ بِسَيـفِ الهُروبِ رُسوخَ العَقيـدَهْ ؟
وقُلتَ كَثيرًا ،
سَمِعنا كَثيرًا :
حِصانٌ وخَيَّـالُ حُـبٍّ سيأتيْ !
وسُقْتَ بَعيـرًا ،
وشِعْرًا غَزيرًا ،
لتَبقى شَريـدًا بأَرضٍ شَريـدَهْ !
وقُلْتَ :
تُرابُـكِ أَرْعَـنُ يُؤْذي مِداديْ
هِبينيْ حَريْـرًا
لأِبقى كَثيـرًا !
وراحَتْ تَشُـدُّ بِكَـفَّيِّ طِفْـلٍ إِليها حَقيرًا
وراحَ الحَقيـرُ كصَيـَّادِ عَطْـفٍ
يُميْـتُ غَزالاً ،
ويُقْـعي ليَبـكيْ جَمالَ الطَّريـدَهْ !
فَقُـلْ لِـيْ لماذا كَفارِسِ قَـشٍّ
تُغَنـِّي لِنـارٍ ؟
وقُـلْ لـيْ لماذا كَعابِـدِ " لاتٍ "
تُصَـلِّيْ لِوَجْـهِ البِلادِ المَجيـدَهْ ؟
لماذا ، لماذا ترَكتَ البِلادَ تَعيشُ وَحيـدَهْ ؟!.

5/1975

بُحَيْـرَتي
بُحَيرَتي تَـزُمُّ مَوجَتَـينْ
وتُغْمِـضُ العَينَـينْ
عِنـْدَ انتِظارِ قُبْـلَةٍ مِن عاشِقِ اللُّـجَينْ !
ويَهْطُلُ الجِّدارُ بَينَ غارِقٍ وغارِقَـهْ
ويُزْهِرُ الجِّـدارْ !
وتَنهَضُ الأَسلاكُ والأَشواكُ سِرًّا حَوْلَـها ،
ويَنهَضُ الدُّردارْ !
وتُوْرِقُ الأَشجارُ مَرَّتَيـنْ !.
&&&&
قَلـبٌ يَنامُ على سَريرِ بُحَيـرَةٍ ،
فَمَن الذي سَمَّى الهَوى " طَبَرِيَّـا " ؟
إِسْـمٌ ويُطْلـِقُني دَمًـا يَحتَلُّـنيْ
ويَذوبُ مِثْـلَ العاشِقِ النَّعسانِ فِيـَّا !
وَجَعٌ يُلازِمُني ، لِذا أَسْمَيتُـهُ عَرَبِيـَّا !
ومَنِ آلذي صَبَغَ المَدى " طَبَرِيـَّا " ؟
هِيَ شاطيءٌ أَو خاطِرٌ
وقَصيـدَةٌ عسَلِيـَّةٌ قَتَلَتْ شَقِيَّـا !
وبُحَيرَةٌ عِنْـدَ " الجَّليـلِ " أُمَيمَتي
تَطفو على صَفَحاتِ مُعجِزَةٍ قَديمَـهْ !
وتأَبَّـطَتْ أُعجوبَـةً – ماءً ، نَبيـذًا ،
حُـرَّةً وتأَبَّـطَتْ وَطَنِيـَّا !
واستَسلَمَتْ لِجِهاتيْ .
وتَعَمَّـدَتْ بِلُغـاتيْ .
لتَؤوبَ مِن سَيـْرٍ على ماءِ الذُّنوبِ سَليـمَهْ !
مَقهورَةً وحَليمَهْ !
مَجنونَةً وحَكيمَهْ !
غَجَريَّـةً وتأَبَّـطَتْ في سِرِّها غَجَرِيَّـا !
مَنْ أَطلَقَ الفَلاَّحَ في في طُرُقاتِها ؟
" طَبَرِيـَّا " .
مَنْ أَغرَقَ البَـدَوِيَّ في قَسَماتِها ؟
بَدَوِيَّـا .
ليَصيرَ ماءُ الوَجهِ فيها سُكَّريَّـا ؟
" طَبَرِيَّـا " .
ليَعودَ يَشرَبُ وَرْدُها مِن خافِـقِ الأَسَدَينْ ؟!
2/1997






 
/
قديم 30-06-2016, 05:31 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حاوِليني مرَّةً أُخرى !

أَنـا ... والقُوزاقْ !

قَـدْ أَعْبـُرُ النِّسـاءَ والحُدودْ !
لأِنتهيْ إلى بِلادٍ حِكْتُها مَعاطِفًـا للبَرْدِ
أو نَسائِمًـا للـقَيظِ ،
أَو أَحضانَ زَوجاتِ النَّدى !
فهَـل تَمَـلُّ خُطوَتيْ شَيخوخَةُ الجُنودْ ؟
وباستِطاعَةِ الجُنودِ وَردَةٌ على شِفارِ سَيفْ !
ومَصنَعٌ وطِفلَـةٌ تَصطادُ نَومًـا هادِئًا
على زُنودِ الخَوفْ !
ومِهنَـةٌ تَجتَثُّ عُشْبَ القَتْـلِ مِن مَزارِعِ الزُّنودْ !
وباستِطاعَةِ الجُّيوشِ أَن تُحارِبَ انتِماءَها
لطَعنَةٍ ونُدْبَةٍ على هذي الجُّلودْ !
وباستِطاعَةِ الصِّغارِ أَنْ يُزاوِلوا فَمًا في ظِلِّ بُندُقِيَّـةٍ
لا تَفهَمُ الفُروقَ بَينَ دَمعَةِ العُرْبانِ واليَهودْ !
&&&&
ونَحنُ أَهْـلُ القارِبِ المُحَطَّمْ !
نَمضي إلى استِحالَةِ اقتِسامِنا لِلُـجَّةِ الغَريقِ أَو جَهَنَّمْ !
ماذا يَقولُ سَيِّـدُ البِحارِ في إِبْحارِنا ؟
شِراعُنا مُمَـزَّقٌ وأَبْـكَمْ !
دارَتْ عليهِ دَورَةُ القوزاقِ مَوْتًـا ذاهِبًـا .. يَعودْ !
&&&&
هذا زَمانُ رَأْفَـةِ القُيودِ بالزُّنودْ .
أَو اندِلاقِ عُلبَـةِ " الكُولا " على مَحْمِيَّـةِ الهُنودْ !
هذا أَوانٌ تَخْـلَعُ الأَفعى عَليـهِ جِلْـدَها
لتَرقُصَ الحِرباءْ
على عَمى الأَلوانِ والدِّماءْ
ويَقفِزَ الجُندُبُ مِن نَرجِسَةٍ لشَوكَةٍ لزَلَّـةِ البُنودْ !
زَمانُنا هذا فِلِـزِّيُّ الشَّفَـهْ !
طَرْقٌ على لَـيٍّ على مَـطٍّ على نَقْضِ العُهودْ !
زَمانُنا يَنامُ فَوقَ دِرهَـمٍ
ويَسْحَبُ السَّماءَ مِن غُيومِها
لِحافَ قُـطْنٍ عاقِـرِ الرُّعودْ !
سأَعْبُـرُ النِّساءَ والسَّماءَ والحُدودْ !
بِدونِ إِذْنٍ مِن أَحَـدْ !
لأِنْسِـفَ القِناعَ عَن مَعاجِمٍ " تَحميْ " خُلودَ شَعبِنا ،
مُخْفِيَـةً في حِبْرِها " ثَمودْ " !.

8/1980

" عَـكَّا " .. بِعَـكَّا دائِمًـا !

سأَلـتُ بَعضَ الأَهـلِ عَن " عَـكَّا " ، فَقالوا :
هاجَرَتْ مِن مَوجَةٍ إِلى " صَفَـدْ " !
تَبِعْتُـها ،
وإِذْ طَرَقْتُ بابَـها ،
لَـمْ يَفْتـَحِ الأَسوارَ في " عَـكَّا " أَحَـدْ !
&&&&
يا آمرأَةً تَلَـفَّعَتْ بِسُورِها وسِرِّها
كَسيْرَةً كَظِـلِّيْ !
وحُزْنُها زُجاجٌ .
وطِفلُها يَصيْحُ : أَينَ أَهـليْ ؟
وما رَمَيتُ وَجهَها بِنَظرَةٍ ،
نامَتْ عُيونيْ في الرَّمَـدْ !
&&&&
هيَ التي تَظَـلُّ دَوْمًـا عائِدَهْ !
هيَ التي ما فارَقَتْ رَصيفَها إِلى الدُّروبِ البائِدَهْ !
كُوبٌ عَصيرُ المُلْتَـقَى .
بَحْرٌ مَذاقُ الهارِبينَ لِلحَريرِ والكَلامِ المُنتَـقى .
" عَـكَّا " ستَمضيْ في غَسيلِ ثَوبِها على حُضورِ سُورِها .
كطِفلَـةٍ تَكْسِرُ أَلفَ شَمعَةٍ على جِهاتِ نُورِها .
وأَلفَ أَلفَ جَرَّةٍ على عَراءِ بَحرِها .
وشَمعَةٌ " عَـكَّا " هُنـا ،
أَضاءَها القَـتْلى لِلَيـْلِ الشَّاهِدَهْ !
وشاهِـدٌ أَنا على ريْحٍ مَحَتْ حُروفَ رَمْـلٍ
عَن عُيونٍ ساجِدَهْ !
" عَـكَّا " بِعَـكَّا دائِمًـا ،
حَتَّامَ تَمضيْ خَلْـفَها صَوْبَ المَنافيْ يا وَلَـدْ ؟!.

6/1982

غائِبٌ .. مِن شِـدَّةِ الحُضورْ !

يَحْدُثُ العُمْرُ ويَمضيْ .
في بِلادٍ ،
يَستَميحُ المَوتُ فيها بَعضَ عُذْرٍ في سَمائيْ !
وسَمائِيْ ..
بَينَ " لائيْ " ووَلائيْ ،
قَـدْ تَرانيْ هاطِلاً وَحديْ على " قانا الجَّليلْ " !
ناثِرًا قَلبيْ على " سُوْلوْ " الصَّهيلْ !
حاضِرًا في غَيْبِ أَرضيْ .
تَحْدُثُ الأَرضُ وتَمضيْ .
سُكَّـرًا ذابَتْ فَغابَتْ ، إِنَّـما
ظَـلَّتْ كَطَعمِ القَلبِ جَرْيًـا في دِمائيْ !
&&&&
يَحْدُثُ الظِّـلُّ ويَمضيْ .
خَلْفَ شَمسٍ غارِبَهْ !
يَحْدُثُ الظِّـلُّ ويُنْسى .
عِندَما يَنسابُ لَيلٌ مِن غُيومٍ هارِبَهْ !
ظِلُّـكِ المَكسورُ ظِلِّـيْ يا بِلادًا عاتِبَهْ !
قَبْضَةٌ مَحروقَةٌ نامَتْ بِها حِفْنَـةُ فُـلِّ !
يَحْدُثُ الظِّـلُّ .. فَظَـلِّيْ !
ساوِمينيْ عَن حَياتيْ ،
بَعدَما شَبَّ حَريقٌ في حَياتيْ !
أَجِّجيْ نارِيَ رِيْحًـا تأكُـلُ الزِّنـدَ مَريئًا ،
بَعدَما تُحْييْ لِوائيْ !.
&&&&
في ثَـنايا بُـؤبُـؤٍ أَو بُـؤبُـؤَينْ
قَـدْ يَعومُ البَحْرُ فينا ،
حينَ يَهْويْ حوتُ فِـكْرٍ في شِباكِ المُقْـلَتَينْ
أَيُّها المُصطادُ لَحْنًـا
أَيُّها الرَّاصِدُ نَجْمًـا في فَضاءِ " الرَّافِدَينْ " !
بَعضُ مِلحِ البَحرِ فينا طَعْـمُ أُوْلى ذِكرَياتيْ !
ما تَحَلَّـى جَوفَ جُرحٍ نائِـمٍ في رَحْمِ ذاتيْ !
فاحضُنينيْ بَعدَما شَبَّ حَريقٌ في حَياتيْ !
واضحَكي يا أُخْتُ مِن شَرِّ بَلائيْ !.
&&&&
لا غَضاضَهْ !
يَحْدُثُ القَلبُ ويَذْويْ .. لا غَضاضَهْ !
في اختِصارِ النَّـزْفِ قَـدْ تَحيا الإِفاضَهْ !
أَو تَضُـمَّ الأَرضُ قُطبَيها لِخَـطِّ الإِستِواءِ !
&&&&
تَكبُرُ الجَّمرَةُ كَي تَخبوْ قَليلاَ !
تَسقُطُ القَطرَةُ كَي تُـنجِبَ " نِيْـلاَ " !
يَلبِسُ المُمْكِنُ ثَوبًـا مُستَحيلاَ !
هَـلْ أُغاليْ ،
لَو وَهَبتُ الأَرضَ في القَحطِ شِتائيْ ؟
&&&&
لا غَضاضَهْ !
تَحْدُثُ الرِّيحُ وتَمضيْ !
والشُّجَيراتُ ستَبقى ،
تَرسِمُ الظِّـلَّ على أَرضِ المَساءِ !
حاضِرًا يَغفو على أَحضانِ أُمٍّ غائِبَـهْ !
ظِـلَّ صوفِيٍّ يَسومُ القَمحَ أَرضًا راهِبَـهْ !
ظامِئًـا يَغسِلُ كَفَّـيكِ بِمائيْ !
بَينَ " لائيْ " .. وَوَلائيْ ،
تَرفَعُ الأَرضُ خِيامًـا للسَّماءِ !.

6/1986

خِطابُ الشَّهيـدْ .

أُذَكِّرُكُـمْ بِمَن لا يَستَطيعونَ التَّذَكُّـرَ بَعـدْ !
أُذَكِّرُكُـمْ بِواعِدَةٍ ومَوعودٍ وَوَعدْ !
وقَـدْ حَنَثَتْ وسامَحَ مَيِّـتٌ مُتسائِـلٌ :
حَتَّـامَ يَكذِبُ غَيمُها قُطْنًا على بَرْقٍ ورَعدْ ؟
أُذَكِّرُكُم بِمَن وُلِدوا ومَن كَبُروا ومَن نَطَقوا
ومَن كَتَموا مَدائِنَهُم ومَن نَشَروا مَواجعَهُم
على مَهْدٍ ولَحدْ !
أُذكِّركُم بِما أَمَرَ الرَّسولُ ومَن تَساقَطَ عُمرُهُم
" نَعَمًا " وشَهدْ !
أُذكِّرُ صَمْتَكم بضَجيجِ حَسْرتِهِم على سَيفٍ ونَهدْ !
ومُتْعِسَةٌ حَبيبَتُـهُم
وشَمعَتُها وحيدَتُهُم
ولَيلَتُها كإسفِنْجٍ سيَعصُرُهُ على قَسَماتهمْ قَسَمٌ وعَهدْ !
تُكَفِّرُهُم ،
فيُشْبِعُها مَواليْها صَلاواتٍ وبَسْملةً وحَوْقَـلَةً وحَمدْ !
تُقايِضُهُم مَهاجِرَهُم " بِنَجدْ " !
وتُنْسيْهِم فُروقًا بَينَ تَمسيدٍ وجَلدْ !
تُعَلِّقُهُم على خَشَبَهْ
وتَنثُرُهُم على سَفَرٍ وقَيدْ !
أُذَكِّرُها بمَن لا يَستَطيعونَ البُكاءَ على قَتيلَتِهِم ،
وشَمعَتُها وحيدَتُهَم
وقَد نَشَروا مَواجِعَها على مَهدٍ ولَحدْ !.
8/1980
ورَفَعْـتُ كأسـًا !

أَهوي قَليلاً .. رُبَّما لتُفاخِرَ القيعانُ أَكثَرْ !
وتُحلِّقَ الأَوطانُ أَكثَرْ !
أَمضي إِلى القصَبِ الكَثيرِ مُنَقِّبـًا عن كَيْـلِ سُكَّرْ !
ويصُدُّني رَفَّاصُ أَرضيْ نَحوَ آفاقٍ ،
فأَحيا في عُلاها مِثلَها
وإِذا تَراخى قَوسُها يا صاحِبيْ ،
سأَظَـلُّ فيها يَومَ أُقْبَرْ !
ناريْ على قَسَماتِها ،
عُمري على قَلبٍ تَجَمَّرْ !
ما مِن دُخانٍ إِنْ خَبَتْ نارُ البِلادْ !
ما مِنْ أَمانٍ إِنْ ذَوَتْ روحُ العِبادْ !
ما مِنْ عِبادٍ أَو بِلادٍ دونَما زَحْفٍ مُظَفَّرْ !
ما مِنْ جُيوشٍ دونَما فِكْرٍ وعَسْكَرْ !
هذا أَنا !
ورَفَعْتُ كأسًـا مِن دَميْ .
وبإِذنِكُم للمَرَّةِ الأُولى سأَصحو !
وبإِذنِكُم .. للمَرَّةِ الأُولى سأَسْكَرْ !.
6/1984

حاوِليـنيْ مَـرَّةً أُخْـرى !

زَوْجٌ مِن العُيونِ والبُنِّـيُّ والإِطلالَةُ المُبَكِّرَهْ !
والخارِجونَ مِن رُؤى شِريانِهِمْ ،
سَرْبًا على سَرْبٍ على سَبْعٍ عِجافٍ مُقْـفِرَهْ !
والفاتِحونَ في صَدى أَصفادِهِم ،
كَفًّـا على مِصْراعِها دارَتْ فَصَبَّتْ بُخْـلَها
في التُّربَةِ المُبَذِّرَهْ !
كَم أَوغَلوا فَراوَغَتْ !
كَم أَقْـلَعوا فَحاوَلَتْ دَمعاتِها المُكَرَّرَهْ !
حينَ استَدَرَّتْ شَهْدَها ،
فسالَ نَحْـلُ وَجْدِنا صَوبَ البِحارِ المُبْحِرَهْ !
زَوجٌ مِن العُيونِ والبُنِّـيُّ والإِرثُ الثَّـقيلُ قَنطَرَهْ !
وما وُلِدْنا مِن بَحارٍ ،
ما كُتِبنا فَوقَ وَجهِ الإِنتِظارِ مَوعِدًا ،
وما جَمَحنا لَو جَمَحنا ،
مُهْرَةً مَرسومَةً في لَوحَةٍ زَيتيَّـةٍ مُؤَطَّرَهْ !

&&&&
" طائِيَّـةٌ " أَجسادُنا وأَرضُنا مُبَذِّرَهْ !
فولاذُنا يَخطو على دَربِ الزُّجاجِ نازِفًـا
هذي الشَّظايا تَرتُـقُ اكتِمالَنا نَزْفًا على قَواعِدٍ مُكَسَّرَهْ !
والمُستَقيمُ إِبـْرَةٌ لا بُـدَّ مِن جُروحِها
في كُرَةٍ أَرضِيَّةٍ مُدَوَّرَهْ !
" طائِيَّـةٌ " أَجسادُنا وأَرضُنا بَخيلَةٌ ،
حَزينَةٌ ، أَسيرَةٌ ، مُبَذِّرَهْ !
جَريحُنا يُضَمِّـدُ الرِّماحَ ،
طَلْعُنا تُؤَنِّبُ الرِّياحُ كُـلَّ سَفْرَةٍ سُدى جِهاتِهِ المُبَرَّرَهْ !
زَوجٌ مِن العُيونِ والبُنِّـيُّ نَظرَةٌ تَعِـيْ ،
طَقسًـا مِن اليَقينِ بَينَ مَولِدٍ ومَجزَرَهْ !
" طائِيَّـةٌ " أَحلامُنا ووَجهُ بِنْتِ وَجْدِنا
يَهويْ علينا مِن لَياليْ مَحْبَرَهْ !
رأَيتُها ، لَمَستُها ، شَمَمتُها ، سَمِعتُها
وقَدْ أَبَتْ إِلاَّ مَبيتًـا في فِراشِ الحُنجَرَهْ !
هذا أَنا أَعودُ أَلْـفَ مَـرَّةٍ
كخَيبَةٍ تَجُـرُّ ذَيْـلَ خَيبَـةٍ ،
فحاوِلينيْ مَرَّةً أُخرى لكَي أُعطيكِ صَيْفـًا آخَرًا ،
وقُبْلَـةً رُغْـمَ الخَريفِ .. مُـثْمِرَهْ !.
4/1985

قُطْبـانِ لِلبِـلادْ

قلبٌ تجمَّدَ ثُمَّ ناوَرَ ثُمَّ ذابْ !
لا حالَةٌ وَسَطِيَّةٌ بينَ السَّعادَةِ والعَذابْ !
لا بُرهَةٌ سِلمِيَّةٌ بينَ الطَّريدَةِ والكِلابْ !
ما مِن حِزامٍ إِستِوائيٍّ لخاصِرَةِ المَسافَةِ
بينَ أَعماقِ البَسيطَةِ والسَّحابْ !
ما مِن مكانٍ للعَساكِرِ بينَ آخِرَةِ التقَدُّمِ
وابتِداءِ الإِنسِحابْ !
يا أيُّها الأَمواتُ في أَوجِ الحَياةِ تيتَّمَتْ أَحلامُها .
وتنبَّأَتْ بتضَوُّريْ حُبًّا فمَدَّتْ قَلبَها
مِن عَتمَةٍ لصَريرِ بابْ !
لا حالَةٌ وَسَطِيَّةٌ بينَ البِلادِ وذاتِها ،
بينَ الصَّحاريْ واحتِمالاتِ السَّرابْ !
وبلادُنا في عُرْيِها كالعُشبَةِ الخَضراءْ !
خجِلَتْ بِنا فتقعَّرَتْ وتكَوَّرَتْ " كالـرَّاءْ " !
لتُتيحَ آخِرَ كُوَّةٍ لصَلاتِها
شفَّافَةً كالرُّوحِ حَولَ حُماتِها
وقَريبَةً وبَعيدَةً ومُعاقَةً ونَجيبَةً
وسعيدَةً وحزينَةً ومُضِلَّةً ومُثيبَةً
مَوجودَةً كغِيابِها والقَلبَ في المِحرابْ !
أُنثى على تُفَّاحَةٍ
ودَفيئَةً للخِنجَرِ المَغموسِ في بَرْدِ الجِّرابْ !
ورَهينَةً للنَصِّ فوقَ الثَّغرِ يَتْـلُو
قُبلَةً أُخرى .. ونابْ !.

8/1982

أُحِبُّـها مِن كُـلِّ عَقـليْ !

هِيَ أُمَّتي كُتُبٌ ويُبدِعُها المَدى = ولرُبَّما طَرَأَ الخَريفُ على الفُصولْ
وكأنَّنـي بشُحوبِها حَدَثٌ بَـدا = وكأنَّـها بتَـوَرُّدي زَمَـنٌ يَطُـولْ
وبُعَيْـدَ صُفْرَةِ طَقْسِها مَطَرٌ حَدا = وتُحَيتَ شَهوَةِ خِصْبِها رَقْصُ البَقولْ
وفُوَيْقَ تُربتِها أَرى شَجَرًا شَدا = وعلى الغُصونِ ثِمارُها تَلِدُ الحُقولْ






 
/
قديم 01-07-2016, 12:40 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حاوِليني مرَّةً أُخرى !

فبِحِقْبَةٍ عَبَقُ الحضارَةِ والهُدى = وبأُختِها عَـبَثُ الجَّهالَـةِ والمَغولْ
وبحِقبَتينِ وثَـقْتُ في شَغَفِ النَّدى = وبأُمَّةٍ كَرُمَتْ بما نَطَقَ " الرَّسولْ "
وأُحِبُّها وأَمُـدُّ في وَلَـهٍ يَـدا = لحَبيبَـةٍ نَعِسَتْ على يَدِها الخُيولْ
وأُجِلُّها مُتَفَهِّمًـا وَجَعَ آلصَّدى = لرُجوعِ صَوتِ تُراثِها بصَدى الأُفولْ
وأَنا أُراهِنُ والرِّهانُ بِها غَـدا = فغَـدًا ستُكْمِلُ بَعضَ دَورَتِها الفُصولْ

6/1983

غَريقٌ مُغْرِقٌ في اليابِسَهْ !

زَنابِقٌ أَحلامُنا والأرضُ حَولَ نَومِنا مَحارَةٌ
وتُربةُ البِلادِ أَغلى مَوئِلٍ مِن مَولِدٍ لمَقبرَهْ !
تُلقي دُروبًا تَحتَ أَقدامِ الرُّجوعِ للهُدى والمَغفِرَهْ !
تَـنادَمَتْ ، تَـنافَرَتْ ، كاللَّونِ في السَّحابَةِ المُؤَطَّرَهْ !
فمَن قَضى في الحُبِّ نَحْبًـا ، رافِعًا نَخْبًـا لنارٍ مُسْكِرَهْ ؟
غَيرُ العِطاشِ بينَ مائَينِ ، فنَهرٌ يَنزَوي في حُمْرَةٍ ،
كأَنَّما فَوقَ الضِّفافِ مَجزَرَهْ !
وأَوسَطِيٌّ يَرتمي في زُرقَةٍ ،
كأَنَّما قَد أُغْرِقَتْ في البَحرِ أَلفُ قِصَّةٍ ،
أَو أُفْرِغَتْ مَحابِرٌ مُعَطَّرَهْ !
والأَرضُ نُورٌ مُبْهِرٌ ، جِباهُـنا فَراشَةٌ
في عَتمَةٍ شَنَّتْ لَياليْها على شُموسِنا المُقَدَّرَهْ !
فَوقَ العِبادِ قِطعَةُ القَلبِ آلتي أَسْمَيتُها بِلاديْ ،
غَيبِيَّـةٌ تُقيْـمُ في اجتِهاديْ ،
وعِزَّةِ الجِّهادِ ،
صَغيرَةٌ تَستوعِبُ الأَزمانَ فِكْرًا شاسِعًا
يَندَسُّ في هُنَيهَةٍ مُفَكِّرَهْ !
خَرساءُ تَحكي دَمعَها ، ثَـقيلَةُ اللِّسانِ والتُّرابْ !
بَليغَةُ الحُضورِ والغِيابْ !
أَمضي إِليها لاكِزًا ضَمائِرًا مُستَـتِرَهْ !
عُثمانُها أَنا ، يُلَوِّحُ المُلَوِّحونَ كُـلَّ كَبوَةٍ
بِسَفْرَةٍ جَديدَةٍ في طَعنَةٍ مُبَكِّرَهْ !
وأَحمِلُ البِلادَ فوقَ مِنكَبيْ ، ومُزْقَـةً مِن روحِها المُكَبِّرَهْ !
وأَرسِمُ البِلادَ حَولَ مَبْسِمي ، تَميمَـةً مُقيمَـةً مُهَجَّـرَهْ !
عِبْئـًا جَميلاً فَوقَ ظَهْرٍ مُـنْحَنٍ – أَرْسِمُها ،
فهَـلْ يَئِـنُّ تَحتَ عِبْءِ العِشْقِ قَوسُ القَنطَرَهْ ؟
&&&&
عُصفورَةٌ يَحُطُّ وَهْمُ عُشِّها على صَدى أَوتارِنا ،
تُقيمُ في دِيارِنا ،
عُصفورَةٌ .. أَو قُبَّـرَهْ !
تَبيْـضُ لَحنًـا حالِمًا على يَدِ الفَضاءْ .
وأَحرُفًا للمَدْحِ " والمابَيْـنَ " والهِجاءْ .
وقامَتي يَشْقى بِها صُعودُها إِلى مَـقامِ الحُنجَرَهْ !
والبُرهَةِ المُفَكِّرَهْ !
مِقصَلَـةٌ أَو وَردَةٌ ، عِطْرٌ على مَخارِجِ الدِّماءْ .
غَيمٌ على أَصابِعيْ ، على رَماديْ مَجْمَرَهْ !
وبُلبُـلٌ رَسَمْتـُهُ ، فَطارَ مِن سُباتِـهِ نَحوَ البِحارِ المُبْحِرَهْ !
وَرْدٌ كَثيرٌ ، " نُوْتَـةٌ " ،
سَبَّـابَةُ العازِفِ قَـدْ تُرَوِّضُ المُجَنزَرَهْ !
وخَلفَنا حُرَّاسُنا ، قَنَّاصُنا وراءَ كُـلِّ لَـفْظَةٍ ،
وراءَ كُـلِّ راحِلٍ بِلادُهُ المُحَرَّرَهْ !
أَمامَ كُـلِّ عاشِقٍ " يَبُوسُـهُ " آلعَتيقَـهْ .
وسَجْدَةُ آلحَقيقَـهْ .
أَرضُ الغَريقِ ما قَضَتْ في مِحبَرَهْ !
هَـلْ تُدْرِكونَ أَنَّ عُمْـقَ البَحرِ رَقْـمٌ ثابِتٌ ؟
يا سادَتيْ ،
وأَنَّ أَحزانَ الَّذينَ يَغرَقونَ قِصَّةٌ مُكَـرَّرَهْ ؟!.

4/1985

سَيـِّدُ الجِّـهاتْ

يا سَيِّدي الشَّمالْ !
يَهُبُّ مِن ثُلوجِكَ السُّؤالْ .
ثَلجٌ على ياقاتِكَ البَيضاءَ ما كَوانا ،
أَمْ قَـدُّ كانونٍ رَنا لِمُسْكِرٍ فَمالْ ؟
مِشوارُنا ما بَينَ نُونِ نِسْوَةٍ يُقعي بِنا ،
وواجِبِ الرِّجالْ !
عَبيدَ سَيِّـدَينْ .
أَسرى بحِقبَتينْ .
حَتَّامَ يَمضي عُمرُنا في مُمكِنِ المُحالْ ؟
يا سَيـِّدَ الجِّهاتْ !
دَمعٌ علينا ، مُقلَتانِ فينا .
هذا الشَّمالُ غُـدَّةٌ دَمْعِيَّـةٌ
بينَ النَّقيضِ والنَّقيضِ تَنزَوي ،
فبينَ غَفوَتينِ تَصحو صَحوَةٌ ،
وبينَ كَرَّتَينِ قَد يُسالِمُ القِتالْ !.
&&&&
يا سَيِّدي الشَّمالْ !
هَـل تَنتَهي كُـلُّ البِداياتِ بِلا نِهايَةٍ ؟
هَـل تَخرُجُ الأَوطانُ مِن كُـلِّ الغُرَفْ ؟
هَـل يَرقُـدُ السَّلامُ في عُـشِّ الخَزَفْ ؟
أَصْـلٌ تَهاوى ،
نَسخَةٌ ظَلَّتْ على طَمْيٍ رَحَـلْ .
هذا القَتيلُ مَن سَأَلْ !
يا سيِّدي الشَّمالْ !
وحالِمٌ يَسيلُ جَوفَ مَوجَـتَينِ مِن زَبَدْ .
وفي فَضاءِ خَيمَةٍ يُعَـلِّقُ " الآنَ " أَبَدْ .
" شَمشونُ " عَبدُ القَلبِ حُرُّ الزِّندِ يا " دَليلَهْ " !
ما مِنْ أَحَدْ !
يَقُصُّ شَعْرَ النَّائِمينَ بَينَ جوعٍ وأَوَدْ !
دارَتْ على كَفِّ الغَريبِ حَيَّةُ الجَّديلَهْ !
وقَد رأى بِدايَةً كسيحَةً تَنامُ في نِهايَةٍ قَتيلَهْ !
عَفوَكِ يا " دَليلَهْ !
وكَمْ رأى بَديهَةً طَريحَةً في فَرشَةِ الجِّدالْ !
&&&&
يا سيِّدي الشَّمالْ !
لمَرَّةٍ أَخيرَةٍ " أَيلولُنا " يَرتَكِبُ الشُّحوبْ !
كانونُ في ثُلوجِنا يَذوبْ !
ذاتَ شِتاءٍ ناشِفٍ ، ذاتَ رَبيعٍ ذابِلٍ
وذاتَ صَيفٍ حارِقٍ حديقَةَ القُلوبْ !
ذاتَ خَريفٍ يانِعٍ مِثْـلَ الشَّجَرْ .
ذاتَ سَرابٍ ذارِعٍ بُعْدَ العَمى ،
أَو شارِبٍ عُمْقَ النَّظَرْ !
حاوَلتُ يَومَ جُمعَةٍ لخُطْبَتي ،
فذابَ أُسبوعيْ وجوعي ،
لَم يَعُدْ مِن غُربَتي رُجوعيْ !
واستَيقَظَ الحُلْمُ ونامَتْ لَيلَتي ،
هَـل أَستَعينُ بالعَصا واللَّيلَةِ الطَّويلَةِ الطَّويلَهْ ؟
لا كانَ " شَمشونُ " ولا تأَرجَحَتْ بشَعْرِهِ " دَليلَهْ " !
أَنتَ هُنا كَثيرًا .
أَنـا هُنا كَثيرًا .
حتَّى مَتى يَغيبُ مَوجودانِ في القَبيلَهْ ؟
يا سَيِّدي الشَّمالْ ؟!

8/1984

قَـدْ أَعَدُّوا خَيلَـهُمْ !

البَحرُ بَحَّارٌ نَأَتْ عَن كَفِّهِ البَراريْ ،
فابتَـلَّ مِن أَسرارِها
وازرَقَّ مِن أَعْذارِها
ورافَقَ العِطاشَ مِن أَطفالِنا ماءٌ كثيرٌ ناشِفٌ ،
فَعُدَّهُمْ !
أَرقامُهُم دُرٌّ ذَوى وبِئرُهُم جَفَّتْ هُنا ،
حارَتْ نُجومُ الكَونِ في كُنْـهِ المَساراتِ – الأَساوِرْ !
وشَيَّدَتْ طُفولَةً على حُطامِ دُميَةٍ مَذبوحَةٍ ،
في كَوكَبٍ مُجاوِرْ !
فعُدَّهُمْ يا سَيِّدي الغَريقَ ، عُـدّ حُزنَهُم وثابِرْ !.
&&&&
وعُدَّهُمْ تَجِدْهُمو يُسائِلونَ قُبَّـةَ السَّماءِ
عن كَوكبِنا المُيَتَّـمْ !
ويَرْفَعونَ حُزنَهُم إلى السَّماءِ
عَبْرَ سَقفِ مَعبَدٍ مُهَدَّمْ !
وتَحرسُ انتِظارَهُم أَزقَّةُ المُخَيَّـمْ !
فعُدَّهُمْ وعُدَّهُم .. حِسابُهُم تَقَدَّمْ !
&&&&
ودُفْعَةٌ تَخَرَّجَتْ مِن خُضرَةِ الأَرحامِ !
وأُختُها تعَمشَقَتْ
على خَريفِ العُـقْمِ والأَوهامِ !
تَصوغُ مِن إِيْجازِها الأَفعالَ والأَسماءْ !
في مَوطِنٍ يحتَرِفُ البُكاءْ !
فعُدَّهُم تَجِدْهُمو يُهَشِّمونَ نُورَ أَلفِ كُوَّةٍ ،
تَعلو جِدارَ لَيلَتِكْ !
ويَنْتِفونَ ريشَ أَلفِ لَيلَةٍ تَطوي جَناحَ هَجْعَتِكْ !
ويَسقُطونَ مِثْـلَ ثَلجٍ أَسوَدٍ مِن الحُروبِ السَّالِفَهْ .
فَوقَ الأَيادي الرَّاجِفَهْ .
وَليَنشَطِرْ بَحرُ الدِّماءِ بالعَصا المُناكِفَهْ .
وعُدَّهُم ثانيَةً ، فطَقْسُهُم أَرحامُهُم
ومِنهُمو كُـلُّ انعِطافٍ تائِهٍ في ساحَةِ البِلادْ !
وحِدَّةُ الوِلادَةِ المُرادِفَهْ .
هَـل يَرسِمونَ لَوحَةً أَلوانُها " ثَمودْ " ؟
يَعودُ مَن يَعودُ مِنهُمو ولا يَعودْ !
لعَلَّهُم يَبقونَ في إِقامَةٍ على رَحيلِ " عادْ " !
ومِنهُمو كُـلُّ انتِشارٍ حالِمٍ في ساحَةِ البِلادْ !
&&&&
وعُدَّهُم تَجِدْهُمو ماءً يَمُدُّ ساعِدًا لماءْ !
لعَلَّها تَعودُ مِن نَزيفِها الدِّماءْ !
فلَيلَةٌ واحِدَةٌ ما عادَ ثَوبُ عَتْمِها
يَكفي لِجَهْرِ حُزنِهِم غِطاءْ !
لا تُشْبِعُ الأَمطارُ في شِتائِهِم سَماءْ !
هَيِّءْ خِيامًا واسِعاتٍ للبَراريْ والسَّماءْ !
هَـلْ خَرَجوا كَي يُغلِقَ العالَمُ بَعدَ مَوتِهِم شَبابَا ؟
دِماؤُهُم وَحيدَةٌ تَستَرجِعُ الأَنيابَا !
تُطِلُّ مِن طُقوسِهِم على جِهاتِ الشَّمسِ والرِّياحْ !
ولَحمُهُم سَتائِرٌ مَنثورَةٌ وطَقسُهُم رِماحْ !
&&&&
هُـمُو رُعاةُ الرُّوحِ آبُـوا ، عُدَّهُم !
فعَودَةٌ مِن مَوتِهِـمْ بِرايَـةٍ لبَيتِهِـمْ
أو عَودَةٌ مِن بَيتِهِم لطَلـقَةِ التُّرابْ !
وقَد أَعَدُّوا خَيلَهُم والرُّمحَ والإِيابْ !
لَم يَخرُجوا مِن سِرِّهِم .
لَم يَدخُلوا في جَهْرِهِم .
أُنظُرْ ، فإِنَّ كَفَّهُم تُمَسِّـدُ الطَّريقَ والحِرابْ !
أَو عَودَةً لبَيتِهِم بطَلـقَةِ التُّرابْ !
فعُدَّهُم وعُدَّهُم ،
يَومَ الرُّجوعِ تَرقُصُ الأَبوابْ !
وتَخرُجُ الأَعدادُ مِن زِنزانَةِ الحِسابْ !
يا سَيِّـدَ الحِرابْ !
وتَفتَحُ الأَرضُ الحَلالُ قَلبَها ،
بابـًا يَقودُ جُنـْدَها لِبابْ !
يا سَيِّـدَ الحِرابْ !
والحَبَقُ المُعْـتَمِرُ الكوفِيَّـةَ الحَزينَهْ
ولَوعَةَ الأَريافِ والمَدينَهْ
يُمَزِّقُ الحِجابْ !
ويُخْرِجُ الحِوارَ مِن مَتاهَـةِ العِتابْ !
أَراهُمو ،
وقَـدْ أَعَدُّوا خَيلَهُم والرُّمحَ والإِيابْ !
هُمُو أَعَدُّوا خَيلَهُم لحِقْبَـةِ الصَّوابْ !.

8/1995

أَراكَ تَمشيْ خَلْـفَ ظِلـِّكْ !

سَنابِلُ الشِّفاهِ عَن شُحوبِها تَـنْأَى القُبَـلْ !
وأَرضُنا تَدورُ تَحتَ شَمسِها
وظِلُّها يَحمي زُحَـلْ !
أَعمارُنا أَهِلَّـةٌ ويُتْمُـنا المِزُّ اكتَمَـلْ !
ورُوحُنا سُنبُلَـةٌ رَغيفُها العالي رَحَـلْ !
يُقالُ مَدَّ خُطوَةً مِن بابِـلٍ لِبابِـلْ !
يُقالُ جالَ بَيدَرًا مِن حامِـلٍ لِحامِـلْ !
وحَثَّ خَيْـلَ وَجْـدِهِ لِحالِمٍ ،
فَمـا وَصَـلْ !
&&&&
وكُنتَ تَعدو في انتِصافِ اللَّيلِ خَلْفَ لَيلِكْ !
سُبحانَ مَن ألقى غُروبًا فَوقَ شَمسِ خَيلِكْ !
خُيِّرتَ أَو سُيِّرتَ في انكِسارِ أَلفِ خُطوَةٍ
على اندِحارِ سَيْلِكْ !
سُبحانَ مَن أَلقى على عَينيكَ شَوقًا
مِن لَهيبِ المُبتَدَا إِلى تَرانيمِ الطَّلَـلْ !
&&&&
" حِراءُ " هذا الصَّدْرِ تأوي نابِضًا ،
شِريانُكَ المُمْتَـدُّ خَيطُ العَنكَبوتْ !
يا جامِحًا صَبُورْ !
دُرْ كيفَما أَردتَ أَنْ تَدُورْ !
مُحَطَّمًا ، هَـشَّ الخُطى وغامِضًا ولاسِعًا كجَمرَةِ السُّكوتْ !
أَمامَ قَلبيْ كافِرٌ يُشْهِرُ سَيفَ كافِرٍ مُرتَزِقٍ لكافِرْ !
ناوِرْ إِذا ما شِئْتَ أَن تُـناوِرْ !
ففي نَسيجِ القَلبِ ، خَلفَ النَّبضِ عُشُّ طائِرٍ يَموتْ !
سُبحانَ مَن أَلقى الخُسوفَ فَوقَ فَوقَ يَومِكْ !
وماسَـةَ العُلُـوِّ فَوقَ روحِ قاماتِ الجَبَـلْ !
&&&&
أَخافُ يا خِلِّيْ عليكَ
مِن صُعودٍ فوقَ بُرجٍ مائِلٍ يَهوى رُؤاكْ !
أَخافُ يا كُلِّيْ عَليكَ
مِن ضَياعٍ في وُضوحِ فِكرَةٍ كانَتْ دَواكْ !
أَخافُ أَن تَحزَنَ عِندَ قُبْلَـةٍ ،
قَد أَغمَضَ الحَياءُ عَن حَلالِها عَينَيكَ ثُمَّ نالَها سِواكْ !
ونالَها ظُلْمًا سِواكْ !
أَخافُ مِن ريحٍ أَثَرْتَ شَوقَها لأِوَّلِ الجُنونِ إِنْ طَوَتْ
على إِعْصارِها لِواكْ !
وقُبلَةُ العَوْدِ وموَّالُ التَّلاقيْ بَعْدَ عَوْدٍ غَرَّباكْ !
أَخافُ مِن قَلبيْ إِذا قَلبيْ بَكاكْ !
فانظُرْ أَمامًا ثُمَّ أُنظُرْ للوَراءْ !
ولَنْ تُضيرَ نَظرَةٌ سَريعَةٌ نَحوَ السَّماءْ !
خافَتْ بِحارٌ مِن نِهاياتِ البَلَـلْ !
&&&&
إِكتَمَـلَ اليُتْـمُ .. آنتَصَرْ !
واليُـتْمُ في طَبْـعِ الكِبَـرْ ،
كاليُـتْمِ في عُرْفِ الصِّغَرْ .
يا بَوْحَ رَحميْ .. يا يَتيمَ الحِقْبَـتَينْ !
يا أَيُّها المُقْـتَرِفُ الأَحزانَ مَرَّتَيـنْ !
سالَتْ على مَضاجِعِ البُشْرى إِبَـرْ .
وَجهًا أَخيرًا مِن " هُبَـلْ " !
&&&&
إِكتَمَـلَ اليُتْـمُ .. آبتَدَأْ !
نَسيجُ ذاتي أَرصِفَـهْ .
ذَواتُكُم شَوارِعٌ مُغَلـَّفَهْ .
يَفيضُ قاموسُ البِلادِ عَن دَمي تَرنيمَةً لمُخْمَلْ !
وزَوجَتي أَرضٌ ووجهٌ شاحِبٌ مُرَمَّلْ !
كُلُّ الدُّروبِ والشَّوارِعِ التي سارَتْ هُنا ،






 
/
قديم 01-07-2016, 01:42 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حاوِليني مرَّةً أُخرى !

وكَفُّها في مِعصَمي ،
يَومًا مِن الأَيَّامِ ، قَد داسَتْ دَمي !
كُلُّ الدُّروبِ والشَّوارِعِ آلتي دَلَّلتُها
سارَتْ عليَّ وانبَرَتْ تُدْمي فَمي !
للأُمسِياتِ صَمتُها
لَها ثِمارٌ أَنجَبَتْ قِفارَ روحٍ مُنصِفَهْ .
نَسيجُ ذاتي أَرصِفَهْ .
ذَواتُكُم شَوارعٌ مَقتولَةٌ
وخُطوَتي يَمامَـةٌ كَفيفَـةٌ
تَبيضُ في ضَياعِها الثَّاني مُقَـلْ !
&&&&
إِكتَمَلَ اليُتْـمُ .. انهَمَرْ !
هَل غَرِقَتْ كُـلُّ البِحارِ جَوفَ كُوبِ ماءْ ؟
عَلِّقْ طُموحاتٍ على حَبْلٍ مِن السَّماءْ !
عَلِّقْ جِراحاتٍ على قُماشَةِ الصَّباحْ !
واستَسْقِ أَبْعادَ السَّرابِ واعصُرِ الشِّتاءْ !
وعُمرَكَ المَنثورَ في ما تَعزِفُ الرِّياحْ !
ظِلالَها المُلقـاةَ فَوقَ كاهِـلِ الجِّراحْ !
قُـمْ وانغَرِسْ في رَحمِ أَرضِكْ !
قُـمْ وانتَـشِلْ قيعانَ وَهْـمِكْ !
قُـمْ واختَصِرْ أَكوانَ كَونِـكْ !
قُـمْ وانتَـشِلْ أَصدافَ هَمِّـكْ !
قُـمْ واعتَصِرْ أَحْـداقَ أُمِّـكْ !
تَمَهَّـلَتْ شَمسُ الغَريبِ أَيُّـها الغَريـبْ .
لا الصَّحْوُ ظِـلٌّ ، لا ، ولا دَربُ الزَّبيبْ .
أَراكَ تَرنو نَحوَ وَجهٍ عالِقٍ فَوقَ السَّحابْ .
أَوصِـدْ على بابِ الخُروجِ بابْ .
يا واهِبًا قَمحًا لخُبْـزِ لَحمِـكْ !
جاعَتْ كِلابُ المُجرِمينَ واستَباحَتْ لَحمَنا الكِلابْ .
عَلِّـقْ فِطامًا فَوقَ ثَدْيِ جُثَّـةٍ مُصابَةٍ
بلَوعَةِ الإِنجابْ .
واغفِرْ لِعامٍ شَدَّنا إِلى جُنونِ نَزوَةٍ .. وَثـابْ .
نامَتْ بِحارٌ فَوقَ طَعْمِ مِلحِها
كقَريَةٍ نامَتْ على نَزْفٍ وَنابْ .
يُرْديكَ صَيَّادُ البِلادِ إِنْ بَنى أَعشاشَنا
في دَغْـلِ لَحْمِـكَ الحَجَـلْ !
&&&&
إِكتَمَلَ اليُتْـمُ .. انفَجَرْ !
لا وَطَنٌ تَرميكَ في أَحضانِهِ شَهادَهْ
لا كَفَـنٌ تَحميكَ مِن أَطباعِهِ وِلادَهْ
أَو خِرقَةٌ أَلوانُها عِبادَهْ
لا والِدانِ ، لا دُعاءُ الوالِدَينْ .
هَـلْ صِرْتَ ريحًا تَـنتَمي شَرْعًا لقارِبَينْ ؟
كُلُّ الذَّهابِ غَصَّـةٌ .
كُلُّ الإِيـابِ قِصَّـةٌ .
كُلُّ التُّرابِ مَدْخَـلٌ في مَخرَجَينْ .
وغُربَتي تَجْني وِلادَتَينْ .
مَليكَـةٌ مَخلوعَـةٌ وقِصَّـةٌ عارِيَـةٌ
تُدْمي بَياضَ العَيـنْ .
لَها القُصورُ والبُخورُ والضُّمورُ
والتُّمورُ والخُمورُ والقُبورُ خَيمَـةٌ !
أَحضُنُ فيها رَأسَ أُمِّيْ كُـلَّ يَومٍ مَرَّتَينْ .
ماذا أُجيبُ سائِلاً عَن دَمعِها إِذا سَـأَلْ ؟!
&&&&
تَعودُ في حَقيبَتي أَشلاءُ روحِ الياسَمينْ !
كُنتُ وَحيدًا كالغَرَقْ .
فَرَّتْ جُموعُ الغارِقينْ !
كُنتُ جَنينًا مِن وَرَقْ .
أَحصى الشُّموسَ فاحتَرَقْ .
يا غُربَتيْ ،
تُرْديْ الفَتى ماساتُ تاجٍ مِن أَرَقْ .
في قَلبِهِ القابِعِ بَينَ الغُربَتَينْ .
فَيا ذَويْ القُرْبى .. ذَوي البُعْدى سَيَخْجَلُ الخَجَلْ !
&&&&
وعُدْتُ .. لا يَنمو على أَشجارِ حُزْنيْ
غَيْرُ حُزنيْ .
وعُدْتُ .. لا يُسْكِرُني إِلاَّ نَبيذُ الأَرضِ
والمَوتُ الذي بالمَوتِ يَزنيْ .
وعِشْقُ أَرضيْ طَبعُهُ البَحرُ الذي يَرمي حِوارًا
فَوقَ ثَغْـرٍ مِن أَمَـلْ !
إِكتَمَلَ العِشْـقُ ... اكتَمَـلْ !.

9/1989


العَريسْ

( أوَّلُ قصيدةٍ تُـنشَرُ للشاعرِ في جريدة الإتِّحاد ألحيفاوية
وقد أرسَـلَ مُسوَدَّتَها الكبير سميح القاسم )

أُعَلِّـقُ ثَوبًـا على ثَلجِ حَيفـا
وأرفُضُ دِفْءَ الشِّتاءِ الغَريبْ .
وأَسأَلُ شَمسًا قُبَيـلَ المَـغيبْ
شُعاعًـا نَحيلاً ودِفْـأً وطَيفـا
لأِهديكِ حَيفـا بِيَومِ الخُطوبَـةِ
قَمحًا وَفيـْرًا ونَسْلاً وصَيْـفا
وأُهديكِ صَحوَةَ ماضي الزَّبيبْ
هُتافًـا عَتيقًـا وطِفْلاً وسَيفـا !
&&&&
وكُـلُّ القَوافِـلِ تَمشي إِلَيـكِ
وكُـلُّ البِحارِ تُقَـلِّدُ عُمْـقًـا
يُصَوِّبُ سِـرًّا إِلـى مُقلَتَيـكِ
لأِنَّ البِحـارَ بِـدونِ مَصَبِّـكِ
بَعْضُ طَحالِـبِ قـاعٍ ومـاءْ
وحينَ يُبَلِّـلُ رِيْـقُ الشَّواطِيءِ
أَطرافَ ثَوبِـكْ ،
تَصيرُ البِحارُ امتِـدادًا سَعيـدًا
لِوَجْـهِ السَّماءْ
تَصيرُ رَضيْعًـا يَنـامُ قَريْـرًا
على ساعِدَيْـكِ
وزُرْقَـةَ عُمْـقٍ تَهُـزُّ بِرِفْـقٍ
مَلامِحَ قـارِبِ عِـزٍّ عَتيـقْ
تَصيـرُ طُيـورَ سَرابٍ تَـنامُ
فُوَيْـقَ فَنـارٍ قَديـمٍ يُفِيـقْ !
&&&&
ونَهداكِ حَيفـا ،
رُجوعُ الجِّبالِ إِلى الكَرْمِـلِ !
رُجوعُ القَوارِبِ بَحْرًا وبَـرًّا
إِلى المَجْـدَلِ !
وأَنتِ لِقَـلبيْ نَبيـذُ التَّـلاطُمِ –
مَوجٌ بِشَـطٍّ ، وسُكْـرٌ يَـليْ !
أُغامِـرُ فِيْـكِ ،
أَرُشُّ أُنوثَـةَ فِيْـكِ الغَريـقِ
على المُبْـتَليْ َ!
أُخَلِّـصُ ماءَ عُيونِـكِ مِنْـكِ
وأُنقِـذُ مـاءَ خَليجِـكِ يَومًـا
مِنَ الحَنْظَـلِ !
أَطيْرُ بوَجهِـكِ قُـدَّاسَ حُـبٍّ
إِلى مَنْـزِليْ !
تُرابُـكِ حَيفـا حَنيـنُ القَبيلَـهْ
وعَيناكِ حَيفـا
مَوانـيْ بِـلادٍ تَعيْـشُ قَتيْـلَهْ
وقَلبيْ بِلالٌ على الشَّـطِّ يَمشيْ
ويَمشيْ ويَمشيْ لَيـالٍ طَويلَـهْ
فحَيفـا تَصيرُ لِقَـلبيْ مَدينَـهْ
وحاضِرَ عِشْـقٍ وذِكْرى حَزينَهْ
تُطَـوِّفُ فيـها رِمـاحُ غُـزاةٍ
وظِـلُّ سَفينَـهْ !
&&&&

وحَيفـا ارتِطـامٌ لِنَسْـرٍ بِقِمَّـهْ
وحَيفـا انشِطارٌ لأِلْـفِ شَظِيَّـهْ
وبَعْـضُ ارتِحالٍ لِعَقْـلٍ وذِمَّـهْ
ويَـومُ انعِتـاقٍ لِنَسْـلِ آلهُوِيَّـهْ !
&&&&
وتَرجِعُ يَومًـا إِلى ثَـلجِ حَيفـا
عُـلُوُّ المَـآذِنِ يَرسِـمُ ظِلـَّكْ
وفَـوقَ يَـدَيْـكَ يَنـامُ الأَذانْ
وتَرْجِعُ تَرْجِـعُ تَرْجِـعُ دَوْمًـا
وتَرْجِعُ يَومًـا مُقيْمًـا وضَيفـا
&&&&
سَمِعْـتُ بأَنَّ الزِّفـافَ قَريـبٌ
وأَنَّ عروسَ الشَّواطيءِ تَهْمِـسُ
أَنَّـكَ تَرْجِـعُ يَـومَ الخَميـسْ !
إِلى عُرْسِ حَيفـا ،
وأَنَّـكَ أَنـتَ تَكونُ العَريـسْ !.

12/1981

في بَلاطِ صاحِبِ الجَّلالَـهْ !

وعاهِلٍ خَـطَّ الأَماني في الوَرَقْ .
جَرَّ الصَّهيلَ في مَتاهاتِ الأَثيـرِ
واحتَرَقْ .
تَجَـبَّرَ المَليكُ يَـومًا واعتَـلى
شَهوَةَ ذاتِ عِفَّـةٍ مِثْـلَ الجَوادْ .
تَبَرَّجي لشَهْـوَةِ المَليكِ يا بِلادْ !
ليُطْلِقَ الإِرادَةَ المَمْلوكَةَ الزِّنادْ !
كسِلْعَـةٍ في ساحَةِ المَزادْ !
يا حاجِبيْ !
قُـلْ للرَّعاعِ عندَما يَجتاحُ بابَ قَصْرِنا الجَّرادْ :
مَليْكُكُم أليَومَ لَن يُحارِبْ !
يُشْغِلُهُ أَمْـرٌ عَن الجِّهادْ !
مَليكُكُم ما كانَ يَومًا فارِسَ العُرْبِ المُناوِبْ !
واليَوْمَ .. لَن يُحارِبْ !
أَفواهُكُم سَنابِـلٌ .
قُلوبُـكُم قَنابِـلٌ .
أَشْرافُكُم تَنابِـلٌ .
فَجَهِّزوا الأَعناقَ للحَصادْ !
مَليْـكَتيْ –
( ويَبْـلَعُ المَدْعُو لَـهُ قِنطارَ رِيْـقْ .
ويَلْتـَويْ ويَنحَنيْ كعاشِقٍ رَقيـقْ . )
مَليْـكَتيْ – لَو تَعْـلَمونَ – جَبْهَـةٌ
يَحْلو على ساحاتِها القِتـالْ !
دَلالُها نَـوعٌ مِن القِتـالْ .
قِتـالُها مَوْتٌ مِن الـدَّلالْ .
هَـل شَعْرُ عَكَّـا أَشْقَـرُ ؟
هَـل ثَغْـرُ يافـا أَحمَـرُ ؟
هَـل رِيْـقُ حَيفـا يُسْكِرُ ؟
لا !
لَن يُميْتَ نَخوَةَ " الجِّهادِ " في مَخادِعيْ أَيُّ أَحَدْ !
حتَّى ولَو كانَ " الأَحَدْ " رَبَّ صَفَدْ !.
&&&&
رَعِيَّتي !
اليَومَ مِثْـلَ الأَمسِ تَرتيلٌ وخَمْرُ !
وفي غَدٍ رَقْصٌ وتَمْرُ !
وذَبْحُـكُم بَعْـدَ غَـدٍ ،
ليُشْبِعَ الجَوْعانَ نَحْـرُ !.
&&&&
سَمعتُ أَلْـفَ قائِـلٍ يَـقولْ :
سَلِّـمْ على هذا الفَتى وقُـلْ لَـهُ :
ما كُنتَ يَومًـا سَيِّـدي خَليفَـهْ !
اليَـوْمَ جاءَ حامِلاً وَرْدَ الـوَطَنْ .
يُهْـديْ قَفـاكَ في غَـدٍ قَذيفَـهْ !

7/1974


دَعيْ العِتـابَ .. !
( قَصيدَةَ الجِّهـاتِ السِّـتّ ! )

أَنتِ انطِلاقُ الشَّمسِ والغُروبْ !
أَنتِ الجِّهاتُ الخَمْسُ والجَّنوبْ !
أنتِ انسِكابُ النُّورِ فَوقَ غُربَةِ الدُّروبْ !
أنتِ التَّباريْ بَينَ أبراجِ الهَوى
حتَّى انعِتاقِ السِّـرِّ مِن قَيْـدِ القُـلوبْ !
أَنتِ الشُّموسُ في جَليدٍ خارِجٍ
مِن بَـرْدِ شِريانٍ هُـنا يَذوبْ !
رَزيْنَتي اللَّعوبْ !
طُفولَتي – طِفلَـةُ عُمريْ – مارَسَتْ
على يَدَيْـكِ سُنَّـةَ البَراءَهْ !
زَجَّتْ بأَسرارِ الرِّمالِ والرِّمالِ
في مَتـاهاتِ العَبـاءَهْ !
وعَلَّمَتْ ضُوءَ القَـناديلِ ذَهابًـا
في اللَّـيالي والقِراءَهْ !
خاطَتْ رَبيعًـا للرَّبيـعِ بُرْدَةً
ومِن غُيومٍ طَرَّزَتْ سَماءَهْ !
أَلقَتْ تَقاويمَ الخُشوعِ فَوقَ آياتِ المُصَلَّى ،
أَنكَرَتْ ميلادَها ،
فاحدَودَبَتْ مِن خَجَـلٍ وأَنَّـتِ القِبابْ !
دَعي العِتابَ يا مُسَمَّى خاطِريْ
جَـلَّ الذي بَيني وبَيني عَنْ عِتابْ !.
&&&&
مِن بُرهَةِ الميلادِ أَعدُو نَحوَ عُمْرٍ في يَدَيْـكِ !
وأَعصُرُ الأَحلامَ صَحْوًا في دَوالي مُقلَتَيـكِ !
أُعَلِّـقُ القَلبَ على خَيـطِ السَّرابْ !
جَـلَّ الذي بَيني وبَيني عَن عِتابْ !
&&&&
مِن لَحظَةِ الميلادِ يا عاصِفَةً غَريبَـهْ !
كَم أَيقَظَتْ مِن نَومِها الحَبيبَـهْ !
مَلَّـتْ قُصوريْ رَمْـلَ شَـطٍّ مُحْبَـطٍ
مَلَّـتْ سِوارَ العُمرِ يَلوي مِعصَمي !
سُبحانَ قَـلبٍ مُطْـرِقٍ !
خَواطِري وابِـلُ نَبضٍ يَرتَمي على يَبابٍ مُجْرِمِ !
ومَنطِقٌ يُفْقِـدُ أَهـلَ المَنطِقِ الصَّوابْ !
&&&&
مِن لَوعَةِ الميلادِ يا جَريرَتي وعاريْ
مِنَ انتِظارِ لَحظَةٍ قَد يَنتَهي فيها انتِظاريْ
ذَوي " الجَلالِ " والكَمالِ " و " السُّمُـوّ " !
فَلتَصبِري بِنْتُ الجِّبالِ ، مُرهِقٌ هَـمُّ العُلُـوّ !
لا بأسَ يا أَيُّـوبَنا !
عُمْرٌ .. وتُحصي كُـلَّ قَتلاها اللَّياليْ !
عُمْرٌ .. ويَرثي حالُـكَ الدَّامي لِحاليْ !
عُمْرٌ .. وتَكوي نارُ صَبريْ كَفَّ أَصحابِ " المَعاليْ " !
عُمْرٌ .. ويَنسَـلُّ النَّزيفُ مِن تَعاليمِ الحِرابْ !
&&&&
عِنْـدَ انبِعاثيْ مَـرَّةً
عَمَّـدْتُ قَلبـًا في سَوادِ المُقْلـَتَينْ !
عِنْـدَ اعتِـناقيْ حُرَّةً
كانَتْ صَلاتيْ في اندِفاعيْ خُطوَتَينْ !
إِلى الأَمامِ ، للوَراءِ ، في جِهاتٍ تَرتَمي
في حُضْـنِ " أَيـنْ " !
حاوَلتُ فَجرًا وارتَجَلتُ الصَّحْوَ في بَوْحِ الأَذانْ !
هَـل أَوصَدَتْ " طُروادَةُ " القَلبِ الحَزينِ دَربَها ؟
كي يَرتَمي قَلبٌ حَزينٌ في مَتاهاتِ الحِصانْ ؟!
يَظَـلُّ مُهريْ رُغـمَ إِحباطِ الوُلوجِ جامِحًا
في فِكْرَةٍ تَبقى على كَـرٍّ وسَـرجْ !
يَظَـلُّ حَلقيْ رُغـمَ أَرتاجِ الخُروجِ مَعْبَرًا
يُفْضيْ إِلى هَـرْجٍ ومَـرجْ !
يَظَـلُّ سَيفيْ عاشِقًا في حِـدَّةٍ قَد تَجرَحُ الحَدَّينْ !
هذا القَتيلُ عائِدٌ مِن مَوتِـهِ القَسْرِيِّ حَيَّـا !
هذا القَتيـلُ عـازِمٌ على الرَّحيـلِ فِـيَّا !
والنُّورُ يَرمي كُـلَّ صُبْحٍ ثَغْرَةً في سُورِ لَيلِـكْ !
والكَرُّ يَعدو هارِبًـا مِن مَـدِّ خَيلِـكْ !
ما كُنتِ فَصْلاً في كِتابْ !
أَنتِ أَنـا ، نَبقى هُـنا ،
تُرابَ قَلـبٍ خافِـقٍ جَوْفَ التُّـرابْ !
وكُـلُّ سُمَّـاريْ سَرابْ !
جَـلَّ الذي يَكويْ حِشـانا عَن عِتابْ !

&&&&
قَد تُقْلِـعُ الأَمطارُ عَن عَفْوِيَّـةِ الهُطولْ !
قَد تَنزِلُ الجِّبالُ عَن عُلُـوِّها وتَرتَدي السُّهولْ !
قَد تَخرُجُ الأَصداءُ مِن حِكايَةِ الجُّدرانْ !
قَد تَهجُرُ الأَصدافُ عِقْـدَ لُؤلُؤٍ وسُبْحَـةَ الشُّطآنْ !
قَد تَطلُبُ السَّنابِلُ احمِرارَها مِن خافِقِ الحُقولْ !
لكنَّني لا أَملِكُ الرَّحيلَ عَن تُرابِكِ المُقيمْ !
لا أَملِكُ الرَّحيلَ يا أُمَيمَتي البَتولْ !
لا أَملِكُ الرَّحيلْ !
لَو أَبقَتِ النُّسورَ في سَمائِنا بَقِيَّـةٌ
مِن جُثَّـةِ ابنِ رَحْمِكِ القَتيلْ !
لا أَملِكُ الخُروجَ لَو للحظَةٍ على دَمِ " الجَّليلْ " !
وتُجْدِبُ العُروشُ إِذْ تَصيحُ : يا مَليكِيَ الذَّليلْ !
ويُسْفِرُ الرَّصيفُ عَن صُعلوكِ أَرضٍ
يَبْذُرُ الرَّصيفَ دَومًـا " أُرْدُنًا " وَ " نِيـلْ " !
&&&&
حَتَّى مَتى نَبقى ضُيوفَ أَرضِنا الأَغرابْ ؟
حَتَّى مَتى يَكذِبُ في سَمائِنا السَّحابْ ؟
والبَرقُ والضَّبابْ ؟
حَتَّى مَتى تَبقيْنَ رَقْمًا هارِبًا مِن دَفتَرِ الحِسابْ ؟
جَـلَّ الذي يَحِزُّ هذا القَلبَ عَن عِتابْ !
&&&&
تَنَبَّـهيْ !
نُبِّهْتِ يا قَتيلَتي مِراراَ !
وحاوِلي عُمرَكِ ذاتَ مَرَّةٍ أَخيرَةٍ
ولَو أَتى انفِجاراَ !
صُبِّي سُيولَ المُقْلَـتَينِ فَوقَ صَحراءِ الجِّراحِ !
وناوِلي هذي اللُّغاتِ رَحْمَها لتُـنْجِبَ الأَقاحيْ !
بَنَتْ طُيورُ حُزنِنا أَعشاشَها على بَياضِ فُلَّةٍ ذَبيحَهْ !
وأَدمَنَتْ مَساحَةَ المَحابِرِ الفَسيحَهْ !
هَـلْ تَخرُجينَ مَرَّةً مِن لَثْغَةِ الأَوْباشِ حَتَّى تَدخُلي
في اللُّـغَةِ الفَصيحَهْ ؟
إِسْمًـا ووجْهًا صامِتًا أَو نَدْهَةً فَضيحَهْ !؟
مَتى تُرى تُغادِرينَ لَوحَةً مَرسومَةً خَلفَ البَصَرْ ؟
مَتى تُرى يَخرُجُ قَلبيْ مِن مَتاهاتِ الحَجَرْ ؟
حَبيبَتي مِن أَوَّلِ التُّرابِ حتَّى آخِرِ التُّرابْ !
لا تَعْتَبي على فؤادٍ إِذْ طَواكِ فانفَجَرْ !
جَـلَّ الذي ما بَينَنا عَن " مُتْعَةِ " العِتابْ !!.

5/1977

سأَعودُ حـالاً !

أَعـودُ حـالاً مِن دَمـيْ
فانتَظِروني عِنْـدَ نارٍ مُنْصِفَـهْ !
لرُبَّـما أُفْلِـتُ مِـن ظُنونـي
يَدًا تَذوبُ فَوقَ نيرانِ الصَّليبِ
أَو يَقينًا وشَفَـهْ !
أَبيعُكُم عَجائِبي وأَقتَني زَيتًا وقَمحْ !
أَو رايَـةً ورُمحْ !
وكُـلُّ ما في سَلَّتي بِضْعُ سُمَيكاتٍ
وبَعضُ الأَرغِفَـهْ !
&&&&
أَجَـل أَعودُ حالاً !
أَسأَلُ حِبـرًا قَطرَةً مِن مَعرِفَـهْ !
وتَركُضُ الغُيـومُ في سَمائِـكُم
يُقْعي على رُؤؤسِكُم طَيرُ السَّماءِ الواقِفَـهْ !
وكُـلُّ ما في جُعبَتي وَرْدٌ وبَعضُ حِبرْ !
أَبيعُـكُم عَجائِبـي وأَحتَسي ثَمالَـةً
مِن قَهـوَةٍ وخَمرْ !
أَدمى دَمي قَيْـدُ العُروقِ النَّاشِفَـهْ !
أَعودُ حالاً مِن رَحيلٍ فَوقَ خَيلٍ نازِفَـهْ !
هَـل صَمْتُـكُم عَقيـْدَةٌ ،
أَمْ أَنَّـهُ السُّكونُ قَبْـلَ العاصِفَـهْ ؟!
&&&&
أَعودُ حـالاً للنَّـوادي الواجِفَـهْ !
وَليْـمَةُ التَّصْفيـقِ لا تُغْري فَميْ
كَبيْـرَةُ التَّلفيْـقِ لا تَطْـليْ دَميْ
بشاحِباتٍ طائِفَـهْ !
مَدينَتي حِصْني وقَلبـيْ سُنَّـتيْ
طَريقَتي تَمْريْ وأُمِّي القاطِفَـهْ !
مُعيْـنَتي البِلادُ في يَـومِ البِلادِ ،
حاجِبُ البِلادِ عُبْـوَةُ اليَـقينِ النَّاسِفَـهْ !
&&&&
أَجَـلْ أَعودُ حالاً !
أَسْحَبُ صَوتًا مِن تَراتيـلِ الغُروبْ !
وأُطفيءُ الجِّراحَ في مَواقِدِ الجَّنوبْ !
أَجَـلْ أَعودُ حالاً !
لعَلَّها تَخْرُجُ مِن جُنونِها ساعاتُـنا الرَّمْلِيـَّهْ ،
مِن لُعْبَـةِ الـدِّماءِ في طابَتِـنا الأَرضِيَّـهْ .
وحالَما تَسْـتَخلِصُ الذَّاكِرَةُ النَقِيـَّهْ
سِفْـرًا وأَبجَدِيَّـهْ
مِن تَعْـتَعاتٍ سالِفَـهْ َ !
&&&&
أَعودُ حالاً فَوقَ خَيلٍ زاحِفَـهْ !
على تَفاصيـلِ القُـلوبْ .
فَلتَهْرُبوا صَوْبَ الهُروبْ !
أَعودُ مِن شُحوبِكُم إِلَيّ !
لِكَـيْ ... لِكَـيْ !
أَجَـلْ ... أَجَـلْ !
ستَغسِلونَ جَهْلَـكُم عَـمَّا قَريبٍ عاجِـلٍ
بِـماءِ بِئـْرٍ عارِفَـهْ !.

9/1984

صُـورَةٌ أَخيـرَةٌ .

نُجالِسُ البِحارْ .
نُبادِلُ البِحارَ أَملاحَ الحَديثِ
والمَحاراتِ التي تُسامِرُ الَّلآليءَ الوَحيدَهْ !
نُلَخِّصُ الشِّراعْ .
بَعدَ انقِضاءِ المِلحِ فينا يَرحَـلُ الوَداعْ .
نَغوصُ في أَعماقِنا .
نُلـقيْ عُلُـوًّا مُرْهَـقًا على هَباءِ قاعْ .
&&&&
نُحاوِرُ الجِّبالْ .
نُشاطِرُ الجِّبالَ هَـمَّ أُفْقِها
نُناقِشُ الرِّياحْ .
بَعدَ اكتِفاءِ الطَّلْعِ بالخِصْبِ المُتاحْ .
نزُجُّهُ في عِشْقِ مَزهَرِيَّـةٍ قَد تُـنْجِبُ السُّهولْ !
وتَرتَديْ أَوراقَها الحُقولْ !
بَعدَ انقِضاءِ صَيفِنا ووَعْيِنا ولَعنَةِ الخَريفْ
وبَعدَما يُغلِقُ شِريانُ النَّوايا كُوَّةً تُفْضي إلى النَّزيفْ
يَرمي إلى الأَوْرِدَةِ المَفتوحَةِ المِفتاحْ !
&&&&
نُواجِهُ الجَّرادْ !
ونَسلِبُ الجَّرادَ ما يَسلِبُـنا الجَّرادْ !
زادًا يَمُـدُّ كَفَّـهُ لِقَـلبْ .
نُواجِهُ الجَّرادَ في قُدومِهِ سَلْبًـا لسَلـبْ .
نَزُجُّ في لَوحِ الوَصايا صُورَةً أَخيرَةً لِرَبّ !.

2/1981






 
/
قديم 01-07-2016, 01:46 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حاوِليني مرَّةً أُخرى !

المُرافَعَـةْ !

في مَوطِني : مَسارِبُ الجِّبـالْ
الشَّاطيءُ الجَّميـلُ والصَّحراءُ والتِّـلالْ
ما يُخْرِجُ التُّرابُ مِن مَواسمٍ وتُـنْزِلُ السَّمـاءْ
مِن فِكـرَةٍ تَنـامُ في الشِّتـاءْ
ما تُضْمِرُ الجِّهـاتُ في بلادِنـا ويُـنْبيءُ الشَّمـالْ
وسائِطُ النَّقـلِ السَّريعِ والبطيءِ ،
كَـرَّةُ القِطارِ والجِّمـالْ
مَسارِبُ الأَرحامِ في ازدِحامِها وصَرخَةُ الوَليدْ
عَبيـدُ سـادَةِ العَبيـدِ كلُّـهُم والسَّادَةُ العَبيـدْ
ما يُبدِعُ الثِّـقاتُ في صَفائهِم ويُنتِج العُمَّـالْ
ما يَمنحُ الآدابَ مُفرداتِها ولَوعَـةُ المَـوَّالْ
تأَوُّهُ العُـشَّاقِ في عِناقهم وهَيبَـةُ النَّشيـدْ
في مَوطِنـي :
تكَـوُّرُ القِبـابِ والطُّيـورْ
تغَـرُّبُ الغِيـابِ والحُضـورْ
والزَّهـرُ في مَعاقِـلِ العُطورْ
والسِّـرُّ في مَتاهَـةِ الصُّدورْ
جَميعُ مَن في هذه البِلادْ
يَسوقُ ما في هذهِ البلادْ
وباسْمِها ،
مُسَيَّرًا لساحَةِ القِتـالْ !
&&&&
وحَربُهُـم مُقَـدَّسَهْ ،
يُقـالْ !
وحَربُنا مُقَـدَّسَهْ !
وكُلُّ مَن يَموتُ في بِلادِنا مُصَنَّفٌ :
شَهيدُنا قَتيلُـهُم ، شَهيدُهُم قَتيـلْ !
وكُلُّ مَن يَعيشُ في بِلادِنا مُصَنَّفٌ :
أَصيلُنا طَريدُهُم ، أَصيلُهُم دَخيـلْ !
هَل تسأَلونَ مَرَّةً يَتيمَةً يا سادَتي ،
هَل تسأَلونَ هذهِ البِلادْ !؟
هَل تَبحَثونَ مَـرَّةً يَتيمَـةً عَن أَوَّلِ الرَّمـادْ ؟!
هَل تَستَـشيرونَ البُيـوتَ والزُّهورَ سادَتيْ
عَن لَوعَـةِ النَّخيـلْ ؟!
هَل تسأَلونَ عَينَكُم عَن دَمعِها ، والقَمَرَ الحَزيـنْ ؟!
يَستَحضِرُ الأَحزانَ مِن مَدارِكُـمْ ،
يَصونُها في سِـرِّهِ الدَّفيـنْ ؟!
&&&&
قـاضي القُضـاةْ :
شاهِـدُنا – شَهيـدُنا التَّـالي المُحارِبْ !
الحاجِـبُ المُـناوِبْ :
هاتُـوا صَلاحَ الدِّيـنْ !
وَليَـقتَرِبْ مِن مِنْبَـرِ الشَّهـادَهْ !
وَليَحْـلِفِ اليَميـنْ !
جُمهورُها القَتيـلْ :
هَيَّـا صَلاحَ الدِّيـنْ !
إِرفَعْ يَميْنًـا واتـرُكِ اليُـسْرى تَغوصُ في ثَرى حِطِّيـنْ !!.

4/1984

نُهـُودٌ مَطْبوخَـةٌ !

وشاعِرٍ ، أَبياتُـهُ فَوقَ الرِّماحِ تَرْفَـعُ النُّهودْ !
وتَطبُـخُ الأَرْدافَ فَوقَ نارِها وتَعْـجِنُ القُدودْ !
لتَرفَـعَ المَوائِـدَ الشَّهِـيَّةَ
للقاريءِ المَعبودْ !
&&&&
وشاعِرٍ ، أَبياتُـهُ عَقيمَـةٌ كالمَطَـرِ الصَّيفِيّ !
كَشارَةٍ ضُوئِيَّـةٍ في مَسْرَبٍ ريفِيّ !
مَساحَـةٌ مَفتوحَـةٌ للكُـفْرِ والأَفيونْ
تُصادِرُ انعِتاقَنـا مِن رِحلَةٍ غَيْـبِيَّـةٍ
وتَمْسَحُ الوُجودْ !
وتَفْقـَأُ الجَمالَ والعُيونْ !
وتَرسِمُ الحُدودَ فَوقَ غَيبَةِ الحُدودْ !
&&&&
وشاعِرٍ ، أَبياتُـهُ تَقتَحِمُ المَطابِعْ .
وتَذبَحُ البِلادْ .
تُقَطِّـعُ الأَصابِعْ ،
وتُـشْعِلُ النُّعاسَ في الزِّنادْ .
وتُطْفيءُ الجِّهادْ .
في شَهْـوَةٍ ورايَـةٍ وَزادْ .
وتَعْصُرُ الزُّنودْ !
في جَبهَةٍ خَلْفِيـَّةٍ ليُهْزَمَ الجُّنودْ !!.

8/1987

هَـلا .. هَـلا !!

هَلا .. هَلا بالجاهليـِّينَ هَلا !
ما غابَ عَن تاريخِنا مُسَيْـلَمَهْ !
عادَ لَنا بِبِـزَّةٍ عَصْرِيَّـةٍ ،
تَـنْقُلـُهُ مَرْكَبَةٌ فاخِرَةٌ أَو طائِرَهْ !
وديْـنُهُ دولارُهُم ،
يَمتَلِـكُ الدُّنيا بِـهِ والآخِرَهْ !
" مُوَحِّـدٌ " ثَنَّـى وثَلَّـثْ ، مُؤْمِنٌ
مِن شِـدَّةِ الإيمانِ سَدَّسْ !
صَمْتُـهُ دَبَّابَـةٌ وصَوتُـهُ مُسَدَّسْ !
ومُقْـسِمٌ إِذا كَبـا " بِطُهْرِ " أَلفِ عاهِرَهْ !
وكاذِبٌ وغادِرٌ وسارِقٌ وقاتِـلٌ
وغاطِسٌ في الشَّـرِّ مُنْـذُ المُبْتَدا حتَّى السَّماءِ العاشِرَهْ !
" فَدِيْـنُهُ " ما يُغْضِبُ الرَّسولَ جَـلَّ وَجهُـهُ ،
" ورَبُّـهُ " مُكابَرَهْ !
نَبحَثُ في فَضائِنا عَن كُـوَّةٍ نَظيفَةٍ ،
لكنـَّهُ يُضْنيْهِ ثَـقْبٌ لَـمَّ تَعْتَعاتِـهِ المُثابِرَهْ !
عارٍ مِنَ الأَخلاقِ يَرعى زَلَّـةً على هِضابٍ عارِيَهْ !
وغارِقًـا في بَحرِ تُرَّهاتِـهِ حتَّى انكِسارِ الصَّارِيَهْ !
والزُّرْقَـةِ المُغامِرَهْ !!
&&&&
هَلا .. هَلا بالجَّاهِلِيـِّينَ الجُّـدُدْ !
لا بَـدْرُ تَعنيْـهِم وَلا ما مارَ في مَعنى أُحُـدْ !
تَمتَعِضُ الكِلابُ مِن نُباحِهِم .
يَعتَذِرُ الباعوضُ عَن نِكاحِهِم .
فلَيسَ كُـلُّ مَن طَغا ودَبّ
كَلبًـا يَعودُ أَصلُـهُ لكَلبْ !
واللَّسْعُ لَيسَ دَعوَةً لِحَربْ !
هُـم غَلطَـةٌ عابِرَةٌ
وذِكرَياتٌ دُونَ أَدنى ذاكِرَهْ !
&&&&
ويَكفُرونَ ..
لا يُبالي المُبْـتَلى بكائِناتٍ كافِرَهْ !
غَـدًا على رِقابِهِم يَلْتَفُّ حَبْـلٌ مِن مَسَـدْ ،
وحَولَ تُرَّهاتِهِم تَدورُ أَلـْفُ دائِرَهْ !!.

4/1984











 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط