لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ قال المقال ⊰ لاغراض تنظيمية يعتمد النشر من عدمه بعد اطلاع الادارة على المادة ... فعذرا |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-03-2014, 06:20 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
حكايتي مع رسالة الغفران
حكايتي مع رسالة الغفران
حكايتي مع المعري ورسالة الغفران تحديدا , حكاية لا يعني العمر بدونها ما يعنيه حقيقة ,حكاية بدأت في أربعينيات القرن العشرين ,حيث لم يكن للتعليم والمدارس بشكل خاص في بلاد الشام هذا الانتشار الذي انداح بعد الاستقلال ليعم أرجاء الوطن ريفا ومدينة , كان في بلدتنا مدرسة ابتدائية واحدة مازلت أذكر حروف اسمها " مدرسة نموذج سلمية " مكتوبة باللون الأبيض على أرضية خضراء وبخط جميل وكان للتعليم عناية متميزة بالخط العربي آنذاك , لم يكن يومها موجودا ما يعرف اليوم بالمكتبات وتوجد بعض المخطوطات التي تتعلق بالتراث الإسماعيلي والتصوف وقلما يتم تداولها لغير أهلها . كنت أستمع للكبار يرددون أسماء تنفل في ذهني الطفلي مثل أخوان الصفاء والحلاج ومحي الدين ابن عربي والمعري , ويعتصر الألم قلبي الصغير وأنا أسمعهم يتحدثون بإعجاب عن هذا العبقري الأعمى فأغمض عيني محاولا أن أحس بالموجودات كأبي العلاء مع فقدان البصر أدهشني التعرف على المكتبات عندما انتقلت للدراسة في مركز المحافظة , اشتريت من خرجيتي المتواضعة كتاب تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات وعلمت منه بوجود كتاب نثري للمعري بعنوان "رسالة الغفران "أخذته على سبيل الإعارة من مكتبة ثانوية أبي الفداء لأطالعه أثناء ما كان يعرف بعطلة الربيع, انصرفت لمطالعة الرسالة بشغف طفل يستمتع بحكايا الجدات , لامتني أمي رحمها الله , على انصرافي للمطالعة بدلا من الإستمتاع بالعطلة مع الأهل والأتراب . خرجت من تلك القراءة الأولية بشعور من اكتشف عالما جديدا ومعرفة بهذا السفر الثمين رحت أتحدث بها في المجالس وألحظ الدهشة والاستحسان خاصة وأنا أستعرض روايته عن جواز الصراط إلى الجنة محمولا "زقفونه" على جارية لفاطمة الزهراء ودهشته من وجود الحطيئة الشاعر في كوخ على أطراف الجنة ؟ أعادني تشابه الحال مع رهبن المحبسين وبعد أكثر من ثلاثة عقود إلى رسالة الغفران قرأتها في محبس المعرفة البدائية وعدت إليها في محبس الاعتقال السياسي الذي استمر لسنوات , أعيد قراءة الرسالة وأنا بين الشك واليقين , هل هي الرسالة التي سبق وقرأتها في سن اليفاع ؟ أم أن هناك نسخة ثانية غير تلك التي حققتها الدكتورة بنت الشاطئ وبلهفة العاشقين وصبر السجناء على عبور زمن لا حيلة لهم في تغييره رحت اسبر أغوار هذه الموسوعة لأجدني أمام كتب متعددة : 1- كتاب في فقه اللغة 2- كتاب في النقد الأدبي 3- وجهة نظر في فهم القرلآن وتفسيره 4- رواية في رسالة على عادة العرب في التسمية القديمة , لابد لدارس هذه الموسوعة من مطالعتها أكثر من مرة متابعا موضوعا محددا في كل مرة لا يشغله الالتفات إلى المستويات الأخرى وسيظل للحديث بقية تتبع. حكايتي مع رسالة الغفران القسم الثاني كل دراسة للمعري الإنسان وتراثه الفكري , ولا أختصره في صفة الشاعر , هي دراسة ناقصة ومجحفة بحقه ,إن لم تلحظ :أنه إنسان جبار ويتجلى هذا الجبار في سلوكه " رهين المحبسين " جبار في تحريمه على نفسه أطل اللحم والمواد الاحيائيه " استضعفوك فوصفوك , لو أنصفوا لوصفوا قلب الأسد" علاجا لعلته الصحية, جبار في لزومياته التي نظمها تحديا لأوزان الفراهيدي التي لم ترد عليها شواهد في أشعار العرب ,جبار في عقيدته الدينية : في اللاذقية ضجة مابين أحمد والمسيح كل يمجد دينه يا ليت شعري ما الصحيح ظ وقوله: صلّ وصم أو طف بمكة زائرا سبعين لا سبعا فلست بناسك ما الخير صوم يذوب الصائمون له ولا صلاة ولا صوف على الجسد وإنما هو ترك الشر مطّرحا ونفضك الصدر من غلّ ومن حسد وأخيرا إيمانه المطلق بالعقل وبعقله فقط أيها الغر إن خصصت بعقل فاتّبعه فكل عقل نبيّ سأتبع من يدعو إلى الخير جاهدا وأرحل عنه ما إمامي سوى عقلي لابد من التذكير بمعنى الإمام وباختصار معجمي : هو الدليل والقائد المقتدى به من قبل الآخرين ومن بلغ مقام أبي العلاء من المعرفة والسمو الروحي لا يسأل عن انتمائه المذهبي فقد سما فوق المذاهب والمعتقدات والمقدسات باختراقه لكل التابوات وهو ليس كارها أو مناوئا لها ولا قابلا لها فهي وضيعة ومن نتاج البشرية ولكل الحرية فيما يرى وكأنه ينظر إلى رأي من استنكر قبول المأثور وما أنتجه السلف والسلفية بالقول , هم رجال ونحن رجال , وأراه آخذا بقولة ابن عربي : لا تتقيد بعقد مخصوص يبعدك عن درب الحقيقة ز جبار في رسالة الغفران وهو يقتحم العالم الآخر في رسالته التي تبدو لنا للوهلة الأولى حكاية تطل على قصة الإسراء والمعراج والنصوص التي كتبت تأثرا بها , وقصص الرحلات كرحلة ابن القاسم البغدادي والتوابع والزوابع لابن شهيد الأندلسي التي تروي رحلة إلى وادي الجن لمعرفة سر الشعرية والحكم على جودة الشعر , ويتبدى جبروت أبي العلاء في أنه كان يطور إنتاجا أدبيا سابقا ومعاصرا له ,وقبل أن يتبلور هذا القص في ما عرف بالمقامات المتماسكة في وحدة الموضوع والقصة المحكمة الحبك في لغة مسجعة تروي طرائف الكدية والبخل كان إنجاز أبي العلاء يتحقق بقضية الشعرية العربية على مستوى التأريخ للشعر ونقده, والصنعة اللغوية التي برع فيها أيما براعةّ وقضية الوجود الإنساني والمشكلات الفلسفية الكبرى , الدنيا والآخرة ,الخير والشر , الثواب والعقاب ,والغفران...من نحو آخر مستلهما التراث التراث الفكري والأدبي الذي بلغ في معرفته ما دفعه للقول : وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل تمكن من ابداع رسالة قصة جديدة , حكاية تروى رحلة متخيله في المجهول إلى العالم الآخر . نتابعها في القسم الثالث من هذه الدراسة سلميه في-10\4\2014 محمد الجندي |
|||
01-01-2017, 09:07 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
مرحى بكم
وباغتنامكم للركن ود |
||||
03-01-2017, 11:45 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
سيدي الكريم
حكايتك الممتعة مع المعري ورسالته و لزومياته تشبه إلى حد كبير حكايتي معه. فأنا أيضا اكتشفته وأنا اخطو في عالم الأدب والشعر والنقد. ارتاده وأنهل من درره. صدمني الرجل وصدمتني كتبه.ووقفت مشدوهة إزاءها. أعجب لجرأته وسعة خياله و طرافته. دهشت لهذا الضرير الذي رأى و درى وفهم و شعر ونقد وسخر ولمح و أشار. نعم كان عظيما و جبارا تحدى أوزان العرب وعقلياتهم و طريقة تفكير العوام البسيطة. جبارا وهو يقتحم عالما غريبا عجيبا خطيرا ويصوره بطريقة كاريكاتورية ساخرة ناقدة لبعض التصورات والمفاهيم الساذجة البسيطة السائدة آنذاك المعري عقل نافذ و فكر وقاد وعاطفة جياشة ونفس عظيمة تاقت إلى العلا والمجد. وحلمت بالمدينة الفاضلة حيث القيم والمبادئ و نصبت العقل حكما يبت في كل الامور والمسائل هذه الشخصية العظيمة علامة فارقة في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية بابداعاتها المتنوعة شعراء و نثرا، جدا و هزلا. |
|||
06-01-2017, 09:45 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
مرحى لكم لإثراء ركن المقال بهذه المعلومات القيمة
تحياتي وتقديري |
||||
06-01-2017, 10:15 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
أخي الفاضل محمد الجندي شكراً على هذه المشاركة عن رهين المحبسين كما نعته الدكتور طه حسين.
كنت قد نشرتُ بحثاً في الثمانيات من القرن العشرين في إحدى الصحف الأدبية تحت عنوان : المعري ما له وما عليه و عن رسالة الغفران. . سأحاول البحث عنه وسوف أنشره قريباً إن شاء الله مع بعض التعديلات. هذا البحث أثار جدلاً واسعاً في بعض الصحف الأدبية. تحياتي |
|||
06-01-2017, 11:03 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
ألف شكر أ. محمد
سعدت بقراءة نص بهذه القيمة والمعلومة كل التقدير وتحياتي |
|||
13-02-2019, 05:18 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
تاخرت كثيرا في الاطلاع على مداخلتك الراقية والودودة , والمعري بئر معرفة لاينضب , يحضرني ك تحية لك رايه بالمتنبي : كان يعد الشعراء بالاسم دون صفة وعندما يبلغ المتنبي يقول والشاعر المتنبي
دعى شرحه لديوان المتنبي ب معجز احمد , وهو يعني مابعد قرآن احمد قال عن بيت المتنبي : انا الذي نطر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم : انما عناني به وقصته مع الشريف المرتضى دفاعا عن المتنبي اشهر من ان تستعاد, واذا اتتك مذمتي من ناقص...... |
|||
13-02-2019, 05:25 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
تاخرت كثيرا في الاطلاع على مداخلتك الراقية والودودة , والمعري بئر معرفة لاينضب , يحضرني ك تحية لك رايه بالمتنبي : كان يعد الشعراء بالاسم دون صفة وعندما يبلغ المتنبي يقول والشاعر المتنبي
دعى شرحه لديوان المتنبي ب معجز احمد , وهو يعني مابعد قرآن احمد قال عن بيت المتنبي : انا الذي نطر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم : انما عناني به وقصته مع الشريف المرتضى دفاعا عن المتنبي اشهر من ان تستعاد, واذا اتتك مذمتي من ناقص...... |
|||
13-02-2019, 05:42 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
نتابعها في القسم الثالث من هذه الدراسة
سلميه في-10\4\2014 محمد الجندي متى الوعد وقد طال المدى وآل الى صدى |
|||
06-03-2019, 06:01 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
سنوات عبرت بعد اطلالتنا على المعري في رسالة الغفران حجبت قعقعة السلاح ودمار الاحتراب وغبار المعارك عنا بهاء تلك الاطلالة على المعالم الانسانية في تاريخنا العربي واهتبلها الاعداء والحاقدون على مآثر تلك الامة ورسالتها الخالدة فرصة للنيل من كرامتها وحصر تاريخها على الحروب والطغيان والمخازي التي لاتكاد تنجو منها امة من امم العالم فحتى بالعائلة او الاسرة يتواجد السيء والحسن فما بالك في امة بامتداد وانتشار الامة العربية الاسلامية لقد وعدت بان تستعيد ماقلت انك نشرته سابقا وان مقالك قد تناوله الكثيرون بالنقد والتعليق
بشوق للاطلاع على منشورك وانا بصدد استكمال القسم الثالث من حكايتي مع رسالة الغفران بعد ان جرفنا تيار الاحتراب بعيدا عن انسانية الانسان تعقيبا على ماجاء في تعليق الاخ عبد الله علي باسودان حول حكايتي مع رسالة الغفران |
|||
06-03-2019, 06:21 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: حكايتي مع رسالة الغفران
جميل منك ياجمال
لقد اعدتني الى سنوات مضت شغلتنا عقابيل الاحتراب عن الوفاء بما يترتب علينا تجاه قضايا الفكر وانسانية الانسان , وان القسم الثالث من بحث حكايتي مع رسالة الغفران الذي سبق الوعد بانجازه قدمضى عليه الزمن في خزائن الاهمال هل من وعد جديد .... لا لا قبل الانجاز ...اكثر من الشكر والتحية |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|