قشرة موز! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰

⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰ الجد الباطن حين يكون خريج دفعة الظاهر الساخر ...

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 21-02-2020, 07:17 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد المعطي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن
افتراضي قشرة موز!


ما أن أتم التهام قرن الموز "الصومالي" حتى رمى القشرة على الأرض، فاستنكرت فعلته، وصحت به موبّخا:
- ماذا فعلت؟ هل هذا عمل متحضر؟
قال:
- ماذا تقصد؟.
قلت:
- أقصد رميك قشرة الموز في الطريق العام، أليس من الممكن أن «يتزحلق» بها شخص ما وتنكسر رجله أو يده أو ربما «تنقطم» رقبته؟.
قال باستسلام:
- ممكن!!
قلت: فإذن، أنت تسببت في أذى انسان بريء.
قال:
- هذا صحيح، ولكني في المقابل تسببت في «فتح باب الرزق» لعدد كبير من الناس.
قلت مستهجنا: مش فاهم، هات فهمني!!
قال ضاحكا وباستخفاف:
- عندما يتزحلق في قشرة الموز، وتنكسر رجله أو يده، أو «يتطبش»ماذا يحدث؟.
قلت:
- تأخذ الشهامة بعض الناس فيهرعون لمساعدته وإسعافه.
قال:
- وهذا هو الشيء الطبيعي.
قلت:
- واذن؟.
قال:
- ويحملونه إلى المستشفى في سيارة خاصة أو سيارة أجرة، فيتناوله المسعفون، وتتلقفه الممرضات ليوضع بين يدي الطبيب الذي يشخّص حالته، ويجري له اللازم، فيصف الدواء المسكن، أو المضاد الحيوي، والضمادات واللفافات، وربما يحول إلى قسم العظام في المستشفى فيوضع في الجبس.. يشتري الدواء من الصيدلية التي تشتري أدويتها من المستودعات الطبية التي تستوردها بدورها من شركات الأدوية في الخارج، ثم يحمل هذا «المتعوس» إلى المنزل - هذا إذا لم يبق في المستشفى أياما عديدة- بسيارة خاصة أو سيارة أجرة ينعطف سائقها إلى محطة البنزين في طريق العودة ليعبئها بالبنزين الخصوصي (٩٨ أوكتان)، الذي ندفع ثمنه عملة صعبة، فينقد عامل المحطة ثمن البنزين المكرر في مصفاة النفط التي يعمل فيها كثيرون.. وقد يضطر إلى مراجعة الطبيب عدة مرات إلى أن يشفى، وفي كل زيارة يدفع «كشفية» وقد يشتري عكازا أو دواء إضافيا.. و.. قاطعته بنفاد صبر:
- اختصر، ماذا تريد أن تقول وإلى أين ستصل؟.
قال مستطردا كأنه لم يسمعني:
- وفي فترة المرض أو الاصابة يحتاج صاحبنا إلى غذاء خاص غني بالكالسيوم والكربوهيدرات كاللحم والسمك والفاكهة.. وأنت تعرف أن الثروة الحيوانية لدينا شحيحة وتحتاج إلى علف.. شعير وقمح أو تبن أو غيره وهذا غير متوفر عندنا ونستورده أيضا، والأرض عندنا بور أو عمارات "يعني مفيش زراعة".. واللحم نستورده أيضا إما طازجا أو مثلجا ـ أو قديدا- من الخارج، ويحتاج إلى ثلاجات ضخمة تعمل على الكهرباء، وشركات اللحوم فيها عمال وموظفون يحتاجون إلى رواتب.. فضلا عن الخبز الذي نستورده أيضا، نظرا للعجز في إنتاج القمح الذي نصنع منه الرغيف..
قاطعته:
- يا إلهي!!
فاستدرك وقال:
- قد أكون تسببت في ضرر شخص واحد، ولكني يا عزيزي تسببت في فتح باب الرزق لسائق التكسي أو صاحب التكسي، والطبيب والممرض والمسعف، وعامل النظافة والصيدلي والموظف، وعامل المحطة وصاحب المحطة، ومصفاة البترول وموظفيها، وشركات اللحوم والقمح وبائع الخضار والقمح.. وربما..
توقف صاحبي قليلا ثم أضاف:
- وهكذا تدور دورة المال في المجتمع، وتنقضي حاجات الناس إلى المال والعمل.
فقاطعته صارخا: كفى.. كفى.. فوالله لو تابعت شرحك بهذا المنطق لركبت البلاد كلها- وربما الغرب كله- على ظهر هذا المسكين، ولكن ألا تظن أنك بالإضافة إلى كسر يد أو رجل هذا الإنسان تكون قد خربت بيته؟ من أين له بكل هذه التكاليف في المستشفيات، وهي كما تعرف صارت كلها مستشفيات سياحية "خمس نجوم" وربما نجوم المجرة كلها..
قال:
- قد أكون خربت بيت شخص واحد، ولكني فتحت بيوتا كثيرة يا صاحبي..
صحت به:
- يخرب بيتك، تفتح كل هالبيوت على قفا (هالمعثر)؟.
عندئذ دنا من قشرة الموز ورماها في الحاوية القريبة وهو يقول: - ا.. والله حرام!!
وهنا صحت به ضاحكا هذه المرة:
- على مهلك على مهلك.. لو كل واحد رمى قشرة الموز او غيرها في حاوية مثلك، من أين سندبر ثمن حاويات جديدة، وسيارات نقل القمامة والضاغطات في هذا الظرف الاقتصادي الصعب؟.
قال: وماذا أفعل بها؟.
بصراحة احترت بما أجيبه وترددت كثيرا بعد أن طفت على شفتي ابتسامة خبيثة دسها ذلك الشيطان الصغير الذي في داخلي وأخيرا قلت بعد صمت:
- ابلعها.






  رد مع اقتباس
/
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط