لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-07-2018, 03:53 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مفاجأة
يراودك كل مساء نفس الإحساس المفعم بالدفء و الطمأنينة، تترنح على خيوط صدر حنون كينبوع ماء يتدفق كل يوم بغزارة، بطرق مختلفة لدرجة ما عدت تفرق بين الأشياء...
سمفونية غريبة تعزف في بيتك الصغير كربيع رغم شراسة فصل الخريف إلا أنه يزداد جمالا، رقة و نضارة.. رغم ذلك، تشعر أن هناك وريقات خريف تتساقط خفية الواحدة تلوى الأخرى أو أنك تتوهم أنها تتساقط... ذات عطلة نهاية الأسبوع، نزعت بدلتك الجميلة فجأة، و بدأت تغير ديكور الجدران و زوجتك تراقبك في اندهاش تام، فهي تعلم أنك عندما تقرر شيئا تطبقه فورا دون سابق إنذار، لذلك اكتفت بالابتسامة العريضة رغم أنها تشعر بانقباض في صدرها و هي تتخيل أمواجا عنيفة آتية من بعيد .. الجميل فيك أنك تحب العمل اليدوي، تتفنن فيه كما تتفنن في مغازلة زوجتك التي لا تستطيع أن ترفض لك أمرا مهما كان، بين يديك تشعر أنها دمية محاصرة بين ذراعين آسرين قويين مختلفين .. تطلي الجدران بسائل لزج لاصق، ثم تثبت ورق الديكور بدقة متناهية، بخفة سريعة و هذه ميزة أخرى فيك اكتسبتها منذ صغرك، تحسن التموضع، تتقن فن طي الورق بأناملك و كأنك تعزف على نبضات قلب زوجتك فيصير كنورس يعشق البحر رغم أمواجه العاتية. بعدما انتهيت من الجدران، ثبتت ديكورات فنية جديدة. زوجتك التي ما تزال تبتسم بصعوبة تنتظر منك أن تعيد صورة زفافكما إلى مكانها، فهي تظن أنك ستعيدها بعد أن تنتهي من عملك و لكنك لم تفعل..!! بقيت هي تلك الليلة تتسارع مع نفسها و شياطينها تصب الزيت في أذنيها، بينما كنت بالقرب منها تغط في نوم عميق بعد مجهود جبار.... البحر من تحتك يتحرك .. خرجت في الصباح الباكر إلى عملك الذي لا تنساه مهما كانت الظروف، وتركت مكان الصورة فارغا تعبث فيه الشياطين . وهي ممدة على السرير، كانت تنظر إلى الساعة ألف مرة؛ شكوكها بدأت تحرك مراكبها نحو أعماق البحار أو نحو وجهة مجهولة. فجأة، قامت تبحث عن شيء بلهفة بين الأغراض و نبضات قلبها تتسارع، إنها صورة الزفاف الثمينة التي تؤرخ للحظة حب حبلى بكل شيء جميل .. بعد أن يئست من البحث، استرخت على الأرض كقطعة من الجبن أمام فوهة بركان، تردد بصوت يمزج بين الخوف و الجرح "أبعد كل هذا الحب يرحل الربيع..!!". سمعت أحدا يفتح الباب، استجمعت قوتها، مسحت دموعها ... دخلت و أنت تغني على غير عادتك، فتولدت زوبعة عنيفة في شرايينها بعثرت تفكيرها، عاتبتك بقسوة على تأخيرك، لأنها لا تعلم أنك كنت تنتظر صاحب محل الديكورات إثر وعكة حلت به، لدرجة قالت أشياء كثيرة لأول مرة ... أحكمت السيطرة على نفسك بعد أن توقفت لبرهة، ثم خطوت نحو مكان الصورة التي بين يديك، ثبتها في مكانها المعتاد ثم خرجت دون أن تتكلم...!! هرعت نحوها بلهفة، مزقت غطاء الإطار فإذا بصورة الزفاف تكتسي حلة جديدة..!!! |
|||
30-07-2018, 07:56 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: مفاجأة
سرد جميل عن قصة حب قوية لم يزدها مرور
السنين إلا ألقاً ومزيدا من المودة والصدق كل التقدير أ. إدريس وتحياتي |
|||
19-11-2018, 11:06 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: مفاجأة
اقتباس:
مرور قيم و نير مودتي |
||||
19-11-2018, 11:07 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: مفاجأة
اقتباس:
أسعدني هذا المرور القيم منكم مودتي |
||||
21-11-2018, 12:06 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: مفاجأة
سلام الله
ذي حملة للتواصل مع النصوص ترشح لكم : http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=72527 فثمة اضافة يضفيها التعقيب على النص شاركونا الحملة كرما وود |
||||
26-11-2018, 05:46 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: مفاجأة
الجميل في هذا النص هي المزاوجة بين قصتين
علاقة الراوي بفضاء البيت وتجميله تحت عيون زوجته علاقته بزوجته التي يسودها التواصل الواعي واستسلامها في كلتا الحالتين لرغباته وغضبها من عدم إعادة صورة الزفاف الى الجدار لأنها لم تكن تعلم سبب ذلك مما أثار شكوكها .. بلغة سلسة سليمة المبنى وسرد منسجم يحمل المتلقي للنهاية بحرفية عالية وإن أحسست في لحظة أن الحكي عن حال الزوجة على لسان الراوي تواصل رغم انه بعيد عما يقع وهو خارج البيت ... جميل ما قرأت لك صديقي مودتي وتقديري |
|||
26-11-2018, 10:41 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: مفاجأة
في حياة كل منا موقف قد نسيئ فيه فهم الآخر
وقد يترتب على سوء الفهم هذا ضياع حب سنوات أحببت هذا النص بلغته ووصفه غير أنه في ركنه الخطأ حبذا لو أخذ فرصته هناك تقديري لك أستاذنا المبدع إدريس |
|||
27-11-2018, 02:49 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: مفاجأة
جميلة هذه القصة أخي إدريس بل رائعة
أوصلت ما تريد قوله في سلاسة و يسر ونعومة وجمال.. دم طيبا |
|||
29-11-2018, 01:14 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: مفاجأة
نرافقها بكل ود
لركنها الصحيح كل الود
|
||||
22-12-2018, 12:21 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: مفاجأة
إن كان على عهده و وعده الأول ؛ فكيف خانها إحساس الأنثى أو الحاسة السابعة؟
ربما لم يرسل إشارة أو خبر ، و هو ضرب من الطيش ! كاد أن يهدم ما صنع! لكنها طريفة و مباغتة ، استمتعت بها بحق أيها الأديب الأريب, تقديري, |
|||
05-04-2019, 11:31 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: مفاجأة
اقتباس:
احتراماتي |
||||
05-04-2019, 11:32 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: مفاجأة
اقتباس:
حفظكم الله تعالى |
||||
05-04-2019, 11:34 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: مفاجأة
اقتباس:
دمتم بألف خير أخي العزيز فارس رمضان احتراماتي لكم |
||||
05-04-2019, 11:38 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: مفاجأة
اقتباس:
شرفني ذلك مودتي و تقديري |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|