لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
27-10-2019, 07:45 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
عواء الليل الميت
" أطالب بحريتي " رماني بها ، فشعرت بدغدغة . بسعة صدري و تفهمي و رحمتي المعروفة قلت له : " لن تلقى مثل هذا المكان و لن تجد مثلي ، أنا حريص عليك ، محب لك ، غيور على مصلحتك ، و مع هذا ... أنا أُحررك " ابتسمت له ابتسامة تقطر عذوبة ، و دعوته للجلوس ليُلقي عنه تشنجه : أكدّت له : " أنت هنا مُكرم ، محفوظ ، محمي ، لا قيد في يديك " ثم ضحكت و قلت : " حتى أنك تختار الزنزانة بنفسك و تنتخب لون قميص السجن " انتظرت شكرا ، لكنه صرخ بجحود ! صار يشتم و يلعن و يمزّق القمصان أمامه . طاب لي أن ألطمه ، بكفي الحانية ، و تفرّسي بصالح الأمور . انصرفت عنه ، و هو يصرخ بصوت مذبوح ، قلت في دخيلتي الرحيمة : " خير لقطيع الذئاب أن يتعلّم لغة الحمل " |
||||
28-10-2019, 11:08 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: عواء الليل الميت
اقتباس:
القفلة تضيء جوانب كثيرة وتمنح الإشارة الخضراء للقراءة لتعيد تخميناتها هناك صنف من الناس لا يستطيع الخروج من جلده وتَطْبيب ـ إن صح التعبيرـ شقوق الزمن إلا بالدخول أكثر في خواءته لم يستطع فهم الحرية فانطلق في قيد جديد : الصراخ ومع ذلك تعاطفت معه هذا السجين / سجين ثوب الصراخ والعنترية / فمن يدري قد تلتقي سحبه الغاضبة بسماء ماطرة وقد يتعلم يوما "لغة الحمل " فيخرج حرا المبدعة الفاضلة تسنيم مرحبا وشكرا على هذه اللحظة الماتعة تقديري بلا ضفاف
|
|||||
01-11-2019, 02:17 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: عواء الليل الميت
يحدث هذا التمرد ولكنه لا يأتي من فراغ
قد يكون الروتين أحد أسبابه وقد تكون هذه المطالبة بالحرية حبا في المغامرة وتجريب ما لم يخضه من قبل كان قرارا سليما الانصراف عنه ومنحه فرصة للتفكير استمتعت بقراءتي لهذا النص الهادئ الرقيق تقديري غاليتي تسنيم وأهلا بعودتك المباركة |
|||
01-11-2019, 06:55 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
نص اعتمد كاتبه على خطاطة سردية واضحة، ظهرت بجلاء في البناء المعماري للنص منذ ضربة البداية وحتى آخر جملة.
هناك شخصيتين رئيسيتين داعمتين للفكرة التي بُني عليها النص: السجين والسجان. السجان يحمل ما يحمل من صفات وصفها به الكاتب على لسانه ( لسان الشخصية / الراوي)، صفات دعتني للاستغراب والتوقف قليلا، ومراجعة قناعاتي وفهمي لما قد يطرحه النص من قضية، من هذه الصفات: سعة الصدر، التفهم، الرحمة المعروفة، حنو الكف، التفرس، والدخيلة الرحيمة. ويستمر الكاتب على مدار النص في تأكيد هذه الصفات، بل وطرح المزيد منها، لكن هذه المرة بعبارات وصفية إحالية: /لن تجد مثلي/ أنا حريص عليك/محب لك/ غيور على مصلحتك/ ابتسامة تقطر عذوبة/ ثم ينتقل إلى صفات نسبها له ضمنيا، لكن بطريقة غير مباشرة هذه المرة عندما قال: /أنت هنا مُكرم/ محفوظ/ محمي/ فنسب لنفسه: الكرم، الحفظ، والحماية. وبعد ابتسامته كانت ضحكته ليمرر لنا أنه من يعطي حق الانتخاب والاختيار. وكانت الصادمة – في رأيي – والتي هي لب الموضوع وأصل الحكاية: قدرته على منح الحرية، ظهرت جليا عندما طلبها منه في البداية: " أطالب بحريتي" و"أنا أحررك" ونجد في المقابل: التشنج/الجحود/ يشتم يلعن يمزق يصرخ تارة بجحود وتارة أخرى بصوت مذبوح، والتي أسهمت كثيرا في رسم شخصية السجين ومدى الألم النفسي الذي يتخبط فيه. نص جميل ورشيق أعجبني. وكذلك العنوان" عواء الليل الميت" كان بليغا، ويحمل من الإيحاء ما يحمل. وربما، أقول ربما، ببعض التكثيف والاشتغال يكون قصة قصيرة جدا رائعة وخارقة للعادة. استمتعت هنا باللغة الموحية والمؤثرة و التراكيب الساخرة، وبجمال الاشتغال والحبك في قصيرة –ليست جدا – قالت الكثير والكثير. تقديري لهذا الألق أستاذة تسنيم |
|||
01-11-2019, 08:27 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: عواء الليل الميت
نص جميل بناء وسكبا
أهلا بعودتك من جديد كل الود
|
||||
02-11-2019, 12:45 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: عواء الليل الميت
من النصوص الجميلة التي مرت على هذا الركن مبنى و معنى سعيد بالتعرف على هذا القلم ,,
وجدت فكرا و رؤية و ابداعا. سعيد بك |
|||
03-11-2019, 06:11 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: عواء الليل الميت
اقتباس:
فاطمة الزهراء العلوي شرفتني بحضورك و تماسك مع النص .. وجودك الثراء أستاذتي دمت بمحبة و خير . |
|||||
03-11-2019, 06:13 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: عواء الليل الميت
اقتباس:
حضور ندي و سخي .. سعدت بك هنا في القرب .. دمت بخير و محبة . |
|||||
03-11-2019, 06:15 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: عواء الليل الميت
اقتباس:
أستاذي المكرم فارس رمضان قراءة ثاقبة للنص ، و استكشاف لمخابيه ، و استخراج ذكي لما في جيبوه . أشكر وقتك و قراءتك التي أضاءت النص و أرحب بكل ملاحظاتك . امتناني الكبير . و خالص التقدير لحضرتك . |
|||||
03-11-2019, 10:37 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: عواء الليل الميت
مثل هذا النص لا يتكرر كثيرا ليتنا نوليه عناية خاصة و أرشحه لجائزة الفينيق للقصة القصيرة للعام 2019.
في الكتاب الرائع الذي كتبه العالم الفيزيائي الجليل ستيفن هوكنج باسم تاريخ موجز للزمان و الذي قال عنه بعض الملاحدة ان ستيفن هوكينج قال في هذا الكتاب( أن الكون لم يعد بحاجة الى خالق) كذبا و افتراء عليه.. قال ستيفن يصف حالة الكون إذا بدأ بالإنكماش بعد أن كان يتمدد ( حيث السهم النفسي للزمان يتجه الى الأمام) كما هو الآن : لنفترض أن الرب قرر أن الكون يجب أن ينتهي في حالة من درجة انتظام عالية، و لكن حالته عند البداية غير مهمة. فسيكون من المحتمل أن الكون في العهود المبكرة كان في حالة الإضطراب - باعتبار اأن التمدد يزيد الاضطراب- . و سيعني هذا أن الإضطراب سيقل بمضي الوقت . سوف نرى أقداحا مكسورة تضم نفسها معا و تثب الى المائدة و على أي حال فإن أي كائنات بشرية كانت ترقب الأقداح ستعيش في كون يقل فيه الاضطراب بمضي الوقت ، وسوف أحاجج بأن كائنات كهذه لها سهم نفسي للزمان يتجه الى الوراء بمعنى أنهم سوف يتذكرون الأحداث في المستقبل و لا يتذكرون الأحداث في الماضي ،و عندما كان القدح مكسورا فإنهم سيتذكرونه موجودا على المائدة و لكنه عندما كان على المائدة فإنهم لن يتذكروا وجوده على الأرضية...) إنتهى الإقتباس من كتاب ستيفن هوكنج الذي أدعوا الناس للبحث عنه و قراءته.. لربما بصورة أو بأخرى نستطيع الربط بين النصين النص الخيالي الرمزي للكاتبة تسنيم و النص العلمي البحت و لك أن تتخيل أن ستيفن هوكنج نال جائزة نوبل للفيزياء بالمضي قدما في هرطقاته هذه- كما سوف نسميها لجهلنا_التي اقتبسنا منها هذا الجزء. هل نستطبيع الربط بينهما؟ في رأي أن السهم النفسي للحدث في هذه القصة يتجه الى الوراء أو الى الضد من تصوراتنا المسبقة للأحداث الناتجة عن الخبرة ، و لكن الكاتبة في حالتها هذه قصدت أن تتحرر من الخبرة لتنتج لنا نصا بعكس الاتجاه النفس للحدث سماه ستيفن هوكنج سهم ديناميكي حراراي و أثبت انه يتناسب مع السهم النفسي للزمان. أتمنى أن لا يهمل نص كهذا مرة أخرى فقليل ما نجد مثله بين النصوص. |
|||
04-11-2019, 11:14 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: عواء الليل الميت
الأستاذ طارق السلام عليك ورحمة الله
المدينة عامرة بأقلام رائعة وجميلة / فـ كل من ينزف حرفا فهو ينزفه من رحم الوجع سواء أكان مستقيما هذا الحرف أو يحتاج استقامة لغوية أو ما شابه نعم نص المبدعة الفاضلة تسنيم عميق ، ولكن ليس من النادر أن يكون/ فإطلالة خفيفة منك على شوارع المدينة ستجد نصوصا قوية ورائعة تضاهي روعة هذا النص نعم صحيح القراءة محتشمة وحضور محتشم في المدينة وفي كل أركان الفينيق ، وهذه ظاهرة تعود إلى الفيسبوك بالدرجة الأولى الذي سيطر سيطرة كبيرة على تفاعلنا في المنتديات وتعود أيضا إلى ان بعضا من كتاب يلصقون نصوصهم ويرحلون ثم يعودون للرد على تعليقات تمر على نصوصهم وكأن ما نكتبه لا يرقى ولا يُرى فيكون من الحتمية إلغاء نصوصهم من قراءاتنا مع احترامي لكليكما الأستاذة الفاضلة تسنيم والأستاذ الفاضل طارق
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|