لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
20-06-2017, 04:07 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
اقتباس:
كان الخيال هو العنصر الأبرز في القصيدة . وكانت القصيدة مشهدا خياليا حركيا . بدءا من الفعل " تعالي " الذي افتتح القصيدة / الحلم باستدعاء الشخصية الأنثوية المشاركة في بطولة الشعر . تعالي نسجِّلُ شوطاً من الشِّعرِ فوق ضفافِ الحنينِ ونقطعُ كلَّ الخيوطِ التي تحتويها حدودُ المسافةِ تسجيل شوط من الشعر فوق الضفاف، يعني قطع مسافة مكانية في أرض خيالية . وقطع كل الخيوط التي تحتويها حدود المسافة ، يعني اختراق المسافة لتوحيد المكان. والشاعر يمهد للفعل الذي هو غاية الحلم وغاية اللقاء . يا رغبةَ البوحِ هيّا نسابقُ خيلَ الأماني ونعدو على السَّهلِ مثل الفراشِ نعانقُ شوقَ الغصونِ بما تحتويه القلوبُ ونعبرُ نحو الصَّباحِ بألفِ رداء .. نسابق خيل الأماني .. ونعدو.. ونعانق شوق الغصون ( الغصون تتباعد بعد انبثاقها من الأصل الواحد .والشاعر يدعو لعناق يفيها شوقها ).. ونعبر. (نسابق ، نعدو ، نعانق ، نعبر ) أفعال تشاركية حركية تمثل الحلم وهو يتشكل.لكن الشاعر يخرج قليلا عن الفعل المشترك إلى فعله الخاص الذي بسقط به الضوء على فرديته دون الشريكة : أُريدُكِ سهلاً من الصَّعبِ أعبرُ فيه لبابِ الجنونِ وأقطفُ من رغبةِ المستحيلِ زهورَ البقاءِ هو في الحقيقة يريدها مستحيلة . يريدها سهلا كي يبدأ بمحاولة العبور عبرها لباب الجنون الذي هو فقدان السيطرة على الوعي، الذي هو غاية الانعتاق الشاعري، الذي هو غاية الشاعر. لكنه يريدها ابتداء سهلا نحو الصعوبة . أُريدُكِ سهلاً من الصَّعبِ أعبرُ فيه لبابِ الجنونِ يريدها أن تسهل له الاستغراق في المستحيل. كي يستمد قدرته على البقاء والاستمرار كشاعر من جهده في الوصول للمستحيل وأقطفُ من رغبةِ المستحيلِ زهورَ البقاءِ إنه يرى زهور البقاء ، جمالية ( البقاء الوجود الاستمرار ) مرتبطة بصعوبة الوصول وبالحلم في تحقيق المستحيل. لعلي إذا ما احتويتُ يديكِ بكفِّ البراءةِ أُعلنُ أنِّي رسولُ الغوايةِ فوقَ ضفافِ البعادِ وأنسجُ من ياسمين يديكِ خيامَ الرَّجاء .. تؤدي الأنثى دوما دور المحرض الإبداعي عند الرجل الشاعر. وتصبح موضوعا محوريا لتجلياته الشاعرية . لذا فإن احتواء يديها بكف البراءة يعني كل شيء له. فلذلك يحق له أن يعلن في لحظة الاحتواء تلك أنه رسول الغواية فوق ضفاف البعاد الواقعي . إذ لا ينفك البعاد خلفية لاحتواء يدين في مشهد الحلم. هاتان اليدان سينسج منهما الشاعر خياما لرجائه وأمله. لعلي إذا ما احتويتُ يديكِ بكفِّ البراءةِ أُعلنُ أنِّي رسولُ الغوايةِ فوقَ ضفافِ البعادِ وأنسجُ من ياسمين يديكِ خيامَ الرَّجاء .. وهكذا . وقد أصبحت الشخصية الأنثوية حاضرة تماما في الحلم، يوجهها الشاعر كي ترتدي دورها الذي يمثل (موجة / دفقة) حبر الشعر . فكوني كما تشتهينا الكتابةُ يا موجةَ الحبرِ مدّي حدودَ التَّجلي موجة الحبر التي تأتي تمتد فتمد معها حدود الانفعال فيحدث التجلي الشعري .ويكون الشاعر لحظتها قاب اليقين ببدء العبور المشتهى نحو المستحيل الذي هو رجاؤه وأمله. لعلِّي أسافرُ فوقَ ضفافِ اليقينِ بوعيِ الشِّراعِ عندما بستخدم " وعي الشراع " للسفر فوق ضفاف اليقين يكون قد وصل حقا ويقينا. فوعي الشراع وعي . واليقين في الضفاف يقين. وأُعبرُ كلَّ الحدودِ التي لم تسعْها القصائدُ وأعبر الحدود التي لم تسعها القصائد أيضا هدف مؤجل .ولا بد من تحقيقه.وهي خارج التوقع. وهي جزء من ذاك المستحيل. حين انتشينا على راحةِ الرِّيحِ مثلَ النَّسائمِ نلثمُ في حضرةِ الأمنياتِ خدودَ المساء .. فهل تدركينَ حنينَ الجداولِ حين يفيضُ نشيدُ البلاغةِ في ضفَّتيها وتعلنُ أنَّ هديلَ الثَّواني التي تتوالى على جانبيكِ يسبحُ دوما لذاك اللقاء .. من هذا اللقاء يستمد الشاعر مداد أمنياته الشعرية . حين انتشينا على راحةِ الرِّيحِ مثلَ النَّسائمِ نلثمُ في حضرةِ الأمنياتِ خدودَ المساء .. ويصبح الوقت هديلا متواليا لثوان تتوالى في ذلك اللقاء . وكأنه تسبيح له. لأن ذلك اللقاء يستحق التمجيد. وتعلنُ أنَّ هديلَ الثَّواني التي تتوالى على جانبيكِ يسبحُ دوما لذاك اللقاء .. لأن اللقاء ذلك اللقاء في ذلك الحلم سيمنحه مداد التجلي لكتابة الشعر . دعيني أثقّفُ جوعَ الجداولِ إنْ حاصر الصيفُ ما تحتويه الأُنوثةُ يا توأمَ الأمنياتِ تجلّي على راحةِ الشِّعرِ علّي أردُ مدادَ التَّجلي على ضفَّتيكِ وأفتحُ ما أغلقته الليالي بسهمِ الغناء... هو الشعر / التجلي أقصى أمنيات الشاعر . وهي الأنوثة المحاصرة طريق الوصول إلى تلك الحالة المستحيلة من ذروة التجلي. لذا فهي نفسها براحتيها بين كفيه تمثل مادة الشعر . هو الشِّعرُ يعلنُ أنَّ الحياةَ بلا راحتيكِ رمادٌ ويكتبُ ألفَ قصيدةِ حبٍّ يحاولُ فيها احتواء ك يا قطَّةَ الليلِ قومي لما حرضته المسافةُ بيني وبينَك علّ الفصاحة تنصفُ بعضاً من الَّشوقِ إن فاضَ بين جفوني البهاء .. لم يخرج الشاعر عن خط حلمه الشعري. ولم يخرج عن خطته الفنية التي عرضها بتفاصيل مترابطة نفسيا ، ولكنها ستغيب عن ذهن القارئ بسبب عدم نظرته إلى القصيدة على أنها ذات حبكة متماسكة فنيا بسبب عدم تأكيد ذلك من قبل الشاعر . إذ تبقى طبيعة الأسلوب الفني المفتوح مثيرة للتشتت الذهني .وذلك جزء من وظيفة الشعر الحر . لكل قارئ أن يقرأ القصيدة بالطريقة التي تلائم إيحاءات النص التي تخاطب ذائقته. وأما أنا فرأيتها هكذا كما قرأتها. حلم يقظة لشاعر ينشد مداد التجلي بإسقاطه على موضوع محوري في خيال الشعراء" الأنثى المحرضة على الإبداع " . دمتم والإبداع بخير |
||||
21-06-2017, 12:25 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
قرأتُها معكِ فلم أجِدْ أرقَّ وأرقى وأبدعَ مِن هذا القنديلِ الذي علَّقتِ في عريشةِ القصيدةِ المُبهِرة
لِمَنْ لَقَّبْتِهِ بــ "الشاعرِ الشعر" وكنتُ وما زِلتُ أُلَقِّبُهِ "ملكَ القوافي في كلِّ مجال" فسبقتِني. لقد زِدتِها جمالًا على جمال وألَقًا على ألَق لسببٍ مُوغِلٍ في منطقيةِ الإبداع هو: أنهُ لِقاءُ العمالِقةِ: شِعرًا ونقدًا... فما أضوأَ أن يقرأ الشاعرَ المُرهفَ ؛ شاعرةٌ بليغةٌ تُنافِسُ الفراشَ رِقةً ورفيفًا بين السطور وعالِمةٌ بأصولِ النقدِ تستنطِقُ الرَّمزَ المَستور دُمتُما في سماءِ الإبداعِ: دِيمتينِ سَكوبَين |
|||
22-06-2017, 07:55 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
قراءة توضيحية لكل ما حمل النص من لآلئ ودرر
ساهمت في توصيل بعض ما انتاب النص من غموض قد يواجه المتلقي عند القراءة الأولى للنص بحرفية ودقة قدمتِ لنا قراءة في منتهى الجمال والأناقة ألف شكر وتقدير على ما تبذلين من جهد في تناولك لموضوعاتنا ونقدك لخباياها وشرحك التفصيلي تحية لكِ فاضلتنا الراقية أ. ثناء ولشاعرنا الراقي أ. عبد الهادي ولقصيدته الرائعة |
|||
28-09-2017, 09:35 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
أمام هذا التحليق الدقيق في فضاء البهاء
وما توالى من رصد لصهيل العبارات في سياق القصيدة تجلى برؤى نقدية راقية تكشف النقاب عن عين ماهرة في سبر أغوار الغموض والوقوف عند جزيئات الهرم البياني وما تدفق من ماء البهاء في قوارير العبارة تظل الأديبة الشاعر ة ثناء صالح ممن يملكون القدرة على كشف الستار عن أسرار الصورة وما حبلت به المفردات من خلال العلاقات التي ربطت الكلمة بالأخرى وما توالد من صور في معرض النص الأديبة الأديبة ثناء صالح دمت شرفة للجمال في كل مجال ودمت حارسة للوعي الإبداعي شكرا لك على هذا الاستقراء والمعذرة عن دخولي المتأخر بين سهولكم الخصبة فما زال عقرب الوقت يعضني بصمت بوركت رفيقة ودمت للأدب ودام لك |
|||
03-10-2017, 01:59 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
اقتباس:
لا ريب أنها تعبر عن خجلي أمام إطرائك الكريستالي الذي يعكس أنوارك على صفحتي . يا أستاذتي الغالية ثريا كيف لا تجدين ذلك القنديل هنا، ومواكب القناديل تقتفي أثر حضورك وتتبعك أينما حللتِ ..؟؟!! لك مني الشكر والتحية والتقدير كما تستحقين |
||||
31-10-2017, 01:32 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
بارك الله فيك أستاذة ثناء
عادة ما تحبطني القراءات التي تعيد ما قاله الشاعر / الكاتب في عتمة الليل ، تعيده نهارا فتكون النتيجة تكرارا مملا لنص قد يكون رائعا لكن استقراءك هنا مختلف استمتعت جدا واستفدت فتحية للمحتفى به السيد عب د الهادي وللناقدة الثناء
|
||||
16-12-2017, 04:06 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
اقتباس:
أثمن رأيك غاليا ، وأعتز به . ولك مني أطيب تحية وكل الحب والتقدير |
|||||
30-04-2018, 10:51 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
تواصلون الفرادة
من خلال ما ترفدون به الذوائق من تحليل ورؤية ودنا |
||||
30-04-2018, 11:46 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
اقتباس:
الأستاذ الشاعر الكبير المتألق عبد الهادي القادود أشكر لكم حضوركم الكريم لمباركة هذه المحاولة المتواضعة لاستقراء ما كنتم أصل الإبداع فيه . الشكر والتقدير لتواضعكم الذي يزيدكم رفعة . وأنا التي أرجو المعذرة لتأخري في الرد ، ولا أعرف كيف سهوت عنه بعد أن كان ماثلا في خاطري أن لا أسهو. بارك الله فيكم وأمدكم بعطاياه مزيداً من آفاق التحليق في سماوات الألق على مزيد ؟ والتحية والاحترام |
|||||
30-04-2018, 11:52 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
اقتباس:
وتحيتي الكبيرة لأستاذة أديبة مرهفة تشتاقها قلوبنا وتفتقد حضورها عيوننا ! أشكرك أستاذتي الغالية فاطمة الزهراء العلوي وأثمن عاليا رأيك الكريم . وأرجو أن تكوني بخير دائم محبتي |
|||||
30-04-2018, 11:56 PM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: استقراء عاجل لقصيدة على راحة الريح للشاعر عبد الهادي القادود / ثناء حاج صالح
اقتباس:
وتقديري لمتابعتكم المثمرة ،وسياستكم الحكيمة في بعث الهمم بارك الله فيكم وأيدكم مع المودة والاحترام |
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|