|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-05-2018, 11:18 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
نهاية لغز
توفيّ زوجها , لم يترك لها غير خمسة أطفال صغار و حزمة من أحزان , أجبرتها الخصاصة أن تعيش على صدقات الأقارب و الجيران , الذين تعودوا على مشاهدتها مساء كل يوم جمعة عند المقبرة تذرف دموعا مدرارة حذو قبر زوجها . كيف لا وهو الذي كان يغدق عليها من الحنان ما يغنيها عن هذا العالم كله , وفاته المفاجئة كانت صفعة قوية ألقت بها على حين غفلة جاثمة بين براثن البؤس و الشقاء... زوجها لم يكن لها بمثابة الزوج فقط , بل كان أيضا الأب و الأم و كل ما ملكت يمينها من هذه الدنيا الفانية , كان يؤثرها على نفسه و كانت تعاتبه في كثير من الأحيان بسبب إهمال نفسه و عنايته بها , كان يقول لها : (زوجتي هي تاج رأسي) لأجل كل هذا لم تستطع نسيانه رغم نصيحة كثير من الشيوخ و الجيران لها بضرورة الإبتعاد عن قبره و الكف عن البكاء عنده , لكنها لم تستطع تحمّل المصيبة لأنها كانت أكبر من جسدها النحيل و صبرها الذي أضعفه المرض و التقدم في السن . رغم ذلك كانت تقاوم مرضها حيث تجر نفسها جرا إلى المشاق و الأتعاب اليومية منذ الصباح الباكر من أجل أن توفر لقمة العيش لأطفالها . ذات مرة استيقظت كعادتها لتصلي ركعتين قبل آذان الفجر , فلمحت شيئا ما غير معتاد تحت الباب الخارجي لبيتها , تثبتت منه و إذا به لفة من أوراق نقدية , فاحتارت في أمرها و تذكرت الراتب الشهري الذي كانت تتسلمه عند نهاية كل شهر من زوجها المرحوم , تنهدت ثم قالت مخاطبة نفسها : لم يضع هذه النقود هنا إلاّ صاحب نوايا سيئة , اللهم احفظ إبنتي فاطمة , قد نأكل التراب و لا نتاجر بشرفنا , ثم مالت على الشباك و وضعت لفة الأوراق النقدية هناك منتظرة قدوم صاحبها الصعلوك كي تصفعه بها على وجهه و تلقنه درسا لن ينساه . انتظرته كامل اليوم , انتظرته في الغد , انتظرت أسبوعين , فلم يأت أحد , احتارت في الأمر و بدأت تساورها شكوك أخرى حول مصادر هذه النقود !! إلهي هل هي هدية منك ؟؟ ظلت النقود ملقاة بالنافذة بفناء الدار أياما و أسابيع حتى آخر الشهر حيث أبت الأقدار إلاّ أن تكرر لها نفس المفاجأة , فقبل بزوغ الفجر و في نفس التوقيت وجدت مبلغا ماليا آخر ملقا تحت الباب , فتلعثمت و شعرت بالخوف , و جال بخاطرها أن يكون جنيا يسكن بيتها و يريد الزواج من إبنتها فاطمة. أخذت النقود تملؤها الحيرة و الفتور ثم وضعتها جنبا إلى جنب مع النقود السابقة .. استشارت إمام المسجد فقال لها هي هدية , استشارت جيرانها فقالوا هي هدية من الله الذي رق لحالك , توالت عليها نفس المبالغ عند نهاية كل شهر , و أصبحت تعيش في بحبوحة من العيش الكريم بفضلها . ذات يوم مات رجل في القرية كانت تخرج من جسده أثناء الدفن رائحة أطيب من رائحة المسك , بعده بشهر أصبح كثير من الأرامل و المساكين يتحدثون عن انقطاع رواتبهم الشهرية المجهولة المصدر .
|
|||
09-05-2018, 01:48 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: نهاية لغز
مرور أول للتحية والسلام على أديبنا المختار
سنكون هنا بإذن المولى تعالى لنشتبك مع حروفكم الجميلة والرائعة. بوركتم وبورك عطاؤكم الكثير أديبنا المختار محمد الدرعي احترامي وتقديري
|
||||
09-05-2018, 03:04 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: نهاية لغز
الخير باق بقاء النفس البشرية على هذه الأرض
قصة واقعية جميلة بوركت وبورك جميل عطائك تقديري |
||||
12-05-2018, 11:58 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
شكرا لاهتمامك و متابعتك تحيتي و تقديري |
||||
13-05-2018, 12:00 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
تورق نصوصنا في بهاء حضوركم تحياتي و تقديري |
||||
13-05-2018, 12:02 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
فعلا هي من الواقع شكرا لحضورك الراقي تحيتي و تقديري |
||||
13-05-2018, 12:04 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
محبتي و احترامي الكبير |
||||
13-05-2018, 01:05 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: نهاية لغز
نص جميل ومن الواقع المر
لقيت جزاء صبرها وحسن معاملتها لزوجها لأن رضا الزوج سبب في دخول الجنة استمتعت بها أخي المختار ربما أعود ولكن ليس وعدا محبتي
|
||||
14-05-2018, 08:33 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
متى أردت المتصفح لنا جميعا . سرني أن أعجبك النص شكرا للاهتمام و المتابعة تقبل تحيتي و تقديري |
||||
29-05-2018, 02:11 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: نهاية لغز
ما يزال هناك من الخيرين الذين لا يرجون سوى رضى الله
وغفرانه بأعمالهم الخيرية دون الكشف عن أسمائهم وكانت تلك المرأة الوفية الصابرة واحدة ممن من الله عليها بالعطاء عن طريق ذلك الرجل الصالح قصة جميلة ممتعة نبيلة الغرض كل التقدير أ. المختار وتحياتي |
|||
29-05-2018, 09:23 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: نهاية لغز
نص عميق بانسانيته وتمكن الاخ محمد بصياغته بلغة سهلة وسلسة
نص يشيع التفاؤل بأن الخير باق تحياتي وتقديري |
||||
29-05-2018, 01:04 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: نهاية لغز
نهاية اللغز
قصة جميلة منسوجة بأحاسيس إنسانية و تجسد صورا من واقع الإنسان الذي يترنح في هذه الحياة بين الألم و الأمل.. أغلى الود و أحلى الورد لكم سيدي محمد المختار الدرعي
|
||||
24-06-2018, 11:52 AM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
قراءة قالت الكثير بايجاز كل الود و التقدير مبدعنا زعيم الغلابة أرقى التحيات
|
|||||
25-06-2018, 09:35 AM | رقم المشاركة : 14 | |||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
العمل الصالح هو من الغراس الطيب في قلوب الناس فكما نغرس بالساعد شجرة مثمرة في حقل نغرس عملا صالحا في قلوب الناس شكرا دائما للاهتمال و المشاركات القيمة مع التحية و التقدير
|
|||||
26-06-2018, 09:54 AM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
نص يطالب بالواجهة والصدارة..لديه حجة كبيرة
وفكرة طيبة وعميقة..على أمل بأن يجد من يصافح حروفه وأن يحظى بمزيد من القراءات المختلفة.. أديبنا المكرم المختار محمد الدرعي بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
08-07-2018, 09:49 AM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
شهادة أعتز بها كل الشكر و التقدير لحضوركم الرائع
|
|||||
08-07-2018, 09:51 AM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
كل الشكر و التقدير للقراءة و المشاركة البناءة أرقى تحيتي و احترامي
|
|||||
08-07-2018, 09:52 AM | رقم المشاركة : 18 | |||||
|
رد: نهاية لغز
اقتباس:
كل التحية و التقدير
|
|||||
|
|
|