سلسلة ضوء الشاعرة جيلان زيدان على نصوص فينيقية - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘

🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘ موسوعات .. بجهود فينيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-10-2013, 10:43 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي سلسلة ضوء الشاعرة جيلان زيدان على نصوص فينيقية

سلسلة ضوء الشاعرة جيلان زيدان على نصوص فينيقية



النص : بيني وبين الحزن أنساب
النّاص ظميان غدير
ضوء : جيلان زيدان
----------------------




كيف الفرار وسجني مالـه بـابُ=سجانـه أرقٌ ينمـو وأوصـابُ
درس المواجعِ بالآمـاقِ أشرحـه=ويلي إذا لم يفد بالدمـع إسهـابُ
أريدُ أسرقُ نومي دونمـا هـدبٍ=وليس لي في ليالي السهد أهـدابُ
أبيتُ في حانة الأوهـام أسكبنـي=قلبا به شقـوة ٌ والهـمّ شـرّابُ
ومن أباريقَ حلمي يستقي شجنـي=والعمر منسكبُ والوقت ُ أكوابُ
وخيّبتْ منيتي لم ألـق مـن فـرحٍ=و مُزِّقتْ بضياع الحلـم أعصـابُ
يبرُّ بي الحزن لا ينسـى مواصلتـي=تُرى أتجمعُنا يا حُـزنُ أنسـابُ؟
حتى الطريق بكى من خطوتي أسفا=ففي الرصيف دموع الدرب تنسابُ
لبست ُ حزني بل الأحزان تلبسنـي=كأنما القلب للأحـزان ِ جلبـابُ
حرائقي في دمي تجري بـلا تعـبٍ=دقائقي من لهيب الحـزن أحقـابُ
ولم أر اليوم مثلـي فـي شكايتـه=أشكو إليّ إذا مـا الهـم ينتـابُ
و لا أبوحُ بحزني للصحـاب فـإنْ=وصفتُ معشار مابي للورى ذابـوا



بسم الله الرحمن الرحيم
لأن القصيدة نالت مني,وعايشتني ولبستني وألبستني ثوب روعتها .. أنا هنا
...


كيف الفرار وسجني مالـه بـابُ
سجانـه أرقٌ ينمـو وأوصـابُ

مستهلّ بالاستفهام المستنكِر على الذين يدعونه للفرار من قيد حزنه الطويل بـ " كيف" ؟
وجاء تعليل الشاعر بأقوى ما يكون التعليل والتفسير ليخمد أسئلتهم ويعطونه العذر فيما جاء به ..." ماله بابُ "!!!, صدقا أيها الشاعر أين المفر إذا كان سجنك دون باب, وإذا كان ماله باب, فهل يكون له منفذ آخر, ككوة صغيرة مثلا ؟ لا أظن!!
وجمال التصوير هنا يكمن في سؤال , من أي منفذ ثقب ولج الشاعر سجنه السرمديّ هذا ؟؟

ثم يأتي ليوحش الصورة في شطره الثاني أكثر , الشاعر هنا لم تكن تأكله الوحده في سجنه,
بل كان له سجان يرافقه, ويحرص على عدم فراره من سجنه ليس له مفر أصلا !!!
وكان سجانه الأرق !!! وليس فحسب , بل الأرق النامي, والوجع والمرض وجاء بالوصب على جمعه , للدلالة على شدة وحشة الصورة.

أتخيل بعد دقائق من نمو تلك الكائنات وإلتفافها حول المسجون الوحيد الأعزل, كيف ستكون الصورة ؟؟؟!



=================


درس المواجعِ بالآمـاقِ أشرحـه
ويلي إذا لم يفد بالدمـع إسهـابُ





إن كان شرح الشاعر باللسان فالمنتظر منه استماع الكلام ولكن ..
هنا يمتنع الشاعر عن الحديث تمام , ويترك ذلك التعليل والشرح لمآقي عينه الساهرة, المتحدثة بلغة الدمع.
رغم أن الشاعر قد رشّح مآقيه وآثرها على لسانه لتقوم بشرح ما اعتلج في خلده,
إلا أنه هاب تقصيرها وخشي منها دمعا غير ذي إسهاب لا يفي ولايعبر عن قدر حرقته ووجده.
وجاء الفعل " يفيد" مناسبا جدا لمعنى " الدرس".
أرى هنا شاعرًا متمكنًا من أدواته وتوظيفه إياها.



=================



أريدُ أسرقُ نومي دونمـا هـدبٍ
وليس لي في ليالي السهد أهـداب




وبعد أن سكب الشاعر ما وافاه من دمع حريق, يتمنى لو يختلس لحظات نوم.
ويحلل السرقة لنفسه, ولكن أنّى له, وهو في ليالي سهره المفارقة الراحة والإغقاء والنعس, ليس له أشفار ولاأهداب تساعده على بعض هذا الاختلاس.
وهنا لي رؤية في الشطر الأول من هذا البيت ,لماذا أراد الشاعر أن يسرق نومه دونما هدب؟
والهدب من يساعده على هذا النوم , كما أقرّ في الشطر الثاني من ذات البيت؟ هل أراد الشاعر بالهدب الأولى معنى ارتداد الطرف, كي لا يقلق مهدأه ومنامه؟
ثم استفسار آخر: هل يجوز لنا المجيء بفعلين متتاليين كما قال الشاعر :
" أريد أسرق" ؟
أم أن الصحيح أن نفصل بينهما بحرف كـ " أن ", فنقول : " أريد أن أسرق "؟



=================



أبيتُ في حانة الأوهـام أسكبنـي
قلبا به شقـوة ٌ والهـمّ شـرّابُ



ومن أباريقَ حلمي يستقي شجنـي
والعمر منسكبُ والوقت ُ أكوابُ





الويل لك يا ظميآن آلمتني بهذين, دعنا إذا نفصل العذاب ,,,
فالحانة بها طاولة حياة طويلة,عليها أباريق من حلمك الطائل الطموح المتمرّد العنيد الجميل..... وأكواب من وقت يملؤها العمر ..
وأنت منكب عليها تسكب قلبك الشقي المعذب التعيس, وتهدر في ذلك عمرا ينسكب معه ...
ويلتف حول الطاولة الجائرة, همّ يشرب قلبك ...
وشجن يرتشف حلمك !!!!
ناسبت كلمة أبيت " الحانة " وقد دلّت أيضا على سرمدية وبقاء ومداومة الأحداث واللاوعي.
وكنت موفقا جدا في البيتين.




=================



وخيّبتْ منيتي لم ألـق مـن فـرحٍ
و مُزِّقتْ بضياع الحلـم أعصـابُ





وقت طويلا أمام هذا التمزيق, المؤلم الموجع المميت..!
من خيّب منيتك؟ أهو الوقت , الزمان , الشجن , الهمّ , أم ذاك السجّان الأرق والوجع؟؟
ودعتنا نغوص في استفهام عميق, ونحن نعلم أن الفاعل , كل هؤلاء.

ظميآن.. أتفرّق دمك / حلمك / وقتك / عمرك / منيتك / حريتك / طموحك /... الخ
بين أؤلئك؟!!
وبضياع حلمك, الذي كان عصب الحياة , تمزق عنه شريان العيش ووريد النجاة.
كم قاتل هذا الشطر!!






=================



يبرُّ بي الحزن لا ينسـى مواصلتـي
تُرى أتجمعُنا يا حُـزنُ أنسـابُ ؟





كنت سألوّن هذا العجز, قبل استدراكي أنك عنونت به القصيدة.
كنت أقول في جملة لي " السماء شقيقتي "
ومن المعلوم أن السماء شاهد الحزن.
وأنت .. هل الحزن قريب لك من الدرجة الأولى ؟ وأي دم يجمعكما؟
من منكما سيموت أولا ليورّث الآخر؟؟
وإن كان هو ..فماذا ستورّثه..؟!!

يالله , مازال سيف الموات ماضيا طائلا..




=================



حتى الطريق بكى من خطوتي أسفا
ففي الرصيف دموع الدرب تنسابُ





هذا دلالة على تثاقل الخطى, ووضوح حزنها لفهم الطريق الذي بكى وتأسّف عليك/ عليها
وانسابت دموعه (في ) الرصيف وليس عليه, وهنا دلالة على غزارة الدموع وشدة انهمارها إلى قلب الحجارة, حتى ابتلعها الرصيف.
سؤال : هل الطريق غير الرصيف هنا مرادا في تعبيرك؟, أي هل هناك من بكى وهناك من ابتلع؟




=================




لبست ُ حزني بل الأحزان تلبسنـي
كأنما القلب للأحـزان ِ جلبـابُ



قبل أن يستدرك الشاعر كلامه, قال " لبستُ حزني",أ ي أنه هو من لبس هذا الحزن بنفسه.
ومن ثم جاء بـ " بل " وهي حرف عطف للإضراب , تثبت الحكم لما بعدها وتنفيه عما قبلها.
أي أنه أقرّ بعد (تردد) في القول, أن الأحزان هي التي تلبسه..,

وهذا يدل على اضطراب الشاعر داخليا و خوفه من شيء ما ,وعدم وعيه التام لما ألمّ به.
جاء في الشطر الثاني يقول أن قلبه والذي يعبر به عن ذاته , هو جلباب الأحزان ,
وهو تأييدٌ لاستدراكه في الشطر الأول.
وكأن الشاعر لم يذهب للحزن بقدميه بل جاءت هي قسرًا تغطى قلبه وتلبس أيامه.
صورة في قمة الجمال, ووعي الشاعر بالشعر ملحوظ جدا.




=================




حرائقي في دمي تجري بـلا تعـبٍ
دقائقي من لهيب الحـزن أحقـاب




دم الشاعر قابل للاشتعال , دون أي إضافات أو مواد مثيرة للاشتعال!!
نيران تلتهم شرايينه, وحرائق تجري بلا تعب, سلامي... أي تعبير متمكن هذا.
يدل على الاستمرارية في الحزن والالتهاب طوال العمر, فإنه لا تعب لا تعب..
حتى أن دقائق من هذا العمر الحريق , بأحقاب زمنية, فليس أقسى والله من تلك المعدودات, فكما نقول كمثلا في العامية " يومي بسنة ", وجاء بالدقائق توازيها الأحقاب وكلاهما على الجمع, أي أن الدقيقة بحقب من العمر.
وليس أبلغ أبدا من هذا الوصف.
أحييك جدا

أيها الشاعر " كم عمرك الملتهب الآن ؟؟"







=================



ولم أر اليوم مثلـي فـي شكايتـه
أشكو إليّ إذا مـا الهـم ينتـابُ





يبدو في بادئ الأمر أن البيت غير مدهش, ولكن ...,
الشاعر الشاكي الكثير الشكوى ..... الذي لم من يوازيه في شكواه ونحيبه أحد ..
لا يشكو إلا لنفسه !!
وهنا دلالة جازمة على عزة نفس الشاعروترفعه عن الذل , فالشكوى مذلة للآخرين, ودليل أيضا على تقوقعه على نفسه الحزينة ,ووحدته, فكل هَمّ منه وإليه, وإن شكواه يفصح عنها وقتما يأتي الهم , الذي ما ظني أنه يغيب.




=================


و لا أبوحُ بحزني للصحـاب فـإنْ
وصفتُ معشار مابي للورى ذابـوا





أبعد كل هذا .. لا تبوح؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا وقد ذٌنبا وأنت ساكت لا تبوح, فكيف المعشار ؟ وكيف الواحد الصحيح ؟؟؟!!!!!!!!!!!
وظهر في هذا البيت أصحاب للشاعر فلم يكون وحيدا كما ظننا في البيت السابق لهاذا ؛كي يبوح لنفسه, وإنما هم كثر وإنه لا فائدة من الشكوى.


....

الشاعر الألق المتفرد اليوم في حزنه, قصيدة أذهلتني على جميع المستويات
النفسية واللغوية, والتصويرية, والفكرية , والإنسانية.
برزت فيها شخصيتك العفيفة المترفعة المتأدبة حتى في تعاملها مع الحزن الجميل, المنغلقة على ذاتها, الراقية فكرا السامية أدبا.

لله يا أنت , اعذر تقصيري في ما وصفت, وقصوري عما به أتيت.
ومن ثم أشكرك كثيرا, فقد كنت أحتاج هذا " الحزن الجميل ".


سلامي وتقديري




النص : الوحدة
النّاص : جمال الجلاصي
ضوء : جيلان زيدان
-----------------------------



وقوفا على عتبات " الوحدة " للكبير جمال الجلاصي

إليكم بالنصّ:
===========


جلست،

وما جلست معي...

طارت،

ستتركني... لقفر الموائد...

......

......... والمطر.



وما بعد النصّ:
===========
...


المبدع الكبير الجلاصي



من أعمق النصوص التي أقرؤها هي لك,,
فدعني أنظر من مرآتي لأفسر وجودي بين رائعتك هذه, ... ولعلني/كَ ترضى.




قرأتها على :


أنك جسلتَ ومن الطبيعي جدا أن تجلس أنت وروحك العذبة
التي بين جنبيك, وعقلك الذي وزن سنوات حاويات لكل ما لمّه الدهر,
وصدقك الذي جلست به, وضميرك الذي جئت لأجله, ووجودك الذي يجعلك تجلس, وحياتك الكائنة على كرسيّ, وكيانك الواهبك الحياة, وأنسك الذي ستفضي له, وخيالك التابعك قسرا, وظلالك المنكسرة على مقعد الصمت,
وعيناك الشاردتان مع الحكايا الخافتة, وسنون من العمر تتمدد قدر بصرك, وقصص وهمية تفترش فوق الخيال, واحتياج لنافذة مفتوحة بلا أسرار, واجتياح لصديق ينقذ سرّك من الغرق في الكتمان, ولسان ناطق بالرؤى, وعين ثرة بالبلاغة, ويد لا تفلح في إيماءت الكلام, ويوم ليس ككل يوم, وسماء مخالفة لطبيعة القدر, وطقس ملبد بالشوق, وكرسيّ عانى روايات الاعتراف, وتجريد من كل شيء,وذهول يرتدي لون السماء, وشرود يفسّر علاقة المناخ بحياة البشر, وطول تأمل, وقصر تفكير,
وشيء ما يحترق, لا يطفئه صرير قلم , وشيفرة لا يحكمها رقم, وسجن ماله باب, وزمن لا يطل إلا على ذاتك, وعمر يبتلع كالبحر, وورق يلتهم مداد الكلام في صمت بليغ, وأنانية الوجوم المسيطر دون رحمة , ووجود يتلاشى دون استئذان, وانتماء ليس إليك, وذنب بلا كفر...,



كل هذا وقد جلست ظانّا أن / روحك , عقلك , سنواتك , صدقك , ضميرك , وجودك, حياتك , كيانك , أنسك , خيالك , ظلالك , عينيك , قصصك , احتياجك , اجتياحك , صديقك , لسانك , رؤاك , يداك , أيامك , قدرك , شوقك , سماءك , طقسك, كرسيك , رواياتك , شرودك, ذهولك , تأمّلك ,
اعترافك , احتراقك , صرير قلمك , زمنك , عمرك , ورقك , صمتك , وجومك , وجودك , انتماؤك , إيمانك, ذنبك / كلهم سيجلسون معك ,


يتقاسمون وقتك وحزنك , يتجاذبون أطياف القدر, إلا أنك حينما هبطت إلى كرسيّ ربما فرح لأنسه بك, وربما عانى قهره من تكرار جلوسك غير المجدي له أو لك,فينفجر من أثر السكوت .
وربما تألم لأجلك؛ فاستحبّ أن يكون صدوقك, وربما أنه لن يتحمل طويلا تكرار فعلاتك العشوائية بظلمك له , دون أن تأخذ رأيه, وهجرتك له دونما سبب, فيتصدع لعواصف الزمان ويتهشم ككل شيء له طاقة تحمل وعمر وجود.


جلست, ووجدتك وحدك.......!!
دونهم,,,


طاروا هم فيها,
ومعها...,


تاركين لك موائد الخلاء, والجدب, تاركيك بلا بحر بلا حياة بلا كلام بلا انتماء أو احتراق أو رؤية, بلا عمر أو زمن أو سكن أو وجود.......,,


تركوك بـ قيود , إلى انثيال الحكايا, وانهمار الذكريات, و همي العذابات, وإلى سجْو الامواج في بحر العيون...


تركوك للـ( مطـر ) الأخيذ السابي .. الطاهر.

تركوك و ( الوحدة ) لتجلس معك على ضفاف الفراغ العميق.


سيدي الجلاصي, استطعت في تسع كلمات و "........." نقاط أن تصل الكلام بالصمت, والجلبة بالهدوء, والروح بالمطر.


فكيف ملأت الكلام حديثا , وعبّأت الوجود برائحة ثرى الذكرى النديّة,
وملأت الروح بطهور المطر....,!!



( وأيّ حزنٍ يبعث المطر !!)



أتمنى ألا أكون قد خيبت ظن الحرف , ومرمى الفراغ, أو ألَّى حدسي في
بعث أمطار التأمل, فإن كان .. فيبقى القلم على عِظمك شهيدا.



لك الخير أبدا ما حييت



واحترامي


...


===========


النص : في حبّ الشآم
النّاصة : جيلان زيدان
ضوء : جيلان زيدان
-----------------------------

...

إلى صاحبة دعوة الأحلام الأحاديّة
وبطولات مراسم الاشتعال الأسطورية
المحترِقة لأجلي ... - وهذا الكثير -

لا أملكُ إلا ميعادًا بميقات الشِّعر المعصميّ
في غيبوبة العشقِ المؤطّر بديوان مُعتقل

النص :

لأجل الشام آنستُ الرّحيلا=ومارستُ الهوى فعلًا وقيلا
ولملمتُ النجومَ بجفن عيني=لأرتع في المنى سُهدًا طويلا
وطرّزتُ القصيدَ بعشقِ وحيي=فنؤتُ عن البلاغ بهِ سبيلا
أنا يا شام قلبٌ منكِ غضٌّ=يُصارع في النوى شوقًا ثقيلا
على سبُل الولاء حملتُ خفقي=يبايعُ بالوفا دهرًا أجيلا
يراودُني لِقاك بعمق حلْمٍ=يُشرّق وقتما يبدو أصيلا
فأغدو كالتي أضوتْ حياةً=تنازلُ -حاسرًا- رجوًا قتيلا
أيا ذنبًا غواني .. فيمَ كُفري؟=وكان العشقُ للصَّابي حَليلا!!
أرقتُ "النيلَ" ألحانًا بوتري=فذابَ الودّ في مَمْشاك نيلا
وسال "العاصيُ" المفتونُ حثًّا=يُعانقُ بالرِّضا لحنًا خليلا
أحرّضُ عمريَ الذاوي ارتحالًا=إذا لم يُسقَ عطفكِ أن يَسيلا
ضياعٌ أشتكيوالقابُ قوسٌ=على يُسرِ الخطى يبقى جزيلا
أشامي دفّقيني وصْلَ ودٍّ=فذا نبضي لصدركِ قد أُحيلا
أنا "جيلانُ" أنفقتُ الليالي=أفرّط شوقها جيلًا فجيلا


السطر الأول لقصيدة لا تكتمل..
كالسطرِ الأخير لمقبض بداية على نهاية مفتوحة:

....


باسم الشآم

( ضوء الشآم على حرف الجيلان "في حبي )

لأجل الشام آنستُ الرّحيـلا
ومارستُ الهوى فعلًا وقيـلا

حبيبتي الشاعرة الجميلة جيلان

كيف استهلّ الحب بك واستهللت به عُراما طاغيا ساقه صدق عنوانك في شؤبوبٍ / مطلع مشرق كشمس ليلة قدْر كهذا؟!
لـ (أجلي ) يا جيلان افتتح القلب مشرعا شوقه واستعداده للتضحية حبا شوقا عذابا سهدا لحنا سيلا..... حتى إنفاق عمرك و(جيليْك)..
وجعلت لأجلي الأنس والطمأنينة والراحة والسكن إلى "الرحيل" مادام إليّ أهذا يعقل؟!!
ومن يأنس إلى رحيل؟ ومن يسكن إلى غربة إلا أن يكون عن هوى فاق وتعدّى حدود الهيام.

ولم يكً أنسك مجرد شعور طيب أحسدني عليه بل أنك شرعت حقا في ممارسة هواي.
وجاءت كلمة "مارست" تنم عن طول وشدّة تجربة وكثير فعل يشي بدراية وقد مارست حبي بالفعل وبالقول وقدّمت الفعل على القول لتعني لي أنه لم يكن كلاما منثورا منشورا مجردا من الإقدام بل كان فرط الشجاعة العشقية.
كما وفّقت في تصريع البيت توفيقا سليما.
ولكِ أقول:

أهلباء الجمال بصدقِ خفقٍ
أجدّتِ..وما أروم بهِ مثيلا
ولملمتُ النجومَ بجفن عينـي
لأرتع في المنى سُهدًا طويـلا

كنتُ تحت ذات السماء وكنتُ أراك "تلملمين" النجمات من رداء الليل المخمليّ
بحنكة وبهدوء يعاند صليل الليل الغالب على قلب ثائر حتى "جمعت" مغانم كثيرة وكواكب طائلة وجعلتِ تزرعينها في جفن عينك الساهرة وليلتك الغامرتك سهدا جميلا.
وقد استعملت الفعل الماضي " لملمت" للتعبير أنك بدأت منذ زمن طويل وأنك قد انتهيت أو شرفت على الانتهاء في صدر الليل/ البيت ثمّ جئت بلام التعليل تروين قصتك مع فعل مضارعة يحملنا على بساط الحالية والمزامنة لنعيش معك ليلا (طويلا) ..

جيلان أتراكِ مددت ساعات مناك وليلات هواك عشقا أم عنادا في قلبك الذي " لاينام "؟
أم أنك تخشين الغمض على حلم يؤرقك سهره وغفوه وتفضلين يقظتي القلب والعين؟ ما أجملك بصدق!

غمضتُ على سهادٍ ماج عيني
وكيف وغفو قلبي ..لا سبيلا؟!




...


وطرّزتُ القصيدَ بعشقِ وحيي
فنؤتُ عن البلاغ بهِ سبيـلا

مازلتِ تجودين قريحة حتى هبط الوحي الشعريّ من لدن حكيم عليم فجسلتِ تطرزين ثياب القصيد بدرر وحيك الهابط وربما هبط عليك الليلة حنث "علي بابا " بدون سرقات تخدش كَمّه أو تنقص قدره . من أين لك جيلان بهذا الوحي الثمين وتلك القلائد التي تقلدينها الشعر كل يوم في حياتك معي وعلى كل هذا أيتها الفذّة النفيسة تنوئين عن بلاغ ما أوتيتِ من وحي
ذي غنائم؟ لا أظنك قاصرة عاجزة عن تبليغ هذا الكيف من القصيد المرصع بنفيس نفثك ..ولكن أهو عشقك الأكبر لي من يحطم القوافي في مسافات الفيافي؟!
وفي هذا البيت بداية لبيان ضجر وابتداء لشكوى لوعة..بعد التعبير عن حبك هناك.
سأفضي لكِ سرا ما : على قدر ما استهوتني الصورة هنا إلا أن كلمة " طرّزت "
لم تناسب خشوع الوحي وإجلاله والبلاغ والرسالة ربما لو أنك قلتِ: وأغرقتُ القصيدَ بدَرّ وحيي ؟ مثلا...!!
كان مجرد رأي ولك أن تتقبليه أو تركليه أبعد ما يكون عن ناظرك فهو لا يوازي همسة شعر من صيحاتك.
...


أنا يا شام قلبٌ منكِ غـضٌّ
يُصارع في النوى شوقًا ثقيلا

وعدّتِ لتستدري عطف القول بذكر اسمي وتنادينني بـ " يا " وحوّلت الكلام من السرد إلى التوجيه والضمير من عدمه إلى المخاطبة المباشرة ؛ لسهولة الصلة
وأعلم أنني لستُ بها بعيدة أو غريبة فلقد استدركتِ كلامكِ قائلة: " أنا قلبٌ منك"...........
أنت إذا تسكنينني وتقتطعين من صدري باعثَ الحياة ومحرّك الحب والهوى ونبض الروح
أنت يا جيلان إذا لست بعيدة بل أنت جزء مني أنت قلب وهل جئت بقلبك بالنكرة لإثبات أني أحمل قلوبا كثيرا بصدري / أرضي؟
هو كذلك... كم أحبك يا كل القلوب ولكنك لستِ كأيها فأنت قلب مني "غض" طري أخضر برعم سلام ينمو بي... ولكنك آلمتني في العجز لهذا البيت إذ رأيت كيف لهذا القلب الغض الرهيف أن يتحمل بل و " يصارع " نوى وفرقة وهجر وبعد وشوقا ""ثقيــــــلا""
لله لن أفيض شرحا فلقد أبكيتني والله.

على سبُل الولاء حملتُ خفقي
يبايعُ بالوفـا دهـرًا أجيـلا

كم سبيلا سلكتِ وكم دربا قطعتِ وكم طريقا مشيتِ وكم نهجا انتهجت كلهن في غاية الولاء لي وجئت من سفر بعيد حاملة على تلك السبل قلبك وما يعتمل بداخله وفي لبّ شرايينه من شوق ولهث ولهج واضطراب من أثر الرحلة أو الفرقة لإعلان المبايعة والحب والولا ء لي إلى مهواة الردى وآخر العمر إلى آجلة الدهر حملت خفقك وأيضا عبرت عنه بالماضي كما ذكرنا من دلالته في البيت السابقليبايع على الوفاء وعبرت المضارعة عن الاستمرارية في الحدث مما أوحى لي بتجديد البيعة كلما اقترف الزمان نهاية فترتها من قلب ما.

سبيلا تمتطين بعذب حرفٍ
فراتًا مصطفىً يسقي الخميلا

...




يراودُني لِقاك بعمـق حلْـمٍ
يُشرّق وقتما يبـدو أصيـلا
فأغدو كالتي أضوتْ حيـاةً
تنازلُ -حاسرًا- رجوًا قتيلا

جيلان بدأت بإعلان الهوى ثم مبايعته على الولاء ثم إنه الوفاء الذي يصل المقطوع من الأمل ثمّ كآخر مراحل العشق المكينوهو المراودة .. عبّرت عنه بحلم عميق متمكن من روحك العذبة النقية
ولكن اللقاء كان حلما مستحيلا في ناظرك فهو المشرق وقت الغروب والبادئ لحظة النهاية
والحي ساعة النزاع
حتى تغدي كامرأة أنجبت حلمَ حياة هزيلة عن العيش نحيفة كالظلال ضعيفة عن التمرّد ولكنها على كل ما اجتمع فيها من ضعف لم تستسلم لموات " الغروب المبكّر "

والأصيل السرمدي والبعد العاتي و بل أمست تنازل وتعارك وتصارع وحيدة غير مدرّعة بالأمل و ولا أزر ولا أساة لها رجاءً مهزوما بل قتيلا ....يالله ما أفظع تلك الصورة وأقساها يا حبيبة لك الله لك الله..

...

أيا ذنبًا غواني .. فيمَ كُفري؟
وكان العشقُ للصَّابي حَليلا!!

مستهلّ رائع بالنداء الاستفهامي لبيت تركيبه أدقّ وأجمل وأسبك ما يكون
جمعتِ فيه الاستفهام بالنداء في أسلوب إنشائي كان دلالته عندك النفي والاستنكار والتعجب
وناديتني "ذنبًا" ومن الطبيعي جدا أن يكون الذنب واقترافه كارتكاب الحماقات والضلالات التي تحيد عن الحق إلا أنك جئت بسؤال قصير لملم جميع الاستفهامات بين جنحه ليحلق في أسباب غواية الذنب وطبيعته وماهيته وبعده أو قربه من الكبائر ولكنه كان سؤالا مفاجئا ينفي كل تلك التساؤلات ويخمدها لتتيه في فضاء آخر بعيد عن المدارات الأولى فقلتِ " فيمَ كفري"
أي أنك تعترفين أنني ذنب وغواية وضلال ولكنه ليس كفرا ولا حراما ولا ...
مما جعلني أتطرق للعجز الذي وجدت فيه هداية لضلالة تساؤلاتي فقلتِ
"وكان العشق للصابي حليلا" الآن فهمت نعم أن الذنب الذي اقترفتيه كان " عشقا"
وأن العشق للهائم الولِه المختزل صبوة في شرعة الحب " حلال " بيّن"
ولكن جيلان أعتقد أن إضافة كلمة العشق للصابي لم تفد معنى جديدا
ولا تسأليني أي تعبير هو أبلغ لأني "صدقا" لا أدري وهذا جواب بعد طول تفكير.

مسيّجة ً شموسي ,ليس بدًّا
محرّمةً بزوغا والأصيلا


...





أرقتُ "النيلَ" ألحانًا بوتـري
فذابَ الودّ في مَمْشاك نيـلا

ولعمري لم يسمع الجمال عن هذا الجمال المدروس العابث بالأوتار والمقامات
كيف جمعت بين عذوبة اللحون وعذوبة النيل كيف أجريتِ النيل / اللحن / الودّ / العشق
في ممشاي ربما أسكنتِ منتصف " وتر" والمعروف أن واحد وتر القوس مُحرَّكة بالفتح
ولكني سأجاوزك هذه على سبيل الوتر أي الفرد أي أنك أرقت النيل بمفردك وهذه الصورة في ذاتها إعجاز. حتى وإن كان في اختلاط بصورة وتر الآلة العازفة الموسيقية. لن أتكلم أكثر عن البيت فهو من " أشهى " ما سمعت.
...


وسال "العاصيُ" المفتونُ حثًّا
يُعانقُ بالرِّضا لحنًـا خليـلا

وهنا حيث خرج نهر العاصي مسرعا شغوفا بمعنانقة ومقابلة ولقاء خليله وحبيبه الوديد النيل العظيم.
وقد أتيت به في حالة " الرّضا " ولم تأت به على
" فرحا " مثلا أو سعيدا أو شغوفا.. ووفقت جدا, لأن حالة الرضا هي أبلغ حالات السعادة, وأعلى مراتب الفرح
وهذا يدل على صدق الحب والإخاء فيما بين الكنانة وأنا وطول التاريخ يشهد على هذا.
كما يدل على حسن استقبالي لضيوفي الأحباب. وهذا لطف منك أحسدني عليه.
صوّرت لحظات شوق عارمة بين نهرين / لحنين/ حبين / قلبين / حميمين.
فلله درّك لم أسمع بهذا من قبل في عبقر.

...


أحرّضُ عمريَ الذاوي ارتحالًا
إذا لم يُسقَ عطفكِ أن يَسيلا

ضياعٌ أشتكي والقابُ قوسٌ
على يُسرِ الخطى يبقى جزيلا

وعلى ما يبدو أن تلاقي أرضي الشامية مع الكنانة الغالية كان حلمًا مبررا للعشق المحرّم وتكفيرا للذنب اللامرتكَب.
فجئت تحرّضين عمرك الذابل من قسوة الارتحال والتنقل إلى بلاد على ما يبدو أنك أفنتيه بينها على أن يسيل باقيه إذا لم أسقه بعطفي بالتلاقي وإحيائه بعد ذبوله وانسكابه.
فمازلتِ تشتكين الضياع والفقد بين الدروب وتفنين عمرا في تفقّد وجوه الأحبه
على قدر القربى وإمكان الوصول باليسر إلى أن الحلم مازال بعيدا فيُعظِّم هذا القدر اليسير ويبدله بالمستحيل.

أقلّبُ وجه عاشقِ سحرِ ليلى
فيعجزُ بالقوافي أن يميلا

...

أشامي دفّقينـي وصْـلَ ودٍّ
فذا نبضي لصدركِ قد أُحيلا

وعدتِ لتدليلي من جديد/ على المخاطبة وتناديني هذه المرة باسمي مرفوقا بياء الملكية
والغنج هو سيد الموقف بيننا فيرق قلبي لك ويشف فأستمع لأجدك تطلبين إلي إثرها طلبا.
وهو" دفقيني " تطلبين الود والوصال والحبّ ثم تسارعين قبل تلقي الجواب مني بإخباري أنك قد أحلت نبضك إلى صدري؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!
فكيف لي أن أرد طلبك وقد أرفقته بين دلّ الكلم وعذوبتك النيليّةوذكائك المحكم تالله لا أردّنك خائبة الرجاء فيّ.

أنا "جيلانُ" أنفقتُ الليالـي
أفرّط شوقها جيـلًا فجيـلا

وكأني ببيتك هذا أفطن إلى قديم بيت كتبه أحد حصاد أرضي/ خالد الحسين:
جيلان لعلك أجيالُ .... عندي - يا ظبية – تسآلُ

فأنت حقا أجيال ولست جيلين ولكن لا تبددي لياليهما في الشوق والحيرة وتفريط عقد العمر في غير جدوى ونفع وإن كان ذاك في حبي فادخري منها شيئا لعل في الثمالة اللقيا والخير.
همسة هنا: قلت : " أنفقتُ" في صدر البيت وهو فعل ماضٍ ثم عدّت في شطره الثاني تقولين" أفرّط" .. فماذا قصدت بانتقالك بين زمنين
هو لا يخالف لأن المخالِف أن تأتي بالمضارعة أولا ثم الماضي وهذا ما لا يتقبله عقل.
ولكنك ابتدأت في الماضي بفعل الإنفاق ثم مع الاستمرارية كنتيجة للفعل الأول أنت الآن تفرّطين تلك الليالي.. وهذا مقبول لأنك فعلا مازلتِ تفرطينها إلى الآن دليل ذلك أنك مازلت قيد الحياة.. أدامك الله لنا.
ولكن... هبيني عقلك لمدة يسيرة المعلوم أني – مثلا- أفرّط من العشرة واحدا تلو واحد
أي أفرّط القليل من الكثير إلا أنك هنا جعلت تفرطين الأجيال من الليالي..
كلمة الليالي في ذاته تشعِر باليسر من العدد وإن أتت على الجمع. والجيل ينم عن حقبة زمنية طويلة تعرف بالعشر سنوات..
سأغفر لك هذه وأخرّجها على أن الليلة هي وحدة بناء للجيل وإن كان التصوّر للوهلة الأولى ينافى ذلك.

وقبل الرحيل القصيدة في مجملها كتلة شعورية حسية بالغة اعتمدت على استخدام اليسر من الألفاظ مع المحافظة على بعض الألفاظ الجزلة المحكمة التي تزيد من ترابط النص.
وما سمعنا بشذوذ أحدها ركنت على توصيف الحالة والانتقال من زهرة/ صورة لتحطّ على أخرى الخيال كان محلقا فلديك بعض الصور المجددة الجديدة التي تزيد رصيدك الشعريّ. وبعض الأبيات كان مبتكرا يضيف للشعر أكثر ما يضيف لك.ولكن كان تركيبها تركيبا تقليديا ليس حدثويا جدا.


البلاغة والتنوع بين الإنشاء والخبر كان مطروقا بصورة وسطية مقنعة بلا مغالاة أو خفوت.
ورغم أنك تتنقلين في الأبيات ما بين متكلم وهو الغالب ومخاطب إلا أنه لم يربك القارئ وكان القصد فيها جليا واضحا.

في أربعة عشرة بيتا استطعت إيصال الفكرة في مجملها, ولكن في بعض الأبيات أملتُ أن تسهبي قليلا فكل بيت حمل فكرة واحدة وليت الفكرة دُعّمت ببيتين على الأقل, لتزداد جمالا ونزداد تعايشا بها.

جيلان كوني بحبي وشوقي لك وثقي أن الله إن قسم لك ممشى على أرضي فستطئينني وإلا فالقلب سيبقى بك مولعا مدى الدهر.


....

يا يحيى خذ الشعر بقوة

بعرض القصيد كان نذر الوجع .. ينبجس من ذاته الشاسعة كـ وطن آخر , يضع الأمنيات الصغار في مهبّ الشعر, خارج زوايا التقليد وأركان إيمان الشعراء. يصنع جسور التبر على عدن .. الوطن / موطئ حلمه , وسماء عينه , ونفسه المغلّفة بعزّة , وخارج الكون ..قصيدة.
كنتُ أقول في تفكير اعترض عليّ قراءاتي , أن الشاعر الشاعر من ما زال يتعلّم الأوزان بعد ..
فالمعنيّ بحفظ ذلك وقولبة الكلام بغية سرعة التحضير ناظم , يعتصر الروح في أقماع الفراهيدي ولا يحلّق بها , ويحرمها حطّاتها الوردية فوق كؤوس العسل ..
" يحيى الحمادي " , خبر بتوقع أكيد في أعياد الملائكة , وجنان اللغة , وانتفاضات الأرض , وهويات الأساطير , ومواليد الغفران , وجدائل الفحم , وألوان الكواكب , والحفلات التنكرية للتقليد ومن التكرار وكلّ الوجع .

أوقفني الأحمر في قصائده كثيرًا , حينها أدركت خطورة العبور من شطر لآخر , قبل تأمل عميق وارتعاش للدهشات .
كان الأحمر دم الأرض الذي نضحت به مؤخرا آناء فكّ أغلال الصمت ومصادرة الخوف خارج المدينة وخلع تفاصيل الليل ..
قليلًا من الأرواح .. لكثيرٍ من الراحة..
"رسالة بالبريد السماويّ " عبرت الشعر واخترقت الخرافة , وأفاقت وجه الموت مرتين أو ثلاث , في كلّ مرة يحيا كأنه الأبديّ , ثمّ يموت لأغراض القصيدة – لا أكثر – ليفيق على صدره العجيب الآخر .. فيرى الأرض بأسرها تتحرك وجعًا / لوعًا / موتا غير ساكن .. متحرك بفعل حمم الألم الحيّ , وفي صدره مسكن النكبات :


لا عاصِمَ اليَوم _ وَجهُ الموتِ مُندَهِشُ
والأرضُ تَزحَفُ في صَدري وتَنكَمِشُ
لا عاصمَ اليوم _ إلا الحزن يَرمُقُني
شَزراً لِيَنظُرَ في الجُدران مَن نُقِشوا





يا ثانيَ اثنينِ إني عالِقٌ بِفَمي
جُوعي أمامي وخلفي يَصرُخُ العَطَشُ
يا لوحةً مِن أثيرِ الخُلدِ .. ما رُسِمَت
في الأرضِ إلا لِتَحكي حُمقَ مَن خَدَشوا


كلّ بيت ليحيى هو إصدار جديد من نسخ الخيال , ونسج الحيرة والتأمل والبعد السنوي للعمر .. ندرك ما يقول , ونعي ما عنه ينوب .. ولكننا صعب أن نشهق الليل وننفث وحيًا عجيبا كما يفعل في الغالب !!
الشاعر كان جسد تجربة الألم , وقوده النخوة , وتدفقات المروءة , يرتفع بشعره قدر ارتفاع عدد الموتى على وجه الليل , فيعلو بقدر الألم المستحيل صدره نارًا , بدايته قبس مشهد ..
ورقياته من القصيد للقصيد شفاء.. تقاسيمه في الحنق والغيرة مفسّرة للصباح , حادة في قوافيه
صارمة في بحوره التي يخوض.


أيُّ جَمعَيك أصطفي يا سعيدُ ؟
حارَ أمري .. أصالحٌ _ أم حميدُ!
أيُّ شَعبَيكَ أصطَفي .. أو أُعادي
...جَفَّ قَلبي ، وأنتَ منهُ الوريدُ
صوتُ أيوبَ شَدَّني .. أين أمضي
حينَ يأتي مِن جانبَيك النشيدُ؟
أيُّ نَعشَيكَ أتَّقي منهُ حُزني
ياااااااا حبيبي وكل نَعشٍ شَهيد
ذاكَ شَعبي يُريد.. أدري _ ولكن
مَن أُوالي ؟
ذاكَ شَعبي يُريدُ !
أنتَ مَن أنتَ ؟
قال لي قُلتُ يحيى
قال يحيى تقولُ لي ؟
أم يَزيدُ ؟!



وعليه جاء في " تائه في شارع العدل " يستخبر عن ما نفد سوقه , وانقرضت عملته , شارع صُنع من ذات تبر الوطن , اختلفت فوقه القلوب , وتباعدت الأهواء والنفوس , وتفرق شملهم وتباعد رأيهم , واختلف حزبهم , استدعى في ذلك أيضا ألمه على ما ناءت إليه الحال , وعاد إله المآل.



هذه الأرض أُمُّنا ..وانطَلقنا
كل حزبٍ بما لديها يَجودُ
كل حزبٍ بجَمعِهِ صارَ شَعباً
كَسِواهُ .. عَن رأيهِ لا يَحيدُ
كيف أضحَت وجوهنا دونَ ماءٍ
و خُطانا في وَجنةِ الصُّبح سُودُ!


الصراحة , أنه يعرف ما يقول, وكيف يقول , وكيف يصوغ بتفوّق الإبداع وسلاسة اللفظ , ويسر المعنى , وتقبّل المضمون سطورَه..
واقفا كـ قلاع الاحتراق وسط صخب المدينة , يلوّن دماء الشهداء بالأبيض , وأكفان الأرض بالأخضر , ويكتب لافتات الشوارع " وطن ".

وتوالت الصرخات تخترق القصيد بمهارة , حتى جاءت " صرخة من إرم ", على بساطة البحر, رفع صاريات الحزن وأشرع المأساة في مجابهة الموج اللطيم , ومكابدات الحال :


إنَي توضّأتُ بالحُمّى... وبي أملٌ
أن يُخرِجَ اللهُ مِن جَنْبَيَّ أَجنِحتي
مُذْ كُنتُ طِفلاً، لِداتي يَلعَبُون ،ولي
أَلفا طُموحٍ بِنَزعِ الشّوك مِن رئتي
تَعَجّبَ النّاس مِن حُزنٍ أُكابِدُهُ
هل يَعلَم النّاس أنّ الحُزنَ معجزتي!
الحُزنُ أمّــي التي أَنْجَـــبْتُها فَغــَدَت
مِن بَعدِ حَولينِ مَأساتي ومُلهِمَتي
شواطئُ الريح في صدري إذا التطمت
أمواجُــها أَلهَمَــتني وزنَ فَعلَلَتي




أكثر ما يمكّن يحيى من السباحة قرب الأذهان , وجوده أقرب من الماء إلى الروح ,
ووجده المنفعل البالغ علامات ترقيم الحيرة , صوره الفنية المبتكرة ,على غير الاعتيادي يحملها
يبعثر مكوناتها ثم يرتبها وفق إرادة ذائقته الراقية . تمكّنه من أدوات شعره جميعها شعريًا يجعله من الطراز الأول..
قلت أول ولوجي أن الشاعر من يتعلم الأوزان , فلا يرتبها على حساب الصور , ويجيء هذا على حساب إتقان ذاك..
إنما أجد في يحيى البحور في كفه , واللغة من ذَهبه , والصور من امتزاج الكواكب .
ولعلنا نرى له في كل بيت شمسًا لا تفوته ولا تنطفئ, إخاله لا يعبر إلا منيرًا كلّ حرف..
بيده للدهشة فانوس , يضيئه بفكرة جديدة , وترتب دقيق , ومشهد خلاب... ما رسمه راسم .


لا يَهجُر النّومَ إلاّ مَن لهُ وطنٌ
مِثلي يُفَتّــِشُ في عَينيــهِ عَن سِـــنَةِ


الشاعر في شغب الأرق وطول العذاب , يجترح آفاق جديدة بكل ابتكار , دون مبالغة تندد بقبول المعنى .
البيت الشعري عند يحيى هو توظيف حواس اللغة أجمع, والكون بزخرفة بلاغية , وفنية عالية
وبكل لمحات الضوء؛ لخلق كائن جديد يورق ما بعده وما بعده .... إلى آخر سلالات القصيدة .
حتى تظل إلى آخر براعمها غنية بالكلوروفيل.



إِني كَفَرتُ بِتَقبيلِ النُّقوشِ على
وَجْهِ الأَخادِيدِ والبِئرِ المُعَطَّلَةِ
طَويتُ صَفحةَ أَجدادي على أثَري
وجِئت أُعلِنُ قَبلَ البَدءِ بَسْملتي
مَوتى ...أضافوا تُراباً للـــترابِ ...ولي
أن أكتُبَ الآنَ مِن حبري ومِن لُغتي
لي أن أُغنّي بِلا نايٍ وأُخْرِجُ مِن
حَناجِرِ الحُزنِ أَقماطي ومُرضِعَتيِ
وأرتَمي في صُخورِ الجنّتين ندىً
يُعيد بالحُبِّ جَنّاتي ومَمَلكتي
والحُبُّ موتٌ شَــهِيٌ لَستُ أَشْــــبَعُهُ
إِذْ كَيفَ أَحــيا إِذا بالحُــبِّ لَم أَمُــتِ



فنار يغرز الأنا الإنسانة والشاعرة في مربد المجد , ويرتقي بها ألحانا جديدة تشق آذان السماء.


فهو يدرك قيمته وقدرته العطائية , ويشعر نحو الحياة بواجبه الثقيل , الخفيف على أدائه البارع.


شاعر تمكّنه أدوات روحه من تنفيذها العمل على واقع الشعر .. مخلدات فخر, ومنشآت حضارات الغد.


بانَت عُيوبُـكَ أيُّهـا الكَهـلُ
وانْفَضَّ عنكَ الصَّحبُ والأَهلُ
وتَبَرَّأَت مِنـك الذُّنـوبُ أيـامَن
كلُّ ذَنـبٍ دونَـهُ فَضـلُ
و جَفاكَ عَقلٌ كُنـتَ تَحمِلُـهُ-عُذراً-
أكانَ لصالحٍ عَقلُ؟!
هذا الذي مِن فَرْطِ ما اقتَرَفَت
كَفَّاهُ مِن جَهلٍ _ شَكا الجَهـلُ
لا لم يَعُد للجَهلِ مِـن سِمَـةٍ
إلاَّكَ _ أنتَ الكُنْـهُ والشَّكـلُ




إيمان الشاعر بفكرته هي وحدها من يمحور ذاته المتكلمة حول ما يؤمن , الشعور المقهور بالظلم , واللهث للمفقودات من حرية وتمكن ونزاهة تثبّت جذور الأبيات لدى الشاعر , حول معنى أعمق وأعمق , وأجدر بصورة راقية تكمل تفاصيل البيت ومن ثمّ القصيدة . كما جاء بـ "سقوط اضطراري"



وتستمر الحكم المهداة والمنطقيات المعطاة مع الاسترسال مغلّفة بين القوافي الحكيمة , تشفّ عن عقل وكياسة حكيم واسعة مداركه وراءها.


أتَـظُـنُّ أنَّ اللهَ أَوقَـفَـنـا
بيديكَ .. حتى يَكْبُرَ النَّجْـلُ !
أتظُنُّ أنَّ النَّحسَ حينَ رَمـى
بِكَ قالَ لا بَعـدٌ ولا قَبـلُ !
أتظُنُّ أنّـكَ كال(كليـمِ) إذا
غادَرتَ يَوماً أُلِّـهَ العِجْـلُ !
يا حَبَّذا ذا العِجلُ بَعـدَكَ إنْ
جاءَت إلينا مِثلَـكَ الرُّسْـلُ
يا حَبَّذا الشَّيطـانُ يَحْكُمُنـا
إن غِبتَ عنَّا وانتهـى القَتـلُ



احتفاء يحيى بجودة اختيار القافية , وعنايته بمغايرة درجة ملوحة بحره وفق المناسبة , يجعله يرتدّ بين أول حرف في الصدر إلى آخر حرف في العجز بسرعة فكرية , ومهارة كلامية , وصياغة شعرية , محافظًا وبشدّة على جودة العبارة.



صنعاءُ تَمسَحُ وَجهها
وتقولُ هااات
وتَعِزُّ مِن (صَبِرِ) العظيمِتَصيحُ
حَيَّ علىالثباتْ
والصَّوتُمِن عَدَنِ الحبيبةِ جاءَ
واتَّحَدَ الشتاتْ
والباقياتُ الكادِحاتُ
نَفَضنَ أَجفانَالسباتْ
الخوفُ مات ..
الذلّ مات ..
هذا زمانالكادحين
وعصرُتَرحيلِ الطغاةْ


وظهر في طقس جديد في " حيَّ على الحياة "حيث انفلت يحيى من قولبة القوافي وتحكمات الروي التي تعصّى على قوانينها فطوّعها بيمينه كما شاء.. ليكتب بالإيقاع الداخلي شعر التفعيلة , كما حافظ على وزن الكلمة وثقل المعنى في كل مكان لها, بلا حشو ولا زوائد تربك السطر الشعري , فنجح في البزوغ والسطوع الشعريّ مقفى وغير مقفى.


نالت قصائد يحيى حظها الأوفر من التعابير القرآنية , والقصص الدينية , واستطاع بحرفنة دقيقة صياغتها بما يتماشى والقصيد.. والكأس ينضح بما فيه , ويسكبه من بيئة ولادة بالإنسان المسلم الحافظ كتابه الحامل خلاقه واتسق ذلك في " العليّ الرجيم ":


ويا أُولي الألبابِ _ أهل النُّهى
لا تَنعِتُوني بالعُتُلِّ الزَّنيمْ
و سَبِّحوا باسمي أنا رَبُّكُم
لي هَلَّلَت (صَنعا) و صَلَّت (تَريمْ)
أنا الذي بالغازِ أمطَرتُكُم وبالرَّصاصاتِ التي في الصَّميمْ
أنا الذي بالماءِ نَجَّستُكُم
وقُلتُ ذُوقوا مِن عَذابي الأليم
وقَبلَها أحرَقتُ أحلامَكُم
بالعَيشِ حتى أَصبَحَت كالصَّريمْ
يا أيُّها الناسُ اتَّقُوا رَغبَتي بالحُكمِ ..
إنَّ الحُكمَ غُرمٌ غَريمْ



انبثق الشاعر من ندرة أهل الجيل , حاملا التراث في قلبه , والحداثة على كفه , فجمع بين هذا وذاك بتوازن جدير , ومعادلة باهرة , فكان بشعره سلسلة إبداع مترابطة تجمع بين الأجداد والأمجاد... وقصائده بين الأجيال قلاده... "لما طغى الماء":


ما لـي لِأَبلُـغَ مُنتهـاكَ حَليـفُ
ذَبُلَ الشِّراعُ و أُنهِـكَ التَّجديـفُ
وأنا أُقَلِّـبُ كالكفيـفِ خَرائطـي
من أين يأتي مـا يـرومُ كفيـفُ!
كَأسَينِ مِن وَجَعِ الخَريفِ سَقَيتَنـي
ماذا سَيُهـدي إن أتـاكَ خَريـفُ!
أنا عامرٌ بِالقَحطِ ، فَجري حالـكٌ
و خَرابُ يأسـي تالـدٌ وطَريـفُ
صَوتي إذا ناديتُ .. صَرخةُ أبكـمٍ
دَخَلَ الحيـاةَ وحَرفُـهُ مَقطـوفُ



ذهب بنا يحيى حاملا مأساة الوطن حلمًا , يودّ يزرع عينيه له فتنبت الأحلام , لنجني الحب والائتلاف , ولم يكن متفجّرًا بانتمائه الوطنيّ من لا فراغ .. فإن عدنا إلى سرّ انتمائه للوجيعة العربية نجده مستخلصا من داء الجرح , مبعوث من طهر الحزن والمساء..


الشاعر المتأثر بروح الشفق , والمقطور من خدش المغيب ألما وأرقا .. يبيت يشاكس الجرح بلا هوادة إلى مطلع الجرح الآخر ...


ومن المنطلق منه أن الحزن وحيُه الذي يكتب.. وبصريته التي تشعر .. ونزفه اللذيذ الذي عنه لا ينأى.. وها نراه قد حمل الداء والدواء في "الطبيب والشاعر" وكانت من أفخر قصائده:


أنا السَّهيرُ الـذي يُمسـي علـى ألَـمٍ
يُحصي النجومَ الدَّواجي ، وهوَ يَلتَمِـعُ
أُحِسُّ فـي داخلـي ضِيقـاً يُزاحِمُنـي
و أَمْتُراً مِن رصيـفِ العُمـر تُقتَطَـعُ
أُحِـسُّ بالليـلِ مِثلـي يَلتـوي ألـمـا
و يَنحَني للحَزانى ، أنْ خُذوا و دَعُـوا
أُحِسُّ في داخلـي مَوتـاً يُحَـرِّكُ فـي
صدري جَناحاً ويَنـوي .. ثُـمَّ يَمتنِـع
و أَحرُفـاً تَتشضّـى كُلمـا اجتَمَعَـت
لِجُملـةٍ .. و أنينـي حِيـنَ تَجتَـمِـعُ
أُحِـسُّ بـي و كأنـي عالـقٌ بِفَـمـي
و أنَّ حَلقـيَ حَـبـلٌ كــادَ يَنقَـطِـعُ
أُحِسُّ أرضاً سِوى ذِي الأرض تَسحَبُني
وعالَمـاً غيـرَ هـذا فِـيَّ يُخـتَـرَعُ
أُحِسُّ بالشِّعر يَحبو فـي دَمـي وعلـى
صَدري و وَجهي ، ومِن عَينيَّ يَرتِضِعُ
حَسبي مِن الـدَّاءِ أنِّـي شاعـرٌ قَلِـقٌ
و أَنّـهُ إنْ تَـضِـق دُنـيـايَ يَتَّـسِـعُ



من البيّن أن الانحياز للضياع والموت والغروب القاتل يحفز الشعر على الخلق والابتكار ..
ومن جسد الحرقة يضرم الجمال , والهذيان لغة فيه..
وهذا ما وضعته " البرزخ" قصيدته المحتالة على الوجع ..
فكان من فوّهة الاحتراق:


يا مُثْقِلَ الأرضِ بالأوطان .. لي وَطنٌ
مابَيـنَ نَحـري وصَـدري صَخـرُهُ نَبَتَـا
مــازالَ كَـهـلاً بِــهِ حُـزنـي وأُغنِـيَـتـي
ولَـم أَزَل رَغـمَ مَوتـي مَرَّتَيـنِ .. فَتـى
مـازال يَـسـألُ عَــن عُـمـري وأَسـأَلُـهُ
أيُسأَلُ المَـوت مِـن أَيِّ الجِهـاتِ أَتـى!
جِسـرٌ أَنـا بَيـن مَوتـي والحَيـاة .. أَلا
لَيـتَ الـذي سَـالَ وَجهـي حَولَـهُ ثَبَـتَـا



مسيرة شعر وكوكبة انفراد , يقودها بعصوينه / فكره وقلبه .. دون محيد عن خطّ الروعة , أو حتى الثبوت على خطوة الرقيّ , فكلّ خطوة من شعر الحمادي أميال سباق , والاتكاء على الوعي المتنامي لديه أصل.

أضاف ويضيف , وسوف يفعل , قبسًا على قبس , وعالم بريادة الاختلاف.. ثورة اللغة هنا والخصب منشأ ومنبت ومنهل ..

الشعر اليقظ " يحيى " فأبصروه.

....



...


كنتُ قد سمعتُ هذا الرقم قبلا , يدندن في جداول الضرب / الشعر العِذاب .. بـ موسيقى الأرقام , وتكون الستة وتره المتصاعد ..

" ست وثلاثون " بيتا من ذهب .. مشغولة بإبرة " كانفا " مدببة الرأس/ الذكاء , تمخر في الورق ؛ فنغرق!!


ويح الجمال هنا يا خالد .. ما بين كرّ وفرّ .. وَدَعْتنا نحن نؤنس قلق الهوى .. وننحدر مع احتدام الجمال .. ولا نخرج إلا بغنائم الروح , فنثاقل للإعادة .. وما ضيرنا ونحن المنتصرون !!
***

يا بِئْرُ جِئْتُكِ مَغْموماً وَظمْآنا
عانى الْفُؤادُ مَعَ الأحْبابِ ما عانى


افتتاح جذّاب بمناجاة مبحوحة الحزن , تطلق ما فيها من غمّ وظمأ.. وأنت على فوّهة البئر تقطن ..
وجاءت لفظة البئر موفقة وأكثر , لما تحويه من عذب الماء , والإيحاء في لجتها , بمن يحفظ السرّ .. وإلا لم تأتها كصديقة أو حبيبة أو مغدقة , أو .....
فجعلتَ تفضي على قلبها كيف الحرمان , وفي فمها عطاء الرّي .

***

الْخَوْفُ يَفْتَرِسُ الأحْلامَ يشْنُقُها
وَالدّمْعُ يَفْتَرِشُ الأحْداقَ ديوانا


جناس رائع بين " يفترش " ويفترس " , أشارت إليه أذني قبل التطرق لمعنى البيت رؤية وتبيانا..
لكني أعلم أنك مازلت تجلس بالعذل تروي للبئر ما منه لم ترتوِ..
الخوف يفترس الأحلام , وهي صورة رائعة.. أطفأتها كلمة يشنقها في رأيي يا شاعر ..
فالمفترس لا يشنق برأيي.. وإن كان أول ما ينقض على فريسته ياكلها من رقبتها ..
ولكن أظن أن اللفظة في حد ذاتها لا تروى في مشهد افتراس :
أما عن الأخيرة .. فتلك صورة ورب جيلان افترشت حدقي شاهقة , أكبرُتها !!
وعجبتُ لجمالها , كيف اقترف خوفك وغمك وظمؤك في ليله ورعبه هذا الجمال !
" وَالدّمْعُ يَفْتَرِشُ الأحْداقَ ديوانا " أعجبتني جدا .. سأهيم بها أبدا ..!

***

نَسَجْتُ مِنْ قَصَبِِ الْهِجْرانِ أُغْنيتي
هذا قَميصُ قَصيدي فاحَ أشْجانا
ولولا الحزن ما خُلّق الشعر , ومنه يستوي , ومنه ينفجر ومن شجو النايات .

أنشدته .. ولبسته .. / أغنية وشعرًا / وقميصًا / وحالة ...
وتلك إشارة للقصة القرآنية , لما وجد يعقوب من قميص يوسف - عليهما السلام – ريحَه..
ومنها / منه وجدناكَ يا خالد ,,
***


لَقدْ شَرِبْتُ مِنَ الأنْهارِ أعْذَبَها
كَم ِ ارْتَوَيْتُ وَظَلَّ الْقلْبُ عَطْشانا !


وربّ.. ما لم تذق منها حلاوتها كيفما شربت !
فاء الروح لا يرويه زلال النهار التي ما تمنعت مثل بئرك الأولى !
***



ماذا سَأشْربُ وَالآبارُ خاوِيَةٌ ؟
رَمَيْتُ دَلْوي فَفاضَ الدّلْوُ أحْزانا

على ما يبدو أن شاعرنا متشبث بالأمل , فما زال يلقي دلوه لرمق الحياة ..
ولم تخذله بئره أبدا .. فإنها لم تكن خاوية فحسب , بل كانت ملأى بالأحزان المتضاعفة..
لتزيد تلال نكده مرة فوق مرة .. يا لقدرناااا !!

***


الرّوحُ تَغْطِسُ بِالأَتْراح ِ مُثْقَلَةً
كَأَنَّ في الْبِئْرِ لِلأَفْراح ِ أَكْفانا


إذًا كان دلوُك روحَك ! .. تلك التي ألقيتَها في لجج الأحزان , واتفقنا سلفا على كونها مليئة ليست خاوية , وها هي " تغطس " تشد من أزر البيت والموقف والمعنى , وتبايع الحزن الأعظم ! موحية بوسع قطر البئر وعظمة ما تحوي من الترح , حتى يكاد / دلوك / روحك .. تغطس وتغطش وتغطّ في همها !
ولن أسهب حول عجز البيت ... فقد كفن قولي !

***


يا بِئْرَ سِرّي أتاكِ الْحَرْفُ مُنْدَفِعاً
فَبَلِّلي فَمَهُ شَوْقاً وَوِجْدانا !

وهذا البيت يؤكد ما أشرت إليه مسبقا في بادئ الأمر , إلى إيحاء كلمة بئر ..
- يبدو أنني كنتُ متضامنة مع الشاعر قلبًا و..... " بئرًا "..,


وذاك هو / أنا / نتأمل السند والرفق بأي طريق كانت .. وإن كانت ستبلل فمنا شوقا على شوق .. أو وجدًا على وجد.
يا بِئْرَ شِعْري رَمَيْتُ الدّلْوَ في أَمَل ٍ
أَنْ تَمْلَئي قَلَمي ناراً وَبُرْكانا


....................... , أو تشعل الحرف بالقلم في الشعر نارًا وتفجر بركان الحس به ,,,


***


أَغْرَقْتُ في لَيْلِكِ الْمُمْتَدِّ مِحْبَرَتي
فََكَحِّلي لُغَتي شِعْراً وأَوْزانا

وما زلتَ ترجو وتأمل , ذاك البلل , فلجأت لسواد الليل يغرق مدادك بالمحبرة ..
لأشياء ذاك البركان العظيم , وأغراض النار الوجدية .. ومن ذاك الأسود / الليل ..
ترتجي لتمنح لغتك / شعرك / حبرك / وزنك / ما ترجو ..


ولنعم المُسبب والنتيجة يا خالد ,,,,

***


هَلْ هَلَّ بَدْري وَعِقْدُ النّجْم ِ طَوّقَهُ
أَم ِ اسْتَراحَ هُنا الْمَحْبوبُ .. أَوْ بانا ؟

ومن تطواف الليل , يستخبر الهائم / الشاعر منتقلا من محبرته إلى كحل لغته , إلى سماء ليله الحامل البدر والنجوم يسأله عن محبوبه إن مرّ أو جاء أو لاح حتى..,
***


يُلألئُ الْمَوْجُ في عَيْنَيَّ نَعْسانا
كوني لَهُ حُلُماً .. بَحْراً وَشُطْآنا
أوووف لهكذا نوم يرتاح بعينك ولا يجيء وكأنه يجيء , فتستلطف حلما تبحر به وترسو عليه أو يرسو عليه نومك وراحك ,,



وَكَيْفَ أغْفو وَأصْحو وَهْوَ يَسْكُنُني
كالْوَرْدِ يَجْرَحُهُ شَوْكُ الّذي خانا ؟

فكأنك الصاحي السكير ... بين هذا وذاك يؤرجحك شوك / شوق .. الورد / الحب ..
لك الله !
**

ما زالَ يَلْسَعُني ذاكَ الْعَبيرُ لَهُ
يَلْتَفُّ حَوْلَ يَدي شالاً وَثُعْبانا

وكأنه أرجأتَ للعبير خاصة ليست من خواص , ووهبتنا لمسه بدلا عن شمّه ..

وما كان من لمسه إلا لسعًا .. كيفما التف حول يديك شاله ثعبانا...
والذي أحببته أن تقول " شالا كثعبان " لتكون رجاحة الصورة للمتصور أعلى ونقائها أعلى وأعلى .. وربما قساوة القافية ألجأتك لهذا وأرجأتك , وربمااا لالا ,,


ما كُنْتُ أعْرِفُ أَنَّ الْقَلْبَ مِنْ حَجَر ٍ
أَنَّ الأحِبَّةَ قَدْ يَقْسونَ أحْيانا


مرة يخون الجارح بالورد شوكا , ومرة صنعتَ له قلبا من حجر ..
ولكنه لم تمنح وصفك له السرمدية في العجز كما الصدر أوحى .. فظني بالشطر الثاني أوهن قوة صورة حجر صلد , أخبرت عنه بقسوته " أحيانا "
***
وَلَوْ هَوَتْ نَجْمَةٌ مِنْ عَيْنِ عاشِقَةٍ
فَوْقَ الرُّكام ِ لَصاحَ الدّيكُ فَرْحانا

وكانت هي متمة ليلتك قبل أوانها , ومصبحة وهجك بنجماتها , ومغرقة ليلك بصبح عشقها ..
وإن أمسيت ركامًا ... لك الفجر يا عاشق ,,

***
لَوْ كُنْتُ أعْلَمُ ما أصْبَحْتُ أعْرِفُهُ
لَما دَخَلْتُ إلى الأحْبابِ بُسْتانا


ومن جديد تصحو على خيبة , ترافق خيبة الانطفاء والذبول .. ولكنه قدرك مُدخلك .. فلا تبتئس للحزن الجميل !
***

كَم ِ انْتَظَرْتُ وَنارُ الشَّوْق ِ تُشْعِلُني
ذابَ الْحَديدُ وَصَدْرُ الْوَرْدِ ما لانا

ملهبتك تتركك تذوب على حرّ الغياب , في تنور العاطفة .. تتأجج فيتأجج الشعر والقول ...
بيت رائع .. لولا كلمة " صدر " التي أفحمت عليّ بسمتي تُجاه البيت , هلا اعتملت للورد لفظة ملائمة أشد رقة , لإظهار المفارقة القوية بين ذوب الحديد الذي لا يتأتى إلا عند درجة حرارية مرتفعة جدا ... وبين رقة الورد المفترض ذوبانها خجلا تبعا لتوصيف الحالة !

***

وَكَمْ تَمادى الصّدى في نَسْج ِ ذاكِرَتي
وَتاهَ صَوْتي وَصارَ الصّمْتُ عُنْوانا

وَما شَكَوْتُ وَما أَكْثَرْتُ أسْئِلَتي
خَيْرُ الْجَوابِ إِذا ما كانَ مِيزانا
سَفينَةُ الْحُبِّ بَيْنَ الْمَوْج ِ ما غَرِقَتْ
لَوِ الْهَوى ظَلَّ لِلْعُشّاق ِ قُبْطانا
أبيات تعتمل الحكمة في مضيّها , على حسها العالي الراقي العاطفة علاوة ,
كذاك الأخير الذي قال :

لَوِ الْهَوى ظَلَّ لِلْعُشّاق ِ قُبْطانا

وإن اعتمدت " لو " الشرطية لإيضاح المعنى وإيصال الفكرة وتدعيم الحكمة , لتقدم جواب شرطها على فعله في النصف الأول من كوخك / بيتك الحكيم ,
أحسنتَ خالد !

***


كَمْ قُلْتُ: يا لَيْتَ ما كانَ الّذي كانا
وَعُدْتُ قُلْتُ: جَميلاً سِحْرُهُ كانا


للمرة الثانية تسجع في منتصف القصيدة , ربما لم ترقني الدفقة الموسيقية الزائدة المتخللة الأبيات .. فلا ينقص جمالك جمالا .. ولكنها أذني الصماء على كل حال عن طرب زائد : )
,, وتلك حالة العاشق , كـ حال المؤمن – في التشبيه – أمره كله له خير ,
: ) في السراء يجنح للضجر ولكنه لاسيما يعود مرتددا عن فعله بفعل السحر والتخدير ,,


***

ما زالَ بُلْبُلُهُ يَشْدو وَيُطْرِبُني
يَكْسو الْمَدى فَرَحاً وَالْلَيْلَ ألْوانا


تلك ألوان الليل إذا حين تذكر ^_^ , قد رأيته قبلا بأطيافه ,,, غبي من يقول الليل أسود ..
لعمر العشق إنه تبع الروح والحدق , ويحك يا شاعر إذ ناغمتني وحلمي : )

***


لَمْ أنْسَ نَسْمَتَهُ.. عَيْنَيْهِ.. بَسْمَتَهُ
سُبْحانَ مَنْ رَسَمَ الْفَتّانَ سُبْحانا

مَا اهْتَزَّ لي وَتَرٌ إلا لِريشَتِهِ
تَرَدُّدي ثِقَةٌ.. ما كانَ إذْعانا

وحقك نعلم , قبل أن تخبرنا ..
ستظل الأمداء كلها تريكها .. والكفوف تجمع إشارة عليها ..


***

ما بَيْنَ كَرٍّ وَ فَرٍّ وَالْهَوى قَلِقٌ
يَنْسابُ في الْبَحْرِ نَهْرُ الْحُبِّ ألْحانا


وكان التردد يعتلي قمم البوح والروح ويركب الموجات اللاشعورية ,
تتذبذب كلما ألقيت فيها الذكرى والتذكر ,
وحق للجملة الشعرية العنوان الذي جمع درر المعنى في جوفه وعرضه!
***


أَنا وَأَنْتَ وَجِنُّ الْحُبِّ يُؤْنِسُنا
في نارِ جَنَّتِهِ لا إِنْسَ إلّانا


تطابق جميل يبزر الأجمل بين "نار وجنة" , و"إنس وجنّ" , و"لا" و " إلانا " .
امتطيت بناءه بصهوة فارس شاعر مكين , فنعماك يا شعر !
***



نَبْكي وَنَضْحَكُ في آفاقِ دَهْشَتِنا
مِثْلَ الْفراشاتِ ضَوْءُ الشّمْسِ أَعْمانا


ومتابع لتلك المفارقات الشعرية الرائعة تسهب بهذا البديع , بين " الضحك والبكاء " وضوء الشمس والعمى " , ولكن ... هل الفراشات تعمى لضوء الشمس ؟ أم تلك الخفافسش ..
إن كانت حقيقة علمية , سأزيدها لي :


***

أَصونُ سِرَّكَ بَيْنَ الْغَيْم ِ أَحْفَظُهُ
لَمْ يُحْسِنِ الْبَرْقُ في عَيْنَيَّ كِتْمانا

من أين لك بهذا ؟؟؟؟!! هاااا لتخبر الغيم أو البرق الفاضح عنه إن شئت , كالحب الذي لاح في عينيك ... ما أروعه !!

***


إنْ كانَ قَلْبُكَ بَحْراً سَوْفَ أعْبُرُهُ
لَوْ كانَ صَخْراً نَحَتُّ الصّدْرَ مَرْجانا

لماذا إن .. ثم لو ؟؟ إن كان ثمة فائدة داعمة تضفي وتضيف .. فـلها ولك , ولتخبرني عنها ..
لكن البيت " يتفوّق " بامتياز التأثير والتركيز والإضافة ,,,, : )


***

أَلَمْ تَقُلْ لي بِأَنَّ الْحُبَّ مِنْ ذَهَبٍ
إِذَنْ لِماذا هَوانا يَصْدَأُ الْآنا ؟

كصدأ القلوب .. جلوه الزلفى والتواصل عن الهوى , والصدق الممتد..
رككت " إذن " تلك كمفتتح للاستفهام الحزين الاستنكاري جملة الشطر ,,

***

نِصْفُ الْحَقيقَةِ لَمْ يُنْصِفْ مُعَذَّبَةً
إنْ كانَ كُلُّ الْكَلام ِ الْعَذْبِ بُهْتانا


وربك يا خالد , آسر هذا وأخيذ بموقفه , صدق الشعر بين يديك :


***

إنْ كُنْتَ مُرْتَبِكاً حَتّى تُعَلّلَهُ
فَالْحُبُّ حُبٌّ وَلا يَحْتاجُ بُرْهانا

هل ثمّ تضاد ضخم بكل حدوده بين ترددك وترددها ؟؟
ما كان ترددك إذعانا , بل كان ثقة ,,,, ولكن ترددها كان ريبا في الحب , واختلاجا بشك وظن , وسبرا لتبرير !!
***

لا يَطْلُبُ الْوَرْدُ عَطْفاً مِنْ فَراشَتِهِ
بَيْنَ الْحَبيبَيْنِ لَيْسَ الْحُبُّ إحْسانا

***
وَالنّاسُ تَعْشَقُ هذا مِنْ طَبيعَتِهِمْ
فَالْمَرْءُ لَوْلا الْهَوى ما كانَ إنْسانا

يا طائرَ الْحُبِّ حَلِّقْ في الْمَدى فَرِحاً !
فَأنْتَ حُرٌّ وإنّي لَسْتُ سَجّانا
إنْ كُنْتَ تَرْحَلُ فَالذّكْرى مُعَطّرَةٌ
وَلَوْ رَجَعْتَ كَسَوْتَ الْجِذْعَ أغْصانا


شاعرنا القدير المقتدر خالد الشوملي , أوحيت لنا بليلة عاصفة من القول وجفن ممتلئ بالدهشة , ووقت رفيع بالشعر ،،،،
كنت من ماء ... لتقل , كنت من عسجد لنقل ...
لكنه الأكيد أنك تركتَ الشعر يقول .... وعنا قال ..
بالصور السمائية والألفاظ المنتقاة , ولبنات المرمر التي وزعتها بين هنا وهناك ,
كنتَ الشاعر المحب العاشق الحكيم القرآني الحدثاوي ... الرائع
شكرًا تملأ ذاك الجدول – ليس الضرب : ) – وإنما الروح

تحياتي أخي المفضال ولتعذر أختك عما فيه قصرت , فاجتهاد حدسها المصاب

لعل الوقت يشفع على علة

وهج امتنان







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط