الطفل والقلم

[منير مسعودي]

طفل واقف أمام بائع، بسوق أسبوعي. انحنى الطفل يبحث في مجموعة من الأقلام المستعملة، فجأة، أخرج من جيبه درهما.
قلت: "ربما وجد قلما صالحا للكتابة!"
اقتربت منه وسألته:
بني! هل هذا القلم الذي اخترته صالح للكتابة!؟
بنزق, أخذ ورقة ملفوفة من الأرض، وخربش، لم يخرج الحبر من القلم!
طلبت من البائع، إرجاع النقود للطفل، فأهديته قلمي الذي اشتريته بالأمس فقط، بعد أن خططت لشرائه شهرا كاملا.
منذ صغري وأنا أعشق الأقلام الفريدة، وأكره حفظ الأشعار المقررة في المناهج الدراسية والمقررات ...فسبب عشقي، ثم بعدها إدماني قراءة الكتب هو كتاب! الكتاب كان بدون عنوان، حاولت أن أجد اسم الكاتب، أو حتى عنوان الكتاب، فلم أستطع. شرعت في القراءة، رغم أني لم أكن أدري هل بدأت هذا الكتاب من الربع الأول أو الثاني... قرأت محتواه دفعة واحدة، لم أتوقف حتى أكملته، فذهلت: يا للروعة، لقد أتممت قراءة الكتاب، أو شبه كتاب باعتبار حجمه!.
نظر الطفل إلي بانشراح، وقد استحالت ملامحه بستان فرح: شكرا عمي! أراد تقبيل يدي، فقلت معاذ الله، هو ملكك الآن.
دخلت منزلي فانقض علي ابني، تشابكنا، ربح هذه الجولة فجأة، نودينا إلى مائدة الطعام أشاهد برنامجا حواريا موضوعه: عزوف الشباب عن القراءة...نتناول طعامنا، وأستمع إلى القصاصين، والدكاترة، والأكاديميين...فجأة ضحكت، فاستغربت أسرتي ضحكي من دون سبب، سألني ابني ما الذي أضحكك؟
أجبته بسؤال: لم نأكل؟ قال: أخبرنا الأستاذ أن التغذية المتوازنة والخالية من السكريات، والمشروبات الغازية، والمقليات...ضرورية لنمو الجسم...
قاطعته وكذلك القراءة. فابتلاعك، وهضمك للكتب الخالية من السكريات وو...تكسبك حكمة، ولسانا عربيا فصيحا.
أتجول بين أروقة معرض الكتاب، بالقرب من مكان عملي، فوجدت كتبا كثيرة، وجدتها كعارضات أزياء، وكأن القراء يبحثون عن غلاف رشيق، أنيق، يتناسق وأرستقراطيتهم، ولون ملابسهن، فيزدادون جمالا بحمله، أو حتى قراءته في الأماكن العامة....
بحماسة، أخبرني ابني أنه يريد أن يصبح صانع كتب، نظرت إلى عيني ابني وأخبرته بأسف، وحسرة: هناك فرق شاسع بين أن يكتبك النص، وبين أن تكتبه، كالفرق بين الحياة والموت،...طبعا ابني الصغير جدا، لن يفهم كلمتي، لكني شعرت بنوع من الراحة، على الأقل ابني سيكون مشروع قراءة!.
أخيرا، الشبكة العنكبوتية مدت لي يد العون فوجدت صاحب الكتاب الذي حرضني على القراءة! للأسف كذلك علمت من نفس المصدر أنه، أي الكاتب المؤهل للتحريض على القراءة محكوم عليه بالسجن المؤبد!

[قصي المحمود]

نص يحمل جملة حكم، وجمع النص بين القصة السردية والمقال في خطاب مباشر
جميل أن لا تحدنا الاجناس الأدبية ما دامت في طور التكوين ونستطيع أن نصل
من خلالها برسالتنا
لقد وفقت في ايصال هدف النص بسلاسة رائعة
تحياتي لكم وتقديري

[منير مسعودي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصي المحمود

نص يحمل جملة حكم، وجمع النص بين القصة السردية والمقال في خطاب مباشر
جميل أن لا تحدنا الاجناس الأدبية ما دامت في طور التكوين ونستطيع أن نصل
من خلالها برسالتنا
لقد وفقت في ايصال هدف النص بسلاسة رائعة
تحياتي لكم وتقديري

شكرا أستاذي الفاضل قصي المحمود على قراءتك العميقة لهذا النص، وعلى تحليلك الدقيق الذي أفادني كثيرا،
وسيفيدني مستقبلا

محبتي

[زياد السعودي]

سلام الله
سيدي
نتمنى عليكم مراعاة المباعدة (3 أيام ) بين عمليات النشر

كل الاحترام

[جمال عمران]

سلام الله
هنا مجموعة قصص.. فكل فقرة هى قصة قائمة بذاتها.

[منير مسعودي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

سلام الله
سيدي
نتمنى عليكم مراعاة المباعدة (3 أيام ) بين عمليات النشر

كل الاحترام

حاضر أستاذي،
مودتي

[منير مسعودي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران

سلام الله
هنا مجموعة قصص.. فكل فقرة هى قصة قائمة بذاتها.

مرحبا صديقي جمال، شكرا على حضورك، سررت بقراءتك

مودتي

[بسباس عبدالرزاق]

الفكرة كان بالإمكان تقديمها أفضل لو تم الاعتناء باللغة، هناك مفاصل في النص نحسك قفزت دون إتمام لما سبق ومباشرة نحو فكرة أخرى أو حدث آخر، هذا ما أعيبه على النص
بمعنى أستاذي الفكرة جيدة وكذلك قدرتك على التغلغل والاتيان بأحداث بسيطة وتنميقها بشكل يشعرنا بالشغف لما هو قادم

لذلك أنتظر منك أستاذي أن تعود لنصك وان تهتم بترابطه وربما هنا أحرضك أن تطيل في حجمه أكثر حتى تمنح أبطالك فضاء للتحرك بسلاسة وهذا يجعلك قادرا على بناء نص خارق

وفي الختام اقول أن فكرة النص جيدة ورسالته نبيلة
تقديري

[منير مسعودي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بسباس عبدالرزاق

الفكرة كان بالإمكان تقديمها أفضل لو تم الاعتناء باللغة، هناك مفاصل في النص نحسك قفزت دون إتمام لما سبق ومباشرة نحو فكرة أخرى أو حدث آخر، هذا ما أعيبه على النص
بمعنى أستاذي الفكرة جيدة وكذلك قدرتك على التغلغل والاتيان بأحداث بسيطة وتنميقها بشكل يشعرنا بالشغف لما هو قادم

لذلك أنتظر منك أستاذي أن تعود لنصك وان تهتم بترابطه وربما هنا أحرضك أن تطيل في حجمه أكثر حتى تمنح أبطالك فضاء للتحرك بسلاسة وهذا يجعلك قادرا على بناء نص خارق

وفي الختام اقول أن فكرة النص جيدة ورسالته نبيلة
تقديري

سررت كثيرا بملاحظاتك القيمة أستاذي الفاضل بسباس عبد الرزاق، أعدك أني سأعيد كتابة هذا النص تحت مجهر قراءتك.

محبتي