|
⊱ تَحْتَ ظِـــلِّ النَّبْض ⊰ >>>> >>>> فنون النثر الابداعي ( نثر،خاطرة، رسائل أدبية) |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-06-2018, 05:54 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
لم أرحل إلا بعد أن أتلفتُ أشكال الصبر المتنوعة، ذات حديث طويل أفترقنا على محمل الكلام المنمق الا إنا كسرنا أرواحنا تبادلناها خناجرًا، ظاهرًا نبدو متكاملين، لم يسألني أحدًا عن نثري الأخير لمَ حزين، و لم يكترث الأخرون لغياب كان كل الحضور لك.
كيف لنا أن نغش اللغة و لا نقول ما يجب أن نقول، نزرع بستان الحقد من أشعار الندم و كتابات الرجال مجهولي الهوية من تقتبس أقوالهم، أصحاب الأمثال التي شاعت كونها سهلة الحفظ. ترى هل سنفتح كفوفنا لمصافحات جديدة، ثمة الكثير من عبارات السلام التي لم نقلها لبعضنا، لقاءات فقيرة ما كانت ستغني أناس كـ نحن يرسمون المستقبل بالألوان متناسين التخطيط، خطوطنا العريضة لم تكن سوى عناوين تتقبل تعدد الاحتمالات و يبدو سقوطنا في الاحتمال الخطأ اختيارنا على كل حال، (خطأ) من يجزم لعل غيابنا و فراقنا و هجرنا مساحة تكفي لنروي قصصًا كثيرة نثري بها ذائقة من لا يقرأون، الصديق و الجار، من يتغذون على القصص غير المكتملة التي تحمل اتهامات أكثر بكثير من الاعذار. أنت استقرار غير مضمون تأكل اللغة و تتركني علامات فتح و ضم لا يفهمها أحد، ما بعد السطور تقع الحقائق التي اراها واضحة بينما لا يمكنني أن أنقل أخبارها و التغيرات التي طرأتْ، متمسكة بقوة كي أربط جذوري بالأرض الا إن شيئًا في الروح يتعفن تلك الروح التي عرفت السماء اولًا. القصص القديمة تعجن العبرة بتفاصيل عديدة، لا يمكنك وقتها إلا أن تأخذها كاملة جاهزة، أي منها لم يأتي على مقاس الأماني بدأت بجمع قصتين فأخرج بثالثة جديدة لا يعترف بشرعيتها أحد! كبلتَ يدي و أحتفظت بصوتي في مخيلتك الواسعة إلا إن الصدى نخر في ذاكرتك القبلية ما لم تكن تقوى عليه، حررتني منك بصفع الأيام! لم أكن معطى في هذه المعادلة بل ناتج مجهول، و آه كم تخشى المجاهيل، كالوحوش بالنسبة لك يفتكون بالمعرفة المحدودة التي تضمها إليك كل ليلة، تنام قرير العين ظانًا إن الجميع ظَلمة و خطواتك محكوم عليها قبل الولادة، و قلبك ملك العشيرة و أما أنت لست بـ أنت مادمت تبحث عن الرضا العام. قصتنا دفاتر قديمة مطوية، تفاصيل ستحركنا بحذر نحو الأخرين، ستبحث عن ماضيهم و قصصهم بدقة ربما ستميل لمن لا أحداث لهم كي تخط ايامًا مضمونة بنتائج مرجوة، و سنتلقي بعد أن أخلط تاريخي بتواريخ عديدة في المقاهي التي يرتادها قارئ لم يجرب الكتابة و في الساحات الواسعة حيث الأشخاص يقفون فرادا بانتظار من يلقي التحية و لا أحد يفعل! سأهدي لك سلاما مضطربًا يشبهني و أنا أحدق في الشجرة القديمة حيث أنت تراها خضراء و أتصورها ملونة، صوبنا نظرنا نحو المجاميع ذاتها إلا إنك أكثرت من الحديث عنهم و نسيت إننا سواسية في القهر و الخوف و الأمل. نؤمن بالمساواة عندما تكثر الخطايا و نبحث عن من يشاركنا الشعور بالندم و الرغبة في التغيير، الا إننا مميزون بترتيب الاحداث و تواتر الظروف، و هكذا يموت أحدهم بحادث سرقة و يصبح الأخر مديرًا، تعلمتُ الكتابة كي أتحدث عن الأخرين من منصة و على أبعاد متساوية، نقص في المعرفة جعلني متطرفة لمن لهم صوت و لا أحد يسمعهم، لأمثالي الواقعين في منتصف الاشياء حيث التوازن لا يجعل منك شخصًا سويًا بل شخصين، شخص مني أحب طبيعتك الهادئة أن تبدو طبيعيًا و تنتمي لهذا العالم، الغربة قبح، الا إن شخصي الموهوب أجتمع بنا في مسرحية ثلاثية و قتلكما مدعيًا إنها نهاية واقعية، أن تكون مسؤلًا عن دمائك و تقضي عمرك تقتص من ذاتك، أنه نوع من العدالة، العدالة التي ستحافظ عليك كما أنت قبل أن تدخل الحرب، بعد الحرب لا تعود كما أنت بل أنت مشتاق لسابقك، اذا لماذا العناء؟ لماذا كل هذه التضحية؟ شيء أكبر من الأمان يدفعك للمجازفة، حرب قصيرة حتى الموت تستحق العناء.
|
||||
20-06-2018, 01:34 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
رغد نصيف : (أن نصنع من الحروف طائرات ورقية تحلق بالقارئ.. هل من متعة أكبر!)
نرحب بكم بيننا ونتمنى لكم تحليقا يليق ولنا عودة لنصكم ود |
||||
20-06-2018, 02:04 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
شيء أكبر من الأمان يدفعك للمجازفة،
حرب قصيرة حتى الموت تستحق العناء. وشيء أكبر من الوجع ما أنتج هذا النص الوفي الضاج بالكثير من الوجع النابع من ثورة مستحقة ناقدا الواقع بجرأة وصدق وإيمان بالقضية المتناولة من خلال معايشة الحدث والإحساس المتماهي معه نص جميل أسلوباً ولغة وفلسفة بورك المداد ودام الإبداع الوارفة رغد تحياتي وكل عام وأنتِ بخير ...... بعض الهنات تخللت النص أرجو مراجعتها مع تقديري |
|||
20-06-2018, 02:06 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
ترحيباً بعودة الناصة أ. رغد نصيف وبنصها الجميل
تثبيت |
|||
20-06-2018, 06:04 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
نص فلسفي بامتياز النص تنقل بين الحوارية والذاتية بتأطير رائع وغطاء سردي شاعري ممتع تحياتي للأديبة المبدعة أ.رغد نصيف مع فائق تقديري |
||||
22-06-2018, 11:14 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
اقتباس:
شكرًا على الترحيب
|
|||||
22-06-2018, 11:15 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
اقتباس:
سَعدتُ بقرائتكِ التي أخذتْ النص من جوانب عديدة ما أنتج النص زخم من كل شيء كل عام و أنتِ بخير
|
|||||
22-06-2018, 11:18 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
اقتباس:
كل الودّ
|
|||||
22-06-2018, 11:20 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
اقتباس:
قصي المحمود شكرًا لك على القراءة السليمة كل التقدير
|
|||||
13-07-2018, 08:01 AM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
تستهويني مناوراتك
مزيج فذ بين السرد والنثر الفكرة تقال ونقيضها المشاعر خليط متوجس تتخيل الكثير داخل اللحظة تشعر بالانتماء ورغبة الهروب تتطاول كبرا ثم تستيقظ بلا حلم شكرا لحرفك لرغد القديرة كل التحية |
|||
16-07-2018, 03:46 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
بوح جميل يستوقف
وسرد ماتع اجبرنا على التحليق معه بكل مشاعرنا ما اجمل قلمك اللؤلؤي المعتق بالجمال شاعرتنا المبدعة ننتظر عودتك لفينيقك من جديد لتثري بجمال وعذوبة حرفك الروح والذائقة محبتي والورد
|
||||
09-08-2018, 03:48 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: اتهامات أكثر بكثير من الاعذار
بوح مميز ،يركب صهيل اللغة ويفجر جمالياتها..
شكرا الراقية رغد |
|||
|
|
|