من أنت يا حبيبتي؟!! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ ذاكرة⊰

⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-08-2016, 05:49 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسن قرى
عضو أكاديميّة الفينيق
المغرب
Post من أنت يا حبيبتي؟!!

من أنت يا حبيبتي؟!!
وجدتك تائهة بين أمواج المتوسط، ورمال الشمال. يقذفك القدر إلى شاطئ حياتي المهجور. أفحص وجهك الذي عفرته الرمال، وأزيل عن شعرك الطحالب وأعشاب البحر، هل أصبحت وليمة لها؟!! هل أنت من عانقها، أم هي التي تجرأت على العبث بجسدك الرشيق هذا؟!! في كل الأحوال، أنا وجدتك، أم أنت من وجدني؟!! الأسئلة الحارقة لا تكف عن التناسل، وتأبى الاستسلام لقدرية الأشياء.. لعبثية الصدف.. لمزحة الحياة.
احتضنتك وأنت في عالمك الآخر، نظرت يمينا ويسارا أبحث عمن يزيل حيرتي، ويبدد خوفي. لم أجد سوى صفير الريح، وهدير الأمواج، ونعيق النوارس. وضعت فمي على فمك واستغرقنا في قبلة طويلة، تنقل قبسا من روحي الى جسمك الذي توقف عن التنفس. اعتصرت جسدك، ضغطت بما أملك من قوة على صدرك، وتحسست نبضك. كان واهنا، أو هكذا تهيأ لي. غمرني شلال دافئ انطلق فجأة من فمك، اغتسلت بروحك ونفسَك، غمرت روحي أنفاسك. فانطلقت أعدو كالمجنون على الشاطئ وأصيح:
- أنقذتها.. أنقذتها.. أنقدتها...
انقطع نفسي، سقطت فوق جسدك الممدد، قبلت شفتيك، هذه المرة لتمنحيني أنت الحياة. ولأسترد بعضا من روحي التي امتزجت بروحك. فتحت عينيك، آه، ما أجمل العيون حين تعود من هناك. بريق الأمل والفرح، يجللهما. تحاولين أن تقولي شيئا، أمعن في قبلاتي حتى لا أدع لك الفرصة لتتكلمي. حافظي على الصمت، أتركي روحك وحدها تتكلم، أتركي أنفاسك تقول كل شيء. عيناك..شعرك.. نهداك.. ثغرك.. رشاقة جسمك، تقول الكثير وتشي بالكثير. سأختار لك اسما، ولن تحملي غيره، إنسي اسمك السابق، وهويتك السابقة، إن كنت لا تزالين تذكرينها. أنت لم تولدي إلا الساعة. هذا الشاطئ الخالي هو مسقط رأسك، وهذا الغسق الجميل، هو يوم ميلادك، وهذا البحر الممتد هو الرحم الذي خرجت منه، وهذه السماء التي تغطينا جميعا، هي والدك الذي زرع فيك الحياة. أنت " تغريد" تغريدة البحر اللذيذة. البحر يعشق النوارس، لكنه ينزعج من نعيقها، فأنت تغريدته الدائمة، صنعك لنفسه. فكوني وفية له. ابقي كما أنت ملاكي، تأملي السماء، واستمعي لمعزوفة الأمواج، وارقصي مع نغمات الرياح، وتلمسي نعومة الرمال. سأعود لك بعد قليل. سأتسلق جبل الأمنيات لآتيك برداء من غابات المطر، طرزته أشجار الأكاسيا، ونسجت خيوطه أشجار الموز البري. سيكون كساءنا الدائم، سنتخلص من ثيابنا المصطنعة، من ماضينا البئيس، من أحلامنا المجهضة. ونجري حفاة عراة وعلى رمال الشاطئ. نكتب قصة حبنا الذي ولد قبل الغسق بقليل. تمسح الأمواج حروفنا، لنعيد كتابتها من جديد، فنزرع فيها أشواقنا وأحلامنا كل يوم...
- تبتسمين حبيبتي؟!! جميل، ابتسمي لكل شيء ريثما أعود. هذه مملكتك الشاسعة، أنت فيها بأمان...
تسلقت الجبل بخفة، عدت محملا بكل لذيذ وجديد. وجدت "تغريدة البحر" تسبح في حبور، يحملها الموج الهادئ،ليقذف بها في غنج إلى رمال الشاطئ. تجري كغزال بري لتحتضنني، تحتويني كاملا، تُسْقِط كل الأغراض من يدي. أتحرر من أثقالي. أغوص وإياها في قبلة طويلة بمذاق الكرز الناضج. تسحبني من يدي ونجري ليستقبلنا الموج في حفلة سباحة مرهقة ضاحكة، لترتمي أجسادنا العارية تحت أشعة شمس، تلون بشرتينا بلونها القمحي اللامع.
- من أنت حبيبتي؟!!...
وضعت سبابتها على فمي لتمنعني من مواصلة الكلام، وحتى لا أقترف الخطيئة التي كنت أول من استنكرها، لكن أنسانيها عقلي السقيم. فغرقنا في قبلات وركض وسباحة وأكل ونوم على الرمال. فتوالت الأيام، ثم اختفت لغة الكلام...

انتهى
حسن قرى
مراكش في: 06/08/2016






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-08-2016, 12:17 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: من أنت يا حبيبتي؟!!


مرحبا اديبنا حسن، شعر في السرد وسرد في الشعر أعجبني الوصف ومشاهد الحب

دمت تثرينا وألف تحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-08-2016, 12:00 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: من أنت يا حبيبتي؟!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن قرى مشاهدة المشاركة
من أنت يا حبيبتي؟!!
وجدتك تائهة بين أمواج المتوسط، ورمال الشمال. يقذفك القدر إلى شاطئ حياتي المهجور. أفحص وجهك الذي عفرته الرمال، وأزيل عن شعرك الطحالب وأعشاب البحر، هل أصبحت وليمة لها؟!! هل أنت من عانقها، أم هي التي تجرأت على العبث بجسدك الرشيق هذا؟!! في كل الأحوال، أنا وجدتك، أم أنت من وجدني؟!! الأسئلة الحارقة لا تكف عن التناسل، وتأبى الاستسلام لقدرية الأشياء.. لعبثية الصدف.. لمزحة الحياة.
احتضنتك وأنت في عالمك الآخر، نظرت يمينا ويسارا أبحث عمن يسند حيرتي، ويبدد خوفي. لم أجد سوى صفير الريح، وهدير الأمواج، ونعيق النوارس. وضعت فمي على فمك واستغرقنا في قبلة طويلة، تنقل قبسا من روحي الى جسمك الذي توقف عن التنفس. اعتصرت جسدك، ضغطت بما أملك من قوة على صدرك، وتحسست نبضك. كان ضعيفا واهنا، أو هكذا تهيأ لي. غمرني شلال دافئ انطلق فجأة من فمك، اغتسلت بروحك ونفسَك، غمرت روحي أنفاسك. فانطلقت أعدو كالمجنون على الشاطئ وأصيح:
- أنقذتها.. أنقذتها.. أنقدتها...
انقطع نفسي، سقطت فوق جسدك الممدد، قبلت شفتيك، هذه المرة لتمنحيني أنت الحياة. ولأسترد بعضا من روحي التي امتزجت بروحك. فتحت عينيك، آه، ما أجمل العيون حين تعود من هناك. بريق الأمل والفرح، يجللهما. تحاولين أن تقولي شيئا، أمعن في قبلاتي حتى لا أدع لك الفرصة لتتكلمي. حافظي على الصمت، أتركي روحك وحدها تتكلم، أتركي أنفاسك تقول كل شيء. عيناك..شعرك.. نهديك.. ثغرك.. رشاقة جسمك، تقول الكثير وتشي بالكثير. سأختار لك اسما، ولن تحملي غيره، إنسي اسمك السابق، وهويتك السابقة، إن كنت لا تزالي تذكرينها. أنت لم تولدي إلا الساعة. هذا الشاطئ الخالي هو مسقط رأسك، وهذا الغسق الجميل، هو يوم ميلادك، وهذا البحر الممتد هو الرحم الذي خرجت منه، وهذه السماء التي تغطينا جميعا، هي والدك الذي زرع فيك الحياة. أنت " تغريد" تغريدة البحر اللذيذة. البحر يعشق النوارس، لكنه ينزعج من نعيقها، فأنت تغريدته الدائمة، صنعك لنفسه. فكوني وفية له. ابقي كما أنت ملاكي، تأملي السماء، واستمعي لمعزوفة الأمواج، وارقصي مع نغمات الرياح، وتلمسي نعومة الرمال. سأعود لك بعد قليل. سأتسلق جبل الأمنيات لآتيك برداء من غابات المطر، طرزته أشجار الأكاسيا، ونسجت خيوطه أشجار الموز البري. سيكون كسائنا الدائم، سنتخلص من ثيابنا المصطنعة، من ماضينا البئيس، من أحلامنا المجهضة. ونجري حفاة عراة وعلى رمال الشاطئ. نكتب قصة حبنا الذي ولد قبل الغسق بقليل. تمسح الأمواج حروفنا، لنعيد كتابتها من جديد، فنزرع فيها أشواقنا وأحلامنا كل يوم...
- تبتسمين حبيبتي؟!! جميل، ابتسمي لكل شيء ريثما أعود. هذه مملكتك الشاسعة، أنت فيها بأمان...
تسلقت الجبل بخفة، عدت محملا بكل لذيذ وجديد. وجدت "تغريدة البحر" تسبح في حبور، يحملها الموج الهادئ،ليقذف بها في غنج إلى رمال الشاطئ. تجري كغزال بري لتحتضنني، تحتويني كاملا، تُسْقِط كل الأغراض من يدي. أتحرر من أثقالي. أغوص وإياها في قبلة طويلة بمذاق الكرز الناضج. تسحبني من يدي ونجري ليستقبلنا الموج في حفلة سباحة مرهقة ضاحكة، لترتمي أجسادنا العارية تحت أشعة شمس، تلوح بشرتينا بلونها القمحي اللامع.
- من أنت حبيبتي؟!!...
وضعت سبابتها على فمي تمنعني من مواصلة الكلام، وحتى لا أقترف الخطيئة التي كنت أول من استنكرها، لكن أنسانيها عقلي السقيم. فغرقنا في قبلات وركض وسباحة وأكل ونوم على الرمال. فتوالت الأيام، ثم اختفت لغة الكلام...

انتهى
حسن قرى
مراكش في: 06/08/2016

بشاعرية جميلة أثثت اللغة الحكاية


همسة:

هفوات كثيرة مرت
قراءة ثانية ستجعلك تكتشفها السي حسن

تقديري بلا ضفاف






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-08-2016, 06:14 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
حسن قرى
عضو أكاديميّة الفينيق
المغرب
افتراضي رد: من أنت يا حبيبتي؟!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي مشاهدة المشاركة

مرحبا اديبنا حسن، شعر في السرد وسرد في الشعر أعجبني الوصف ومشاهد الحب

دمت تثرينا وألف تحية
سعيد أن النصيص نال استحسانك أستاذة روضة، تحياتي وكل التقدير...






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-08-2016, 06:16 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
حسن قرى
عضو أكاديميّة الفينيق
المغرب
افتراضي رد: من أنت يا حبيبتي؟!!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي مشاهدة المشاركة
بشاعرية جميلة أثثت اللغة الحكاية


همسة:

هفوات كثيرة مرت
قراءة ثانية ستجعلك تكتشفها السي حسن

تقديري بلا ضفاف


شكرا لالة فاطمة الزهراء على التنويه والملاحظات، أعدت قراءة النص، لكن لم يظهر لي شيء يذكر، يحدث معي كثيرا، رجاء أشيري إليها، تعرفين أن ذلك يسعدني، مودتي...






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط