العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰

⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰ >>>> من ذروة الرماد ينبثق الفينيق إلى أعالي السماء باذخ الروعة والبهاء ... شعر التفعيلة >> نرجو ذكر التفعيلة في هامش القصيدة

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-2014, 04:37 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


د. نديم حسين غير متواجد حالياً


افتراضي رجـُلٌ مَيـِّتٌ يقولُ :

رَجـُلٌ مَيـِّتٌ يقولُ :

د. نديم حسين


يا غزَّتي ،
جَسَداكِ مِن لَحمٍ ومِن شَرَفٍ .. ودَم !
عيناكِ مِن نَظـَرٍ يَرى خَيماتِهِ نَزْفًا وريدِيـًّا على ثَوبِ الأُمـَم !
يا كـِلـْمـَةً نَطَقَتْ مَواجِعَها .. وفـَم .
يا دَولَةً للحُزنِ والعسَلِ الأَسيرِ ، وكِسـْرَةِ الفرحِ الذي مَضَغَ ارتِعاشَتَهُ النـَّهـَم
وبَريقُ ماساتِ التحدِّي ..
والأَميرَةُ .. والإِمارَةُ .. والصَّواري ذابَ في يدِها العـَلـَم
سِرِّي وجَهري .. مأتَمي وولادَتي .. ومُرورُ مِمـْحاةٍ على سَطرِ الرَّصاصِ ..
وطِفلـَةٌ قرأَتْ .. وفاتِحَةُ القـَلـَم !
سَكـَّنتِ آخِرَةَ " المُضارِعِ " مِثلَ " لـَمْ " !
أنتِ التَّساؤُلُ : " أينَ روحُ النـَّارِ تَسْكـُنُ ؟ " ..
أنتِ ، " كيفَ الريحُ تَهجَعُ ؟ " ..
أنتِ ، " ماذا يقتُلُ العشـَّاقَ ؟ " ..
أنتِ ، " مَنِ الذي يَحيا ؟ .. وكـَم ؟ " ..
وحبيبَتي حـَدَّ الأَلـَم !!
ومَدارِسٌ لَفـَّتْ مساحَتَها بهَروِلَةِ الرصاصِ ، وساحِلٌ خلـَعَ الرِّمالَ ، فصاغَ من بَردٍ عباءَةَ روحِهِ ،
ونِقاشُ صحراءٍ لخاصِرَةِ " القِمـَم " !
وحضورُ تلميذٍ تغَيـَّبَ زادُهُ ، وطفولةٌ ذُبِحَتْ على سَمَعٍ وفـَم !
و " بَراعَةُ " السفـَّاحِ في ذَبحِ القِيـَم
نغَمٌ يُثيرُ شهيـَّةَ الأوتارِ إنْ طَرِبَ النـَّغَم
رحـِمٌ تحِنُّ إلى شهادَةِ فارِسٍ .. وَردٌ تفَوَّقَ عطرُهُ المنثورُ في جسَدِ الحِمـَم !
أُمٌّ وتُحصي في المعارِكِ جُندَها .. أُمٌّ وترسمُ لَوحةً :
صَقرٌ يحطـَّمُ صَمتَها وإطارَها ..
بحرٌ ويُطفئُ بالمُلوحَةِ نارَها ..
جبـَلٌ ويزرَعُ بالنـُّجومِ نهارَها ..
رجُلٌ يموتُ ، فيلفظ الأنفاسَ نارًا بارَكَتْ مَثنـًى أصابعَ مَن رَسـَمْ !

******

يا غزَّتي ،
أنتِ الحكيمةُ فافرَحي !
" خـِرِّيجُ " رَحمكِ قالَ مِنهاجًا جديدًا فاقرأي !
وتعِلـَّمي زغرودَةً مُبتَلـَّةً بالدَّمعِ أو فرَحًا تقَطـَّرَ مِن أَلـَم ..
وتصَنـَّمَتْ أرواحُ مَن شَدُّوا الرِّحالَ إلى الفنادِقِ قِربَةً مَثقوبَةً ..
جَرَسـًا من المطـَّاطِ يقرعُهُ قـَزَم !
وتصَنـَّمَت أفواهُ من سرقوا الكلامَ الحُلوَ من صَحنِ اليتامى ، كي يبيعوا المفرداتِ جواريًا لعبيدِ أسواقِ النخاسَةِ والنجاسَةِ .. عـَلـَّقوا دمعاتِ طفلتِنا على عـِقْدٍ يُزَيـِّنُ جِيـْدَ راقصَةٍ على أحلامِنا .. وتبَلتَعوا ، كي يَحصدوا التصفيقَ مِن حقلِ الأَكُفِّ ليشبَعوا .. بَتَروا الأَكُفَّ ، تصنـَّمَت قاماتُهُم ، فقَتَلتِ مَن صنَعَ الصَّنـَم !!
يا غزَّتي ،
زِنداكِ من لَحمِ الحديدِ وطَبعِهِ ،
وثَراكِ من دَمعٍ .. ومِن شَرَفٍ ودَم !!

******

كم مرَّةً سيُذبَح الحمامُ كي تصدِّقي الغزاةْ ؟
كم مرة ستخلَع النوافذُ العُظمى زجاجَ نورِها ، لكي يُطِلَّ منكِ الأقحوانُ عاريا على خشَبِ اللغاتْ ؟
كم مرة توبـِّخينَ دمعتي .. ودمعتي تسقُطُ مثل طفلةٍ من رئةٍ مثقوبَةٍ على خدودِ نَسلِكِ المُصابِ بالجِهاتْ ؟
كم ميْتـَة ستُقنِعُ الذينَ أدمنوا سحابةً نحيلةً .. وصادَقوا يمامةً تقاعَدَتْ .. ووجهًا ذابَ فيهِ ماؤُهُ ، برَشفَةٍ من نبعَةِ الحياةْ ؟
وغزَّتي ، مدينةٌ في آخِرِ الرَّملِ تعرَّى بَحرُها ..
في أوَّلِ الرَّملِ ستنتهي الحروبُ كلُّها ، مَوتًا ورُبعَ الموتِ قبلَ الخامِسَة !
مدينتي ، قـَصَّ السُكوتُ زِندَها .. ولا مكانَ في مكانِها لها .. ولا لساعةِ اليـَدِ المَبتورَةِ الحَولِ ، ولا لخاتَمِ الزواج !
وتبتدي الحروبُ كلُّها هنا ، مَوتَينِ بَعدَ الخامِسَة !
مَرَّتْ على تَوقيتِها مِمحاةْ !
هذا الرُّكامُ في ثَراها بـَدَنيْ !
نامي على زِنديَّ يا ليلاً لخَيلِ المُدُنِ !
والتَحِفي سَقفـًا هَوى .. وافتَرِشي حَصاةْ !
لا تبحثي عن وجهِكِ الذَّبيحِ في غياهِبِ المرآةْ !
شَجَّ الوُلاةُ قلبَنا .. وانكَسَرَ الوُلاةْ !
شَظـُّوا زجاجَ قلبِها ، فانكَسَرَتْ ذاكرةُ المنفى ومرآةُ الخُطى ..
ظلـَّتْ هنا وضِعنا ..
فاءَتْ شموسُ الكَونِ يا حبيبَها إلى ظِلالِ قامةِ النهارْ !
ظـَلَّ الأُلى تحبـُّهُم !!
ظـَلَّ الأُلى تحبُّهُم !!
وأَدبـَرَ الصِّغارْ !!!
وباعَها التُجـَّارْ !!
فلتمنَحي حبيبتي هذا الجدارَ بعضَ ظِلٍّ واشرَبي الحِصارْ !
هذا الحصارُ شالـُكِ المُلقى على تغريبَةِ الحُماةْ !
دَمُ الصِّغارِ ها هنا حِنـَّاؤُكِ الباقي هُنا !!
فزَوِّجي روحَكِ ما يقولُهُ الصـِّغارْ !!
ولتَقطِفي التَّمرَ الكثيرَ عن مُدى الخَريفِ !
أخجَلُ يا جائِعَةً للنصرِ من رغيفيْ !
في يومِ عُرسِ النصرِ جوعُ الأرضِ يُنهي وجبَةَ الإفطارْ ..
صُوميْ إذًا كثيرًا !
ولتَنهَضي كي تزفِري الصَّلاةْ !
شَجَّ الوُلاةُ قلبَنا وانكَسَرَ الوُلاةْ !
أيتُها العروسْ ،
عريسُكِ الآتي ظـَفـَرْ .
وسيـِّدُ العـَدلِ " عـُمـَرْ " ،
يعودُ من " يَبوسْ " .
أيتها العَروسْ ،
وتَحضُرينَ إنْ حَضَرْ .
في كفـِّهِ ألفا حجَرْ .
من سورِ ماضٍ حاربَ الحصارَ دهرًا وانتَصَرْ !
سيـِّدَنا العالي " عـُمـَرْ " ،
بَشـِّرْ بما قالَ الجـِّهادُ واختَصَرْ !
أيتها العروسْ ،
أعمامُنا .. أخوالُنا .. وما تبقَّى من بَشَرْ ،
أسرى بكـَفِّ " اللاَّتْ " !!!
كلُّ الجِهاتِ بَحرٌ ..
كل الجهاتِ رَملٌ ..
فعَلـِّقي اللوزَ على غُصنِ الجِهاتْ !!
إنـِّي أرى " الصِدِّيقَ " في منامِنا على سَفَرْ !!
يا غزَّتي العَروسْ ،
إبتَسِمي ، تَبقينَ رمحًا باقِيًا في مَقتَلِ الغُزاةْ !!
إبتسِمي ، لتولَدَ البلادُ من سلامِها ..
من نقطَةٍ في آخِرِ السَّطرَينِ من جرائمِ الطُّغاةْ !!
طوفيْ بنا حَولـَكِ .. حَولـُكِ الحَرَمْ !!!!!!.

إنتهى .









 
/
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط