قلبٌ يثرثِرُني ! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: بلا معنى / إيمان سالم (آخر رد :خديجة قاسم)       :: صرخة غزاويّ (آخر رد :خديجة قاسم)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :خديجة قاسم)       :: للحزن جماله أيضا (آخر رد :خديجة قاسم)       :: بين يديك يا قمر (آخر رد :خديجة قاسم)       :: ،، بين يديك يا قمر / نافذة العنقاء خديجة قاسم ،، (آخر رد :خديجة قاسم)       :: عبير (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: وجبة (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: منكم العنوان (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: رثاء السيد عثمان فدعق:: شعر:: صبري الصبري (آخر رد :صبري الصبري)       :: رثاء السيد عثمان فدعق:: شعر:: صبري الصبري (آخر رد :صبري الصبري)       :: عين الكاميرا (آخر رد :احمد المعطي)       :: جرد _قصيدة قصيرة_ (آخر رد :ناظم العربي)       :: بأعلامنا التحفي (آخر رد :ناظم العربي)       :: هل تحب الليل؟ (آخر رد :ناظم العربي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ۵ ومضـــــــةٌ شــــــــاعرية ۵

۵ ومضـــــــةٌ شــــــــاعرية ۵ >>>> قضمة شعرية شعورية في ومضها دلالات وايحاءات ..

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-03-2013, 11:43 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
د. نديم حسين

فينيق العام 2011
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي والعطاء
عضو لجان تحكيم مسابقات
شاعر/ شاعرة الوهج 2011 / شعر الرسالة /الومضة الشعرية / الومضة الحكائية
فلسطين

الصورة الرمزية د. نديم حسين

افتراضي قلبٌ يثرثِرُني !

قَلـبٌ يُثرثرُني !
( زفراتٌ شِعريَّةٌ بين الأَعوام 1975-1995 )

مداخلة


كُتِبَتْ هذه اللَّحظاتُ الشِّعريَّةُ في فتَراتٍ زمنيَّةٍ مُتباعِدَةٍ ، فجاءَت على صورَةِ الحالَةِ النَّفسيَّةِ آلتي وَلَدَتْها ، فمرَّةً رصينَةً ومرَّةً حزينَةً أَو مَرِحَةً أَو غاضِبَةً . خرَجَتْ في تدَفُّقٍ عفويٍّ ، فآثَرتُ طَرحَها كما خَرَجَتْ ، دونَما مَسٍّ بشكْلِها العامّ . هي إِذاً ، لحظاتٌ سقطتْ عن عقاربِ الزَّمن كحبَّاتِ النَّدى على حِبْرٍ ينسابُ بين حالاتٍ من السِّـلْم والحَربِ والدُّعابَةِ والرَّمزِ والوُضوحِ ، وقد استَهوَتْ صُوَراً شِعرِيَّةً جَديدَةً ، وطَرْحاً جَديداً للفِكْرَةِ وتنَوُّعاً في المَواضيعِ ، بَعيداً عن الفَذْلَكَةِ المُفْرَداتِيَّةِ والجَرجَرَةِ الإِنشائِيَّةِ ، فإِذا قطَفَتْ من قُلوبِكُم وعُقولكُم استِحساناً كانَ لي أَجْرانِ ، وإِذا كانَ ثَمَرُها مائِلاً للخُضْرَةِ كانَ لي أَجْرٌ واحِدٌ ! وفي نِهايَةِ الأَمرِ تبقى هذِهِ اللَّحظاتُ الشِّعرِيَّةُ بَعضَ حصى تُمَهِّدُ الطَّريقَ لعَمَلٍ أَو لأَعمالٍ كِتابيَّةٍ قادِمَةٍ ، إِن شاءَ الله الوَهَّابُ ، أَرجو أَن يَكونَ فِعْلُها كفِعْلِ أَشِعَّةِ الشَّمسِ التي ما إن تَقَعُ على بَذْرَةِ القُلوبِ حتى نَرى وُروداً كثيرَةً تنمو ، رادَّةً لوَجهِ الشِّعرِ كبيرَ الإِعتِبارِ ، فعلى الأّدَبِ العربيِّ أَن يستَرِدَّ وَجْهَهُ العالي بعدَ هُبوطٍ مؤَقَّتٍ ، ذلك لكثرَةِ المُتكالبينَ عليهِ دونَ وَجهِ حَقٍّ ، والتَّعتيمِ على المُبدِعينَ الحقيقيِّين ، في غِيابِ حركَةٍ نقدِيَّةٍ حَقيقيَّةٍ . وإذا كنتُ مُتَفائِلاً في هذا الصَّدّدِ ، فمَبْعَثُ تفاؤُلي هو إيماني الصَّلب بوجود الشَّاعِرِ المُبدِعِ والنَّاقِدِ المُبدِعِ والقاريءِ المُبدِعِ أَيضاً في كلِّ زمانٍ ومكان .
إذا كانتِ الأَرضُ قد أَبدَعَت النَّاطِقَ الرَّسمِيَّ باسْمِ فَرَحِها وحُزنِها ، شاعِرَ البَقاءِ والبِلادِ سَميح القاسِم ، الَّذي أَسَّسَ لإمبِراطوريَّةٍ شِعريَّةٍ فَريدَةٍ ، كما أَبدَعَت أَبناءَها ، جيلاً من المُوَحِّدينَ بها ولَها ، فإِنَّنا لن نُسْقِطَ الرَّايَةَ أَبَداً !!
سنبقى بَعيدينَ عن شِعرِ الإِنشاءِ التَّافِهِ ، شِعرِ الصَّالوناتِ المُكَيَّفَةِ وعن الشِّعرِ الَّذي يَعتَمِرُ قارِضوهُ قُبَّعَةَ إِخفاءٍ فرنسِيَّةٍ أَو لاتينِيَّةٍ ، سنبقى هُنا .. هُنا ، مُلاصِقينَ لشَعبِنا وأَرضِنا ، لنَخْتِمَ على قَصائِدِنا : " صِناعَةٌ وطَنيَّةٌ " ! ويقيناً أَنَّ ذلك لن يَمنعَها من اقتِحامِ جِهاتِ الكَونِ السِّـتّ !


د. نَديـم حُسـين طَبعَةٌ ثانية الطَّبعةُ الأُولى 1995 - عَن مَطبعَة "عُتَقي" حيفا


مَدْخـَل


زُفِرَتْ هذِهِ الومضاتُ خارجَ مَجالِ الجاذِبِيَّةِ لكوكبِ القَلبِ ، في حالَـةِ انعِدامٍ للوزنِ ، فعُذْراً أَيُّها القاريءُ على عَدَمِ انتِظامِ خَفَقاتِ القَلب .
"لِيدوكايينْ" ..
"ليدوكايينْ" ..
"هابيلٌ" يَقْتـُلُ "قايينْ" !
أَدِلَّـةٌ جَديدَةٌ تَظهَرُ في القَضِيَّةِ القَديمَـهْ !
رَشاوى ، بياناتٌ كاذِبَةٌ ، إِخفاءٌ للحقائِقِ !
المُدَّعي العامُّ الإِلهيُّ يُحيلُ القَضِيَّةَ مرَّةً ثانيةً إلى المَحاكِمِ !
إِقالاتٌ ، إِستِقالاتٌ وتَعييناتٌ جَديدَةٌ في أَعالي السَماواتْ !
"إِبليسُ" يُشَكِّلُ الحُكومَةَ القادِمَةَ .
كانَ هذا الموجَزُ ،
وإِليكُم – فاضِحاتي ، قاتِلاتي ، قادَتي ،
إِليكُمْ بَعْضَ الثَّرثَراتْ !!





-1-
حَمَّـلْتِني أُرغوليْ
مُنْـذُ اعتِناقِ أَضلُعيْ
خُطوطَ عَرْضِ الأَرضِ ذيْ
والطُّولِ .
مُنـذُ اعتِناقِ الإِخضِرارِ لَوعَةَ الحُقولِ .
حَمَلْـتُهُ فَـقُوليْ !
لِسابِعِ الجيرانِ كي تَـقُوليْ :
أَوْصَى "الرَّسولُ" ... ما امتَثَـلْتِ لِلْـهُدى .
هَـلْ ناوَرَتْ مُسْـلِمَةٌ ؟
أَمْ أَنَّـكِ انْحِناءَةٌ سالَتْ على تُرابِنا ،
من دَفْتَرِ "المَغُولِ" ؟!


-2-
صَومَعَتي مَهْما تَمادَتْ
سَوفَ تَبْـقى صَومَعَـهْ .
لَنْ أَفقِدَ التَّمييزَ بَينَ ثَورَةٍ
وزَوبَعَـهْ !


-3-
مَنْ يَكْسِرْ قانونَ صَوابيْ
يَكْسِرْ بابيْ ،
ليُزيحَ رُقاداً قُطْبِياًّ
عَن فَرْوَةِ نابيْ !


-4-
هَل تَجُوبينَ البَراريْ خَلْفَ رَبٍّ أَو سَماءْ ؟
لَيسَ حُبـًّا ،
بَـلْ لبَيْعٍ أَو شِراءٍ أَو ثَراءْ ؟!
أَو لِوَجْهِ الاقتِناءْ !
إِبحَثي عنهُ وعنها في جُيوبِ الأَثرياءْ !!


-5-
وأَنتِ يا صَديقَتي
كَبَيتِ شِعْرٍ تافِهٍ ،
مَوزونَةٌ وضَحْـلَةٌ .
مُؤْمِنَةٌ .. تُقاوِمُ السَّماءْ !


-6-
لَكِ اتِّساعٌ صامِتٌ يَسيلُ مِنْ دَلْـوِ السَّبيلِ .
سِيْـليْ قَليلاً ثُمَّ مِيْـليْ مِثْلـَنا
يا هذِهِ المُمْكِنَةُ الوَحيدَةُ الصَّدى
بِصَوتِ المُستَحيلِ !
ضاقَ السَّبيلُ ،
ضاقَ دَرْبيْ وابتَعَدْ !
بَحْرٌ ضُلوعيْ ،
زَورَقٌ وَجْهُ الأَبَدْ !
يَنسابُ في عَينِ الرَّمَدْ .
بَحْرُ ويَنجو من تَقاويمِ "الخَليلِ" !
ذوبيْ كثَلجِ صَمتِنا وَسيليْ َ!!


-7-
من بينِ الأَثْلامِ تقومُ فَتاةٌ
لتُساوِمَ حقلاً عن لَونِـهْ .
أَو تَقطِفَ نَجْماً عن كَونِـهْ .
وتُقَدِّمَ فاكِهَةً أُخرى للجائِعِ –
شَيئـاً مِنْ وَطَنِـهْ !!


-8-
لَو يَصْرُخُ شِرياني ،
وتُصَـلِّي عَيناها صَمْـتاً ،
أَذوي في كُفْرِ الأَحزانِ !
يَذْوي آنـيْ !
فأَظَلُّ وحيداً رُغمَ الزَّحمَةِ في بَدَني ،
وأُجالِسُ مِلَّةَ أَبدانيْ !
لأَكونَ كشَيءٍ مأْلوفٍ ،
كالخُضْرَةِ في شَجَرِ "البانِ" !!


-9-
يا سلـَّةَ الأَفواهِ يا نَهْدَ الكُرَهْ !
يا مَلعَبَ الأَحلامِ يا حَقْلَ الذُرَهْ !
يا خِنْجَرَ العَينِ الذي يَغوصُ في لَحمِ الرُّخامْ !
يا لَيْـلَكَ الحُلمِ الذي يَهوي على لَيلِ الرُّكامْ !
يا عَتْمَةً سأَلتُها نُجَيمَةً وخُطوَةً ،
ونِعمَةَ السَّبيلْ !
ورَشْفَةً تَقودُني مُسَيـَّراً ، مُخَيـَّراً ،
مِنِّـي إِلى طَعْمِ "الجَليلْ" !
يا آيَةً يُحَرِّمُ الكِتابُ أَنْ تُلامْ !!


-10-
جِسْرٌ خَشَبِيٌّ يَمتَـدّ
بينَ الأَمسِ وبينَ الغَـدّ
تَعَبٌ وصَدى صَدَأٍ وَعَفَنْ !
فمتى ستُعيدُ النَّظرَةَ في أَمرِ الطَّعنَةِ ،
يا قاتِلَنا ،
يا سَيِّدَنا ،
يا صاحِبَ الجَلالَةِ الزَّمَنْ ؟!


-11-
مَحْضُ لِقاءٍ واحِدٍ ، ورُبَّما
نِصْفُ اللِّقاءْ !
يَكفي لفَضِّ مُشْكِلٍ مُعَلـَّقٍ
على لَـمَا السَّماءْ !


-12-
يا بِلاديْ !
جِسمُكِ العاريْ احتِراقٌ
فاقْبَـلي ثَوبَ رَماديْ !


-13-
أُصَـلِّي على وَرْدَتَينا
وراءَ خَريفٍ يُصِرُّ عَـلَيّ !
ويَقصِمُ لَونيْ ،
ويَثْني يَـدَيّ !


-14-
تَمشي الأَزِقَّةُ فوقَ مَنْ كانوا
مَلائِكَةً عَلـَيها !
فيما تَحَوَّلَتِ الخُطى لقُيودِ وَجْدٍ
في يَدَيـها !


-15-
وَكجَمرَتينِ تَحَفَّزَتْ عَيناها .
هل حَدَّقَتْ في أَمْرِ ناريْ ؟
هل أَمعَنَتْ في أَمرِ هِجرَتِها ،
وفي طولِ انتِظاريْ ؟
سَمِعَتْ .
- نَعَم ! قالَتْ .
جلَسْتَ بِصَدْرِ مَسرَحِها
وخَلْفَكَ غابَ مَدْعُوُّ احتِضاريْ !!


-16-
يا صَرْخَةً ،
من لَحظَةِ الهَمسِ التي امتَدَّتْ كَثيراً !
يا فِكرَةً مَهْموسَةً .
يا لُقمَةً مَغموسَةً ،
في زَيتِ زَيتونيْ
إِذا دارَتْ رَحى مَعاصِرِ العُيونِ !
أَمَرْتِ ،
إِنِّي طَوْعُ مَسراكِ الحَنونِ !


-17-
وضِفَّةٌ تَهدي فَنارْ .
وَ "غَزَّةُ" التي تَنامُ في دُروبِ النَّحْلِ –
ضُوءً وانتِظارْ .
وضِفَّةٌ أُخرى ضَبابْ .
شَظِيَّةٌ تَبكي على انفِجارِ طَعْمِ الانتِحابْ .
وَجْهٌ يَتوهُ بينَ ضِفَّتينِ ،
في المَوزِ الكَثيرِ ،
مَرفأٌ مُهَجَّرٌ جَوفَ الدُّوارْ .
وضِفَّةٌ تَهدي فَنارْ !


-18-
يا بَعِيـديْ !
أَينَما كُنتَ ، تُناديني وَيَحني خُطوَتي طَوقُ الوَريـدِ !
ها أَنا مُضطَجِعٌ تَحتَ الشَّهادَهْ .
غُرَفُ الدُّنيا عَلَيـَّا .
ليسَ يأتي زائِرٌ إِلاَّ عَذابيْ !
مِن تُرابيْ لكِتابيْ للتُرابِ !
ليسَ يأتي آمِرٌ إِلاَّ شَبابيْ !
وأنا جُمهورُهُ وَهْوَ وَحيديْ !
يا بَعِيـديْ !
طُرُقُ الدُّنيا كَثيرَهْ .
في تَلاقٍ أَو فُراقٍ ،
بُرهَةٌ كَونِيَّةٌ في الانتِشارْ !
وانتِظارِ الانتِظارْ !
في مَحَطَّاتِ القِطارْ .
في جُموحٍ في دُروبِ الاحتِضارْ .
في فُراقٍ أَو تَلاقٍ ،
عِندَ إِبحارِ البِحارْ !
وانتِظارِ الانتِظارْ .
يا بَعِيـديْ !
حَيثُما كُنتَ ، تُزيحُ المَوتَ عن أَكفانِ عِيْـدِيْ !


-19-
مَرَّةً تأتي رَقيقَهْ .
مَرَّةً أُخرى حَريقَهْ .
حَطَبُ الدُّنيا على وَقَّادَةٍ تَكوي حَياتيْ .
ذِكرَياتيْ ،
أَلْفُ مَليونٍ ومَرَّهْ ،
تَصْلُبُ الذِّكرى على سَيفِ الدَّقيقَهْ .


-20-
وأُتقِنُ حِبْراً كَثيراً
وحُزني كَثيرُ الكَلامْ !
لهذا سأَصمُتُ حينَ يصيرُ لِساني حُسامْ !


-21-
بُحَيرَتيْ !
يا حِفنَةَ الماءِ التي تَنامُ في كَفِّ الإِلـهْ !
هل تَحلُمينَ المِلحَ والإِبحارَ في قَوْلٍ ،
رَماهُ القاعُ مَزموراً سيَرسو في "سِلاهْ" !؟
وهل بِقاعِ القاعِ يَرسو مَرفَـأٌ ؟
وهل لِوَجْهِ الماءِ يمشي مَلجَـأٌ ؟
لِسَيِّـدٍ ،
وأَلْفِ تِلميذٍ سِواهْ !
فسَقْفُ سَقْفِ الأَرضِ مَسكونٌ بما يَغدو مَزيجاً ،
من زُناةٍ أَو طُغاهْ !
وبينَ قاعِ القَلبِ أو مَسْرى سَماهْ ،
تَذْوي صَلاةُ النَّبضِ أَو تَحيا صَلاهْ !
نَعَمْ !
نَعَمْ !
أَسرَتْ بِهِ الأَحزانُ في دَربِ المَرايا .
إِنَّما ، لَمَّـا رأى المِرآةَ تاهْ !
أَيديْ "سِلاهْ" !!


-22-
المَيـِّتُ العَزيزْ !
المَوئِلُ الأخيرُ قَبْـرٌ والأُخَيتُ شاهِدَهْ !
أَهلُ البِلادِ البارِدَهْ !
السَّادَةُ المُشَيِّعونَ روحَهُمْ !
الذَّاهِبُ الأَخيرُ لن يَعودَ في المَساءِ للفِراشِ ،
ريثَما تَعودُ للمُعيدِ العائِدَهْ !!


-23- هُوَ طابَةٌ يَوميْ ويَركُلـُها آلغَريبُ إِلى الغَريبْ !
وَتَيَتـُّمُ الرُّوحَيْنِ أَو يُتْمُ الأُبُوَّةِ والأُمومَةِ ،
نَقْشُنا في وجهِنا العَبدِ السَّليبْ !
وأُقيتُ طِفلاً من طَنينِ النَّحْـلِ .. من سَفَرِ العَسَـلْ !
واللصُّ يُلقِـمُ كلبَهُ عَسَلاً .. دَميْ !
يَسقيهِ نَزْفَ كُرومِنا .. خَمْرَ العِنَبْ .
لِيَغيبَ في لُغَةِ الزَّبيبْ !
وفَتَحْتُ عَينِيَ يومَها عِندِ الرَّصيفِ الأَعوَجِ
وعلى سَبيلٍ أَعرَجِ
رَسَمَ الطَّريقَةَ والصُّراطْ .
هيَ أُمَّـتي ويَشُدُّها أَوغادُها للإنحِطاطْ .
أُطلُبْ إِلاهًا ، يا مُواطِنُ ، في السَّما ،
قَدْ يَنبَري مَلِكٌ على عَرشِ البَلاطْ .
وتَظَلُّ مَحْضَ مُشَرَّدٍ أَو عابِثٍ
تُسْلِمْهُ أَقوامُ المَغيبِ إِلى المَغيبْ !!


-24-
يأتي إِلينا اللَّيـلُ ،
يَنهَضُ حُزنُنا .
والعَتْمَةُ الرَّنـَّانَةُ التَّحديقِ في صَمْتِ الذِّئابِ الماكِرَهْ !
نَبكي قَليلاً ،
ثُـمَّ نَضْرِبُ ما تَيَسَّرَ من زُجاجِ الذَّاكِرَهْ !
بالذِّكرَياتِ الفاخِرَهْ !
نُضْحي شَظايا لَمَّها عندَ الصَّباحِ غِراءُ شَمسٍ حُرَّةٍ
وبُزوغُ أَوَّلِ خاطِرَهْ !


-25-
عَنكَبوتَ العَينِ إِذْهَبْ في خُيوطِ النَظَراتْ !
خُطوَةً أُخرى أَخيرَهْ .
تَنتَفي الأَوطانُ في بِئرِ الحَنيـنِ !
مَحضَ دِيْـني وشُكوكي ويَقيْنيْ !
أَعتَلي رَغْبَتَها حتَّى الثَّمالَهْ
تَحتَوينيْ !
تَعتَري قَلبيَ شَكْلاً من هَديلٍ
أَو أَزيزٍ
أَو سُباتْ !
عَنكَبوتُ العَينِ طَعْـمُ المَوتِ حُبـًّا .
خَيطُها الهَشُّ الأَخيرْ .
يَأْسِرُ المُمتَدَّ حُلْماً نابِضاً حتَّى المَماتْ !!


-26-
البَرْقُ والرُّعودُ يا أَسيْرَتي ،
شَظِيـَّتانِ من نَظَرْ !
تُمارِسانِ قَطْرَةً تَهْوي على عَينٍ تَرى
وقَلبِ أُذْنٍ من حَجَرْ !!


-27-
هَل أَدْفَعُ الشِّفاهَ أَيضاً ثَمَناً ،
لِلَحْسَـةٍ من العَسَـلْ ؟!
هل أَفقِدُ الزِّندَينِ من شِدَّةِ شَوقيْ ،
في احتِضانِ مَن وَصَـلْ ؟!


-28-
ليـسَ يحذو القَلبُ حَذْوَ الذَّاكِرَهْ !
فَهْوَ يَمضي قُدُماً ،
والأُخْتُ تَبْقى في جَحيمِ الآخِرَهْ !!


-29-
عِندَما أَحْـلُمُ وَجهَـكْ
لَيلَتي تُضْحي قَواريرَ عُطورْ !
وتَدُورْ !
في رِحابِ العُمْرِ عُمْراً
ظُلمَةً عِطْرِيَّـةً تَجتاحُ عامْ .
ليلَةً وَرْدِيَّـةً والمِسْـكُ يَنتابُ المَنامْ .
كي يَصيرَ القَلبُ قَلباً .. وَكُسُورْ !!


-30-
ذي رُوحُ عُصفورٍ تَملمَـلَتْ بِعُشِّ ماءْ .
وأَنجَبَتْ زَقزَقةً تُبَرِّرُ الكَناريْ !
أَحلامَ عُشَّاقٍ بِلونِ ناريْ !
تُمْـلي عَـلَيَّ خُضْرَةَ المَدارِ !
يا سَـيِّدي ،
يَشُـدُّني لصَفْحَةِ الأَرضِ دَمٌ
مِثْلَ الغِراءْ
ويَنْعَفُ الأوزونَ في فِكْرِ الضِّياءْ !


-31-
في الصَّباحِ
في الرَّبيعِ ،
في فِراشيْ ،
في بِلاديْ !
نِمتَ جَوفَ القَلبِ دَهْراً .
نَبْضَ قَلبٍ ،
بُعْـدَ أَرضٍ ،
مَحْضَ كابوسٍ مُعاديْ !


-32-
أَلهِبْ ظَهري بسِياطِ كَلامِكْ !
طالَ النَّومُ .
شَحَّ المَطَرُ .
فَرَّ القَمَرُ .
صارَ الغِمْدُ الماضي كَفَناً
لثِماري وصِراطِ حُسامِكْ !


-33-
غَريزَةُ البِئرِ العَطَشْ
ثَقْبٌ بِبُرجِ دَلْوِها وَحَرُّها يَشربُها
وغُرفَتي سِجْنٌ ، كِتابي صامِتٌ
قَريحَتي صُرَيْخَةٌ، دَمُ الحَياةِ فِيّ
فاضَ الخَريفُ عن لَما إِنائي ،
فهل أَقولُ وَردَةً وعُشباً ؟
ومارِدي في قُمقُمِ الرُّوحِ جَثا
يُشْهِرُ إِضرابَ الجُلوسْ
لا لَمسَةُ الحورِيَّةِ العَزباءَ تُنهي حُزْنَـهُ
أَو نَجمَةُ المَجوسْ
متى تُرى سنَعْقِدُ القِرانَ يا "يَبوسْ" ؟!


-34-
قد أَنتَهي تَوَقُّعاً لصورَةٍ جَديدهْ
قَريحَتي في عُمْقِ مَنْجَمْ
في مَرَّةٍ تُعطي الذَّهَبْ ،
ومَرَّةٍ – قَوْلاً وطيناً ..أَو قَصَبْ .
صَخْراً تَرانيماً ومأْتَـمْ !
وأَلفَ أَلْفَ مَرَّةٍ – سَمْبا وَرُمْبا ،
دَبْـكَةً أَو طَبْـلَ "تَوْتَـمْ" !


-35-
وأَحضنُ الفِكْرا .
كما تحضنُ ضِفَّتانِ أَسراراً
وأَحلاماً ونَهْرا .
يا نِعْمَةَ الإيغالِ .. طَمْياً دافِئاً ،
تَصيرُ رِحلَةُ الشِّتاءِ كُفْرا !!


-36-
في قلبِنا تَقْطُنُ يا صَغيرَنا
إِغماءَةٌ فصَحوَةٌ .. غِيابْ !
أَقنِعَةٌ خُضْرٌ وبِيْضٌ – هَروَلَـهْ .
أُنبوبَةٌ وبَعضُ أَسلاكٍ أَتَتْ مِنكَ وَلَـكْ .
وصَحْوَةٌ .. ضَبابْ !
تَـكْ .. تَـكْ ، وَ.. تَـكْ .
حِوارُ بَعضِ الأَجهِزَهْ .
أَمْ ساعَةٌ يُديرُ مَسْراها مَلَـكْ ؟
إِغماءَةٌ .
مَنْ أَطفَـأَ الشَّمسَ على خَيطِ الفَلَـكْ ؟
وبَعضُ أَوجاعٍ غَفَتْ
إِغماءَةٌ فصَحوَةٌ
أَقنِعَـةٌ ،
وأَمْرُها عَجيبْ !
لِـمَ التَّـأَنِّيْ سَيِّدي الطَّبيبْ ؟
هل تَنجَحُ الجِراحَةُ فَنُغْلِـقَ المِلَـفّ ؟!
هَروَلَـةٌ ، رَنينُ هاتِفٍ هَتَـفْ !
رَكْضٌ على دَبيبْ !
أَحْضُرُ أَلْفَ مَرَّةٍ .. في مَرَّةٍ أَغيبْ !
هل هَيَّـأُوا طاوِلَةَ الجِراحَهْ ؟
وعُـدَّةَ التَّخديرْ ؟
أَينَ اختَفى المُديرْ ؟
وصَحوَةٌ إِغماءَةٌ .. صَريرْ .
إِغماءَةٌ ... عَوْمٌ على مَعزوفَةِ الأَثيرْ !
فصَحوَةٌ وَصَمْتْ !!
هل مُتّ ؟!!
&&&
هل تَسْمَعُ الطَّبيبَ يا جَريحْ ؟
أَنتَ بِخيرٍ لا تَخَـفْ !
فَصَدْرُكَ الفولاذُ والسِّكِّينُ من نَسْـلِ الخَزَفْ !
تَـكْ ، تَـكْ وَ .. تَـكْ !
مَنْ أَشعَـلَ الشَّمسَ على خَيطِ الفَلَـكْ ؟
في بَيتِنا تَقْطُنُ يا جَريحَنا
جِراحُنا سُنبُلَـةٌ ،
متى سَـيُشْفى الحَقْـلْ ؟!
وتَـنْشَفُ الخَناجِرُ على أَكُفِّ النَّـذلْ ؟!!


-37-
يا سَـيِّدي الشـَّهْمِ الجَّبَـلْ !
السَّـادَةُ الأَنهارْ !
سَيـِّدَتي العَذراءَ تَـلَّهْ !
آنِسَتي العَفْراءَ فُلَّـهْ !
السَّـادَةُ الزُّوَّارْ !
"وادي القَصَبْ" !
أَرمَـلَةَ الكانوا عَرَبْ !
أَصحابُ هذا المَوطِنِ الضُّيوفْ !
أَهلَ الكُهوفْ !
سأَحْمِلُ البَرْقَ ورَعْدي عُـدَّةً ،
فلِلشِّـتاءِ سُلطَـةٌ عَـلَيّ .
وبَعْدَهُ يَنهَمِرُ الصُّعودُ من سَمائِها ،
على ذُرًى مِنْ فَوقِها بَشَّـرْتُ مَن كانوا هُنا ،
قَبلي وبَعْدي ، أَو مَضَوا ،
بَشَّرتُهُم بِوَجْهِ ذِئْبٍ أَو حَمَـلْ !
بَشَّرتُهُم بغَيمَـةٍ
تَشَبَّـثَتْ في هِجرَتَيْها بالسَّماءِ الواطِئَهْ !
لَمَّـا رَأَتْ في دَربِها رَأْسَ الجَّبَـلْ !
بَشَّرتُهُم بِجَـنَّةٍ
مِنْ كُفْرِهِمْ .. رامَتْ مَلاذاً في زُحَـلْ !!


-38-
هَـل تَعاطَيتُ الحَفيفْ ؟
ذاتَ صَيفٍ مِثْلَ أَوراقِ الشَّجَرْ ؟
وادَّخَرتُ الحُزْنَ كالفَلاَّحِ بَدْءًا –
مُنتَهى أَعشابِ روحي ،
للرَّبيعِ المُقتَفي حَرْفَيَّ جَـرّ !


-39-
وسيأتي ذاتَ مَوتٍ ، فَجأَةً
حامِلاً ضُمَّةَ وَردٍ
للرَّمادِيِّ وقلبي .
فلماذا مَـلَّ إِبحاريَ شَطٌّ ،
شارِدُ الرَّملِ .. غَريبْ ؟!
ولماذا سامَ أَمواجِيَ صَخْراً
ضُوءُ هاتيكِ المَناراتِ القَريبْ ؟


-40-
وأَصونُها كشُجَيرَةٍ بحَديقَتي
لأِفـيءَ فيما بَعْـدُ للنَّبْضِ الظَّليلْ !
ولِتَحتَمي بِظِلالِها شَمْسُ الجَليلْ !


-41-
لا يَنْقُصُ المَتعوسَ قَـلْبٌ أَو نَسَبْ :
لهُ العِنَبْ .
لَهُ الذَّهَبْ .
وخَـلَّةُ الخِلاَّنِ والقَلبُ القَصَبْ .
أَبٌ كَريمٌ عاقِلٌ ،
عَمَّـانِ ليْ ،
فواحِدٌ عَقيرَةٌ جائِعَةٌ ،
وواحِدٌ .. أَبو لَـهَبْ !!


-42-
حَريصُكِ الوَحيدُ مِثلَ قَبْرِهِ
على شَذى أَسرارِهِ الصَّغيرَةِ
وفَرحَةٍ كَذاَّبَـةٍ
تُطِلُّ ثُـمَّ تختفي كَشارَةٍ في ساحَةِ الرِّمايَهْ !
وأَسكُبُ الشِّفاهَ فوقَ صَمْتِ بِنْتٍ لازَمَتْني
أَدعو بِشَمْسٍ للجِّبالِ الكَفُّها
بِثوبِ عُرْيٍ دَثَّرَتني !!


-43-
بِقَيْـدِ مُستَطيلِها
أَنوارُ شُـبَّاكٍ تُطِلُّ من بُيوتِنا
على سَطحِ الإِلهْ !
هذا الإِلهُ كالبَياضِ ،
دائِماً تَراهُ في عُيونِ قَلبٍ مَسَّـهُ
في لَحظَةِ الصَّلاهْ !!


-44-
هي دَمعَةٌ ،
قَـد تَغسِلُ الكِبريتَ والبارودَ عن آثامِ ثَوبيْ !
هي طِفلَةُ النُّورِ آلتي تَغفو كَلَيْـلٍ
خَلْـفَ نافِذَةِ الأُفُقْ !
هي رَنَّةُ المَوْلى بُزُقْ !
تَسْعى بِها الشُّطآنُ صَوْبـِيْ !


-45-
وعِندَما تُجْبى الغِلالُ قُـلْ :
سـأَجني قامَتي !
وعِنْـدَ تَعْدادِ البِلادِ قُـلْ :
سَتَشْقـى "رامَتيْ" !


-46-
تَمضي الرَّصاصَةُ عَبْرَ صَدغيْ للسَّلامْ !
تَمضي إِلى أَحزانِها .
وتُزيلُ من مَنظومَةِ العُشَّاقِ قامَـهْ !
وتَبيضُ دَمْعاً ناسِفاً ،
تُلقيهِ في عُشِّ الحَمامَهْ !


-47-
هَـلْ أُطفيءُ الزِّندَينِ حينَ يَطلُبُ المَعبودُ بِكْريْ ؟
لن أُوْثِـقَ البِكْرَ على تَميمَةٍ ومَذْبَحْ !
لن أَبْرَحَ المَعنى هُنا ليَشْرَحْ !
دَرْباً على حِبْرٍ ،
بِـهِ أَغْرَقْتُ فِكْريْ !!


-48-
أَدخُلُ بَدَنـاً ،
أَخرُجُ ظِلاَّ !
أَبْـذُرُ وَطَنـاً ،
يَنهَضُ فُـلاَّ !


-49-
روحُ طِفْلٍ قادِمٍ تُنجِبُ وَرْداً
عندَما يَقتَحِـمُ الرَّحْـمَ رِبيعْ !
شَوكَةً أَو فِكْرَ دُردارٍ وفَرْداً
وبِجَوفِ الفَوهَةِ القُصوى يَضِيـعْ !


-50-
ذي بِـذْرَةٌ تسأَلُـهُ :
متى تُرى تَروينيْ ؟
يَـليْ دَمي بُنِّيـَّهُ التِّشْرينيْ !
ورقصَةُ الشَّمسِ التي أَوقَدْتُـها ،
على لَمـا التِّنـِّينِ !!


-51-
كأَنَّـما هُنـاكْ ..
كأَنَّـما إِذ ذاكْ ..
أَموتُ يا طِفْلَ الفِدى .. فِداكْ !


-52-
أَنا وجهٌ رمادِيٌّ
رصيفٌ مُبعَدٌ عن شارِعٍ أَزرَقْ !
دَمٌ أَحمَقْ !
وأَعماقٌ وأَزرَقُها ،
وآفاقٌ
وضَحْـلُ الماءِ والغاباتُ أَخضَرُها
على كَتِفِ الغُروبِ كشالِها الأَحمَرْ .
يَهُبُّ المَوجُ كالرِّيحِ ،
ومَرفأُنا سيَطْرُدُ طائِرَ الزَّورَقْ !


-53-
أُعذُريني !
سامِحي حُزْني عليكْ
وَهِبيني مِيْـتَةً بينَ يَدَيكْ !


-54-
في لَيلِ قَشْعَريرَةٍ
لا تَهدَأُ الأَحلامُ !


-55-
أُغنيَـةٌ أَخيرَةٌ لآِخِرِ البَناتِ
في مَنزِلٍ ،
يُقعي على حُدودِ مَوتِ والِدِ الحَياةِ !


-56-
صَعَدْتُها سَلالِماً لا تَنتَهي
صَعَدْتُها مِنْ قَبْـلُ أَلفَ مَرَّةٍ .
بِقَفزَةٍ وَحيدَةٍ أَو قَفزَتَينْ !
لكِنْ إِلى مَتى .. مَتى وأَينْ ؟!


-57-
يَعودُ إِبنُكِ البَعيدْ .
يَعودُ مِنْ بُكائِهِ عليكِ ذاتَ مَرَّةٍ
فهَـلْ ستَذْكُرينَ وَجهَـهُ الوَحيدْ ؟


-58-
قَـد يَسقُطونَ من عَـلٍ
مُضَرَّجينَ بالهُدى
يأتونَ للوديانِ بالماءِ السَّحيقْ !
يأتونَ بالفِكْرِ الجَميلِ للجِّياعِ ،
أَو صَدى الدَّقيقْ !


-59-
هِيَ أَقسى دائِنٍ طالَبَني يَوماً بِدَيْـنيْ .
دَمعَةٌ ،
تُمْطِرُها في اللَّيـلِ عَينيْ .


-60-
مُحِقَّـةٌ في حُزْنِها
مُحِقَّـهْ !
وفي انفِجارِ قَلبِها على هُدى الأَزِقَّـهْ !
وفي انسِحابِ وَجهِها مِنْ نارِنا
بِرِقَّـهْ !


-61-
حَدَّقْتُ في حُزنيْ
وحُزنيْ فِيّ !
وقالَ : يا شَقِيّ !
أَنزَلْتَ دَمعَتيْ أَنا عَلَيّ !!


-62-

سأَغمِسُ الكلامَ في زَيتٍ وفِكْرٍ
يا رَغيفَ الذَّاكِرَهْ !
وليمَتي دَمْعُ القَـلَمْ ،
بَعْضُ الأَلَـمْ .
كَفافُ يَوميْ خاطِرَهْ !


-63-
ما بَينَ فَترَةٍ هُنا سَكوتَـةٍ ،
طَويلَـةٍ ،
وفَترَةٍ أُخرى طَويلَـهْ !
قَـدْ تَرتَمي تَرتيلَـهْ !


-64-
قَطرَةُ شَمسٍ في عُيونِ أَرضِنا
وقَلـبُنا القَطَّارَهْ !
دِماؤُنا سُيوفُنا
حُروفُنا أَشِعَّـةٌ بَتَّـارَهْ !


-65-
تَقودُني أَيامُهُـم من مَرفأٍ لمَرفاْ !
إِذَنْ ،
ينامُ لَيلُهُم على زُنودِ مَلجأْ !
حتى يَعودَ مَرفأيْ لشاطيءٍ تَلأْلأْ !


-66-
أَرميكِ يا مَعشوقَتي بِحَصاةِ نَبضيْ ،
إِنَّ قَلبيَ من زُجاجْ !
لن تَسْمَعي مِنِّي احتِجاجْ !


-67-
وهذِهِ سُوَيعَةُ التَواصُلِ الأَخيرَهْ .
ما بَعْدَها الرَّصيفْ !
ونَظرَةٌ مفقوءَةٌ كَسيرَهْ .
تُطِلُّ من نوافِـذِ الخَريفْ !


-68-
ضَعْ قَبضَـةً فوقَ الجَبينِ ،
وفَكِّـرْ !
ضَعْ فِكْـرَةً جَوفَ الحَنينِ ،
وثَرثِرْ !


-69-
أُهديكِ ذاتَ مَرَّةٍ
سَماءَ قَلبيْ ،
أَرضَ روحي قاطِبَـهْ !
من وَجْمَةٍ لوَجمَةٍ ،
تَهُبُّ في سُكونِنا ارتِعاشَـةٌ مُناوِبَـهْ !
وسِرُّنـا سَجَّـانُنا ،
أَنا سَجينٌ في سَجينَينِ وأَنتِ الحاجِبَـهْ !


-70-
بَحـرٌ ،
وبَعْـدَ البَحرِ مُرجانٌ وقاعْ !
فيا ذِراعَ المَوجِ ،
قادَتني إِلى نِهايَتي القُصوى ذِراعْ !


-71-
جِبـالٌ ،
بَعْدَها تأتي السُّـهولْ !
طُقوسٌ ،
بَعدَها تأْسى الفُصولْ !
سُكوتٌ في تَماديهِ بَـليغٌ ،
لِسانٌ مَيِّـتٌ ،
روحٌ تَقولْ !


-72-
سُلَّـمُ الوِحدَةِ :
إِنسانٌ ، مَلاكٌ فإلاهْ !
سُلَّـمُ العِبْرَةِ :
بُرهانٌ ، هَلاكٌ أَو حَياهْ !


-73-
تَرتاحُ قُدسيْ من تَراتيلي ومِنِّـيْ !
تَرتاحُ بينَ حُروفِها –
الحُـبُّ ،
لَونـيْ ،
قُمقُمـي ،
دَكَّـتهُ ،
سِنِّـيْ !


¬-74-
بَحَثتُ عن مَلاكْ
ينامُ تارَةً هُنا وتارَةً هُناكْ
يكونُ أَيَّ سامِعٍ .. سِواكْ
وعندما وَجَدتُها ،
حكايَتي ،
حَكَيتُها
وفي بَياضِ عُبِّـهِ رَمَيتُها .


-75-
بُخارٌ شُعاعُ الصَّباحِ
بُخارُ .
وشَمسٌ كمِرجَـلْ !
شُحومُ الظَّلامِ تَذوبُ ،
تَغارُ
تَحارُ
بِقَـدِّ النَّهارِ ، يُطِلُّ فتَخجَـلْ !


-76-
وفَوقَ نَهرٍ واقِفٍ
وفَوقَ ماءٍ يابِسٍ
لا تَذْهَبُ السَّـفائِنُ !
على ازرِقاقِ زُرْقَـهْ .
يَنعى الزَّمانُ شَرْقَـهْ .
يُفَجِّرُ الدُّخانُ فَوقَ بَحْرِنا سَماءَهْ !
وقَسْوَةً ورِقَّـهْ .
وفَوقَ أَنهُرِ الشَّـلَلْ
تُقعي الجُّسورُ يَرقُـدُ الحُضورْ
خَريطَةُ انبِلاجِنا
مِقياسُ رَسْمِها طَـلَلْ
يا عَطَشَ الماءِ .. دَميْ
يَرويكَ لَونٌ قابِعٌ في تَعتَعاتِ خِرْقَـهْ .
لتَرتَوي المَدائِنُ
وتَذْهَبَ السَّفائِنُ !


-77-
سالَتْ شَوارِعُ الزَّمانِ نَحْوَ دُوَّارٍ بِقلبيْ !
وما أَتَتْ أُنثايْ !
وما أَتَتْ .
مالَتْ على نَهرٍ وشِريانٍ ونايْ .
وما ارتَوَتْ !


-78-
أَجنِحَتي خَفيفَـةٌ
يا بَدَنَ الحُلمِ الثَّقيـلْ !
والدَّهرُ مَـدَّ صَدْرَ عَذراءٍ
يَجُسُّ نبضَ مَوجٍ تاهَ في بَحرِ الصَّهيلْ !
رُحماكَ يا يَومَ الشَّبَـقْ !
فيكَ انشِطارٌ وانكِسارٌ وانبِهارٌ وغَرَقْ !
وزِندُنا البَخيلْ !


-79-
خارِطَةٌ حَربِيَّةٌ
مِقياسُها ورَسْمُها دَقيقْ !
وفَوقَها يَنسابُ رِطْلُ أَوسِمَهْ.
قَعقَعَةٌ يَتبَعُها بَريقْ !
تَوَتُّرٌ ، سُعالْ .
وأَعيُنٌ شاخِصَةٌ على هُدوءِ الضَّابِطِ الكَبيرْ !
رَسْمٌ بَيانِيٌّ وأَرقامٌ وشاراتٌ تَليْ .
دَوائِرٌ تَلتَفُّ حَوْلَ حَقْلِ أَلغامٍ ،
وخَطٌّ يَختَفي في حِبْرِهِ طَريقْ !
وحينَ تَنهَضُ الخُطوطُ .. قِمَّةٌ ،
تُفْضي إِلى وادٍ إِذا ما انحَدَرَ الخَطُّ الرَّقيقْ !
فها هُنا قَدْ تَنزَوي دَبَّابَهْ .
وها هُنا قِلاعُ مَدفَعِيَّهْ .
هُناكَ خَلْفَ الشَّارَةِ الخَضْراءِ غابَهْ .
طِبْقًا لِعِلْمِ العَسكَرِيَّهْ .
أَرقامُهُمْ ،
رُموزُهُمْ ،
حُروفُهُمْ ،
قَدْ أَفْرَغَتْ جُيوبَ أَبجَدِيَّهْ .
هُناكَ يَجثو جَيشُنا
هُنا يَنامُ جَيشُهُمْ !
أَهدافُنا قَدْ تُنْبِتُ الوِسامَ في زَمانِنا الأَخيرْ
على قَميصِ الضَّابِطِ الكَبيرْ
فَهَيِّئوا الخِطابَ والزُّهورْ
وَلْتُعلِنوا النَّفيرْ !!
******
يا سادَتي ،
لَو تُظْهِرُ الخَرائِطُ الحَربِيَّةُ المَريرَهْ
مَلامِحَ الأَطفالْ !
لاعتَزَلَتْ مَناهِجُ القِتالْ !
لَو تَكِشِفُ الخَرائِطُ الحَربِيَّةُ الحَقيرَهْ
سَريرَ طِفْلٍ نائِمٍ في هَدْءَةِ السَّريرْ !
لَو تَفْهَمُ الخَرائِطُ الحَربيَّةُ الغَريرَهْ
أَحلامَ جُندِيٍّ فَتًى
وعِشْقَ عُصفورٍ أَتى مِنْ جَبهَةِ القِتالِ صَوْبَ عُشِّهِ الأَسيرْ !
لأَيقَنَ الضُّبـَّاطُ أَنَّ جَهْلَهُمْ عَدُوُّهُمْ
وأَيقَنَ السِّلاحُ أَنَّ بَيتَنا مَلاذُنا الأَخيرْ !
وأَنزَلوا عن صَدْرِنا وصَدْرِهِم
"فَرَزْدَقًا" يَتبَعُهُ "جَريرْ" !
وغادَروا طَبائِعَ الحَميرْ !!!


-80-
جَيشيْ تَراجَعَ عن يَدَيكِ مُحَطَّمًا
والعَينُ يا عَيني بِعَينْ !
والسِّنُّ ، ما قالوا : بِسِنّ !
صَرَخاتُ قَلبي ثَلَّمَتْ أَرضَ الجَّبينِ ،
وأُذْنُ دَهريْ قَلعَةٌ كُبرى وحِصنْ !!


-81-
هُزِّي يَدَيْكِ ، إِنَّ تَمْرَ الزِّنْدِ يُغرينيْ !
حُلْوٌ عُلُوُّ نَخْلَةٍ مُمتَدَّةٍ
من ثَلجِنا لِبُرهَةِ التِّـنِّينِ !
هُزِّي حِبالَ الخاصِرَهْ !
لَعَلَّ مَنسوبَ النَّزيفَ خِنجَرٌ يُدْمينيْ !
أَو قاتِلي مُبقينيْ !
هُزِّي سُهولَ المَرمَرِ
بَيَّارَةُ الصَّدْرِ العَتيقِ غُربَةٌ قَد بَعثَرَتني ،
فَارحَميْ .. لُمِّـينيْ !!


-82-
"نِزارٌ" _ قِيْـلَ _ "قَبَّانيْ"
مَليكٌ يُنْصِفُ الأُنثى
ويَحمي نِصْفَنا الثَّـانيْ
وعِربيدٌ وصِنديدٌ
وباسْمِ آلنَّهْـدِ ، باسْمِ الوَرْدِ يَشْدو كالهَزارْ !
فَعُذْرًا يا "نِزارْ" !!
إِذا ما شَبَّ تَحْتَ المِرجَلِ الشِّعرِيِّ بُركانيْ
وقامَتْ بَعْضُ نيرانيْ
يَصيرُ البَحْرُ _ ماءُ الشِّعْرِ _ في كَفَّيكَ نارْ !
وأُمْسي سَيِّدَ الأَشعارْ
إِذا جاءَتْ مِنَ الإِنْسِ ، أَوِ ارتَدَّتْ منَ الجانِ !
عَزيزيْ يا ابنَ "قَبَّانيْ" !
وأَرضاكَ _ إِذا شِئْتُ _
غُلامًا بَينَ غِلمانيْ !
فَيَومًا سَوفَ تَأتينا : شِمالاً أَيُّها الثَّديُ المُفَدَّى دُرْ !
ويَومًا سَوفَ تُعطينا : يَمينًّا ، عَبْدَ كَفَّيَّ .. وَحُرّ !
ويَومًا ناقِدًا "ثائِرْ"
ويَومًا قانِطًا حائِرْ
أَما آنَ المَدى للاختِيارْ ؟
يا عَمَّنا "القاضيْ" "نِزارْ" ،
بَينَ ضَرْبٍ حَوْلَ أَثداءِ العَذارى لِلحِصارْ ،
أَو تَحَدِّي كَفِّ ذَيَّاكَ الحِصارْ ؟
"نِزارٌ" _قِيْـلَ_ "قَبَّانيْ" !
هُوَ الهَـدَّامُ والإعصارُ والبانيْ !
هُوَ الإعصارْ !


-83-
قَدْ أَجدَبَتْ في دَولَةِ العُروبَهْ
فَيالِقُ الخُصوبَهْ !
مَلـَّتْ مِنَ انتِظارِ عُرسِها على تُخومِها
فَتاتُنا المَخطوبَهْ !


-84-
وفَقْرَةٌ قَد تَلتَقي بِفَقْرَهْ
وَجهي وماءُ الوَجْهِ أَلْفُ قَطْرَةٍ بِجَرَّهْ
وقَطْرَةٌ تُهْوي على أَشلاءِ قَطْرَهْ
تَقَلـَّصَتْ مَلامِحي ،
فَكَرَّةٌ تَأْوي إِلى أَوهامِ فَرَّهْ
شَلاَّلُ صَيفٍ يَرتَمي في حِضْنِ قَلبيْ مَرَّةً ،
تَكونُ كُلَّ مَرَّةٍ مِليونَ مَرَّهْ !!


-85-
يا ظِلِّيَ المِسكينْ
يا قِطْعَةً مَوقوتَةً مِنْ عَتمَتيْ
ويا سَفيرَ قامَتي في مُهجَتيْ
هَل يَنتَهي في بَطْنِ حوتِ اللَّيلِ ضُوءُ نَجْمَتيْ ؟


-86-
ضَرَبَتْ حَديدِيَ وَهْوَ مُتَّقِدُ الهُدى ،
ضَرَبَتْهُ مِطْرَقَةُ الزَّمَنْ !
أُوَّاهُ يا دِرْعَ الوَطَنْ !!


-87-
هُم عَلَّمونا جَيِّدًا ،
كَيفَ نَكونُ جاهِزينَ كالخِرافِ دائِمًا لِجَزِّنا !
وكَيفَ يَسْرِقُ الحَريرَ عَن عَرائِنا الغَريبُ ،
دونَما أَدنى احتِجاجٍ مِن زُنودِ قَزِّنا !!


-88-
ماضِيَّ ماضٍ جِدًّا
مُضارِعي مُضارِعْ
مُستَقْبَلي مُفْتَرَقٌ لأِلْفِ أَلْفِ شارِعْ !
قَدْ يَذْهَبُ الذَّهابُ في مَيسُورِ كَوْنيْ
وقَدْ تَعُودُ لَوْعَةُ المِمْحاةِ لَوْنيْ
لِتَعزِفَ المَعزوفَةَ الأَخيرَةَ المَدافِعْ !


-89-
حَـلَّ الظَّلامُ فَما تَوَقَّفَتِ الزُّهورْ
عَن مُتْعَةِ استِدعائِها لَونَ العُطورْ


-90-
ووالِديْ "تَمُّوزُ" ،
أُمَّتيْ سَنَةٌ كَبيسَهْ !
وزَفْرَةٌ حَبيسَهْ !
والصَّيفُ جَدِّيْ ، جَدَّتي الرُّزنامَهْ !
مَواجِعي نَسْرانِ يَسْكُنانِ في قَلْبِ الحَمامَهْ !


-91-
وشَرقَ شَرقِكُم عَـلَتْ وِلادَتي
لكنَّني غَرْبَ آلشُّموسِ كُلِّـها احتَرَقتْ !
أَطَعْتُ دِفْءَ صَيفِكُمْ حتَّى اكتَوَيتْ !
سَأَلتُ نورَ الرُّوحِ عُذْرًا ،
عِندَما فِئْتُ منَ الظِّلِّ إِلى ظِلِّيْ ..
إِلى أَرضِ "الكُوَيتْ" !!


-92-
كُلُّ الدُّروبِ ، كُلُّها تَمضي إِلَيكْ !
وأَنتَ قَصْرٌ خائِرٌ يَأْوي ضَياعْ .
فهَـل أُبالي
عِندَما تَأْتي على عُيونِكَ الضِّباعْ ؟!


-93-
في الَّليلِ مِصباحانِ ،
حَوْلَ أَقماريْ الجَسَدْ !
ثَلاثَةٌ منَ الظِّلالِ ، زائِلانِ فيهِما ،
وواحِدٌ طَعْمُ الأَبَدْ !
مَتى تُرى جالَسْتَ في شَرائِعِ الغابِ أَسَدْ ؟!


-94-
وسَكوتَةٍ وعُيونُها تَتَلَمَّظُ
مَفضوحَةٌ ، لكِنَّها تَتَحَفَّظُ !


-95-
الشَّمسُ خَلْفي والزَّمانُ على تَمامِ الثَّامِنَهْ .
الشَّمسُ فَوقي والأَمانُ بِظَهْرِ ظُهْرٍ آمِنَهْ .
الشَّمسُ قُدَّامي وأَحلامي وظِلِّي مِنْ وَرائيْ
الشَّمسُ في قَلبي وفي ظِلِّ المَساءِ
وبُلبُـلٌ يَنامُ في قَلبيْ ، يُغَنِّي لِلمَداراتِ البَعيدَهْ !
هَـل أَنتِ يا هذي سَعيدَهْ ؟!!


-96-
كَمْ كانَ في مَقْدورِنا أَنْ نَصْنَعَ التِقاءَ عاشِقَينْ ،
في حاضِرٍ وَسالِفْ !
لكِنَّنا .. خائِفَةٌ وَخائِفْ !
وأَنتِ ذي قَواعِدُ الطَّبيعَةِ الجَميلَهْ ،
والنَّابِضُ المُخالِفْ !
هَزَمْتِني ،
وإِنَّني مُعتَرِفٌ وآسِفْ !!


-97-
قادِمَةٌ عَفَوِيَّـةٌ كلَحظَةِ المُهاتَفَهْ !
قَريحَتيْ .
شُجاعَةً وخائِفَهْ
مَقطوفَةً وقاطِفَهْ
فسُلْحَفاةٌ مَرَّةً ، وأَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ ،
لَمعَةَ بَرْقٍ خاطِفَـهْ !!


-98-
ومَرَّةً أَشحَذُ سَيفَ مِعْصَمي
في رَغبَةِ الكِتابَةِ المُلِحَّـهْ !
لَمَّا تُحيقُ صورَةٌ شِعْرِيَّةٌ جَميلَةٌ بِشاعِرِ القَبيلَهْ .
وحينَ تَأْتي فَجَّةً ثَقيلَـهْ ..
أَوَدُّ لَو تُصيبُني إِطراقَةٌ وبُحَّـهْ !!


-99-
وحينَ تَسْتَسيغُني هَوامِشُ الكَلامْ
أَصحو قَليلاً ،
عَلَّني أَنامْ !


-100-
لَمَّا أَذوبُ في صَلاةِ مَولِدي المائِيَّـهْ
سأَنتَهي في بَلدَةٍ مَخبولَةٍ مَنسِيَّـهْ
لَعَلَّني أَستَلُّ ذاتَ مَرَّةٍ جَديدَةٍ وِلادَتي
مِنْ رَحْمِ ذِكراكِ القَوِيَّـهْ !


-101-
صَوَّبتُ قَلبِيَ مِثْلَ رَشَّاشٍ على عَينِ الصَّبِيَّهْ
فأَسَرتُها ،
لكنَّني حادَثْتُها ، جالَسْتُها ،
فَجَمَعْتُ حَبَّاتِ الرَّصاصِ ،
رَعَيتُها حتَّى صَحَتْ ،
وهَرَبتُ حالاً عِندَما أَدرَكتُ أَنَّ "غَزالَتيْ" جِدًّا غَبِيَّـهْ !!


-102-
لَن تَلتَقي السَّماءُ بالأَرضِ سِوى على يَـدِيْ !
وعِندَها ،
قَدْ تَخرُجُ الجِّرذانُ ،
أَو قَدْ يَسقُطُ الزُّعرانُ ،
في مَرمى غَديْ !


-103-
لِحَيـِّنا إِسمٌ وشارِعٌ وبابُ بَيتِنا ورَقمْ !
ومَسْـكَنٌ وحُلـمْ !
للسَّاكِنينَ هَـمّ ،
مُسَيـَّجٌ بِغَـمّ !


-104-
وذِكرَياتٌ حَيَّةٌ وذاكِرَهْ
وسُنَّـةُ العَينِ عَصافيرٌ تَطيرُ ،
من حَنينِ الرِّيشِ
صَوْبَ تَعتَعاتِ الخاطِرَهْ .


-105-
ويَتلو القَلبُ ما فيهِ تَيَسَّرَ
مِنْ هُدى النَّبضِ الحَكيـمْ !
لكي يَرتاحَ جَوَّالٌ على حُلُمٍ مُقيـمْ !


-106-
وطَلقَةٌ ، خَميرَةٌ ، سُنبُلَةٌ مُشَرَّدَهْ .
أَيا رَغيفَ الأَورِدَهْ !


-107-
ضَعْفانِ مَسكوبانِ فَوقَ الزَّندِ قُوَّهْ !
سَيفانِ مِنْ وَردٍ ونارٍ ،
يَثقُبانِ في فَضاءِ اليَأْسِ كُوَّهْ !


-108-
وَلتَعْـلَموا يا سادَتي بأَنَّها ،
على بَقايا رِمَّـةٍ ،
تَنسابُ أَرواحُ النُّسورْ !


-109-
باريْ خُيولِ الفَجرِ يَعدو
حَوْلَ نَومِ فارِسٍ مُستَيقِظٍ ونائِـمْ !
إِستَيقَظَ الصُّبْحُ ،
فَقُـمْ إِذًا بِنا وَقاوِمْ !


-110-
كانَ على البُركانِ أَن يأوي إِلى رَمادِهِ
وارَتْ عُيونُ الأَرضِ مَسْعاها الثُّلوجْ !
يَستَسلِمُ الصَّوابُ للصَّوابْ
ويَصْلُحُ المِفتاحُ للخُروجِ والوُلوجْ !
هل في جِدارِ القَلعَةِ العَصماءِ بابْ ؟


-111-
ذُبابةٌ زَرقاءُ فَوقَ بُؤبُؤِ العُيونْ .
هل غادَرَتْ سُكَّانَها السُّجونْ ؟


-112-
يتعَرَّى النَّجْـمُ لَيلاً
تَهلَكُ الأَفلاكُ شَوقًأ
يَخلَعُ الكَونُ ثِيابَـهْ
والمَداراتِ
ونابَـهْ !


-113-
ذَهَبَتْ مَدارِسُنا إِلى ساحاتِنا المُتَأَلـِّمَهْ ،
قُرِعَ الجَرَسْ
جَهَزَ الحَرَسْ
رَجِعَتْ إِليها جُثَّـةُ التِّلميذَةِ المُتَعَلـِّمَهْ ،
وبِلا ضَفيرَهْ
جَهِلَتْ ضَفيرَتَها حَماقَتُنا المُغيرَهْ !


-114-
قُبَيلَ أَنْ تُقاطِعي مَجالَ روحِ رُؤْيَتي
التَفِتي ذاتَ اليَمينِ مَرَّةٌ
والتَفِتي ذاتَ الشِّمالْ !
وحاذِري من طَلقَةٍ طائِشَةٍ وصائِبَهْ !
ونَظرَةٍ تُطْلِقُها فوهَةُ عَينٍ ثاقِبَهْ !


-115-
أَفرِشُهُ بِساطَ روحيْ مَرَّةٌ
لكي تَمُرِّي فَوقَهُ
أَو تَدْخُلينيْ !
يا صَدى كُفْري وَدينيْ !


-116-
بَعْدَ أَنْ طارَتْ عَصافيري إِلى أَرضٍ بَعيدَهْ
لَم تَعُدْ بيْ حاجَةٌ أُخرى لأِقفاصٍ جَديدَهْ .


-117-
تَبَخَّرَتْ تَحْتَ الشُّموسِ زَوجَةٌ مِنْ روحِنا وماءْ
يا أَيـُّها الأَرمَـلُ يا بَحْرَ الشَّمالْ !
تَخَثَّرَتْ غُيومُنا وأَمطَرَتْ في أَرضِنا دِماءْ !


-118-
صَخْرُ الزَّمانِ ، مِعصَمي ، إِزْميلي
ووجْهُكِ المَقدودُ مِنْ صَخرِ "الجَّليلِ"
واللَّيلُ يَهوي مُشْعِلاً قِنديليْ .


-119-
عَلَّقْتُ مُعظَمَ الذُّنوبِ فَوقَ مِشْجَبِ البِلادِ ،
أَو صَدى الظِّلالِ !
شُموسُ روحي تَرتَمي أَماميْ ،
فَهَـلْ أَدُقُّ لَوعَةَ الجَّنوبِ في جُرْنِ الشَّمالِ ؟!
نَعَـمْ ، نَعَـمْ .
مُسالِـمٌ قِتالـيْ !!


-120-
يُقعي دُوَّارُ القَريَةِ في وَسَطِ السَّفَرِ ،
وتُغادِرُ كُـلُّ السيَّاراتْ .
قَدْ تَصمُتُ أَرواحُ الحاراتْ .
وغَريبٌ يَشْرَبُ فِنجانًا يُمْـليْهِ الدَّمُ ،
ويَلوكُ القاتْ !


-121-
مَتى تُرى سأَستَرِدُّ ضِلعِيَ المَفقودْ ؟
قوليْ بِرَبـِّكِ ، هَلْ تُرى يَعودْ ؟


-122-
فَلْنَرتَقي بِكِسْرَةِ الأَرضِ إِلى صَحْنِ السَّماءْ !
كَيلا يَنامَ جُوعُنا ،
إِذا أَتى لأِرضِنا الجَّفاءْ !


-123-
يَلوذُ بِظِلِّي الشَّجَرُ ،
إِذا وَقَفَتْ على كَتِفي بَعضُ الشُّموسْ !


-124-
فَلتَعتَريني فِضَّـةُ التَّقوى ونَبضيْ !
حَديثُ هذي العَينِ مِنْ دُخانْ !
"وَرْدٌ" قَتيلٌ عِنْدَ إِطراقِ الزَّمانْ !
زَئيرُهُ أَعياهُ رَبْضيْ !


-125-
ومُنذُ عُرْيِ مَولِدي
لَبِسْتُ أَحلامي وظِلِّي .
أَغرَقتُ صَهْوَةَ المَدى في مَنبَعٍ مِنْ خَـلِّ .


-126-
حِبري يَسيلُ مِن جِراحِ مُعجَـمْ
ويَرتَمي على جِرارِ قَلبيْ !
فَلتَنهَلي مِنْ شِعْرِهِ يا "زَمْزَمْ" !!


-127-
وفي هُدوءٍ دافيءٍ ،
أَرميْ يَدَيَّ في لَظى يَدَيكِ !
بِصُحْبَةٍ لَدودَةٍ أَهُزُّها مُصافِحًا ،
ثُلوجَ أَصْغَرَيْـكِ !


-128-
ويُراقِصُ القمَرُ النُّجومَ بِليلَةٍ
مَبذورَةٍ خَلْفَ السُّباتْ !
تَهوي حَصاةُ العُمرِ في بئرِ الزَّمَنْ .
وتُوزِّعُ الماءَ اليَتيمَ على الجِّهاتْ !
ويَشِبُّ من أَعماقِ بِئري سِرُّ سِرِّيْ
من جَرَّةٍ مُكتَظَّةٍ بالبَحرِ والمِرساةْ !


-129-
هَـلْ صورَةُ البَدْرِ إذا البَدرُ تَراءى في مِياهٍ عَكِرَهْ ،
ستَنثَني مُعَكَّرَهْ ؟
وهَـلْ تَصيرُ دِمنَةٌ حَديقَةً إِذا تَمَطَّتْ فَوقَها
ظِلالُ هذي الشَجَرَهْ ؟
وهَـلْ ستَجني عَسَلاً في لَحظَةِ اندِساسِها
بَينَ الأَقاحيْ حَشَرَهْ ؟
هَـلْ أَلِفٌ ولامُها في أَوَّلِ الإِسمِ
تُقيْـمُ مِن مَجاهِلِ الحَضيضِ "فَيلَسوفًا" نَكِرَهْ ؟!


-130-
على تَفَجُّرِ الطَّريقِ في تَشَظِّيها الأَخيرْ
تَنتظِرُ المَوتَ الكَبيرْ
فَهَـلْ فَهِمتُمْ "سادَتيْ" الحَميرْ ؟


-131-
سَيـِّدَةٌ وسَيـِّدٌ يُمارِسانِ لُعبَةَ "الشِّطرِنجِ"
حَتَّى السَّاعَةِ الأَخيرَهْ !
"الشَّـاهُ" ماتَ .. ماتْ .
تَستَيقِظُ الليلَةُ قَبْـلَ دِيْـكِها بِساعَةٍ ضَريرَهْ !
فاقِدَةَ البَصيرَهْ !
وتَترُكُ الميراثَ ليْ :
مُستَهتِرًا وحامِلاً وعَتْمَةَ الظَّهيرَهْ !


-132-
لَدَينا "وُجوهٌ" مِنَ "السِّخْتِيانِ" المُقَوَّى
لَدَينا رِجالٌ مِنَ "السِّخْتِيانْ" !
فَعُرْبٌ أَعَزُّوا "فَرَنسا" كَثيرًا
وعُرْبٌ أَعَدُّوا "بِرُوما" الحِرابْ !
وأَنصافُ عُرْبٍ تَرامَوا بِغَيهَبِ جَيْبٍ سَحيقٍ
وبَعضُ "الوُجوهِ" تُسَمَّى بِسِعْرٍ ،
فدِرهَمُ ذُلٍّ سيَكفيْ وزيرا
وبَعضُ النَّذالَةِ تُعطي مُديرا
فهذا يُحالِفُ حِلْـفًا تَعَدَّى
وذاكَ يُغازِلُ عَبْدًا مُغيْرا
وآخَرُ نَذْلٌ يَصولُ ويُقْعي
كَعِجْـلٍ عَجوزٍ غَريبِ اللِّسانْ !


-133-
كُنْـهُ الرَّماديِّ وأَنتِ ،
يا بِلاديْ
في وُضوحِ الأُحجِيَهْ !
خَطيئَةُ الأَلوانِ أَحلى مَعْصِيَهْ !


-134-
"سَيـِّدي" السَّـِّيدْ !
يا قَذِرًا .. جَيـِّدْ !


-135-
لُغاتُ دَميْ أُغازِلُها فتَنزِفُني
وتَجهَلُني وتُنكِرُني !
وتَعرِفُني
وأُحييها فتَقتُلُني
وأُطْلِقُها فتَأْسِرُني !


-136-
هذا الغِناءُ ناعِقٌ ،
ما أَقدَمَ الإيقاعْ !
لكِنَّ نَفْسَ الرَّاقِصَهْ ،
قَدْ تَشْرَبُ المِذْياعْ !


-137-
فَلتَخجَـلوا قَليلاً !
لا تَتْرُكوا صَحْنَ الجِياعِ طافِحًا
بالمُفرَداتِ المُتْخَمَهْ !!


-138-
كُلَّ صَباحٍ مُشْرِقٍ ،
في غَفْلَةِ الإقلاعِ مِنِّيْ
وصَهوَةٍ مِنْ خَيْـلِ بُنِّ
أَسقُطُ أَلْـفَ مَرَّةٍ عَنْها .. وعَنِّيْ !!
مَتى تُرى يَرى الخَريفُ وَجهَهُ ،
في خُضْرَةٍ تَجتاحُ بُنِّيْ ؟!


-139-
مَنْ يا تُرى سيَحيا ،
يا سَيِّـدي الزُّكامْ ؟
الوَردَةُ ؟
الشَّوكَةُ ؟
أَمْ "لُعْبَةُ" السَّـلامْ ؟!


-140-
لَحْمٌ نَبيذِيٌّ وأَنيابٌ على الفَكَّينْ !
ونادِلٌ في حَفلَةِ المَجازِرْ !
يُوَزِّعُ الأَكتافَ فَوقَ طَبْـلِ نارٍ مِنْ جُلودِنا
يَغيبُ في لَظى المَجامِرْ !
قُلْ ليْ على ماذا وَمَنْ ،
يا صاحِبَ الشُّورى أُقامِرْ ؟!


_141-
أَوقَدتُ أَلْـفَ شَمعَةٍ
بَينيْ وبَينيْ ،
فَأَينيْ ؟


-142-
يا هذا اليَّومَ الشَّـفَّافْ
أَرِنيْ قاعَـكْ !
أَهوي مِن صُبحِكَ يَومِيًّا
بِيَدَيْ قِصَرِ اليَّـدْ .
وبِلَيلِ العُمرِ أَبَـدْ .
يا نُورًا في عَصْرِ اللَّـيلِ
ما أَقْصَرَ زِندَيْـكَ وَباعَكْ !!


-143-
عِنْـدَ ظَهيرَةِ الجَّسَـدْ
تُضيءُ شَمسُ الرُّوحِ ها هُنا
إِلى حُزْنِ الأَبَـدْ !


-144-
يُحكى لَنا عَن جيلِنا الَّذي ارتَمى
رَصاصَةً
في مَقْتَـلِ العُصورْ !
سَماؤُهُ انسَـلَّتْ إِلى تَشاوُرٍ مُستَعْجَـلٍ
في دَولَةِ القُبورْ !
وأَرضُهُ انهارَتْ على أَعماقِ عُقْمٍ صارِمٍ
فَمُخْلِصٌ يَومًا ،
ويَومانِ يَخونْ !
وسَيِّـدٌ شَهْرًا ،
وعامانِ يَهونْ !
ومَوتُهُ كَسائِرِ الأَشياءِ في الدُّنيا
يَظَـلُّ كُنهُـهُ نِسْبِيَّـا
يَكونُ حينَ لا يَكونُ شامِخًا
وحينَ يَهْوي قانِطًا.. يَكونْ !
مَتى تُرى تأْتي إلَينا نَسمَةٌ مِنْ أُمِّنا الجَّزيرَهْ ؟
متى تُرى يأْتونْ ؟


-145-
نادَيتُكُم فَسَمِعتُ : صَـهْ !
ضَربًا سأَضرِبُكُم على أَظلافِكُم !
أَهوي بمِطْرَقَتي على أَطرافِكُمْ !
وسأُنزِلُ الضَّرَباتِ فَوقَ حَوافِرٍ ،
سِندانُكُمْ لا ذَنْبَ لَـهْ !


-146-
ـ أَمعاؤُنا يا صاحِبَ الجَّلالَهْ !
خاوِيَةٌ دونَ عَمَـلْ .
ـ أُوْقِفُها عن الدَّوامِ حالاً
أَزرَعُها بِساحَةِ البِطالَـهْ !
وأَسجِنُ الأَمعاءَ مِنْ دَقيقِها
حتَّى الغَليظِ في حَشا البُطونْ !
مُصرانُنا الأَعوَرُ أَفقيْ عَينَـهُ
فَعَينُـهُ وَحيدَةٌ تُسَبِّبُ اختِلالَـهْ !
واسجِن "الإِثنَيْ عَشَرْ" .
حتَّى يَكونوا عِبْرَةً لِمَنِ اعتَبَرْ .
هَـلْ أَنتُمو يا قَومُ قانِعونْ ؟
سأَفرِضُ الحِصارَ حَولَ دَولَةِ البُطونْ !


-147-
الإنتخاباتُ بِأَوْجِ أَوْجِها
فما أَشَدَّ المَعرَكَـهْ !
حتَّى ولَو كانَتْ رُؤًى مُفَبرَكَـهْ !
بَينَ الرَّئيسِ والرَّئيسِ وابنِهِ الرَّئيسْ !
فَلا تَقِسْ زِلزالَها يا "رِخْتِرَ" التَّعيسْ !
إنْ شِئْتَ أَن تَقيسْ !
أَمَّـا المُرَشَّحونَ "سَيِّدي" فَهُمْ :
1) رَئيسُنا ،
2) والِدُ ابنِهِ البَطَلْ ،
3) وجَـدُّ إِبنِ إِبنِهِ .
خُيِّرتُمو "فصَوِّتوا " يا أَيُّها العَبيدْ !
كُـلُّ انتِخابِ ظالِمٍ يا وَطَنيْ
وأَنتَ في قُيودِنا سَعيـدْ !!


-148-
وواقِفونَ مِثْـلَ باصورٍ على بوَّابَـةِ الأَوطانِ ،
مُستَنزَفينَ ، صارِخينَ حُزنَكُمْ
وحَولُـكُمْ : آميـنْ !
ويَنفُثُ "الثُّلوجَ" حَولَ عُهرِكُـمْ تِنِّيـنْ !
مُصرانَنا الغَليظَ يا مَلاذَنا المَهيبْ
تَأَهَّبَ الرَّئيسُ لِلخُروجْ
وصَفَّقَ الخِصيانُ والعُلوجْ
لِتَوأَمِ الزَّائِدَةِ الدُّودِيَّـهْ
فاستَنفِري أَيَّتُها الدَّورِيَّهْ
وَليَنزَرِعْ جُنْـدُ "الشَّرَفْ" !
في فُتحَةِ المِرحاضْ
ها هُوَ ذا الرَّئيسْ !
يَعيشُ .. يا .. يَعيشْ !
جَوعى ، إِذًا فَلتَمضُغوا الحَشيشْ !
يَعيشُ .. يا .. يَعيشْ !
ولتُطلِقِ المَدافِعُ القَذيفَةَ الأُولى .. هَلا !
وَلتُطْلِقِ العِشرينْ !
على "قَفـا" الرَّئيسْ .
ووَجهُـهُ جِنِّيَّـةٌ وقَلبُـهُ إِبليـسْ !!.


-149-
رَمى الطَّاووسُ أَلوانًا على أَكتافِ مِحرابيْ ،
فَخُـذْ لَونَ الخَريفِ وكُنهَـهُ
عَمَّا جَناهُ شَبابيْ .


-150-
يَغلي اللَّونُ الأَخضَرُ
يَغْلـيْ !
يَتَبَخَّرُ عَن وَجهِ القَلبْ !
يَتَغَرَّبُ في أَبيَضِ فُلِّـيْ !


-151-
تُضاجِعُ النَّارُ الظَّلامَ ،
يَخلَعُ الظَّلامُ ستْرَةً عنِ التَّقوى وعَنِّـيْ .
فَهَـل أَرى وَجهِيَ مَصلوبًا
على جُنونِ أَوثانٍ وَجِـنِّ ؟!


-152-
تَدَفَّقَتْ ذاتيْ إِلى شَرقِ الهَوى
صَباحًا ،
ويَرجِعُ المَساءْ .
لأِنتَهيْ حِمْلاً على عاداتِ نَسْرٍ جائِعٍ وماءْ .


-153-
وَقَفَتْ هُناكَ شُجَيرَةٌ لِلعائِلَهْ .
وَقَفَتْ تُراقِبُ مَركِبيْ
يَرسُو بِسَرحَتِها وظِلُّ الحِقـدِ كَفٌّ مائِلَهْ .


-154-
وَجهُكِ الخائِنُ وَطواطٌ تَدَلَّـى
مِن سُقوفِ الكَهفِ أَو وَهْـمِ القُلوبْ !
وَجهُكِ العالِقُ ثَلجًا
في شُموسٍ فَوقَ ماضيْها تَذوبْ !


-155-
هَـل زَلَّتِ الأَشجارُ
إِذْ تَعَرَّتِ الأَشجارُ مِن أَوراقِها
في حَضْرَةِ الفَّحـلِ الخَريفْ ؟!


-156-
وشاءَتْ قَطرَةُ الماءِ اقتِرابًا
مِنْ مَرايا الماطِرِ الآسِنْ .
فَمَدَّتْ رَشفَةً للظَّامِيءِ الماجِنْ !!


-157-
كُـلُّ نَهارٍ عابِرٍ
كنَبْضَةٍ أُخرى تَفِرُّ مِن فُؤادِنا إلى عُمرِ الزَّمَنْ
في بَحثِها عن مِحنَةِ الخُلودِ في كَفِّ الكَفَنْ !


-158-
يا أَيُّها التَّاريخُ ،
يا سُحلِيَّةً تَمشي على جِدارِ مَبنى حاضِريْ !
هيَّا اعطِني لَحظَةَ قَلبٍ ،
عَلَّني أَن أَختَفي عَن ناظِريْ !


-159-
سُجونُهُم تَضُمُّني كَبُلبُلٍ
يَرحَـلُ عَنِّي دونَما رُجوعْ !
وأَرتَدي فَوقَ الفُؤادِ جُبَّةَ الضُّلوعْ !
يَندَسُّ عَقليْ جَوفَ سِجنِ الجُمجُمَهْ .
وتَحتَ خَيْـلٍ مُحْجِمَهْ .
أُلقي قَميصيْ فَوقَ صَدْرِ الآخِرَهْ
والآخِرَهْ
هُبوطُ أَلْفِ قِمَّةٍ فَوقَ الرُّكوعْ !


-160-
سأَرُشُّ قَمحَ قَريحَتيْ
لِطُيورِ صَدْرِكِ
يا أَنا !


-161-
مَتى رَأَيتِ وابِلاً منَ الشِّتاءِ يَبكيْ ؟
متى سَمِعْتِ عن جِبالٍ تَشتَكيْ ؟
وَتَحْكيْ ؟
متى قَرَأْتِ عن إِلـهٍ مُشْرِكِ ؟
كُنْهُ الجَّوابِ يا أَنا حَقيقَتي
فَلتُعطِني حَقَّ البُكاءِ والكَلامِ والهَوى
وَلتَتْرُكي الباقيْ لَـكِ !!


-162-
مِنْ زُقاقٍ لِزُقاقْ
لِخِصامٍ لِوِفاقْ
لابتِسامٍ لِتَجَهُّـمْ
لاختِلافٍ لاتِّفاقْ
لانتِقالٍ في الزَّمانْ
راكِضًا أَخرُجُ مِن كَفِّ الأَغانيْ
فَوقَ أَوتارِ الكَمانْ !


-163-
وصَمْتُنا جَزيرَةٌ صَخْرِيَّةٌ
في قَلبِ بَحْرٍ مِن كَلامْ .
يا صَرخَةً وَردِيَّةً سَكوتَةً
يَأتيكِ عَن نَخيلِنا الحُسامْ .


-164-
بإِصبَعٍ مِن نُورِهِ
قَدْ يَحرُثُ القِنديلُ ساحاتِ الظَّلامْ !
في بَحْثِهِ عن مَوسِميْ
في بِذْرَةِ المَنامْ !


-165-
قَد يَتعَبُ السُّورُ من استِدارَةٍ حَولَ المُدُنْ !
يَلتَفُّ حتَّى يَنهَضُ الدُّوارْ .
قَيْـدًا وأَمْـنًا وانتِحارْ .
يُعَلِّقونَ فَوقَهُ إِسمَ الَّذي عَلاَّهْ
في مَرَّةٍ بِنُورْ .
ومَرَّةٍ بِقارْ .
يَكتُبُهُ المُحاصِرونَ تارَةً
وتارَةً ،
مَنْ يَقبَعونَ داخِلَ الحِصارْ !
قَد يَتعَبُ السُّورُ من اعتِناقِهِ لقامَةِ الزَّمَنْ !


-166-
وبَعدَما يَنامُ هذا اللَّيـلُ تَصحو دَمعَةُ الرِّجالْ !
بُكاؤُهُم أَخرَسُ مِثْـلَ حُزنِهِمْ .
يَبكي الرِّجالُ دائِمًا أَشياءَهُم
يُلَملِمونَ بَعْدَ قَصْفِ لَيلِهِم لِروحِهِم أَشلاءَهُم
مَوتًا بِطَعْمِ مَوتْ !
يَبكي الرِّجالُ ذاتَهُم ... بِصَمتْ !!


-167-
سأُطلِقُ النَّظرَةَ من شُبَّاكِ عَيني
مِثْـلَ عُصفورٍ
على حُلْمِ السَّماءِ الأَزرَقِ
ومُمكِناتِ الإِتِّساعْ .
لِتَستَقِرَّ في رُؤى جِبالٍ
كانَتْ طُموحَ تَلَّةٍ في الإِرتِفاعْ .
يا تَلَّـةً مَملوءَةً بِشَهوَةِ العُلُوّ !
نامَتْ جِباليْ ، وَلتَكُنْ مِنْ بَعدِيَ السُّهولْ ..
سَمِعتُها تَقولْ ...!


-168-
أَغمِسُ ناييْ في العَسَـلْ .
أذهَبُ في طَريقِ روحيْ ،
عَلَّني يَومًـا أَصِلْ .


-169-
لَنْ تَراني صاحِيًا من طَعْمِ مَوتيْ .
في فِراشيْ ..!
جَوفَ صَوتيْ .
رَجُلٌ غَيريْ يُغَنِّي لِلْفَراشِ ..!


-170-
فُقاعَةً إِثْرَ فُقاعَهْ ،
يا "قُضاعَهْ" ،
تَحكي مِياهُ وَجهِنا مُيولَها ،
تَقولُها ،
والصَّمتُ مِفتاحُ الفَرَجْ !


-171-
بِلادُنا "مُهَفنَطَهْ" !
قَد يَسلُكُ ابنُ رَحمِها طَريقَها
مِن دونِ وَعيْ .
قَد تَعتَلي الجِبالُ سَرجَ طولِها
مِن دونِ وَعيْ .
ورُبَّما تَمتليءُ البِحارُ حتى قاعِها
من دونِ وَعيْ .
ورُبَّما تاهَتْ بِها كُـلُّ السَّواقي ، كُـلُّها –
مِن دونِ سَعيْ .
إلى رُؤًى مُحَنَّطَهْ !


-172-
ولَن أَموتَ بَعدَ هذا اليَومِ حُبَّا !
كَفَّرتُ قَلبًا عاشِقًا
كَفَّرتُ عن آفاتِ نَبضٍ
وانتَشَلتُ من رُؤى لَوحِ الوَصايا العَشْرِ رَبَّا !
إِذًا ،
أَموتُ بَعدَ هذا اللَّيـلِ حُبَّـا !!


-173-
"نِسرينُ" تُرافِقُ يَومًا شَفَّافًا
وفُقاعاتٍ تَتَهَرَّبُ مِن مِرجَـلْ !
وتُصَنِّعُ مِن لَيليْ قَمَرًا
تَبكينيْ "نِسرينيْ" .. تَذويْ .
يا "بُرجَ الجَوزاءِ" المُهْمَـلْ !


-174-
وعندَما يَرجُمُ أَنفاسيْ مَلاكْ ،
قَد أُرجيءُ الكَفَّينِ ،
أَو قَلبيْ ،
إلى يَومِ الهَلاكْ !!


-175-
لَو صارَ قَلبُ أُمِّنا في هذهِ الأَيَّامْ
كزائِرٍ مُواظِبٍ في مَكتَبِ الإِحصاءْ
سنَشكُرُ الآباءْ
ويَعتَلي في كُلِّ عامٍ
فَوقَ صَدْرِ أُمَّهاتِ شَعبِنا وِسامْ .


-176-
سأَضرِبُ الأَوتارَ في ماءِ المَدى
بِريشَةِ المِجذافِ .
يا هذهِ البُحَيرَةُ الصَّغيرَهْ !
لَعلَّني أَسيرُ فَوقَ ماءِ وَجهيْ .. حافيْ !!


-177-
فَنِّي قَلبٌ ، قَفَصٌ صَدرِيٌّ سَجَّانُهْ !
ولَكُم أَفكاري القَلبِيَّهْ .
قَدْ تُنزِلُني يَومًا عَنِّيْ .
أَو تُطلِقُني
عُصفورًا مَجنونٌا مِنِّيْ .


-178-
كلِماتُكِ تَقْطُرُ في الرئَةِ المَجنونَةِ شَمسٌا
أَو دَمْعًا
رِئَةٌ عَمياءُ القَلبِ تَشي وَعْدًا
رَمَدًا يَشكو أَعراضَ رَمَدْ !
..........
هذا الشَّهيقُ مَـدٌّ
ذاكَ الزَّفيرُ جَزْرٌ
تِلكَ التَّراتيلُ زَبَدْ !


-179-
يا كاتِمَ النَّبضِ الَّذي في خاطِريْ
يا إِرثِيَ المُسَدَّسْ !
صَوَّبَـكَ الصَّوابُ نَحوَ حاضِري
مُستَقبَلاً مُقَدَّسْ !


-180-
لِمَنْ نَصونُ السَّمنَ يا أُمَّاهُ والعَسَلا ؟
لِواهِبِ الضَّرعِ الرِّماحَ يا تُرى ،
أَم لِلحَبيبِ قَدْ قَضى خَجَلا ؟
يَموتُ جوعًا دونَ خُبزٍ مَن إِذا ساءَلتِهِ :
ألا تَموتُ مَرَّةً أُخرى لأِجلِ هاجِسي ؟
أَجابَ دونَ تَرَدُّدٍ : بَـلى !!


-181-
ومَركِزُ الغَضَبْ
نَضَبْ
في مُخِّنا نَحنُ العَرَبْ
مُعَطَّـلٌ
يَستَرسِلُ العَدُوُّ في عُلومِهِ
وننتهي في رِحلَةٍ عِندَ الرُّطَبْ
هَـل يَغضَبُ الأَميرُ عَنَّا بالوِراثَهْ ؟
هَـل تُبدِعُ الحَميرُ في الصَّهيلِ والحِراثَهْ ؟
وباسْمِ كُرباجِ المَليكِ تُقْسِمُ الحُرِّيـَّهْ
تَصيرُ ، بَعْـدَ روحِنا شَرَّ البَلِيَّـهْ
"ياسينُ" يُرديهِ دَمُهْ ،
وتَضحَكُ الضَّحِيَّهْ !
تَوَرَّطَتْ في "سيْنِها وَجيمِها" ،
في لَيلَتي ،
تَوَرَّطَتْ "بَهِيَّـهْ" .
أَبا اللَّهَبْ !
أَبا اللَّهَبْ !


-182-
إِنتِخاباتٌ وَ"لاتْ"
إِجتماعاتُ الجِهاتْ
بَعدَها "مورفينُ" إِجماعٍ وَقاتْ
"أُورغْيا" شَعبِيَّةٌ قَد تَعتَرينا
وَلْيَكُنْ مِن بَعدِها طَقْسُ الجِماعْ !
حاكِمٌ فينا الجِّماعْ !
حَفِظَ اللـهُ الجِّياعْ !
صَفحَةً نُوْدِعُها آفاتِنا والمُوبِقاتْ !


-183-
كانَتْ بِلادُنا لَنا حَقلاً ومَزهَرِيَّهْ
اللَّوزُ غَيْمًا كانَ ،
والهَوى لَنا بَيتًا وَفَرْشا !
فَكَيفَ صارَتْ عِندَكُم قَبرًا ونَعْشا ؟


-184-
في سالِفِ العُصورْ
كانتْ لَنا أَوثانُنا "بِرَهبَةٍ" كَذَّابَةٍ ومَعْبَدْ !
ما بَذَّرَتْ نُقودَنا
ما خَطَّطَتْ حُدودَنا على ثِيابِ أُمَّةٍ مَنكوبَةٍ .
وجاءَنا بِوَجهِنا "مُحَمَّـدْ" !
مُحَطِّمًا أَوثانَنا بِآيِهِ المُمَجَّدْ !
.......
في حاضِرِ العُصورِ هَدَّ روحَنا أَلْفُ وَثَنْ !
وآستَمرَؤوا قَتْـلَ الوَطَنْ !
جاؤوا رَئيسًا أَو مَليكًا أَو زَبَدْ !
جاؤوا أَميرًا في الكَفَنْ !
أَوغادَ حُكْمٍ نافَسوا كُنْهَ العَفَنْ !
اللـهُ يا اللـهُ كَمْ جارَ الزَّمَنْ !


-185-
جِدُوا الفُروقَ سادَتيْ ،
بَينَ الَّذي يُقالُ في الإِذاعَهْ .
وبَينَ ما يَقولُهُ "الزَّعيمُ" لِلجَواريْ
في مَخْدَعِ النِّكاحِ والخَلاعَهْ !


-186-
قَـدْ قُبـِلَ البَـليدُ في الكليـَّةِ الطبيـَّةِ في " العاصِمَهْ "
ويا لها من ضَربةٍ صِحِّيـَّةٍ مُؤلمةٍ وقاصِمَهْ
نَـذْلٌ وبالوراثهْ
جِيـْناتـُهُ تَفيضُ عن لُواطِهِ دَماثهْ
فسِحنَةٌ مُكَوَّرَهْ
وجَبهَةٌ مُدَوَّرَهْ
وعَـقلهُ مُربَّعٌ كقِطعةٍ نقْديـَّةٍ مُزَوَّرَهْ
" بالواسِطَهْ "
بفِعْـلِ ما أَتى بِـهِ والدُهُ مِن " مُنجَزاتٍ " ساقِطَهْ
مَسْخٌ وحيدٌ أَهبـلٌ ، وأُمُّـهُ
قَـدْ عاهدتْ خالقَها أَلاَّ تُتيحَ رَحْمَها
لنَسخةٍ ثانيةٍ مُختلَّـةٍ وهابِطهْ
وأَسْقطتْ مُحبَطَةً وقانِطَهْ
لَم يَختلِطْ في الجامِعَهْ
بغيرِهِ من العَرَبْ
واعتقَدَ الجَربانُ أَنَّ العَرَبَ – الأَهلَ – جَرَبْ
وما نجا من تَعتَعاتِهِ أَحَدْ
من الشُّيوعيين بيننا وأَبناءِ البَـلَدْ
فلَمْ يُخاطِبْ أَحَدًا باللُّغَةِ " الدَّنِيـَّهْ "
واستَحسَنَ الطَّاقِيَّـهْ
وأَصبَحَتْ " إِستيرُ " فَرْدَهُ الصَّمَدْ
وقَـدْ نأَى عن ذاتِهِ وشَعْبِـهِ
وبَهْـدَلَ العِقالَ والكوفِيَّـهْ
وقاطَعَ القُّمبازْ
" مُمتازْ " !!
قالَ المُرَوِّضونْ !
وكانَتِ الرِّوايَةُ الرَّزِيَّـهْ :
بَوَّابُ مَشْـفًى يَضْرِبُ الطَّبيبْ !
لأِنـَّهُ مُناضِلٌ حَبيبْ !!
" قَـدْ ضُرِبَ الطَّبيبْ " !
فاستَيقَظَ النُّباحُ والفَحيحُ والنَّعيبْ !
" أُمَّـتُنا " في مَوقِفٍ عَصيبْ !
قامَ صُراخُ السُّـذَّجِ " النَّشامى " :
" مُناضِلٌ " يُهيْـنُهُ البَوَّابْ !!
العارُ يا شَبابْ !!
قَدْ أَزِفَتْ فُرصَتُنا ، فَلنَدعَمِ الحَبيبْ !
قالَ المُرَوِّضونْ .
نَفْخٌ على طَبْخٍ على مَقالَةٍ قَوِيَّـهْ
وحَرفُ جَرٍّ بائِسٍ نُضيفُهُ إِلى سُدى " القَضِيَّـهْ " !
هَبَّ صُراخُ السُذَّجِ " النَّشامى "
ودونَما تَفَكُّرٍ ودونَما رَوِيَّهْ
قالَ المُرَوِّضونْ .
قَدْ نَضَجَتْ على لَهيبِ مَوقِدِ الرَّعاعِ و" النَّشامى " ،
مَلامِحُ الجَّاسوسْ .
وبَشَّرَ المَجُوسْ .
وأَنذَرَ النَّاقوسْ .
ورُفِّعَ الجاسوسُ ذاتَ كِذْبَةٍ لِسُدَّةِ الرِّئاسَهْ !
عَيْـنًا ومُستَشارْ .
فاستَبشِري أَيَّـتُها الدِّيارْ .
ها هُوَ ذا جَحْشٌ كَبيرٌ خائِنٌ يُقْعيْ على ظَهْرِ الوَطَنْ !
وعِندَما يَنْهَقُ كُـلُّ حِبْرِنا
يَزْرَقُّ جِلْدُ شِعْرِنا وتُزْهِرُ المَزابِلْ
كَيفَ يَصيرُ خائِنٌ مُناضِلْ ؟!
يا سُذَّجًـا ضَـلُّوا هُنا
وسُذَّجًـا هُناكْ
قَدْ " تَفرَحونَ " لَحظَةً ، وإِنَّما
لا يَعرِفُ الأَحزانَ يا مُواطِني إِلاَّكْ !!.


-187-
لَو وَزَّعوا عِشْقيْ على رِجالِها
لأَصبحوا جَميعُهُم عُشَّاقا .
لَو جَبَـلٌ أَصَـمُّ نالَ قَلبَها
لَصارَ صَخْرًا هائِمًا مُشْتاقا .


-188-
لَو هَزَّةٌ قَلبيَّـةٌ ضَرَبَتْ بِلادَ المُفْتَدي
ووراءَها مِليونُ هَزَّهْ !
ستظَـلُّ في فُستانِها الصَّيفِيِّ " غَزَّهْ " !


-189-
وأَعوذُ بالحِبْرِ النَّقِيِّ وطُهْرِهِ
من لَفظَةٍ يَجتَرُّها " الشُّعَّارُ " !
هُم يَنتَهونَ ببابِ بابِ المُعْجَمِ ،
وبِهِ سيَـلْكِزُ خَيليَ المِشوارُ !
ونِهايَتي من غَوصِ بَحرِ الأَبجَدِيَّةِ لُـؤلُـؤٌ
ولَدى سِوايَ تَخَبُّطٌ ودُوارُ !
ولَدَيَّ تَعتَنِقُ الَّلآلِيءُ عِقْدَها
ولَهُم شِراكُ القِرْشِ يَتلوها انتِحارُ !
غاروا قَليلاً من رَحيقِ قَريحَتي !
لا بَأْسَ أَنْ تتفَجَّروا كقَذيفَةٍ
أَو أَنْ تَغارُوا !!.


-190-
أَميرٌ وابـنُ جَرباءِ
سَليلَ الزَّينِ والباءِ

أَذَنبيْ أَنَّني حُـرٌّ
مِنَ الأَرحامِ لِلياءِ ؟

ولَوني لَونُ سُنبُلَةٍ
ولَونُكَ طَبْعُ حِرباءِ ؟

لِسانُكَ يَدَّعي شَهْدًا
وقَلبُـكَ مَكْمَنُ الدَّاءِ

أَتَحْسِبُ أَنَّني عَبْدٌ ؟
وأَنِّي وَجْهُ أَشلائي ؟

سأُطْعِمُ تاجَـكَ الذُّلاَّ
وأَسحَقُـهُ بأَنْوائيْ !

أَنا غَيْـمٌ غَوى جَبَلاً
فأَينَ القاعُ مِنْ مائِيْ ؟


-191-
كَلبٌ يَلهَثُ خَلْفَ الذَّنَبِ
مَنْ يَبحَثُ عَن وَجهِ الفُصحى
في دَفتَرِ شِعْرٍ مُسْـتَورَدْ !!


-192-
فَزَّاعَةٌ في كَرْمِ روحٍ نائِمَهْ
يُخيفُها إِصرارُ عَندَليبْ !


-193-
كالتِصاقِ الإِسمِ بالشَّيءِ المُسَمَّى
كالتِصاقِ اثنَينِ في مَعنى المُثَنَّى
تَلبَسُ الأَرضُ قَميصيْ !!


-194-
نَشرَةُ الأَشعارْ :
- حصلتْ في مساءِ العَصرِ الحَديثِ عمليَّاتُ سَطْوٍ
مُسلَّحٍ على بَنكِ السَّليقَةِ في وادي عَبقَرْ !
- إِقتحامُ بنكِ العَروضِ المَركزيِّ وكَسْرُ بُحورِهِ !
- مَقتَلُ الحارِسِ المَدعو الخَليلَ بنَ أَحمَدَ الفَراهيديِّ !
- إِلقاءُ القَبضِ على مَشبوهٍ استَعمَـلَ ورقةً شِعريَّةً مُرَقَّمَهْ !
- إِعتقالُ مُستأْدِبٍ ضُبِطَ وهو يَقضِمُ مُفرَداتٍ مَسروقَةٍ !
- نِقابَةُ الرُّواةِ تَحتَجُّ على كَمِّ الأَفواهِ !
- المتنبي يستقِلُّ أَوَّلَ سحابَةٍ إِلى ديوانِهِ في مهِمَّةٍ تشاوُرِيَّةٍ عاجِلَةٍ !
- ناقِلَـةٌ بِتروشِعْرِيَّـةٌ ضَخمَةٌ تنفجِرُ في بَحرِ الوافِرِ !
- هذا ، وتَعكِفُ الهَيئاتُ المُختَصَّةُ على إِزالَةِ بُقَعِ الحِبْرِ السَّـامِّ
- التي انتَشَرَتْ في بَحرِ الشِّعْرِ الكامِلْ !


-195-
سأَدخُلُ إِلى غُرفَتي الدَّاخليـَّهْ
لأُبَدِّلَ ثِيابي الدَّاخِلِـيَّهْ
وأَبدانيْ
وأَزمانيْ
وأَفكاريْ
وحُنجَرَتي بأُخرى مُخمَلِيـَّهْ
لأَتـَّقي شَرَّ البَلِيَّـهْ !


-196-
وبَينَ صِدغَيَّ تُقيمُ بِلادٌ
ويَبذُرُ شَعبٌ حُبوبَ التَّصَـبُّرِ جَوفَ المَحابِرْ !
يَعيشُ، يَموتُ
يُصَلِّي السَّريرَةَ سِـرًّا
ويَومًـا بكُلِّ المَواجِعِ ... يَومًـا
يَقومُ يُجاهِرْ !
صَريحَ الدُّموعِ
صَريعَ الرُّكوعِ
أَسيرَ الخُشوعِ
قَتيلاً يُكابِرْ !
ويَبني جِبالاً بُيوتًا تِلالاً
ودَولَةَ عِشْقٍ بِحبرِ المَحابِرْ !
وحينَ تُسافِرُ طَلقَـةُ حِقْـدٍ
بصَدْغيْ تُسافِرْ !
تَموتُ البلادُ على كَـفِّ شاعِرْ !!.


-197-
يا لُغَةً بازِيَّـةً تَفتَرِسُ المَحابِرَ الضَّعيفَهْ !
منَ الحَمامِ يَخرُجُ الوُجودُ دَومًـا
بإِصاباتٍ طَفيفَـهْ !


-198-
أَنفُ الزَّمانِ " عادِمٌ " سَـيـَّارْ
ما زالَ في كُرومِنا رُمَّانُنا
يُعانِقُ الصَّـبَّارْ !


-199-
آتٍ أَنا
قَتـَّالَ شَـكٍّ باليَقينِ
آتٍ كنَهرِ " البَنسَـلينِ " !


-200-
عَينانِ مِنْ عِنَبْ
ونَظْـرَةُ العَتَبْ
ودَمعَةُ النَّبيذِ تَهوي فَوقَ أَحزانِ العَرَبْ !
لَم أَهرُبْ
لَم يَهرُبْ قَلبيْ !
لَم يَرحَلْ عن بَيتيْ عُنوانيْ !
عَرَّجتُ على غُرَفٍ أُخرى
في دارَةِ هذي الأَوطانِ !
صَحنَينِ مِنْ رُطَبْ !


-201-
حَصانَةٌ للحِبرِ والمَحابِرْ
فارفَعْ سِياطَ القَهرِ عَن حَنيني
وحُرمَةٌ للموتِ والمقابِرْ
فامنَعْ وُقوفَ النَّبضِ في يَقيني
لَـكَ الخَيارُ بينَ وِقفَةٍ على خَطِّ الرَّصيفِ
أَو ذَهابًأ في المَعابِرْ
دَيدَنُكَ الفَرارُ نَحوَ واحَةٍ بَعيدَةٍ
يَبقى البَقاءُ في لَظى جَزيرَتي مُعتَقَدي وَدينيْ !


-202-
لَستَ سِوايَ طالَما لا تَدَّعي أَنِّي سِواكْ !
فهَـلْ فَهِمتَ يا فَهيمُ ،
أَنَّـكَ استُثنيتَ عَقلاً مِن هُدى رَبٍّ بَراكْ ؟


-203-
هذا سَليلُ سُلالَةِ " التانْغِ " التي خُدِعَتْ بِنا
وتَصَنَّمَتْ !
وتأَمَّـلَتْ حتَّى انعَمَتْ !
طُبشورَةً صارَتْ ،
بَكَتْ !!
لا تَمسَحي نَظَراتِها عَن مؤمِنٍ
نادَتْهُ أُمُّ رُجوعِهِ حتَّى التَفَتْ !!


-204-
وأمامَ نافذَةٍ على طَقسِ السَّماءِ تفَتَّحَتْ
سأَخُطُّ بالطُّبشورِ عُصفورًا وغُصنًا
ثُمَّ أَمحو مُتعَةَ الصَّيـَّادِ في قَتليْ !


-205-
لُغَتي وسيلَةُ نَقليَ القُصوى الحَرونْ !
في مَرَّةٍ مِنِّي إِلَيَّ ،
ومَرَّةً تَهوي إِلى الوادي السَّحيقْ !
في مَرَّةٍ فَوقَ الرَّصيفِ ،
ومَرَّةً تَأوي إِلى قَلبِ الطَّريقْ !!


-206-
على رِمشِ الشُّروقِ غَفَتْ قَصائِدُنا
إِذًا ،
إِيَّاكَ أَنْ تَصحو وأَن تَخبو وأَنْ تَرمُشْ !!


-207-
عَن رِياحٍ غَيرَ ريحيْ
أُقطُفيني واستَريحيْ !


-208-
غِيابُ الشَّمسِ يَمحو الفَرقَ بينَ القامَةِ الصُّغرى
وتِلكَ الفارِعَهْ !
مَنْ ليْ بِشَمسٍ تَتـَّقي ذَنْبَ الغُروبْ ؟


-209-
زَنَتْ " سِوارٌ " مَرَّةً
وكُلَّما زَلَّتْ " وَفَتْ " !
جاءَتْ بفَحشاءٍ وإِذْ
ما سُوئِلَتْ يَومًا نَفَتْ !


-210-
نَيسانُنا العَجوزُ جاءَ حامِلاً فُرشاةْ !
وَشى بِهِ الوُشاةْ .
لدى ذَوي الخَريفِ والطُّغاةْ .
فدَبَّ في وَجهِ الخَزَفْ .
بَعْضُ الخَرَفْ .
ماذا تُرى يُصيبُنا لَو ذلكَ المِسكينُ ماتْ ؟


-211-
عَينايَ قِنديلانِ في أَنفاقِ لَيلِكْ !
هَـلْ يَقطُنُ الخُفَّاشُ
في حَوْليْ وحَوْلِكْ ؟


-212-
هِيَ البِلادُ وَحدُها نِهايَةُ المَطافْ .
ونُقطَةُ انكِسارِ قُطْرِ الدَّائِرَهْ .
على يَـدِ انعِطافْ .


-213-
نُخَيلَةٌ بَخيلَةُ الظِّلالِ وَجهُ هِمَّـتيْ .
يا أُمَّـتيْ !
على امتِدادِ الأَرصِفَهْ .
فَلا مُرورَ أَو " يَمُرُّ العابِرونْ " !
تَقي ظِلاليْ ما تَعَرَّى مِنْ فَتاةِ الأَرصِفَهْ .
مِنْ قَيظِنا ومِحنَةِ السُّكونْ .
فهَـلْ تُرى يَكفي سُبَيبٌ مِثْـلُ هذا كَي أَكونْ ؟


-214-
أَخرُجُ مِن زِنزانَتي ،
مِنْ فُتحَةٍ مَرسومَةٍ على لَما جِدارِها .
أَو مُمسِكًا بِكَفِّ مَوتٍ
زَجَّ بيْ في نارِها .


-215-
مُنتَصَفُ الليلِ ظَهيرَةٌ إِذا كَبا الظَّلامْ .
والظُّهْرُ نِصْفُ الليلِ في يَومٍ كَبا
قُـلْ ليْ لماذا انقَلَبَتْ في هذهِ الدُّنيا الأُمورْ ؟
يا آمِرًا مَأْمورْ ؟!


-216-
جَلَستُ إِلى العَشاءِ ،
والليلَ والقَمَرَ وقَلبيْ .
حَمَدَ القَمَرُ على هذهِ النِّعمَةِ
قَسَمَ الليلُ رَغيفَ القَلبِ
والتَهَمَتني وِحْدَتيْ !


-217-
وقَفتُ وَحديْ هادِئًا ،
مُحَنَّكًا
ومُجْهَدْ .
والظُّلمُ يَبريْ لَوعَتي بمِبْرَدْ !


-218-
يَقولُ السُّـلَّمُ :
أَميْـلُ قَليلاً ،
فارتَفِعوا قَليلا !


-219-
ومُطرِبٍ غُدَّتـُهُ الدَّمعِيَّةُ في الحُنجَرَهْ !
يَنعَقُ فَوقَ يَومِنا
مُحَوِّلاً آذانَنا لِمَقبَرَهْ !


-220-
لَمـَّا يَنغَرِسُ الخَوفُ في تُربَةِ حَـلْقٍ
تَنبُتُ أَشجارُ الصَّمتْ !


-221-
بينَ الدُّموعِ والنَّدى فَرْقٌ طَفيفْ !
بينَ الثِّمارِ والشِّتاءِ
يَسقُطُ الخَريفْ !


-222-
هَـل تَرحَـلُ العُقبانُ عن كُثبانِ قَلبي
كي أَرى مِنهُ النَّخيلا ؟


-223-
رَذاذٌ فَطَشٌّ فَرَشٌّ فَوابِلْ كأَنَّ السَّماءَ تَبيْضُ قَنابِلْ
وطَقْسٌ يُخَلِّطُ تَيْسًا بِنابِلْ وَنَهْرٌ رَمانا ليُعْلي التَّنابِلْ


-224-
سأَلتُ " قُدْسًا " ذاتَ انتِفاضَةٍ ،
سأَلتُها شَهادَةً بأُولى القِبلَتَينْ !
وقُلتُ :
لَن أُكَرِّرَ الحَنينَ مَرَّتَينْ !


-225-
زَوَّجَها والدُها حَبيبَها كامِلَةً مُكَمَّـلَهْ !
وبَعْـدَ عُرْسٍ ،
عانَقَتْ رَصاصَةٌ عَريسَها .
عادَتْ بِها إِلى ذَويها طِفلَةً مُرَمَّـلَهْ !


-226-
مَنْ يَرسُـمُ لَونًا مُستاءً ،
أَو يَنطِقُ حُبـًّا مُختَلِفـًا ،
في لَحظَةِ إِجماعٍ أَعمى ؟!
مَن يَسحَبُ خَيطًا مُزْرَقًّا ،
مِن ثَوبِ زَمانٍ مُبْيَضٍّ ،
يستَـلُّ سَماءً كالخِنجَرِ ،
مِن جَسَدِ الثَّالوثِ الأَسْمى ؟!
مَنْ صاغَ دِماءً للأَصفَرِ ؟
مَن يَنظِمُ غُصنًا في الأَحمَرِ ؟
مَن يَرسِمُ رَملاً في الأَخضَرِ ؟
مَن يوقِظُ نيْرانًا أَحمى ،
في رَعشَةِ إِجماعٍ أَعمى ؟!


-227-
في قَريةٍ ضَريرَةٍ وبارِدَهْ
وارُوا التـُّرابَ طِفلَتي – طفولَتي –
مِن دونِ أَدنى شاهِدٍ أَو شاهِدَهْ !


-228-
حَنَّتْ إِلى قَتيلِها القَتيلَهْ
وسافَرَ السِّكِّينُ في صَدرِ المَدى
مُكتَفِيـًا بالرئَةِ القَليلَهْ !


-229-
واستَوضَحوهُ : ثُمَّ مَهْ ؟
فقالَ :
رَدَّ وَجهَهُ وأَمَّمَهْ !
كانَ " القَنالُ " دَمعَةً ،
صارَ " القَنالُ " مَحْرَمَهْ !


-230-
سأَصرُخُ ما تَبَقَّى مِن زَماني
دَهْرَ حُزنٍ مُزمِنٍ في إِثْرِ دَهرْ !
سأَرسِـمُ جُغرافِيَّتي ولَيسَ بِحَوزَتي ،
رَملٌ ولا بَحرٌ ولا ماءٌ وصَخرْ !
ولا شَجَرٌ ولا ثَمَرٌ ولا قَمَرٌ ،
ولا وَردٌ ونَهرْ !
ولا ريحٌ ولا طَلعٌ ولا أَرضٌ ،
ولا بَعضُ السَّماءْ !
وأَملِكُ الأَشعارَ ، روحَ البَسمَةِ البيضاءَ ،
بَعضَ الحُبِّ مُمتَزِجًا ببعضِ القَهرْ !


-231-
ووَلَّـى نافِـلُ القَـولِ وصَـلَّى جامِعُ الشَّملِ
وقالَـتْ تَلـَّةٌ أَصْـليْ وصاحَتْ قِمَّةٌ فَصْـليْ
وقالَ الأَهلُ : مَأفونٌ ! فقُلتُ الأَهلُ هُـمْ أَهليْ
ويُعْـلي رأسَهُم إِسميْ ويَحميْ شأنَهُـم نَعْـليْ


-232-
وهَـل تَرانيْ عارِفًا لَونَ الحِذاءِ
مِن صَدى خُطاكْ ؟
يا أَهبَلاً ،
تَستَخرِجُ " العُطورَ " مِن خَراكْ !


-233-
أَمرٌ غَريبٌ أَمرُهُمْ ،
وشأنُهُمْ " قَنوعْ ".
هُمْ يَقْطَعونَ رِزْقَنا ،
ثُمَّ يُحاسِبونَنا
عَنْ رِزْقِنا المَقطوعْ !


-234-
وشِعْريْ كعُشِّ العَصافيرِ شَرْعًا
وعُمقًا وشَمسًا ودِفْـأً وصَيفا !
وأَفعى الخُصاةِ حَثيثًا ستَسعى
وراءَ البُيوضِ ، وراءَ الفِراخِ
لتأْتيْ بِحَتْفٍ لوَجهِ الخُصاةِ
وتُعطيْ لكَفِّ القِراءَةِ سَيفا !


-235-
ما عُدْتَ يا هذا تُرى
كجَزيرَةٍ مَوبوءَةٍ ووحيدَةٍ في بَحْرِنا
بَـلْ عُنصُرًا في أَرخَبيلْ !
إِطعَنْ بِنا ،
وزِّعْ سَفالَتَكَ الرَّخيصَةَ بالتَّساويْ في زَوايا دَربِنا
بَصَقَ " المُثَلَّثُ " في مَحابِرِكَ الوَضيعَةِ و " الجَّليلْ " !
ويَعودُ سَهمُكَ طائِشًا ،
يُرْدي تأَدُّبَـكَ الدَّخيلْ !


-236-
بَحرٌ يكَرِّرُ مَوتَنا شَجَنًا على عَتَباتِ بَيتْ .
ليَصُبَّ أَصدافَ العُيونِ على البَريقِ ،
على امتِدادٍ للطَّريقِ ،
منَ المَنارَةِ نَحوَ عُمْقٍ آمِنٍ في لؤلُؤِ النَّظَراتِ ،
هَـلْ تأتي قَوارِبُنا عَمَّـا قَريبْ ؟
ذَهَبَتْ عُيونيْ في تَرَقُّبَها وما عادَ الحَبيبْ !
بَحْرٌ ، ويُنفِقُ كُـلَّ زُرقَتِهِ على لُغَةِ الرَّحيلْ !.


-237-
قَضَمتَ فولاذَ القُيودِ في زمَنِ السُّجونِ والرَّقيقْ !
هَـلْ تُؤجِّرُني خُيولَـكْ ؟
وقُلتُ : لا !
خَيليْ بِغَيرِ سُروجِها ليسَتْ تَثِقْ !
وتَموتُ جُوعًا ،
إِنِ اقتَضَتَ أُمورُها أَنْ تَرتَزِقْ !!


-238-
لكُـلِّ فَصْـلٍ راقِدٌ أَو راقِدَهْ !
فللشِّتاءِ دُبُّـهُ ،
وللرَّبيعِ صُفْرَةُ الشُّحوبْ !
لصَيفِنا مِدْفَـأَةٌ ،
وفي البِلادِ نَبضَةُ القُلوبْ !
وللخَريفِ " كْلورُفيلُ " الثَّمَراتِ البائِدَهْ !


-239-
لَو أَحَبـُّوني قَليلاً ،
رُبْعَ ما أَحبَبتُمونيْ ،
بَعْدَ إِيذانِ المَنونِ ،
كُنتُ حَيـًّا بَينَكُمْ
لا يُرَجِّيْ خُبزَكُمْ
لا يُآخيْ لَحْمَكُمْ
قانِعًا في أَنَّكُم لَنْ تأكُلونيْ !


-240-
مَقبَرَتي دَفيئَةٌ للمَوتى ،
فَلا فُصولٌ أَو نُسورٌ أَو ضِباعْ !
تَطالُ لَحمَ المُغرِقينَ في سُدى الضَّياعْ !


-241-
فاكسْ –
أبو تَمَّام والبُحتُري يُطالِبانِ بتَنشيطِ حركَةِ التَرجَمَةِ لشِعْرِ الهِجرَةِ
الإرادِيَّةِ المَصنوع من البلاستيك المُقَوَّى ، ليَتَسَنَّى لهُما فَكُّ طَلاسِمِهِ !


-242-
آخِرُ الأَخبار :
1- دَفَعَ بَعضُ المُستَأدِبينَ بكَلِماتِهِمْ العارِيَةِ إلى سوقِ الدَّعارَةِ " الأَدَبيَّةِ "
شُرطَةُ الآدابِ تُطارِدُ المَشبوهين !
أُمرؤُ القَيسِ يُطالِبُ بتَشكيلِ لَجنَةِ تَحقيقْ !
قَيسُ بنُ المُلَوَّحِ يُقاضي كُـلَّ مَن اتَّهَمَهُ بالجُنونْ !
يَمثُلُ المُتَنَبِّيْ أَمامَ القَضاءِ مُتَّهَمًا بالقَذْفِ والتَّشهير !
السيِّدُ شِعْرٌ يتَّهِمُ المُستأدِبينَ بالاعتِداءِ على حياتِهِ الخاصَّةِ !!


-243-
بَرقِيَّه :
مَركَبَتيْ يَجُرُّها بَرْقٌ ورَعدٌ هادِرٌ
فهَـيِّئوا عُقولَكُم للمَطَرِ آلآتي بِها
وَلتَقطِفوا أَغصانَكُمْ عَن ثَمَريْ !
وَلتَرفَعوا رُؤؤسَكُم ،
فَوقَ الثُّرَيـَّا قَمَريْ !
وَلتَخرُجوا مِن نَقْعِكُمْ ،
تَعَلَّموا من قامَةِ الجِبالِ والباقي بِها مِن شَجَريْ !
عِطْري على مَرمى أُنوفٍ مِن عُصورِ التَّتَـرِ !.


-244-
كُلُّ فِصْحٍ والصَّليبُ الفِكْرُ أَعلى مِن أَكُفِّ الصَّالِبينْ .
كُلُّ فِصْحٍ والسَّلامُ الحُلْمُ يَحمي لَيلَنا دُنيا وَدينْ .
كُلُّ فِصْحٍ والأُلي نادوا يَسوعًا مؤمِنينْ .
كُلُّ فِصْحٍ يا أَخي والحالِمُ " الأُردُنُّ " يَحمي كَفَّ يوحَنَّا الحَزينْ .
كُلُّ فِصْحٍ والمَسيحُ الخَيرُ يَستَلقي كنَجْمٍ فَوقَ لَيلِ القاتِلينْ .


245-
في مَزهَريَّةِ الرِّضا تَختالُ أَغلى الزَّنبَقاتْ
في أَرضِ رُوحيْ أَربَعٌ مِن طاهِراتٍ راقِياتْ
تَرمينَ سِرَّ السُّـكَّرِ الكوبِيِّ في ماءِ الحَياةْ
كُلُّ الذي أَرجوهُ
أَن تَسكُبْنَ أَغلى بَسمَةٍ في كأسِ عُمرِ الماجِداتْ
كُلُّ الذي أَرجوهُ أَغلى حِفْنَةٍ مِن دِفئِهِنَّ عِندَما يَجتاحُني بَرْدُ المَماتْ
كُلُّ الذي أُريدُ أَن تَبكينَني في حُرقَةٍ رَؤؤمَةٍ ،
كَم صادِقٌ يا سادَتي دَمْعُ البَناتْ
كُلُّ الذي أَرجوهُ طَعْمُ جَـلْسَةٍ في قُربِ جُثماني عُيونًا حارِساتْ
صَحْوًا أَخيرًا كامِلاً يَحتَلُّني قَبْـلَ السُّباتْ !


-246-
يا مَن تُهاجِرُ من سُطوحِ أَكُفِّكُم تَرتيلةُ الأَقلامِ !
وتَذوبُ مِن خَجَـلٍ على ساحاتِكُم
سِيَرٌ من الأمجادِ والإِقدامِ !
هَيـَّا خُذوا أَقلامَكُم كي تَكتُبوا بِوَصِيَّةٍ :
إِنْ عَزَّ حِبرٌ نَكتفي بدُموعِ أَيتامِ الشَّوارِعْ !
أَو شَحَّ ريشٌ نَحتفي بنُحاسِ ما تَرمي المَدافِعْ !
وخُذوا دَمَ المَقتولَةِ الأُولى وجِلْدَ خُدودِها ،
ولتَكتُبوا بِوصِيَّةٍ ما قَدْ يَـلي :
نَحنُ الأُلى ماتوا وكانوا أَكثَرَ الأَمواتِ مَوتا !
نَحنُ الأُلى صاحوا وقالوا أَخْفَتَ الأَصواتِ صَوتا !
قَد نَستَميحُ المِلحَ عُذْرًا ،
لَو وَجَدْنا بَحرَنا المَقتولَ في صُلْبِ العُذوبَهْ !
أُوَّاهُ يا وَجَعَ العُروبَهْ !!


-247-
ذَرَفَتْ عُيونُ دِيارِنا أَحزانَها
مَن يُنْزِلُ الدَّمْعاتِ عن خَدِّ الدِّيارْ ؟
مَن يَمسَحُ اللَّيلَ الطَّويلَ عن المَدى ؟
مَن يَشتَري لسَفينِها أَلفَيْ فَنارْ ؟
إِلاَّ رِجالٌ مِثْلَ نَسْرٍ نالَها ،
نَحوَ المَعالي شَدَّ هِمَّـتَها وَطارْ !
ومُحَمَّدٌ يَبكي وَراءَ المَسجِدِ
أللهُ أَكبَرُ يا أُمَيمَةَ أَحمَدِ !
هاتي رِجالاً زِندُهُمْ نُورٌ ونارْ !!


-248-
ما هذهِ الرُّطوبَهْ ،
في دَولَةِ العُروبَهْ !؟
فَلتَفتَحي شُبَّاكَ قَلبٍ عامِرٍ
ليَدخُلَ النَّهارْ !
ما هذهِ الرُّطوبَهْ ؟
ما هذهِ اللَّزاجَةُ الحَمراءُ والكَثافَهْ ؟
فكُلَّما أَهذي يُنادينيْ قَطيعٌ مِن وَحيدِ القَرنِ .. يَعدُو ..
غَيمَةً سَوداءَ في مَواجِعِ العُروبَهْ !
جَيشٌ كَثيرٌ مُحْبَطٌ يَحتَلـُّني ..
لأِنَّني ..
تَقتُلُني الكَثافَهْ !
وقِلَّةُ النَّظافَهْ !
مِن مَشْرِقِ المُحيطِ حتى مَغرِبِ الرَّصافَهْ !
أَرى بأُمِّ عَينيْ
أَرى بعَينِ أُمِّيْ .
جِنِّيـَّةً تَذبَحُني وتَمسَحُ النَّزيفَ عن مَنامِها بكُمِّيْ .
وعَينُ أُمِّيْ خَبـَّأَتْ ذُعْرَ الظِّباءِ مَرَّةً ،
كَي تَمسَحَ الظَّلامَ عَن زُجاجِ لَيلَتيْ بِنَجمَتَينِ
رأَيتُ ثَغْرَ رَشفَةٍ يَغرَقُ في لُجَينيْ
يَمُدُّ كَفَّ مائِها للماءْ !
لتَشرَبَ الظِّباءْ !
تَقيسُ هَمَّ قَلبِها بِهَمِّيْ !
يا أُخوَتي !
غابَ النَّدى .
غابَ الصَّقيعُ والمَطَرْ .
جَفَّ الضَّميرُ والبَصَرْ .
ما هذِهِ الرُّطوبَهْ ؟
في أُمَّةٍ مَقتولَةِ الخُصوبَهْ ؟!
ما هذهِ اللَّزاجَةُ الحَمقاءُ والكَثافَهْ ؟
يا صاحِبيْ يا صاحِبَ القِيافَهْ ؟؟!

( 249 )

( ق. ق. ج. )

- عزيزي .. ما بكَ شاردَ الذِّهن ؟
- عثرتُ يا عزيزتي على عصفورةٍ مقتولةٍ على حافـَّةِ شبـَّاكيْ !
قنـَّاصُ الحارةِ الشرقيةِ هناك . وقناصُ الحارةِ الغربيةِ هناك . وجثةُ العصفورةِ هنا .
وأنا ، أضأتُ ألفَ شمعةٍ بيني وبينيْ .. فأَينـيْ ؟!
- أنتَ هنا ! قالت . واضعةً كفـَّها الجميلة على الجهةِ الشـِّماليةِ من صدرِها .
مسحتُ بقعةَ دمٍ عن ياقةِ ضميري .. ومضيتُ غيرَ مأسوفٍ علـيّ !.

( 250 )

يحرِّضُها على مائي سرابٌ = يؤَرجِحُها فتـُدبـِرُ ثمَّ تـُقـْبـِلْ
ويصرخُ كـِبـْرُها المجنونُ : إرحـَلْ ! = ويهمـِسُ ثغرُها الظمآنُ : قـَبـِّلْ !
فسِجنـُكَ يا مليكَ النحلِ شـَهدٌ = وزَهري ضـَمَّ زندَيهِ فكـَبـِّلْ !

( 251 )

من مَطلَعِ المِخيالِ حتى آخرِ اللمسِ ..
قالت خُلاصاتِ الأَنا همسـًا على هَمسِ ..
رامَ الغـَدُ الغافي خلاصًا مـُشمـِسًا فيها ،
فما استجابَ للنـِّدا فيها سوى أَمسيْ !

( 252 )

إعترافات " جَمع المذكـَّرِ السالِم " !

هي أجملُ الماساتِ أُنثى مُغرَمـَه = ذبحتْ معـذِّبَها وقالتْ : ثـُمَّ مـَهْ ؟
وبريئةٌ مثلَ البراءةِ ، إنـَّما = لغةُ الرِّماحِ بمقلتيها مُجرِمـَهْ !

( 253 )

أخذتِني !

أخذتِني مـِنـِّي ، فصِرتُ اثنـَينْ ..
وعـُدتِ بيْ ، فليتـَّعِظْ " حُنـَينْ " !

( 254 )

خلفَ اللباقةِ والأناقةِ سيدي هذا المدير ،
يُخفي نِفاقـَهُ وهو حفـَّارُ القبور
الحفرُ ليس جريمةً ..
لكنـَّهُ بلباقـَةٍ قتـَلَ الكثيرْ !

( 255 )

لم تسألوني من هو الشبحُ المدير ..
له مكتَبٌ دومـًا وفير
فيما يُسمـَّى عندنا قصر الثقافة
قصرٌ مَهيبٌ ، قلعةٌ تُغري العيونَ بظاهِرٍ
في داخلِ القصرِ الجميلِ مديرُنا وجنودُهُ
أهلُ الدرايةِ في شِعاراتِ السخافة
ولكي يتـمَّ نشاطهم بأناقةٍ ولباقةٍ
تأتي الصحافةُ !

( 256 )

أمسيةٌ شعريةٌ موعودَةٌ مـُذْ أعصُرٍ
تُلغى بآخرِ لحظةٍ ..
بلباقةٍ .. نهقَ اعتذارٌ .. شاعرٌ .. لـَمـَّا يصل أو قد قـُتِل !
كان البديلُ فتاتُنا الحسناءْ .
من تُلهِمُ الشعراءَ قد حضرتْ " لتقرأَ " أفخرَ الأزياءْ ..


( 257 )

فهممتُ أن أشكو المدير ..
إن كان ميتـًا شاعرُ الأمسيَةِ ،
أو لم تصلهُ الدعوةُ الأصلية ..
أوليسَ مـِنـَّا كاتبُ الإنشاءِ بالعفويـَّه ؟
لكنه بلباقةٍ قد أغلقَ الملفَّ والقضيـَّه !

( 258 )

فتراجعت قدماي تحذر لعنة القصر الشهير
قصرٌ هو القبرُ الكبير
شغلَ الحضورَ بفتنةِ الدجَّالِ في عصر " الهيافـَهْ " ..
أما أنا صلـَّيتُ وحدي واقفًا ...
ومُودِّعـًا نعشَ الثقافهْ !.

( 259 )

كاريكاتير


وجهٌ غبيٌّ فوقَ شِدقِهِ شارِبٌ = كالكلبِ يُمسِكُ عظمةً في فيـْهِ ..
هو عبقريٌّ في البلادةِ ، مُفلـِقٌ = يُعطى الوِسامُ لأمـِّهِ وأبيـهِ !

( 260 )

إعتراف

وعذَّبوا موتي كثيرًا ، فاعتَرَفْ ...
بأنني قتلتـُهُ ،
لـَمـَّا انحَرَفْ ..
عن سُنـَّةِ المجاهدينَ والشـَّرَفْ !.

( 261 )

هامَت على وجهِ القريضِ خُطاهُ = فكأنـَّهُ ما في البلادِ سِواهُ
ثـُلـُثا مآثِرِهِ غنائـِمُ سارقٍ = والـثـُّلْثُ داءٌ ماتَ منهُ دواهُ
خـَدَّاهُ محضُ تورُّدٍ فكأنني = بابنِ المعرَّةِ وابنِهِ صَفَعاهُ !

( 262 )

أربعه !

أنا من كوكبٍ تَعدادُ سكـَّانـِهِ أربـَعـَةْ ..
أنا ،
حظـِّي التعيسُ ،
وشعبيَ المَوجوعُ ومن رماهُ فأَوجـَعـَهْ !..

( 263 )

لا تتعبُ السيوفُ يا صديقتي ،
لا تتعبُ السيوفُ !
قد تهرَمُ الزنودُ ذاتَ علـَّةٍ ،
وتـَخدرُ الكـُفوفُ ،
لكنـَّها لا تتعبُ السيوفُ !.

( 264 )

في كـلِّ بيتٍ من بيوتـِكِ فارسٌ = بورِكتِ يا " عرَّابـَةَ " البطـُّوفِ .
بـِنتُ الأُصولِ لضَيفـِها . وعدُوُّها = تسعى الأُسودُ برأسـِهِ المـَقطوفِ !

( 265 )

علـَّمتِ قلبي كيف يحترمُ الهوى = إذْ خالـَهُ كوُريدَةٍ في هاوِيـَة
نارٌ ، يُقالُ بأنـَّها تكوي الحـَشا = ولمستـِها ، فسعـَت إليكِ الكاوِيـَة
وسجنتُ أرتالَ النساءِ بكلِّ زا = ويـَةٍ ، وأنتِ أسرتِني في الزاوِيـَة
لمـَّا اقتحمتِ دويلـَتي ، أدركتُ كَم = كانت حياتي قبلَ حبـِّكِ خاوِيـَةْ !

( 266 )

وبينَ " زعامةِ نـَذلٍ ، و " عـِزَّةِ " كلبٍ ،
ستزني النساءُ ويزني " الرجالُ " بحاراتِهـِم !
فأين الرجالُ الكُماةُ الأُباةُ ، وأين " النشامى " ؟!!
تراهُم يقودونَ أحدَثَ " جيبٍ " ،
ومن رَيـعِ كـَدٍّ لفـَرجٍ أقاموا الحَراما !
وبين " شواربِ " جـِلفٍ ، وحاجبِ وَغدٍ ، تنامُ العيونُ ..
فأين الكـِرامُ إذا ما نـَخا الناسُ فيها الكـِراما ؟!!!

( 267 )

جـُنـَّت موازينٌ ، فصارَ " قِراطُها "= طـِنـًّا ، وصارَ رفيعـَها الخيطُ الثـَّخينُ
والبـَغلُ في غـَنـَجِ الغزالـَةِ رافـِلٌ = والثعلبُ المحتالُ فارسُها الرزينُ
ليس اليسارُ بأرضِ فـِكرِكِ نبتـَةً = هذا اليمينُ بعُرفِ فيكِ يمينُ ؟!
والنملـَةُ الغرَّاءُ تُردي هيثـَمًا = متكاسـِلاً ، لو نالَ غايتـَهُ الكمينُ
والصـَّقرُ يأكـُلُ زعتـَرًا بسعادةٍ = والضـَّبعُ يـُقنـِعُ جوعـَها ذاكَ الطحينُ
والفأرُ نافَسَ فيلـَةً عملاقـَةً = من يا تُرى فينا المُجالـِدُ والسمينُ ؟
خرجت على أطباعِها أطيارُها = " غـَنـَّى " الغـُرابُ و " أزعـَجَ " الحسـُّونُ !!

( 268 )

إقرأ كتابَ الوَردِ حتى تفهـمَ النسـَماتُ طـَلـْعـَكْ
واشرَح وقارَ الخـِصبِ حتى تفقـَهَ الثمـَراتُ زرعـَكْ
واكتَب مـَسارَ الجـَّذرِ حتى ترفـَعَ النـَّجماتُ فـَرعـَكْ !

( 269 )

صهلـَت خيولٌ في دمي ،
فتكلـَّمَ الفـُرسانَ إيقاعٌ نزفتـُهُ من فمي ،
فلتـَركـَعي يا زمرةَ الشـُعـَّارِ عـِندي ها هنا .. وتعلـَّميْ !.

( 270 )

ناديتُ " مُصراتـَةَ " البيضاءَ في المدُنِ = ماسـِيـَّةَ الوَسـَنِ والبـَرِّ والسـُّفُنِ
لكِ السلامُ . " فُراتُ " العـزِّ يحملـُهُ = من قلبِ " مـَغربِنا " الولهانِ " لليـَمـَنِ " !

( 271 )


بـَدَتْ مسلوبـَةَ الرؤيا " فلسطينا " ..
إذًا أَبشـِرْ ،
غـَدَتْ نـَيـفـًا وعِشرينا !.

( 272 )

نحنُ الأُلي شرُفـَت بنا الأَقوامُ = وتأبـَّطـَت تقويمـَنا الأَعوامُ ..
حضنَ التـُّرابُ برِفعـَةٍ شـُهـَداءَنا = لـَمـَّا سـَلاهُ الآخرونَ وناموا ..
وطنٌ ينادي للوغى فرسانـَهُ = حفـِظـَت نـِداهُ كـِنانـَةٌ وشـىمُ !

( 273 )

أُصغي لأَسمـَعَ في أسوارِكِ الأَلـَما = أُصغي ، رضيتـُكِ في شأنِ التـُّقى حـَكـَما ..
روحُ المدائـِنِ في هذا الورى حجَرٌ = والساجدونَ هنا روحٌ نـَخا الأُمـَما ..!

( 274 )

ما زلتُ أستـَلُّ حزنَ السورِ في شـَغـَفٍ = وأستقي وجـَعـًا من جـَوفِ مأسورِ ..
حتى انثـَنـَيتُ ولـي حزنانِ في روحي = والسُّورُ منكـفئٌ نورًا بـِلا نـُورِ .. !

( 275 )

وأنتِ كجـِلدي إنْ أتـَتهُ أَذيـَّةٌ = توجـَّعَ مـُلتـَفٌّ بـِهِ - بـِكِ - واكتـَوى !

( 276 )

تراءَت لنا كالماءِ حاورَ ظامـِئـًا = بـَدَتْ قطرةٌ منها وضـَنـَّت بوابـِلِ ..
وتُخرِجُ للدنيا خـَبئَ وقارِها = كقمحٍ روى للناسِ سرَّ السنابـِلِ .!

( 277 )

أناصـِفُها طـُهرَ السليقـَةِ مـُنصـِفـًا = وأزرعُ في كـَفِّ السجودِ وَقارا ..
ويومَ صلاةٍ أسلمـَتنا قلوبـُنا = إلى زمنٍ سامَ الصلاةَ ثـِمارا !.

( 278 )

غمستَ اليومَ شـِعرَكَ في هـَواها = ليمنـَحَ وجهها طعمـًا جميلا ..
قطعتَ لها معانٍ من ذُراها = لتحيا في معانيها قـَتيلا !.

( 279 )

يا أُمـَّةً ضحكـَتْ وأبكـَت الهـِمـَما = وأصبحتْ زمـَرًا تسترحـِمُ الأُمـَما !.

( 280 )

" يَبوسيْ " يبوحُ السـُّورُ بالمـِسكِ والتـُّقى = وسرُّكِ عندي ، عـِندَ ذاكَ مـَصونُ !

( 281 )

هل تـَشيخُ المـُفرداتْ ؟
قالَ من أَضنـَتهُ أسرارُ اللغاتْ .
ربـَّما ،
لكنَّ أَعمارَ المعاني سوفَ تبقى أمَّ أُمَّ الأُمـَّهاتْ !.

( 282 )

للنارِ نـَحلُ سليقـَةٍ = لسـَعَ الشـَّرارَ فـأَنجـَبـَهْ !
ثـَلجُ اكتـِواءٍ كاذِبٍ = يا للـَّظى ما أكذَبـَهْ !

( 283 )

ما أجمـَلَ الطريقْ ! ... صاحَ الطـِّفلُ !
ما أصعـَبَ الطريقْ ! ... قالَ الفتى !
ما أطوَلَ الطريقْ ! ... همسَ الرجلُ !
وجلسَ الشيخُ يلفـُظُ أنفاسـَهُ الأولى بجانـِبِ الطريقْ !!.

( 284 )

أحصوا المدائنَ ، قلتُ : وجهُ حبيبتي = رقمٌ يحارُ بساكـِنيهِ حـِسابُ ..
أنتِ الصلاةُ توضـَّأَتْ ، فكـأَنـَّما = قرأَ الطهارةَ في حـِماكِ كتابُ !
كم أنتِ وحدَكِ يا شهيدةُ ، فاكتـَفي = بدمائـِكِ السـالـَتْ عليكِ ، فذابوا !!.

( 285 )

وتحطـَّمي فـَوقي ، فتـَحتي حـُفرَةٌ = جسدي سيبرُدُ إن سلاهُ لـِحافُ !

( 286 )

تضـَوَّرَ حزنـًا ذا الرغيفُ المـُجـَندَلُ = فصـَلـَّى لقاماتِ السنابـِلِ مـِنجـَلُ !

( 287 )

دعاؤُكِ سـَهـْمُ ساجـِدَةٍ ، فبوحي = لرحمـَةِ خالـِقي شـَخـَصـَتْ جـُروحيْ !

( 288 )

الفزَّاعة

أصلـِّيكِ شـِعرًا مثل وجهـِكِ رائـِعـًا = فقالـَت : تصلـِّيني بحـِبرِ رموشيْ ..
نزفتَ فخـَلـَّتكَ الجِراحاتُ فارِسي = وكيفَ ستـُرضيني بنـَزفِ خـُدوشي ؟ ..
من النارِ قد شاء الزمانُ مـَطامـِحي = وخابـَتْ ، فمن قـشٍّ زحوفُ جـُيوشيْ ..
وصـِرتُ لبـَردِ الشرقِ أوهـَنَ سـُترَةٍ = تـُلـَفـِّعُ أسمالُ الدخانِ عـُروشيْ !
وتـُطفـأُ نجماتُ البـِلادِ بمائـِها = وتحكي جثاميني سـُكوتَ نـُعوشيْ ..
تلقـِّنُ موتَ الريحِ درسَ عواصـِفي = وتوقـِظُ من نومِ الكلامِ وحوشيْ ..
وتشربُ سـُمَّ الحـِقدِ بـُغيـَةَ مـَقـْتـَلي = فتـَهلـَكُ من سـُمٍّ رماكِ ، فعيشيْ !!

( 289 )

من كـُوَّةٍ شقراءَ تدخـُلُ عتمـَةٌ = تـُخفي ذَهابـًا في جفافِ سـُيولـِها
وتداعـِبُ السمراءُ شـَعرَ غيابـِها = لتناقـِشَ الطُّرقاتُ شأنَ وُصولـِها
يتسكـَّعُ الحـِرمانُ في شـِريانـِها = طيفـًا ينامُ على سرابِ طـُلولـِها
عـَرَقٌ ويكسو ظـِلَّ نائمـَةِ الخـُطى = نارًا تطـِلُّ على انكـِسارِ فلولـِها
هي موجةٌ ركبـَت رياحـًا صوَّبـَتْ = قلبَ الغريبةِ نحوَ رملِ أفولـِها
في جـَرَّةٍ سقطت على فـُخـَّارِها = كـَفُّ السماءِ ، ينامُ حُلمُ حقولـِها
والنـُّورُ توأَمُ ذاتـِها وحنينـِها = والنـَّخلُ يرفـَعُ أمرَها لرسولـِها !
لا يـُطفئُ السـَّمـَعَ الظـَّلامُ حبيبَتي = اصغي لعينـِكِ واغتـِرابِ ميولـِها !
قومي ارتـَدي قمصانَ نورِكِ وارفـَعي = طـَعمَ السلاسِلِ عن زنودِ حُلولـِها
هبطَ الظلامُ على خـُطى أحلامهم = فتعثـَّروا بقـُصورِهـِم وبـِطولـِها !


( 290 )

نحن سِفرُ العزّ يتيهُ بنا = ويضيقُ بجُبنك نصفُ قُصاصـَةْ !
لن تدوم دويلتُكَ " العظمى " = أبد الدهر على ظلِّ رصاصـَةْ !










































 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط