(سيزهر النوار ولو بعد حين ـ صلاح ابو شادي / رقم الايداع :ص.ش/ 15 / 2017) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2018, 02:12 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (سيزهر النوار ولو بعد حين ـ صلاح ابو شادي / رقم الايداع :ص.ش/ 15 / 2017)



رائحة الأرض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تُحْرِجني دوْماً أسئلةٌ
أتلقّاها من أحفادي
هل نملك يا جدّي وطناً
قُيِّدَ يوماً بالأصفادِ..؟
ولماذا يا جدّي نحيا
والوطنُ سجينُ الأوغادِ ؟؟
ويطلّ حفيدٌ يحرجني
ويطيح بصمتي وسهادي
تُمْسِكُ كَفَّيْهِ (بأطلسهِ)
يسألني وبكلّ عنادِ
يا جدّي هيّا‎ ‎أخبرني‎
كيف اقتحموا حصن بلادي ؟ ‏
وأزالوا رسم خريطته
وتوارى الجدول والوادي‎
وتسيلُ الدمعة من عيني‎
تختنق الكلمات‎ ‎بجوفي‎
أتضورُ خجلاً من رَدّي‎
يستهجن أحفادي خوفي‏‎
أتردد .. هل كبروا حقاً‎ ‎؟‎
ولماذا أخفي ما أُخفي ؟‎
آهٍ يا وطني .. يا وجعي‎ ‎‏.. ‏‎!‎
أتساءل هل حزني يكفي ؟
أستجمع حزني ... أتذّكر
في الماضي الغابر والأغبر
‏ كادت خيمتنا تعصرنا‎
والريح بساحتها‎ ‎تزأر
و بساط الغربة يحرقنا‎
وجروح كانت تتفجر‎
تتساقط حبات الأمطارِ‎
على‎ ‎الأوكارِ .. تداهمنا‎
تتجمعُ بحراً .. يغرقنا
يتراقص ضوء المصباحِ
فيجدد ماء مدامعنا
والليل وعتمته كانت
تسكن في النفس وتقبرنا
وتعالت أصوات بكاءٍ
وأيادٍ ناعمةٍ بيضاءْ‏
كانت بحنان تحضنني‎
‏ وأفقت كسيرا .. إذ لمست‎
أيد ناعمة .. أحضاني‎
وتناثر حبي .. شرنقة‎
تحضنهم واهتز كياني
يا جدي ..لا تنس المفتاحْ
وهمست .. لكومة أحزاني‏‎
‏ ماذا‎ ‎سأجيب أحبائي
مرّت أعوام ٌقاتمةٌ‎
وبدأت ألملم أشلائي‎
ما زال الردُّ يؤَرِقُني‎
سرقتني الأيامُ بخُبْثٍ‎
تنقلُني‎ ‎أمطار الذكرى‎
تحت (المزرابِ) .. فتغرِقُني‎
وأَفَقْتُ .. وجدت أياديهم‎
من‎ ‎كلّ مكانٍ تحضنني‎
وتسيلُ الدمعةُ من عيني‎
تسقطُ كالنارِ على خدّي
وحفيد قبّل لي رأسي‎
يا جدّي‎ ..‎لا بأس ولكن‎
لا تنس الرد .. وتهملني‎
وخَلَوْتُ أُحِدِّثُ‎ ‎أخيلتي‎
وأُحَضّرُ في صمتٍ ردّي‎
يا أحفادي ... قد كان لنا‎
وطن ... كالجنة‎ ‎أو أكبر‎
وحقول تملأها الأمواجْ
وشعاب يملأها الزعتر‎
والتربةُ فيهِ‎ ‎مُقَدّسَةٌ‎
بالطهر وبالطيبة تزخر‎
ولنا أقصى ولنا مسرى‎
وبراق ومساجد تُعمر‎
قد‎ ‎كان لنا مُدُن تشدو
للحب وللمرج الأخضر‏‎
يشتاقُ الكونُ لِرؤيَتِها‎
يشتاقُ المَطَرُ‎ ‎لِتُرْبَتِها‎
وصَرَخْتُ بكلِّ معاناتي
سيعود الحسّون يغني
وإذا الأحفادُ تُفاجئني
يا جدّي هل حقّاً سنعودْ ؟؟؟
وصرخت ودمعي يخنقني
وبدونِ بروقٍ ورعودْ
ما دامت فيكمْ يا جدي
رائحةُ الأرضِ ..وبذرتها
سنقاومُ يا جدّي.. ونعودْ



فلسطين وسط العاصفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صلاح أبو شادي[/center]
● محاكاة لقصيدة فلسطين للشاعر المصري الكبير المرحوم :علي محمود طه وقد وضعت قصيدته في المشاركة التي تلي قصيدتي

(أَخي جاوَزَ الظالمونَ المَدَى)=فَمَنْ لِلْجِهادِ وَمَنْ لِلْفِدى
أَتَحْمي حِمانا قَصائِدُ شِعْرٍ= وَصَوْت خَطِيبٍ بَدَا مُرْعِدَا ؟
وهَلْ نَفَعَتْنا سُيوفُ القَصيدِ= وذادَتْ عَنِ الناسِ ثَوْبَ الرَّدَى ؟
بِلادِيْ وَتنْزِفُ مِنْها الْجِراحُ=وَهَانَ الْفِدائِيُّ وَالْمُفْتَدى
إِلامَ سَنَبْقى نُمَجِّدُ فِيها =انْتِفاضَةَ شَعْبٍ وَنُعْلِي الصَّدَى
وَهَلْ نَكْتَفي بِانْتِقاءِ الْحُروفِ=وَقَرْعِ الدُّفُوفِ وَذَمِّ الْعِدى
وَعَرْض الْحِجَارَةِ فِي كُلِّ نَادٍ=وَبِيْع (المَقاليعِ) في المُنْتَدى
أَنُخْفي الرّؤوسَ بِحُلْمِ السَّلامِ=وَنَحْلُمُ أَنَّ الضِّيا قَدْ بَدا ؟
أَيَذْهَبُ حُزْنُ الثَّكالى هَباءً=وَيَذْهَبُ ذُلُّ الشَّبَابِ سُدَى
أَنَزْرَعُ فَوْقَ الْجِراحِ وُروداً=وَنَسْكُبُ فَوْقَ الدِّماءِ النَّدَى
أَنُمْسِكُ غُصْناً بِصَمْتٍ كَئيبٍ=وَنَخْتَارُ مِنْ بَيْنِنَا مُنْشِدَا
فِلِسْطِينُ هُنْتِ فَهَانَتْ نُفُوسٌ=وَحَدُّ السّيوفِ عَلاهُ الصَّدا
أَنَنْتَظِرُ النَّصْرَ مِمَّنْ أَضَاعُوا = سَبِيلَ الرَّشَادِ وَدَرْبَ الهُدى
فَكُلُّ الْمَسَاجِدِ تَشْكو الْعُقُوقَ = وَأَضْحَتْ لِحِقْدِ الْعِدى مَوْقِدا
وَأَقْصَى الْعُرُوبَةِ مَسْرَى النَّبِيِّ = يُهَوَّدُ جَهْراً وَلا مُنْجِدا
وَأَرْضُ الْخَلِيلِ تَلُوكُ الْجِراحَ = وَتَنْعي الْعُروبَةَ والْمَسْجِدَا
وَكُلُّ الْمَدائِنِ بَلْ كُلُّ شِبْرٍ = يُقَادُ إِلَى جَالِبَاتِ الرَّدَى
أَيَا وَطَنِي أَيُّ ظُلْمٍ أَرَاهُ=وَكَيْفَ أَضَعْنَا دُرُوبَ الْهُدَى
أَمَا آنَ لِلْحَقِّ أَنْ يَنْبَرِي=أَمَا آنَ لِلذُّلِّ أَنْ يُصْفَدا
بِلادِيْ ،وَقَدْ كذب القائلون := فلسطين إِنّا أجبنا النِّدَا
فَمَاذَا جَنَيْنا مِنَ العُرْبِ إِلاّ = مَصَائِبَ كَانَتْ لَنَا مَوْقِدَا
ضَيَاعُ التُّرَابِ وَثَلْمُ الْحِرَابِ = وَنَكْثُ الْعُهُودِ وَطَمْسُ الْهُدَى
بَنُو يَعْرُبٍ قَدْ مَلَلْنَا الْوُعُودَ= وَنَار القُيُودَ وَعُهْرِ الْعِدى
بَنُو يَعْرُبٍ طَالَ عَهْدُ الْجُحُودِ = فَمَا قِيلَ أَمْسٌ يُقَالُ غَدا
فَمِا عَادَ لِلنَّاسِ فِيكُمْ رَجَاء = فَإنَّ السُّبَاتَ غَدَا سَرْمَدا
وكيف سنرجو من الميّتين = بُلوغُ الْأَمَانِيَ والسُّؤْدَدَا
فَهَلْ سَالَ دَمْعٌ عَلَى جِيِفَةٍ = وَهَلْ رَفَّ جَفْنٌ عَلَى رُقَّدا
(بِلاديْ ويَحْمي حِماكِ الشبابُ)=وَلكِنَّ فوْقَ الرِّقابِ المُدَى
فِلِسْطِينُ يَحْمِيكِ رَبٌّ رَحِيمٌ= سَيَنْصُرُ مَنْ أَقْبَلُوا سُجَّدا



عذراً للإزعاج
ـــــــــــــــــــــــــــــ

‎(1) ‎
عفواً يا سادةَ هذا‎ ‎العَصْرْ‎
إن كدّرَ صَفْوَ‎ ‎مجالِسكُمِ‎
أصْواتٌ تخْتَرِقُ‎ ‎الأـسماعَ‎
وَتُزْعِجُ جُدْرانَ‎ ‎القَصْرْ
عذراً إن آذتْ‎
صيحات المقهورينَ مسامعَكُمْ‏‎
من كلِّ‎ ‎مكانْ‎
عذراً إنْ دخَلَت‎ ‎مَجْلِسَكُمْ‎
دونَ‎ ‎استِئذان‎
عفواً إن هاجت أمواجٌ‎
مثل‎ ‎البركانْ‎
تستصرخ فيكم نخوتكمْ‎
واعتُبِرت مثلَ‎ ‎القطعانْ‎
ديست بنعالٍ ..واختنَقَتْ‎
بقنابِل غازٍ و‎ ‎دخان
عفواً يا سادةَ هذا‎ ‎العَصْرْ‎
إنْ عَرَضَتْ شاشاتُ التلفاز
بلا حرجٍ ‏
‏ منظر طفلٍ مختنق
ما بين ركام ودخان‏
يحضن أشلاءً وبقايا
ما اكترث لزمن ومكان
اغتالوا شمس‎ ‎طفولته‎
وانتزعوا منه‎ ‎الوجدان
عفواً إن عرضت شاشات‎ ‎التلفاز‎
بلا‎ ‎حرجٍ‎
أشلاءَ كهولٍ ملقاةٍ‎
عُرِضَتْ في فاصِل إعلان‎ ‎

‏(2)‏‎
‎ ماذا يتبقى من وطن‎ ...
يطعنه سارقه‎ ‎بحراب...؟‎
يسحلهُ فوق‎ ‎عباءته‎
أذناب مسيلمة‏‎ ‎الكذابْ‎
يتقاسم دمه‎ ‎جلاد‎
وحقير و بواقي‏‎ ‎الأعراب
ماذا يتبقى من‎ ‎وطن‎
تركوه أسيرا‎ ‎يتقوقعْ‎
قُيّدَ في كهف و تحوَلَ‏‎
في عيد الحب‎ ‎لمستنقعْ‎
و تضاءل في منتجع‎ ‎الذُل‎
وصار لمن يلعب‏‎ ‎مرتع‎
جُفِف في كل شواطئه‎
ما عاد لأنهره منبع‎ ‎
ماذا يتبقى من وطنٍ‎
لا يملكُ إلا‎ ‎الألقابْ‎
حتى النعجة تحمِلُ لقباً‎ ‎
وتزمجر وتعض الأنياب
والكعكة باتت تنهشها
سكين وتُصبّ الأنخاب
وعريس الغفلة مفقود
منسيّ إن حضر وإن غاب
وطن لا يملك مفتاحا‎
وطن لا يملك‎ ‎أبوابْ‎
خيطت وبدون‎ ‎مشورتهِ‎
كل‎ ‎الأثوابْ‎
حوصِرَ في سجن‎ ‎تملأهُ‎
ديدان‎ ‎الأرضِ‎
و يحرسه قانون‎ ‎الغاب
‏ وطنٍ‏‎ ‎مسبيٍ‎....‎‏ مقهورٌ .. ‏
مشطورٌ مُقتلعُ‎ ‎الأبوابْ‎
‏ وطن مكتنـز‏‎ ‎بالخيرات ‏
وليس بِجُعْبَتهِ‎ ‎أكواب
‏ يتضور جوعاً‎ ‎وحصاراً‎
و تعظّمُ فيه‎ ‎الأذناب
استُبدِلَ بِكروتِ التموينْ‎ ..
و بودل بطحين و‏‎ ‎عذابْ‎
وطن مخنوقٌ حتى الموت‎
و يُعطى جُرعات‎ ‎التسكين‎
ويوعد بدمارٍ و‎ ‎خراب‎
وطن مشنوق‎ ‎بحبال‎
مطعون في الظهر‎ ‎بسكينْ‎
محظور فيه‎ ‎الإنجاب
‏ ماذا يتبقى من وطن‎ ..
قُسّمَ نصْفَيْنْ‎ ‎على عجلٍ
قد كاد يذوب وقد ذاب
نصف يترنح‎ ‎محتضراً
محشواً في علبة(ألعاب)‏‎
مكبوتاً مقتلع‏‎ ‎العينينْ
مقموعاً مسلوب‏‎ ‎الأنساب
و النصف الآخر‎ ‎مُحْتَجَزٌ‎
‏ في‏‎ ‎سجن يحرسه الأذناب‏
اقتلعوا كل‎ ‎نوافذه‎
واقتلعوا كل‎ ‎الأبواب
ماذا يَتَبَقّى منْ حَرَمٍ
تَتَآكلُ ‏ كل مَآذِنِه
تتآكلُ ‏ فيهِ الأَثْوابْ
تتآكلُ ‏حيطان‎ ‎الأقصى‎
والعُرْبُ انهمكوا في‎ ‎الإِعراب‎
هل ألَفُ الأقصى ممدودة‎ ؟‎
أم كُسرت يا ويح‎ ‎الأعراب
فالنار اشتعلت في‎ ‎المحراب‎
ماذا‎ ‎يتبقى‎
إن هُدِمَ الأقصى أو‎ ‎ذابْ ؟

‏(3)‏
يتبقى شعبُ عملاقٌ‎
يتبقى قلمٌ‎ .. ‎أوراقٌ‎
يتبقى حجرٌ‎... ‎مقلاعٌ‎
يتبقى عزمٌ‎ .... ‎إشعاعٌ‎
يتبقى كهلٌ‎... ‎أشبالٌ‎
تتبقى أرض‎ ‎ورمال‎
يتبقى طير‎ ‎أبابيل‎
يتبقى زيتُ‎ ‎القنديل‎
تتبقى أشجار‎ ‎التين‎
تتبقى ذكرى‎ ‎حطين
يا أجمل أحرار الدنيا‎
هذا الوطنُ امتشقَ‎ ‎المَجْدَ‎
تسلق فوق‎ ‎التاريخ‎
وأقلق ليل‎ ‎التنين
فانتظري يا أُم الأحرار‎
يا صابرة فوق‎ ‎الصبر‎
وصامدة رغم‎ ‎الإعصار‎
ومقلقةً ليل‎ ‎التنين‎
فالفرج سيأتي في‎ ‎يومٍ‎
حتى لو في بضع‎ ‎سنينْ‎
قد ننسى‎ ‎الموتَ‎
ومن ماتوا‎
لكن لن ننسى في‎ ‎يومٍ‎
ذرةَ رملٍ‎
سكنت في أرض‎ ‎فلسطين



رِسالَة مِنْ أَب إِلى ابِن غير بارّْ ‏
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أَتَذْكُرُ حينَ كُنْتَ تَحومُ منْ حَوْلي
وتَضْحكُ مُمْسكاً ساقي
وَتَزْحَفُ مُمْسِكاً كَفِّي
تُبَعْثِرُ كُلَّ أَوْراقي
تُمَزِّقُ بَعْضَ أَفْكاري
وَبَعْضَ خَيالِيَ الباقي
فَأَمْسِكَ كفَّكَ البَيْضاءَ
‏ أَحْضِنُها بِأَعْماقي
وَأَنْسى كُلّ ما أَلْقاهُ
مِنْ تَعَبٍ وَمِنْ هَمٍّ وَإِرْهاقِ
أَقولُ فِداكَ يا وَلَدي
فِداكَ دَمِي وَأَحْداقي
أَتَذْكُرُ أَوَّلَ الخُطُواتِ
‏ حينَ خَطَوْتَ .. ثُمَّ سَقَطْتَ
تَضْحَك ُ .. بَيْنَ أَحْضاني
أتَذْكُرُ يا حَبيبَ القَلْبِ
‏ كيْفَ فَرِحْتُ ... كَيْفَ رَقَصْتُ
كَيْفَ تَزاحَمَتْ جَذْلى على شَفَتَيَّ
أَكْوامٌ مِنَ الضَّحِكاتِ
‏ كَيْفَ تَناثَرَتْ عِطْراً عَلى خَدَّيْكَ
آلافٌ مِنَ القُبُلاتِ
كَيْفَ سَرَقْتَ مِنْ عَيْنَيَّ
قَطْراتٍ من الدمعاتْ
أَتَذْكُرُ كَمْ سَرَقْتَ النَّوْمَ مِنْ عَيْنَيّْ ؟‏
وَكُْنْتُ أُبَدِّدُ السَّاعاتِ كَيْ تَصْحو
وَأَعْزِفُ بَعْدَها لَحْني
وَما أَنْ كُنْتَ تَلْمَحُني
تُخَرْمِشُني .. وتجرحني
وَكَمْ عانَيْتُ حينَ كَبِرْتَ
مِنْ كَدٍّ وَمِنْ تَعَبِ .. ‏
وَمِنْ فِكْرٍ وَمِنْ نَصَبِ
وَهذا اليَوْم تَأْخُذني إِلى الْمَأْوى ‏
‏ إِلى الْمَجْهولِ تَرْميني
إِلى بَحْرٍ بِلا سُفُنِ
فَهَلْ أَحْضَرْتَ يا وَلَدي
مَتاعاً يَحْتَوي كَفَنِي
أَكُنْتَ تُريدُ إِنْصافي
وكَفُّكَ كُنْتُ أَحْضِنُها .. أُقَبِّلُها ‏
وَكانَتْ بَلْسَمي الشَّافي
بِذاتِ الْكَفِّ يا وَلَدي
حَلَلْتَ عِظامَ أَكْتافي
وَمِنْ نَفْسِ الشِّفاهِ
طَعَنْتَ لِي قَلْبِي وَأَعْطافِي ‏
قَبَرْتَ الحُلْمَ في عُمْري
كَسَرْتَ أَكُفَّ مِجْدافِي
أَكُنْتَ تُريدُ إِنْصافِي .. ؟‏



عاشقة القدس
ـــــــــــــــــــــــ

هِيَ وَرْدَةٌ حارَ النَّسيمُ بِلُطْفِها = خَجِلَ النَّدى مِنْها وَلَمَّا زارَها
لَوْ قُلْتُ شِعْراً ساجَلَتْني وارْتَوَتْ = مَنْ نَبْعِها نَفْسي فَيـا أَشْعارَها
أَوْ قُلْتُ نَثْراً حاوَرَتْني فاهْتَدَتْ = روحي بنثر ٍيَسْتَطيبُ ثِمارَها
لَوْ أنَّ لي كُلَّ المَداراتِ التي = خُلِقَتْ لَكُنْتُ مسارَها وَمَدارَها
قالتْ كَفاني ما أَرى واسْتَرْسَلَتْ = عَصْماءَ يَحْتَرِمُ الوُجودُ وَقارَها
قالتْ مَلَلْتُ مِنَ الوُعودِ وَبَلَّلَتْ = لُغَةُ العُيونِ خُدودَها وَحِوارَها
وأَشاحَتِ الوَجْهَ الَّذي أَلْفَيْتُهُ = يَزْدادُ طُهْراً ... أَلْبَسَتْهُ خِمارَها
ما بالهُمْ أنفوا السيوف وأَتْقَنوا = لُغَةَ السُّكوتِ يُراقبون أَوارَها
أيْنَ التَّغَنّي بِالشَّهامَةِ يا تُرى؟= أمْ أَحرقوا عنوانَها وَمَزارَها؟
أمْ أنَّ تُجّارَ الْكَلامِ تَنافَخوا = شَرَفاً وَشادوا لِلْمَهانَةِ دارَها
يا مَنْ قَبَعْتُمْ في الزّوايا أين من = دَفَنَ الْكَرامَةَ واستَحَلَّ دَمارَها
ما عُدْتُ أَدْري صورَةً لِعُيونِها = أَوْ عُدْتُ أَعْرِفُ كُنْهَها وَقَرارَها
مَنْ أَهْمَلَ القُدْسَ الْمُعَظُّمَ شَأْنها = فاجتاحَ نذلٌ أمّةً وجِوارَها
بِئْسَ الجِوارُ جِوارُ مَنْ يَتفَيَّؤو = نَ سُكوتَهم ويُعَتِّمونَ نَهارَها‎
واللهِ لَوْ كانَ الصُّراخُ لِمَيِّتٍ = لَصَحا وَناجى في أسىً أَقْمارَها
لكِنَّ سُخْطَ اللهِ يَبْدو مُلْهِماً = لِمَنِ اسْتَكانَ وَما أزاحَ مَرارَها
يا قُدْسُ يا مَسْرى النَّبِيِّ فَهَلْ لَنا = يَوْماً صَلاة نرتجي أنوارها ؟



أبي
ـــــــــــــــــــــــ

كالغيث كنتَ
وما مللتَ الانهمارْ
وكَكَرْمِِ زيتونٍ عطاؤكَ
دون وعدٍ وانتظار
قلب بحجم الكون
أنبت في مدايَ الاخضرار
يا قدوتي في لجّة العيشِ
المضمّخِ بالنقاءِ
لن أنسَ يوماً أنك القمر
الذي اقتحم الظلام
وبأنك النور الذي منهُ
اكتنزت مشاعلي
وزرعتَ كل فسائلي
ورعيتَ ورد خمائلي
وزرعتَ عشقَ الأرضِ فيَّ
وكنتَ جذّرتَ البذورْ
وعبرتَ كل متاهة بَرَزتْ
لروضٍ من زهورْ
وأزلت من فوق الدروبِ
الشوك فازدان العبور
ومسحت عن عيني آثار الغبارْ
علّمتني أخذ القرار
ما كنت لولا قلبك المملوء
حبا أعتلي قمم المدارْ
يا والدي
والشيب يأكل كل ما
يلقاه في وضح النهار
لكنني وأمام ذكراك العزيزة والدي
فُُتِِحَتْ أمامَ نواظري مليون ذكرى
قد كنت فيها حقلنا وملاذنا
يا والدي ..
سافرت دون وداعنا
ما زلت من مثواك
تحرس رحلة قد كنت أنت بدأتها
حدّدت للسفر المسار
فاهنأ بما أورثتنا
بل نم قرير العين
يكفيني افتخار
يا والدي
إن كنتُ يوماً
حِدْتُ عن درب النقاءِ
قد لا أكونْ !
لا .. بل قد فعلتُ
فهل سيكفيني اعتذار؟



صك صلح عشائري‎
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَمنذُ الآن... أصبحنا ( بحمد الله‎ ‎‏)‏‎ ‎إخوانا‎
تَعانَقْنا ...... وقَبَّلْنا نعالاً داست الهاماتِ‎
عاثت في كرامتنا ......... وأنستنا قضايانا‎
وعلقنا على الجدرانِ... نخوتنا‎
وأغلقنا مسامعنا .. ‏
وجفّفنا‎ ‎مدامِعَنا‎
نسينا كل ما كانا‎
و بان بأننا لسنا ضحاياهمْ‎
فَهُمْ كانوا‎ ‎ضَحايانا ‏‎ ..!
شَدَدْنا فوق أيديهم‎
وَ شدوا فوقَ أيدينا ... حِبالاً ثم ساقونا ‏
فرادى ثم قُطعانا‎
أدام الله طيبتنا ..‏
‎ ‎أدام قيود أسرانا ‏‎ .. !!!
و سبحان الذي أحيا‎
بذور الحُب‎ ‎فالتهمت ... قضايانا‎
أضاعت كل ماضينا .. وكل قيود قتلانا‎
و قابلْنا جرائمهمْ .. بقُبُلات‎ ‎وبَسَماتٍ‎
على أرواح موتانا‎
فلولا السحر في البَسماتِ و الَشفَتينِ‎
ما سمحوا بدفن رفاتِ‎ ‎‏(مَوْتانا)‏‎
و سوف يُسَجِل التاريخُ في يومٍ مكاسِبَنا‎
و بعضاً من‎ ‎أغانينا‎
و سوف يسجل التاريخ كيف ( نلوك ) عزتنا‎
و نخوتنا و ماضينا‎
سَنَفخرُ أننا بالصَفْحِ حققنا أمانيهمْ‎
و أحرقنا أمانينا‎ .. ‎وكفّرنا خطايانا‎
و سوف نُبدِلُ الأحقاد‎
ننسى صفعةَ الجلادِ .. ‏
ننسى‎ ‎كل ما كانا‎
فَنَحْنُ العُربُ مشهودٌ لنا دوما‎
قِرِى الأضيافِ و القُصّرْ‎
و‎ ‎سوف َ نُشاطِرُ الجلاد بعضَ المِلحِ و الزعْتَرْ‎
و سوفَ نُعِلمُ‎ ‎الأحفادَ‎
كيفَ بغُصنِ زيتونٍ نقابل طَعنة الخنجرْ‎
وكيف نقبِّل‎ ‎الأيدي التي ألغت مشاعرنا ..‏
‏ وعاثت في شظايانا‎
وشكراً أيها‏‎ ‎الجاني‎
فَقَدْ عادت إلى الشفتين بسمتنا‎
و قسّمنا حقول وماء بلدتنا‎
فكان‎ ‎لنا مقابرنا .. وأكواخ تخمّرنا‎
ومزبلة ومحرقة وبسمات تواسينا‎
و كان لهم‎ ‎جميع تراث ماضينا‎
و قسمّنا مياه البئر والبركه‎
لهم ما تُنْزِلُ الأمطارُ‎ ..
ما تحويه بِرْكَتُنا‎
وما جادت به الآبارُ‎
ما يجري بِوادينا‎
وأبقواْ حلمنا المقبور
بل قتلوا أمانينا‏‎
وقسّمنا شوارعنا‎ ..
وكل بيوت‎ ‎بلدتنا‎
فكانَ لَهُمْ جميع وكلّ ما شاءوا‏‎
شوارعَ أو دكاكينا‎
و كان لنا مساراً آمنا (حقاً)‏‎
نُزَيِّنُهُ بأسلاك تزيد الدرب‎ ‎تقنينا‎
يلفُ الحبل حوْلَ رِقابنا زوراً‎
ويحمي ظل قاضينا‎
‎ أخيراً ثم‎ ‎تحضيراً‎
لختمِ المحضرِ (التعبانِ‎ ..!‎‏ )‏‎
باسم العُرْبِ والعربانِ‎
باسم‎ ‎الجُرْبِ و(الجربانِ‎ ..!‎‏ )‏‎
باسم الجاهة الكبرى‎
بنو (اليو إنِّ) و(القطعان‎ ..!‎‏ )‏‎
سنكتب صلحنا هذا‎
بلا شرح ولا عنوانْ‎
منذ الآن أعلنا‎
بأن البرقع الملعون‎ ‎قد شِلناه‎
إكراماً لمن سحقوا قضايانا‎
و أن وريقة التوتِ التي‎
غطت‎ ‎مَساِوئَنا‎
تَفاوْضنا و شِلْناها‎
وبعد تراكم القبلات‎
في حبٍّ حرقناها‎
و منذُ الآن أعلنا‎
بأنا قدْ َتنَازلْنا‎
و أسقطنا جميعَ حقوقِنا‎ ‎عَلَناً‎
وإكراماً لمن حضروا‎
ومن ناموا ومن (شخروا ) ‏‎
ومن ضحكوا ومن‎ ‎ضجروا‎
وإكراما لمن هدموا منازلنا‎
و إكراماً لِشيخِ قبيلةٍ‎
صارت‎ ‎تغازِلُنا‎
ونسياناً لموتانا وأسرانا و قتلانا



أضغاث أحلام
ــــــــــــــــــــــــ

حلمتُ ذاتَ ليلةٍ بأنني
أعانق السماء
وكنتُ قدْ قرأتُ يومها
قصائدي العَصْماءْ
فهاجَ الناسُ من بوحي وأشْعاري
وجُنّ البعضُ من نثري لأفكاري
وكم أبدعت في الإلقاء
وفي (حُلْمي) ...
رأيت الناس (ترفعني) على الأكتاف أحياناً
وأحياناً على الأعناقْ
ودوّت صرخة كبرى :
هنيئا أيها العملاق
وحانت لحظة التكريم .. أهدوني
وسامَ الشعرِ والشعراءْ
وخطّوا كل أشعاري بماء الوردِ
لا قيد ولا استثناء
وقالوا : فلْيعش عنتر
(وكلُّ القولِ في الأحلامِ طبْعاً)
(أو كما أَذْكُرْ)
ولكن عندما استيقظت من
(نَخْزاتِ) سكينٍٍ كما الخنجرْ
رأيتُ الفوجَ تِلْوَ الفوجِ من حولي
وخَمْساتٍ من العسكر
رموا الأشعار قدّامي
وكانت هذه الأوراق تبكي
نزف أقلامي
وفي صمتٍ توالت صرخة الأوراق .. يا ويلي
قتلتم فِيَّ أحلامي
وما أن أثقلوا قيدي
وقيدُ مَلَفيَّ المُنْكر
رأيت ملفَّ أشعاري
وعنوان بلونٍ داكنٍ أحمر
( ملف الشاعر الأزعر)



إني خلعتك يا حبيبتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالَتْ : تَعالَ أُعَطِّــــــــرْ فيكَ أَجْوائي = قُلتُ اتْرُكيني فَمــــــــا لِلْحاءِ مِنْ باءِ
قَدْ زَيَّنَ الشَّيْبُ لَيْلَ الرَّأْسِ يُعْلِنُهُ = وَشْماً وَوَشَّح بالتَقْــــريرِ إِمْضائي
فاليَوْمَ لا قَمَـــــــرٌ في اللَّيْلِ يُسْهدني = لا هَمْسةٌ عَبَرَتْ في رَوْضِ إِنْشـــائي
قالَتْ : أَتَذْكُرُ مُذْ كانَتْ مَوَدَّتُنا = تَرْنو عُيوني لِوَصْلِ الزَّهْوِ بِالرّاءِ‏
قُلْتُ : اتْرُكيني فـَ قيـسٌ لَمْ يَعُدْ أَمَلاً = أَضْناهُ عِشْقُكِ مِنْ عَدٍّ وَإِحْصــــــاءِ
قالَتْ أَيا (كَبِدي) دَوْماً تُعَقّدُهــــــا = ماذا سَيَحْصُلُ لَوْ حاوَلْتَ إِطْـرائي
قِدْ جِئْتُ أَرْقُبُ في عَيْنَيْكَ مَنْزِلَتي = ألفَيْتُ قَلْبَكَ مُهْتَمّاً بِإِقْصـــــــــــائي
قُلْتُ اتْرُكيني فَما لي لِلْهَوى نَسَبٌ = قَدْ غَيَّرَ العُمْرُ أَقْـــــــــوالي وأنْدائي
خُــذي لكل زوايا الجيب جدولها‏ = خــذي القصيد وفوق البيع أشيائي
‏خــــــــــذي الدَّفاترَ لا ما عُدْتُ أَرْغَبُها = إِنّي خَلَعْتُكِ ..... قَدْ أَعْلَنْتُ إِبْــــــرائي
إِنّي خَلَعْتُ (الرَّياضِيّات) لا أَمَلٌ = لا لِلرّجوعِ .. وَمَهْما كانَ إِغْوائي



هذا الفنيقُ منار العلمِ والأدبِِ = أنعم به موئلاً للطيبِ والنُّخَبِ
إنْ أنتَ تبحثُ عنْ روضٍ لِتَزْرَعهُ = فانْهلْ من الوَرْدِ من بُستانهِ الرََّحِبِ
شعر ً وٌنثرٌ وومضاتٌ وخاطرة ٌ= والفكر تنهله من فاخر الكُتُبِ
إن رمت درّاً فَبحر الضاد يسْكُنُهُ = أو رمت فكرا سمعت الصوت كاللّجبِ
تشكو مضارب بعض القوم من فَلَسٍ = أمّا مَضارِبهُ تَكْتَظّ بالنُّجُبِ
إن كان للشعر من فخرٍ يدثّرهُ = فالفضلُ للبيتِ من فخرٍ ومن نَسَبِ
أو كان للنثر من مجدٍ يعانِقهُ = فللمضافة فضل البوح والحسب
يا لائمي في هوى الفينيق أطربني = شدو البلابل في سحر وفي أدبِ
‏أكرم به نبع ضاد زادها ألقا = أن تنثر الطيب والأنسام كالحَبَبِ
[/center]



اعْتِرَافْ
ــــــــــــــــــــــ

حَيْثُ أجْلِسُ فوْقَ كُرْسيّي المُزَرْكشِ في دَهاليزِ الرُّواق
ثُمَّ مِنْ دُرْجٍ تَعَطّر بِالرِّياء
أَخْرَجْتُ أَسْلِحَة النِّفاقْ : قَلَمي المُذَهَّب وحُروفا
لَفَظَتْها لُغَةُ الضّادِ ودَفْتَرا يَخْلو مِنَ الصِّدْقِ
وصُبْحاً لَيْسَ لِطَلَّتِهِ مَذاق
قُلْتُ لِغُرابٍ يُعَشِّشُ في ثَنايا الرّوح : حَلّق ..
قالَ كَيْف؟ وَبومةُ تَغْتالُ صَوْتي
وأنا المَخْنوقُ المُحاصَرُ بَيْنَ بَوْحي وَالْقَلَم
أنا لا أَسْتَطيعُ كِتابَةَ أحرفي الزَّرْقاء بعدما اسْتَأْصَلْتُ مِنْها النَّبْض
أو طَرْح تَفْكيري المُزَّيَف
إلاّ إذا أحْضَرَ الخادِم في احْتِرامٍ قَهْوَتي أَحْتَسيها بِهُدوء
ثُمَّ أبْتَدِأُ الكِتابَةَ في عُجالَةْ : أوْقِفوا هذا الحِصار
ثُمَّ أضْحَكُ مِنْ تَفاهَةِ ما كَتَبْت
وَأَعودُ أرْتَشِفُ الْبَقايا مِنْ بَقايا قَهْوَتي
فَلَعَلَّني آمَنْتُ أَنّي مِنْ سُلالةٍ باعت ضَمائِرَها
لِقاءَ قُبْلَةٍ مِنْ قِرْدٍ مُدَلَّل
ثُمَّ عَرَضَتْ ضَفائِرَها البيضاء في سوقِ النَّخاسَةْ
كَمْ سَطَّرَ القَلَم الُمُسَيّر فَوْقَ أَوْراقٍ قَديمَةْ
قِصَّةٌ (دَبْلَجْتُها) وَصَرَخْتُ بَيْنَ سُطورِها
وَنَسيتُ تَوْصيف الجَريمَة
قَلْبي عَليكُمْ أيُّها الأَطْفال ....
وَضَحِكْتُ حَتّى ابْتَلَّتْ الأوْراقُ مِنْ دَمْعٍي
وَمِنْ وَجْهٍ تَجَلَّلَ بالعَرَق
وَبَعَثْتُ أوْراقي لِصَحيفَةٍ صَفْراء أَدْمَنَتْ صُنْعَ الحَرائِق
وَأَمامَ مِرآةٍ مُعَلَّقَةٍ بِطولِ حَمّامِ ساوْنا
رَفّها امْتَلأَ عُطوراً
خَلَعْتُ في فَرَحٍ قِناعي وَخَرجْتُ كيْ أَحْضِرُ حَفْلَة للرَّقْصِ
يُرْصَدُ رَيْعُها لِلرِّفْقِ بالْحَيَوان
وَتَذَكَّرْتُ بَأنّي قَدْ نَسيتُ على الرَّفِ ضَميري
وَبِأَنَّ بَحْراً هائِجاً يَدْفَعُ ثَمَنَ الصَّمْتِ
وَأَنا أَقْتاتُ عاراً وَدَماراً



نحن صناع الفاسدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كنت في إحدى الأماسي
ناسياً ما قد أقاسي
كانت القاعة ملأى
برؤوسِ وكراسي
وإذا بالناسِ قامت ...‏
هَرْوَلَتْ .. من كلّ صوبٍ
أتلفوا بعض مداسي
كان ما يجري فظيعاً
يا إلهي ...!!!
قلت في نفسي لماذا
هرولوا من دونِ وَعْيٍٍ
بارتباكٍ وحماسِ
رُبَّ زلزالِ مريعُ
داهمَ القاعةَ ... لا ... لا
رَبِّ جَنِّبْنا المآسي
واستدار الناسُ .. عادوا
بينهمْ مملوء كرشٍ
‏ مترفٍ .. ضخم المقاسِ
كان .. بعض الناسِ .. صدْقاً
كالدمى فوق الكراسي
كان كالطاووسِ يمشي ‏
شامخاً مثل الرواسي ‏
كان نصف الرأسِ أصلع
كانَ كالمصباحِ يَلْمَعْ ‏
كان .. صِدْقاً غير مُقْنِعْ
وكأن الناس طلاّباً صغاراً
بدأوا اليوم الدراسي
وبدا (المنفوخ ) هذا
يخلق البسمة .. يزأر
قُلْتُ للجالِسِ خلفي
مَنْ تُرى هذا الغضنفرْ ؟؟؟
قال في صَوْتٍ خَغيضٍ
‏" اسم هذا الضيف عنتر "‏
صرتُ .. أرْنو .. أتَذَكَّرْ
إنني أعرف عنتر
إنهُ في كلّ رُكْنٍ ..‏
من نوادٍ أو منابرْ
أو دروب أو معابرْ
أينما كنت سيظهر
إنّهُ نجمُ المواقع والصوامعْ
والرياضيُّ المصارعْ ّ‏
إنّهُ الضالعُ في علمِ السياسةِ
إنّه الغارق في بحر النجاسة
يختفي عنترُ مرّاتٍ ويظهر
ينقل العنترُ هذا عاملاً
في كرمِ زيتونٍ إلى
مشفىً ( يُقَسْطِرْ )‏
من هو العنتر هذا ؟؟؟؟
ربّما يبدو غريباً
إنهُ ما كان يوماً
مشرفاً في أيّ حقلٍ ‏
أو وزيرٍ أو مديرٍ ‏
إنّهُ لا شيءَ يُذكر
فلماذا نترك العنتر هذا يتمادى ؟‏
‏ولماذا كلّما لاح هتفنا (عاش عنتر)؟
هل علمتم من هو المسؤولُ
عن أفعالِ عنتر ؟
إنهم أنتم ..... أنا .. ... زيدٌ و بندرْ ‏
نحنُ من طبَّلَ أو غَنّى وزمَّرْ
من نفخنا الطبلَ حتى‏
صار عبئاً ليس أكثر
إننا من يقفز من
‏ فوق الكراسي للغضنفر‏
إننا من يصنع اللاشيء شيئا
إننا من زان للذئب الكراسي
وافترشنا الأرض نشدو‏
بين أكوام المآسي



قَنّاص
ـــــــــــــــــــــــــــــ

آريس عادْ
وَطُيورُهُ (طَيْرُ أَبابيلُ) تُمارِسُ كُلّ أنْواعِ الفَناءْ‏
وَرِياحُهُ تَجْتَثُّ أحْلامَ الجُذورِْ ‏
تَغْتالُ قانونَ البَقاءْ
وَمَواكِبُ الموْتِ الْمُقَنَّعِ مَرْكَبٌ شَقَّ الدِماءْ
الموتُ آتٍ منْ علِ أو منْ نَوافِذ مُعْتِمَةْ
ويُطِلُّ شَيْطانُ مُلَثَّمْ
يَخْتَفي خَلْفَ النوافِذِ والقُلوبِ المظْلِمةْ
يختارُ نافِذَةً لِيُرْسِلَ في حُبورٍ أنْجُمَهْ
عَيْناهُ عَيْنا مُدْنفٍ للعابِرينْ
‏ وفؤادُهُ صَخْرٌ ويَشْتاقُ الْوَداعْ‏
وحُبُّهُ مَوْتٌ مُحَتَّمْ
وَيَداهُ بارِعَتانِ في تَلْوينِ أرْصِفَةِ الشوارعْ
عُيْناهُ تُلْقي نَظْرَةً فَوْقَ الْوُرودِ الْعابِرةْ
يَخْتارُ مِنْها مَا يشاءْ ‏
ثمّ يَتَّخِذُ الْقَرارْ
وَيُقَهْقِهُ الشَّيْطانُ دونَ عِلْمٍ
أنَّ بَطْنَ الأرْضِ مَقْبَرَةٌ لِأَحْلامِ الضَّحايا
تَنْثُرُ الَّلعَناتِ وتَكْتَنِزُ الْحُلُمْ ‏
وَتُحَلِّقُ الأَرْواحُ مِنْ فَوْقِ الْقِمَمْ
الْكَوْنُ يُخْلَقُ مِنْ عَدَمْ



هيا امتشقه مهنّدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هيا امتشقه مهنّدا = واسرِجْ وإياك التوقفْ
لا وقت للتفكيرِ في = صبرٍ ولا ترتيبِ موقفْ
وَغْدٌ تمادى وادَّعى = دوماً أكاذيب التعففْ
فأمام عينيك الدماء = وخلفها الأشلاء تنزفْ
أرواحُ أطفالٍ ضحايا = أُزْهقتْ وبدون مسعفْ
بركان نار أشعلــوهُ = ولم يزل بالحقد يقذف
ما ترتجي من قاتل = ورث النذالة والتعسف
أرجوتَ من غضب العروبةِ = موقفاً إلا التأففْ
أو بالبقايا من موائدهمْ = ويرجون التقشف
آهٍ .. أمعتصماه ضاعتْ = خلف جدران القصورْ
باتت ضمائر ساكنيها = جثّةً وبذور زورْ
أنت الذي صنع الطغاة = وتهت في وهج العبور
واستنفذوا منك الحياة = وأعلنوا منك النفور
تركوك ترقد في العراء = على التراب وفي الجحور
عيناك ترنو للسماءِ = وليس غير الله نور
أبشر فان الله حقٌّ = ما فعلت فلن يبور
ولسوف تُفتتح المعابر = فاستعدّ إلى العبور
أمّا الوجوه الكالحات = فسوف تلفظها القبور



اكتئاب مهاجر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

تكالبت الهموم أمام بابي = وزادت من بلاياها عذابي
أنا يا أمّ لو تدرين أني = أعيش بغابة وسط الذئاب
أكافح من بزوغ الفجر حتى = حلول الليل في سود الثياب
فلا أحد يشاركني همومي = ولا أحد يشاركني اضطرابي
ولا وجه يزيل الحزن عني = ولا سطر يزين لي كتابي
ولا حرف يمس شغاف قلبي = ولا قـلب يحن عـلى اغترابي
ولا وطن أبثُّ له حنيني = ولا مطر ٌ على أرضٍ يبابِ
أدور وعالَمي يزداد ظلمـاً = ويسجنني وحيداً خلف بابي
إليك الله أشكو ما أُعاني = وأرجو العفو عن ذنبي وما بي
إلامَ يحفر الأغــراب قبري = وأبقى خائفا سوط العـذاب
أأبقى أُدمن الأحزان حتى = يلوح الضوء من خلف الضباب
وقد ملّ الفؤادُ لظى انتظاري = وودع خافقي أمل الشباب
كفاكم أيها الأعراب نوماً = فطعم الذل ليس بمستطاب
إليك الله أشكــو ما أُعاني = وأرجو العفو عن ذنبي وما بي



حين تضحك ساجدة ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هي طفلة وُلدت وبين أكُفّها‏
تجري الدماء
ترخي ابتسامتها الذهول ‏
على وجوه العابرين إلى الدمارْ‏
وتضمّها أشلاء أمٍّ أسندت رأس الرضيعة ‏
‏ فوق زندٍ غار في عمق الغبارْ
كم كانت الأشلاء طاهرة
وريح المسك يعبق من ثناياها
ويُلبسها خمارْ
وفدت جموع تفتفي الأنفاس من بؤر الخراب
وتلملم الأشلاء مختلطاً بهالتها التراب
وإذا بصرخة طفلة تنسلُّ من بين الركام
كانت تخبئ وجهها في صدر أمٍ ماجدة
كانت ملاكاً رغم ما يعلو تقاسيم الطفولة
من ألم
كانت تحملق في السماءِ وتبتسمْ
كيف البراءة دنّستها أمنيات حاقدة
سجدت كعابدةٍ على الصدر الحنون
واستوطنت فيها الحياةُ
وتلك قصة ساجدة
هي جذر صفصافٍ تعمّقَ في الثرى المكلومِ
ما شرب المياه الراكدة
وترعرعت بين الأيادي والقلوب الواعدة‏
الكل يعشق ساجدة
كل النسائم والطيور
‏ وكل نفس ساهدةْ
وكل أشجار الصنوبر والرمال
‏ حتى نحاسات القذائف
والليالي الباردة
هي طفلة ما أتقنت إلا البراءة‎ ‎والبكاء
وتعيش لا تدري لماذا ، داؤنا ملَّ ‎الدواء
وإذا استظلت حزنها غابت شموس نهارنا
وتقدّمَتْ سحب الشقاء
لكننا وبدون ميعادٍ رأينا ساجدة
فإذا بطيبٍ في مشاعرنا انتشر‏
ضحكت ودون سؤالنا هطل‎ ‎المطر
لم يختفِ رغم الغيوم شعاع نجم أو‎ ‎قمر
والكون أصبح باسماً
وتعاقبت أحلى الصور
هيّا اضحكي يا ساجدة
إن المراكب عائدة



القلوب الشامخة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أجزل عطائك من خير بلا كللٍ = إنَّ المروءةَ تيجانٌ لراعيها
كمْ منْ قلوبٍ كما الأشجار شامخةٌ = رغم العواصف تُعطي كلّ ما فيها
كم نخلةٍ طَرَحَتْ خيراتُها كَرَما = رغم القساوةِ ، حين الناس تَرْميها
لا يَرْجُمُ الناسُ أشجاراً بلا ثـمَرٍ = تُعطي الثمارَ بإشفاقٍ لراميها
والأرض تُعطي بلا عدٍّ ولا عددٍ = فالنهر يجري ولـوْ جفَّتْ سواقيها
والحرُّ يَصْبِرُ ، والأيّـامُ تَعْصِرُهُ = لا يَحفلُ الحُرُّ إنْ زادت مآسيها
من يزرع الخير في الدنيا سَيَحْصُدُهُ = من يَزْرَعِ الشرَّ يجني علقماً فيها
فاستثمِرِ الخيرَ في الدنيا وإنْ جَحَدَتْ = بعض القلـوبِ يكونُ الحقدُ بانيها
إنّ المروءةَ فضلٌ غيرَ مكتسبٍ = لا الحقدُ يوقِفُها ، لا الشرُّ يقصيها
يا عابراً ، واهماً ، دنياكَ زائلةٌ = لا تركبِ الموجَ ، للـدنيا مراسيها



شكوى طالب كسول في الرياضيات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إني ابتليتُ وما بلوايَ من مرضٍ = واللهُ أدرى بأحوالي وما فِيِها
كلّ الرموزِ سكاكينٌ بخاصرتي = واللهُ يعلم كم أخفيت طارِيِها
مشاكلُ الخلقِ تأتي ليس يَرْدَعُها .= شيءٌ ونعجبُ من إصرارِ مُهدِيِها
ما لي بِزَيْدٍ وقد أغناه دِرْهَمِهِ = يأتي بزيت وأطيارٍ يناجِيِها
أأُشغل النَفْس في حـلٍّ لمسألةٍ = يرتــاحُ صاحبها كي أُبتلى فِيها
قد زادَ حملي من جبرٍ وهندسـةٍ = يا ربّ فارْحَمْ فؤادي من بلاويِها
أما الحساب فهمٌّ لا يفـارقني = نارُ المسائل تكوي النفسَ، تشوِيِها
هَمُّ التفاضلِ شالَ النوم من مُقَلي = أما التكاملُ صـدقاً سوف يعمِيِها
(إحْصاءُ) هَلَّ وما أدري بواطِنَهُ = أما القطوع فيا ربّاهُ أُخفِيِها
يا ربّ جنّب (أبا شادي) ملاحقتي = وارزقه غيري بصيراً في معانِيِها
لو خيّروني بأن أغـزو بواطنهـا = أو أكسر الصخر كنت اخترت ثانِيِها


عدد النصوص : (18)

المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

سيزهر النوار ولو بعد حين ـ صلاح ابو شادي
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع :رقم الايداع :ص.ش/ 15 / 2017
تاريخ الايداع : 28 - 03 - 2017















  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:05 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط