|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
31-12-2017, 01:12 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
محراب
محراب
هناك في عتمة الظلام حيث النور الهلامي يتموج في قطرة ماء فيروزية تضاءلت كي اراها بحجم غرفتي . لقد أصبح هذا البعد الخفي غرفتي او بالأصح محرابي السري .لن ينفذ أحد الى هنا. فليس فيه ما يدأب البشر على التنافس في الحصول عليه. مجرد زاوية بستان لايكترث لها أحد. بعيداً عن كل مايمت لحياة البشر المملة. جلست على ركبتي أسفل قطرة الماء استنشقت نسيمها البارد.ترنحت مستلقياً بجوار أصل نبتة خضراء من الأصل وحتى الرأس.اتكأت عليها.إنها حقاً منعشة. برودتها امتصت حرارة الألم الذي تراكم في قلبي طيلة ثلاثة أعوام من النحيب على من فقدتهم خلال الحرب. تبقى القليل من الألم.انه بمثابة الجذوة التي لن تنطفئ مهما حاولت معها.لابد للإنسان من جذوة حزن ضئيلة تبقى مشتعلة في قلبه ليستمر في إنسانيته.وإلا فلن يكون سوى أيقونة جوفاء. هذا القانون البشري سوف يقود الدنيا الى النهاية. فبسببه يصطنع البشر أسباباً كي يشبوا نار الحزن في قلوبهم. يتسببون لبعضهم بالحرمان والظلم. حتى وأنا في عالمي الإفتراضي هذا أراني أضع رأسي فوق ركبتي . حالة الوجع التي تعتريني كلما راودني البكاء ( ليس هنا..أرجوك ِ يا عيني ) سالت الدموع على خدي. صار سبب البكاء هذه المرة هو أنني قد انتهكت حرمة هذه البقعة المقدسة بجلبي الحزن إليها. أشعر بخجل شديد من النبتة الخضراء التي احتضنتني بكل الحب.ومن قطرة الماء التي تتعلق فوق رأسي. أشعر بهما يشعران بالحزن .. لقد أدخلت القانون البشري الى عالمهما. وبذلك تستمر مهزلة الحزن. فلتتوقف أيها الزمان في هذه البقعة. فأنت الوحيد القادر على تجميد الحياة مدة كافية لمحو آثار الحزن منها ومن الأرض بأكملها ..عسى أن يعيش البشر فيما بعد دون حزن الظلم والحرمان.
|
||||
01-01-2018, 09:36 AM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: محراب
اقتباس:
الأديب المكرم عبدالله احمد
سردية رائعة تأخذ انتباه القارئ نحو المعاني الخفية المختبئة خلف الظاهر الكثير.. ما بين النبتة الخضراء وقطرة الماء ثمة مشاهد يرسمها المتلقي حسب قدرته ومعرفته بالتقاط الأنفاس العابرة ..! حقيقة أمتعني ما قرأت وأوجعني أكثر ونحن كما تعلم نميل الى ارتشاف الحزن والوجع ..هكذا..بهذه الطريقة نشعر بالعذوبة التي تمر مسرعة. كم تمنيت لو أن القفلة كانت أقوى فقد شعرت أنها ثقيلة ولم تكن بمستوى ما حمل النص من شغف وحرارة ربما لو توقفت عند {أشعر بخجل شديد من النبتة الخضراء التي احتضنتني بكل الحب.ومن قطرة الماء التي تتعلق فوق رأسي. أشعر بهما يشعران بالحزن .. لقد أدخلت القانون البشري الى عالمهما. } وربما أنني رأيتها من زاوية رؤية غير دقيقة. دمتم ودام مدادكم احترامي وتقديري
|
|||||
21-05-2020, 03:09 AM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: محراب
اقتباس:
دمت بود وحبور عزيزي الاستاذ محمد بديوي ربما كانت القفلة من ناحية دلالية تحتاج شفافية أكثر كما طرحت انت . لكن النصوص النازفة بالاوجاع تنساب من كهوف البنيوية اللحظية المحكومة بالنزف ذاته. مودتي العميقة لك
|
|||||
25-06-2020, 02:43 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: محراب
سلام الله
نثمن تواصلكم مع وليدات حروفكم الى فضاء التلقي وود |
||||
22-06-2021, 06:33 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: محراب
مودتي لك عميدنا
|
||||
22-06-2021, 09:03 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: محراب
اقتباس:
و لغة رقيقة راقية ، شكرا لك الأديب الأستاذ عبد الله أحمد تقديري
|
|||||
22-06-2021, 09:58 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: محراب
اقتباس:
مودتي لكِ ولأهلنا في مصر الغالية
|
|||||
23-12-2021, 06:48 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: محراب
قصة رائعة ومدهشة
تقديري استاذ عبد الله |
|||
18-10-2022, 02:22 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: محراب
شكراً لكِ على مروركِ الجميل على حروفي أستاذة فاطمة.
مودتي.
|
||||
|
|
|