العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ مَطْويّات⊰

⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-2020, 03:11 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ياسر سالم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمةالأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية

الصورة الرمزية ياسر سالم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


ياسر سالم غير متواجد حالياً


افتراضي كان.. ياما كان..




واشوقاه للبدايات الجميلة ..
والدوحات الظليلة
والنسمات العليلة..
والطيور على أشكالها،
والشمس بجدائلها وضفائرها..
و الازهار بخمائلها .
والندى على العشب الأخضر مع ضوء الصباح لؤلؤ منثور..

كنت أسير والكون يلفني
والسماء تظلني
الأرض، بساط أخضر يمتد أمامي
، والحقل المزركش باخضراره وجداوله يحيط بي ويملؤني..
أسمع شقشقة العصافير عند الغلس ..
ولا أعبأ بنعيق غراب عابر يتخللها
.. ألمس الزهور الناعمة بيدي
ولا أحزن حين تنال من أصابعي الصغيرة وخزة سريعه لشوكة مختبئة، غافلت عين حارث ، فلم تُخَضد بعد..

أسيل مع جداول الماء.. مترقرقا عند البحر الصغير .. وأتذكر جهادنا ضد الحملة الفرنسية التي كانت تمخر بمراكبها عباب بحرنا لتلاحق المجاهدين من آل طوبار..

أقفز إلى الماء جزلا.. ليبتلعني البحر الي حين
أخرج بعدها للشمس الدافئة..
فيتبخر بلل ملابسي أمام عيني في لحظات
.. أصنع من الطين الأسود حصانا ..وأفشل في تثبيته متوثبا على الأرض غير المستوية
... يناديني أبي :.. تعال ... خذ هذه..
فأمد يدي الصغيرة في حبور ..
وأتناول منه مشدوها ثمرة عنب أحمر برى، تدلت عنوة متهادية على غير إرادتنا، بين اوراق زرع غرسته أيدينا ، ولم نغرسها!

.. أرمي بصنارتي في البحر ..
وأتوهج طربا حينما تداعبها سمكة شاردة..
وأظل أرخي لها خيطي توددا.. حتى أخرجها من عالمها فرحا بها ..كما لو كنت انا من صاغها في قالب براءتي الصغير
كنت أحب الناس جميعا ..
ولا أعرف أنه كان ينبغي عليّ أن أقتصد في محبة بعضهم،
كنت أمشي بين الحقول
مشرع العينين..
مورق القلب ....
حافيَ القدمين
.

أفرح حين يدنو العيد متبسما
كان مظنة اهو ولعب وحلوى..
ونعل جديد ..وثياب قطنية قد حاكتها يد الحائكة من فرح الحقول ..وألق الربى ..
كنا .. وكنا.. وكنا...
ثم..
ولّى الزمان ..ولم يستدر كهيئته ...
مات أبي وأنا ارسف في ربقة الأسر بائسا مكبلا ...!
وحتى تحررت ارادتي
وانفلت قلبي من بهو الطغاة..
هجرتُ الحقل مكرها...
ومنذ سنوات لم أزره ..
حتى إذا ما دنوت منه عن غير قصد ..أو أخذتني إليه خطاي غريبا على حين سهو ..أو شرود..
أسرع مبتعدا ولا أدرى لماذا ؟!!.
.
ليتنا نعود صفحة بيضاء كيومها ..
ولكن هيهاااااااااات ....
تكدّر الماء بعد نقاء
ورنق بعد صفو
و كثر النقش على الصفحة ..
وكثر المسح أيضا ..
فتغبشت الصورة ،
واستحال بياض الأوراق إلى لون قاتم ،
تتخلله نقاط رمادية، وثقوب سوداء .....

تذكرت هنا ما أضناني الهروب من تذكره..

تذكرت شيئا قد مضى لسبيله
ومن عادة المحزون أن يتذكرا...






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2020, 05:03 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خديجة قاسم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كان.. ياما كان..

وكم في جعبة المحزون من ذكريات تمدّ مخزونه من الألم حتى يفيض ويغرق ما حوله
نص جميل يأخذ القارئ في دروب حقوله إلى منتهاه

بوركت أ. ياسر ودام العطاء

إن أذنت لي:

أقفز إلى الماء جزلا..
لعلك أردت: جذلا

كان مظنة اهو ولعب وحلوى..
يبدو مع الطباعة انقلبت اللام ألفا

كل التقدير و الاحترام







  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2020, 07:05 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كان.. ياما كان..

يال الحرف وهويحيك ذكرى من جمال الماضي الخالد
وطفولة نمت بين حقول احتفظت بنقش تلك البدايات الصافية
جميل ماخط القلم هنا
دام التألق






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2020, 09:46 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


نوال البردويل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كان.. ياما كان..

تدق الذكريات أجراسها وبلا استئذان تأخذنا إلى البعيد
إلى أيام البراءة والقلوب الممتلئة بالحب دون مقابل
إنها حياة الطفولة بكل ما تحمل من بساطة
خاطرة جميلة بحرف جميل وقلم متمكن
تحياتي أ. ياسر






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-06-2020, 10:42 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الحمصي مصطفى
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية الحمصي مصطفى

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


الحمصي مصطفى غير متواجد حالياً


افتراضي رد: كان.. ياما كان..

لقد جعلتَني أعيش أجواء طفولة ليست بمكان قصيّ من ذاكرتي .. وعلى مرمى نظر قلبي الكثير من الرفاق والخلّان الأوفياء .. ومسارح اللعب ، ومفاتن الأرض ..
نصّ ينثر رماد الأوجاع الراكدة فيشتعل ما تحتها من نار الحنين ..
محبّتي وتقديري شاعرنا الياسر






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط